ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 24و25

الحلقة 24

اجاب بارتباك : ا اصل .. اصل بصى لما اجيلك هقولك البسى انتِ بس بسرعه
شعرت بالقلق من نبرته و قالت : يحيى قول فيه ايه انت قلقتنى .. فيه حاجه حصلت ؟!!
قال بعصبيه : يا حسناء البسى بقى و انا جاى .. سلام
ظلت تنظر للهاتف قليلاً ثم جرت الى حجرتها و ارتدت ملابسها بسرعة .. رن هاتفها ثانيةً باسمه و اخبرها انه ينتظرها فهبطت بقلب قلق .. ركبت السيارة بجانبه
اخذت تلهث انفاسها بسرعه و قالت : ايه فيه ايه بقى ؟؟ .. انت رعبتنى
نظر لها بخبث و قال : هتعرفى كمان شوية و طول الطريق مش عايز اسمع حسك .. فاهمة ؟
نظرت له ببلاهة قائلة : يحيى انت شارب حاجه ؟ .. قول قول بس
نظر لها بتفاخر ثم ادار محرك السياره و انطلق سريعاً .. بعد فترة ليست بالقليلة وصلوا الى احدى المناطق يُحدها العديد من القصور الثمينة و الحدائق الخضراء الكبيرة .. وقف امام احدى هذه القصور ثم ارتجل من السيارة و فتح لها الباب
حسناء : انت انت جايبنى هنا ليه ؟ .. يحيى اتكلم بجد احنا ايه اللى جابنا هنا
نظر لها مُبتسم وقال : بطلى كلام شويه ارحمينى .. و اتفضلى قدامى يالاا
سارت امامه و هى لا تعلم لماذا اتوا .. وقفوا امام الباب اخرج مفتاح ثم قام بفتحه
قال باسماً : اتفضلى يا ستى ادخلى
شهقت بقوه قائلة : ايه يا يحيى ده اييه ده !!! .. حرام عليك اللى بتعمله ده
نظر لها بفزع قائلاً : حرام ايه ؟؟ مالك يا حبيبتى فيه ايه ؟؟؟
اخذت ترجع للخلف ببطء قائلة بحزن : مش انت سرقت الفيلا ديه ؟؟ .. ماهى باينه اوى اهو جايبنى بليل و مكان مقطوع مفيهوش حد و منزلنى بسرعه و مش راضى تقولى .. و صوتك كان خايف و قلقان يبقى انت جاي
رفع حاجبيه غير مصدقاً و فجأة دخل و اغلق الباب خلفه .. فبقت هى خارجاً
حسناء بصوت هامس : يحيى اخرج يا يحيى .. البوليس زمانه جاى اخرج و انا مش هقول حاجه
فتح الباب ثانيةً و قال بصوت عالى : فيه حاجه ؟؟ .. عايزة حاجه ؟
نظرت حولها بقلق و قالت : وطى صوتك لاحسن حد يسمعك هتروح فى داهيه و يرموك فى السجن .. و بعدين يالا نمشى بسرعه يالااا نهرب
اقترب بوجهه منها قائلاً : نهرب فين ؟؟ .. بوليس ايه ؟؟ .. سجن مين ؟؟
اخذت تلوح بيدها قائلة بسرعه : نهرب بسرعه مش انت حرامى و الحرامى بيرموه فى السجن .. يالاا انت لسه هتبصلى !
وضع يده على وجهه بضيق و تنهد قائلاً : طب شوفيها الاول و هنهرب على طول
قالت بغضب : و اشوفها اعمل بيها ايه ! .. حرام عليك ديه فلوس ناس و شكلهم مهمين اووى عشان يجيبوا فيلا زى ديه .. يالاا بقى بسرعه انجز
صاح باعلى صوته : ارحمنى يا رب .. ارحمنى و ابتلينى بحاجه تانية بس بلاش ديه يا رب ديه كتير عليا .. كـتيــــــــر
نظرت له ببلاهة قائلة : مالك يا حبيبى فيه ايه ؟
نظر لها بغضب قائلاً : ديه فليتنا يا حسناء .. بتاعتنا يا ماما مش سارقها .. سامعه ولا اطرشتى ؟ .. هى كانت مفاجأة بس باظت الحقيقة
شهقت بقوه و قالت : ڤ ڤيلاتنا !! .. ا انت بتتكلم جد ؟؟
قال بنفاذ صبر : ايوة يا حسناء بتاعتنا
جرت الى الداخل بسرعه و اخذت تنظر على الاساس و صعدت الى اعلى تتفحص الغرف .. كانت مُنبهرة تماماً من جمال المكان و فخامته .. لم يخطر على بالها ان تسكُن فى مكان كهذا بل انه فاق خيالها بكثير .. هبطت السُلَّم سريعاً لتجده يجلس على احدى الآرائك جرت اليه و الابتسامة على محياها ثم احتضنته .. تفاجأ من فعلتها و لكنه تشبث بها بقوه
قال بسعادة : عجبتك ؟؟
كانت السعاده تحتل نبره صوتها و هى تقول : اووى اووى يا يحيى .. انا بجد مش لاقيه كلام لأ بجد مش لاقيه .. بس انا مبسوطة اوى و مش مصدقه نفسى
ابعدها عنه ثم امسك بوجهها بين كفيه قائلاً : انا لو طولت اجيبلك النجوم هجيبهالك .. انتِ اغلى حاجه عندى يا حسناء .. انتِ كل حاجه فى حياتى
ادمعت عيناها قائلة : يااااه يا يحيى انا على طول كنت بتمنى انى اقابل حد زيك و يكون فى حياتى .. بس انت فوقت كل امنياتى و احلامى كلها .. ربنا يخليك ليا
قبلها على وجنتها بحب قائلاً : و يخليكى ليا .. تعالى بقى اواريكى الجنينه و البسين
تهللت اساريرها قائلة : كمان !! .. طب يالا يالا بسرعه
ضحك قائلاً : يالااا
************************
انتهوا من طعامهم و لكنهم قرروا الجلوس قليلاً .. بينما هى ظلت تراقبه باهتمام شديد و لم تتناول طعامها بشهية .. كان يختلس بعض النظارات اليها لجمالها البرئ و جذابيتها الساحره
سهيله بصوت عالى : جميله .. انتِ يا بت .. جميــــــــــلة
انتبهت لها قائلة بضيق : نعم يا زفته ؟
رفعت حاجبيها بخبث قائلة : بتبوصى عليه ايه يا جوجو يا قمر انتِ ؟ .. انى واحد عاجبك بقى ؟
ردت بارتباك : ها .. م مين دول ؟
نهضت ريم بين حديثهم لتلقى التحيه على احد الجالسين منهم .. حدقت بها جميله و وجدتها فرصه بأن تنهض و ترد له بأى طريقه ما فعل لإغاظتها .. امسكت بحقيبتها
جميله بسرعه : يالاا .. قومى يا سهيلة يالا بسرعه
نهضا معاً و اقتربت جميله من ريم قائلة برقة : يالا يا ريم
شد انتباهه نبرة صوتها و ابتسم باستهزاء لرقتها التى لم تكن موجوده قبل قليل .. لاحظته و هو يضحك هكذا فازداد حنقها الشديد
ريم باسمة : جميله ده جارنا “سيف” و ديه صاحبتى جميله و سهيله
سيف بأدب : اه ازيكوا
سهيله و جميله معاً : الحمد لله
ريم : مش هتعرفنا يا سيف ولا ايه ؟
ابتسم سيف و بدأ يُعرفهم على بعض إلى ان جاء دوره فقال : و ده مقداد
لم يرفع بصره قط و كأنهم ليسوا بجانبه بينما عندما قال صديقه اسمه نظر لريم قائلاً : تشرفنا
ريم باسمة : و انا كمان
نظرت له بغيظ شديد فكان هو يجلس على طرف الآريكة و هى تقف بجانبه و كانت مُمسكة بكوب العصير فاوقعت القليل منه على قميصه
نهض بفزع قائلاً : انتِ ازاى تعملى كده ؟
نظرت له بغيظ قائلة : i’m so sorry .. وقعت غصب عنى
نظر لها بغضب ثم ذهب من المكان بأكمله .. شعرت بوخزةٍ على فعلتها هذه و لم يكن يجدر بها فعل هذا و لكنها كانت تشعر بالغيظ الشديد منه
*********************
كانت فى حجرتها تجلس على الفراش مُمسكة بهاتفها تتكلم معه عن طريق احدى مواقع التواصل الاجتماعى
كتبت قائلة : انا لما شوفتك جاى علينا قولت انت هتتهور و تعمل حاجه
اتاها الرد قائلاً : ده واد ملزق و قال الفرح قريب اوى ان شاء الله .. اهبل و عبيط
مريهان : ههههه بتغير ولا ايه ؟؟
عمار : امممم مش مراتى ولا ايه .. و بعدين احنا هنقضيها واتس أب ولا ايه ؟؟ متيجى
مريهان : انا بابى لو شافنى نازله دلوقتى هيقعد يحقق معايا و رايحة فين و جايه منين
عمار : قوليله مع سى زفت و هو مش هيقولك حاجه
مريهان : طب خلاص هاجى سلام .. اغلقت معه و ارتدت ملابسها ثم هبطت من منزلها قاصده منزله الى مُستقبل لا تعلمه
**********************
“و بعد مـرور ســـنــــــــة “
كانت هناك اقدام صغيره تحبو على الارض و هى تضحك ببرائة لتُظهِر سنتيه الصغيرتين .. تلك البراءة ُالملائكيــّة تشــع نورا من عينيه اللطــيفة الصغيرة، والإبتســـامة النــُّورانية تنبت السعادة، تـُذيب القلب .. ركضت هى ورائه و السعاده بعينيها قبل ارتسامها على وجهها
Image from http://dehayf5mhw1h7.cloudfront.net/…te-Baby-24.jpg.
عاطـفة شغوفة اجبرت يديها على احتضانه قائلة : كده تجرنى وراك كده ! .. هتجننى منك
ابتسم هو على كلامها دون فهمه لكلامتها فضحكت هى عليه .. أُغلق باب المنزل و دخل هو ليراهم هكذا بابتسم قائلاً : حبيبى يا ناس اللى واحشنى
مطت شفتيها بغيظ قائلة : هو بس !
قبل رأسها بحب قائلاً : هو انا اقدر بردو يا حبيبتى ده انتِ اغلى حاجه فى حياتى .. هاتى حبيب بابا بقى شويه
حمله عنها و قبل وجنتيه بحب ثم ظل يمرح معه فيضحك الطفل ببرائه .. قالت باسمة : اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش و انت مرضتش تمسكه لما اتولد
ضحك حازم قائلاً : انا كنت خايف اشيله غلط ولا حاجه او يقع بس هو كبر خلاص بقى دلوقتى .. صح يا “أدم “مش انت كبرت ؟
حنين : و هو هيفهمك انت كمان .. يالا بقى غير هدومك و تعالى نتغدى عشان انا جوعت
اعطاها ادم و قال : طب مكلتيش ليه ؟
غادرت الى المطبخ و قالت : لأ ما انا قولت استناك .. يالا بسرعه بقى
على طاولة الطعام كانوا يتحدثون فى امور شتى .. حنين : حازم عايزين النهاردة نروح عند عمتو بقالنا اسبوع مروحناش
حازم : ماشى يا حبيبتى على المغرب كده نروح .. بتكلمى جميله ؟
حنين ضاحكة : اه بكلمها كل يوم .. تعبت من الجامعه و كل يوم تندب حظها انها دخلت هندسه
ضحك قائلاً : هههه ما هى هندسه صعبه فعلاً ربنا معاها .. محمود كنت لسه مقابله امبارح بس نسيت اقولك
اجابت بحزن : نفسى يتجوز بقى ده من ساعه مى الله يرحمها و هو رافض خالص و مش عايز يرتبط بواحده .. كل اما اكلمه فى الموضوع ده يقولى ربنا يسهل
حازم : لسه والله كنا بنتكلم بردو امبارح و اعدت اقوله لازم تنسى و تعيش حياتك .. اه مش هيقدر ينساها بس بردو مينفعش يوقف حياته كده .. ادايق شويه و قفش بس غيرت الموضوع على طول
حنين : صحيح هو انت بجد جبتله الشقه ؟؟
حازم : اه جبتهاله خلاص حتى اديته مُفتاحها و انا شاريها متوضبة و جهزتها كمان عشان ميكونش ناقصها حاجه
حنين : و الشغل اخباره ايه ؟
حازم : تمام بس بابا اتصل النهارده و قالى ان فيه واحد جديد هيجى و يبقى شغال معايا من بكره فلسه بقى هشوف هينيل ايه
سمعوا صوت الصغير يبكى فنهضت سريعاً الى حجرته .. بينما هو انتهى من طعامه و جلس امام التلفاز ليشاهد مباراة رياضيه
***********************
كانت الاصوات عاليه صارخة و الغضب يحتل قسمات وجهه .. بينما هى شعرت بالتعب من هذه المناقشة التى تظل بينهم كلما خرجت معه الى حفل عشاء يختص بعمله .. كان يقف امامها و الشر يتطاير من عينه
يحيى بغضب : يعنى ايه يعنى يقف و يتكلم معاكى كده و فجأة يروح ماسك ايديك .. سوزى انا ولا ايه ؟؟
ردت بضيق و صوت عالى : هو انا هفضل اعيدلك الكلام بقولك جاى يسألنى على صاحب الحفلة و بعدها حسيت بوجع فهو سندنى بأيده و كان بيتعامل بحترام و بكل ذوق
ثار اكثر قائلاً : يا سلام تعبتى فجأة و انتِ واقفه معاه اشمعنى بقى إلا اذا كنتى عايزاه بقى يعمل كده و مبسوطة من اللى بيعمله .. حسناء انا مش عبيط ولا انا مش راجل عشان تضحكى عليا بكلمتين انا كل اما اروح معاكى فى مكان لازم تحصل حاجه يبقى العيب منى مثلاً !
رفعت اصابعها السبابه و قالت بغضب : اوعى تغلط فى شرفى او اخلاقى اظن انت عارف اوى انا مين و بتعامل ازاى و إلا يا حضرة المحترم مكنتش اتجوزتنى .. و بعدين ثانيه بس انت بتحاسبنى انا !! و مش شايف نفسك .. ما انت طول الزفت الحفلة واقف تضحك مع ديه و تتكلم مع ديه ولا كأن فيه بهيمة متجوزاك ده انت حتى مش بتعرف الناس عليا و لا بتتكلم عنى .. انا شايلة جوايا و ساكته و كل شويه ببلعلك و بعدى لكن تغلط فيا اهو ده بقى اللى مش هسكت عليه
اقترب بوجهه منها قائلاً بعصبيه : و انا بقف معاهم بمزاجى و لا عشان الشغل ! .. انا عمرى ما بصيت لوحده ولا حتى لفتوا انتباهى متغيريش الموضوع و تجبيه عليا انتِ اللى بتغلطى مش انا .. انا الراجل مش كل حاجه هعملها هتحاسبينى عليها
صفقت بيدها و قالت بسخرية : لأ براڤو .. قلبت الموضوع فجأة لأنا الراجل و انتِ الست .. زى ما انت راجل و مش عايزنى احاسبك يبقى متحاسبنيش انا كمان .. زى ما انت بتقارن بينا فى الحته ديه يبقى اعمل حسابك انى ليا حقوق و انك مش من حقك تجرح و تغلط فيا كده من غير دليل .. متفضلش تحاسب فيا على الفاضى و المليان
امسك بيدها بقسوة و قال بغلظة : حقوق مين !! .. حقوق ايه ديه اللى توقفك مع راجل و يمسك ايدك و العُذر انك تعبتى .. اقسم بالله يا حسناء لو موقف حصل زى ده تانى مش هتبقى المناقشة كده و بحذرك لاخر مره
شعرت بالألم الشديد فى احشائها استندت بيدها على طرف السُلم فقد كانت تقف بجانبه .. بينما اكمل هو : و تحترمى وجودى و غيابى .. مفيش حقوق تخليكى تعملى كده سميها غيره سميها خنقة انا كده و مش هتغير و انتِ عليكى التنفيذ
لم تعد تقدر على التحمل لتخرج صرختها المُتألمة : آآآه .. آآآه
امسك بها بسرعه قائلاً بقلق : مالِك ؟؟ .. حبيبتى انتِ كويسة
كانت قسمات وجهها تدل على الألم الشديد و قالت بصوت متقطع بين آهاتها : ا انا بولد .. مش قادرة ااااه
حملها بسرعه ثم وضعها الى اقرب اريكة و صعد سريعاً احضر اسدالها و مفتاح سيارته ثم اقترب منها ثانية و قام بحملها .. خرج قلبه من بين ضلوعه خوفاً عليها و على ابنته .. هذا الشخص الذى كان يصرخ و يتكلم بقسوة منذ قليل .. لا يشعر الانسان بما يملكه الا عند الشعور بفقدانه
وصلوا الى المشفى و اوقف السياره ثم هبط و حملها بسرعه و جرى الى الداخل يصيح بهم ان يأتى الطبيب .. وضعوها على الفراش المتحرك و هى تصرخ بشده ظل ينظر بعينه عليها الا ان غابت عنه .. ظل يسير ذهاباً و اياباً يحك يده بقلق و ينظر فى ساعته كل ثانيه لشعوره بانها غابت عنه كثيراً .. رأى مقداد و والدتها يأتيان فوقف فى مكانه لم يستطع ان يرفع عينه لشعوره بالندم لانه من اوصلها لهنا
مقداد بقلق : ايه اللى حصل يا يحيى ؟؟
ظل يفرك يده بارتباك قائلاً : ك كنا بنتكلم و بعدين اعدت تصرخ و تقول هولد فجبتها على هنا و لسه مخرجتش
والدتها ببكاء : يا رب قوم بنتى بالسلامه يا رب .. بس معقوله هتولد فى السابع ده الدكتور كان قايل لسه شويه
احتضن مقداد والدته و قال بهدوء عكس ما يشعر به بداخله : متخافيش يا ماما هتقوم بالسلامة ان شاء الله و عادى ستات كتير بيولدوا فى السابع متقلقيش
و بعد مرور الوقت خرج الطبيب جرى اليه يحيى قائلاً بقلق : ها يا دكتور هى عاملة ايه ؟
الطبيب باسماً : مبروك جالك بنت زى القمر و المدام بخير الحمد لله .. هى بس الولادة كانت صعبه شوية بس الحمد لله عدت على خير
سقطت الدموع من عينه و قال بسعاده : الحمد لله .. الحمد لله يا رب
احتضنه مقداد قائلاً : مبروك يا ابو البنت تتربى فى عزك يا يحيى
رد بسعادة : عقبال بنتك ان شاء الله
والدتها بسعادة : مبروك يا حبيبى تتربى فى عزكوا و تعيشوا لحد متشوفوا احفادكوا يا رب
احتضنها يحيى قائلاً : ربنا يخليكى يا ماما
و بعد عدة دقائق كان يجلس بجانبها ينتظر ان تفيق .. يمسك بيدها ليضع عليها قبلة حانيه و ينظر لوجهها الملائكى الجميل .. و بعد فترة شعر بحركة عينيها لتفتحهم هى ببطء شديد وسط آهاتها الهادئة .. التفت برأسها لتجده بجانبها و لكنها عندما رأته نظرت فى الجهة الاخرى و احتل العبوس وجهها .. و لكنها سريعاً ما نظرت ثانيهً و
قالت بفزع : هو انا ولدت ؟؟ .. طب حصلها حاجه ولا كويسة؟؟
وضع يده على فمها و قال بحب : كويسة يا حبيبتى و جبتى احلى بنوته
ازاحت يده بقوة و قالت : طب اتفضل قوم من هنا و ناديلى ماما و مقداد اكيد هما بره
نظر لها بحزن قائلاً : حسناء انا اسف بس انا بغير عليكى من اى حاجه
عدلت من نومتها فشعرت بالألم : اااه
امسك بيدها بلهفة شديدة و قال : مالك ؟؟ .. اجيب الدكتور ؟
ابعدته يده ثانيةً و قالت بقسوة : اتفضل اخرج بقولك مش عايزة اشوفك و طول ما انا هنا متجيش
نظر لها بحزن ثم خرج .. وبعدها اتت والدتها و مقداد و باركوا لها ثم سلمى والدة يحيى و انقضى اليوم هكذا
***********************
كان يمشى بجانبها و هو ينظر لها بحب و هى تبتسم بحياء .. لم يصدق نفسه انها اصبحت له و ملكه .. و لكن ستكون فرحته الاكبر عند زواجه منها فهو كان يحلم بها كثيراً و اصبح حلمه حقيقه
قال بحب : عارفه يا سهيلة انا مبسوط اوى و مش مصدق اننا اتخطبنا و من اسبوع بس
سهيله بخجل : و انا كمان .. متوقعتش انك هتيجى تتقدملى و كنت فاكرة يعنى انك
قاطعها قائلاً : انى مش بحبك صح ؟
اومأت برأسها له بينما اكمل هو قائلاً : بالعكس انا محبتش حد زيك و مش هحب بس من ساعه اخر مره اتقابلنا و انا وعدت نفسى انى هحافظ عليكى و انى هشتغل و هبدأ من الصفر عشانك و عشان لازم اتعب عشانك مش مجرد نتخطب و يكون اخويا بيصرف عليا .. انا مش ساعه حادثة صاحبى و انا بقيت واحد تانى حسيت انى بعدت عن ربنا اوى و ان ده مش انا .. حسيت انى لازم افوق ولازم ارجع عن اللى انا فيه و فعلاً انا فى الاول كنت بكلمك من باب التسلية و من ان مفيش بنت قدرت تقولى لأ .. انا كنت واحد بيعمل كل حاجه من دون خجل من نفسه او حتى ندم من الاخر مكنتش انا .. ساعتها فوقت و ندمت على كل اللى حصل و قررت انى هتعب و هذاكر و انجح عشان ابقى جدير بيكى و فعلاً خلاص فاضلى سنه فى الجامعه و اخلص و عندى شغلى و اول لما جمعت فلوس جيت و طلبتك من والدك .. كان رافض فى الاول انك لسه فى اولى جامعه و ان لسه بدرى بس انا قصريت و فضلت ازن بقى لحد ما وافق بشرط ان الجواز بعد اما تخلصى
نظرت له قائلة : اول مرة اعرف ان بابا كان رافض
ابتسم قائلاً : ده هزقنى و قالى انت جاى تهزر يا ابنى بنت مين اللى جاى تخطبها و انا بنتى صغيره و مش هينفع .. لكن مع كل رفض منه ليا كان بيخلى اصرارى اكبر و انى لازم احقق كل اللى عايزه عشانك و الحمد لله اتحقق كل اللى نفسى فيه غير حاجه بقى لسه شوية عليها
قاطعته قائلة بفضول : ايه هى بقى ؟
نظر لها بحب قائلاً : انى اتجوزك و تكونى مراتى
نظرت ارضاً و ابتسمت بحياء .. بينما ظل ينظر هو عليها و يبتسم بسعاده .. و نسمات الهواء العليل تتخبط بوجنتيها و جسدها .. شعرت بالرجفة فحاوطت نفسها بيدها تحاول ان تُدفئ نفسها فنظر لها وجدها هكذا فقام بخلع سُترته و مد يده لها نظرت ليده و اخذتها و الابتسامة على محياها
***********************
خرجت من محاضرتها بفستانها الفيروزى الرقيق يعلوه حجابها المحتشم الذى يضيف جمالاً لبشرتها .. كانت بجانب بعض صديقاتها الجدد رأته يقترب فاغلقت عينيها و فتحتها لعلها تتخيله امامها و انه ليس بحقيقة و لكنه اخذ فى الاقتراب و بيده باقة من الورود الحمراء التى لطالما عشقتها .. وقف امامها بهدوء ينظر لها و يبتسم فقط بينما هى لزالت تحدق به غير مصدقة
قطعها احدى صديقاتها قائلة له : افندم حضرتك عايز حاجه
افاق لنفسه و قال : جميله لو سمحتى عايزك فى كلمتين
سارت امامه بصمت و وقفت بعيداً قليلاً فوقف امامها و قال بارتباك : احم احم .. عامله ايه ؟
قالت بضيق : انت جايبنى هنا عشان تقولى عامله ايه ؟
اكمل قائلاً بابتسامة : طيب انا هخش فى الموضوع على طول انا بحبك و من زمان .. و عايز اخطبك
ضحكت قائلة : حلو الهزار ده
تقلصت ملامحه قائلة : هزار !! .. انا بتكلم جد على فكره انا عايز اتقدملك انا بحبك و نتخطب و لما اتخرج هنتجوز انا كده كده شغلى مع بابا و كل حاجه هتجهز
حدقت به بصدمة قائلة : عمر انت بتهزر ؟؟ .. انا تقريباً بقالى شهور مش بشوفك الا مثلاً لما تكون بتوصل ريم غير كده انا معرفش حاجه و بعدين احنا لسه فى اولى جامعه يعنى مش معقوله نتخطب من دلوقتى و غير كل ده امتى حبتنى و امتى قررت انك ترتبط بيا
زفر بضيق قائلاً : اظن ده مش مكان نتكلم فيه تعالى نروح اى كافيه قُريب و هشرحلك كل اللى انتِ عايزاه .. ممكن ؟
قالت بارتباك : لأ .. لأ مش هينفع
نظر فى عينيها قائلاً : لأ هينفع .. يالا لو سمحتى الموضوع مهم و انا مش هسيبك تمشى الا لما تسمعينى
قالت بقوة جاهدت اظهارها : لأ قولتلك انا مش هروح معاك فى حته .. لو عندك حاجه اتفضل قولها
تنهد بضيق و اكمل قائلاً : يعنى عايزه نتكلم هنا ! طب تمام اسمعى بقى و متقطعنيش .. من الاول لما شوفتك عجبتينى و دخلتى دماغى زى اى بنت حلوه أُعجب بيها و بعدين اخرج معاها شويه و خلاص .. كل مره حاولت اكلمك و فى المقابل مترضيش او ترفضى كنت ببقى عايز اعمل فيكى اى حاجه عايزك تجيلى راكعه ما هو مفيش واحده تقول لأ لعمر و بعدها بدأت اخطط ازاى اوقعك فى المره اللى جيتى فيها النادى لما كنتى مع ريم على الباب كنت مستنيكى جوه و ناوى اعمل حاجه بس نصيبك انك تمشى و لما كنتى مستنيه ريم فى الكافيه و انا جيت كان تخطيط منى و لما كُتبك وقعت انا اللى عملت كده و جبت حد يصورنا و كان مُحترف فى الفوتوشوب و ظبط الصور و بانت للى هيشوفها و كأن دول اتنين حبيبه .. ساعتها حاسيت انى هنتقم منك على كل الرفض اللى حصل بس حاجه جوايا قالتلى لأ متأذيهاش كده هى هتكرهك و ده ميسماش حب .. قطعت الصور ديه كلها و رمتها عشان حسيت ان اللى بعمله ده هيخلينى اخسرك .. جميله انا مش عارف انا حكيت كل ده ليه بس انا عايز ابدأ بدايه نضيفة معاكى و عارف انك ممكن بعد كل الكلام ده اكيد ترفضى بس انا عندى امل انك توافقى و حاسس انك بتبادلينى نفس الشعور .. قولتى ايه ؟
وصل الغضب اقصى درجاته لديها فقالت بعصبيه و صوت عالى : ايه البجاحة ديه !! عملت كل ده و جاى آل عايز تتقدملى ! .. انت اتهبلت و لا مخك طار ولا ايه فاكر ان بعد كل اللى قولته ده هوافق و بعدين كنت عايز تعمل كل ده عشان بس رفضتك ده ايه الجباروت ده فاكر انك سهل اوى تبيع و تشترى فى البنات زى ما انت عايز واحد زيك شايف نفسه امور و معاه فلوس تشترى البلد واحد لسه كان صغير و عايز يعمل ده فيا .. هو انا كنت حاجه سهله اوى كده عايز تنتقم منها و خلاص ! .. كنت هبله اوى و مصدقه انى كل اما برفضك انت بتحس بقيمتى اكتر ! .. كنت غبيه اوى و ماشيه ورا قلبى و سافرت و تعالى هنا ماشى و روحى كده تمام .. حاجات عُمرى ما كان يجيى فى خيالى انى اعملها .. و غير كل ده ان ريم تعمل كده انا مقدمتلهاش غير المساعده و الرأى اللى يخليها صح قبل ما تشوف بنات الناس و تقيم كل واحده شوف اختك يا محترم
امسك بيدها بقوة قائلاً بحده : اختى محترمة غصب عن عين اى حد .. و ملكيش اى الحق انك تتكلمى عنها .. هى غلطت اه انها عملت كده بس انا اخوها و كنت عاوز اوصلك عشان انتِ مكنتيش سهله يا جميله .. عُمرك ما كنتى سهلة
ادمعت عيناها و نظرت ليديه المُمسكة بيدها فتركها و قالت : لأ كنت سهله .. عارف سهله ليه ! عشان انا حبيتك
نظر لها بقوه يكاد يحتضنها و يطلب منها السماح و انه ندم على كل ما فعله بشده .. و لكنها نظرت له بألم و تركته .. ظلت تبكى عند سيرها على كل ما قاله و على كل لحظة تذكرتها .. لم يكن ليأتى بمخيلتها انه يُدبر لينتقم منها و لم تكن لتصدق كل ما قاله .. ركبت بسيارة الاجرى و ذهبت الى بيتها .. بينما ظل ينظر للفراغ التى كان تملُئه منذ قليل و ظل يُئنب نفسه على كل ما قاله فكان من الممكن ان يخطبها اولاً ثم يصارحها و لكن فى النهايه المسار سيكون نفسه و انها ستتركه .. ركب سيارته و قادها سريعاً للاشئ

الحلقة 25
كانت فى حجرتها تسيرها ذهاباً و إيابا و بيدها جهاز صغير ابيض اللون .. دموعها تتساقط على وجنتيها بخفة واضعة يدها على رأسها بقلق لا تعرف ماذا تفعل .. جرت الى هاتفها و ضغطت احدى الارقام ليأتيها صوته قائلاٍ
عمار : ايه يا حبيبتى عامله ايه ؟؟
ردت بصوت مخنوق : عمار انا فى مصيبه
رد بقلق : ايه فيه ايه ؟؟
قالت بارتباك : انا .. انا حامل
اجاب بصدمة : انتى بتقولى ايه ؟؟ ازاااى ؟؟
ردت بغضب : بقولك حامل انا مش عارفة اعمل ايه !!
زفر بقوة و قال بقسوة : اتصرفى انا ماليش دعوة بالكلام ده .. انا مش فاضيلك ورايا شغل
صرخت به قائلة بغضب : انت بتقول ايه انت ! ايه هو اللى ملكش دعوة .. و شغل ايه اللى بتتكلم عنه ! انا اللى جبتلك الشغل ده انت كان زمانك بتشحت دلوقتى .. انا اللى بعت كل حاجه و مشيت ورا كلامك انت ازاى جاى دلوقتى تقولى الهبل اللى انت بتقوله ده
صاح بصوت عالى : بتعايرينى دلوقتى و بتفكرينى بفضلك عليا ها ! .. بس مكانتى دلوقتى ديه بمجهودى و محدش ضربك على ايديك و قالك اتجوزينى كل حاجه مشيت بمزاجك و زى ما انتِ عايزه مترميش قله تربيتك عليا .. و اللى فى بطنك ده ينزل انا ولا هربى ولاد ولا هشيل مسؤليه و ده اخر كلام عندى
صاحت بغضب قائلة : لأ مش هنزله .. مش هتخلى عنه و هدفعك تمن اللى بتقوله ده غالى اووى و مش هسامحك .. اوعى تنسى كلامى و خليه فى دماغك كويس
قال بعصبيه : اعلى ما فى خيلك اركبيه .. و متتصليش تانى .. ثم اغلق الهاتف
نظرت للهاتف بأعين غير مصدقة .. أعين كئيبه و الحزن طاغى عليها لا ترى من كثره غيومها .. شعرت بالانكسار من كلامه و لم تصدقه كيف له ان يصبح هكذا و يتكلم بكل قسوه .. وقع الهاتف من يدها و تسقط دموعها معه .. تهشم قلبها الى قطع صغيرة لا رجاء منها .. وضعت يدها على احشائها و بكت اكثر .. بكت كما له انها لم تبكى من قبل .. و لكنها لن تستسلم و لن تضعف مهما حدث .. فنهضت سريعاً و اخرجت حقيبه السفر خاصتها ثم وضعت ملابسها بأكملها و تركت هاتفها بالحجرة .. هبطت الدرج بسرعه تجر ورائها حقيبتها تاركة ماضيها خلفها
************************
اتى الصباح .. كانت مستلقاة على الفراش بالمشفى و بيدها صغيرتها تبتسم لها بحنان و حب جارف .. عندما لمستها شعرت حينها بأمومتها و حبها لها .. اخذت تداعبها بخفه و هى تغنى لها بخفوت
ضحك مقداد قائلاً : يا بنتى البت كده ودانها توجعها من صوتك التحفه ده .. هيجيلها تلوث سمعى و بعدين ايه اللى انتِ بتغنيه ده متغنيلها مهرجان شعبى كده البت تطلع جامده و مبتخفش
قالت فاطمة بتعجب : ايه اللى انت بتقوله ده عايزها توديها مهرجان و هى لسه مكملتش اسبوع .. انت اتهبلت ياض
ضحكت حسناء قائلة : هههههه يا ماما ده قصده اغنيه بس هما بيقولوا عليها اسم مهرجان .. ناس بيئة زى مقداد كده
تقلصت ملامح وجهه قائلاً : قولتى ايه يا قمر ؟؟ .. ده انا امسكلك بنتك ديه اعملهالك كورة دلوقتى ما تتكلمى عدل
احتضنت صغيرتها قائلة بحده : لو شوفتك ماسك “ملك ” هطلع عليك القديم و الجديد
قال باسماً : حلو الاسم ده اووى .. طب و يحيى عجبه ؟
سمعوا دقات على الباب ليدخل يحيى قائلاً : السلام عليكم
رد مقداد قائلا : و عليكم السلام ياخويا انت شرفت .. سيبنا كده و تمشى ينفع ؟
قال يحيى ضاحكاً : يا عم نقطتنا بسُكاتك بقى .. ثم اقترب من حسناء قائلاً بحزن : عامله ايه ؟
ردت باقتضاب : الحمد لله كويسه
نظر للصغيره بحنان و قال : ممكن اشيلها ؟
اعطته الصغيره دون ان تبث بشفه فحملها هو بحذر باسماً .. شعر بالسعاده عندما ضمها على حضنه ثم نظر الى حسناء بابتسامة جعلت قلبها يهتز بين ضلوعها و يُرسل رسائله العاشقه الى قلبه .. و لكنها نظرت باتجاه اخر و تظاهرت بلامبالاه .. شعر بالحزن يدخل قلبه و الندم على كل ما قاله .. اعطى لها الصغيره
ثم نظر لمقداد قائلاً : عايزك ثوانى
خرج من الحجرة و خلفه مقداد .. ظل يسير و الصمت يخيم المكان و الضيق يرتسم على ملامح وجهه الجذابه .. وصل الى كافتريا المشفى و جلس على احدى المقاعد
نظر له مقداد قائلاً بتعجب : مالك يا يحيى انا حاسس انك مش طبيعى .. انت متخانق مع حسناء ؟
زفر يحيى بضيق و قال : ايوة اتخانقنا امبارح و بسبب انها اتعصبت تعبت و جينا على هنا .. هى عارفه انى بغير عليها و من اقل حاجه بس انا بتعصب و هى مش بتقدر تتحملنى .. عارف انى ببقى مكبر الموضوع بس ديه غريزة جوايا اعمل ايه يعنى
مقداد : طب ايه اللى حصل بالظبط ؟
قص عليه يحيى كل ما حدث فى تلك الحفله و كل الكلام الذى قاله لها .. نظر له مقداد بجديه و قال : انا مقدر انك غيرت عليها بس هى قالتلك انها تعبت و بعدين يا يحيى لازم تعدى شويه و تفوت يعنى قولها بهدوء و هى هتسمع كلامك .. انت عارف ان حسناء مش بتيجى بالعند و العصبيه بل بالعكس هى بتيجى براحة و بهدوء تتكلم معاها يا هى تقنعك يا انت تقنعها غير كل ده هى كانت حامل و بتبقى حساسه من كل حاجه فأنت كان المفروض تقدر الحته ديه
قال يحيى بحزن : والله انا عارف انى غلطان و اعتذرتلها بس هى مش راضيه
نظر له مقداد بخبث قائلاً : عندى فكرة تخليها تصالحك
نظر له يحيى و قال بأمل : ايه هى ؟
مقداد باسماً : بما ان حسناء بتحب المفاجأت فهنعملها مفاجأة .. هى راجعه البيت النهاردة بليل لانها اتخنقت من قعدتها هنا فيالا بينا دلوقتى
نهض يحيى قائلاً : على فين ؟
مقداد بضيق : امشى و انت ساكت .. ده انا خُسارة فيكو والله
************************
استيقظت صباحاً لتجد انها لازالت بملابسها فعندما رجعت البارحة نامت من كثرة بكاءها و لم تشعر بنفسها .. نهضت من فراشها و نظرت فى المرآه لتجد أعينها منتفخة من كثرة البكاء و الهالات السوداء تحت عينيها .. بدلت ملابسها لتذهب الى الجامعه ثم خرجت من حجرتها
امينه : تعالى يا جميله افطرى يالاا
جميله بهدوء : مش عايزه يا ماما انا اتأخرت على الجامعه هبقى افطر هناك .. سلام
هبطت من منزلها و وقفت تنتظر احدى سيارات الاجرة .. رأته يقف امام سيارته و يرتدى نظاراته الشمسيه نظرت له بحزن و ألم ثم التفت بوجهها للجهة الاخرى .. بينما هو دب الحزن فى قلبه من نظرتها و خلع نظاراته ليضعها بين خصلات شعره و ذهب اليها
عمر بحزن : جميله
نظرت ارضاً و لم ترد .. اكمل قائلاً : لو سمحتى تعالى نتكلم فى اى مكان و اسمعينى لو كلامى معجبكيش خلاص امشى
نظرت له قائلة بغضب : هتمشى ولا امشى انا ؟
امسك بيدها قائلاً : يا جميله اسمعينى و بعدين انا معملتش حاجه من كل اللى كنت عايز اعمله
صاحت بغضب : بس كنت عايز تعمل .. لو سمحت ابعد عنى بقى و سيبنى فى حالى .. ثم تركته و ذهبت
وقف ينظر لها و هى تبتعد عنه للمرة الثانية و لكنه جرى الى سيارته و قادها خلف السيارة التى ركبت بداخلها .. ظل يؤنب نفسه انه اخبرها و لم ينتظر الى ان تصبح له
*************************
بعدما اغلق معها ظل يضرب بيده بغضب على الاريكة لعله يُفرغ غضبه .. ثم نهض و دخل ليستحم لتهبط قطرات الماء البارده على جسده لعلها تُطفئ نيرانه المُشتعلة .. ظل يُفكر لماذا حظه يسير هكذا .. كل ما يُخطط له يسوء و يصبح عكس ما يريد .. يتسأل هل احبها ام انها لازالت كوسيلة انتقام ليس اكثر .. ارتدى ملابسه و اخذ هاتفه ليهبط من المنزل سريعاً
اخرج هاتفه ليطلب رقمها ولكنها لا تُجيب .. ظل يتطلبها عدة مرات ولكن دون جدوى .. طلب رقم اخر ليأتيه الرد
عمار بسرعه : سعد انت فين ؟؟
سعد : انا فى البيت كنت نايم .. خير ؟
تنهد بضيق قائلاً : لازم نتقابل حالاً عايزك فى موضوع مهم .. تعالى على “…”
سعد : طيب تمام هقابلك سلام
و بعد مدة قليله كان يجلس هو و ينظر فى ساعته بغضب .. يهز قدمه بطريقه تدل على حنقه .. رأه يتقدم نحوه ثم يجل
سعد : فيه ايه منزلنى الصبح كده ليه ؟
قال بجديه : الصفقة هتم بعد يومين
سعد بصدمة : انت بتتكلم جد ؟ .. عرفت من مين ؟ ده انا لسه محدش قالى
عمار ببرود : عرفت وخلاص المهم ان كل حاجه جاهزة .. الصفقه هتم على اول الطريق الصحراوى كده على الساعه ١١ بليل .. كلهم هيبقوا هناك
تنهد بارتياح قائلاً : اخيراً ده انا بقالى زمن مستنى الصفقه ديه عشان اخليهم على الحديد .. يا مُسهل بقى
عمار : انا هبقى مع شاكر ساعتها لانى خلاص بقيت دراع اليمين و كل حاجه بقيت عارفها .. و اخذت نُسخة من الورق و كل بقى تمام
سعد : خلاص تمام و انا هبقى موجود بس مع جماعتى من بعيد لبعيد .. هشوفهم و هما الكلبشات فى ايديهم و يترموا زى الجزم فى السجن
نهض عمار و قال : قريب اوى .. يالا انا همشى بقى
سعد و نهض ايضاً : و انا كمان يالاا
************************
تسير بثقة و تكبر مُرتديه نظارتها الشمسيه و الكعب العالى التى تكاد ان تقع لطوله
تطاير خصلات شعرها الذهبية التى تلمع بقوة عندما تختلط بها اشعه الشمس فتجعلك لا تقدر على التمييز بينهم .. دائماً ما تُثير الانظار بجمالها و قوامها الممشوق و لكن بالاكثر بملابسها التى لا تستر شئ من جسدها فهى تسير على الموضة و احدث الصيحات لا تهتم بما يقال .. هى ترى نفسها هكذا جميله و ان هذه الملابس تُعبر عن طبقتها و انها من عائلة غنيه .. اقتربت من شاب وسيم يجلس على الطاوله و جلست امامه
الشاب بسخرية و استهزاء : هو انتِ نسيتى تلبسى ولا فى حد قطع هدومك و انتِ جايه ؟؟
ريم ببلاهة : لأ لأ انا نازلة من الhome كده
الشاب بغضب : قومى يا ريم نمشى من هنا .. قومى ربنا يهديكى انا مش عارف ازاى ابوكى ينزلك من البيت كده
ردت بحنق : يووه يا محمود انت كل مره نفس الكلام .. و بعدين متبقاش جاهل ديه الموضة دلوقتى
محمود بسخرية : والله يا شيخة مش تقولى ! .. اخس عليا معلش مكنتش اعرف
قالت بضيق : انت بتتريق ! و بعدين انت كنت جايبنى هنا ليه بقى ؟؟
فتح لها باب سيارته و قال : فى البيت عندكو هتعرفى .. اركبى يالا
ركبت بجانبه و قالت بتعجب : البيت عندنا !؟ .. انت بتتكلم عن ايه انا مش فاهمة
نظر لها قائلاً بحده : هشش خالص ده انتِ حسابك معايا بعدين بس استنى عليا
شعرت بالخوف من نبرته و صمتت .. بعد فتره من الوقت وصلوا امام القصر فهبطت هى و وقفت امام الباب .. امسك بيدها و سحبها خلفه ثم ظغط على الجرس لتفتح لهم الخادمة فيدخل هو و مازال مُمسك بيدها
نظر للخادمة قائلاً : لو سمحتى ممكن تناديلى استاذ خليل ؟
اومأت له الخادمة و ذهبت .. نظرت له ريم و قالت : محمود انت هتعمل ايه ؟؟ .. و جايبنى هنا ليه ؟
ترك يدها و جلس على الأريكة واضعاً ساق فوق ساق قائلاً : هتعرفى كمان شويه بس الاول تطلعى دلوقتى تغيرى اللى انتِ مش لابساه ده و تيجى .. سامعه ؟
قالت بعند : مش طالعه عشان انت جاهل و مش فاهم حاجه فى الموضة .. و انا بحب البس كده
نظر لها بحده قائلاً : اطلعى يا ريم احسنلك
دبدبت بقدميها و صعدت لأعلها .. اقترب منه خليل قائلاً : اهلاً بيك
وقف محمود بسرعه و قال بأدب : اهلاً بحضرتك .. و مد يديه قائلاً : انا محمود
مد خليل يديه و قال : اهلاً يا ابنى .. اتفضل
جلس محمود و قال بارتباك : احم .. انا كنت عايز حضرتك فى موضوع كده بخصوص الانسه ريم
خليل بجديه : و انت تعرف ريم منين ؟
بلع ريقه ببطء و قال : انا ابقى اخو صاحبتها كنت بشوفها مع اختى و هما رايحين الدروس و ساعات لما كانت بتقابلها
قال خليل : و المطلوب ؟
محمود : انا عايز اخطب الانسه ريم .. انا مهندس معمارى و عندى شقه جاهزة من كله و عايش مع والدتى و اختى .. ابويا متوفى بقاله فترة
خليل بهدوء : انت باين عليك شاب كويس بس سيبنى اسأل عنك و اخد رأى اخوها الكبير فارس و اقولك لأ زى ما انت عارف ريم لسه صغيره
محمود بسرعه : انا بس بطلب نتخطب و لو ممكن قبل اخر سنه نتجوز و تكمل السنه الاخيرة ليها فى بيتى .. انا عارف انى مش قد المقام بس انا هقدملها كل حاجه هتحتاجها و انا الحمد لله بشتغل و مُرتبى بيكفى و زياده
ضحك خليل قائلاً : يا ابنى انا ميهمنيش المظاهر انا تقريباً الناس كلها بتفتكر ان عشان معايا فلوش فيبقى لازم كل اللى نعرفهم يبقى اغنيه بردو و عايشين حياة الرفاهية .. بالعكس انا كل الكلام ده مش بيهمنى لانى انا كنت فقير و عملت كل ده بمجهودى .. ممكن انت كمان عشان ريم عارف انها مُتكبرة شويه فتكون خدت الفكرة ديه عنى
شعر محمود بالخجل قائلاً : لأ العفو والله انا مقصدتش
قال خليل بطيبه : ولا يهمك انت زى ولادى .. بس هو انت كنت مُرتبط قبل كده ؟
اتت ريم و لكنها فضلت ان تستمع من بعيد .. بينما قال بحزن طغى على صوته : ايوة انا كنت متجوز يعنى كنا كاتبين كتابنا بس محصلش نصيب
خليل : ليه ؟
ظهرت الدموع بعينيه قائلاً : توفت
خليل بأسى : الله يرحمها انا اسف انى فكرتك
محمود : لأ ولا يهم حضرتك .. انا هستأذن دلوقتى و هسيب لحضرتك رقمى تبقى تبلغنى الرد
نهض خليل قائلاً : خلاص اخر الاسبوع ان شاء الله هبلغك ردى
محمود : ان شاء الله .. استأذن انا
خليل : اتفضل يا ابنى
خرج محمود من المنزل و اتجه نحو سيارته ليوقفه صوتها قائلة : ليه ؟
التف لها و قال بجمود : مش عارف
نظرت لها بحزن و قالت : لسه بتحبها ؟ طب ليه جاى تخطبنى ؟
نظر للفراغ امامه و قال : و عمرى ما نستها لحظة
صاحت قائلة : طب ليه عملت كده ؟؟
اكمل قائلاً : عشان انا حاسس انى عايز احميكى .. ساعه لما شوفته معاكى حسيت بحاجه غريبه جوايا بأنى لازم الخطوة ديه .. فاكرة ولا مش فاكرة ؟
(( فلاااااش بااااك ))
قبل اسبوعين .. كان يركض فى احدى النوادى كنوع من الرياضة و اثناء ركضه وجد فتاة تركض بجانبه و شعرها الذهبى يتطاير خلفها بخفه .. تضع سماعات الأذن ذات الصوت الصاخب .. نظرت بجانبها بالصدفة لتجده هو فخلعت السماعات بسرعة و قالت بغيظ : هو انت ؟
بينما قال هو ببرود : لأ حد تانى
وقفت عن الركض و قالت : و انت بتراقبنى بقى ولا ايه نظامك ؟
قال بسخرية : انا اراقبك انتِ !! ههههه .. يالا يا شاطرة اجرى بعيد انا مش فاضى
نظرت له بغيظ قائلة : شاطرة !! .. طب يالا من هنا
تركها و ذهب بينما هى غلت الدماء بعروقها من شده غضبها عندما تركها هكذا و ذهب .. نظرت فى هاتفها لتجد الساعه قاربت على التاسعة مساءً فانطلقت الى حجرة تغيير الملابس لترتدى ملابسها .. و بعد ان انتهت خرجت لتركب سيارتها إلى ان وجدت يد تَكتُم فمها و تجرها الى سيارة اخرى .. القاها فى المقعد المجاور له و انطلق سريعاً
نظرت له بصدمة جاليه على وجهها قائلة : نديم ؟؟
قال بخبث : ايه يا حبيبتى افتكرتى انى نسيتك ولا ايه !! .. بس انساكى ازاى ده انا عُمرى ما اسيب حاجه كنت عايزها إلا لما ازهق منها و انا لسه مزهقتش منك يا قمر
صرخت بغضب : انت مجنون .. انت اكيد مجنون نزلنــــــــى
نظر لها و الشر يتطاير من عينيه قائلاً : مجنون بيكى يا مزة .. و بعدين اعملى اللى انتِ عايزاه انا قافل المسوجر و الشباك مقفول فمهما عملتى محدش هيسمعِك
ارتعش جسدها بخوف و قالت ببكاء : نديم نزلنى بليز .. هعملك اللى انت عايزه بس نزلنى .. بلييز لو بتحبنى نزلنى
لم ينظر لها و لم يتكلم بل ظل يزيد من سرعته .. صرخت برعب قائلة : يا نديم هنموت .. وقف العربيه .. وقف العربيه هنموت
قال ببرود : طول ما انا سامع صوتك هزود فى السرعه .. فاسكتى شوية بقى
لم تجد امامها حل غير ان تصمت .. نظر لها وجدها انكمشت فى مقعدها و صامته .. ابتسم بانتصار و خفف من سرعته قليلاً .. بينما ظلت هى تبكى بصمت دون ان يخرج صوتها
كان قد انتهى من تمرينه فذهب ليُغير ثيابه .. صعد الى سيارته و كان سيُشغل المُحرك و لكن سمع رنين هاتفه فاجاب
محمود : نونو ازيك ؟
حنين : الحمد الله يا حبيبى انت عامل ايه ؟
محمود : الحمد لله و حازم عامل ايه ؟ و زقرد الصغير اخباره ايه ؟
ضحكت قائلة : كويسين الحمد لله .. بقولك ايه انا عازماك بكره عندى اوعى تتأخر و لو مجتش مش هعرفك تانى
كان سيرد إلا انه وجد هذا المنظر امامه و هو يُدخلها سيارته عُنوة .. فقال بسرعة : حنين اقفلى دلوقتى هكلمك تانى ثم اغلق ،، ادار مُحرك سيارته سريعاً و انطلق خلفهم
اوقف نديم سيارته فى مكان خالى من الحياة ليس به احد كالصحراء .. الصمت فقط هو من يسكنه .. هبط من السيارة و اتجه نحو بابها .. اجتاز الخوف جسدها بأكمله تنظر له بأعين تائهة راجية .. امسك بيدها بقسوة و انزلها عُنوة
نظر لها بشغف قائلاً : جبتك مكان بقى انما ايه محدش هيشوفنا ولا يسمعنا ولا اى حاجه .. هنعيش بقى براحتنا
نظرت له برعب قائلة : انت قصدك ايه ؟؟
اقترب منها قائلاً : هتعرفى دلوقتى
ظلت ترجع للخلف و هو يقترب اكثر .. امسك بها و اوقعها ارضاً بقوة ليرتطم جسدها بالرمال و الصخور الصغيرة المُتناثرة .. اخذ يمزق ملابسها العلوية و هى تصيح به بألا يفعل .. لتغرز اظافرها الطويلة فى رقبته فيصرخ من الألم .. ابعدته عنها و استندت على يدها لتقف و نهضت لكنه ضغط على قدمها فوقعت ثانيةً
صفعها على وجهها بقوة و قال بشر : بقى انا تعملى فيا كده يا بنت ال.. والله لهدفعك التمن غالى و غالى اوى
اخذت تضربه بيدها الضعيفه التى لم تكن شئ مقارنةً بجسده الضخم .. قبلها بعنف فظلت تقاومه و هى تبكى و تشهق .. فجأة وجدتها يبتعد من فوقها و يُلقى بعيداً .. اخذت تحبو للخلف بضعف و هى تحيط جسدها بيدها .. نظرت لتجد انه الشاب نفسه الذى انقذها منه من قبل
لكمه محمود بقوة و قال : مش قولتلك قبل كده تبعد عنها ولا انت مش بتشبع ضرب ؟
وضع يده على انفه الذى كساه الدم و قال : مش انت اللى اسمع كلامه و ريم ديه بتاعتى ملكش انت فيه
امسكه محمود من ياقته و قال بغضب : بقى كده ! طب خد .. و لكنه بقوة اطاحت به بعيداً فاقترب منه و ظل يُسدد له اللكمات بقوة إلى ان فقد نديم وعيه .. امسك محمود بقدمه و جره فوق الرمال الى ان وصل لسيارته فوضعه فى الخلف .. نظر لها وجد جسدها يرتعش رعباً و ملابسها رثه و ممزقة .. اخرج التيشرت الخاص به الذى كان يحمله معه احتياطياً للتمرين .. و اقترب منها ببطء ثم البسها اياه .. كانت مُنهكة القوى لا تقوى على فعل الى شئ سوى الدموع التى تهبط من عينيها
حملها بين يديه و قال بحنان : متخافيش محصلش حاجه .. اهدى
لم تكن كلامته كافيه لتطمأنها بل ظلت تنتحب بشدة .. وضعها فى المقعد المجاور لها ثم ركب فى مكانه
نظر لها قائلاً بهدوء : اهدى محصلش حاجه .. متخافيش انا معاكى .. اهدى خلاص
هدأت قليلاً لانها شعرت بالأمان من كلماته .. ابتسم لها بحنان ثم انطلق بسيارته الى المخفر قدم به بلاغ بانه كان سيسرقه و لم يذكر اسمها فى اى من الموضوع .. تم القبض على نديم و حبسه .. خرج محمود لها فلقد تركها فى السيارة
ركب بجانبها و قال باسماً : خدتلك حقك اهو يا ستى .. خلاص بقى متعيطيش
نظرت له بخوف قائلة : هو .. هو انت قولت اسمى ؟؟
اكمل قائلاً : لأ طبعاً مقولتش حاجه متخافيش .. و اكمل بغضب .. بس بعد كده تلبسى عدل بدل الهلاهيل اللى بتلبسيها ديه
اومأت رأسها له .. نظر لها قائلاً : انتِ اسمك ايه ؟
نظرت امامها و ارجعت رأسها للخلف و قالت : ريم .. اسمى ريم
((( بااااااااااااااك )))
هبطت دموعها قائلة : بس !! عشان عايز تحمينى بس !!
نظر لعينيها قائلاً : ايوة و عشان لازم اغير من لبسك و طريقة حياتك و مش هعرف اعمل ده إلا لو ارتباطنا
عقدت ساعديها قائلة بعند : بس انا مش موافقه و مش هواف
قال بثقة : لأ هتوافقى
قالت بسخرية : ده على اساس ايه بقى هوافق !!
ابتسم بخبث و قال : على اساس ان سهل اوى ادخل لباباكى تانى و احكيله كل حاجه حصلت
نظرت له بصدمة قائلة : انت بتهددنى !!
قال ضاحكاً : ااه بهددك .. يالا سلام و هستنى التليفون بالموافقة .. ثم صعد لسيارته و انطلق بها
شعرت بالغيظ الشديد منهو الغضب فى آن واحد .. دخلت الى منزلها ثانيةً و صعدت الى حجرتها سريعاً و جلست على فراشها تُفكر بكلامه .. تشعر بالحزن لانه سيرتبط بها لمُجرد حمايتها وليس لانه يُحبها .. احضرت اللاب الخاص بها و ظلت تتصفح احدى الروايات الأجنبيه لعلها تبعد تفكيرها عنه
***************************
كانوا فى الڤيلا الخاصة بيحيى يقوموا ببعض الترتيبات للمساء .. فكانوا يتحدثوا
يحيى : انت ايه اخبار خطيبتك صحيح ؟ كان اسمها خديجة صح ؟
مقداد ضاحكاً : ااه .. بس احنا سيبنا بعض بقالنا شهرين اهو
يحيى بصدمة : انت بتهزر !! .. بس ازاى انت مقولتش
مقداد : ما انا محبتش اقول لحد عشان الأسئلة و الحوارات ما انت عارف .. و بعدين انا الموضوع مكنش فى دماغى مفتكرتش اقولك
يحيى بتعجب : طب ليه سيبتها ؟ ما انت كنت بتحبها
مقداد : ما انا قولتلك قبل كده فيه حاجات بينا واقعه و من الاول كان جواز صالونات كده و ماما اللى كانت قايلالى عليها .. و لو كنت بحبها مكنتش هسيبها او اتخلى عنها .. و كل ده كوم و امها كوم تانى ديه عايزانى اجيبلها كل حاجه من برا مش عارف ده من بلد ايه و ده من بلد ايه .. كانت فاكرانى قاعد على كنز تقريباً
يحيى ضاحكاً : ههههه ده انت كنت معبى .. و بعدين طلاما مكنتش بتحبها يبقى كويس انك سيبتها و بع .. قطعه صوت هاتفه ليجده اخيه
يحيى : ايوة يا مالك
مالك : يحيى عربيتى البطارية بتاعتها فضيت فعايزك تيجيلى قدام الجامعه
يحيى : طيب ماشى هجيلك .. سلام
نظر له مقداد قائلاً : ايه فيه حاجه ؟؟
زفر يحيى بضيق قائلاً : البطارية خلصت فعايزنى اروحله و انا ليه مجهزتش كل حاجه
مقداد : خلاص انا هروح مش مشكله
يحيى : لأ متتعبش نفسك هروح انا بسرعه
ابتسم مقداد قائلاً : يا عم خلاص بقى انت هتعمل خجول و الحركات ديه .. ثم ذهب قائلاً : انا هروحله هو فى انى كليه ؟
يحيى : جامعه القاهرة كليه تجارة
وصل مقداد الى الجامعه و لكنه لم يسمع جيداً ما قاله يحيى فخمن انه فى هندسه .. فوصل الى المكان و صف سيارته و ظل يجول ببصره لعله يجده
************************
انتهت من محاضرتها و خرجت برفقه سهيلة و صديقاتها .. وجدت الجميع ينظر لها بنظرات لا تفهم معناها و هم يمسكون بهواتفهم
جميله بتعجب : هما بيبصولى كده ليه ؟
سهيله : مش عا .. قاطعها صوت هاتفها بوصول رسالة لها فنظرت ليفرغ فاهها من الصدمة
جميله بضيق : ايه يا سهلية فيه ايه ؟؟
نظرت لها سهيله و لم تبث بشفة .. جذبت جميله الهاتف من يدها و نظرت به لتجد صور لها هى و عمر كما اخبرها انه فعل .. هبطت دموعها بصدمة و قالت : مش معقول .. ا ايه ده !! .. ا الصور ديه متركبه
نظرت لتجده امامها جرت اليه و قالت بصياح : انت حيوان .. ازاااى تعمل كده !! ازاااى !
عمر بتعجب : عملت ايه ؟؟
وضعت الهاتف بوجهه بقوة امسكه من يدها و نظر ليجد الصور قال بسرعة : ايه ده !! الصور ديه وصلتلك ازااى ؟؟ انا قطعتهم كلهم
جميله ببكاء و حده : انت واحد كداب و حقير .. انا عملتلك ايه لكل ده .. حسبى الله و نعم الوكيل فيك .. حسبى الله و نعم الوكيل
اخرج هاتفه بسرعه و اطلب احدى الارقام ليأتيه الرد قائلاً : عجبتك الصور ؟
عمر بغضب : اه يا زباله يا رمه .. انت كان عندك نسخة تانيه من الصور ؟
اجاب بسخرية : عيب يا برنس اكيد عندى .. عشان تبقى متبعتش باقى الفلوس كويس اوى .. لأ و كمان روحت شئون الطلبه و جبت ارقام الدفعه كلها
عمر بعصبيه و توعد : وحياة امى ما هسيبك انا هواريك .. ثم اغلق فى وجهه
وجدها تبتعد قليلاً وقف ليقطع طريقها قائلاً : جميله استنى مش انا والله اللى عملت كده .. ارجوكى اسمعينى
قالت بغضب و بعصبية : ابعد عنى لإما والله هصوت وألم عليك الناس .. حرام عليك كفايه اللى عملته فيا اديك فضحتنى حسبى الله فيك .. سيبنى فى حالى بقى
قال بغضب : انتِ فيه ايه بقى !! انا بكلمك كويس و مش عايزة تسمعى و متفرعنه عليا .. انا معملتش حاجه والله مش انا اللى عملت كده انا قطعت الصور كلها بس الحيوان كان عنده نسخة و هو اللى عمل كده
جميله ببكاء و صياح : عشان انت اللى عملت كده انت اللى اديته الفرصة .. عشان انت مش راجل
رفع يده ليصفعها و لكن يد امتدت و امسكت بيده .. نظر للشخص بغضب قائلاً : اوعى ايدك كده و غور من هنا يالاا
نظرت جميله للشخص بصدمة و ظلت تحدق به .. بينما قال الشخص : و ان ممشتش يا قمور !
عمر بغضب : هتمشى غصب عنك .. و نظر لجميله قائلاً : انتِ بتاعتى يا جميله سامعه ؟ و هتيجى معايا بردو و لازم تصدقى انى مش اللى عملت كده والله ما انا
جميله ببكاء : بس يا كداب متحلفش بالله كدب
الشخص : تؤ تؤ مش عيب تقول على حاجه بتاعتك و هى مش بتاعتك ! .. مامى معلمتكش ان كده كدب !
عمر بسخرية : والله !! .. اومال بتاعت مين ؟
الشخص بثقة : بتاعتى .. لهو انت متعرفش ان جميله تبقى خطيبتى ولا ايه ؟؟
وقع الخبر عليه كالصاعقة و قال : خطيبتك ازاى ؟؟ .. انا مسمعتش انها خطبت ولا هى لابسه دبله
الشخص : لأ ما هو احنا رايحين دلوقتى حالاً نجيب الدبل .. صح يا جميله ؟
لم تسمع ما قاله و ظلت تحدق بهم و الدموع تسيل من عينيها بألم .. حرك يده امام عينيها فافاقت قائلة : نعم ؟
نظر لها قائلاً : مش احنا مخطوبين !
نظرت له بمعنى ماذا يفعل و لكنه نظر لها بمعنى ان تقول نعم فلم تجد حل اخر غير ان توافق على كلامه حتى تبعد عمر عن طريقها و حتى تنقذ نفسها من هذا الوضع .. قالت بحسرة : ايوة
امسك الشخص بيد عمر ليصافحه قائلاً : انا مقداد تشرفت بمعرفتك مش عايز اشوفك بقى حوالين جميله تانى عشان هى قريب كمان هتبقى مراتى و انا مرضاش ان مراتى تكون عارفه رجاله يالا سلام بقى .. ولانه سمع حديثهم من اوله فاكمل : اه و الصور ديه متفرقش معانا فى حاجه عيل اهبل زيك عارف واحد بتاع فوتوشوب و عملهم و سهل اوى انى اثبت ده و هثبته و هخلى منظرك زباله قدام الناس كلها .. ثم نظر لجميله و حرك رأسه بمعنى ان تسير معه فسارت خلفه ببطء و بجانبها سهيله تحاول ان تهدأها
بينما عمر ظل مكانه لا يصدق كل ما قاله و لا يعلم ماذا يفعل .. لم يحرك ساكناً و الكلام يدور برأسه ثانيةً .. ظغط على يده بقوة و جرى الى سيارته يقودها بغضب لينتفم من مَن فعل ذلك .. ضارباً بيده بعصبيه و غضب على غباءه الذى جعله يفقدها و الى الابد
وقفت امام السيارة خاصته و قالت : ا انت ازاى تقول كده !
مقداد ببرود : ايه اللى فيها يعنى ؟
قالت بغضب : ازاى ايه اللى فيها !! .. انت كدبت و قولت انك خطيبى و غير كده عرفت موضوع الصور منين ؟
مقداد بهدوء : عرفت عشان سمعت صوتكوا اللى كان واصل لاخر المكان و ثانياً انا مكدبتش
قالت بعصبيه : يوووه بقى .. هو انت شارب حاجه ؟ .. مكدبتش ازاى !
مقداد بثقة و برود : عشان انا هخطبك
***********************************
وصلت السيارة الى المنزل فهبط السائق و فتح باب السيارة لتهبط منه حسناء و بيدها صغيرتها و والدتها .. فقالت بارهاق : ماما انا هطلع انيم ملك فوق و هريح شوية
فاطمة بخبث : لأ هاتيها انا انيمها و روحى انتى اقعدى على البسين شويه شمى هوا
حسناء : لأ بسين ايه دلوقتى انا مش قادرة عايزة اريح شوية
فاطمة و كأنها تذكرت : يوووه ده انا نسيت نضارتى بره عند الترابيزة اللى بره و رجلى وجعانى مش هقدر امشى معلش هاتيهالى انتى و انا هطلع انيم ملك
حسناء بتعجب : يعنى مش قادرة تروحى هناك و هتطلعى السلم يا ماما !!
فاطمة بارتباك : يووه بقى يا حسناء .. روحى هاتيها بسرعة و تعالى ثم اخذت الصغيرة و صعدت
حركت حسناء رأسها بتعجب من والدتها و ذهبت باتجاه النافذة لتقوم بفتحها و عندما خطت بقدمها خارجها أُضيئت الانوار الخافته بداخل حمام السباحة التى كونت كلمة ” أنا اسف ” فى الاسفل و سمعت صوت الموسيقى بدأ يعلو فأخذت تقترب .. وجدته يقف فى اخر الطرف و يطل ببذلته السوداء الأنيقة التى زادت وسامة فوق وسامته الطاغيه و بيده ميكروفون
بدأت الأغنية و كان هو يغنى بصوته معها قائلاً :
ياللى زعلان مني ومخاصمني ومش عايز تاني تكلمني
واخد علي خاطرك اوي مني يا حبيبي انا اسف
ده انت عمري وعمري مفيش بعده
ومسهر عيني كده في بعده
ومطول ليلي وانا مواعده
وعامل مش عارف
سامحنى يا اللى قلبي وعيوني مبطلوش عليك يسألوني بلاش تسيبني وحياة هوانا سماح
يا حب عمري خليك معايا بلاش تروح وتعند كفايه تعالى شوف ايه بعدك حصلي
ياللي ياللى ياللى
ياللى زعلان مني ومخاصمني ومش عايز تاني تكلمني
واخد علي خاطرك اوي مني يا حبيبي انا اسف
ده انت عمري وعمري مفيش بعده
ومسهر عيني كده في بعده
ومطول ليلي وانا مواعده وعامل مش عارف
لو سمحت سامحنى المرادي
يا واحشني بشكل مهوش عادي
بقى هنت عليك للدرجادي توبة نبعد توبة
قلبى عاشق على بابك غنى
وبيحلم يرجع للجنه
وحياه الحب اللى ما بيننا توبه من دي النوبه
يا حبيبي انا اسف
كانت تبتسم بسعادة و هى تشاهده .. اقترب منها باسماً و قال : انا اسف .. مش هكررها تانى ها سماح ؟؟
قالت بضحك : لا عبير
نظر لها بغيظ قائلاً : يعنى لابس و متشيك كده و كاتبلك تحت المايه و جايب دى جى و بغنى و فى الاخر تقولى لأ عبير ؟؟ .. ده انا دافع دم قلبى فى الحاجات ديه
عبست قائلة : عشان متزعقليش بعد كده و على فكره مسامحتكش لسه
احتضنها من خصرها و قال باسما : لأ سامحتينى بأمارة الضحك اللى كنتى بتضحكيه من شويه .. و بعدين انا بغير عليكى يعنى مغيرش ؟!
قالت بضيق : لأ بس متتعصبش و تتهمنى بحجات غريبة عمرى ما افكر فيها حتى
قبلها بحب ثم امسك يدها و وضع قبله رقيقه عليها قائلاً : خلاص مش هتتكرر بقى .. خلاص صافى يا لبن ؟
قالت بحب و خجل : ماشى .. يالا نطلع نشوف ملك
حملها بين يديه قائلاً : يالاا
قالت بخجل : طب نزلنى
قاطعها قائلاً : لأ عشان متتعبيش .. و صعدا الدرج ليدخلا حجرة الصغيرة التى جهزها يحيى من اجلها .. حسناء باعجاب : الله ديه حلوة اوى يا يحيى
قال غامزاً : اى خدمة
وقفت امام سرير ابنتها الصغير قورمزى اللون و ظلت تتطلع اليها و هى نائمة ببرائة .. وضعت اصبعها بين يدى الصغيرة تداعبها بخفة .. ضمها من الخلف فنظرت له باسمة فابتسم لها ايضاً و ظلا يشاهدا صغيرتهم و هى نائمة بسعادة و حب .. لان السعادة هي مجرّد فرحة بسيطة تدخل القلب وتظهر الابتسامة الجميلة على وجه الإنسان، وقد يسعد الإنسان من أمور صغيرة جداً ولربما لمجرد شخص عزيز عليك سعيد أنت تصبح مثله .. هكذا تصبح السعادة التى هى من اقيم لحظات العُمر .

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى