ترفيهمسلسل كان حلم

مسلسل كان حلم الحلقة السابعة والثامنة عشر

الحلقة 17

مصطفى ويسرا فى المستشفى… وراء شباك يطل على العناية المركزة… وماجد نايم وجنبه اجهزة كتير متوصل بيها

يسرا واقفة بتعيط…مصطفى بيبص لها

مسحت دموعها

“الدكتور قال ايه”

“ربنا يستر”

“ياعينى ياماجد”

قالتها يسرا وهى بتعيط

“انتى بتعيطى كده ليه”

بصت له شذرا… وردت

“عيب عليك بقى”

قعد مصطفى جنبها

“طيب يالا اوصلك”

“هنسيبه لوحده بين الحياة والموت”

“لا طبعا مش هسيبه… هوصلك وارجعله”

ونزلت دموع من عين مصطفى

“ده اقرب صاحب ليا…ربنا ينجيه”

“مش هنقول لمامته”

“ولو قلنا لها هتعمل ايه.. هنبقى خضيناها وخلاص…هنستنى اما نشوف هيحصل ايه”

“حرام عليك يامصطفى الفترة اللى فاتت كنت بتعامله كأنه واحد غريب …يعنى لو مات هتسامح نفسك”

“وهو انا عملت ايه… شوفى برضه بتتكلمى عنه ازاى”

“ايوه يامصطفى ماجد عزيز عليا زى اخويا مش اكتر واهتمامى بيه ده علشان مالوش حد هنا غيرنا واحنا مالناش حد هنا غيره”

“وانا من حقى اغير على مراتى”

“من ماجد؟”

“من اى راجل يا يسرا”

“ماشى يا مصطفى… مش هجادلك لانى بجد تعبانة”

“تعبانة مالك”

“حاسة بدوخة كده وريحة المستشفى قلبت معدتى ومن ساعتها معدتى واجعانى”

“تعالى نكشف قبل ما نمشى”

 

لما وقعت نغم فى الشارع

صرخت مامتها من البلكونة…ونزل باباها بسرعة

ومحمد جرى عليها هو والناس اللى فى الشارع

 

محمد وباباها وبعض الجيران طلعوها البيت وهى مازالت مغمى عليها

الام”هى مالها مبتردش ولا بتفوق ليه”

الاب وهو ماسك الموبايل

“انا هتصل بالدكتور بتاعها حالا”

محمد بيحاول يفوقها…بلا جدوى

الاب بعد ماقفل التليفون

“الحمدلله الدكتور كان فى مشوار قريب من هنا وبيقول 10 دقايق ويكون عندنا”

محمد”هى اول مرة يحصل لها اغماء كده ولا هى تعبانة”

الاب”عمرها ماحصل لها كده من غير سبب”

الدقايق بتمر بطيئة ونغم فاقدة الوعى وكل محاولات افاقتها دون جدوى

وصل الدكتور… خرج محمد واسماعيل لحد الدكتور ما يخلص كشف

كشف عليها.. وبعد ما اخدت حقنة …بدأت تفوق

نغم بتفوق… حواليها مامتها\ باباها \ الدكتور \ محمد

نغم بتبص حواليها باستغراب… بدأت تقعد نص قعدة

“انا جيت هنا ازاى”

الام”يا لاهوى… انتى هنا فى بيتك”

نغم”انا كنت فى النادى”

الدكتور وهو بيشاور للجميع بالسكوت

“وبعدين”

نغم”خلصت التمرين وغيرت هدومى واتزحلقت وانا خارجة…هو مين اللى جابنى هنا”

الدكتور”احنا ف شهر كام”

نغم”9 …بس انتو ليه لابسين شتوى…وانا جيت هنا ازاى”

الدكتور”هتفهمى كل حاجة بس عايز اسألك كام سؤال”

نغم بتبص للموجودين وهى مش فاهمة حاجة

الدكتور”انتى عندك كام سنة واتخرجتى امتى ومين اصحابك”

نغم”عندى 22سنة واتخرجت السنة اللى فاتت واشتغلت من 4شهور وماليش اصحاب قريبين كل اصحابى من ايام الكلية اتفرقنا وبنسأل على بعض من خلال تليفونات كل مدة”

الدكتور قعد على طرف السرير

“بصى يانغم… انتى دلوقتى عندك 24 سنة ووبتشتغلى فى النادى من سنتين تقريبا… اليوم اللى وقعتى فيه ده فات من سنة ونص”

نغم مش مستوعبة اللى بيقوله الدكتور

“يعنى ايه”

“يعنى انتى لما وقعتى كانت حالتك خطيرة ودخلتى ف غيبوبة وبعدين لما خفيتى جالك فقدان ذاكرة مؤقت نسيتى بعض اجزاء من حياتك”

نغم ساكتة بتحاول تستوعب

“والسنة ونص دول حصل فيهم ايه”

“انتى اللى المفروض تقولى”

“انا معرفش…انا وقعت فى النادى لقيت نفسى هنا دلوقتى”

“يعنى مش فاكرة اى حاجة تانية”

سكتت نغم تفكر…وتركز

“مش فاكرة حاجة خالص”

الدكتور وهو بيكلم باباها

“كده نغم خفت ورجعت لها ذاكرتها كاملة”

الاب”والفترة اللى فاتت دى”

الدكتور”احنا هنستمر على بعض الادوية ومحتاجين برضه انكم تساعدوها انها تفتكر… وعموما اللى يهمنا حياتها كلها فى ال22 سنة اللى قبل الحادثة والسنة ونص دول حتى لو مفتكرتهمش مش مهم”

الام والاب”الحمدلله يارب…يعنى كده خفت”

الدكتور”ايوه…حمدالله على سلامتها”

ابتسم محمد ابتسامة واسعة…ووجه كلامه لنغم

“حمدالله على السلامة”

ردت نغم باستغراب وهى متعرفوش

“الله يسلمك”

واستأذن محمد وهو خارج على الباب والاب بيوصله

“حمدالله على سلامة نغم ياعمى…انا بجدد طلبى لايد نغم وهى كانت قالت انها مستنية لما تخف… ياريت حضرتك تتكلم معاها وترد عليا”

“ان شاءالله يابنى…ربنا يقدم اللى فيه الخير”

خرج محمد ورجع الاب لنغم شافها قاعدة فى حضن مامتها وبيتكلموا

“انتى كنتى بتروحى شغلك كل يوم عادى وكان ليكى واحدة زميلتك فى النادى اسمها يسرا دى كانت اقرب واحدة ليكى بس هى اتجوزت وسافرت”

“يعنى اروح شغلى ازاى وانا مش فاكرة اللى فات”

اتدخل الاب فى الكلام

“ا\فاروق متفهم حالتك…وبعدين انتى كده رجعتى لطبيعتك يبقى شايلة هم ايه”

“انا متلخبطة اوى يابابا”

“معلش ياحبيبتى فترة وهتعدى… بقولك ايه يافاطمة محمد جدد طلبه تانى لنغم…اتكلمى معاها وشوفى رأيها وانا هنزل اجيب الدوا اللى الدكتور كتبه”

نغم”اه صحيح مين اللى كان واقف ده”

الام”هحيلك يانغم على كل حاجة”

 

تانى يوم راحت نغم النادى وهى بتتظاهر بانها عادية

راحت قعدت عند البيسين… واستغربت انها مشافتش ماجد ولا مصطفى… راحت السكرتارية واللى ساعدها ان مفيش تمارين فى الوقت الحالى

وهى قاعدة … جه عامل الكافتيريا يجيب لها العصير اللى طلبته

“بقولك ايه يا احمد… هى كابتن يسرا مش بتيجى”

“هو مش حضرتك عارفة انها اتجوزت الكابتن وسافروا”

“و كابتن ماجد فين”

“ماهو سافر هو كمان”

“اه صح …معلش يااحمد متلخبطة شوية”

مشى عامل الكافتيريا… وقعدت تربط الاحداث ببعض

يعنى بعد الحادثة بتاعتها جت يسرا الشغل زى ما مامتها قالت… هى ويسرا اتصاحبوا …يسرا وماجد اتجوزوا وسافروا… كده ترتيب منطقى لانها بقت مدربة السباحة الوحيدة ف النادى

 

بعد 3 ايام فى المستشفى فى السعودية

ماجد فى غرفة عادية ورجله فى الجبس ودماغه مربوطة بشاش

يسرا ومصطفى معاه

يسرا”حمدالله ع السلامة يا ماجد”

مصطفى”خضيتنى عليك ياصاحبى”

ماجد”الحمدلله …عمر الشقى بقى… انا بس قلقان تكون نغم قلقانة عليا…كلمتيها يا يسرا”

يسرا”وهى نغم هتعرف منين”

ماجد”لما عملت الحادثة كنت بكلمها”

يسرا”لا معرفش ومسألتنيش ومدخلتش نت اصلا الكام يوم اللى فاتوا دول”

ماجد”هات تليفونك يا مصطفى اكلمها”

مصطفى”حاضر”

اتصل بيها ماجد

“غريبة…تليفونها مقفول”

مصطفى”يمكن فاصل شحن ولا حاجة شوية كده نجرب تانى”

ماجد”هو انا هخرج امتى”

مصطفى”الدكتور قال يومين كمان تحت الملاحظة وممكن تخرج”

ماجد”الله يخليك يا مصطفى قدم لى معاد السفر واحجزلى انا عايز انزل مصر”

مصطفى”حاضر بس خد كلم مامتك علشان متعرفش حاجة وزمانها قلقانة عليك”

واتصل ماجد بمامته ومقالش حاجة عن الحادثة…كل اللى قاله انه هينزل الاجازة بدرى عن معاده… وهو بيدى التليفون لمصطفى

“مش تبارك لنا بقى ياماجد”

“مبروك…على ايه؟”

مصطفى”يسرا حامل”

ماجد بفرحة حقيقية”الف مبروك”

يسرا”عقبال اما نشوف ولادك انت ونغم”

ماجد”ان شاءالله”

 

بعد اسبوع فى المطار

كريم ونشوى مستنيين ماجد… ماجد وصل بعكاز بيسند عليه ولصق طبى فى راسه

اول مانشوى شافته

“يا مصيبتى …. مالك ياماجد”

ماجد”متخافيش يابت اخوكى ب7 ارواح”

كريم”مالك بجد ياماجد…ايه اللى حصلك وازاى متقولناش”

ماجد”هحكيلكم كل حاجة فى الطريق”

           ****************************

فى اوضة ماجد… ماجد على السرير

وحواليه مامته وكريم ونشوى

كريم”طيب انا هقوم علشان ورايا شغل…لو عايزة تباتى يانشوى هنا النهاردة خليكى مع ماجد”

نشوى”اه ياكريم…وتعالى بات معانا”

كريم”ماشى…مش عايزين حاجة”

ردوا عليه وقامت نشوى توصله…وبعد ما رجعت قامت مامتها دخلت المطبخ

“نشوى هاتيلى اللاب توب من الشنطة دى”

“ايوه ياعم …بس التليفون اسهل يعنى “

“هاتى بس بسرعة”

فتح ماجد اللاب …وفتح الميل والفيس

“برضه مفيش فايدة”

“مالك ياماجد فى ايه”

“نغم تليفونها مقفول ومبتدخلش نت خالص ومش عارف فى ايه”

“وفين تليفون بيتها”

“كان على موبايلى والموبايل ضاع ف الحادثة”

“وبعدين دى حاجة تقلق”

“انا هموت م القلق وده اللى خلانى اول ما اقدر ادوس على الارض انزل مصر علشان احاول اطمن عليها باى طريقة”

“تحب اروح لها البيت”

“ياريت يا نشوى”

“احنا الساعة 9 دلوقتى…نستنى لبكرة احسن”

“لا الله يخليكى انا مش قادر استنى اكتر من كده… هتجنن واشوفها… وحشتنى اوى …بصى يانشوى قوليلها على الاقل تفتح النت واكلمها ولا تفتح تليفونها…واسأليها هى قافلاهم ليه”

“تفتكر ليه ياماجد”

“مش عارف انا خايف لتكون افتكرت انى مُت وتعبانة ولا حاجة”

“طيب هقوم اروح لها حالا… اوصف لى العنوان”

 

نشوى بتخبط على باب بيت نغم

فتحت مامة نغم

“مساء الخير ياطنط”

“مساء النور”

“نغم موجودة”

“لا والله نزلت…طيب تعالى يابنتى مينفعش كده من ع الباب”

دخلت نشوى وقعدت ومكنش حد موجود الا مامة نغم

“هى هتتأخر”

“هى لسه نازلة من شوية مع خطيبها”

“خطيبها!!!”

“اه …انتى متعرفيش ان قراية فاتحتها كانت امبارح”

نشوى بترد وجواها كم غيظ وغل ناحية نغم اللى خدعت ماجد”

“لا معرفش”

“انتى مش معاها فى النادى”

“لا… بس لما تيجى قوليلها انى جيت لها…انا نشوى هى عارفانى كويس”

“معلش بس فى السؤال …انتى تعرفى نغم من امتى”

“من حوالى سنة…بس ليه؟؟”

“نغم مش هتفتكرك”

“ازاى”

“اصل نغم كان حصل لها حادثة وفقدت الذاكرة… رجعت لها الذاكرة الحمدلله من ييجى اسبوع كده … بس نسيت كل اللى حصل من بعد الحادثة لحد ما رجعت لها الذاكرة”

نشوى باستغراب

“كل حاجة ..كل حاجة”

“كل حااااااااااجة…دى حتى اول ما رجعت لها الذاكرة اتهيألها انها كانت لسه واقعة وفاقت بعد لحظات”

“وليه تليفونها مقفول ومبتفتحش نت”

“هى تليفونها اتكسر يوم مارجعت لها الذاكرة والخط ملقيناهوش …باباها جاب لها تليفون وخط جديد… عايزة الرقم”

نشوى بترد وهى سرحانة وبتفكر

“اه”

فتحت اجندة جنب التليفون

“خدى ده رقمها الجديد …اكتبيه

سجلته نشوى وقامت

“عايزانى اقولها حاجة لما تيجى”

“خلاص ياطنط بدل مش هتفتكرنى… عن اذنك”

قامت نشوى… نزلت

وهى نازلة حست ان دموعها حاجبة الطريق قدام عينيها

“هقول ايه لماجد… ماجد هيعمل ايه لما يعرف انها ناسية كل حاجة بينهم… وكمان اتخطبت… ياحبيبى ياخويا… يارب دبرنى اعمل ايه واتصرف ازاى واقوله ولا مقولوش”

 

الحلقة 18

نغم قاعدة مع محمد فى كافيه

“انا معجب بيكى من زمان يانغم ولما قلتى انك مش هتوافقى غير لما تخفى خالص مقدرتش ارتبط بحد غيرك… كان عندى امل انك هتخفى بسرعة وتبقى من نصيبى”

“اعذرنى يامحمد انى مش فاكرة حاجة من المقابلة اللى بتقول عليها بس ماما وبابا قالولى انى مكنتش معترضة”

“مش مهم المقابلة اللى انتى ناسياها… المهم اننا نعوض اللى فاتنا”

“مااحنا اتخطبنا اهو”

“بقولك ايه ايه رايك نعمل الشبكة وكتب الكتاب الاسبوع الجاى وشهرين كده نفرش الشقة ونتجوز”

“ليه نستعجل”

“هو انا كده مستعجل؟؟انا متقدملك من سنة يعنى لو كنتى وافقتى وقتها كان زماننا اتجوزنا او قربنا نتجوز”

سكتت نغم …سرحت بتفكيرها

“نغم”

“نعم”

“سكتتى ليه”

“مش عارفة اقولك ايه”

“قولى اللى انتى عايزاه”

“انا اللى شفته منك لحد دلوقتى يطمنى ميقلقنيش… بس لسه مش عارفاك كفاية اننا نتجوز بسرعة كده”

“يعنى هنستنى كتير”

“مش كتير بس نتعرف على بعض شوية”

“ماشى بس الخطوبة الاسبوع الجاى زى مااتفقنا”

“ماشى يا محمد …واهى فرصة نقرب من بعض اكتر”

 

نشوى واقفة قدام باب البيت… ماسكة المفتاح ومش قادرة تفتح

“هقوله… لازم يعرف… بس اقوله ايه الاول… اتخطبت ..ولا نسيت… انا ايه اللى انا فيه ده… انا هصدم اخويا بنفسى… يارب قوينى وقويه”

مسحت دموعها… ورسمت ابتسامة على وشها

طلعت ابتسامة حزينة… وفتحت الباب بالمفتاح

 

ماجد كان راجع من الحمام وهو بيسند على العكاز

نشوى فتحت لقت ماجد قدامها

بابتسامة باهتة”ايه واقف كده ليه”

ماجد بأمل”طمنينى عليها…قابلتيها… طمنتيها عليا… عرفتيها انى كويس وانى هنا ف مصر”

لفت نشوى تقفل الباب… علشان متواجهش ماجد

بتعض على شفايفها علشان دموعها اللى خانتها من كلام ماجد

مسكها ماجد من دراعها…لفها ناحيته

“انتى بتعيطى؟؟؟ بتعيطى ليه”

“مفيش يا ماجد… تعالى بس اقعد فى سريرك وهحكيلك”

ماجد بنفاد صبر” مش لسه هستنى…انا استنيت كتير… احكى على طول فى ايه”

جت مامتهم من اوضتها… ال3 واقفين

ماجد بيبص لنشوى… نشوى ضهرها للباب… الام ورا ماجد بتبص لنشوى

ماجد بخنقة”احكى يا نشوى… نغم حصلها حاجة”

نشوى بتردد وبطء”نغم كويسة … بس…”

ماجد”بس ايه… حرام عليكى اعصابى “

نشوى قالت الكلام بسرعة ورا بعضه كأنها بترمى حمل تقيل من على قلبها

“نغم كويسة…ورجعت لها الذاكرة… ونسيت الفترة اللى بعد الحادثة لحد اليوم اللى رجعت لها فيه الذاكرة… واتخطبت امبارح”

“يعنى نسيتنى”

وقع العكاز من ايد ماجد… مقدرش يقف على رجله المكسورة

كان هيقع…لحقوه مامته ونشوى وسندوه قبل ما يقع

“ماااااااااجد”

“ابننننننننى”

اتسند عليهم ماجد…

“متخافوش… انا كويس…هاتى العكاز يا نشوى”

“ماجد متزعلش نفسك… بص..”

“مش قادر اتكلم خالص يا نشوى معلش…هدخل اوضتى واقعد لوحدى”

مامته مصدومة… نشوى بتعيط بصمت

سندوه لحد اوضته… قال بانكسار

“سيبونى لوحدى شوية”

خرجوا الاتنين وبعد ماقفلوا باب الاوضة …قعدوا مع بعض

“فهمينى يانشوى… نسيت ايه بالظبط”

“نسيت الفترة مابين فقدان الذاكرة ورجوعها…ودى الفترة اللى هى وماجد حبوا بعض فيها ياماما… بصى انا اول ما مامتها قالت انها اتخطبت كنت عايزة اولع فيها وف امها…بس لما قالت انها نسيت كل حاجة صعبت عليا اوى وصعب عليا ماجد”

“ياعينى عليك يابنى…يوم ماتحب يحصل معاك اللى عمرنا ماسمعنا عنه”

“زمانه ياحبيبى زعلان اوى… ده كان جاى علشان يتجوزوا”

“لاحول ولا قوة الا بالله… هنعمل ايه يابنتى احنا تبع النصيب”

ماجد اول ما دخل اوضته سند العكاز على الحيطة

رمى نفسه على السرير… فتح درج الكومودينو

مسك صوره مع نغم…قعد يبص على الصور ودموعه نازلة وبدا يكلمها فى سره

“يعنى خلاص يانغم… نسيتينى… نسيتى الحب الكبير اللى كان بيننا.. انا كنت حاسس ان هيحصل حاجة تفرقنا…وانتى كنتى بتطمنينى… معقول نفترق بالطريقة دى… انى اتمسح تماما من ذاكرتك ومن حياتك ومن قلبك… اعمل ايه يانغم وانتى كل حياتى وحبى وحلمى اللى حلمت بيه… صعبتيها عليا يانغم بخطوبتك دى… انتى مش نسيتينى بس انتى كمان حل محلى واحد تانى ف قلبك وحياتك… اعمل ايه… ياريت بايدى افقد الذاكرة علشان انساكى … انساكى؟؟ مش ممكن انساكى ابدا… هتفضلى طول عمرك حبيبتى حتى لو انتى مش فاكرة انا مش ممكن انسى… بحبك اوى يانغم”

دموعه وهو بيبص للصور كانت نازلة زى الشلال

اخد الصور فى حضنه… اخد اللاب توب من جنبه وفتح الصور بتاعته هو ونغم وصور نغم… والرسايل اللى بينهم وكل المحادثات

كان حاسس ان قلبه هيقف من كتر الحزن

ومع صوت اذان الفجر… سمع صوت خبط خفيف على الباب

“انت صاحى ياماجد”

ازاى محسش ان الوقت ده كله عدا وهو مش حاسس باى حاجة حواليه غير لما سمع صوت الاذان

رد بصوت حزين

“تعالى يا نشوى”

“انا مرضيتش اضايقك لما قلت عايز تقعد لوحدك… بس برضه مقدرتش استنى للصبح من غير ما اطمن عليك”

“انا كويس متقلقيش”

“انا عارفة انها صدمة كبيرة بالنسبة لك بس ليها حل”

“حل ايه”

“هى لما هتشوف المسدجات بتاعتك هتفتكر كل حاجة اكيد”

وضحك ماجد بسخرية

“كلامى ضحكك ليه”

“لما نغم فقدت الذاكرة عملت اكونتات جديدة ع الفيس والميل وطبعا دول اللى معايا واللى كنا بنتكلم عليهم يعنى اكيد هما كمان اتبخروا معايا بالظبط”

“مش مهم الاكونتات… الصور بتاعتكم ياماجد… وريها الصور وعرفها انكم كنتوا بتحبوا بعض”

“المشكلة مش انى اعرفها انى كنت بحبها وهى بتحبنى… المشكلة يانغم”

“انا نشوى”

“معلش يا نشوى… انا متلخبط”

“ولا يهمك ياحبيبى… كمل ايه المشكلة”

“المشكلة انها نستنى خالص وانا لو روحت اقولها اننا كنا بنحب بعض يبقى انا بلخبط لها حياتها اكتر واكتر…هى لو كانت فاكرة الحب مكنتش اتخطبت… هى نسيت حبها ليا يانشوى …فاهمة قصدى”

“فاهماك ياماجد… بس يمكن تفتكر”

“يمكن”

“بقولك ايه… انا جبت رقم موبايلها الجديد…محتاجه؟؟”

“بجد؟؟اه طبعا ياريت… على الاقل اسمع صوتها… دى وحشانى اوى”

“طيب ثوانى واجيبلك الرقم”

قامت نشوى ورجعت بعد دقايق

“خد سجل الرقم عندك…انت هتكلمها”

“مش عارف”

“بص ياماجد… لازم تحط كل الاحتمالات حتى لو هى متفكرتش انت تحاول تنساها واهو انت قاعد شهر ونص ومسافر وهناك الشغل هينسيك اكتر… او لو تحب نشوفلك عروسة واهو حب جديد ينسى حب قديم”

“لالالا انا مبقتنعش بالكلام ده خالص… انا حبيت نغم من كل قلبى ومش هحب حد غيرها… حتى لو فضلت طول عمرى عايش على ذكرى الحب ده”

سكتت نشوى…قامت طبطبت على كتفه وخرجت من الاوضة

بص ماجد فى الساعة… كانت 5 الفجر

مقدرش يستنى اكتر من كده… نفسه يسمع صوتها

اتصل برقم نغم بدون تردد

 

نغم صحيت من النوم على صوت رنين الموبايل

قامت ترد قبل الصوت ما يصحى مامتها وباباها

“الو”

 

ماجد ساكت… حاسس انه قلبه هيخرج من مكانه من الحنين ليها

نغم”الو… الو”

ماجد”الو… ازيك يانغم”

نغم باستغراب بعد مافتحت نور الاباجورة وبصت فى ساعة ايدها

“الحمدلله… مين معايا”

ماجد وقلبه بيتقطع

“مش فاكرانى… مش عارفة صوتى”

نغم بضيق شديد

“لا مش عارفة… هتقول انت مين ولا اقفل السكة”

“انا اسف… مكنش قصدى اضايقك… مع السلامة”

قفل ماجد معاها…وهو حالته اصعب مما كان عليه

 

قفلت نغم…وقعدت تفكر

“مين الله بيتصل بيا دلوقتى ويقولى ازيك ومش فاكرانى ويقفل… لو هو يعرفنى وانا اعرفه مقالش اسمه ليه… اكيد حد بيعاكس..لو بيعاكس هيعرف اسمى منين والخط جديد ومش مع ناس كتير…يكون محمد … ومحمد هيعمل كده ليه… لا مش صوته… يكون حد اعرفه… حد يعرفنى..يا ترى مين اللى اتصل ده؟؟”

قعدت نغم على حيرتها كده لحد ما نامت

 

تانى يوم الصبح… مامة ماجد ونشوى قاعدين

“انا اتكلمت معاه ياماما امبارح بس ياعينى مصدوم اوى”

“ربنا معاه..بكرة ينسى ياما الواحد بيشوف وكله بيعدى”

“انا قلتله كده بس هو قال مش هيحب حد غيرها”

باب اوضة ماجد اتفتحت…وخرج ماجد وهو لابس لبس خروج

الام”انت لابس كده ورايح فين”

ماجد”النادى”

نشوى”هتواجهها”

ماجد”لا هشوفها بس”

نشوى”فكرها ياماجد”

ماجد”ما انا قلتلك امبارح انا مش عايزها تفتكرنى وخلاص”

الام”بس انت هتنزل ازاى وانت تعبان”

ماجد”لا انا كويس الحمدلله… وبعدين ما انا جيت من السعودية كده مش هقدر اروح النادى فى تاكسى”

نشوى”اجى معاك؟؟”

ماجد”لا خليكى…سلامو عليكو”

 

دخل ماجد النادى… وهو ماشى بالعكاز على مهله…ونفسه يجرى على مكان نغم … بص ف ساعته واتاكد انها اكيد موجودة

كل ما حد يقابله من موظفين النادى يسلم عليه ويسأل على رجله المكسورة وسببها

المشوار جوه النادى للبيسين ياخد فى العادى دقيقتين

اخدها ماجد فى نص ساعة بسبب الوقوف كل شوية

واخيرا… لمح نغم قاعدة

وقف لحظات يتأملها من بعيد…

“ياااااااااه …لو تعرفى يانغم وحشتينى قد ايه… لو تعرفى نفسك اجرى عليكى واخدك ف حضنى واقولك وحشتينى يا حبيبتى “

 

نغم قاعدة وطلعت من شنطتها كتاب وبدأت تقرا فيه

ماجد بيقرب منها بخطوات بطيئة

شافته نغم وهو بيقرب… دورت وشها عنه للكتاب

وافتكر ان دى كانت نفس المعاملة قبل الحادثة

قرر انه يكلمها…قرب منها

“صباح الخير يانغم”

بصت له بلا اى تعبير

“اهلا ياكابتن”

“عاملة ايه”

“الحمدلله… سلامتك”

“الله يسلمك…دى حادثة حصلتلى وانا….”

رن موبايل نغم… اخدت موبايلها

“ربنا يشفيك…. بعد اذنك… الو… ازيك يامحمد”

 

شاور لها ماجد وهى بتتكلم خليكى مكانك

وراح هو قعد على ترابيزة تانية بعيد عنها… بس شايفها

 

ماجد مش بيشيل عينيه من عليها… خلصت المكالمة وهو قلبه بيتقطع من الحب والغيرة وهو شايفها بتضحك وهى بتتكلم

 

خلصت وفتحت الكتاب تقرا

ماجد بيبص عليها

وسمع صوت اغنية فى الكافتيريا…الصوت وصل ليه

لقى نفسه بيسرح مع صوت وائل جسار وهو بيغنى

 

عايز اطمن عليك وانسي روحي بين ايديكوافضل اجري واجري بيك وابقي مش عارفمكاني
نفسي اكمل عمري جنبك نفسي اعيش عمرين معاك
وانسى حضني جوا حضنك نفسياتنفس هواك
عمريمانسيتكولا اقدر اعيشحياتي الا بيك
ليل نهار بسرح وافكر غصب عني حبيبي فيك
عمري مانسيتك ولااقدر اعيش حياتي الا بيك
ليل نهار بسرح وافكر غصب عني حبيبي فيك
قوليعمري يساوي ايه لو ماكنتش جنبي فيهلو ماعشتش عمري جنبك قولي بس هعيشهليه
مهما تبعد قلبي شايفكمهما غبت بحسبيك
مهما طال البعد عنك بعدي بيقربني ليك

عمريمانسيتك ولا اقدر اعيش حياتي الابيك
ليل نهار بسرح وافكر غصب عني حبيبي فيك

 

خلصت الاغنية… فى اللحظة اللى رفعت فيها نغم عينها عن الكتاب

واتلاقت نظرة سريعة بين عيون ماجد ونغم

بعدها رجعت عين نغم تانى للكتاب

ومسح ماجد الدمعة اللى حس بيها نزلت من عينيه

———–———-———————-————

الحلقة التالية أضغط هنا

بقلم الكاتبة: دينا عماد

Leave a Reply

Your email address will not be published.

زر الذهاب إلى الأعلى