ترفيهمسلسل عناد الحب

مسلسل عناد حب الحلقة 16و17و18و19

انا الاساس

لتهب أسيل واقفة بسرعة و ترد بغضب

اسيل : هل جننت لتتهم ابي بهذه الطريقة ؟

ليقف آدم ايضا امامها محاولا تهدئتها

آدم بهدوء : لم اقصده هو تحديدا ولما اتجهت بتفكيرك لوالدك يمكن ان تكون والدتك انا اعلم سوء علاقتكم كما انه ……….

ليتوقف عن حديثه هذا فترد اسيل لتحثه ان يكمل حديثه

أسيل بحدة : اكمل كلامك لما توقفت كما انه ماذا ؟

آدم : كما ان رد فعلهم عندما ذهبت اليهم اطالبهم بإقناعك بالذهاب الى الطبيب اكد شكوكي هذه للأسف فوقتها لم يبدوان متفاجئين من حديثي عن حالتك بل ان والدك قرر انك غير مؤهلة لإدارة أسهم ايمن و طالبنى ايضا بأن يديرها هو بنفسه

لتنظر له فى صدمة لاتصدق ما يتفوه به عن والدها لكن للحظة فكرت كم ان حديثه منطقى ….. منطقى اكثر من طلب والدها منها ان تسامحه وتغفر له حتى …. لتحتل الشكوك محل الغضب بداخلها وتبدأ بربط تصرفات والدها السابقة بما يقوله آدم الآن فبعد وفاة اخيها مباشرة كان كل ما يفكر به والدها هو أسهمه فى المؤسسة ثم مدى سعادته عند تقدم آدم واهله لخطبتها فبالطبع هذه فرصة لا تعوض

اخذت أسيل تفكر لفترة فى كل ما مرت به منذ عودتها من امريكا لتجد نفسها تصدق كلام زوجها وتقتنع به تماما فتصرفات والدها وزوجته تلك وبكل أسف تأكد شكوكها

واخيرا تحدثت أسيل بخفوت

أسيل : اريد رؤيته …. اريد العودة ومقابلته….. دعنا نعود الى مصر

ليحدق بها آدم لفترة قبل ان يقول بعد تنهيدة عميقة

آدم : حسنا سأحجز اول طائرة للعودة

لتكون اول رحلة فى صباح اليوم التالى

ثم ذهبا للنوم او هذا ما إدعاه فكلا منهم لم يذق طعم النوم هذه الليلة …

عادا الى ارض الوطن وطلبت أسيل من آدم بأخذها مباشرة الى منزل والدها وطلبت منه تركها وحدها معه

دلفت أسيل الى منزلها لترى والدها فى غرفه مكتبه وقد ظهر على ملامحه انه ازداد عمرا فوق عمره فى هذا الشهر ونصف
لينتبه لدخولها الغرفة ويرفع رأسه من على الاوراق التى يعمل عليها لترتسم ابتسامة واسعة على ثغره وينهض مرحبا بها

نور الدين بسعادة محتضنا اياها : واخيرا عدتم …. اخبرتيني بغيابكم لأكثر من شهر لكن لم اعتقد ان يوفي آدم بكلامه ويتغيب عن عمله كل هذه الفترة

ابتعد نور الدين عن ابنته واخرجها من عناقه عند شعوره بعدم مبادلتها العناق لينظر اليها ويجد البرود مرتسم على ملامحها

نور الدين : ما بك ابنتي ؟ لا تبدين بخير ابدا هل حدث بينك وبين زوجك خلاف ما ؟

أسيل ببرود و هدوء مخيف : اين زوجتك ؟

نور الدين بأستغراب : فى غرفتها بالاعلى

أسيل : ادعوها للنزول اريد الحديث معكم

نور الدين : حسنا

ثم طلب من الخادمة ان تدعو حنان الى الاسفل

لتدخل هى بعد فترة الى الغرفة ناظرة الى أسيل بإستغراب

حنان ببرود وتعالي : ماذا هناك؟

أسيل : اخبرونى الآن من منكم فعل هذا ؟

نور الدين بتساؤل : ماذا تعنين أسيل ؟

أسيل : اقول من منكم فعل ذلك اكان انت ام زوجتك المصونة ؟

حنان بغضب : لا أسمح لك بالحديث معي بهذه الطريقة فقط قولى ماذا تريدين وماذا تعنين بمن فعل هذا

أسيل : هل صحيح انكم ارسلتم لنا الطعام بعد زواجنا انا وآدم

حنان : عما تتحدثين لم نرسل شيئا لكم هذه عادات مر عليها زمن ثم ان لديكم خدم يعدون لكم الطعام

ليقاطعها نور الدين قائلا : هذا صحيح لقد ارسلت بنفسي الطعام فأنا اعلم ان كانت والدتك على قيد الحياة لفعلت ذلك

أسيل بغضب وقد تأكدت شكوكها : لا تأتى بذكر امي على لسانك هذا .. ثم ان امي لم تكن لتضع لى ابدا حبوب مهلوسة لتجعلنى غير مؤهلة للعمل طمعا فى أسهم اخى

لتعتري الدهشة ملامح كلا من نور الدين وحنان ليردف هو

نور الدين : عما تتحدثين ؟ هل جننت لتظنى انى قد اؤذيك للحصول على بعض الأسهم

أسيل : الم تفعل ذلك طيلة حياتك ؟ آذيتني ببعدك عنى طمعا فى المال … رميتني بين يدين تلك المرأة .. مشيرة لحنان وتكمل …. فقط للحصول على المزيد والمزيد من المال ….. لا استبعد ان تفعل بى هذا الآن

وقاطعته عندما كان على وشك الدفاع عن نفسه

أسيل : يكفى كذب وخداع و طمع فقط إنساني انسى ان لديك ابنه تدعى أسيل ان كان بيدي ان اغير اسمي لفعلت لكن للاسف لا يختار الانسان والديه … وداعا واتمنى ان لا ارى وجهكما مرة اخرى

لتغادر اسيل المنزل تاركة كلا منهما ينظر اليها بذهول ليتهاوى والدها على مقعده لا يستوعب ان تصدق عنه ابنته مثل هذه الاتهامات الباطلة

تمر الايام سريعا وكما يقال الايام تشفي فالفترة الماضية عادت نفسية أسيل لتسوء مرة اخرى وشهيتها قلت و عادت للشرود معظم الاوقات مرة اخرى لكن هذه المرة حزنا على ما اصابها ولكن كما قلنا الايام تشفي وتنسي فبعد مرور هذه الفترة وانعزالها عن الجميع بما فيهم زوجها نجدها استيقظت صباح اليوم وتستعد للخروج الى عملها لاول مرة بعد علاجها وعودتها الى مصر فتخرج مرتدية ملابس العمل وتقابل آدم الذى كان يتناول افطاره سريعا قبل خروجه فيتفاجأ بها تخبره بمرافقته ولكن يوقفها رنين هاتفها فيقفا معا لتجيب ثم تفتح الخط لتستمع الى محدثها وبعد لحظات تغلق الهاتف وتهمس ب ابي قبل ان يقع مغشيا عليها .

حسنا جميعنا نتساءل ما كان مضمون هذه المكالمة وكما لا حظنا فهى بخصوص والدها

وقد كانت عبارة عن رجل سأل ان كان يتحدث لأسيل نور الدين لتؤكد انها هى قبل ان يردف

“سيدة اسيل نأسف لاخبارك بإيجادنا للسيد نور الدين مصاب بطلق ناري برأسه وقد فارق الحياة نرجو منك المجئ للمشفى للقيام ببعض الإجراءات “

صدمة تلو الاخرى فى بادئ الامر خيانة اقرب الناس لها ..والدها …ثم بعد ذلك فقدانه بتلك الطريقة البشعة لتتوالى الصدمات عند معرفتها بحقيقة موته فبعد العديد من التحقيقات اقرت الشرطة انه قام بالإنتحار ……

كل ماجاء فى خاطرها انها من قتلته فلولا اتهامتها البشعة تلك لما اقدم على الانتحار هى من دفعته لذلك …. قاتلة …. وقتيلها ماهو الا والدها

تولى آدم مراسم الدفن والجنازة فلم تقوى على فعل اى شئ …. الصدمة افقدتها قواها
بعد عدة ايام نجدها تلتحف بالسواد قابعة فى غرفتها دموعها لم تجف بعد
ليدلف هو الى الغرفة يقف امام السرير ملامح غامضة ترتسم على وجهه لترفع رأسها نحوه مستغربة من وقوفه بصمت لفترة ليست بالقصيرة

فيبدأ هو بالحديث

آدم : كيف حالك الآن ؟

أسيل : بخير لا تقلق علي

آدم بإبتسامة غامضة : لن افعل ابدا

أسيل : ماذا تقصد ؟

آدم : كيف استطعت فعل ذلك ؟

أسيل بإستغراب : فعل ماذا ؟

آدم بتهكم : دفع والدك للانتحار

أسيل بتعجب : ماذا تعني ؟

آدم : الا تدركين ان اتهامك لوالدك بمثل هذه الطريقة البشعة بالإضافة الى احواله فى الفترة الاخيرة كل هذا دفعه لقتل نفسه و خصوصا ان كانت تلك الاتهامات باطلة ولا اساس لها من الصحة ؟

أسيل بدهشة وحزن : ماذا تقصد بلا اساس لها من الصحة الم نتوصل نحن الاثنان ان والدي من فعلها ثم ان كان لم يفعلها والدي فمن فعلها ؟!!

آدم بسخرية : من يعلم ؟ ربما انا

أسيل : اتظن انه وقت مزاح الآن

آدم : لست امزح

أسيل بخوف : ماذا تقصد ؟

آدم : اقصد انك صدقتِ شكوكى بوالدك وزوجته بسهولة ولم تفكرى بلحظة بإحتمال وجود شخص آخر فعل هذا بل ذهبتي وواجهتيه وتسببت بموته
فى حين كان حل اللغز امامك

أسيل بخوف : لأن هذا هو ما حدث والدي هو من فعل ذلك انت لا دخل لك بهذا الامر من الاساس …… اليس كذلك؟

آدم بغموض : بل انا اساس الامر أسيل

انا الأساس

السر

آدم بغموض : بل انا الاساس أسيل ……. انا الاساس

لترمش هى عدة لحظات لاتصدق ما سمعته اذناها أزوجها العزيز يخبرها بأنه من اعطاها تلك الحبوب ولم يكتفى بذلك بل دفعها لإتهام والدها والذي لم يتحمل تلك الاتهامات من ابنته وفضل الانتحار… See More

 

السر

آدم بغموض : بل انا الاساس أسيل ……. انا الاساس

لترمش هى عدة لحظات لاتصدق ما سمعته اذناها أزوجها العزيز يخبرها بأنه من اعطاها تلك الحبوب ولم يكتفى بذلك بل دفعها لإتهام والدها والذي لم يتحمل تلك الاتهامات من ابنته وفضل الانتحار

أسيل بذهول : ماذا تعني بأنك الاساس ؟ اتقصد انك من فعلت كل هذا متعمداً ؟
ليومئ هو فى برود

فتهب واقفة .. تتقدم خطوات واسعة تقف اماه وتنظر لعيناه وتسأله بإهتمام

أسيل بهدوء مقلق : لما ؟ الست زوجتك ؟؟؟ حبيبتك ؟ الم تخبرني دائما بمدى حبك لى ؟؟ رغم رفضي لعرضك للزواج بى انت لم تيأس بل حاولت مرارا وتكرارا لجعلى اوافق …… اذا لماذا ؟

لتنطق اخر جملة بصراخ وغضب

عم المكان الصمت لفترة آدم ينظر لها ببرود وعلى ثغره ابتسامة سخرية وهى تطالعه بذهول ثم يبدو على ملامحها انها ادركت شئ للتو لتردف

أسيل : خططت لكل هذا ….. منذ البداية اردت ان يسير كل شئ بهذه الطريقة الهدنة ثم تقربك منى وبعد ذلك عرض الزواج وانا كالغبية صدقتك وصدقت حبك واخيرا جعلتنى احارب والدي وادفعه للانتحار

لكن لماذا ؟؟؟ ما غرضك ؟؟ بماذا آذيتك ؟؟؟

ليرد آدم ومازال البرود مرتسم على وجهه

آدم : لدي اسبابي …. اما بخصوص والدك انت من صدقت كلامي بسهولة وكأنك كنت فى انتظار اتهام كهذا حتى انك لم تشعري بالعطف عليه فى ازمته بل تخليت عنه و قطعت كل ما يربطك به

أسيل بإستغراب : عن اى ازمة تتحدث ؟

آدم بسخرية : الم يخبرك أباك العزيز بإفلاسه ؟

أسيل بصدمة : افلاس؟؟؟ كيف هذا ؟؟ ولما لا علم لي بهذا الامر ؟؟

آدم : لابد انه لم يخبرك حتى لا تظنين انه يطلب منك مساعدته …….. يبدو انه تغير فعلا فى الفترة الاخيرة قبل موته

أسيل بخفوت : كيف افلس ؟

آدم : يقال انه وضع كل امواله و ممتلكاته فى شركة ما ولكنه اكتشف بعد فترة انها شركة وهمية لا وجود لها

أسيل وقد فقدت قدرتها على الوقوف فسقطت على الارض تحدق بذهول فى اللاشئ وتردف

أسيل بخوف : انت وراء هذا اليس كذلك؟؟

ينحنى آدم ليصبح فى مستواها ويردف

آدم بإبتسامة مكر : وهل هناك غيري ؟؟؟

لتغمض هى عيناها فى استسلام لفترة وتفتحهما فتجده امامها ينظر اليها وابتسامة نصر فى عينيه

أسيل: من انت ؟ انت لست آدم الذي احببته لما فعلت كل هذا ؟

آدم بهدوء مخيف : لا وجود من الاساس لآدم الذي احببتيه كل هذا ما كان سوى خطة للإنتقام

ليهب واقفا ينظر لها من اعلى ويكمل

آدم : خططت من البداية بجعلك تستمرين بتعاطى تلك الحبوب دون علاج ثم قتلك بعد ذلك لكن لما افعل هذا وألوث يدي بدمك وانا امامي فرصة لجعلك تمقتين نفسك عندما تشعرين بخيانة اقرب الناس لك وربما يدفعك هذا للانتحار …. لكن حدث ما هو افضل من هذا فلقد استخدمتك للتخلص من السيد نور الدين نهائيا

أسيل : ولماذا عالجتنى ؟ كان لديك فرصة بجعلى اموت من تناولى تلك الحبوب و سيكون المذنب هو ابي

آدم : ومن قال انى عالجتك ؟

أسيل بصدمة : ماذا تعنى ؟

آدم بإبتسامة : انا فقط غيرت نوع الحبوب لأخري تسبب الادمان دون اية هلاوس

وهنا تصرخ أسيل بغضب وبكاء

أسيل : اخبرنى الآن لما فعلت هذا ؟ لماااااااا ؟ أأنت شيطان ؟

آدم ببرود : اخبرتك من قبل لدي اسبابي

آسيل بشراسة : لن اصمت على افعالك تلك سأقدم بلاغا فيه انك من وضعت لى تلك الحبوب فى الطعام كما انك زورت اوراقا لإنشاء شركة وهمية و التحايل على والدى ودفعه للانتحار

آدم وهو يهم بالذهاب : بالطبع ستفعلين ولكن ان كنت سأسمح لكى بالتحرك خطوة واحدة خارج هذا المنزل

ليغادر الغرفة متوجها خارج القصر وقد اعطى تعليماته للحرس بمراقبتها و عدم السماح لها بالخروج ابدا ليستقل هو سيارته متجها الى اكثر مكان يشعره بالرحة والدفئ

وفى شقة كبيرة بأحد الاحياء الراقية نجد من يمارس الرذيلة دون خوف من الخالق وبعد فترة تنهض الفتاة وتستلقى على صدر الراقد بجانبها

………………. : اين مكافئتى على ما فعلت ؟ لقد اخرجتك من تلك المصيبة بمكالمة هاتفية واحدة

………….. : عن اي مصيبة ومكالمة تتحدثين ؟

…………. : مقتل أيمن وزوجة شريكك التى تدعى ملك

لينتفض فزعا من مكانه ويردف فى خوف

…………… : سالي اخبرينى الان كيف علمت بهذا ؟

سالي بمكر : انت حقا ميئوس منك لم تدري حتى بمحاولة آدم هذا البحث عن حقيقة مقتل صديقه لكن لا تقلق لقد ابعدت التهمة عنك تماما والآن تحول اهتمامه بصديقه هذا الى الانتقام منه …. يجب ان تكون شاكرا لمروان باشا فهو من امرني بالتستر عليك

…………… بصدمة : اتقصدين انه تزوج من أسيل بغرض الانتقام ؟

سالي بسخرية : وهل تظنه تزوجها حبا فيها …. حقا معتز ……… انت ميئوس منك

وفى مكان آخر بعيد قليلا عن كل هذه الاحداث نجد بطلنا جالسا على ركبتيه امام قبر طفلته وزوجته يحدثها والدموع تتساقط من عينيه الواحدة تلو الاخرى

آدم : حبيبتي كيف حالك ؟ اعلم انك فى مكان افضل بالتأكيد …. اليوم اخذت بثأرك …… انتقمت من عائلة ذلك الحقير ….. لكن ….. لما لا اشعر بالراحة ….لما اشعر وكأن هناك شيئا ناقص ….. الا يجب علي ان أشعر بالسعادة فاليوم يعد يوم عيد بالنسبة لنا ……. لكنى اعلم ان ما ينقص فرحتى هو عدم وجودك بجانبي ….. اعدك ان الحق بك قريبا … قرييا جدا .. فقط اتخلص من اخر خطوة فى انتقامي ……. لن ادعك وحيدة ابدا

لينهض واقفا مودعا اياها قبل ان يقرأ لها الفاتحة ثم يتجه الى سيارته ليعود اليها مرة اخرى وبداخله حيرة عما يمكنه ان يفعله بها ويشفي غليله

اثناء قيادته سيارته تعود به الذكريات الى تلك الفترة التى قضاها هو وأسيل فى الغردقة وتحديدا يوم حفل هذا المدعو طارق

فلاش باك

عند عودته الى غرفته بعد خلافه مع اسيل واخبارها انها ليست نوعه المفضل
تآكله الندم على كلامه الجارح وكان على وشك النزول اليها مرة اخرى والاعتذار منها ولكن قاطع تفكيره هذا رنين هاتفه ليرد ويستمع الى محدثه لفترة

” سيد آدم لقد طلبت منى التحري عن ملابسات وفاة صدقيك السيد ايمن وهذا ماوجدته….
لقد كان السيد ايمن بالفعل يتاجر فى الممنوعات بل كان يعمل فى عصابة كبيرة ولكن هناك ايضا ما توصلت اليه وظننت انه يهمك…… لقد كان يهدف لاقناعك بمشاركته تلك الاعمال لتكون شركتكم ماهى الا ساتر لهم وقد اتخذ من زوجتك السيدة ملك وسيلة للضغط عليك ولكن عند رفضها ذلك وتهديده بأنها ستخبرك بما ينويه قام بالتخلص منها عن طريق تدبير حادث لها والباقى انت تعلمه فقد قام باللعب فى فرامل السيارة و بعدها مات هو ايضا بجرعة زائدة “

نهاية الفلاش باك

وقتها لم يفكر فى الانتقام فلقد توقفت كل حواسه عن العمل ولم يستيقظ الا على صوت أسيل بالغرفة والتى كانت تطالعه بقلق على حاله وقتها فقط قرر الانتقام والثأر لزوجته

………………….
ملجأي الوحيد

مازال صدى كلماته المملوءة بالحقد والكراهية تتردد فى ذهنها لا تصدق ان ما عاشته من سعادة وحب فى الفترة الماضية ينقلب عليها الآن موضحا كم كانت غبية وساذجة لتصدق كل تلك الاكاذيب …. هى لم تهب ثقتها سوى لشخص واحد لتكتشف انه آخر شخص يجب عليها الثقة به …. لكن لما ؟ ….. لما فعل هذا ؟ ….. يقول انتقام اذاً انتقام لاجل ماذا ؟ لا تذكر انها آذت احد قط ليكون هذا الانتقام الشنيع نصيبها ، لم تؤذ احد خاصاً آدم …. فمن يستطع أذية روحه … نعم هو روحها … احبته بل عشقته فى هذه الفترة القليلة … اذا لماذا يراها عدوة له …. لماذا ؟؟؟؟

ظلت جالسة مكانها تفترش ارضية غرفتها ضامة قدميها الى صدرها تبكى بصمت لتسمع بعد فترة طرق على الباب لتعقد حاجبيها فى تعجب فآدم ليست من عادته طرق الباب وخصوصا الآن فلا داعى للتظاهر بعد كشف الحقيقة لتنهض بتعب وتتجه لفتحه فتتفاجئ بإمرأة مسنة تنظر لها بعطف وشفقة

………….. : آسفة لإزعاجك سيدتى … انا الدادة جميلة ….. فتنظر لها أسيل بتساؤل لتكمل هي

جميلة : يبدو ان آدم لم يخبرك بعودتى للمنزل اليوم

لتتذكر ليلة زفافها يوم اخبرها عن عدم وجود خدم بالقصر سوى الدادة جميلة والتى قامت بتربيته لذا فهو ابقى عليها لكن اعطاها اجازة لفترة بعد زواجهم

أسيل بخفوت وتعب : نعم اخبرني عنك لكن لم يذكر عودتك اليوم … على كلٍ مرحبا بعودتك ولاداعي للالقاب فقط ناديني أسيل من فضلك

جميلة بإبتسامة حذرة : عذرا ابنتى أأنتى بخير ؟ لا تؤاخذيني لكن سمعت حديثكم بالصدفة قبل قليل لم اكن اقصد التنصت

لتصمت أسيل للحظات محدقة بوجه جميلة لترى فيه اهتمام وقلق حقيقي فما كان منها سوى انها ارتمت بأحضان تلك السيدة والتى لم ترها الا من لحظات قليلة و تجهش بالبكاء …..

اما فى مكان اخر تحديدا بإحدى المطاعم المطلة على النيل نجد بطلنا شارد الذهن يفكر بعمق فى امر يشغله … يجلس امامه صديقه ورفيق دربه وشريكه فى انتقامه

…….. : أأتيت بى من منزلى فى هذه الساعة الى هنا لتسمعنى صمتك؟ بما تفكر ؟ ولما لست سعيدا فقد نلت ما كنت تسعى اليه لأشهر عديدة ؟

ليتحدث أخيرا بعد تنهيدة عميقة

آدم : نعم حققت انتقامي ومازال بيدي الكثير لافعله بها لكن لا ادري لماذا لا اشعر بسعادة الانتصار لما اشعر دائما بأن شيئا ما ناقص ؟

………….: حقا لا افهمك يا صديقى ابيها وقد انشأنا شركة وهمية خصيصا للايقاع به حتى اننا خاطرنا بعملنا ومركزنا لكن ما يشفع ذلك هو نجاح خطتنا وابنته قد وقعت فى الفخ و اصبحت بين يديك تفعل بها ما تشاء وان كنت ارى انه يكفيك ما فعلته بها فقط اتركها لحال سبيلها فلا دليل معها ضدنا

آدم : ابدا ابدا لن اتركها ستبقى تحت رحمتي للابد

………… : اواثق انت من ان رغبتك بها بين يدك هو للانتقام فقط لا غير ؟….. لم يفوتني رؤيتك غاضبا عند رقصي معها فى تلك الحفلة فذلك يا صديقي لم يكن تمثيل بل كانت غيرة حقيقية

لينتفض آدم فى غضب

آدم بحدة : سيف أجننت ام اصابك مس ؟ ماكان هذا سوى تمثيل لجعلها تتوهم اعجابي بها وحبي لها وهذا كان سبب طلبي منك بالظهور خصيصا بتلك الفترة … فقط تمثيل لا غير فلا تسرح بخيالك وتتوهم أشياء لا وجود لها من الاساس

سيف بهدوء : حسنا حسنا لا بأس انت محق لقد تماديت فى كلامي …. لكن دعك من هذا كله وقل لى الا تظن ان قصة انتحار نور الدين تلك مريبة فذلك الرجل ورغم كرهي الشديد لاساليبه لكن كان ما يعجبني به هو انه لم يكن بالشخص الضعيف ليستسلم لإفلاسه بتلك الطريقة ولن نخدع انفسنا ايضا بأنه تأثر من كلام ابنته فهو لم يهتم بها طوال حياته لتكون هى سبب لدفعه للانتحار

آدم بتفكير : معك حق لقد تفاجأت انا ايضا عند سماعي بخبر انتحاره لكن لم اهتم بالبحث وراء الامر

سيف : وايضا هناك شيء آخر مريب بالموضوع

آدم : ماذا ؟

سيف : حنان الشربيني .. زوجته … اختفت ولم تظهر ابدا بعد وفاته … اتعجب لعدم بحث الشرطة عنها بعد الحادث

آدم بتركيز : اتعنى انه ربما …………

ليكمل سيف

سيف : نعم ربما لم يكن انتحار بل جريمة قتل …….

نعود الى أسيل لنراها مازالت قابعة بين احضان الدادة جميلة والتى نجحت اخيرا فى تهدئتها من نوبة البكاء التى اصابتها لتردف

جميلة : أسيل ابنتى لقد كبر آدم امام ناظري اعرف عنه كل كبيرة وصغيرة اعلم انكى لن تصدقين ما سأقوله ولكن لم ارى بحياتى اطيب من قلبه ولا من فى حنانه على من يحبهم حتى ابنائي لم يعاملونى مثل ما عاملنى هو
لكن من يمس احبائه بسوء فلن ينال سوى غضبه وقسوته وهى اسوء ما به لذا لا تتسرعين فى الحكم عليه حاولى معرفة لما قام بفعل كل ذلك ووقتها ستفهمين كل شئ

أسيل بضعف : فات الاوان على ذلك لقد دمرنى وافقدنى اغلى ما املك دفعنى لقتل والدي بدم بارد وتسبب لى بالادمان …. افقدنى الثقة بكل من حولى …. لم يتبقى لى احد الجأ اليه بعد الآن

جميلة بحب : وماذا عنى ؟ الا اصلح لأكون محل ثقة لديك …. يعلم الله كم احببتك من اللحظة الاولى التى رأيتك بها

أسيل بإمتنان وحب : انا ايضا لا ادري كيف وثقت بك لاحكى لك كل التفاصل التى مررت بها منذ زواجي … فقط اظن اننى لمست فيك حنان أم افتقدته طوال عمري……. حقا انتي ملجأي الوحيد

ليعود بطلنا الى قصره ينوي جعل أسيل تتمنى الموت فربما يشعر بالراحة التى لم ينولها حتى الان ليصعد الى غرفتهم فيراها نائمة بسلام فى احضان الدادة جميلة والتى لم يتذكر عودتها سوى الان لتستيقظ هى فلم تكن مستغرقة فى النوم لتراه امامها وتطلب منه الخروج معها وترك أسيل تكمل نومها فى هدوء

فى الاسفل يرحب آدم بالدادة و يعتذر منها لعدم وجوده بالقصر وقت رجوعها

نعم فهى تلك المرأة التى اعتنت به اثناء انشغال والداه كلا منهم بعمله لذا فهي فى مكانة اعلى من مكانه والدته لديه … يطيعها ولا يعصي لها امرا

جميلة : لا بأس فلقد وجدت من استقبلنى بدلا منك استقبالا حارا وصدقا لقد احببتها منذ رؤيتها لأول مرة … احسنت الاختيار يا بني

لتكفهر ملامحه ويشوبها الغموض ليردف
آدم : لا تصدقين ما تريه بهذه السرعة فالمظاهر كثيرا ما تكون خادعة

جميلة بغموض : انت محق بالفعل فيما تقوله لكن لم يسبق لى ان ارتحت لشخص من اول مرة وخاب املى به فأنا دائما ما استطيع تمييز الخيير من السيء … تماما كما حدث مع ملك زوجتك رحمها الله

……………..حل اللغز

آدم بتساؤل : ماذا تعنين ب ” كما حدث مع ملك ” ؟ ولما اتيت بذكرها الآن ؟

جميلة بإرتباك : لا اعني شيء فلا يجوز ذكر الموتى سوي بالرحمة

آدم : على كلٍ اريد منك تجنبها وعدم الاختلاط بها فلازال بيننا امورا لم نسويها بعد

جميلة : لكن بني ……

آدم مقاطعا : ارجوكي استمعي لي ولا تجادليني فى هذا الامر بالتحديد ان كنت تحرصين على راحتي

جميلة : حسنا بني لكن لا تقسو عليها كثيرا فتندم فيما بعد

ليبتسم بسخرية من فكرة ندمه على ما يفعله بها فهي آخر شخص قد يشعر بالذنب اتجاهها

تمر الايام تليها ايام اخرى وتزداد معاناة أسيل بسبب ادمانها حيث انه امتنع عن وضع تلك الادوية فى طعامها فكانت فى بادئ الامر ترفض تناول الطعام خوفا من ان يكون وضع ما تخشاه بها لكن فى النهاية اصبحت تلتهم كل ما يقدم لها بحثا عن ذاك الدواء فهى الان تعانى من تبعات نقص تلك المادة المخدرة بجسدها

ساءت حالتها واصبح صوت صراخها وبكاءها هو الصوت المعتاد بالقصر وجميلة لا تملك ما تساعدها به فلقد اغلق باب غرفتها بالمفتاح ومنعها حتى من الدخول اليها وتهدئتها .

اما هو فلم يعد يتحمل البقاء بالقصر يكاد يجن مما يشعر به من احاسيس مختلفة .. الغضب والحزن والكره … لم يعد يحتمل سماع صرخاتها .. لا يشعر بلذة تعذيبها ….بل ان مشاعر الكره تلك التى يشعر بها ما كانت اتجاه احد سوى نفسه يكره نفسه لانه سبب عذابها.

اصبح لا يأتى الى المنزل سوى للاطمئنان ان كانت على قيد الحياة ام انتهى امرها …. حتى اهتمامه هذا لا يستطيع تفسيره .

مرت الايام و جاء يوم لم تسمع فيه جميلة صراخها المعتاد .. تناديها لا تجيب … دب الخوف فى اوصالها وتحركت سريعا لإخباره .

لم تمر دقائق الا ووجدته يأتى ركضاً اليها اتجه مباشراً لغرفتها متجاهلا جميلة التى كانت تبكي خوفا وندما على تركها فريسه بين يديه

فتح الباب ليدخل الغرفة التى اصبحت زنزانتها يبحث عنها بعيناه ليجدها متكورة على حالها فى احد اركان الغرفة مغشيا عليها فيذهب اليها سريعا يركع بجانبها ويحتضن نصفها الاعلى محدثا اياها فى رعب وخوف

آدم بخوف دون وعي : أسيل ردي علي اجيبيني ما بك ؟ اسييييييل حبيبتى ارجوكي اجيبينى ماذا حدث ؟

يستمر بهزها بين يديه محاولا افاقتها لكن دون جدوي ليحملها سريعا متجها بها الى سيارته ووضعها برفق بها وانطلق بها سريعا الى اقرب مشفى

وصل المشفي وفى الطريق كاد ان يتسبب فى اكثر من حادث لكن كان الله رحيما بهم حملها ونزل بها من السيارة متجها الى المدخل يصرخ بالجميع لمساعدته

بعد فترة نجده جالس امام احدى غرف الكشف جسده كله اصابه التوتر لا يتخيل احتمال ان يفقدها بسبب غباءه وعناده

عماه انتقامه عن كل شئ حتى عن مشاعره اتجاهها .. يذكر قبل معرفته بأمر اخيها انه ما كان يشاكسها سوى لغرض فى نفسه وهو لفت انتباهها له فهى لم تكن كالجميع الذين سحروا بجاذبيته وهيبته…

اثناء انتظاره ذاك يأتيه اتصال من صديقه سيف تجاهله فى المرة الاولى ليعاود الاتصال مرة اخرى فيجيب بعد تأفف

سيف : لما لا تجيب على هاتفك لدي اخبار مثيرة عن مقتل نور الدين لن تصدق اذنيك عند سماعها

آدم بحزن : ماذا هناك ؟

سيف : آدم مابك ؟ لما صوتك هكذا ؟

آدم : أسيل فى المشفى لا اعلم ما حدث لها ذهبت للمنزل ووجدتها مغشيا عليها

سيف بسرعة : حسنا حسنا اخبرنى بأية مستشفى انت وسآتى فورا

آدم : نحن بمستشفى أبي

سيف : حسنا دقائق وسأكون امامك … تماسك يا صديقي

ليخرج احد الاطباء بمجرد اغلاق آدم لهاتفه يخبره بأنها تعانى من انهيار عصبي حاد كما انها تحتاج لتغذية جيدة و رعاية شاملة لذا فالافضل ان تبقى فى المشفى عدة ايام

ليذفر نفسا عميقا بداخله و يجلس بإرتياح على احدي كراسي الانتظار بالمشفى حامدا ربه انه لم يفقدها فهو لا يقوى على فقد حبيبته للمرة الثانية بل ويكون بسبب غباءه وانتقامه الذي عماه عن رؤية الحقيقة وهو انها لا ذنب لها فيما اقترفه اخاها لكن ادراكه هذا الان بدون فائدة فهى لن تغفر له ما فعله بها

اذا ماذا الآن ؟ يتركها … يعطيها حريتها …. بالطبع لا …… فهو لا يتخيل حياته دونها سيحاول مرارا جعلها تغفر له وتسامحه ….. نعم ستسامحه ولو بعد زمن

ليجد من يربت على كتفه فيرفع له رأسه

سيف بخفوت : كيف هى الآن ؟

آدم بندم: انهيار عصبي حاد وقلة تغذية

سيف بهدوء : حمدا لله اذا هى بخير لا داعى للقلق

ليومئ هو فى راحة وينظر الى سيف متسائلا

آدم : ما الجديد بخصوص نور الدين ؟

سيف بعد تنهيدة : حسنا استعد فما ستسمعه الآن سيفاجئك حقا …… السيد نور الدين الاستاذ الجامعى الشهير كان لديه عمل اخر وهو انه كان يعمل لصالح رجل الاعمال المعروف مروان العيسوي

لتتسع حدقتا آدم فى دهشة

آدم بذهول : أتقصد مروان العيسوى ذو الاعمال المشبوهه

ليومأ سيف مؤكدا كلام آدم ويردف

سيف : بل الادهى هو سبب وفاة نور الدين والذي كان خلاف نشأ بينه وبين مروان لسبب لم أستطع الوصول اليه والذي انتهى بأمر من مروان لاحدى رجاله بالقضاء على نور الدين واظهار موته كإنتحار وبالطبع هناك سبب مقنع لإقدامه على هذا وهو افلاسه

صمت آدم لفترة محاولا استيعاب ما القى به سيف على مسامعه ثم تحدث بعد لحظات

آدم : وماذا عن زوجته ؟

سيف : بعد علمها بمقتل نور الدين استقلت اول طائرة الى المانيا

صمتا فترة ليقطع صمتهما هذا صوت جميلة القلق وهما يجداها واقفة امامهم تسالهما عن حال اسيل ليطمئنها آدم على حالها ويطلب منها الانتظار قليلا حتى يدخل ليراها قبل ذهابه ثم تتولى هى الاهتمام بها بعد ذلك

يدخل لها ليراها نصف مستلقية على سرير الغرفة تنظر الى اللاشيء بشرود يقطعه صوت آدم

آدم : كيف حالك الآن ؟

تلتفت اليه بوجه يخلو من اية مشاعر

أسيل بخفوت : بخير

ليعم الصمت المكان لفترة كلا منهما لا يجد ما يبدأ به حديثه لكن اتخذت هى قراراها بالحديث اولا

أسيل : ايمكننى الآن معرفة اسبابك ام لم يحن الأوان بعد؟

آدم : اسبابي ؟

أسيل : التى دفعتك للانتقام مني ؟

آدم وقد اكتسى البرود ملامحه : ببساطة اخيك قتل زوجتى
لتنتابها هستيريا ضحك استمرت لفترة لم يقطعها سوى صراخه بها ان تتوقف

أسيل : عذرا لكن هل تستوعب انت ما قلته الآن ؟ ايمن يقتل زوجتك ؟ اتمزح معى؟

آدم : اتظنين انه امرا يقبل المزاح …. هذا ما حدث ….. ادرك انك تفاجئت مما سمعتيه الآن لكن هذه هى الحقيقة

أسيل بجدية : اتصدق حقا ما تقوله عن اخي وصديق عمرك ؟

آدم بحدة : صديق عمري هذا طعننى بظهري بدم بارد

أسيل بحدة : هذا ما تظنه انت اما انا فلن اصدق ابدا هذه التراهات مثلها مثل غيرها و ان اخى مدمن على المخدرات وتاجر بها ايضا
على كلٍ اخى بنظرك مخطئ و مجرم هل حققت انتقامك الان ؟ اذن دعنى اذهب لحال سبيلى ….. طلقنى.

آدم : نجوم السماء اقرب لك … فقط سأدعك تمكثين بعض الايام مع الدادة جميلة فى منزلها وسأعين حراسة لمنعك من الهرب و اعلمى ان عيناى دائما ما ستكون عليك لذا احذرك من ان تتغابي وتفكرين بالفرار مني

ليلقى آخر كلماته تلك على مسامعها ويهم بمغادرة الغرفة ويتركها تبكى حسرة على حبها وثقتها به

تمر الايام وتقضى أسيل فترة اسبوعان كاملان بمنزل جميلة بعد خروجها من المشفى فيما تستمر الدادة جميلة فى محاولاتها لإخراج أسيل من حالة الصمت التى اتخذتها بعد علمها بقرار آدم بعدم تركها حتى بعد انتقامه منها وفى نفس الوقت تباشر جميلة عملها فى رعاية آدم بقصره يوميا ليطلبها احد الايام فى غرفة مكتبه

آدم : اخبري أسيل بان تجهز نفسها للعودة خلال هذا الاسبوع فيكفيها اسبوعان لتغيير مزاجها بهم

جميلة : ارجوك بني دعها تبقى لفترة اطول الفتاة لم يتحسن حالها كثيرا منذ مغادرتها المشفي فبالكاد استطعت اقناعها بتناول الطعام بإنتظام

آدم بإصرار : يكفيها هذه الفترة ستعود غدا الى القصر لا نقاش بعد هذا

فلقد اكتفى من بعادها كل هذه الفترة…. يذهب يوميا الى منزل الدادة لرؤيتها تقف فى الشرفة كل يوم بنفس الموعد ليروي عطشه برؤيته لها … اشتاق لها .. يكاد يموت شوقا لرؤيتها امامه دون حواجز

جميلة بغضب : يكفيك ما تفعله بالفتاة هى لا ذنب لها بما تظنه باخيها والذي لا اساس له من الصحة …. لم ارد ان اقول هذا او افضح من ستره الله خاصا بعد وفاته لكن الصامت عن الحق شيطانا اخرس .. فيكفي صمتا الى الآن وانا اراك تعذب الفتاة بهذه الطريقة

آدم بتعجب : ماذا تقصدين بكلامك هذا ثم كيف تعلمين بأمر اخيها ؟

جميلة بثبات : هى اخبرتني سبب انتقامك منها وهو ما دفعنى لسرد لك ما حدث يوم وفاة السيدة ملك والذي يوضح لك سوء ظنك بالسيد أيمن

لينظر لها بذهول قبل ان تباشر هى بسرد ما سمعته صدفة اثناء زيارة أيمن شقيق أسيل لملك زوجة آدم صبيحة يوم وفاتها

فلاش باك

نجد أيمن جالس فى ردهة القصر بإنتظار نزول ملك لمحادثتها بأمر هام وهو ما دعاه للقدوم دون اخبار صديقه آدم لتقابله هى مرحبة به وبعينها تساؤل عن سبب زيارته تلك

أيمن : لا بد انك تتساءلين عن سبب زيارتى لك وخصوصا رغم علمى بعد وجود آدم بالمنزل

لتومأ هى بالموافقة ليردف

أيمن : انت تعلمين مدى عمق صداقتى بآدم فأنا اعتبره اخى و ليس مجرد صديق لذا فمستحيل ان ارى من يخدعه ويطعنه بظهره واكتفى بالمشاهدة

لتبتلع هى ريقها بصعوبة

أيمن : خصوصا ان كان هذا الشخص قريبا منه لدرجة انه لن يتوقع اى أذى منه قط

يعم الصمت المكان قليلا ليباشر هو حديثه

أيمن بتهديد : انا على علم بعلاقتك بمعتز وخيانتك لآدم بل اعلم ايضا اعمال معتز المشبوهة ورغبته بإقحام آدم بها ولم آتى هنا لمساومتك على شيء فأنا قررت بالفعل اخباره عنكم لكن اتيت لتحذيرك حتى لا تورطي نفسك بهذه الاعمال فمهما فعلتِ فلن انسى كونك صديقة لى و لآدم منذ زمن وانا اقدر صداقتى و لا اخونها ابدا

لتصدم هى مما سمعته وتترجاه ان لا يخبر آدم بأمرهما حتى تخبره هى بنفسها فيعطيها فرصة ليومان فقط على امل ان تعترف لآدم وتطلب مغفرته

لكن لم يمض يوما واحد و كانت هى جثة هامدة تلحقها وفاة ايمن ليختفى سر وفاتهم معهم

نهاية الفلاش باك

…………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى