ترفيهمسلسل مليكتي

مسلسل مليكتي الحلقة 19و20

الحلقـه التاسعه عشر

أنهـي الإثنان طعامهما،ومـا هي إلا لحظات حتي قـدم شخصـاً مـا،يحمل في يـده معدات للـرسم،وينظـر لها في تمعن،فـي تلك اللحظه أدركـت مليـكه،سبب مجيئه ناحيتهم،،ممـا أصابها بالإندهاش،،حين أردفت متابعـه،بنبرآت غير مصدقه…
-مش معقـول!
نظـر لهـا سيـف في عشق،ثم ألتفت ببصـره لهذا الشخص مـره أخـري،هاتفاً بنبرآت رخيـمه….
-ها يا أستـاذ شوفتها كويـس،ولا هتحتاج صوره،،أنا مش عاوز الرسمـه يكون فيها غلطـه واحده!
أردف الشخـص بنبره سـريعه وهو يومـأ برأسه ،قائلاً…
-تمـام يا فـندم،،بمجرد ما أنتهـي منها هكلم حضرتك علي رقمك الخاص.
أردف سيـف بتفهم،قائلاً….
-تمام ،أتفضل أنـت.
وبالفعـل غادر الشاب المكـان،وهنـا هتفت مليـكه في سعاده وهي مسلطـه مقلتي عينيها عليه….
-سيـف بجد ربنا يخليـك ليـا..حلوه أوي المفاجأه دي.
رمقهـا سيـف بنظرات هادئه،ثم تابع بنبره ثابته،يشوبهـا بعض الخبـث…
-أفهم من كدا أنك خلاص صرفتي نظـر عن الطلاق.
أومـأت هي برأسها إيجاباً ،متابعـه في خجل طفولي….
-لمـا بتكون هادي في طبعك،،فأكيد أنا مش بخـاف منك،وطبيعي إني مش هطلب أننا ننفصـل.
تابـع سيـف حديـثه وهو ينهض من مجلسـه هاتفاً….
-سبق وقولتلك،خـوفي عليـكي بيضطرني لدا،،ودلوقتي بقا لسه في مفاجأه كمان.
نظـرت له مليـكه بأعيناً ثاقبـه،ثم تابعت بنبرآت متسائله….
-أيه دا يا سيـف لسه في مفاجأت تاني!
وهنـا غمـز لها سيـف بعينيه،دون أن ينطق بكلمـه واحـده،ثم أصطحبها من يديها،متجهين ناحيه أحد الأقسام الخاصـه بهذا المطعم….
كـانت تنظـر لسيـف في نظرات متسائله وهي تجول ببصره داخل هذه القاعـه الفارهه والفارغـه من الناس،وتحتوي علي موسيـقي هادئه جداً،،وهنـا قطع سيـف شرود عقلها مع هـذا المكان،متابعـاً في نبرآت ثقيله وعاشقـه….
-ودلوقتي بقا،نقدر نرقص براحتنـا،بـدون ما أحس بغيـره من عيون النـاس ليكـي،أنا بحبـك أوي يا مليـكه،ومبحـبش حد يشـاركني فيـكي حتـي لو بنظـره.
أبتسمـت مليـكه في خجل من حديثـه،في حين قام هو بلف ذراعيه حول خصرهـا في هُيام،ثم قربها منه أكثـر ،وشرعا في الرقـص،وهي ساكنـه برأسها علي صـدره،،فلا يمـكن أن نغفل عن فـرق الطول الشاسع بينهمـا…..
——-
-شرفتنا يابني الشويـه دول،،ياريت تكرر زيارتك لينا تاني يا مؤيـد،بس تاليـن تكون معاك.
أردف جلال بتلك الكلمـات بينمـا تابع مؤيد حديثه بإبتسـامـه هادئه،قائلاً….
-أكيد يا عمـي،أنا بس لقيتها نامت،فمحبيتش أزعجها وسبتها مع البيبي سيتر،أشوفك علي خيـر بقا.
وبالفعـل بادره جلال بإبتسامه هادئه وهو يصطحبـه ناحيه باب القصـر وما أن غادر حتي هتف جلال في هـدوء،ونبرآت ثابتـه…..
-ابن حلال أوي مؤيـد دا.
رمقتـه مادليـن بنظـرات هادئه،ثم تابعت وهي تتجـه ناحيته وتشرع في إحتضـانه،هاتفه بخفوت….
-هتوحشنـي أوي ياجلال،،أنا هطلع الأوضـه أجيب شنطتي بقا ماشي!
نظـر لها جلال في تفهم متابعاً وهو يزفر مليـاً….
-مـاشي يا مـادلين،هاتي شنطتك وانا هخلي السواق يستناكي بـرا.
فـي تلـك اللحظه قامـت مادليـن بطبع قبله علي وجنتيـه،ثم أسـرعت الخطـي ناحيه غرفتها،بينمـا أجـري جلال إتصالاً بسائقه الخاص ثم أتجـه مسرعـاً،ناحيه غرفه الصالون مره أخري،ليجلس بصحبه السـيده زينـب.
———
بعـد مرور ما يقرُب من الساعتيـن وصـل سيـف بصحبه زوجته داخل القصـر،ليـجد السكون قد ساد المكـان،وهنـا هتـف محدثاً مليـكه….
-مشكلتكم ،أنكـم بتناموا من المغـرب.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثه،،ثم أردفـت متابعـه…
-أحـنا ناس عنـدهـا شغلها،وعملييـن،أيه بقا اللي يسهـرنا.
نظر لها سيـف بجـانب عينيه،،ثم أكمـل بنبرآت خبيـثه…
-طبعاً الكلام دا مش ليكي إنتِ،مبتنـاميش غير بالعيـن الحمـرا.
تابعـت مليـكه حديثها وهي تمسك بقبضـه يده في مـرح،وتحمل في يـدها الأخـري،باقه ورد أحضرها لهـا عقب خروجهـم من المطعـم….
-لا رمـادي وحيـاتك.
أبتسـم لها سيـف بشده ثم طبع قبله علي جبينها وهو يحـكم قبضه يده عليها،،فـي محاوله للإطمئنـان بأنهـا مازالت له،ثـم إتجها إلـي غرفتهمـا…..
———
“فـي صبـاح اليوم التالـي”
-وأخيـراً هنشوفك بقا يا أستـاذ مجدي،،بس الأول قولي دا قرار نهائـي ولا هترجع تأجل نزولك القـاهره زي كل مـره!
أردف جلال بتلـك الكلمات بينمـا أتاه صـوت صديقه مجدي متابعاً في تأكـيد يشوبـه المـرح كعادته….
-لا بإذن الله قرار نهائـي ،بكـرا بإذن الله هتلاقيني عندك في القصـر،،بس ياريت تجهزلـي بقا أكله كدا تـرم البدن أحسن أنا هفتـان من الأكـل هنا.
ضحـك جلال بشـده علي حديثـه ثم تابع بنبرآت ضاحـكه….
-تعالي إنت بس،،وكل اللي نفسـك فيه هيكون مُجاب.
وهنـا تابع مجـدي حديثه في تساؤل ،بنبرآت مـازحـه كالعـاده….
-أمـال فين الحج ،عبد الفضيـل ،مش ظـاهر علي الشاشه يعني!.
أردف جلال مجيباً علي سؤال صديقـه،في مُـزاح….
-أنت عارف أنه علطول مسافر برا مصـر،لأنـه بيحب يتـم كل صفقـات الشركه بنفسه،برغـم أنه معظم الأوقات بيقولي عن سفره بعـد ما يسـافر..لا والغريب أنه بيخلـص الصفقات بتاعته ويفضل قاعد بردو،،والله عبد الفضيـل دا هيجننـي.
إنتـاب مجـدي في تلك اللحظـه نوبه من الضحـك،،بينمـا تابع من بين ضحكاته قائلاً.ً…
-والـدك لسه صغيـر يا جلال،،سيبه يعيش حيـاته.
ظل الصديقـان يلقيان علي مسامـع بعضهمـا ،كلمـات المُزاح تلـك،التي أعتـادوا عليـها منذ صغـرهم….
——
-صبـاح الورد يا مـادو،،ها نمتـي كويس يا حبيبتـي؟!.
أردفت السيـده ألفـت بتلك الكلمـات وهي تتجـه داخل غـرفه أبنتها الواقفه بشرود في النـافذه،وهـي تنفـث تلك السيجاره بيدها في الهـواء،،في حيـن تابعت مادلـين وهي تبتسم بهـدوء ،قائلـه….
-أكيـد يا مامـي،طول ما أنا بعيـد عن قطبـي الإستفزاز مرتاحـه.
رمقتهـا والدتها في تساؤل،وهـي تُلقي علي مسامعها بعـض الكلمـات الساخطه بخصوص ما تتنـاوله…
-يابنتـي أرحمـي نفسـك بقا،وكفايـه سجايـر أرحمي صحتك،دا لو جلال عرف بموضوع السجايـر دا مش هيعديهـا بالساهل،وبعدين تقصدي مين بقطبي الإستفـزاز!.
نظـرت لها مادليـن في تهكم،ثم تابعـت بنبرآت تحمـل من الشـر ما يجعلها تستحـق لقب الأفعـي وبجداره….
-روميـو وجوليـت ،سيـف ومليـكه،اللي نهايتهـم هتكون نفس نهايه روميـو وجوليـت بالظبط،،مش أنا اللي آجر واحد يتم لـي مهمـه،فيضحـك عليا في الأخـر ويعمل نفسه مُضحي علشان يطلـع في الصوره برىء،وياخـد كل الفلوس،،دا أنا هدفنـه حـي.
ومـا أن أنتهـت من حديثها حتي نظـرت لوالدتهـا بإبتسـامه ثقه،ثم تناولـت هاتفهـا المحمول،وهـي تُخطط لشيئاً مـا….
——-
-مـا شـاء الله عليـكي بجـد يا مليـكتي،،ذكيه وإتعلمتي الصلاه بسرعه.
هتـف سيـف بتلـك الكلمات بينمـا نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي ترتدي،،إسدالاً للصلاه،قـام هـو بإحضاره لهـا،ثـم تابعـت بنبرآت فـرحه وهي تنقض عليها كالطفله،وقـامت بإحتضانه متابعـه….
-هييييه،،مبسـوطـه أوي يا سيـف،،تحـب أسمعلـك كل الآيـات اللي حفظتها من سـوره البقـره!.
رمقهـا سيـف بنظـرات حب وهـو يتجـه بها ناحيـه مصليتها متابعاً،في حـب….
-إنتِ سمعتيهـم قـدامي كتيـر،ودلوقـتي إنتِ لازم تصلي الظهر وتقسميهـم علي عدد الرقعـات اللي هتقومـي بيها،علشـان يثبتوا في دماغك وتاخـدي ثواب،ها ودلوقتي إنتِ هتصلي الظهـر،قوليلي بقا كـام رقعـه؟!.
نظـرت له مليـكه في سعـاده وهـي تهتف في هـدوء….
-اممم أربعـه،،تمـام كدا!.
غمـز لها سيـف بعينيـه في مـرح،ثم أكمل بنبرآت ثقه….
-بالظبـط كدا..يلا أبدأي.
وبالفعـل إنصاعـت مليـكه لحديثـه،ثم قامـت بأداء فريضتهـا بعد أن علمهـا جيداً كيف تمتثل للصلاه بين يدي ربهـا….
وفـي تلـك اللحظـه ظل ينظـر لهـا في سعـاده ،لم يعهـدها سابقاً،،فأخيـراً أصبحـت ما عشق قلبـه،كمـا تمناها،،فأخـذ يبتهل إلـي الله كثيـراً،،رافعـاً يديـه إلـي السمـاء،وبعـد دقائـق،،أنهت مليـكه فريضتها،ثم نظـرت له في إمتنـان متابـعه بنبرآت هادئه….
-سيـف أنـا خلصت!.
تحـول سيـف ببصـره إليـها ثم جلس بجانبها أرضـاً،وهو يُمسـك بأصابعهـا الصغيـره،مـردداً في حنـو وسط نـظراتها المتسائله….
-متستغربيش،،أنا دلوقتـي هسبح علي أيدك،علشان نـاخد الثواب سوا،،والتسبيح دا بيتم بعد كل صلاه من الخمسـه،وفكـريني أجيبلك كتيبات خاصـه بأذكـار الصباح والمسـاء،دا غيـر كتب التفسير علشان كل ما تحفظـي آيات معينه تقدري تقرأي تفسيرها وتكون واضحـه بالنسبالك،،تمـام يا مليـكتي!.
لـم يجـد منها أي رداً سوا أنهـا تنظـر له في هُيام،في تلـك اللحظـه أردف هو بنبرآت مـازحـه….
-طيب مفيش تمـام ولا أي حاجـه طيب،،طيب إنتِ رحتي فيـن،،مليـــكه!.
أفاقـت مليـكه من تمعنهـا في ملامحـه التي حُفـرت جيـداً داخل قلبها،،ثـم أكملت وهي تضع قبضـه يدهـا الصغيره أسفل ذقنها متابـعه بنفس نبرآتها العاشقه…
-سبـح علي صوبعاتـي يلا.
فغـر سيـف شفاه وهـو ينظـر لها في ضحـك متابعاً…
-صوبعـاتي!،اللهم لا تحاسبنـا بمـا فعل السفهاء منـا يارب العالمين.
فـي تلـك اللحظـه أطلقت مليـكه ضحكه عاليه علي طريقته،،في حيـن تابع هو التسبيح علي أصابعهـا الصغيـره،وبعـد مرور عدت دقائق أعلـن هاتف سيـف عن وصول إتصالاً،فاتجـه ناحيته علي خطـي ثابتـه بعض الشيء،ثـم تناولـه،ليري من المتصـل،فـي تلك اللحظـه أخـذ سيـف يجول بناظريه بين الهاتـف ومليـكه التي تنظر له بعفويـه شديده،،وهنـا هتـف متابعاً وهو يتجـه ناحيه باب الغـرفه….
-مليـكه،حبيبتـي شويه وراجـع ماشي!
أومـأت مليـكه رأسهـا في تفهم،،بينمـا أسرع هو الخطـي خارج الغرفه،وهنـا ظلت مليـكه مسلطـه مقلتي عينيها بإتجـاه الباب،في تساؤل شديـد،،لمـاذا لم يُجب علي هاتفـه في وجودهـا…
حـزنت مليـكه بشـده مما فعله ولكنها إتجهـت مسـرعـه إلـي خزانتها لإنتقـاء شيئاً مـا لإرتـدائه بعد أن قررت الذهـاب للإطمئنان علي صديقتها..
بينمـا إتجـه سيـف إلي حديقه القصـر،ثم أعـاد الإتصال مره أخري هاتفاً بنبره جمود….
-أيـوه!
أتاه صوتهـا مردده في نبرآ خبيثـه…
-سيـف أنا عوزاك ضروري،في موضوع بخصوص السلسلـه.
هتفت مادليـن بتلك الكلمات في حين تابـع هو بنبرآت متأففه…
-موضوع بخصوص السلسله!…وياتري أنهـي فيهم،الحقيقيه ،اللي سرقتيها ولا المـزوره اللي حطيتي فيها كاميـرات مراقبه!.
أردفـت مادلـين في غيظ،متابعـه….
-إنت مش عاوز تصدق ليه إنـي مليش أي دخل في موضـوع السلسله،بص يا سيـف أنا هستناك في (……)،وياريت متتأخـرش،سلام.
ومـا أن أغلقت الهاتف،حتـي هتف سيـف في نفسـه….
-وياتـري،عاوزاني في أيـه بعد اللي عملتـه فيها،،أكيـد بتخطط لحاجـه جديـده،،وأنا وراها لمـا نشوف أيه أخرتها!.
قـرر الدلوف داخل القصـر،،ولكـنه تذكر شيئاً مـا،فقام بإجـراء إتصالاً،ليأتيه صوتاً يحبه كثيراً….
-سيـف باشا ولا أقولك سيـف الندل!
ضحك سيف بشده أثر كلمات صديقه،،ثـم أجاب مسرعـاً بنبرآت فـرحه….
-وحشتني يا إبـراهيـم بجد
تابـع إبراهيم بنبره صادقه،هاتفاً….
وإنت يا صاحبـي وحشتني،،وبعدين مش ناوي تيجـي نقضـي يوم سوا،،شكلك مهموم !.
أردف سيـف متابعاً في هدوء،يشوبـه بعض الثبـات….
-مخنـوق شويه ،وحـاسس إن دماغـي هتدمـر من كتر التفكير.
-لا دا شكل الموضوع كبير أوي!.
أردف إبـراهيـم بتلك الكلمـات،في حين تابع سيـف وهو يأخـذ نفساً عميقاً،،قائلاً….
-إبـراهيـم ،أنا محتاج أشوفك بكـرا!
أجـاب إبراهيم علي الفور مـردداً في تفهم…
-أكيـد يا صاحبي،،إنت بس حدد وقت ومكان ونتجمـع.
فكـر سيـف لبعض الوقت ثم تابـع بحسم ونبرآت هادئه…
-يبقي بكـرا ،هنا في القصر،وبالمـره تتعرف علي زوجتـي وأهلهـا.
-تمام،،أشوفك علي خيـر لحد بكـرا.
أردف إبراهيم بتلك الكلمات،ثم أنهـي سيـف الإتصـال معـه،وقرر الإتجـاه إلـي الغرفه مـره أخري…..
——-
أنهـت مادلـين إرتداء ملابسها،ثم دلفت مسـرعه خارج الغـرفه وسط نظرات والدتها المتـرقبـه،في حين تابعت مادلـين وهي تضع قبله علي وجنتي والدتهـا،هاتفه….
-مامـا أنا خارجـه مشـوار سريع ومش هتأخر.
نظـرت لها السيده ألفـت ملياً ثم أردفـت،بنبرآت هـادئه…
-ماشي يا مادلـين وخلي بالك من نفسك يا بنتـي.
وبالفعـل إتجهت مادلـين إلي حيث تخطط،ثابتـه الخطي وواثقـه من أنهـا سوف تتخلص من عائقهـا للأبـد….
——–
-بقول لا مفيـش خروج غير لما ارجع ،ونروح مع بعض.
أردف سيـف بتلـك الكلمات في حين تابعت مليـكه حديثها،بنبرآت مليـكه بالضيـق،قائله…..
-ليه كدا يا سيـف ،إنت هتخـرج وعـارف إنـي زهقانه ومحتاجه أطمن علي مايـا،وحياتي عندك يا سيـف مترفضش بقا.
رمقهـا سيـف بنظـره طويله،ثم تابع وهو يحك ذقنـه بيـده قائلاً…
-تمام بس هخلي السواق يوديكي وانا هجيبك،وبمجرد ما توصلـي رني عليـا طمنيني،مفهوم!
رمقتـه مليكـه بإستغراب شديـد ثم تابعت …
-ليـه يا سيـف جو الرقابه دا،إنت بتشك فيا!.
ضحـك سيـف بطريقه تميـل إلي الرزانه أكثر منها إلي القهقهات،،ثم تابع قائلاً…
-انـا أشـك إذاً أنا دبـوس!
هتف سيـف بهذه الجمله وهو يمسك وجنتيها بأصابعه في حنـو بينمـا تابعت مليـكه في غيـظ وهي تُبعد يده ،قائله ….
-بتهـزر ماشي يا سيـف.
وهنـا قام سيـف بضمها إليه في حنو قائلاً،،بخفـه حديثه ونبرته العاشقـه…
-لو مش بثق فيكـي مش هحـبك،إنتي مش ملاحـظه عيني بتطلع قلوب أزاي.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثـه،،بينمـا أكمل وهو يمرر أصابعـه بين خصلات شعـرها….
-وبعدين يا مليـكتي أنا بخـاف عليـكي،،الموضوع مش شك خالـص،،ودا حاجه ليها أهميـه جداً فـي الإسلام ودا اسمـه “حُسن الظـن”.
ثـم غمـز لها بعينيه أثنـاء توجيه بصرها إتجـاهه قائلاً….
-ودا بقـا هنتعلمـوا الجلسـه الجايه.
سعـدت مليـكه بشـده لحديثه بينمـا أسرعت في إرتداء ملابسها ،،ثم قام بأخـذهـا إلي باب القصـر،،حتي أطمئن أنهـا الآن بصحبه السائق الذي يعمل تحت إمـرته….
ومـا أن دلفت مليـكه داخل السيـاره حتـي قررت الإتصال علي صديقتها لتخبرها بأمـر مجيئها،ومـا هي إلا لحظـات حتي سمعت صوت صديقتها تجيب في ضعـف….
-وحشتينـي.
أحسـت مليـكه أن صديقتها بها خطباً مـا،بعدما سمعت منها تلك الكلمه التي يشوبهـا الضعف البالغ،وهنـا أردف مليـكه متابعه في قلـق….
-مايـا…مالك إنتِ تعبانه!
أتاهـا صوت صديقتها وهـي تنتحـب وتحاول كتم هذا الصوت ،،في حيـن أكملت مليـكه بقلقاً أكـبر ،متابعه…
-مايـا،إنتِ بتعيطي!!…بالله عليـكي متقلقنيـش وفهميـني أيه اللي بيحصل!
وهنـا تابعت مايـا بهدوء من بين نحيبها الذي أخذ تدريجياً في الخمـود…
-مفيش يا مليـكه ،بس مفتقداكـي جداً.
تنفسـت مليـكه الصعـداء،رغم أنهـا لم تقتنع بإجابه مايـا علي الإطلاق ولكنها هتفت متابعـه…
-حبيبتـي،،طيب أهدي،،أنا في الطـريق وجيالـك..تمـام.
أستئنفـت مايـا حديثها وقد بدي علي نبرآتها،القلق بعض الشيء،قائله…
-مستنيـاكي يا مليـكه،،متتأخـريش عليـا.
وبالفعل أغلقت مايـا الهاتف مع صديقتها،،ثم بـدأت في النحيـب من جديـد،وهنـا دلف مـازن إلـي الغرفه وهو يحمل في يـده طعامـاً لها،،وما أن رأها حتي وضع الطعـام جانباً،،ثم أسرع الخطـي ناحيتها وهو يمسح دموعها المنسابه علي وجنتيها،،قائلاً….
-مـايا،،لـيه بتعيطي!،،حصل مني حاجه تانـي!.
أومـأت مايـا سلباً من بين دمـوعها ثم تابعت هاتفـه…
-مليـكه جايه حالاً تشوفنـي..كانت حاسه بيا إني تعبانه وموجوعـه،،تعرف يا مـازن هي دايمـاً بتخاف عليـا،،وبتحس بوجعـي،،هي أمـي اللي عمـري ما شوفتها،،برغم من أننا كنا بنعانـي من فقدان الأم بس أنـا لقيت فيها أمـي،لكن هي للأسـف ملاقتش اللي تحس معاه الإحسـاس دا،وفـي الأخـر جوزي ،الشخص اللي بحبـه كان عاوز يقتل فرحتـي الوحيده في الدنيـا دي،،آقابلها بأي وش فهمنـي يا مـازن،وحشني
حضنها أوي بس هستحقـر نفسـي لو أرتميـت في حضنها علشـان أنا بكـذب عليها بمجرد ما أخبي،الحقيقه عنها والنـاس اللي قتـلوا أمهـا،وفي نفس الوقت للحظـه وثقت في كلامك ومش عاوزه يبقي بين أكتر أتنين عشقتهـم عداوه،،إنت لازم تلاقي حل يا مـازن،أنـا مش هفضل ساكته،،لازم مليـكه تعـرف الحقيقه ويـاريت دا يكـون منك أنـت ،،فكر في الموضوع لوقت ما تحب،وبلغنـي بقرارك.
رمقهـا سيـف بنظـرات حـزن،ثم أردف متابعاً وهو يربت علي شعـرها في هـدوء….
-حاضر يا مـايا،،حاضـر.
———
-كويس أوي يا حاج وكمـان مجـدي راجـع بكرا وهنتجمع كلنا،،بس قولـي أيه حكايتك بقا يا عبد الفضيل باشـا،ما بتصـدق تلاقي صفقـه وتغيب فيها بالأسابيـع،،ممكن أعـرف السبب!.
أردف جلال بتلـك الكلمـات في حيـن تابع عبد الفضيـل بنبرآت ضاحـكه….
-إنت عارف يابني إنـي لسـه شاب وبحـب الإستجمـام،والخروجات إيه المشكلـه هنا!
أردف جلال وهو يبتسـم لحديث والـده
– ولا أي حاجه يا باشـا إستجم براحتك.
فـي تلـك اللحظـه هتف عبد الفضيل متابعـاً في ترقـب…
-ملكـه القصـر عامله أيـه صحيح!…وحشتنـي أوي السنفوره دي!
أردف جلال بنبرآت ضاحكه وهو يُجيب علي حديـث والـده،قائلاً….
-والله يا حاج السنفوره دي،،مطلعه عيـن سيـف،دا قرب يمشـي في الشارع ،زي المجنون من أفعـالها،،بس تعـرف سيـف دا طلع ابن حلال،وانا متـأكد أنك لما تشوف مليـكه المـرادي هتنبهر وهتعرف سيـف قد أيه أثـر فيها.
أتـاه صوت والده متابعـاً في إعجـاب…
-باين أن حاجات كتير،،حصلت في غيابي لا ومهمه أوي!.
ضحـك جلال في ثقـه ثم أردف متابعـاً …
-أوي يا عبد الفضيـل باشـا.
———
-طيب أتكلم أنت يا مـازن وفهمنـي ،مايـا مالها!.حد يرد عليـا،طيب البيبي كويس!
أردفـت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تحتضن مايـا المنتحبه بين ذراعيها،في حين تابـع مـازن قائلاً بنبرآت متوتـره..
-مش عـارف يا مليـكه،،بس الدكتـور قال إنهـا حاجـه عاديه وخصوصـاً انها قربت للشهـر السابـع.
أومـأت مليـكه برأسها في تفهم ثم قامت بطبع قبلـه علي جبين صديقتها متابـعه بمـرح في محاوله لتغيير هذا الجـو الكئيـب….
-بـقا كدا يا ميويتي،تشوفـي النيو لوك (new look)،الجديـده ومش تقوليلي مبروك،وبعـدين دا مش أي لوك دا جمال ساتـر.
أردفـت مايـا هاتفه بعد أن هدأت وقامت بمسح دموعها …
-بجـد إنتِ زي القمـر يا كوكـي في الحجاب،،ربنـا يسعـدك ويثبتك عليه،،بس مقولتليـش دا قرارك!.
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً وهي تنهض من الفـراش متجهه ناحيـه النـافذه ثم قـامت بفتحها قائله…
-كـدا أحلي،والهـوا هيجدد طاقتـك.
ثـم أكملت متابعـه وهي تمسـك بيـد صديقتها وسط نظرات مـازن المترقبه لحديثهمـا…
-اه قراري ،،بتشجيـع ومسـاعده سيـف طبعـاً.
نظـرت لها مايـا في هدوء ثم أكملت متابعه وهي تحتضـن مليـكه،بطريقه مفاجئـه وتلقائيـه…
-مليـكه أنا بحبك أوي،،أوعـي تزعلـي مني في يوم من الأيـام،وكمـان مـازن دايمـاً بيتمنالـك السعاده،وانا هفضـل جنبك وأختك لأخـر نفس فيا.
رمقتهـا مليـكه في إستغـراب شديد ثم أردفت بنبرآت متسائله…
-أنا أزعـل منك إنتِ يا مايـا،،طب أزاي وليـه،،هـو إحنـا لينـا غير بعض.
أبتسمـت مايـا بهدوء يشوبه بعض السعـاده علي حديث صديقتها في حين أكملت مليـكه متابعـه في مـرح،وسـط نظـرات مـازن السعيد بتغير حالـه زوجتـه وبراعـه مليـكه في جعلها تبتسـم…
-بص بقا يا أستـاذ مـازن ،أنـا ومايـا بنتوحـم علي بيتـزا…احم أقصـد هي بتتوحم وانـا هاكل معاها عادي جداً.
وهنـا أطلقت مايـا ضحـكه عاليـه فتبعها مـازن ومليـكه أيضاً بينمـا أستكملت مليـكه من بين ضحكاتها،قائله….
-فأحنـا إن شاء الله هندبـس حضرتك في أكلـه بيتـزا،ومـايا هتلبـس حالاً ونخرج مع بعض للمطعـم وبالمـره نغيـر هوي مختلـف عن هوي الفيـلا هنا،،تمـام ولا عنـدك إعتـراض!.
نظـر لها مـازن في سعـاده ثم أردف متابعاً بنبرآت مـرحه..
-مفيش أي إعتـراض،،طلباتـكم كلها مُجابـه،أنا هنـزل أستناكم تحت،وإنتوا في السـريع بقا.
بـادرته مليـكه بإبتسامه هادئه ونظـرات تعبـر عن شيئـاً مـا،في حيـن شرعت مـايـا في إرتداء ثيـابها،وبعـد مرور وقتـاً قليلاً،،أستعدوا جميعـاً للذهـاب،فـي محاولـه لإخـراج مايـا من حالتهـا تلك،،فقلق مليـكه علي صديقتها،يجعلها تفعل أي شيئاً من أجلهـا ،كـذلك مـازن الذي أصبـح متيمـاً بإبتسامه زوجـته، فقد علمتـه مايـا كيف يكون الصـدق ،رغـم فقدانها لوالـدتها،ووضعـها في ملجأ للأيتـام من قبـل والدها،ومعـاناتها داخل هذا الميتم وهروبها منـه،حتي وجدت في طريقها مليـكه التي تكفلـت بها وأصبحتا صديقتيـن وساعدتها مليـكه حتي ألتحقت بكليـه الطـب “قسـم الجراحه والقلب المفتوح” ،،بينمـا ألتحفت مليـكه بكليـه الأثـار حتي تسيـر علي خطـي والدتهـا،،ورغـم إختلاف ميولهمـا ،،إلا أن هذا الإختـلاف لم يمنعهمـا من بقـاء الحب والموده وتقويـه الصلات في علاقتهمـا،،فالصـداقه هي مايستحـق أن نبقـي عليـه،وليـست أي صـداقه ،فقـط الصحبـه الصالحـه،التـي تكمُن من نجـاتك من قاع البركـان إلـي فوهتـه….
——–
-نـورت يا سيـف باشـا.
أردفت مادلـين بتلك العباره في حيـن تابع سيـف بصوتاً رخيمـاً،ونبرآت ثابتـه….
-عـارف.
رمقتـه مادلـين في تلـك اللحظـه بنبرآت تهكـم،ثم أردفـت متابعـه….
-أنت ليـه مش مصدق أن أنا مليـش علاقه بمـوضـوع السلسلـه دا!
نظـر لها سيـف في غيـظ ثم طرق بقبضته القويـه علي الطاوله الموضوعه أمامه متابعاً في تأفـف….
-إنتِ جيباني هنا،،علشـان تقوليـلي الكلمتيـن دول إن شاء الله!
نظرت له مادلـين في ضـيق ثم أكمـلت بنبرآت متأففـه…
-لا جيباك هنا علشان أقولـك أن في طرف تاني،داخل في المخطـط بس إحنـا للأسف مش عارفينـه.
شـرد سـيف في حديثهـا لبعـض الوقـت،ثم تابع من بيـن شروده قائلاً….
-طرف تانـي!
ظلـت مادليـن تقرأ تعبيـرات وجهه في تشفـي،ثم أردفـت قائله لنفسهـا وهي مُسلطـه مقلتـي عينيها عليـه….
-مفيش أجمل من أني أشوف الحيـره هتقتلك كدا قبل ما أشـوف قتلـك اللي هيتـم في خلال لحظـات،،والصراحه أنا مش عارفه بتتعـب نفسك في التفكيـر ليه،،الطرف التـاني دا..صعـب يوصل لتفكيـرك،،فهـو أبعد من أن حد يشك فيـه.
وهنـا أفـاقت من شـرودها علي صوته هاتفاً في تساؤل،وخبث…
-وياتـري ،،ميـن اللي عاوز ياخد مننا المخطط ،ويسرق الفلوس هو يا مادليـن هانـم.
تغيـرت معالـم وجـه مادليـن للحظـات وسط نظـرات سيـف المسلطه عليها ومحاوله قراءه تعبيـرات وجهها،،ربمـا يستنتج شيئاً قد يسـاعده في فـك كتلات الغمـوض التي تحيـط به،فقط تحول من مخطط معروف خُطواته إلـي مخطط مجهول المصـادر حتي لـه،فمادلـين تلعب معـه مره أخـري،،ولكنـها لا تعلـم أن الأسـد عندمـا ينقض علي فريستـه يفتك به أرباً…
———
أنهـوا الثلاثـه تنـاول البيتـزا داخل هـذا المطعم ثم ركبوا السيـاره متجهيـن إلي شاطيً النيـل ،كمـا طلبت منهم مايـا،،وبينمـا يتجولون بالسيـاره،،تلمـح مليـكه شخصاً يشبـه زوجهـا بشـده ،وهنـا هتفت متابعه علي عجاله من أمـرها….
-مـازن لو سمحـت أقف شويـه.
نظـر لها سيـف في إستغـرب ،،ثم ترجلـت هي من السيـاره،متجهـه داخل هـذا الكافيه المُطل علي النيـل ،وفي تلـك اللحظـه رأهـا سيـف فخفـق قلبه بشـده لمجيئـها،بينمـا ظلـت مليكه تتجه داخل هذا الكافيه ولكنـها لم تستطع رؤيه الجالسـه بصحبه زوجهـا لأن مـادلين كانت تواليـها ظهـرها،وهنـا أخـذ سيـف يُفكـر في أمـراً لهذه المصيبـه،فهـو يعلم جيـداً أن مادليـن تخطط لشيئاً مـا خطيراً،،ومجيء مليـكه في هـذا الوقت أصابه بالزعر خوفاً عليها،،وأثنـاء تفكيره رأي مـازن واقفاً امام السياره التي ترجلـت منها بصحبه زوجته،،فقـام بالإتصـال بمايـا علي الفـور،،التـي أجابتـه،بنبره متسائله..
-الـو مين حضـرتك!.
في تلك اللحظـه أستأذن سيـف من مادلـين قليلاً ثم أبتعد عنها،،متابعاً في ترقب..
-مايـا أنا سيـف..عاوزك تخلـي مازن يمنـع مليـكه تدخل المكـان دا فوراً،،في خطـر علي حياتها،،بسـرعـه يا مايـا ،،أرجوكـي!.
ألقـت مايـا الهاتـف من يـدها ثم أخذت تصرخ في زوجهـا متابعـه….
-ألحـق مليـكه يا مـازن،،أمنعهـا تدخل المكـان دا بسرعه يا مـازن.
صُـدم مازن من حديث مايـا ثم أخـذ يهرول مسـرعاً ناحيه مليـكه ثم هتف في نبرآت عاليـه…
-مليـكه!…أقفي ماتكمليـش.
ألتفـتت له مليـكه في إستغـراب،،فـي تلك اللحظـه لفت صوتـه إنتبـاه مادلـين ،التي صُدمت من رؤيه مليـكه هنا،في تلـك اللحظـه هتفـت في ذاك الشـاب الجالس في الطاوله المجاوره لهم قائله….
-امسـكوا البنـت دي،بسـرعـه ،وخـدوها علي المكـان الخاص بينـا.
أرتعـدت أوصـال سيـف لسماعه بكلمـاتها ،،وهنـا هـرول مسرعـاً ،بإتجـاه هذا الشاب في محاوله لإيقافـه بينمـا قام مـازن بسحبها من يـدها وأخـذ يهرول بها حتي ركبـا السيـاره،في تلك اللحظـه وضعـت مادليـن قناعاً من القمـاش حول وجههـا وهـي تراقب ما يحـدث في تشفـي وثقـه ممـا يتم…
أدخـل مـازن مليـكه داخل السيـاره وسط نظـراتها المستغربـه لمـا يحدث،،بينمـا قـرر مـازن قيـاده سيارتـه مبتعـداً علي الفور،،وسط نظـرات مليـكه ورؤيتهـا لزوجها الذي يهرول ناحيـه شخصـاً مـا ليمنعه من الإمساك بها،،وهنـا سمعوا صوت طلقات ناريـه عاليـه تصدر من مسدسـاً مـا،في تلك اللحظـه أخـذت مليـكه تصرخ في إنهيـار وهي تهتـف باسمـه،،محاوله الخروج من السـياره مـره أخـري….
-سيـــف،،لااااااااااا

الحلقه العشرون

شُـحب لون وجههـا من شده الصدمه ممـا تـري،فأخـذت تصرخ في مـازن القابع بجانبها وهو يُحكم قبضته عليها لمنعهـا من الدلوف خارج السيـاره،وهنـا سمعوا صوت طلقات ناريـه دوت في المكـان بأكمله،،ففـزع الجميع أثـر هذا الصـوت واخذت مليـكه تصرخ كالمجنـونه،وبينمـا تهتف بإسمـه…..
-سيـف لاااااا…حاسب.
ثـم هتفت في مـازن بغضب هيستيري،قائله…
-متتحـركش من هنـا مش همشي من غير جوزي.
نظـر لها مـازن في تفهم وحـزن علي حالتها،وبينمـا توجهت بأنظـارها تجـاه زوجها مره أخـري،إذا بهـا تجد سيـف قد أصـاب الشخص الذي يلحق بهـا في كتفـه،فتنفسـت لتوها الصعداء وهي تهتف في ضيـق…
-سيـف!.
ألتفـت سـيف لها بأنظـاره ثم بادرها بإبتسامه هادئه علي ثغـره،،بينمـا توجه مسـرعـاً بأنظـاره إلي حيث تجلس مادلـين ليجد ،أثرها قد مُحي تماماً،فقد فشل مخططـها أمام عينيها،رغم كل الثقه داخلهـا للتخلص منـه…
فـي تلك اللحظه إتجـه سيـف ناحيه هذا الشخص المُلقي أرضـاً،،ثم جثي علي ركبتيـه هاتفاً لـه….
-عـارف يا…،،إلا صحيح ،مقولتليش اسمـك أيه!.
رمقـه الشاب بنظـرات خائفه ثم أردف من بين نبراته المتوتره….
-سالـم يا باشـا.
بينمـا أردف سيـف متابعاً في هـدوء ثقيل وهو يشـير إلـي كتفه المجـروح قائلاً….
-بص بقـا يا سالـم،،أنا قصدت أضـربك بالنـار في كتفك،،أصلـي بصراحـه مش عاوزك تموت،عاوزك توصـل رسـاله لمـادليـن هانم،،قولهـا..سيـف مبيخسـرش في معـارك وبالأخـص قدام سـت،،خليـها تبعد عن مـراتي لاسحقهـا!..مفهوم ولا نعيـد!
ثـم قام بضربه مكان الجـرح فأخـذ يتألـم بشـده،،ثم تابع هذا الشـاب بنبرآت متوجعـه….
-مفهـوم يا باشـا.
في تلك اللحـظه إنطـلق سيـف مسـرعـاً بإتجـاه سيـاره مـازن ،ليجـدها تترجل من السيـاره وترتمـي بين أحضـانه في بكـاء،هاتفـه بشهقات متقطعـه….
-إنت كويس!،،وميـن دول يا سيـف عاوزيـن مننـا أيه!
بـدأ سيـف يهدأ قليلاً وهو يحـاوطهـا بذراعيـه في قوه ليتأكد بأنهـا مازالت بخيـر،في تلـك اللحظـه زفـر سيـف بشـده فهو الآن أصبحـ متيقناً من أنهـا نقطـه ضعفه الأولـي والوحيده،فهـو دائم التمسـك بأن لا يكون هنـاك نقـاط ضعفـاً في حيـاته،،لكـن لم يستطع هذه المـره التحكم في زمـام قلبـه،وباتـت نقطـه الضعف هـذه ،أثـرها يظهر عليـه وبشـده،وليس هـذا فقـط،فمادلـين أصبحت علي علمـاً بهذا الشأن لذلـك تحاول أن تُضعفـه بها….
وهنـا هتف سيـف بنبـره مطمئنـه وهدوء شديـد،قائلاً،،وهو يصطحبها أمـامه ليدخلها السيـاره الخـاصـه بمـازن ….
-نتكلـم بعديـن يا مليـكه.
دلفـت مليـكه داخل السيـاره في المقعـد الأمـامي،ثم هتف سيـف متابعاً وهو يوجه حديثه لمـازن،قائلاً……
-أنـا هسوق،وإنت أقعد جنب مراتك.
نـظر له مـازن في تفهم ثم أسـرع في الجلوس بجانب مـايا،التي مازالـت مشدوهه بما حـدث،،بينما قـاد سيـف السيـاره وأنطلق مسرعاً وبجانبـه مليـكه…..
ظل الهـدوء هو المُسيـطر علي الموقف،بينمـا هتفـت مليـكه بغضـب ،متـذكره لشيئاً مـا….
-ممكـن أفهم مين اللي كنت قاعـد معاها دي ،يا أستـاذ سيـف!.
رمقهـا سيـف بنظـرات ثابته ثم توجـه ببصـره إلي طريقه ،قائلاً….
-مش وقتـه الكلام دا!
-لا وقتـه طبعاً،،ولازم حالاً أعـرف مين دي!،،ولمـا أنت بتقابل ستات وبتعرفهـم،إتجـوزتنـي ليه!.
بـدأ سيـف يجز علي أسنـانه في ضيق،ثم أردف بصوتـاً مزمجره وهو يضغـط علي مكابح سيارته ليوقفهـا،،ثم ألتفت إليها مـردداً….
-ممكـن تهدي شـويـه!
أرتعـدت أوصال مليـكه عنـدما وجدته علي هذه الحاله والشرر يتطايـر من عينيـه،ولكنـها لم تكف عن شعورها بالغيـره والضيـق،وهنـا أردفت هي متابعـه،في حسـم يشوبـه بعض نبرآت التـوتـر…
-حاضر،،هسكت خالص،وهنزل من العـربيه حالاً،وهـركـب تاكـسي للقصـر،سلام.
شـرعت مليـكه في فتح باب السيـاره بينمـا قام هو بإمساك ذراعها بقبضتـه القويـه،وهو يهتف في تأفـف….
-واحـده بحبها،وانا فعلاً مش بحبـك،وإتجـوزتك علشان أكـثر أم عنـادك دا ،عاوزه حاجه تاني!.
ودون أن ينتـظر رداً منها قام بجذبها إليـه وسط صدماتهم من حديثـه،ثـم قام بمحاوطه ذراعيه حولها حتي ألتصقـت هي بيـن أحضانه،وهنـا أكمل سيـف قياده سيارته بعد أن القي نظـره علي سيـف وزوجته المصدومين ،حين تابع وهو يواصل سيـره مـره أخـري…
-في أيـه أنتوا كمان،في مشكله في كلامي!.
ثم غمـز لهم بعينيه،حتي تبدلت ملامحـهم للتفهم،ثم تابعت مايـا في هـدوء…
-إنت حـر، إنت ومراتك.
حاولـت مليـكه مـراراً التخلص من ذراعيها ،هاتفه في ضيـق من بين بكائهـا المكتـوم….
-أنت خانقنـي كدا،،أبعد دراعك دا بقا!
أردف سيـف متابعاً في صوتـاً رخيماً،وقد أرتسم علي مبسمـه ضحكه هادئه…
-لا مبسـوط كدا.
-بس أنا مش مبسـوطه كدا!
أردفت مليكه بهذه الجمله بينمـا هتـف سيـف في غيـظ وهو يتلـذذ بغيرتهـا قائلاً…
-بطلـي جنـان أمـك دا هتموتينـا.
شـرعت مليـكه في البكـاء بغضبـاً مكتوم بينمـا أنحني هو برأسـه إليه ثم طبع قبله علي جبينهـا،متجهـاً إلي القصـر….
——
“حـل الليل سـريعـاً”
كـان يقف في نـافذه الغـرفه شـارد الذهن،فيمـا قامت به تلـك الأفعـي،كـيف لها أن تلعب معه بهـذه الطـريقه البلهـاء،فهو يشـده غـرورها وإيمـانها بقـدراتها ولكنها في الحقيقه ذات قوه سـرابيـه،فقوتـها أمامه،قـوه مكـذوبه،وبمـجرد أن تشمل لعبتهـا زوجتـه،سـوف يُكشر عن أنيـابه،قريبـاً جـداً،لن يقبـل ما قامت به ومحاولتهـا لقتله،والآن حـان وقـت الإنتقام…
ألقـي بسيجـارته من النـافذه أمـامه،،ثم تـذكر ما فعلته مليـكه قبل قليل،نتيجـه إعتـرافه لها داخل السيـاره،فـي تلك اللحظـه قرر الإنطـلاق إليـها مجـدداً….
——-
-ممكـن يكون بيضايقهـا بالكلام فعـلاً،بس يا تري مين اللي كانت معاه دي!
أردفت مـايا بتلك الكلمـات في حيـن تابع مـازن قائلاً ،بنبرآت مفكـره….
-عـادي يا مـايا،،ممكن تكون زميـله عمل،أيه المشكله!
نظـرت له مايـا في إقتنـاع ثم أردفت،بنبرآت تفهم…
-تصدق ممكن
ثم أكملت حديثهـا،وهـي تلتقـط حقيبتها الخاصـه،ثم تُخرج منها علبه كبيره من الشيكولا متابعه…..
-تصدق أنا جـوعت من الخضـه.
ضحـك مـازن بشده علي حديثها ثم تابـع وهو يلتقط كوبـاً من العصيـر بجانبه….
-بالهنـا،،ويلا أشربي العصير دا كمـان.
وقبـل أن يُكمل حديثـه سمـع صوت والده يهتـف مناديـاً باسمـه في ثوران…..
-مـــازن.
——–
-قلتلـك لا يا سيـف،مش هروح معاك الأوضـه.
أردفـت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تحتضن السيـده زينب في وجـل، في حيـن تابـع سيـف بنفـاذ صبر وهو يقتـرب تجاهها…..
-مليـكه بطلي دلع،،أنا مـرهق ومحتاج أنـام.
هتـفت مليـكه في ضيـق وهي تتشبـث أكثر بالسـيده زينب ،قائله….
-متقربش بقولك،،وبعـدين أنت قلـت أنك مبتحبنيـش،وخلي الهانـم اللي بتقابلها تنفعـك،،أنا مش عوزاك يا سيـف طلقنـي!.
كـور سيـف قبضه يده في ضيـق ثم قام بجـذبها من أحضـان السيده زينـب وهو يحملها بين ذراعيـه مردداً في إبتسـامه،ونبرآت واثـقه….
-مين قال بس إنـي مش بحبك،دا أنا بعشقك،يا مليـكتي.
-لا أبعـد بقولك ،ونزلنـي حالاً يا سيـف،أنا هنام في حضن مـاما زينب.
لـم يعيرها سيـف أي إهتمـام لحديثها،،ثم إبتسـم بهدوء للسيـده زينب،وأنطلـق بها مسرعاً خارج الغـرفه،في تلك اللحظـه أردفـت مليـكه قائله بنبرآت متأفـفه…
-سيـف إنت مطنشني ليه!
رمقهـا سيـف في هدوء بعـد أن دلف داخل الغرفه،ثم أغلق البـاب بقدمه قائلاً….
-تنـامي في حضن نانا،،وانـا مين ينام في حضني!.
نظـرت له مليـكه في غضب ،قائله…
-هي!.
أجلسها سيـف علي الفراش ثم تابع بنبره تهكـم وهو يجلس بجانبهـا….
-هفهمـك حاجه ولازم تفهميـها كويس،،أنـا لما يملي عيني حاجه،وأكتفـي بيها،،أصبـح من المستحيـلات أبص لغيـرها،أمـا بالنسبـه للست اللي كانت قاعـده معايا،،فدي زميلـه عادي في الشغـل وكنـا بنتكلم في أمور مهمه أوي خاصه بالشغل.
رمقتـه مليـكه في ضيـق ثم أكملت متابعـه في غيـظ….
-وليـه مقولتش أنك هتخـرج تقابلها!.
-أنـا حاسس إني قاعد قدام المُحقق كونن ،بس ماشي،،الموضوع جـه علي فجأه بعد ما خـرجتي،ف أنا حبيت أضايقـك فقولتلك كدا مش أكتـر.
تابـع سيـف حديثه في هدوء في حين هتفت هي بإستفهـام قائله…
-مين دا يا سيـف اللي كان معاه مسدس وبيجـري ورايـا،وكان عاوز منك أيـه!
فـي تلك اللحظـه قام سيـف بدثرهـا في الفراش وهو يحتضنهـا قائلاً….
-بصي يا مليـكه الشغـل الناجح لازم يكون حواليـه متربصين،متشغليش بالك إنتِ،دا خاص بشغلـي وانا هخلصه،وممـكن ننـام بقا ولا…
وقبـل أن يُكمل حديثه أردفت هي قائله،بنبرآت سريعـه وغيـر مقتنعـه….
-لا خلاص هنـام.
———-
-مفهمتش،هو أيه دا اللي فشـل؟!
أردفـت السيـده ألفت بتلك العبـاره بينمـا تابعـت مادليـن وهي تضغط علي أسنانها بقوه قائله….
-كل حاجه برتبلهـا ،مش بتـم،ومش عارفه أخلـص من الحقير دا أبـداً،،منكـرش أنه ذكـي،وقدر ينقذها وينقذ نفسـه،بس اللي مش هسمـح بيـه،أنـه يتذاكي عليـا،ويكون سبب في فشـل كل مخططاتي.
أقتـربت منها السيـده ألفـت،ثم قامت بإجلاسهـا قائله وهـي تهدأ من روعهـا…
-إنتِ كنتـي هتقتلي سيـف؟!
أردفـت مادلين بنبره غاضبـه،مردده….
-كـنت،،بس الهانم جت وبوظتلـي كل حاجه،،وصاحبتها وجوزهـا،السبـب في أنه لسـه عايش.
قـامت السيده ألفـت بتضييـق عينيهـا متابعـه في تساؤل….
-تقصـدي مين بصاحبه مليـكه وجوزها؟!
وهنـا قامت مادليـن بوضـع رأسهـا بين يديها،مردده بنبرآت مستشيطـه…
-مايـا ومـازن،بس ورحمـه بابـا ما هرحمـهم!.
هتفـت السيـده ألفت في زعـر،مردده بنبرآت قلقـه….
-هتودي نفسك في داهيـه يا مادليـن..أبعـدي نفسك عن الموضوع دا!
———-
“فـي صباح اليـوم التالـي”
إستيقـظت مايـا علي صوت طرقـات علي باب الغـرفه،في تلك اللحظه،هتفـت بنبرآت هادئه لتوقـظ زوجـها قائله….
-مـازن في حـد بيخبط علي البـاب.
وهنـا عدل مـازن من وضعيه نـومه ثم أردف في تفهـم قائلاً…..
-السـاعه كام دلوقتـي!
نظـرت مايـا إلي تلك الساعه الموضوعـه علي الكـومود بجانبهـا ثم أردفت قائله….
-ياربي،الساعـه3،إحنـا إتأخـرنا أوي علي مليـكه وهتـزعل.
وهنـا قام مـازن بفتـح باب الغرفه ليـجد أحدي الخادمات هاتفه….
-عـادل باشا مستنـي حضرتك علي سفره الغـدي.
نظـر لها مـازن في تفهـم وهو يومـأ بـرأسـه قائلاً….
-طيب إتفضلـي إنتِ.
إلتفت مـازن إلي زوجتـه بعد أن أغلق باب الحجـره متابعـاً….
-بابا مستنينا علي الغدي،يلا ألبسـي علشان نتغدي ونلحـق نروح لمليـكه.
نظـرت له مـايا في تفهـم ثم إتجهـت مسرعه داخل المـرحاض….
—–
-وحشتنـي أوي يا جـدو.
أردفت مليـكه بتلك الكلمـات وهي تحتضـن السيـد عبد الفضيـل بشـده،،بينمـا هتف هو متابعاً في ذهـول….
-معقـول ،أيه الجمـال فوق جمالك دا يا مليـكه!..تبارك الخلاق،بس يا تـري دي فكـرتك!.
أبتعدت عنه مليـكه بعض الشيء ثم تابعت بنبرآت سعيده قائله….
-لا دي فـكره سيـف يا جـدو ،وكمـان علمني أحفظ قـرآن وأزاي أصلـي.
أردف عبد الفضيل متابعاً وهو يضرب علي كتـف سيـف في حنـو متابعـاً….
-سيـف راجل،،وظـني مخابش فيه أبداً،علي الأقل عمل اللي إحنا مقدرنـاش نعمله،،ربنا يهنيكـم ببعض يا بنتـي،ويجازيـك خيـر يا سيـف.
وهنـا نظـر له سيـف في إبتسـامه بينمـا أردف عبد الفضيـل متابعاً…
-أمـال فين مـادلين وزينـب هانـم؟!
-مـاما زينب أخدت علاجـها ونامـت ومـادلين،أستأذنتنـي أنها تقعـد مع والـدتهـا شويه،لأن شكلهـا مضايق.
أردف جلال بتلك الكلمـات في حيـن تابـع عبد الفضيـل بنبرآت هـادئه…
-تمام أوي..أستأذنكـم بقا،علشان أغيـر هدومـي.
أومـأ جلال راسه في تفهم متابعاً..
-مـاشي يا حج،،شويه ويكون الغـدي جهـز،،علشان في ضيـف هيتغدي معانا النهـاردا.
تابـع عبد الفضيـل بنبرآت متسائله وهو يتجـه ناحيـه غرفته من شـده الإرهـاق…
-ضـيوفك كترت أوي يا عم جلال.
ضحـك جلال بشده علي حديث والده ثم أردف متابعـاً….
-لا المـرادي ،ضيـف يُخص سيـف.
وفـي تلـك اللحظه تابـع سيـف قائلاً علي عجالـه من أمـره…
-بعد أذنكم،،إبراهيـم بيـرن عليـا،شكـله وصـل.
وبالفعـل إتجـه سيـف خارج القصر ليجد صديقه ينتظـره،،وهنـا رحب به سيـف بشـده،،ثم إتجـها عائـدين إلي القصـر…
أدخـل سيـف صديقه إلي غرفه الصالـون ومـا هي إلا لحظـات حتي إنضـم إليهم عبد الفضيـل بصحبه جلال،جلسـوا جميعـاً ،وأخـذوا يتجاذبون أطـراف الحـديث،فـي تلك اللحظه دلفت مليـكه متابعـه في هـدوء…
-دادي الغـدي جاهـز.
نظـر لها جلال في تفهـم،ثم هب واقفاً وتبعـه الجميع متجهيان إلي مائـده الطعام،في حيـن هتف سيـه لزوجته قائلاً…
-مليـكه تعالي.
إنصـاعت له مليـكه ثم إتجهـت مسـرعه ناحيته،بينمـا تابـع سيـف حديثه لصديقـه قائلاً…
-آقدملك مليـكه ،مـراتي.
ثم أتجـه ببصره إليها قائلاً.
ودا بقا إبراهيم،أعـز أصدقائـي.
نظـر لها إبراهيم في إبتسـامه ثم أمـد لها يده قائلاً في مـرح….
-أهلاً مـدام مليكـه.
نظـرت له مليـكه بإبتسـامه وشرعـت في مـد يدها ولـكن في تلك اللحظـه تحولت ببصـرها إلي سيـف لتجـده يرمقهـا بنظـرات لم تفهمهـا أبـداً لكنها يمكن أن تفسرها علي أنها نظـرات وعيـد وهنـا أبعدت مليـكه يدهـا علي الفور ،ثم أكملت حديثها ،،بنبرآت متنحنحـه….
-أهلاً،،أستـاذ إبراهيم،،نورتنـا.
أبعـد إبراهيم يده في إحراج ثم بادرها بإبتسامـه وإنطلقوا مسرعيـن إلي مائده الطعام وسط نظراتها الساخطـه لسيـف …..
مـر وقتـاً ليس بالقليـل حتي إنتهـوا من تنـاول وجبتهـم وإتجهـوا عائدين إلي غرفه الصالون،في تلك اللحظـه هتف عبد الفضيـل متابعاً وهو يوجه حديثه لإبراهيم….
-بتحب الشطـرنج!
أردف إبراهيم متابعاً في مـرح….
-طبعاً،،دا أنا وسيـف مبنلعبش غيره.
أبتسـم عبد الفضيل علي حديثه،في حين أردف جلال آمـراً لأحـد الخدم بأن يأتي بطاولـه الشطرنج،ومـا هي إلا لحظات حتي بدأوا اللعب وقد تعالـت ضحكاتهم داخل القصـر…..
——–
دلفت مليـكه داخل غـرفتها ،ثم جلست علي الفـراش متابعـه في ملـل….
-اووف ،أنا مش عارفه مايـا أتأخـرت كل دا ليه!..أنا هتصل عليها بقا.
وهنـا أمسكت مليـكه بهاتفهـا الخاصه لتهاتف صديقتهـا،وقبل أن تشرع في مهاتفتها،وجـدت صوتهـا يطرق الباب ،،مردداً….
-مليـكه ممكن أدخـل؟!
أردفـت مايـا بتلك الكلمـات،بينمـا تابعت مليـكه بنبرآت غيـظ…
-أدخلي يا زفته.
وبالفعـل دلفت مايـا داخل الغـرفه ثم تابعت بنبرآت آسفـه….
-عـارفه إني إتأخـرت عليكـي،،بس أعذريني،،والد مـازن ،،كائن يرعب ،أصـر أننـا نتغدي معاه،،بس قوليلـي زعلانه ليه؟!
اردفـت مليـكه متابعه في غيـظ…
-قاعـدين بيلعبـوا شطرنج ،وسيـف مطنشني خالـص،لا وعمـل فيا فصل بايخ اوي.
رفعـت مايـا أحد حاجبيها متابعـه في تساؤل….
-عمل أيه؟!
تابعـت مليكه في غيظ قائله….
-صاحبه مد أيه علشان يسلم عليـا،ولسه هسلم أنا كمـان لقيتـه بيبصلـي بنظـره تخوف،،روحت بعدت إيدي في فيمتـو ثانيه.
أطلقـت مايـا ضحكه عاليـه علي حديث صديقتها،،بينمـا أكملت مليـكه في غيـظ…
-بطلي ضحك يا زفتـه ،وبعدين أمال فين مـازن؟!
-مـازن قاعد بيلعـب شطـرنج معاهم.
أردفت مايـا بتلك الكلمات وهـي تجلس بجانبها قائله…
-المهم قوليلـي سيـف قالك أيه عن موضوع إمبـارح؟!
نظـرت لها مليـكه في هـدوء،ثم بدأت في سـرد ما قاله لهـا سيـف….
——-
-لا زي الفل كدا،،أنا لازم أمشـي علشان الحاجه متقلقش عليـا.
أردف إبـراهيم بتلك الكلمـات في حين هتف جلال قائلاً في إبتسـامه عذبه…
-نورتنـا والله يا إبراهيم
أبتسم له إبراهيم مردداً في سعـاده….
-بنورك يا عمـي،،أستأذنكم أنا.
وبالفعـل إتجـه إبراهيـم بصحـبه سيـف إلي حديقه القصـر،وهنـا تابع إبراهيم موجهاً حديثه لسيـف…
-بس عجبنـي السيـطره دي يا عم سيـف،،بتغيـر علي مراتك،من أخـوك!
ضحـك سيـف بشـده علي حديثه ثم أردف مكملاً،من بين ضحكاته…
-يابني لا مش كدا ،بس بعلمهـا الصح وبعـدين المبـاديء لا تتجـزأ.
-لا يا شيـخ،ماشي يا عـم سـيف بس المـدام بنت حلال أوي
هتف إبراهيم بتلك الكلمـات بينمـا تابع جلال قائلاً…
-تسلم يا غالـي..
وقبل أن يُكمل حديثه وجد هاتفه يُعلن عن إتصالاً،برقماً غيـر مدون لديه،فهتف قائلاً في ثبـات….
-لحظـه يا إبراهيم هرد علي الفـون.
وبالفعل أجـاب سيـف علي الهاتـف متابعاً بنبرآت رخيمـه،قائلاً…
-الـو مين!
أتـاه صوتاً قائلاً بنبرآت متهكمـه….
-ايوه يا سيـف باشـا،،أنا بس كنت حـابب أقولـك أن سلسلـه مراتك الحقيقيـه معانـا ،دا غيـر أن السلسلـه المزوره ،صورت الهانـم ،فيـديو مهم جـداً…لو عـاوز الفيديو دا قبل ما يتنشـر علي السوشيـال ميديا ومـراتك تتفضـح،ياريت مـراتك تكون عنـدنا في ظـرف يومين وإلا هنضطـر نجيبها إحنا بالعافيـه،،وبلاش تعيش دور الـزوج المُضحـي وإنت نصـاب.
وفي تلـك اللحظـه وجد الهاتف قد أُغلق في الحال،،وقد صُدم سيـف ممـا قاله هذا المجهـول ،،وهنـا تابـع إبراهيـم بنبرآت متسائله،قائلاً….
-سيـف في أيه مالـك!
نظـر له سيـف في ذهول وهو يُكور قبضـه يده قائلاً….
-ياولاد الكلـب!.
أردف إبراهيم متابعـاً في تساؤل ونبرآت ثاقبـه…
-هم ميـن دول يابني فهمنـي؟!.
أردف سيـف متابعاً بنبرآت غاضبـه وهو يبتـعد في إتجـاه باب القصـر قائلاً….
-أستنـاني هنا يا إبراهيـم،متسيبش القصـر،،ضروري تكون موجـود ،مراتي في خطـر.
وهنـا هتف إبراهيـم متابعاً بنبره عاليه بعض الشيء….
-سيـف ،فهمني أنت رايح فين؟!
لـم يجد أي رداً من سيـف ،في تلك اللحظه هتف متابعاً بنبرآت مستغـربه….
-أستـر يارب من قلبـت سيـف دي،،أنا هستنـاه هنا في الجنينه وأراقب باب القصـر
———
كـانت تجلـس بصحبـه والدتها يتنـاولون الطعام في صمتِ شديد،وهنـا قطعـت مـادلين هذا الصمـت متابعه بنبرآت خبيثـه ومـرح بعض الشيء،علي عكـس حالتها قبل قليل ممـا أثار دهشـه والدتها بشده،قائلـه…
-تسلـم إيـدك يا مـامي ،الأكـل تحفـه النهاردا.
رمقتـها والدتها بنبرآت إستغـراب،متابعـه….
-سبحان مُغيـر الأحـوال
أصدرت مادلـين ضحكه عاليه،،ثم تابعـت قائله بنبرآت ثقـه….
-مش عاوزانـي أفـرح ولا أيه يا مامـي؟!.
-لا يا حبيبتـي،،هو أنا بتمني حاجه غير أنـي أشوفك مبسوطـه..
وقبـل أن تُكمل حديثها ،،وجـدوا طـرقات قويه علي بـاب المنـزل،،فأسـرعت السيـده ألفت الخطـي بإتجاهه،،ومـا أن فتحت البـاب حتي ذُهلت ممـا تـري،،بينمـا قام هو بإبعـادها قليلاً وهو يدلف داخل المنـزل هاتفـاً…
-أمـال فين مادلـين هانـم، أنا عـرفت أنهـا مـشرفه هنا؟!.
نظـرت له ألفت في ذهـول بينمـا أردفت مادلـين في تهكـم وهي تطل من الغرفه قائله….
-سيـف باشـا ،بجلاله قدره جه علشان يـزورنـي ،مش معقـول!.
نظـر لها سيـف في جحـود وقد أحمـرت عينـاه من شـده الحنـق،وهنـا أردف متابعاً وهو يقترب منها،،بنبرآت لم تعهـدها من قبل….
-مليـكه لا.
ثـم قام بصفعهـا علي وجههـا وسط صدمتها وذهـول والدتهـا ممـا يفعـل،،بينمـا بادرها هو بصفعـه جديده علي وجهها قائلاً….
-وللمـره المليـون ،،مليـكه لا.
أخـذت مادليـن تصرخ من شـده الألم وهي تنـزف من أنفها وفمـها في حين قـام هو بإمساك خصلات شعـرها وإرجاع رأسها للوراء،،ثم جثـي علي ركبتيـه هاتفاً بنبرآت مسمـومـه،،وسط صرخات ألفت المترجيـه له….
-إنتِ فاكره أنك ممكـن تضعفينـي بمـراتي،،لمـجرد أنك عرفتي أنها نقطـه ضعفي الوحيـده!.
وهنـا قام بصفعها مجـدداً ،متابعاً بنبرآت تهكم…
-لا تبقـي غلطـانه،،دا أنـا ممكـن أدفنك هنـا حيـه،،بس أنـا بتلذذ بتعذيبـك أوي،،المهـم أنا كنت عاوزك في أيه بقا!.
وهنـا قطـع حديثه ألفت وهي تهتـف به صارخه…
-سيبـها بقا كفايه،،إنت عاوز منهـا أيه!.
رمقهـا سيـف بنظـرات متهكمـه قائلاً….
-هـي اللي عاوزه من مراتي أيه!..مليون مره أحذرها وأقولهـا،،إن مراتي برا اللعبـه القـذره بتاعتهـا،،لكـن تخلي رجالتهـا يصوروهـا وهي في الحمـام ،،يبقـي أدبحـها.
أنهـال سيـف عليها بلكمـات من قبضته القويه وسط صرخـاتها وسيلان الـدم من جميع نواحـي وجههـا.
وهنـا قامت ألفـت بسحب إبنتها من بيـن يديه وهي تصـرخ قائله….
-أطلع برا لأطلبلـك الشـرطه.
ضـحك سيـف بنبرآت متهكمـه قائلاً….
الشـرطه!..وهتقوليلهم أيه بقا يا ألفـت هانـم،،بنتي أجرت واحد يقتل واحده ملهاش ذنـب ولما حب البنت دي،عاوزه تقتلـه وتقتل البنـت لا وتستولي علي أمـلاكها،،لا بجـد هايل.
ثـم أردف متابعاً وهو مسلط مقلتـي عينيه عليهـا قائلاً…
-الفيـديـو يكون عندي في خلال يوميـن وإلا قسماً بالله لأدفنك في سـردابك الجميل يا حلـوه وأكشـف ألعيبك كلها،،والمـرادي أنا بس كنت بحـذرك ،رغـم إني مبحبش أمد إيدي علي ستات،،بس إنتِ متتصنفيش منهم،،أنا حذرتك من طوفاني،،سلام.
——
-أنا جـاهـز يا مـازن ،،يلا بينـا.
أردفـت مايـا بتلك الكلمات في حين تابع مـازن مردداً في هدوء….
-حبيبتـي إستنينـي شويه،،هكلم عمـي جلال في موضـوع مهم.
رمقتـه مايـا بنظـرات ثاقبـه،ثم أردفت متابعـه علي مضـض…
-حاضـر
فـي تلك اللحظـه دلـف مـازن بصحبه جلال داخل غـرفه مكتبـه في حـين تابعـت مليـكه بنبرآت مـرحه….
-أحسن بقا،،علشان تقعدي معايا وقت أكـتر.
أبتسـمت لها مايـا في هـدوء،،فهـي تشعـر أن هُنـاك خطبـاً مـا،،ولكنها هتفـت متابعـه في هـدوء….
-مـاشي يا قلبي.
أردفت مليـكه متابعـه في ثقه ونبرآت مـرحـه….
-طـيب أستنينـي هنا ،،أنا بنفسـي هعملك شـوب عصيـر ،،بس الأول هتصـل بسيـف أطمن عليـه وأشوفه أختفـي فين.
أومـأت مايـا برأسها في تفهم وهي تتابع بنفس نبرآت الهدوء….
-تمام وانا هستني في الجنينه ،،علشـان الهوي فيها جميل.
نظـرت لها مليـكه في حـب ثم طبعت قبله علي جبينهـا قائله….
-مش هتـأخـر عليكـي.
وبالفعـل إتجهت مليـكه إلي غرفتها بينمـا سارت مايـا بإتجـاه الحديقه الملحقه بالقصـر….
——-
كـان يقود سيـارته بسـرعه البـرق وهو يطرق علي مقود السيـاره بقبضته القويـه،،فقـد أحس للحظـه أنه،خسـر أمام تلك الأفعـي لمجرد أنه لـم يستطع إنقـاذ زوجتـه منها، فظـل يقسم ويتوعـد لها،بضـربات مميتـه سوف تطرحهـا أرضاً ،،صريعـه الموت،،وبينمـا هو يتأفف من حالتـه،،وجـد هاتفـه يرن باسمهـا،فأجـاب علي الفور ،،خوفـاً من أن يكون قد أصـابها مكـروه،،هاتفاً بنبرآت قلقـه….
-الـو ،مليـكه إنتِ كويسـه؟!
أردفت مليـكه متابعـه بنبرآت مستغـربه،قائله…
-في أيه يا سيـف أنا كويسه!..مالك!..وروحـت فيـن!.
تنفس سيـف الصعـداء ثم أردف متابعـاً بنبرآت هـادئه بعض الشـيء…..
-كنت بقابل واحد صاحبي،أحتاجنـي في شغل وبالظبط خمس دقايق وهكـون عندك.
تابعـت مليـكه في تفهم ونبرآت هادئـه…
-ماشي يا حبيبي مستنياك.
أغلق سيـف الهـاتف ثم أمسـك بتلك السلسلـه وهو ينظـر بإتجـاه تلك الكاميـرا الموضوعه في أحد جوانبها في تشـفي،،ومـا هـي إلا لحظات حتي وصل إلي باب القصـر….
دلـف سيـف مسرعاً بداخله ليـجد صديقه إبراهيـم مازال يتنـظره ،،كمـا طلب منه سيـف،في تلك اللحظـه إقترب سيـف منه مسرعـاً،،ثم هتف بنبرآت متذبذبه….
-أسـف إنـي خليتك تستنـي كتير.
رمقـه إبراهيم بنظرات غير مطمئنـه ثم أردف متابعـاً.. .
-سيـف ممكن تفهمـني أيه اللي بيحصـل،،ومال صوتك متضـايق ليـه؟!.
زفـر سيـف مليـاً وهو يتأفـف ثم جلـس إلي أحـد المقاعد بجواره مـردداً…
-بيهـددوني أنهـم هيفضحوا سـري ويقولوا لمليـكه أني عـاوز أقتلها ،،وأخـد كل فلوسهـا.
جحـظت عيناي إبراهيـم في صـدمه وقبل أن يُكمل حديـثه،،وجـد صوتاً يهتف في صـدمه وبكـاءاً مريراً….
-حتـي إنت يا سيـف!.

———–———-———————-————
ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
 الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة:علياء شعبان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى