ترفيهمسلسل قاسي ولكن أحبني

قاسي ومتملك ولكن احبني ج3 الحلقة التاسعة والعاشرة

*قاسي ومتملك ولكن احبني3*
الحلقه(9) ندم وحنين

في الصعيد.. في منزل “علي النجعاوي”
استيقظت ببطئ وهي تشعر بألم في حنجرتها وصوتها مبحوح

قامت من الفراش وانزلت ساقيها أرضاً وهي تشعر بألم في رأسها كأن معركه قامت بين خلاياه

اغمضت عينها ووضعت يدها علي صدغها ودلكته ليزول الألم منه ولو قليل
تذكرت ما حدث أمس لتهبط دمعات مصاحبه لشهقات خفيفه

وضعت يدها علي محاوله نسيان ماحدث امس.. او نسيان حياتها برمتها
دقائق وسمعت دقات خفيفه علي الباب لتقول بصوت مبحوح:
-ايوا

دلف علي الي الغرفه وهي يرتدي عكس عادته ..ليس جلباب..يرتدي بنطال قطني
وبلوڤر اسود

علي بنبره جاده وهو يقترب منها:
-عامله ايه دلوقتي

رمته بنظره حاده قائله:
-كويسه.. اتفضل بره

اغمض عينيه محاولاً التماسك وهو يعتصر قبضة يده:
-ماشي هطلع بس قومي عشان تاكلي قبل ما يطلعو

لوت فمها بسخريه قائله:
-زوج مثالي اوي… اوعي تفتكر اني نسيت الي حصل امبارح.. انا فكراه كويس…

ابتسم بحده ليقول بهدوء:
-طيب كويس انك فاكره.. وفاكره كمان ان كان لازم اعمل كدا

ثم اقترب منها وحدق بعيناها بقوه قائلاً :
-بصي ياسماح انا صبور لأبعد حد ممكن
ممكن اكتم غضبي مره واتنين…

صمت قليلاً ليردف بجديه:
-انما لما بغضب واجيب اخري ممكن انسي انك واحده ست أصلاً… اتقي غضبي ياسماح وبلاش كلامك دا

منحته نظره حاده قبل ان تشيح وجهها عنه والدموع تلتمع في عيناها
ليخرج من الغرفه وهو يتنهد بغضب فشل ان يكتمه

اتجهت الي الخزانه وجلبت عبائه منزليه وحجاب…ثم خرجت من الغرفه لتتجه الي المرحاض بسرعة البرق وهي تغلق الباب خلفها

كان جالس علي الاريكه يتابع التلفاز
ليتمتم بصبر:
الصبر من عندك يارب

دقائق وهو تستحم سمعت صوت أشخاص في المنزل فأدركت ان الاهل قد حضرو… لم تشأ ان تخرج.. ظلت في الحمام دقائق اضافيه

لتسمع دقات علي الباب يصاحبها صوته الجاد :
-مستنينك بره ياسماح خلصي

تمتمت بحنق وهي تجفف شعرها:
-ماشي طالعه

دقائق وخرجت من المرحاض وهي ترتدي تلك العبائه وتضع حجاب علي رأسها… القت التحيه عليهم ببرود

لتأخذها شقيقتها وتدلف بها الغرفه
اغلقت باب الغرفه لتقول هدير بحماس:
-ها قوليلي حصل إيه

رمتها شقيقتها بنظره حاده قائله:
-محصلش حاجه ياهدير.. ولا هيحصل

برمت هدير شفتيها قائله:
-لسه بردو فاكره ان هو الي عمل كدا ياسماح.. بذمتك واحد هيفضح نفسه وعيلته عشان يتجوز بنت عمه

لوت فمها بسخريه قائله:
-وحتي لو معملش كدا… اتجوز علي مراته مع انها حلوه وبتحبه…

كادت هدير ان تتكلم لتقاطعها سماح بهدوء وهي تنظر لها بجديه:
-ومتقوليش عشان الفضيحه.. لانه كان عايز يتجوزني من قبل الموضوع دا
دا مقدرش مراته ياهدير…هيقدرني انا

تنهدت هدير بضيق لتقول:
-في دي عندك حق انا لو جوزي عمل كدا معرفش ممكن يحصلي ايه

ابتسمت سماح بحزن:
-مابالك مراته الغلبانه الي قاعده بره دي
الله اعلم بقلبها عامل ازاي

حركت هدير رأسها بتفهم
لتسمع باب الغرفه وهو يفتح بقوه ولهفه تقف امامه بأبتسامه صفراء
ثم اقتربت منها لتقبلها بحنق :
-مبروك يادرتي

اجابت سماح بخفوت :
-الله يبارك فيكي يالهفه…

لهفه بنبره حاده وابتسامه عريضه :
-مش انا هقعد معاكو هنا… لسه علي كان بيقولي اجيب هدومي واجي

نظرت له هدير بعيون متسعه:
-انهارده!

جلست لهفه امامهم وهي تقول بود مصطنع:
-ايوا انهارده… ووصاني نكون اني وسماح اخوات.. ميعرفش اننا هنكون اخوات واصحاب كمان

ابتسمت سماح برتياح وقد شعرت بأن ضميرها هدأ عن ثورته أخيرا

لتقف هدير وهي تنظر لشقيقتها بشفقه:
-تعالي نطلع نقعد معاهم بره ياسماح
يالا يالهفه تعالي معانا

قامت لهفه بكاسل قائله:
-وماله يالا

خرجوا ثلاثتهم وهي كلا منهم نيه
هدير تنوي ان ترجع الاسكندريه وتقبل جبين زوجها علي اخلاصه لها

وسماح تنوي الابتعاد تماماً عن علي ولهفه وتكون حبيسة غرفتها عل قلبها يرتاح قليلاً ……
……………………………………
في منزل ادم الصياد
جلست تقي علي الاريكه واتصلت به والتوتر يقتلها ليجيب بعد ثوانٍ :
-ايه ياتقي… في حاجه.. سيدرا كويسه

ابتسمت لقلقه الدائم عليها وعلي صغيرته لتقول بجديه جاهدت ان تصطنها:
-احنا كويسين…بس كنت عايزه استأذنك اني هنزل انا وصحبتي المول عشان نشتري شوية حجات

اجاب دون تردد بجديه:
-لا ياتقي هخلص شغلي واجيلك تجيبي الي انتي عايزاه

تنفست بضيق فهي توقعت ذالك لتقول بحنق:
-بقولك صحبتي ياادم… وبعدين انا بقالي فتره كبيره اوي مخرجتش من البيت الا لو راحه القصر او البيت دا

تنهد بمضض ليقول:
-ماشي ياتقي… ماشي بس متتأخريش ولما اتصل بيكي تردي علي طول
هبعتلك العربيه بالسواق دلوقتي

تمتمت برتياح وابتسامه صغيره:
-شكراً…

اغلق الهاتف وهو يلعن تحت اسنانه
لم يرد ان تخرج من المنزل….ولكن لا يريد ان يجعلها تختنق أيضاً
ليهمس في نفسه محاولاً الهدوء:
-مش هخنقها…مش هخنفها… قولت هتتغير مش هخنقها

ثم فتح عينيه وامسك هاتفه مره اخري قائلاً بجديه:
-المدام هتخرج دلوقتي… خليكو وراها ماتغبش عن عينكو..وابعتو السواق علي البيت

-حاضر ياباشا

اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق
قطع شروده دخول عمار

عمار وهو يجلس علي الكرسي المقابل له قائلاً بجديه:
-نص املاك مصانع الشهاوي بقت بأسمك… اشترينا الاسهم خلاص

ابتسم ادم بدهاء ليقول:
-وهو عامل ايه دلوقتي

حرك عمار يده في الهواء ويهبطها بسرعه:
وقع سابع ارض سحب عليه ديون قد كدا
المنافسين كلهم.. الي ليه فلوس بياخدها.. والي بيطلع مش الشراكه

ادم بجديه وهو يرفع حاجبيه:
-وفلوسه الي في البنوك..

-الي جوا مصر اتحجز عليها..انما الي برا لا.. ولما يتحبس بردو مش هيعرف ياخدهم

اراح جسده علي الكرسي وهو يتنفس الصعداء ليقول بنبره جاده وعيناه مثبته علي سقف المكتب:
-تمام قريب اوي هروحله…

وقف عمار بملامح جاده ليقول:
-مريم وحمزه فرحهم الاسبوع الي جاي
مش محتاج عزومه ياادم

ابتسم ادم ليعدل جلسته قائلاً :
-مبروك ياعمار… عقبالك

لوي فمه بسخريه وتنهد بقوه قائلاً :
-انا هروح اشوف شغلي ياادم

استوقفه ادم قائلاً :
-عمار… تعالي اقعد عايز اكلمك

استدار عمار له واقترب من المكتب وجلس كما كان ليقول ادم بهدوء :
-مالك ياعمار

لوي عمار فمه بسخريه قائلاً :
-ياااه دلوقتي لاحظت ولا ايه..

-هي الي مغيراك كدا…افتكرتك نسيتها

تنهد عمار واغمض عينيه متحدثاً بهدوء:
-منستهاش ياادم…بس بردو مبقتش بفكر فيها.. منكرش أحياناً بكون نفسي اشوفها
بس مريم معاها حق… انا مش لازم ازعل من بعدها لاني ماحولتش اقربها

رفع ادم حاجبيه قائلاً :
-امال حالتك كدا ليه

-مش راضي عن حياتي ياادم… زهقت كنت عامل زي الطير لفيت الدنيا كلها لحد ما زهقت.. عايز ارسي علي بر

حرك ادم رأسه بأيجاب وعم الصمت عليهم… كلا يبكي علي ليلاه
ليقول عمار وهو يقف:
-انا هروح اشوف شغلي…

ثم خرج من المكتب تاركاً اياه يفكر في حياته الصامته… وذكرياته الصارخه
لم تستقر حياته علي الابيض او الاسود
بل استقرت علي لون الرماد… لا يجد الراحه المطلقه… ولا يشعر بنفسه كاقبل
وكأنه قرر القفز من فوق الهرم

لم يمس جسده الارض… ولا اصبح فوق
بل جسده يسابق الريح… معلق في الهواء كاروحه المعذبه المتألمه..
………………………… ………
صوت الملاعق هو الذي يعم الاجواء
لم يتحدث احدا منهم بل عيونهم مسلطه علي الطعام….كلا منهم يهرب بعينيه من الاخر

مدت يدها لتأخذ كوب الماء ولكن تلامست بيده الذي اراده أيضاً
ابعد غيث يده سامحا لها بأخذه
لتبعد يدها هي الاخري

لم يتحدثا ابدا من ذاك اليوم
لا تجمعهم سوا وجبه الغداء فقط
وأحياناً تأكلها بمفردها

هي تهرب منه بمشاعرها التي بدأت بالتحرك له….رافضه ذاك الاحساس الذي يجعل الفراشات تتطاير في معدتها كلما رأته… تحاول منع تلك الابتسامه الصغيره التي تزور ثغرها عندما تراه

تحاول منع تلك التنهيده المطمئنه التي تطلقها عندما تسمع صرير باب المنزل ليلا معلنا عن رجوعه من عمله

وهو يهرب محاولا الحفاظ علي حب زوجته الي سكن صميمه ولم ينبض لأخري غيرها… يحاول الحفاظ علي احساس النشوه الذي كان يستشعره مع زوجته دون اخري… وبات يشعره مع شهد

لا يريد ان يخلف وعده بالموت بحبها دون ان تدلف اخري الي قلبه او يمر شبح اخري في عقله… يبتعد قدر الامكان لكي لا يصاب بمرض النسيان وينسي ملاكه

لينحنح قائلاً بصوت جاد:
-انا مسافر بكره… هغيب شهر في مأموريه.. لو عوزتي حاجه قبل ما اسافر قوليلي

رفعت رأسها سريعاً لتنظر الي عينيه
بتقول بهدوء اصطنعته:
-لا شكراً.. توصل بسلامه

حرك رأسه بهدوء وقام ليقف جانب الطباخ الكهربائي قائلاً :
-تشربي قهوه

اجابت وهي تلملم الصحون:
-لا استني بتبقا علي النار احلي
هعملك انا

اتجه لها واخذ الصحون من يدها ليقول بأبتسامه صغيره:
-ماشي اعملي انتي القهوه وانا هغسل الاطباق

ضحكت بخفوت وهي تتجه الي الموقد:
-متأكد انك وكيل نيابه…. اول مره اشوف راجل عايز يغسل مواعين….

شمر ساعديه ووقف امام الماء ليقول:
-لا انا عايش لوحدي فا اتعودت اغسل واعمل لاني مبحبش الخادمين
وعادي يعني… غسيل الاطباق مش هيقلل من وكيل النيابه يعني

ضحكت وهي تحضر القهوه قائله:
-كدا انتا استثناء بقا.. قليل لو شوفت راجل بيعمل كدا علي فكره

-الرجاله تختلف ياشهد.. كلنا مش زي بعض.. زيكم بظبط بتختلفو

استدارت له ونظرت له بأبتسامه ولمعة عين رفضت الاختباء وهي تنظر له من ظهره لتسمع صوته يقول:
-هاتي الفوطه من الكونتر ياشهد

التفتت لتجلبها له ثم استدارت لتعطيه إياها ليستدير هو الاخر… تصنم كلا منهم وهو ملتصق بالاخر

هي تاهت في لون القهوه في عينيه
ظلت تحدق في ملامحه دون توقف
وانفاسها منتظمه وتيره واحده

لم تكن الوحيده التي تتأمله
فاعيناه تعلقت بفيروزتاها
للمره الثانيه يشعر بأنها اول من رأت عيناه… تلك اللمعه التي بات يراها في عيناها اصبحت تجذبه لها

لم يشعر بنفسه سوا وهو يقترب منها اكثر حتي كاد ان يقبلها ولكن صوت فوران القهوه افزعهم… ليتداركو انفسم

ابتعدت شهد سريعاً ووجهها اخذ لون الاحمر القاني بينما غيث استدار ومسح خصلاته بقوه حتي كاد اقتلاعها علي انقياده اليها

لتقول شهد بصوت مرتبك:
-ر. روح انتا اقعد بره وانا هجيبلك القهوه

حرك رأسه بأيجاب وخرج ثم جلس علي الاريكه التي تظهر غرفة الطعام المكشوفه علي غرفة المعيشه

بينما هي اعادت اعداد القهوه وهي تراقبها بتوتر… تشعر بتلك الفراشات في معدتها مره اخري

بعد دقائق خرجت وهي تحمل كوبي قهوه… تقدمت منه واعطته اياه ليتمتم بشكر… جلست علي الاريكه المجاوره له
وهم يحدقا في التلفاز بفراغ

تنحنحت ونظرت له قائله:
-كنت عايزه اشتغل.. لان مش متعوده علي الملل وكدا

اعتدل في جلسته ووضع الكوب علي المنضده الزجاجيه قائلاً بجديه:
-تمام.. عايزه تشتغلي فين

أجابت وهي تتحدث بتلقائيه:
-شوفت اعلان علي النت طالبين.. حد معاه نفس المؤهلات الي معايا في شركه لسه مبتدئه….

اجاب بهدوء قائلاً وهو يحدق في عيناها:
-انتي عايزه تشتغلي عشان تثبتي نفسك وتنجحي ولا عشان محتاجه حاجه..

حركت رأسها سريعاً نافيه:
-لا عشان نفسي اثبت نفسي في شغلي

منحها ابتسامه بسيطه قائلاً :
-انا معنديش مانع انك تشتغلي ياشهد
بس ممكن نتناقش في الموضوع دا لما ارجع من السفر

صمتت قليلاً ثم حركت رأسها بأيجاب
بينما هو حدق في التلفاز مره اخري بشرود…..
……………………………….
جالسه في السياره بجانبها صديقتها التي تطمئنها بعد كل دقيقه تمر
وصلو امام المول التجاري…لتهبط كلا من هند وتقي وهي تحمل صغيرتها بين يداها

اخرجت الهاتف من حقيبتها واتصلت بأحدهم قائله:
-حضرتك فين بظبط

-في الكافيه الي جنب محل***
انتي هنا في المول

اجابت تقي وهي تدلف الي المول:
-ايوا انا هنا خمس دقايق واكون قدامك

اغلقت تقي الهاتف ودقات قلبها كالطبول في ليلة احتفال…لتقول بتوتر:
-هند انا قلقانه لأدم يعرف

تنهدت هند بضيق قائله:
-البعبع مش هيعرف ياتقي…شيلي توترك دا عشان لما تقابلي الست..وبعدين انتي بتعملي كل دا عشانه

تنفست تقي محاوله الهدوء حتي دلفت الي الكافيه… وامسكت الهاتف واتصلت بها مره اخري.. لتجد امرأه تلوح لها

اقتربت منها بخطوات بطيئه وهي تلاحظ تشابه الملامح بينها وبين ادم
وتلك العينين الذي اخذ منها عسلها وأبا ان يأخذ خضرتها الممذوجه بها

وقفت تقي امامها لتقول بصوت هادئ:
-مدام فريده

حركت فريده رأسها بأيجاب وابتسامه حزينه تزين شفتيها لتقول:
-انتي مرات ادم…

تقي بأيجاب وهي تشير علي هند:
-ودي صحبتي هند

صافحت كلا منهم الاخري
لتقول فريده بدموع وهي تنظر لسيدرا:
-ممكن اشيلها

حركت تقي رأسها بأيجاب لتحملها فريده وعيناها تفيض بالدمع وهي تحتضن الطفله بأبتسامه

اقتربت هند من تقي هامسه:
-بقولك انا هروح اشتري حاجه من المحل الي جنبك علي ما تتكلمو… خلصي ورني عليا

حركت تقي رأسها بأيجاب.. لتذهب هند وتتركهم بمفردهم لتقول تقي بجديه:
-ممكن اعرف الي حصل زمان

تصنمت فريده عن مداعبة الصغيره واعطتها لتقي لتطلق تنهيده قويه قبل ان تردف بجديه:
من 33سنه اتجوزت احمد كنا زمايل في الجامعة… ونفس مستوي بعض.. اعحبت بيه جداً من اهتمامه تصرفاته… وهو كمان اعجب بيا وجه اتقدملي بعد ما اتخرجنا

رغم ان كان بينه وبين اهله مشاكل ورفض والدته ليا بس بردو اتجوزنا
كانت تصرفاته غريبه عنفواني…لما بيتنرفز بيتحول تماماً…. كان حاسس بنقص ديما لان اهله كانو مفضلين اخوه وليد عنه عشان عاقل مش متهور زيه

المهم اول جوازنا كنا مبسوطين
وفي مره قالي عايزين نخلف
انا رفضت وقولت لا لسه الحياه طويله قدامنا وخلينا نتمتع بجوازنا الأول

رفض وحصلت مشاكل وأصر اننا نخلف
وبفعلا بعد جوازنا بتلات سنين جبت ادم
رغم اني كنت بدلعه وبحبه بس مش قابله ان يبقا عندي طفل

بدأ احمد يخوني…اغضب واسيب البيت وارجع فجأه الاقي واحده في سريري
ولما اتكلم يضربني ويرجع يراضيني

انهت جملتها وابتسامه ساخره تحتل فمها مع دموع تصاحبها

مسحت الدموع واكملت:
-ادم كان بيشوف الي بيحصل وساكت
كان طفل غريب… ساكت مبيلعبش قاعد لوحده ديما شاف ادم وهو بيضربني مره جه دافع عني… احمد قلعه هدومه تماماً ومسك حزامه وفضل يضرب فيه لحد ما ادم اغمي عليه

سقطت دمعه من عين تقي وهي تتخيل طفل يعذب بهذا الشكل الدنيئ

لتكمل فريده بصوت باك:
-من ساعتها ادم بقا طفل تاني بيضرب زمايله… ساكت بيقعد في الضلمه الي اصلا كان بيخاف منها لان احمد كان بيعاقبه يضربه ويقعده في الضلمه

اتخانقت مع احمد لانه اهملني تماما
وسبتله البيت وروحت لأهلي
غضبانه بردو

قاطعتها تقي بصوت حاد:
-مكنتيش بتاخدي ادم معاكي

اجابت فريده بندم:
-احمد كان بيرفض.. مع انه مكانش بيحب ادم ابدا معرفش ليه

ثم اكملت وهي تمسح دموعها:
-رجعت كالعاده البيت لقيت احمد جايب واحده في اوضتي ونايمين مع بعض
ومخلي ادم قاعد يتفرج عليه

وكانت دي بقا الي غيرت ادم تماماً
مبقاش طفل…بقا طفل متوحش مع الكل بس كان بيترعب من ابوه

انا كنت زهقت من حياتي وقولت هخرج مع اصحابي ومش هيهمني حد
ساعتها اتعرفت علي عمك امجد
لقيته بيحبني ومهتم بيا

ودا كان اقصي طموحي من احمد
انه يهتم بيا ويحبني… بس لقيت دا من واحد تاني… انا كمان حبيته جدا

ثم اردفت بخجل وندم:
-وبقينا نتقابل وادم مره سمعني وانا بكلمه …بس انا قولت طفل وميفهمش حاجه…. رغم ان احمد كان عارف بعلاقتي مع امجد… زي ما انا عارفه انه مع واحده كل يوم

كل واحد فينا شاف حياته ونسينا آدم
جه اليوم الي طلبت في الطلاق عشان اتجوز انا وامجد

لأول مره من تلات سنين تقريبا ادم يعيط ويمسك فيا اني ممشيش مع اني مكنتش معاه أصلاً…. وسبته واتطلقت من امجد سافرنا واتجوزت

اغمضت تقي عيناها وسيل دموع يهبط علي وجنتيها… ودت لو تلقي بنفسها الان بين ذراعيه وتحتضنه بشده

طفل صاحب العشر سنوات دمر قلبه وتحول الي فتات ظلام لا اكثر
لتسمع صوت فريده النادم وهي تبكي:
-بس انا ندمانه نفسي احضنه… نفسي اعوضه عن كل الي شافه.. امجد طلقني من سنه وانا بحاول اتأسف لأدم

مش راضي يسامحني… حقه بس انا ندمانه انا بتوجع كل ما احس اني هموت وهو مش مسامحني وانتي كمان سامحيني كنت عارفه الي امجد هيعمله فيكي وبيعه ليكي لأدم انا اسفه

قاطع حديثم الصامت وضع النادل القهوه امام فريده وانصرف بهدوء

تكلمت تقي بعد صمت طويل:
-تعرفي لما اتجوزت ادم شفت صعوبات كتير دوقت قسوته وحنانه وحبه وجنونه وتملكه وغضبه وحزنه… دلوقتي بس عرفت ليه كل ما يقرب مني راجل يخاف

ادم خايف لأخونه خايف اسيبه ادم قاسي عشان مشفش يوم حلو
ادم لحد دلوقتي بيبقا نايم بحس بدموعه المكتومه… كنت فاكره انه معقد نفسياً
قالي ملومش عليه هو داق العذاب الوان بس انا سبته ومصدقتش

لتهبط دمعه سريعه علي وجنتيها:
-حطمتوه… خليتوه عباره عن جسم وبس روحه مش موجوده انانيتك حولته لراجل قاسي وخايف… خايف ديما

امسك فريده يدها ببكاء وكادت ان تقبلها قائله بدموع:
-ابوس ايدك خليه يسامحني… انتي ام وعارفه يعني ايه تشوف ابنها يتألم
مستعده ابوس ايده ورجله كمان

بس احضنه واسمع منه سامحتك
ساعتها هموت وانا مرتاحه

سحبت تقي يدها سريعاً وهي تقول بهدوء وتمسح دموعها:
-ماشي هحاول …بس عشانه بس

ثم قامت قائله:
-انا هحاول اشفي الي انتو عملتوه زمان
لان مفيش مخلوق اصلا يستحمل كدا
وهيجي اليوم ويسامحك… سلام

سارت تقي أمامها وهي تمسح دماعتها وتحمل صغيرتها..تشعر بلألم يغزو قلبها
لا تستطيع تخيل حجم معاناته

اصتدمت في هند لتقول هند بتعجب:
-طولتو كدا ليه…..وبتعيطي ليه

تنهدت تقي بثقل لتقول:
-يالا بينا نمشي ياهند

سارت الاثنتين خارج المول التجاري
بينما فريده متصنمه محلها تبكي بحسره
تعلم ان مم مستحيل ان يسامحها ولكن عل المستحيل يتحقق
…………………………………..
في منزل نسمه عطوه
كانت جالسه في غرفتها تفكر كيف ستدبر اموال عملية الإجهاض
وهي تلعن خظها السئ الذي اوقعها في تلك النكبه السوداء كما تقول

لمحت شقيقتها الصغيره نائمه بعمق علي الفراش لتقترب منها بهدوء وخفه
جلست امامها وهي تحاول عدم اصدار صوت… اقتربت اكثر منها

مددت يدها الي اذنيها… لتأخذ القرط
تحركت شقيقتها بتململ.. لتبعد يدها سريعاً حتي تتأكد من نومها مره اخري

ثم قربت اناملها وهي تعض علي شفتيها بتوتر وارتباك وخلعت القرط الاول بهدوء دون ايقاظها… لتلتفت الجانب الاخري
وتأخذ القرط الاخر بنفس الهدوء

ثم ابتعدت عنها وهي تتنفس الصعداء وتحدق في القرطين… ليفتح الباب فجأه لتظهر منه والدتها…
………………………………….

* قاسي ومتملك ولكن احبني٣*
الحلقه (١٠) غضب واشتياق

لفحة الهواء التي صفعة وجهها جعلتها تنكمش في نفسها والدموع الساخنه اخذت مهمه تدفئة وجنتيها

لفت الشال حول كتفيها وخرجت من الشرفه ثم اغلقتها ودموعها لم تتوقف
اكثر ذكري مؤلمه مرت عليها وتطعن قلبها بدون توقف..جلست علي الاريكه ومدت يدها لتمسح عبراتها

وهى تتذكر اكتشافه لمقابلة والدته وردت فعله الجنونيه وهستيريا الغضب الذي لحقت به…صفعها ضربها وبخها زجرها

ليقع بجانبها ويبكي كالاطفال
انتهي بها المطاف وهي جالسه وتستند علي الحائط بوجهها الدمي …وقد شلت حركتها من كثرة صفعه لها…ورأسه علي فخذيها وعيناه لم تتوقف عن الدمع

يبكي بقهر وألم…لم يتكلم بعد بكاؤه
يبكي خوفا من قصه جديده عنوانها وحده وخيانه من جديد….يخشي ان تجعلها امه نسخه جديده منها

يبكي علي ثورته وضربه لها
قسي عليها من وجعه…يبكي وهو يتذكر صفعه لها وهي تحاول معانقته وهو غاضب…بسهوله شعرت بندمه
…………………………….
انقض عليها كالاسد الثائر وهو يمسك خصلاتها بين يديه قائلا بغضب:
-عمرك ما كدبتي عليا…بس كدبتي وقولتيلي انك رايحه تجيبي حجات
وانا الاهبل صدقتك…وانتي اصلا رايحه تقبليها

اغمضت تقي عيناها بألم لتقول بنبره ثابته وهي تجذب يده ليهدأ:
-انا كدبت عشان اصلح علاقتكو ياادم
دي امك ولازم تسامحها

صفعه قويه هبطت علي وجنتيها ثم امسك خصلاتها ليصرخ بعيون دامعه:
-متقوليش امي..قالتلك ايه خلاكي تتعاطفي معاها…وازاي تقابليها اصلا

ارتعشت اوصالها بين يديه لتهمس والدماء تغطي ثغرها محاوله ايقاف دموعها:
-اهدي ياادم واسمعني هي غلطت..متبقاش قاسي وسامحها

القا بها ارضا ليسمع تأوهاتها ويقول بغضب عاصف وعيون مشتعله:
-تعرفي ايه عن القسوه عشان تقولي كدا
تعرفي عملت فيا ايه…ها تعرفي

انكمشت تقي في نفسها لتقول بصوت متهدج باكي:
-مهما عملت دي امك ياادم لو ملكش خير فيها يبقا ملكش خير فيا

اشعلت نيرانه ليثور مره اخري ويجذبها من خصلاتها لتقف بألم قائلا بنبره اشبه بالجنون والغضب:
-وصلتلك ازاي انطقي

لم تتكلم ولكن حاولت معانقته عله يهدأ
وهو يزيد تخيله بأنه ستتركه
صفعه تلو اخري وسط صراخه:
-انطقي وصلتلك ازاي…وخرجتي تقابلي مين تاني وبتستغفليني

سقطت ارضا بتعب ووجه متورم مدمي لتقول ببكاء وألم:
-انا كلمتها عشان نحل المشكله الي بنهرب منها ياادم…كلمتها عشان لما اخرج وارجع محسش انك مش واثق فيا…عشان لما تنام متعيطش…عايزه احل عقدتك عشان نكمل حياتنا….قابلتها عشان بحبك

انهت جملتها وهي تهمس بضعف وبكاء
لتستند علي الحائط وتغمض عيناها بتعب…اخر ما لمحته تلك الدموع الشفافه التي غطت وجهه وصوت صرخات طفلتها الذي يعلو

ركع امامها وظل يبكي بصمت وهو يتطلع الي هيأتها المتعبه…ليقترب منها ويضع رأسه علي فخذيها سامحا لدموعه الهطول

لغفيا وهما بموضعهم كما هما…لم يتكلم ولم تسمع..لم تعاتب ..ولم يدافع…سكن جسديهما مستسلمين للنوم

لتنقضي ساعات الليل ويستيقظ ويرحل عنها مقررا الغياب تاركا اياها تدمي وجعا علي وجعه وتبكي قهر علي دموعه

تركها اربعة عشر يوما عشرون ساعه وثلاثين دقيقه وثانيتان
……….
همست لنفسها وهي تبكي قائله بصوت متهدج تعب:
-يارب شيل الوجع من قلبه او اقدر اداويه

قطع بكاؤها صوت صغيرتها تبكي وكأنها تعاتبها علي اهمالها لها
قامت من جلستها الكئيبه واتجهت الي صغيرتها الباكيه

دلفت الغرفه لتجد وجهها يشع احمرارا وبكاؤها يعلو اكثر واكثر
اقتربت منها سريعا وعيناها تشع قلقا وهي تتحسس جبينها…لتجد الحراره مرتفعه بشده…شهقت بفزع وقامت وهي تحملها سريعا لتجلب هاتفه وبدأت عيناها بالبكاء قلقا وهي تربت علي ظهرها

لتسمع صوت معذب قلبها يقول بجديه:
-في ايه

لتقول ببكاء وصوت متقطع:
-ادم الحق-ني سيدرا سخنه جدا ومبتبطلش عياط

تغيرت نبرته ليقول بقلق واضح:
-اهدي بس براحه في ايه..

انتحبت تقي وهي تقول:
-سيدرا تعبانه ياادم الحقني

ليقول بنبره قلقه لم يحاول اخفائها:
-هبعتلك رحمه بالدكتوره…وانا هاجي علي بليل..متقلقيش

اغلقت الهاتف وهي تنظر لطفلتها الباكيه لتقول وهي تمسح وجنتيها:
هتبقي كويسه ياقلبي …انا اسفه اهملتك ياحببتي اسفه

ظلت ترددها وهي تعانقها بحنان وتتمني ان تصبح بخير…لأجلها
………………………………..
جالس في غرفته والقلق يأكل صدره
ليقف ويجمع ملابسه في الحقيبه وعقله يعمل كالمكينه دون توقف…سيقطع غيابه لأجل طفلته..ولأجله…

ضرب بكبريائه عرض الحائط وقرر العوده الي موطنه ليترك الحقيبه ويتجه الي هاتفه مره اخري ليجري اتصالا:
-ايوا ياعمار …هنرجع مصر انهارده..مش عايز اسأله كتير…ماشي سلام

اغلق الهاتف وهو يغمض عينيه ويسترجع هروبه منها محاولا السيطره علي غضبه
ترك المنزل…بل مصر بأكملها ليدفن غضبه في عمله…محاولا تناسي ما حصل

محاولا تناسي نظرات والدته الدامعه وهو يوبخها وهي تقبل يده طالبه سماحه
…………………
طرق باب المنزل بقوه وغضب
لتفتح له سهام بعد دقائق وهي تطلع الي وجهه الغاضب لتقول:
-ادم بيه ال

قاطعتها كلمات فريده الفرحه وهي تقترب منه واللهفه تفيض من عيناها:
-ادم..

اقترب منها ادم ليقول بصوت شرس جعل يدها ترجع الي الخلف بدلا من احتضانه:
-عايزاني اسامحك ها..اسامحك علي خيانتك ونومك مع راجل غير ابويا وانتي علي ذمته…ولا اسامحك علي رميك ليا وهروبك عشان تتجوزي

اسامحك علي محاولتك للنصب عليا انتي وجوزك…ولا اسامحك ان جوزك حاول يقتلتي….وفي الاخر بتلفي علي دماغ مراتي صح ها انطقي

تعلثمت لتقول بخوف من هيئته وهي تبكي:
-ادم انا ندمانه اني سبتك سامحني انا

قاطعها وهو يركل المنضده التي امامه صارخا بصوت جهوري:
-في احلامك…عمري ماهنسي بسببكو مش عارف اعيش..بسببكو بقيت ضعيف اديتك فلوس تكفيكي عمرك الي جاي
ابعدي عني انا ومراتي والا هقتلك همحيكي واخليكي تحصلي الزباله الي كنتي متجوزاه

ركعت عند يده وقبلتها وهي تبكي بقوه قائله بصوت متهدج:
-سامحني انا استاهل بس متقساش كدا انا مش عايوه حاجه انا عايزاك جنبي ياادم…صدقني لو الوقت رجع هستحمل عشانك كل حاجه

ضحك بسخريه لاذعه ليقول والدموع تظهر في عينيه وهو يسحب يده بقوه:
-لو الوقت رجع ورا كنتي هتعملي غلطتك تاني..الي يهون عليه لحمه مره هيهون عليه ألف مره…

انهي جملته وهو يتذكر ضرب والده ترجيه لوالدته صفعه حياته مأساته بكاؤه ظلمته كرامته المبعثره حياته المعقده

نزلت دموعه دفعه واحده وهو يحدق في عيناها النادمه الباكيه ليمسح دموعه بقسوه ويقول بصوت شرس:
-جربي تقربي من حياتي تاني…وانا هندمك انك امي

ثم خرج تاركا اياها تنتحب وتناجيه بندم يعتصر قلبها
…………………………….
افاق من شروده علي تلك الدمعه الحارقه التي خرجت من مقلتيه ليتأكد انه يبكي
زمجر بخشونه وهو يلعن ذاك السائل الدافئ الذي يخرج من عينيه ويظهر ضعفه وهوانه
……………………………..
قامت بتكاسل من فراشها لتحضر قهوتها الذي اعتادت احتسائها منذ غيابه …اصبح المنزل بارد هواء الشتاء حبيسه…رغم عدم تواجده الدائم ولكن فراغ قاتل يعتري قلبها…رغم اتصاله الذي يأتي مره في يومها الذي لا يتعدي الخمس دقائق

ولكن قلبها يفرح بهم …اشتاقت له بشده
عند تلك النقطه افاقت من شرودها علي صوت فوران القهوه

تأفأفت بضجر بتجلب المنشفه الصغيره وتمسح بها بقايا القهوه لتنظفها وتخرج وهي تدلك رقبتها بتعب

لتسمع صوت باب يفتح لتتقدم من الباب بخطوات حذره وخائفه في وقت واحد
لتجده يدلف المنزل والارهاق بادي علي قسمات وجهه

ابتسامه واسعه احتلت ثغرها ومشاعر تتخبط في قلبها..الارتباك..الاشتياق..الحب…الخوف
لم تشعر سوا بنظرته وابتسامته التي تماثل ابتسامتها لتلمع عيناها ببريق لا ينبعث الا له

لتقترب منه بخطوات بطيئه ثم تتحرك بسرعه وهي تلقي بجسدها بين يديه
عقلها تائه لا تريد الان سوا عناق …عناق يدفئ قلبها المشتاق

تأمل تلك التي بين يديه للحظات وهو مذهول من ردة فعلها تلك …ولكن لم يدع فرصه ليمنحها مرادها ويلف يده حولها محتضنا اياها بقوه وابتسامه صغيره غزت ثغره….عندما شعر بها تشتد من عناقه

رائحة عطره الممزوجه بعرقه ورائحة سجائره…لتتنفسه ببطئ وكأنها تحبسه في رئتيها خشيه ان تفقدها

بعد عشر دقائق من عناق صامت
استوعبت ما فعلته…لتفتح عيناها بصدمه وتتورد وجنتيها من فعلتها

شعر بتحركها البسيط بين ضلوعه
ليفتح عينيه ويبعدها عنه بهدوء
وهو ينظر لوجنتيها التي اصتبغت
وحروفها المتعلثمه من فرط الخجل

ليبتسم وهو يرجع خصلاتها خلف اذنيها مستمتعا بخجلها وحروفها المبعثره
سامحا لعينيه ان تتأمل فيروزتاها

مرر انامله علي وجهها وابتسامته كما هي
كأنه يخبرها بشتياقه ولكن بالحسيه
لتجمع هي جمله مفيده قائله:
-حمدلله علي سلامتك

لم يرد وانما ظل يحدق بها بأبتسامه
وهزه بسيطه من رأسه ومازلت يده تحاوط خصرها ويدها علي صدره

لتقول بنبره متقطعه:
-امم مقولتش انك هتيجي بدرى عن شهر

رفع حاجبيها واوقف انامله ليقول بجديه:
-امشي تاني يعني

حركت رأسها سريعا قائله بنفي:
-انا مقولتش كدا انا اقصد…

ابتلع عبراتها التاليه وهو يقبلها بهدوء
توقفت حركتها وهي تطلع له بصدمه
عينيه المغلقه ملامحه الرجوليه الهادئه
شفتيه التي احتلت شفتيها بترحيب عاصف…..لم تتحرك ظلت ساكنه تتأمله

ليبتعد عنها قليلا ويقبل رأسها وهو يفتح عينيه قائلا بأبتسامه مرهقه:
-الله يسلمك

ثم تركها واتجه الي غرفته ليرتاح من عناء السفر…وهي مازلت كما هي متسمره بمحلها

لتفيق من شرودها وهي تتذكر انه بطبع يحتاج طعام ليأكل ويرتاح

اتجهت الي الي غرفة الطعام واعدت له غداء شهي يجعله يبتسم
احضرت الدجاج والخضروات واخذت تعد الطعام بهمه ونشاط وبأبتسامه ولا تفارق ثغرها

ساعه او اكثر وهي تعد هذا وذاك
ثم اتجهت الي المبرد واحضرت عصيره المفضل الذي لاحظته في الايام التي قضتها معه

ثم احضرت الطعام وذهبت به الي غرفته
حمدت ربها ان الغرفه مفتوحه..لتدلف وتجده ممد علي الفراش وقد ذهب في سبات عميق

لتضع الطعام جانبا وتقترب منه قائله وهي تربت علي يده:
-غيث…غيث..قوم عشان تاكل

فتح عينيه ببطئ لتقول:
-يلا عشان تاكل.. جبتلك الاكل هنا

منحها ابتسامه صغيره وعدل من جلسته
لقف وتجلب الطعام وتقترب منه قائله وهي تهم بالخروج:
-لما تخلص ناديني

امسك يدها قائلا بصوت ناعس:
-كلي معايا

ابتسمت وجلست مره اخري لتشاركه الطعام او بمعني ادق تحدق في وجهه وتتابعه وهو يأكل ببطئ …تأملت عيناه وجهه ثغره يده اشتياقها له اكبر من ان تخفيه تحت برودها

لتسمع صوته يقول:
-كلي ياشهد

تنحنحت بحرج وتناولت لقيمات صغيره
وانتهت لينتهي هو الاخر…ثم تعطيه عصير الجوافه ليأخذه بأبتسامه ويرتشف نصف الكوب ثم اعطاه لها…وضعته بيقول لها :
-ادتهولك تشربي

لم تنظر له لكي لا تفضحها ابتسامتها البلهاء لتأخذه وترتشفه
ثم وقفت لتحمل الطعام لتسمعه للمره الثالثه:
-تعالي تاني ياشهد

خرجت من الغرفه واتجهت الي غرفة الطعام لتنظف الصحون…التي اخذت منها دقائق ثم اتجهت اليه مره اخري

لتجده نائم بهدوء…اقتربت منه وجلست بجانبه اخذت اناملها طريقها الي خصلاته لتعبث به بهدوء

شعرت بيديه تجذبها لصدره..تسطحت جواره واراحت رأسها علي صدره وهي تستنشق عبقه بحريه وبدون قيد
ليرفع هو انامله ويغرزها في خصلاتها

لتغمض عيناها براحه حرمت منها ايام
ويغمض هو عينيه بتعب وارهاق وشعور اخر غزا قلبه
………………………………..
متسطحه علي فراشها ودموعها اخذت خط مستقم علي وجنتيها وهي تتذكر كلماتهم الاذعه التي ادمت قلبها

واحده تتهمها بالعهر وتكذب كلماتها
واخري تتمني لها الموت لتموت الفضيحه
واخري شامته واخري واخري

لتدلف والدتها وهي تحدق في وجهها بشفقه وحزن…..
لتجلس جوارها وتتحسس جبينها قائله بصوت حنون:
-بردو بتعيطي يانور…قولتلك متسمعيش لحد ورحمة ابوكي لأجبلك حقك

نظرت لها نور واعتدلت لتلقي بأوجاعها في احضان والدتها لتقول ببكاء:
-شرفي بقا لبانه في بؤهم ياماما
محدش مصدق ان حيوان خطفني وعمل كدا محدش مصدق…غير كسرتي بعد موت ابويا…انا بموت ياما

عانقتها والدتها لتقول ببكاء وحزم:
-مصدقاكي يانور ..هنمشي من هنا هاخدك بعيد ياضنايا محدش هيقربلك

نظرت لها نور بدموع قائله:
-هنروح فين ياماما

لتقول هاجر وهي تمسح عبراتها:
-انهارده هبيع الشقه دي …وهنسكن في حته بعيده عن هنا يانور…هما بيقولو كدا عشان مش عارفين تربية عوض عامله ازاي…بس انا مصدقاكي

القت نور رأسها علي قدم والدتها وظلت تبكي راجيه من الله ان يجلب لها حقها المسلوب
………………………………..
ضحكاتها تعلو علي كلماته وغزله الدائم لها وهم يتناولون الطعام لتقول هند بمرح:
-لا اعمل حسابك احنا نخلص الصفقه دي وهناخد اجازة راحه لان خلاص دماغي ورمت

امسك يدها وقبلها برومانسيه:
-سلامتك ياقلبي من عنيا

سحبت يدها لتقول بضحك:
-بطل نحنحه بقا يااياد…مش لايق عليك جو الرومانسي متعوده علي دبشك

عقد حاحبيه قائلا:
-وانا الي بقول البت تعبانه..دلعها يااياد استحمل دماغها الجزمه يااياد

كادت ان تتحدث ولكن تقيأت بقوه وهي تسعل بتعب

ليقف اياد بفزع ويقترب منها قائلا بلهفه:
-هند انا مش هسكت بقا البسي عشان اوديكي المستشفي

دفعته بيدها قائله:
-ابعد يااياد انا رجعت كتير

امسك منديل واقترب مره اخري وامسح فمها قائلا بقلق:
-قومي ياهند مش هطمن غير لما اشوف مالك…الحكايه دي اتكررت كتير

قامت لتقول وهي تنظر لملابسها بتقزز:
-استني يااياد انا قرفانه من نفسي

امسك يدها واتجه الي غرفتهم ليبدل لها ملابسها لتنظر له بتردد قائله:
-بص انا هقولك مع اني كنت شيلاها مفاحأه عشان عيد ميلادك بكره

خلع سترتها وهو يقول بعدم اهتمام:
-ايه ياهند

لتقول بوجه مبتسم بسعاده قائله:
-انا حامل ياأيدو

توقف عن خلع ملابسها ونظر لها بصدمه ليقول ببطئ:
-ايه

لتقول بصوت اعلي تشوبهةالسعاده والمرح:
-هتبقا بابا ياايدووو

…………………………………..
قاسي ومتملك ولكن احبني٣
بقلم وسام أسامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى