ترفيهمسلسل لست خائنة

مسلسل لست خائنة الحلقة الخامسة والسادسة

 

 

الحلقة الخامسة

تذكرت دينا ذلك اليوم منذ اربع سنوات عندما ساءت حالتها النفسيه و أصبحت فكرة الانتحار مسيطرة عليها لكنها كانت تقاوم خوفا من الله فقررت اللجوء للطب النفسي طلبا للمساعدة و بالفعل اشتركت في أحد المواقع للارشاد النفسي و كتبت مشكلتها مع اسماعيل و كيف وصلت لتلك المرحلة و قد تم الرد عليها من أحد الأطباء النفسيين و قد كان طبيبا مصريا يعيش في فرنسا و قد طلب منها ان تتحدث معه عبر احد البرامج حتى يستطيع مساعدتها و وافقت دينا …. و ما زالت تذكر اول اتصال بينهما:
الطبيب:السلام عليكم
دينا وهي تبكي:و عليكم السلام
الطبيب:اسمك دينا مش كده؟
دينا:ايوه
الطبيب:ممكن تحاولي تهدي شويه
دينا وهي تبكي بهيستيريا:انا تعبانه اوي وخلاص مش قادره استحمل حياتي اكتر من كده
الطبيب يسمع صوت بكاء طفله:ده صوت بنتك؟
دينا تبتسم من خلال دموعها:آه يارا
الطبيب:اسمها حلو جدا, انتي اللي اخترتيه؟
دينا:انا عمري ما اخترت حاجه في حياتي
الطبيب:ممكن تشربي كوباية ميه
دينا:ليه؟
الطبيب:عشان تبطلي عياط
دينا بعد شربها للماء تتوقف عن البكاء وتصمت تماما
الطبيب:دينا ؟ انتي معايا؟
دينا:ايوه
الطبيب:بصي انا اسمي فؤاد
دينا:تشرفنا يا دكتور
الطبيب:لا بلاش دكتور خليها فؤاد علطول عشان هنبقى اصحاب
دينا:تعرف انا عمري ما كان ليا اصحاب قبل كده
فؤاد:احكيلي عن مامتك وباباكي

و ظلت دينا تتكلم و تتكلم بدون توقف فقد مرت سنوات طويلة دون ان يستمع اليها أحد و بعد مرور ساعة توقفت دينا عن الكلام فسألها فؤاد:
فؤاد:دينا انتي روحتي فين؟
دينا:انا عايزه انام
فؤاد يشعر بالحنان البالغ تجاه هذه الشابه التي عانت الكثير طوال عمرها :
فؤاد:بصي يا دينا قومي خدي شاور انتي و يارا و ادخلي عالسرير احضنيها ونامي و بكره نتكلم الساعه 12 الظهر اوكيه؟
دينا كانت تشعر انها في حالة هدوء شديده:اوكيه

نامت دينا و هي تحتضن يارا نوما عميقا لأول مره منذ ان توفي والداها و شعرت براحه نفسيه فقد اخرجت الكثير و الكثير في كلامها مع فؤاد , فقد كان يسمعها .. فقط يسمعها .. و كأنه يزيح عن كتفيها حزن السنين التي عاشتها وحيده في هذه الدنيا القاسية……………….……………….

سمعت دينا جرس الباب و وجدت موظفا من شركة الشحن الجوي اعطاها مظروفا كبيرا و بعد ان أغلقت الباب فتحت المظروف فوجدت بداخله علبه ضغيرة على شكل قلب فضي اللون و بداخلها سلسلة من الذهب معلق بها قلب متوسط الحجم فتحته لتجد صورة فؤاد في الجهة اليسرى فقبلتها برقه و وضعت السلسلة حول عنقها و هي سعيدة للغاية بها فقد كانت أجمل هدية يقدمها لها فؤاد……….

وصلت يارا من المدرسة و تناولت طعام الغداء مع والدتها و بعد ذلك قامت بمساعدة دينا في تنظيف الطاولة و غسل الصحون و جلستا سويا لآداء الواجب المدرسي و فاجئت يارا دينا بسؤال غريب:
يارا:مامي هو ليه بابي مش بيجي البيت كتير؟
دينا:بابي مشغول يا يارا و انتي عارفه
يارا:طب ما كل أصحابي باباهم بيشتغل بس برده بيخرج معاهم و بيلاعبهم
دينا:معلش يا حبيبتي متزعليش
يارا وهي تكمل كتابة واجبها:انا زعلانه منه اوي
شعرت دينا ان ابنتها تحتاج الى أب في حياتها لكن اسماعيل لا يصلح ان يكون هذا الأب مطلقا….
مرت الأيام ودينا تحاول مقاومة فكرة مقابلتها لفؤاد لكنها أحست بالحاجة الشديدة لأن تقابله فهي تحبه .. نعم تحبه .. فهو من ساعدها لإجتياز أصعب فترات حياتها و هو من شرح لها شخصية زوجها و علمها كيف تتعامل معه وتتجنب ثورات غضبه و هو من يعطيها الأمل حتى تكمل حياتها و تربي ابنتها الغالية يارا …. آه يا حبيبتي .. لولاكي لغادرت هذه الحياه .. لولاكي ربما كنت هربت من هذه الحياه .. لكن ربما وجودك في حياتي هو سبب تمسكي بها…………………....

دخل فؤاد الى شقته الواقعة بأرقى احياء باريس و بدأ ينادي على ابنه الحبيب:
فؤاد:فارس .. فارس
فارس:باباه
فؤاد:وحشتني يا حبيبي
فارس:و انت كمان
فؤاد:خلصت مذاكرة؟
فارس:ايوه
فؤاد:فين مامتك؟
فارس:خرجت مع صاحباتها
فؤاد:اتعشيت؟
فارس:لا لسه
فؤاد:طيب يلا نحضر العشا سوا

أعد فارس المائده بينما حضر فؤاد الطعام و جلسا يتناولان طعامهما و هما يتحدثان وبعد العشاء دخل فارس لينام في غرفته و جلس فؤاد ينتظر عودة زوجته من الخارج و عند تمام الساعة الثانية صباحا فتح الباب لتعبر من خلاله ساندي وهي غير متزنه فقد أسرفت في شرب الخمر كعادتها فوقف فؤاد أمامها قائلا:
فؤاد:ما لسه بدري؟
ساندي ضاحكة بصوت مرتفع:و بعدين معاك يا شيري مش هتبطل تتكلم عربي بقى!!!!!!!
فؤاد:كنتي فين لغاية دلوقتي؟
ساندي:هكون فين يعني كنت مع اصحابي
فؤاد:انتي امتى هتحسي أنك أم ومسؤوله عن طفل ؟
ساندي:ما انا كنت سايباه وانا عارفه انك هترجع بدري انهارده
فؤاد:و افرض كنت أتأخرت كان الولد هيفضل لوحده لغاية دلوقتي؟
ساندي:متكبرش الحكاية بقى , و سيبني بقى عشان عايزه أنام
فؤاد:انا مسافر مصر بعد كام يوم
ساندي:طيب

دخلت ساندي غرفة النوم و ألقت بجسدها على السرير و غرقت في نوم عميق …. نظر فؤاد اليها وهو يشعر بالأسف لأجلها فهي لا تستحق ان تكون زوجة له أو أم لفارس و بدأ يفكر في كيفية تركها و اصطحاب فارس الى مصر…………………..………..

 

الحلقة السادسةبعد أن خرج اسماعيل من المنزل جلست دينا لتدخن سيجاره و هي تتابع برنامج اخباري و اذا بهاتفها يرن تناولته بعدم اهتمام و أجابت:
دينا:الو
فؤاد:ازيك يا دينا؟
دينا نظرت الى الشاشه لتجد ان فؤاد يتحدث اليها من داخل مصر فامتلأت عيناها بدموع الفرح:
دينا:انت وصلت امتى؟ وليه مقلتليش؟ و هشوفك امتى؟
فؤاد يضحك ثم يجيبها:براحه عليا , انا وصلت المطار من ساعتين ولسه داخل أوضتي في الفندق
حالا و كلمتك قبل ما أغير هدومي
دينا بصوت ملئ بالحنين:ياااااااااااااه يا فؤاد أخيرا هشوفك
فؤاد بصوت حنون و كأنه يحتضنها:أخيرا يا حبيبتي
دينا:ها هشوفك فين؟
فؤاد مفكرا:بصي انا بقالي كتير منزلتش مصر فمش عارف ايه الأماكن الجديده بس ممكن نتغدى سوى
في مطعم الفور سيزون, ها ايه رأيك؟
دينا:بس لحسن حد يشوفني
فؤاد:بصي انا هحجز ترابيزه على جنب بعيد, أرجوكي يا دينا عايز أشوفك
أحست دينا أنها تحتاج لهذا اللقاء بشده برغم ادراكها انها امرأه متزوجه …. و أم …. لكنها انسانه …. تعذبت …. تألمت …. و لم تشعر بالحنان منذ سنوات طويله …. فقررت أن تقابل فؤاد …. حبيبها…. و لو لمره واحده …. مره واحده فقط …. فهي ترغب في ذلك بشده…….

دينا:خلاص نتغدى سوا
فؤاد:طيب يلا تعالي
دينا وهي تضحك:الساعة عشره الصبح هو ده معاد غدا!!!!!!!!!!!
فؤاد:طيب خلاص خليها فطار
دينا:بتتكلم جد؟؟؟
فؤاد:بصي قدامك ساعه تكوني في المطعم و هتلاقيني مستنيكي
دينا:حاضر
فؤاد:مع السلامه يا حبيبتي
دينا:مع السلامه يا حبيبي

دخلت دينا غرفة النوم الرئيسية و وقفت أمام خزانة ملابسها و لم تكن تدري أي فساتينها مناسب للقاء فؤاد وظلت حائره و في النهاية قررت ارتداء فستان أسود اللون و و وضعت حزام احمر اللون و انتعلت حذاءا أسود رقيق و تركت شعرها يحيط بوجهها الرقيق و يغطي ظهرها بتموجاته الرائعه و قد أظهر الفستان تلك القلاده التي أهداها اياها فؤاد في ذكرى ميلادها و وضعت بعض مستحضرات التجميل الهادئه و قامت بوضع عطرها المفضل و ألقت نظره أخيرة في المرآه لتجد انها تبدو أجمل من كل يوم …. اصغر من كل يوم …. أسعد من كل يوم …. عيناها تضحكان لأول مره من سنوات طويلة مرت عليها كأنها عقود من الزمان …. غادرت دينا شقتها و ركبت سيارتها متوجهه الى الفندق حيث ستلتقي بحبيبها …. فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــؤاد .

ارتدى فؤاد قميصا ناصع البياض و بنطالا كحلي اللون و حذاءا أنيقا أسود و جلس على احدى الطاولات الهادئه ينتظر حبيبته دينا و ظلت عيناه معلقتان بالباب و مر الوقت ببطء شديد و كلما فتح الباب شعر فؤاد بالتوتر …. ما الذي أصابه ؟؟ لماذا يشعر بالخجل ؟؟ لقد ألتقى بمئات النساء من قبل
لماذا يشعر كأنه مراهق سيقابل فتاته للمره الأولى ؟؟

أحست دينا أن يداها باردتان للغايه و حمدت الله أنها ترتدي نظارتها الشمسية و بكل خجل دفعت باب المطعم و دخلت و عيناها تبحثان عن حبيبها في كل مكان لكن أين هو ؟ لماذا لا تراه؟

أحس فؤاد أنه لا يستطيع التنفس …. لقد أتت دينا …. بقوامها الممشوق …. و ملامحها الجميلة …. يا ألهي كم تبدو بريئه و خجوله ……………………..

وقف فؤاد لدى رؤيته دينا و حينها لمحته دينا من بعيد و دون ان تشعر اتجهت ناحيته … لا ترى أحدا من المحيطين بهما … لا ترى سوى عيناه اللتان تنظران اليها بشوق بالغ و حنان … أحست به يكاد يحتضنها … وقفت دينا أمامه و ظلا كلاهما صامتان … فقط يحدقان احدهما بالآخر … و كأن لا يوجد كلمات تعبر عما يشعران به من أحاسيس مختلفة … الفرحه باللقاء الأول … الشوق الذي كان يزداد يوما بعد يوم منذ اعترافهما بحبهما … الخوف من هذا اللقاء الذي يعرف كلاهما أنه خطأ … لكنهما أرادا هذا الخطأ بشده ……………………..…………………… ……………….

قطع فؤاد هذا الصمت قائلا بصوت حنون:
فؤاد:ازيك يا دينا
دينا بصوت يرتجف من الخجل:ازيك يا فؤاد
فؤاد:اتفضلي اقعدي
دينا تجلس وهي تتلفت حولها كأنها تتوقع رؤية شخص يعرفها
فؤاد:متقلقيش يا دينا
دينا:أنا ؟ لا ابدا أنا مش قلقانه ولا حاجه
فؤاد:تعرفي شكلك اصغر من سنك بكتير
دينا تضحك ببراءة:ياااااااااااه تديني كام سنة؟
فؤاد:اديكي 18 سنه
دينا تمنت لو تعود عشر سنوات للوراء و يكون هذا هو لقاءها الأول بحبيبها فؤاد و هو من تتزوجه و تعيش معه في سعاده دائمه و………….أفاقت دينا على صوت فؤاد يحدثها:
فؤاد:ايه يا دينا سرحانه في ايه؟
دينا بحزن:كان نفسي فعلا أكون عندي 18 سنه
فؤاد:احنا قولنا ايه؟ مش قولنا الماضي خلاص انتهى وان انتي هتتعايشي مع الواقع
دينا تتساقط الدموع من عينيها وهي تتذكر كل ما مرت به من أزمات و آلام فتسحب منديلا من العلبة و تحاول تجفيف دموعها لكن فؤاد أخذه منها وجفف دموعها وقال لها:
فؤاد:لو كنت قابلتك زمان ما كنش حصلك اي حاجه من اللي حصلتلك
دينا تنظر بعيدا:لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــو …. لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــو …. لو تفتح عمل الشيطان
فؤاد:خلاص بقى مش هنتكلم في اللي فات, اولا تحبي تفطري ايه؟
دينا:أي حاجه على ذوقك
فؤاد يطلب طعام الافطار ثم يكمل حديثه مع دينا:
فؤاد:يارا عامله ايه في المذاكره؟
دينا:الحمد لله بتطلع الأولى على الفصل بتاعها
فؤاد:ربنا يخليهالك
دينا:فارس زعل عشان انت سافرت؟
فؤاد:قعد يعيط عليا و كان عايز يجي معايا
دينا:و مجبتهوش معاك ليه؟
فؤاد:و الله يا دينا انا بفكر في موضوع كده عشان انزل اعيش أنا وفارس في مصر
دينا:بجد!!!!!
فؤاد و هو يبتسم:بجد يا دينا
دينا: يا ريت يا فؤاد
فؤاد:اسماعيل عامل معاكي ايه؟
دينا:عادي طول اليوم بره البيت و بيرجع ينام و ممكن يتخانق معايا شويه أو يحاول يضربني بس انا بقيت بعرف أتجنبه و ده اللي أتعلمته منك.
فؤاد:معلش يا دينا ربنا ان شاء الله هيعوضك خير
دينا:يا رب يا فؤاد أنا بدعي ربنا في كل صلاة أني أخلص من اسماعيل و أربي بنتي بعيد عنه
فؤاد:متقلقيش يا دينا انا هفضل جنبك لغاية ما تلاقي شغل و تقدري تعيشي حره
دينا:ياااااااااه أشتغل مره واحده
فؤاد: وليه لأ؟
دينا:أنا مبعرفش أعمل أي حاجه فالدنيا
فؤاد:سيبي الحكاية ده عليا انا
نظر فؤاد الى دينا فوجد وجهها شاحب كالأموات و كأنها رأت شبح فنظر صوب الباب فشاهد رجلا يحتضن امرأه شقراء بطريقة جريئة و هي تضحك على كلماته التي يهمس بها في أذنها , فأدرك فؤاد أن هذا الرجل هو اسماعيل زوج دينا فنظر اليه بكره شديد لما سببه و مازال يسببه لحبيبته دينا…….

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة: نهلة أبو شهبة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى