ترفيهقصص قصيرة

شاليه الرعب .. الجزء الثاني

الجزء الثاني

أومال دا دم مين طيب
لكن الإجابة كانت واضحة. أصلى لاقيته على الأرض ميت!
“أحمد” كان مرمى على الأرض وغرقان فى دمه. أنا بصتلهم ولسة هتكلم لاقيت “مى” بتقولى: أنت مش طبيعى. أنت أكيد مجنون, أنا هبلغ عنك البوليس وهتتسجن. حرام عليك ليه عملت فيه كدا؟ دا كان أعز أصحابك.
أنا بصتلها وبرقت وبجد كان فى رغبة قوية جوايا إنى أقتلها بسبب كلامها الغير مفهوم دا. بصتلها وأنا متنرفذ وقلتلها: قتلت مين وسجن إيه اللى أنتى بتتكلمى عنه يامى؟
“مى” بصتلى والدموع مالية عيونها وقالت: أحنا كلنا قلنا نطلع نشوف المرايات اللى فوق ونفهم إيه سبب إعجاب “ملك” بيهم ورعبها منهم بعدها ولسة هندخل الأوضة لاقيتك قلتلنا أستنوا هنا ودخلت لوحدك وبعدها ندهت على “أحمد” وقفلت الباب وسمعناك وأنت بتضربه وبتحطم وشه بالوحشية دى ولما سمعنا كدا أنا و”على” كسرنا الباب ودخلنا لاقيناك بتبصلنا بإستغراب كأننا كان لازم نخبط قبل ماندخل!
بصيتلها وقلتلها: يامى أنتى بتقولى إيه؟ إحنا كلنا دخلنا الأوضة مع بعض وبصينا للمراية وفجأة النور قطع وحاجات غريبة حصلتلى وأنا هنا وناديت عليكم مالاقتكومش وبعدها النور جيه ولاقيتنى غرقان فى الدم, بس أقسم بالله أنا ماقتلت حد ولاأعرف حتى إيه اللى أنتى بتقوليه دا ولاحصل إمتى ولافاكر حاجة من دى.
لاقيت “مى” بعدها رجعت لورا واحدة واحدة وجريت فجأة على باب الشاليه وهيا بتصوت بهستيريا ولكنها مالحقتش لأن فى اللحظة دى باب الشاليه اتقفل فجأة وبقوة رهيبة. ساعتها “مى” وقفت واتسمرت مكانها ومانطقتش بكلمة واحدة.
“على” جيه من وراها وشدها وقالها: يالا بينا هنهرب من الشبابيك المفتوحة فوق.
وطلعوا فوق وأنا واقف مش بنطق فى أوضة “ملك” اللى فيها “أحمد” جثة هامدة واللى المفروض إنى قتلته ولكنى ماقتلتوش والله. بصيت للمراية اللى كانت متعلقة قدامى واكتشفت إنى ماكنتش واخد بالى من حاجة. الحروف الغريبة دى طلعت حروف لغة من اللغات اللى عندنا فى الكلية. أنا إزاى ماكنتش عارف دا؟ أنا صحيح فى قسم اللغة الإنجليزية لكن كان لازم أعرف إن دى حروف للغة العبرية وإن “ملك” كانت فى قسم اللغة العبرية أصلاً!
قربت للمراية ونقلت الحروف على الموبايل بتاعى وفجأة لاقيت مى بتصرخ من فوق وبتعيط .. طلعتلهم فوق وبقولهم: إيه؟ فى إيه؟ .. لاقيت “مى” و”على” بيبصولى نظرة مليانة شر بعدها “مى” قالت وهيا بتقرب عليا كأنها هتجم عليا: أنت غبى. طول عمرى كنت بكرهك. أنت غبى و”ملك” نفسها كانت بتكرهك. طول حياتنا وأنت منكد علينا عيشتنا بتخاريفك وعن إنك ماعرفش بتسافر فين وبتعمل إيه. وفى الآخر جبتنا هنا وقتلت صاحبك اللى وثق فيك, والله أعلم بقى عملت إيه فى “ملك” اللى حبتك من كل قلبها وأنت بغباءك ضيعتها من إيدك لغاية ماكرهتها فيك ووصلت بيك البجاحة إنك تقف هنا وتقفل الشبابيك كلها وباب الشاليه!
وهنا “على” بصلها وقالها: استنى. مين قفل باب الشاليه؟ ومين قفل الشبابيك؟ حسام أصلاً مااتحركش من جمبنا.
“مى” بصتله وقالت: مااعرفش! ماهو أنت شفته قدامك وهو بيقتل أحمد.
قال لها: لا أنا ماشفتش مين بيقتل أحمد, أنا كنت برا أنا وأنتى لما سمعنا صوت الخناقة بينهم وصريخ أحمد ولما دخلنا لاقينا حسام واقف مندهش.
هنا مى بصتلنا احنا الاتنين وقالت: يعنى إيه؟ فى حد غيرنا فى الشاليه؟!
ساعتها أنا افتكرت الرسالة والمراية والنقوش الغريبة وافتكرت “ملك” لما ظهرتلى فى التليفون وافتكرت كل حاجة وحكيتلهم وهم سمعونى بإهتمام جداً ووريتهم الرسالة والنقوش اللى كتبتها ولاقيتهم بصولى وراح “على” قال لى: يعنى إيه؟ تقصد إن المراية دى مسحورة, ولا فيها بسم الله الرحمن الرحيم جن يعنى؟
مى بصت لى وقالت: أنا حصلى نفس الى بتحكى عنه دا بس مع إختلافات بسيطة.
أنا رديت وقلت: إيه اللى حصل لك يامى؟
ردت “مى” وقالت: إمبارح زى ماقلتلكم قبل كدا, كنت نايمة وحلمت حلم مرعب أوى وقمت من النوم. بس قبل ماأنزل بصيت للمرايا اللى كانت متعلقة قصاد سريرى واللى طول الليل مخوفانى وبسببها حلمت الحلم المفزع دا. بصيت للمراية وماكانش فى حاجة فى الأول لكن بعدها بدأت حاجة غريبة تظهر فجأة وماعرفتش إيه هيا إلا لما قربت من المراية بس يارتنى .. يارتنى ماكنت قربت! فجأة لاقيت كائن غريب وشكله مخيف أوى. هو ماكانش وحش ولامسخ بس هو كان شبيه بالبنى آدم لكن لون جلده كان أحمر فى أسود وشعره كان طويل أوى واصل لغاية رجله وكانت عنيه لونها أحمر كلها وأظافر إيده كانت طويلة جدا ولونها أسود وكان واقف يبصلى وماسك فى إيده عصاية غريبة على شكل تعبان لدرجة إنى حسيت إنها تعبان بالفعل ولما بصيتله ولسة هصوت راح النور قطع.
سكتت مى وبدأت تعيط وبعدين اتكلمت تانى وقالت: أنا كنت مرعوبة أوى ومش عارفة أعمل إيه. هل أًصرخ وأنادى عليكم ولاأجرى من المكان دا بسرعة ولاأستنى النور؟ .. أنا اتشليت عن الحركة وماعرفتش أعمل حاجة .. بس وأنا قاعدة غرقانة فى تفكيرى لاقيت إيدين الراجل دا خارجة من المراية ومعاه العصاية الشنيعة دى .. أنا سكت وكتمت نفسى ومااتكلمتش .. الدنيا كانت ضلمة بس الراجل نفسه جلده كان بيشع فى الضلمة ولاقيت رقم من أرقام المراية بينور وكان الرقم 2 بالتحديد .. أنا ماكنتش فاهمة يعنى إيه وليه الرقم دا بالذات اللى بينور .. فضلت أرجع لورا واحدة واحدة وهو يقرب عليا .. لغاية مااتكعبلت فى السجادة ووقعت! أنا لاقيت إيدين نارية بتمسك رجلى وبتشدنى وأصوات غريبة حواليا .. أصوات نباح وعواء وألم وصويت حواليا وهمس وضحكات وبكاء وأنا مش فاهمة حاجة ولاعارفة مين غيره معايا فى الأوضة, وفجأة لاقيت عيون منورة بنفس لون عيونه من حواليا وواقفين جمبه وكلهم جايين عليا وفجأة واحد فيهم طلع أداة غريبة وراح قطع رجلى بيها! وفضلوا يصرخوا وأنا أصرخ من شدة الألم وهم عمالين يقطعوا فى كل حتة فى جسمى وفجأة .. النور جيه .. ورجلى وكل حتة اتقطعت من شوية كانت موجودة .. وكل حاجة اختفت .. ساعتها نزلت تحت عشان أشوف “ملك” .. اللى أنا ماقلتهوش قبل كدا لأنى كنت خايفة إنكم ماتصدقونيش هو إن “ملك” لما نزلت تحت كانت ماسكة فى إيد الراجل اللى شفته فوق فى أوضتى وكانت بتضحكله! أيوة .. هو كان فى المراية اللى فى الصالة ومادد إيديه وهيا ماسكاها وبتضحك وبتقوله: حاضر .. لماأطلع فوق هاجيلك! وساعتها أنا نزلت وكلمتها زى ماحكيت قبل كدا.
احنا بصينا لبعض وماحدش عارف يتكلم يقول إيه .. ساعتها “على” بص لينا وقال: مش مشكلة دلوقتى اللى حصل قبل كدا, المهم النقوش والرسالة دى معناهم إيه؟
“مى” قامت من مكانها وراحت للمراية وقالت: إيه دا؟ أنا عارفة كويس أوى النقوش دى بتقول إيه, دى حروف للغة العبرية, وملك كانت اللغة الأولى بتاعتها عبرى وأنا اللغة التانية بتاعتى عبرى.
بصينا كلنا للمراية اللى كانت متعلقة فى الحيطة واللى كانت توأم للمراية اللى كانت فى أوضة “ملك” ولاقينا بالفعل النقوش هيا هيا.. قربت “مى” أكتر من المراية وطلعت الموبايل بتاعها من جيبها وكتبت الحروف وقالت: الحروف دى حروف لغة عبرية ومعناها:
“تأملنى وانظر وردد اسمى فى كل مكان .. 2341 .. هكذا ترتيبكم فى عالم الجان!”
احنا سمعنا الجملة دى وبصينا لبعض وماحدش نطق بكلمة لأننا ماكناش عارفين هنقول إيه أصلاً بعد التخاريف اللى سمعناها دى. “على” مشى ناحية الأوضة المقفولة وقال: السر كله هنا! أكيد كل حاجة هنفهمها هنا. وبصلى نظرة معناها “يالا بينا نكسر الباب”. أنا كنت خايف أوى ولكنى مالاقتش قدامى أى حل غير إنى أعمل اللى بيقول عليه وأكسر الباب عشان أفهم فى إيه بقى فى اليوم اللى مش فايت دا. وبالفعل كسرنا الباب بعد محاولات كتيرة أوى وكلها باءت بالفشل لكن اتفتح فى الأخر. الأوضة كانت عادية يعنى ماكانتش مقبرة ولا كانت مقر لأعضاء بشرية ولكنها كانت مليانة مرايات من نفس النوع اللى فى أوضة “مى” و”ملك” واللى فى أوضتى أنا كمان . فجأة لاقيت “على” بيقول: هو ليه أوضة “ملك” و”مى” بس اللى فيهم مرايات؟ ليه إحنا مافيش فى أوضنا مرايات غير فى الصالة فى الدور الأرضى وفى الأوضة رقم 3 فى الدور التالت بتاعتك ياحسام؟
مى بصتله وقالتله: صحيح, أنا لاقيت مراية تحت فى الدور الأرضى وفى أوضتى وأوضة “ملك” وفى أوضة “أحمد” فى الدور التالت, وحتى مالاقتش مراية فى الحمام العام ولا فى الحمام اللى فى أوضتى ودا كان شئ غريب!
أنا بصيت للمرايات المرمية على الأرض وقلت لهم: بصوا كدا. كلهم باصوا ناحية ماشاورت وقالوا: فى إيه؟ .. أنا روحت مكان ماشاورت وقلتلهم: على الأرض دلوقتى وفى الحيطة موجود 12 مراية ودا عدد الأوض فى الشاليه مضروب فى 3. كلهم بصولى وعلى وشوشهم نظرة غباء مرعبة. أنا بدأت أفهمهم وقلت: الدور التانى فيه أربع أوض والدور التالت فيه أربع أوض كمان. لاقيت “مى” بصتلى وقالت لى: حسام إنت غبى! لو كلامك صح يبقى المفروض العدد يكون 8 مش 12. “على” اتكلم وقال: طب وليه مايبقاش فى أوض فى البدروم مثلاً؟ كلنا بصينا لبعض وقلنا: إزاى يعنى؟ .. لكن “على” ماردش وفجأة سابنا ونزل تحت وفضل يدور على أى باب سرى يودى لأى بدروم تحتينا وبالفعل رجله وقفت على باب سرى وفتحه ولدهشتنا لاقينا الباب دا والسلم اللى تحتيه بيودوا على أربع أوض تحت ومافيش ولامراية فى أى أوضة فيهم ! ساعتها بصينا لبعض وماحدش فاهم حاجة ولاحد عارف ينطق بكلمة.


اتحرك “على” ناحية مكتب قديم كان محطوط قدام أوضة من الأوض وكان فى كتاب قديم أوى تقريباً مذكرات حد وكانت محطوطه فوق المكتب.
“على” مسك الكتاب وفتحه وبدأ يقراه بصوت عالى. لكنى يارتنى كنت موت قبل ماأسمع اللى قراه!
بدأ “على” يتكلم ويقول: “إلى كل من يفكر بالدخول إلى ذلك الشاليه الملعون: أكتب إليك كلامى هذا وقد انتقلت إلى ربى! لاتسألنى كيف ولكننى لم أعد حياً بعد الآن. سأحكى لك لغز الشاليه. أنا خالد, ابن أحد كبار الوزراء وهذا هو عام 1967, عام النكسة. قررت أنا ووالدى السفر إلى شرم الشيخ لنقضى الأجازة الصيفية هناك على الرغم من حال البلاد ولكن والدى أصر على السفر متخذاً من تدهور صحته الجسدية عذراً له! وبالفعل سافرنا إلى شرم الشيخ وكان هناك العديد من الضباط والعائلات الإسرائيلية الذين يقطنون بالشاليهات المجاورة لنا. عندما وصلنا فى ذلك اليوم دعا أبى جميع العائلات الإسرائيلية بالجوار إلى الشاليه الخاص بنا لتناول العشاء, والجدير بالذكر أن علاقة أبى بالإسرائيليين وطيدة إلى حدٍ لايوصف! دخلت العائلات جميعاً ومن بينهم دخل رجل طويل للغاية قوى البنيان وكان أشعث الشعر يرتدى ملابس سوداء, وكانت طالته توحى بأنه ساحر أو كاهن. وبالفعل قد صدقت ظنونى, فقد كان من أشهر ساحرى الغرب فى تلك الحقبة الزمنية. بدأت طقوس غريبة فجأة وبدأ الصراخ والعويل يعلو ويعلو وتعلو معه نبضات قلبى ويزداد هرمون الأدرينالين فى دمى ويرتعد جسدى من هول المنظر وفجأة ظهرت! نعم ظهرت .. كانت امرأة جميلة للغاية ولكن جمالها كان قاسياً, فقد كانت ترتدى السواد ليغطى جسدها وصولاً إلى عنقها وكان شعرها أسوداً وعيناها كذلك. ظهرت من العدم ووقفت تنظر للجميع فى حنقٍ قائلةً: أتيت إلى هنا لكى أساعدكم فى خوض الحرب ولكننى فى المقابل سأحصل على تضحيات منكم تتلخص فى جمع أربع أشخاص كل عام وسأخذهم عندما ينظرون إلى المرايا.
ونظرت إلى المرآة الموضوعة فوق أحد رؤوس الجالسين وارتسمت على ثغرها- الذى كان لونه أسوداً- إبتسامة قاسية قائلةً: كل من يجرأ وينظر إلى المرآة سيجد نفسه أسيراً لجشعه وطمعه وفضوله إلى الأبد, وتذكروا جميعاً أننا –نحن الجان- لن ننتظر وإلا سيكون إنتظارنا دماراً لكم عالم البشر!
عندما رأيت تلك المرأة أو من اعتقدت فى بادئ الأمر إنها إمرأة واتضح أننى مخطئ, هربت إلى أحد الغرف لأجد نفسى أحدق – بغير إرادة منى – فى إحدى المرايا المعلقة! لاأدرى ماذا حدث بعدها ولكننى استيقظت فى اليوم التالى لأجد نفسى فى غابة موحشة وكائنات ضخمة نارية تشع النيران من عيونها وينظرون لى بتوعد وكأن لسان حالهم يقول: الويل لك يامن دخلت عالم المرآة!
وعلمت أنه فى الثالث من ديسمبر من كل عام يختفى أربع قرابين أخرى – حسب ماجاء على لسان تلك المرأة أو بالأحرى امرأة ملك الجان! – لذا وإن كنت قد قرأت تلك المذكرات فأرجوك لاتنظر أبداً إلى المرآة وإن نظرت ستكون أنت القربان التالى.
بصيت ليهم وقلتلهم: يعنى “ملك” اختفت فى المراية؟ طب وأحمد؟ ليه مااختفاش؟
“على” رد وقال لى: أحمد مابصش للمراية نهائى.
“مى” بصت لنا وقالت: أنا فهمت كل حاجة. فى أسطورة يهودية بتقول إن عالم البشر ممكن يتصل بعالم الجان من خلال مرأة بيسموها : سالبة الأرواح ودى بتسلب أرواح الناس اللى بتبص فى المراية المؤدية لعالمهم فى العالم السفلى, وإن الإتصال ممكن يدوم بين الجان والبشر لو البشر قدموا أربع قرابين من خلال المرايات وبعدها المرايات بتتنقل لأوضة من أوض المكان وتظهر مرايات تانية غيرهم!
رديت وقلتلها: عشان كدا أوضة “أحمد” و”على” ماكانش فيهم مرايات لكن أوضتى أنا وأنتى و”ملك” كان فيها وكلنا بصينا فيها !
“على” رد وقال: ودا يودينا للمراية الرابعة فى الصالة تحت ودى كلنا بصينا فيها وأنا متأكد إن أحمد هو كمان بص فيها زينا يبقى ليه مااختفاش زى “ملك”؟
“مى” اتكلمت وقالت: فى حاجة غريبة. مش ملاحظين؟ إحنا جينا هنا ليه؟ واشمعنى “سليم” صاحب الشاليه ماجاش؟ ولو الشاليه دا بتاعه يبقى ليه هو مااختفاش لغاية الآن؟
رد عليها “على” وقال لها: الإجابة واضحة زى الشمس. “سليم” عارف كويس أوى لغز الشاليه وتلاقيه هو وعيلته كل سنة بيفكروا فى قرابين يقدموها وتلاقيهم كانوا أقارب للراجل اللى ابنه اختفى ساعة النكسة! الجبان استغل الظروف اللى وقعنا فيها وموت خطيبة “أحمد” صاحبنا عشان يبعتنا هنا عشان نبقى القرابين!
أنا رديت وقلت: عشان كدا ماكانش راضى ييجى واتحجج بالظروف.
وهنا النور قطع! الدنيا كانت هادية جداً وماكانش حد بيتكلم .. مشيت خطوتين قدام وقلت: على ؟ مى؟ أرجوكم قولوا إنكم عايشين!
لاقيت صوت غريب بيقول: ملك؟
واضح إنه كان صوت “على” . حاولت أشغل كشاف التليفون لكنه كان فاصل شحن. مش عارف ليه حسيت إن فى حد واقف ورايا وبيتنفس. أنا سكت وقلت: مى؟ على؟ فى حد فيكم واقف جمبى أو ورايا؟ أنا حاسس إننا مش لوحدنا! وساعتها سمعت باب البدروم بيتقفل!
فضلت أمشى وأتحرك فى الضلمة عشان أقدر أوصل لأى حاجة أو لأى حد وبعدها قلت: على .. مى.. أرجوكم لو أنتم لسة هنا ردوا.
ماحدش رد.
فجأة لاقيت صوت لعبة مخيف ومرعب جاى من ورايا واللعبة ماشية ناحيتى وكان فيها ضوء خفيف أوى. كانت عبارة عن بنت بتسقف وهيا ماشية ولكنها كانت لابسة أسود وعنيها وشعرها وكل حاجة فيها كانت سودا وفضلت تقرب منى وبعدها وقفت والصوت سكت. أنا قربت عليها ومسكتها فى إيدى لاقيت اللعبة صرخت فجأة!
كانت صرخة شنيعة خلتنى أقع مترين ورا وأنا عمال أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وفضلت أستعيذ بالله كتير وأنا مش فاهم هو بيحصل إيه. فجأة لاقيت حد من ورايا بيقولى: الترتيب كان عبارة عن 2, 3, 4, 1. أنا أخدت 2 فى الأول و3 لما بص للمرايا وأستفز الحارس على الناحية التانية الحارس تقمص شخصيتك وقتله, أما 4 و1 أختفوا تماماً زى مااختفت 2. وبكدا أخدنا القرابين ولكن.. أنتم كنتم خمسة.. ودا معناه إن فى قربان أخير لكن الإتفاق مش بينص على كدا. لكن مين قال إننا ناس بنوفى بوعودنا؟
أنا حاولت أبص ولكنى قبل ماأبص لاقيت النور جيه!
باب البدروم كان مفتوح وباب الشاليه نفسه لما خرجت كان مفتوح وكل حاجة رجعت زى ماكانت ماعدا إن أصحابى الأربعة اختفوا والمرايات نفسها اختفت ومابقاش فى مرايات بل المرايات اللى فى الأوض كلها كانت مختلفة تماماً عن مراياتنا.
أنا قلت هخرج بسرعة من المكان المشئوم دا لكن النور قطع تانى!
واضح إنهم بيلعبوا بيا. عايزين يقولولى إنه فى أمل ولما أوصل يقلبوا كله عليا ويطلع مافيش أمل من الأساس. أنا حاولت أصرخ لكن صوتى مابيطلعش. أنا محبوس فى الشاليه من ساعتها. كل شوية النور ييجى ويطفى وأشوف أصحابى وأشوف الجن وكلهم حواليا وكل ماأحاول أخرج الأبواب كلها تتقفل فى وشى. أنا زهقت من حياتى وحاولت أنتحر كذا مرة ولكنى مابموتش. أنا زهقت وقلت أكتب المعلومات دى وهرميها من الشباك اللى كان بيبقى مفتوح ولما بقرب منه كان بيتقفل لكنى خدعته فى مرة وحدفت الأوراق دى فاخرجت! أنا بكتب بقول للى بيسمعونى أرجوكم الحقونى. أنا خلاصى هيكون على إيديكم. لأن اللى بيسمعنى لو بص جمبه هيلاقى الجن واقف مستنيه! أيوة. ماهو أنا ماكنتش أمين فى كل كلامى. ماهو أصل الجملة اللى ترجمناها دى لما بتقولوها أو تسمعوها بتخليهم ييجوا لعالمنا! ومين عارف؟ مش يمكن نبقى أصحاب فى الشاليه؟ يارب تيجوا بسرعة. أنا مستنيكم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى