ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا الحلقة 9و10و11و12

الحلقة التاسعة

فرحة

حملها أبناء عمها كالجوال وأمسكوها من يدها وقدمها عنوة وتحركوا بها عائدين الي الكافتيريا غير مبالين بصراخها

فجاة اوقفهم طلق نارى فى الهواء كان من شابا يقف خارج سيارته الفارهه دفاعا عن تلك المسكينة التى لا حول لها ولا قوة …فقد تابع المشهد من بعيد

القوها جانبا بإهمال وأتجهوا نحو الشاب بغضب شديد
اندفعوا نحوه بشر يعاظم وبدأوا فى الاشتباك معه ولكن هو صار يناولهم اللكمات بحرفية

صاح ذلك الغريب وهو ينظر الي فرحة المجسيه على الارض تتابع المشهد بقلق :

_روحى علي العربية

وزعت نظراتها بين الباب المفتوح وبين أبناء عمها وهم يتناولنا اللكمات فابتسمت بشماتة

هدر عزام وهو يتخلص من قبضة ذلك المجهول:
– أرجعي يا بت اوعاكي تروحي

وأسرعت نحو السيارة بلا تفكير وناوله هولكمة شديدة طرحته ارضا
استرسل ذلك المجهول مناولتهم اللكمات بحرفية ولقنهم درسا جيدا وتركهم ارضا فاقدين للوعي ..

جلست فرحة فى الكرسى الامامي وشعرت بشئ غريب لا تستطيع تفسيره طمئنينة ام فرح لقد ظهر من العدم منقذ لها

. لحظات وعاد هو الي السيارة وانطلق مصدرا صرير عالي تاركا من خلفه ثلاثة رجال اشداء فاقدين الوعي تماما
لم ينظر تجاهاهم اطلاقا وبدى غير مهتم

ساد الصمت لبرهة حتى تحدث هو بصوت خالي من أي تعبير :
– اول ما نوصل حته عمار هنزلك عند اول قسم تبلغي عن اللى حصلك وهناك يسلموكى لاهلك

جحظت عيناها بفزع وأدارت وجهها نحوه
_ لا لا اوعا ترجعنى تانى ارجوك

واسترسل هو بتساؤل :

– انتى منين؟ ورايحه فين؟!
ازداد توترها وبدأت التعلثم وهتفت بانفاس متقطعة :

– ااااا…ايه …انا …كنت …اااا

توقف فجاة عن السير جعلتها تنصدم بالتابلوه وعادت مكانها مرة اخرى
.هدر هو بعنف بالغ :

– نعم ..انتى كنتى …وكنا …..انتى مين يا بت انتى

اجابت بتوتر :

– فرحه….انا اااا فرحه

ونظر اليها وتفحص وجها البريئ بدقة وضع يدا فوق اخرى ثم هدر ساخر :

– حصلنا الشرف

احدتت نبرئة وعلي صوته وتسائل فى حدة بالغة :
_هو انا عايز اتعرف عليكي؟

إنتى حكايتك إيه يابت الناس مين اللى كانوا بيضربوكي دول

تشنجت خوفا وازدادت توترا وهتفت باكية برجاء :

– انا …مش عايزة ارجع المكان دا تانى …ودينى اى حته بعيدة عنهم

وبدت صادقة تماما فى نظرته وتسائل :

– اوديكي القسم بلغي عنهم ويرجعك لاهلك يتصرفوا
– هتفت مقاطعه
– لا..دول …يبقوا .اهلي .ولاد عمى
– ياماشاء الله ..وانا ناقص ورايط …انتى طلعيلى منين ..

قاطعته هى :

– والله ما هعملك مشاكل ..،مشينى من هنا ارجوك ..وابعدنى عنهم وانا هد عيلك ليل نهار
كان ذلك المجهول يحدق فى المرآة الجانبيه بدقة وبدا وكأنه لم يسمعها أدار المحرك فى

عجل وانطلق مسرعا

ابتهجت فرحه اذ شعرت انها اخيرا شارفت على النجاة وراحت تشكره بحرارة :
– ربنا يخليك ويسترك وما يشمت عدو فيك و…..

قاطها هو بعنف :

– بس خلاص هو أيه راديوا واتفتح

التزمت فرحة الصمت ولكن السرعة المفرطه فى القيادة جعلتها تتأرجح وشعرت أن هناك خطب مريب يجعلة يلوذ هو ايضا بالفرار اذ لمحت طيفا عدت سيارات تلاحقهم فى المرآه

صرخت عاليا :
– مين دول ؟

تقلص وجه واخرج من جيبه مسدسا لامع
ازداد صرخها عاليا
– لا لا

جذبها عنوة من رأسها ووضعها تحت التابلو
وصرخ بانفعال :

– اوعك تطلعى من هنا فاهمة
وضعت كفيها على اذنها بهلع وراحت تهتز بقوة عند سماع صوت إطلاق النار والذى بدى متبادل بينه وبين آخرين اغمضت عينيها بقوة ووضعت يدها على اذنها اكثر كي لا تسمع صوتا وراح يدور فى رأسها صور حول نهايتها المأساوية

وراحت تهمس عاليا :

_اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ،اشهد ان لا اله الله وان محمدا رسول الله

*******************************

استفقنا الثلاث شباب بألم حادة اما بالرقبة او بالكتف او بالساق

هتف اسماعيل متألما :
– آه يا دماغي ، قوم يا عزام شوف المصيبه اللى احنا بجينا فيها

تحرك عثمان يمسك كتفة بالم وتأوه :
– البت جرستنا وهربت مع عشيجها

نهض عزام بخطوات متعرجة وتحدث بإنفعال حاد :
– والله فى سماه ما هرحمهم لهطخهم الاتنين واغسل عارنا

تحدث اسماعيل يندد بالوضع :
– وهنجلهم ايه فى البلد ، اضربنا والجدع خد البت من بيناتا

انفعل عثمان وقال وهو ينهض :

– البت دى شكلها كانت موالسه معاه ،كيف يعني هيدخل بيناتا ويجولها روحي العربيه عشان اكده ما كانتش عايزة تمشى من اهنه ولا تتعتع

نهض أخيرا اسماعيل :
– بينا على ابوها نعرف الحكاية كلتها

……………………………………………………..
وقفت زينات بصدنة عند سماعها لما حدث للتو وهتفت دون وعي:
– بـــتــي !

هتف عثمان منفعلا :
– ا يه هيخليها تهرب البت دى فيها حاجه
صاح عزام بإهتياج :
– هجتلها واخلص من عارها

وكزت زينات صدرها بيدها قائلا:

– لا بتي اشرف من الشرف بتى ما تعملش حاجه وحشه

لوح اسماعيل بياده نحو عمه قائلا:

– ادي تربيتك ياعمي واخرت رحتك البندر

كان فتح الله لا ينطق وبدى فى عالم منفصل يلطم رأسه بين كفيه ويهتف دون وعي:
– يافرجت اهلك عليك يا فتح الله يا سوادك …بنت المعيوبة فضحتك

*************
على الجانب الاخر
سكتت الاصوات بدي الجو هادئ ففتحت عينيها بتوجس
ورفعت رأسها للاعلي باحثة عن من كان بجوارها وعندما تأكدت من انها بمفردها بالسياره خرجت منها باقدام متخبطة وهي تهمهم بصدمه :

– يا ميلة بختك يا فرحه اه يانا يامه وبدأت وصلة البكاء الطفولى
– اه يامه

– ولكنها سكتت فجاة وشخص بصرها مما رأته وفرغت فاها لتستوعب ما تراه
كان المكان خالي تماما ويبدوا انهم انجرفوا بعيدا عن الطريق الرئيسي رمال عاصفه

ولم يكن هذا ما يدهشها بل ما رأته تحت قدمها من جثث أشخاص مسلحه غارقة فى دماؤها
استعدت للصراخ ووضعت يدها على صدرها ولكن يدا خافية كتمت انفاسها واصبحت داخلها

زاغ بصرها بحثا عن ذلك المقيد لها

،،اذ هتف هو بغيظ مكتوم :

– ايه اللى طلعك من العربية

أومأت بصوت مكتوم :

_ أأأأأمممممم
تشنج وجهه وهدر منفعلا .

– اسكتى خالص .. ما طلعيش نفس

تركها وامسك مسدسه وبدى مستعد للفتك بمن يقابله
امسكت هي بقميصه وهزته بعنف :

– حرام عليك ..بتموت الناس لى

انزل يدها عنه بعنف وهدر بحدة :

– اخرسى
تبعته بفزع وهى تصفه :

– انت قتال قتله …
تزايد عنفه وقال منفعلا :
– اترزى هنا وما تحركيش

تحركت خطوات عن السيارة وهى تهتف بضجر :
– اترزى دا انا ابقى مجنونه لو اقعد معاك ثانيه

وما هى الا خطوة واحدة حتى امطرت السماء من خلف السيارة

العاليه بالرصاص عادت اليه مهرولة تمسك بياقة قميصه بفزع :
– انا معاك ..انا معاك
التوى فمه بإبتسامه عابسة :

– برافوا عليكى كنت بدور على دول
استدار بجسده كاملا و بسرعة قياسيه قضي علي اخر الموجودون

************
ركبت حنين واياد الطياره ..
اغمضت هي عينيها وبتهامس شديد راحت تتلي آيات مما حفظت من القرآن الكريم .لاحظ اياد توترها فناداها :
– حنين
– ايوة
– انتى اول مرة تركبى طياره
– ااايوه …
امسك هو يدها وقال برقه
– طب ما تخفيش …وانا معاكي
سحبت يدها بسرعه وامسكت بالكرسى ..كتم هو غيظه وصك اسنانه بغضب وبعد دقائق استسلمت هي الى سبات عميق فمال رأسها عنوة نحو كتف اياد والذى بدى اندهاشه من فعلتها ،

ولكن اختفت دهشته عندما رآها غافية تطلع الي وجهها الملائكى وعضلات وجهها المرخية بدت كالحور النظر الى وجهها شئ يهدى النفس ويبعث الطمائنينة التقط جاتكه المسجى على قدمه و ودثرها به جيدا و حاوط ذراعيه حول كتفها وراح يربت فى حنان كانها طفله الذى بين يديه
اسند طرف ذقنه الى راسها وكتم انفاسه ثم زفرها زفرة دفعه واحدة
وعقد مقارنات بينها وبين خطيبته السابقة فى نفسه من حيث النسب واللقب والشهرة والمعايير الاجتماعيه وفازت لينا بكل شئ الا شيئا واحد …….
هو تلك الراحة التى يشعرها الان فى احضانها

*******************
بدأت الاتصالات بين عزام وعثمان واسماعيل وأقرانهم في الصعيد وهم فى طريقهم للعودة الي الصعيد وعلى ما يبدوا انهم مقبلين على نيران متأججه ستعصف بالأخضر واليابس

جلس فتح الله وزينات فى الاريكة الخلفية للسيارة واصبحوا كالمتهمين طاطأ فتح الله راسه فى خزي وفى نفسه حديثا مرهقا مشحون بالخزى وبصوت متألم :
– ياااا بعد السنين دى كلها أرجع البلد بذلة يا فضحتك السودة يا فتح الله بت الناقصة فضحتك والله لو عينى شافتك تانى لاادفنك صاحيه ادى اخرة مجايب البنات…….وعلا وجه تشنجات الوعيد

وهامت زينات فى عالم اخر من البكاء والنحيب

على الجهة الاخرى قاد عزام بسرعه جنونية وهو يضع ملامحها نصب عينيه حتى لا ينساها وتاجج قلبه بنيران الوعيد وراح يهتف فى نفسه:
– ،اكده البر كله هيعملنا حدوته ومسخرة بسببك والله لا تندمى وتتمنى الموت ولا هتلاقيه
– والله فى سماه لو وقعتى تانى فى يدى ما هرحمك يا بت البندر دا انا عزام اللى الليل يخافه

*******************************
– على الجانب الاخر جلست فرحة فى السيارة عاقدة يديها نحو صدرها وصمتت نهائيا …..وظل ذلك المجهول يختلس إليها النظر بين الحين والاخر ليتاكدا من استيقظها فقد بعث صمتها المميت فى نفسه الضجر
توقف فجاة ونزل عن سيارته ورفع وجهه الى الهواء ليترك الهواء البارد يعبث بشعره البني الكثيف ثم استدار نحو الباب الاخر وفتحه وهتف بصرامه الى فرحه :
– اتفضلى انزلى
– على فين ؟!
– هناكل
حركت كتفيها بخفة
– مش جعانه
زين ..احتد صوته :
– ستت ساعات مشيين وما جعوتيش ازاى جمل؟
خلصى وانزلى وطالما ركبتى عربيتى تسمعى الكلام
نزلت فرحه بصمت او بخوف من ذلك المجرم الذى قتل العشرات نصب عينيها على ما يبدوا انها ستكون ضحيته التاليه
*********”******””
على الطرف الاخر
شعرت حنين بدفء عجيب ولكنها قاومت انجذابها الى النوم وبدأت فى محاولة فتح عينيها بصعوبه

اذا تفاجات بيد تحتضنها واستنكرت شعورها بالطمائنية كيف لها ان تطمئن فى قبضة ذلك المستغل تسللت من بين يديه وهو غافيا فى سبات عميق وعدلت حجابها بتوتر فكان وجودها بأحضانه امرا منافيا الى اخلاقها …

استفاق اياد من أثر حركتها المتعدده وألقى نظرة اليها اذا كانت وجنتيها متوردتان بحمرة الخجل ولم يستنكر ابدا خجلها فهو متاكد من نقائها واخلاقها الحميدة و هتف فى نفسه

_ شكلى هتعب معاكي يا عنيدة ،يا عيون قلبي

مر الوقت وهما صامتين تماما تماما …

واخيرا هبطت الطائرة بسلام
تحرك معها وتبعته هى الي المطار انجز الاجراءات بسلاسه وعلى
ما يبدو الان شخصية المهمه والمعروفة للجميع

واتجهت معه الي الخارج وتفأجات حنين بقدوم عدة رجال ضخام الجثة يركضون نحوهم انزعجت وازدات رهبة وقلق وراحت تنكمش خلف ظهره
لقد بدا لها مدى نفوذه وكان هذا مزعج بالنسبة لها ويعزز بها شعور القلق والتوتر ويجعلها تنفر منه
هتف احداهم :
– حمد الله ع السلامه يا باشا
حرك اياد راسه بخفه
وتبعهم افرد الحراسه بخطوات ثابته
فتح الاخر باب السياره ودلفت حنين الى داخلها والتصقت بالباب كانت حالتها القلقة تزداد سوء ودلف الى جوارها اياد وانطلقت السيارة بسرعه ومن ورائها عربات الحراسه الشخصيه
…………………………………………………
دلفت السيارة الى فيلا مبهرة وفتحت أبوابها على مصراعيه وتوقفت فجاه اذا فتح احد افراد الحراسه الباب الى حنين
واهتزت عينيها بقلق وترددت فى النزول حتى ظهر إليها اياد ومد يده نحوها برفق ولكنها وزعت نظرها بينه وبين الحارس
لاحظ اياد توترها وهتف امرا :
– روح انت
– اجابه بإيجاز :
– أمرك يا باشا
ومدت رأسها لتتأكد من ذهابه وازدات طمئنيتها نسبيا

وأزاحت يده الممدودة ونزلت بمفردها
كان المكان يوحى بالروعة والرقي كان هادى وبديع للغاية
ولكن لم ترى حنين سوى انه سجنا ستلقى فيه انواع العذاب فبرغم انغماسها فى الفقر طيلة حياتها برغبتها لم يخطفها البريق الذى حولها بل ازدادها خوفا مما ستقبل عليه
وكل ما كانت تتمناه دائما هى ان تحصل على الطمائنينه
نادها اياد بصوت هادئ
– نورتى يا حنين
حركت رأسها بحزن
ألتقط يدها بين يده وهتف بإبتسامة:
– طيب تعالى افرجك باقى المكان
سحبت يدها وحركت رأسها بنفي :
– لا لو سمحت ..انا عايزة ارتاح من فضلك
زم شفتيه بضيق وتحرك للامام قائلا:
– تعالى ورايا
***********************
فى المطعم
تناولت فرحة طعامها بهدوء وبدت مستسلمة الى مصيرها الذى انساقت اليه برغبتها كان ذلك المجهول ينظر إليها بين الحين والاخر
هتفت فرحه بضيق :
– قوالى اوصل مصر منين يا اسمك ايه ؟
اجابه بنبرة باردة وهو يتناول طعامه :
– اسمي زين
ترك ما بيده واولاها اهتمامه
_عايزة تروحي فين بقى
اجابت مندفعه :
– اى حته بعيد عن …قتالين القتله
التوى فمه بإبتسامه صغيرة واجاب ببرود :
– اااه
تفحصت بروده بعنايه فهو يبدوا كنجم سنيمائى انيق من حيث العيون العسلي وبشرته البرونزية وشعرة البنى الكثيف وتسآلت كيف يكون ذلك مجرم لابد انه احد المقالب الرمضانيه
هتفت بصوت متحير :
– انت فعلا قتال قتله
عبس بطعامه وأجابها بهدوء:
– ااها
..هتفت بإندفاع :
– حرام عليك …اللى بيموتو دول ليهم ام واب وقلبهم بتحرق وبيدعوا عليك
رفع حاجبيه بإستنكار واعتلا وجهه الدهشة
استرسلت مؤكده ببساطتها البالغه فى فهم الاشياء:
– والله …انت مش مصدق
هتف هو معللا :
– المفروض انى قتال قتله ..يعنى ما عنديش قلب

قاطع صوته رجال ضخام الجثة وتسلل من بينهم رجلا يبدوا عليه الشر والغضب

وزعت فرحة نظرها بينهم بقلق بالغ ،اذا وقعت بالاثبات مع مجرم حقيقي ويبدوا انه مطارد من كل الجهات
اجاب الغريب بنبرة حادة :
_ ما تفكرش مرتين ،تعال معانا من سكات
وحول نظره نحو فرحه قائلا بنبرة خبيثه :
والحلوة هتبقى حافز حلوة ليك للاعتراف..
زاغ بصر فرحة وارتعبت مما قال ونظرت نحو زين بإستعطاف بالغ فقد كان من قبل منقذها :
دحجها هو بنظرات مطمئنة وهتف :
– ما تخافيش
علا ذلك الرجل صوته بإستهزاء :
– الله دا حب جامد بقي ،دا يوم حظنا

بلا مقدمات سحب زين مسدسه واشهره نحو فرحه والتى شهقت بذعر وصرخت قائله:
– مش انا هما واشارت نحوهم
اربك تصرفه المفاجئ من حوله وبدوا كاالاصنام مذهولين

سحب زين يدها وجذبها نحوه واحتضن خصرها بسرعة بالغة
وبلمح البصر قفز بها من الشرفة
علقت بصرها بعينيه وتمسكت به جيدا وهو ايضا قبضه على خصرها بقوة خشية من سقوطها
فقدت وعيها فجاة اثر شعورها بأنها تهوي

********************************
عند اياد وحنين
وصل اياد الى احدى الغرف وفتحها وقذف حقيبتها بضيق الى السرير
وهتف بضيق :
– هنا ما فيش مفتياح ياريت تطمني شويه انا مش هكلك انا ليا اوضة تانيه هنام فيها وارجوكى ارجوكى بطلي قلق بترجاكى
ثم تحدث بنبرة ناعمه :
– حنين خلينا نصحح الوضع وادينى فرصة اثبتلك دا وانا مش هضايقك تانى ارتاحي واطمني

تحرك للا مام وعاد اليها ثانيا وهتف محذرا :
_مش عايز – شوفك كدا تاني
جال براسها انه مجنون لاغير
تحرك هو نحو الباب بهدوء واغلق الباب
اخيرا زفرت حنين بإرتياح ستختفى بعيدا عنه مؤقتا جالت فى الغرفة تتفحصها فكانت الوانها مريحه و اثاثها راقى ذو ذوق عالي يبدى مدى الثراء ولكن هى لم تكترث لذلك فكانت تعلم الثمن المقابل لكل هذه الرفاهيه وتعلم مصيرها من بعد ذلك لأنها رأته من قبل وتجرعت مرارته طوال هذة السنوات الماضيه

لم يؤثر بها كلامه فهى لن تنخدع بكلماته الناعمه عليه ان يثبت ذلك بجداره

فتحت شنطت الملابس واخرجت ملابسها
تحركت نحو الحمام الخاص بالغرفه
وفتحت الصنبور وملات البانيو وجهزت اغرضها الخاصة
لتنعم بالمياة الساخنه وترخى اعصابها المشدوده فيما ستواجهه فى الايام المقبلة مع ذلك الاستغلالى الصعب…
……………………………………………..

ل… ……………………………………………………………………………

الحلقة العاشرة)

مضي يومان وحنين تختبئ بغرفتها لا تعرف لما تشعر أنه يراقبها عطره الآخاذ يعلق بأنفها طوال الليل وفي الصباح يختفي تجد اشياء جميلة يهديها إليها معلقا إياها على باب غرفتها
أما هو يقضى المساء بجوار فراشها يتأملها بشغف ويحكي إليها معانته مع والده وخطيبته وكل ما مر به كانت بالنسبة له شاطئ مريح يجبره على نبذ ما فى قلبه من ألم ليعود هادئ مطمئنا شاكرا وفى الصباح ينام طويلا حتى لا يزعجها

*********************************
فتحت فرحة عيناها ببطء وثقل …شيئ غريب بداخلها ..خوف أم طمئنينة لا تدرى …قاومت رغبتها فى النوم وحركت رأسها لتستفيق..وتذكر اخر ما حدث لها
كان سقوط من مكان مرتفع…نهضت من مكانها برعب ..
دارت بمقلتيها فى المكان…ثم تذكرت ما حدث نفضت الغطاء عن جسدها لتفحصه إن كان به أذى كانت سليمة ولا يوجد بها خدش سوى انها ترتدى قميص أسود عارى الأكتاف
لطمت وجهها بعنف …وراحت تبحث عن ملابسها فى الارجاء
وهتفت بنبرة مذعوره..:

– يامصبتك السودة يا فرحة يا فضحتك يا فرحة…
لم تجد سوى غطاء رأسها طرحته على اكتافها وخرجت من الغرفة بتوجس
لم تصدر صوتا وتعمدت الهدوء فى خطواتها وتسللت للخارج سمعت صوت قادم من المطبخ تحركت نحوه بحذر .
ظهر لها ذلك المجهول الذى انفذها أمس موليا لها ظهره منشغلا بالطبخ وضعت يدها على صدرها وتنهدت بإرتياح
هتف زين دون ان يلتفت نحوها :
– كل دا نوم انا افتكرتك موتى …
أمالت رأسها فى تعجب لتتأكد من أنه يحادثها فإنه لم يلتفت لها وهى لم تصدر صوتا كيف عرف أنها خلفه على بعد مترات ؟
صاح..بصوت عالى من بين ضجيج البوتاجاز…………وامال رأسة للوراء

_ جعانه ؟
تسائلت هى بضيق :
– انا فين ؟
دار زين بجسده كاملا وعقد ذراعيه امام صدره..وقال بجديه :
– سيناء
تشنجت قسماتها وهى تهتف :
– نعم !…ازاى وامتة ؟
حرك كتفيه غير مباليا :
– مش كنتى عايزة تهربى !

هدرت بضيق ولا وعلا وجهها علامات الحيرة :
– اهرب مش اسافر إزاى أصلا جيت هنا وإزاى عشت بعد ما وقعنا من ع الجبل ؟…

كان يستمع اليها بإهتمام ….وينتظر المذيد من الاسئلة

عاودت النظر إلى هيئتها وازدات صدمتها وتشنج وجهها كانت قد تناست امر ملابسها لما وقع على مسامعها للتو :
– مين اللى لبسنى كدا

دار بجسدة كاملا نحو البتوجاز ليدير المقبض ويطفأه واجابها بلا مبالاة
– انا !
لم تستوعب كلامه ولم تصدقه او لم تشأ تصديقه :
– انت ..ازاى .؟!
علا وجه بشبح ابتسامه وهو يقطع ما بيده :
– زى ما انتى شايفه
تصاعد الغضب بداخلها وزمجرت بغضب وهى تهرول نحوه
– يا سافل …يا قليل الادب ..ياحيوان
وهجمت عليه بكلتا يديها وراحت تلكمه فى ظهره بغل
أكمل هو ما بيده غير مهتم واسترسل ما يفعل..ببرود متناهى ….
زاد غضبها من عدم تأثره فمسكت المعالق الخشب واستدارت تبحث عن شيئا أكثر غلظة لتفرغ من شحنة غضبها وبمجرد ما استدارت التف هو اليها وباغتها بحركة سريعه وجذبها نحوه من خلفها وقيد حركتها وهمس ماكرا :
– انتى طلعتى شرسه جداا …..واقترب أكثر من أذنيها بشفاه وهمس .وانتى نايمه احلى .
– جحظت عنيها من تجرؤه وبسرعه أمالت رأسها نحو يده وقطمتها بغل
صاح هو متألم
– اااااااه……يابنت العضاضه

ازاح يده عنها وامسك يده بتألم …فإبتعدت عنه …وغطت كتفها العارى بإحكام
حرك يدة متألما
– ااااخ…انتى طلعتى مش سهله ..
– روحنى ..هتفت بها بحده
– فى تعجب ..اروحك فين ؟
– عايزة امشى ..من هنا ..رجعنى مكان ما جبتنى
خرج زين من المطبخ بخطوات هادئه وجلس الى احدى الكراسي ووضعه ساق على ساق وهتف بتفاخر
– انتى مش قولتيلى هربنى ودينى اى حته ..وما ترجعنيش ليهم تانى واللى انتى عايزاه اتنفذ اهو عايزة ايه تانى ؟
تالمت وتذكرت مشكلتها الاساسية فى فوضى ما حدث
جلست على إحدى الكراسي باستسلام وحزن…

– ما انا ما قولتلكش جبنى من الصعيد لسيناء
هتف هو بضيق وهو ينظر اليها بطرف عينه
– انتى حكايتك ايه بالظبط ؟!
لم تجبة وسكتت عن عمد
ضيق عينيه الحادتين وهدر
– ما تردى
حركت رأسها بتعب ….
– انا مش عايزة اتكلم فى حاجه دلوقت

اعتدل فى جلسته بخفة وبحدة شديدةجعلتها تنتفض

– مفيش حاجه أسمها مش عايزه اتكلم دلوقت اللى اقوله يتسمع واياكى تكذبى فى حرف أنا جبتك معايا هنا لانك اتشافتى معايا وعشان اضمن انك عايشة ورفع اصبعه محذرا….وحسك عينك اى حاجه شوفتيها ينطق بيها لسانك هيكون اخر يوم فى عمرك واللى أقوله يتنفذ بالحرف دلوقتى انطقى اسمك ايه بالكامل

كانت تنظر إليه برهبة شديدة إذا من يقف امامها ليس بشخص عادى إنه ذئب شرس ورجل قتل محترف

تعلثمت فى البدايه …ولكن لا مفر ستجيب فهي من وضعت نفسها فى ذلك المأذق..

– اااااااااسمى فرحه فتح الله القناوى .
عاد لوضعه وجلس على الكرسى بحريه
– منين ؟
– من الوراق..واصلنا من الصعيد

رفع ساقيه على الطاولة وضع احداهما على الاخرى ..

– مين اللى كانوا بيضربوكى على الطريق دول ؟
حركت ررأسها بتوتر : …

– قولتلك .دول ولاد عمى .وبينهم واحد المفروض خطيبى

زين حرك رأسه بحيرة ..

– ولما هما ولاد عمك وخطيبك ايه خلاكى تسبيهم وتركبى مع واحد ما تعرفيهوش العربيه.. .

ارتبكت فرحه اكثر وراحت تزيح خصلات شعرها المتهدله خلف اذنيها بتوتر..

– عشان ما كنتش عايزة اتجوز

زين تفحصها بجرأه إشقعر لها بدنها وضغط على الكلمات وهو ينطقها

– وما كنتيش عايزة تتجوزى ليه ؟
أجابت بضيق

– عشان محدش خد رأيى ..كانت جوازه غصب

– تفحصها هو بعنايه ثم اخرج هاتفه الخاص بهدوء ..وضغط أرقامه سريعا ..وانتظر الاجابة بوجه يصعب تفسيره وتحدث بنبرة امره
– ايوة يا عمار عايزك تسألى عن واحدة اسمها فرحة
فتح الله القناوى ساكنه فى الوراق عايز تاريخ حياتها من اول ما اتولدت لحد دلوقت واغلق الخط ..
وهب واقفا من مكانه ..والتقط قميصه المسجى على الاريكة بإهمال ..ورفعه اليه ليرتديهوتحدث بجفاف :
– عندك اكل فى التلاجه ،والبيت امان ،خدى راحتك لحد ما أتاكد من اللى قولتيه ولو طلع كذب ودينى
ما هيطلع عليكى صبح ،اغلق آخر زر فى قميصه وهتف محذرا ؛
– وما انصحكيش تخرجى
كانت تستمع اليه بخوف ولكن لاخيار لها انها علقت مع مجرم فرغ فاه وهى تهذى :
– ااايه،انا هفضل هنا
عدل هو من ياقته وهدف وهو غير مهتم
– انتى مش عايزة ترجعى وانا كمان مش هسمحلك ترجعى بعد اللى شوفتيه
لم تسمع سوى صوت الباب الذى انغلق بقوة ..باب سجنها الجديد
هتفت هى برعب وهى تلطم وجنتيها:
– يا وقعتك السودة يا فرحة،يا مصبتك السودة،ياغبائك يا فرحه ،انا اللى جبته لنفسى

**************************
فى الصعيد

كانت زينات ترقد بلا حراك فى الفراش ..اذ آتى إليها الطبيب
التف حوالها نساء العائلة بين مشفق وشامت دون الطبيب على الروشة
بينما هتفت هنية وهى تضع طرف حجابها على فمها :
_ مالها يا دكتور
لم يحد نظرة عنما يكتب واجاب وهو يقطب جبينه :
_ هى تحت ضغط عصبى ونفسى ،ترتاح بس وما حدش يضغط عليها وهى هتبقا كويسه ،
ناولها اخيرا الروشته وهتف بإبتسامة مزيفه الف سلامه
_التقطت منه الروشته وهى تحدثه :
_متشكرين يا دكتور

************************

وفى غرفة اخرى
احتد الحوار واصبح الصوت عاليا
اذ تحدث وهدان بلهجة معاتبة الى اخية
– هنعمل ايه فى العار اللى لحقنا دا يا فتح الله
خبط كفيه ببعض بضيق :
– أعملكم ايه ،البت وطفشت .
لوح وهدان بيده وهو يقول :
– خلاص نبلغ الحكومه
اعتدل امين وصاح بغضب
– كنك اتجنيت ونتفضح
– احنا نقلب عليها مصر كلتها (كلها) واما تاجى لاهى بتك ولا ليك عليها كلمة احنا هنربوها
هدر فتح الله منفعلا :
– اعملوا اللى تعملوه
كان عزام صامت تماما طوال كل هذة المشاحنات وبداخلة نيران وانتقام ووعيد لتلك العروس الهاربة التى وضعت تحت قدمها شرف عائلة كاملة دون مبالاة
و التى أتت مع امه من سنوات لتفتنه وهو شابا صغيرا وتتركه على لوعته فهو لم ينساها طوال السنوات الماضيه تعلق بها من وقتها إلى الآن وكان يراها فى احلامه دوما كنجم يتدلل وعندما سنحت الفرصة له اغتنمها بلا تفكير اثناءعرض عمه الأكبر على أبناء عمومتها الزوج من إبنة عمهم المهاجر بناء على رغبته هتف هو على الفور بأنه مستعد للزواج منها وحسن تأديبها لأنها آتيه من بيئة مختلفة،كانت قاب قوسين او ادني من قبضته وفجأ ةاختفت داخل سيارة ذلك الغريب واحتمت به عوضا عنه
كان وعيدها منه لا تستوعبه ولن تعلم به فقد كانت طفلة صغيرة حينما أتت مع أمها من سنوات لتحضر عزاء خالتها امينة ولم تدرك اى مشاعر ولم تلاحظ حتى ذلك المتيم بها

***********************************************************************
فى سيناء
قد ملت من الهدوء المميت فى المكان وكل ما يشغل بالها الأن هو أين اختفت ملابسها ،تحركت فى الشقة وحاولت استكشاف المكان بحثت جيدا وفتشت في كل الأرجاء ولم تجد شيئا اخير دخلت المطبخ وسال لعابها نحو الرائحة الذكية التى تأتى من الطعام الذى أعده زين ترددت كثيرا قبل أن تمد يدها إليه ولكن فى النهاية استجابت الي نداء معدتها وتناولت من ذلك المقلاه حساء عجيب ولكنه راق لها فبدأت بالتهامه بتلذذ

فى الساحل
لم تبدل حنين إسدالها لمدة ثلاة ايام اليوم قررت أن تغسله على يديها وأن ترتدي أى شئ حتى الصباح فقد اطمئنت من ناحيته انه لم يعد يزعجها كالسابق وترك لها مساحة خاصة ،ولم تكن تدرى انه يأتى اليها سرا ويجلس الي جوارها لمنتصف الليل
غسلت اسدالها و ملئت الباينو بالمياة الباردة واستعتد لتنعم بالراحة ،،،
دار ما مضي من حياتها نصب عينيها اغمضت عينيها وهربت منها دمعة شاردة لم تجد مخرجا من تلك الحفرة التى زج بها زوج خالتها بلا شفقه ومن قبل أبيها واه من جرح أبيها العميق ويل من الما ستعانيه مجددا ،،ااالاف الاهات مزقت قلبها سوف تجعلها تقاوم بشدة من استمال قلبها نحوه فما عانته من قبل ليس بالامر السهل .
انهت حمامها وجففت جسدها بالفوطه جيدا وبحثت فى خزانتها عن شئ مناسب لذوقها
لترتديه فلم تجد سوى هوت شورت من خامة الجينز وبدى
ارتدتهم بضجر وهى تهتف بتذمر :
– هو فاكرنى ايه ؟ ايه الزبالة دى استغفر الله العظيم مش عارفة الحاجات دى بيدفعوا فيها فلوس ازاى
مشطت شعرها اخيرا واندثرت تحت غطاؤها الرقيق واستسلمت نومها العميق

****************************””*”********

كان اياد يراقب غرفتها من الجنينه الخاصة كان منتظر بفارغ الصبر ان تطفئ النور كي

يستمتع الى جوارها ، انتظر قليلا كي يضمن غرقها فى النوم ،ثم ابتسم بسعادة وهو يلاحق عقارب ساعته بعينيه دقت الثانية عشر واتجه الى الداخل بخطوات سريعه لقد اشتاق اليها حقا ،صعد الدرج قفزا ووقف بجوار غرفتها برهة لينظم انفاسه نقر بخفة نقرات متتاليه وتنصت جيدا ليتأكد من خلودها الى النوم ،لكنه سمع صوتا هامسا اوجسه اقترب اكثر من الباب ليسمع بوضوح ولكن لم يفهم شيئا طرق الباب مرة اخري بصوت اعلى ولكن لم يجد استجابه دب القلق الى اوصاله
وفتح الباب بلا تردد

كانت حنين فى زويه الغرفه اقترب اكثر منها ولكن كانت تبدو فى سبات عميق ولكن كان وجهها متشنج ودموعها تسيل بغزاره يبدو عليها القهر
شعر اياد بالضيق لرؤيتها فى تلك الحالة
نادها بصوت متحشرج وقلق :
– حنين

– لم تجبه بل ازددات تشنجنا وراحت تصرخ
– حرام عليك عملت فيا كدا ليه
ازدادقلق اياد عليها وتمزق قلبة لرؤيتها فى مثل هذة الحالة الصعبه اقترب منها بسرعه ،بدء يهزها بقوة كي تفيق ولكن كانت مستسلمة لذلك الكابوس الذى يزورها منذ الطفولة كلما وجاهت شيئا مقلقا ،، اقترب منها اكثر وجلس الى جوارها بطرف السرير ورفع جسدها بين ذرعيه احتضنها هو بقوة وراح يناديها فى اذنها :
_حنين ، فوقى ، فوقى حنين سمعانى
اخيرا استجابت حنين وشهقت كالغريق
– هااااااا
معه ردت اليه روحه التى كانت على وشك الخروج
– مسح هو برقة بالغه على شعرها ليهدها وهتف فى يتسائل:
– مالك يا حنين …
– ابتعدت عنه ومالت بجسدها اللى امام واسندت رأسها الى كفيها بتعب وتلاحقت انفاسها
نادها مكررا
– مالك يا حنين
– هتفت بألم :
– مجرد كابوس
تشنجت قسماته اذا شعر انها تخفى عنه الكثير وهتف بضيق:
– كدابه ، فى حاجة اكبر من انه كابوس
– فتحت عينها ولم تجيب آثرت الصمت ودفنت جرحها الغائر داخلها
– بيتهيألك
– اشاح وجه بعيدا وزفر فى ضيق وعاود النظر اليها هاتفا بحدة
– لا كدابه ..وما بيتهيأليش ..وانتى عارفه …ان الكدب حرام وبتكدبى وكمان على جوزك …دا اكبر حرام …قسما بالله لو ما قولتى انتى حرة يا حنين
رفعت وجها نحوه اجابت بعند :
– ما يخصكش وما يهمكش تعرف ،انا هنا عشان اقضى يومينى وامشى ،ودا اللى يهمك .
نهض اياد من جوارها واتجه نحو الباب وشعرت حنين انها لاتعنى له شيئا الان ولامت نفسها على شعورها تجاه ولو بقدر بسيط ،توقف اياد عند الباب واغلقه عليهما بقوة وسحب الكرسي وهتف ببرود:
– وادى قاعدة .،ويا تقوالى الحقيقه يا حنين ،يا نفذ اتفاقنا فورا مش بتقولى انى جايبك نقضى يومين انا سيبك بمزاجى يا حنين ،افهمى دى كويس انتى دلوقتى مراتى قدام الدنيا كلها مش هعرف اثبتلك انك مراتى جوة بيتى ،فإنجزى وخلصى وقوليلى احسنلك .
نزلت دموعها من فرط ضعفها وشعرت بمرارة الأيام التى ترعرعت عليه منذ نعومة اظافرها فى فمها ، وقالت بصوت حزين
– عايز تعرف ايه .؟..
بإصرار:
– كل حاجه ليه فرحه قالتلى انك مش عايزة تتجوزى حد غنى ،وليه زعلتى لما عرفتى انى اياد الاسيوطى ؟وليه بتجلك كوبيس بالهستريا دى؟واهلك فين امك ابوكى ؟ليه عايشه مع خالتك؟
سكتت قليلا لتستوعب كل الاجابات التى سوف تؤلمها الان
وتجسد امامها ماضيها كانه نصب عينيها واعتدل اياد وضيق عينية بإهتمام اذا بدأ عليها اثاره قبل ان تحكيه

– امى متوفيه ، والسبب مقهورة ،والدى كان عين اعيان الصعيد راجل واصل وكلمته مسموعه ،وامى كانت بسيطه وعلى قد حالها شافها والدى اعجب بيها وتقالها بالدهب زى ما بيقوله ،اهلها كانو فرحانين ،لانها هتجوز عبد الرحيم بيه ، عاشت وياه فى قصرة خدام وعز ودهب وكل اللي تطلبه تلاقيه لحد ماجيت انا ،وشوفت كل اللى حوالينا بيعملوا امى على انها بنك متحرك ،سواء اهلها او غيرهم متجاهلين سعادتها ..امى كانت بتحب ابويا بس ابويا كان كل يوم مع واحدة شكل وبيرجع نص ليل ،كانت امى بتموت من جواها ومع ذلك عايشه تدى تدى كل اللى حواليها انا واهلها وكل محتاج ،فى يوم من الايام جه ابويا ومش اى جيه دا جاى معاه واحدة
وتجسدت الصورة نصب عينيها كامله
دخل عبد الرحيم محتضنا امراة غريبه تهمس له فى اذنه وتقهقه عاليا ،تعجبت امينه مما راته ونزلت الدرج فى سرعه وهى تتسائل:
– مين دى يا حاج
اجاب هو وهو يربت على كتف المدعوه بسعادة
– دى مراتى يا وليه
– ضربت امينه على صدرها وصرخت
– يا مصبتى ..اتجوزت عليا يا حاج
– الله انتى هتعالى صوتك يا وليه ولا ايه ..انكتمى وروحى حضريلى الحمام
ريت على صدرها بكفيها وهتشدق قائله:
– يامصبتى يا مصبتى وهونت عليك ،حرام عليك يا شيخ
جحظت عينيه الاخر وهو يصدح بصرامه :
– حرمت عليكى عشتك ياوليه ،انتى هتولولى فى وشى يا بوز الفقر ،
سمعت ضحكه مجلجلة من المدعوه التى تقف بين احضانه
– هيهيهيهيهيهيهبهي..ما خلاص يا عبدوا بقا يلا احنا وهى سبها تنصدم براحتها
استجاب سريعا وهتف بنعومه غير معهوده:
– عندك حق..
ثم اشهر اصباعه فى وجه امينه محذرا
– خلى بالك ياوليه انتى ..الست دى سنيورة الدار ما تعملش ايتوها حاجه الخدامين يشلوها شيل من ع الارض
هتفت تلك الئيمه بدلال ماجن :
– لا ياعبدوا انا عايزة دى اللى تخدمنى ..واشارت بطرف بنانها نحو امينه
لم يعترض عبد الرحيم واجابه بالقبول وهو يمسح بأطراف اصابعه اسفل ذقنها:
– ومالوو كلامك اوامر يا جمر
عندها بكت امينه بقلب يتمزق لقد احبته من كل قلبها وصبرت عليه طوال الايام الخاليه لكى يهتدى ويعود الى منزله ويحنوا على ابنته عشقته تللك الساذجه واستسلمت له ولم تدرى الى اى منحدر سيلقى بها

كانت حنين تتابع المشهد من بين أخشاب السلم العالى وهى تبكى ايضا على بكاء امها

هتفت امينه لتطفئ نيران قلبها وتعزيه بكلمات لعلها تهدئه او تعيده الى رشده :
– _منك لله يا شيخ روح فنيت شبابى عليك ..حسبى الله ونعم الوكيل فيك ..

عند اذن رفع عبد المجيد يده عاليا فى الهواء وهوى بقوة على وجنتيها فهوت الى الارض برزت عيناه بشر :
– انتى بتحسبنى عليا يا سو والله لاربيكى .

– نزلت حنين الدرج في سرعه لتحمى امها بيديها الضعيفه المرتعشه ….لكنه لم يتوقف وازداد عنفا

وراح يلكمها فى اجزاء متفرقه من جسدها وهو يهدر بإنفعال:

– شباب مين اللى فانيته ما كلو كان بحسابه ..ليكى ولاهلك .ياعالم عررر

رفعت امينه وجهها نحوه وهى تنزف وتبكى
– والله لاشتكيك لخالك يا عب رحيم

كانت تعلم انه ليس له سلطان تعلم مدى سلطته ونفوذة ولكن كانت محاولة بائسة لردع ذلك الوحش الكاسر عنها

ركلها بقدمه بكل غل
– بجوالك ايه ،انا اتخنقت منيكى ومن راطك الفاضى ،روحى وانتى طالق بالتلاته …
كانت الكلمة كانها كطلق الرصاص حقا نطق حروفها فزع حقيقى فزع من مستقبل فزع من المجهول انتابتها الصدمة وتوقفت عن البكاء تماما

هتفت بسخرية من معه
– هههههههههههه ..مبروك ياختى ..الفرحه بقت فرحتين
دس عبد الرحيم يده الى جيب جلبابه واخرج اوراق مالية كثيرة وقذفها بإهمال بوجهها وهدر بحدة وانفعال:

– خدى دول وبتك وماشى من اهنه،مدتك خلصت ..
فارقى

لم تتحرك امينه من فرطت صدمتها والامها وظلت تهتز بصورة فجائية ،لم يبالى بألمها او بحالتها السيئة سحبها من ذراعها وهو يسحلها الى خارج المنزل بعنف بالغ

امسكت حنين فى جلبابه وهى تهتف بدموع ورجاء:
– اااباه ..اباااه ..حرام عليك يا ابوى .حرام عليك يا .ابوى .حرام عليك يا ابوى ..
لم يشعر بها والدها ولم يسمعها وزجها الى خارج البوابه هنا وقفت حنين بوجه ليهتم او ليسمعها تبكى
– اباه حرام عليك امي
هدر وجه غاضب
– حرمت عليكى عشتك غورى معها

ودفعها الى امها التى كانت مسجية على الارض بلا حراك

واغلق الباب بوجههما وتركهم فى الخارج يقاسون صدمة مؤلمه
توقف قلب امينة فى تلك اللحظة اثر ارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم
وظلت حنين تهتف ببكاء مرير :

_امَــه ،امَـــه

وظلت تحركها بعنف حتى ادركت انها وافتها المنيه

*************************************

فى مكان مظلم منعزل

وقف زين مع شخص مجهول …
زفر زين بارتياح :
– هاااا
هتف الاخر مؤكدا :

– فعلا هربانه واهلها قالبين الدنيا عليه ومن الواضح انهم هيقتلوها
زم شفتيه

– اممم …طيب
رفع ذلك المجهول يده نحوه متسائلا

_ايه الأتي طيب ، هتعمل ايه في المصيبه دي ؟

حرك زين رأسه بضيق:
– تؤ،هعمل ايه ، قوالي انت ؟

حك رأسه الاخر وهتف متحيرا :

– مش عارف
حرك يده بلا مبالاة :

– خلاص خليها ،اهى قاعدة لحد ما نخلص

باغته ياسين بغضب

– البت دى شافت كتير ،اقتلها واخلص منها كدا كدا اهلها هيقتلوها لو شافوها .

حدق زين للفراغ،واضلمت عينيه وهو يهتف :

– ما هى هتموت ، بس مش دلوقت
———————-

الحلقة الحادية عشر

توفت امينة امام اعين صغيرتها توفت بقهرة عشق تساوى عالما

حينما وصلت حنين الى تلك الحظه من السرد والتأثر سبقا قلبها بالبكاء وضعت يدها على صدرها لتقاوم الالم النابع من قلبها احزان عمرها تراها الان بدقة وبوضوح مشاعر امها الحنونه التى فقدها فى امس الحاجه اليها الان لتشدد بها أذرها وتعاونها على مصاعب الحياة

شعر اياد بوجعها وكان قلبة الذى انسكب به الالم ضغط على شفتيه ليهدئ من روعه فقد رأى الان بيعينها حقيقته المجردة عارية من الزيف والمرواغه والاقنعه ما كان ينوى فعلة ولكن بشكل اوضح وان كان ينوى ان يكون اكثر سرعه فى القضاء عليها فى تركها ببقايا نفسها ب ماساة اخرى متجددة ..

لم تصمت بل اسرسلت ما بقى من ماساتها دون وعي فى سيل من الذكريات المؤلمه:

تجسد المشهد من جديد .

ولكن بمكان مختلف فى بيت عمها وكانت حنين تجلس بجوار خال والدها الاكبر بالارض تحت عباؤه مع كبرائاء العائلة

هتف خاله بتشنج :

_ياعبد الرحيم ..زوتها مع البنيه حرام عليك موتها بحسرتها ..اكرم بتها

دعك عبدالرحيم رأسه بضيق .

_.يييوووو. ما حدش يقوالى ان اننا السبب اجلها وقضاها كانت هتموت حتى لو ما اتجوزت عليها

هتف شخص اخر من المجلس الكبير

_بس انت السبب يا واد عمى ..

هتف عبد الرحيم بقسوه :

_ما تفضونى بجا م السيرة دى ..الميت ما تجوزش عليه الا الرحمه ..انتهينا ماتت وارتاحت
هتف خالة مقاطعا الهمهمات المتواصلة بالقاعه

_..خلاص يا عب رحيم ..وبتك ..

هنا رفعت حنين نظرها الى والدها بتوجس

نظر نحوها هو وضيق عينيه فى غلظه

_..ماليش صالح بيها ..تدفنوها ..تغرقوها ..ما حدش يجوالى خدها انا راجل متجوز جديد وعايز اروج دماغى

كانت كلماته كصاعقة التى وقعت على راس حنين واصابت كل الموجودين بالذهول انكمشت حنين من كلماته وتسألت اى اب انت ؟

خالهاهتف خالة بدهشة :

_مش هتخدها؟

هتف هو بنبرة معاندة مصره :

_ لـــــــع

لم يجرا احد على تكرار المحاولة معه بدى صلب متجمدا عنيفا متعند
لن يسمع لاحد

تحدث شخص احد اعمامها :

_ خلاص ناخدها احنا مراتى خلفتها صبيان وعتموت على بِنتَه ..نربيها احنا ونكسب ثواب
هتف اخر بحدة متسائله :

_وليه ما ناخدهاش احنا ..بيتى ما فيهوش عيل اهى تعمل ونس .

هتف احد الكبراء :

_ستها وحدة كبير تجعد معاها اهى تخدم ستها وتاخد بالها عليها ..

وسط كل ذلك كانت حنين قد تفتت مشاعرها وانفطر قلبها الصغير وتعلقت بنظر والدها برجاء ان يكرمها من هذا المزاد المهين

لم يلتفت اليها ولم يستمع الى ندائها الضعيف

هتف متزمرا :
_يااابوى ..انا دماغى طاجت ..اعملوا اللى تعملوه انشا الله تجيبوا خبرها

خرج مسرعا دون التفات الى ابنته التى مازالت تراه منقذة برغم قساوته

عادت حنين الى الواقع بجروحها المندملة تنزف بالام تمزق قلبها وتجدتد دموعها تنزف دموعا حارة من اثر ما عانته

لم يتمالك ايا داعصابه شعورة فى تقاسم الالم معها كان رهيب الامها التى يشعر بها بقوة تؤلمه الاف المرات ومما كانت تسؤل له نفسه فعلة

وهمس فى نفسة :
_يا ساتر على البشر منزوعين الرحمه

نهض اياد من مكانه وسبقه قلبه قبل قدميه ليخفف عنها الامها ويقف بجوارها حتى تجتاز كل المحن

جلس الى جوارها واحتضنها برقه بالغه ودا احتوائها فى قلبه ويتالم مكانها لم تقاومه بدت هَشهَ للغاية بجاجه الى ذلك الكتف الذى تميل اليه رأسها المتعب

همس بصوت هادئ وهو يحرك يده على شعرها بنعومه :
_ بس..اهدى حببتى..ما تخافيش ..كل دا ماضى وراح مش هيتكرر
انا جانبك وهفضل على طول جانبك

غفت اثر حركته المستمرة المنتظمه وكلماته الدافئه

********************************
فى سيناء

تجسد صورة فى مخيلتها الى قرينتها وجلست بجواها كى تحدثها وتملئ فراغها المعنوى :
– بأسى..هتعملى ايه يا فرحة دلوقت؟!

تزمرت قرينتها وهتفت :

– انتى اللى جبتيه لنفسك ..بغبائك دا ..يعنى كنتى هتهربى على فين ..وإنتى عارفه اللى فيها هيجبوكى هيجبوكى ..يلا أهو ع الاقل ، ما حدش هيعرف طريقى دلوقت دا لو عشت اصلا

أجابت نفسها :

– بقولك إيه إجمدى كدا ،ما تبقيش ضعيفه وزى ما رقبتك تحت إيده هو كمان رقبته تحت ايدك انتى شوفتيه وهو بيقتل وانتى الشاهد الوحيدة

– ايـــوة ،لاحسن يسضعفنى ويكولني نايه

اعادت وجهنا للامام ونفخت بضيق

– ياترى عاملة اية يا امي ،معلش انا عارفة انك انتى الوحيدة اللى قلقانه عليا بس انا عمرى ما كنت هرضى اعيش مع واحد زى عزام ،دا حتى شكلة يسد النفس

،وقفز الى مخيلاتها سريعا صورة زين لا تعرف لماذا؟

اجابت لنفسها ياريتك كنت شبه حتى الواحد كان يصطبح بحاجه عدلة

هتفت قرينتها متبرمه:

– ايه الى بقوله دا انا فى ايه ولا فى ايه ؟
– تؤ ،اوووف ،ياترى البت حنين عامله ايه ؟

البت دى ما بتفهمش واكيد طلبت الطلاق بس هتروح فين ،احنا كدا اتفرقنا للابد

– لوت فمها بحزن ،قاطع زين ثرثرتها لنفسها باغلاقه الباب بقوة ،انتفضت وعدلت من ملابسها وغطت ذراعيها المكشوفين

دخل هو وتحرك بخطوات ثابته وهو يدحجها بنظرات غير مفهومة
تعجبت فرح فى نفسها:
اقترب منها وهتف بصوت ضيق :

– صحيح اللى قولتيه مظبوط لكنى مش مرتاحلك بردو مش عارف ليه

اشهرت اصبعى يديها فى وجهه

– سبحان الله زيي بالظبط
اجابتها كانت سريعه ومدهشة بالنسبه إليه اتسعت عينيه وهو يهتف بدهشة:
– نننننننننعم
وسئل نفسه ..ماذا تقول تلك المخبوله

لم تبالى بدهشته بل ازدادت قوة وهتفت:
– نعم الله عليك ايه اللى مش مفهوم،مش قاتل قصاد عينى عشرة

عض شفتيه وهو يجلس على مقربة منها وهتف بتهكم…
– وإية جابك معايا ؟

– أنا ماجتش برغبتى ..إنت االلى جبتنى معاك
إبتسم ابتسامه ساخرة :
– اسمها انقذت حياتك مش جبتك معايا وما ترديش عليا كلمه بكلمه وشدد فى اسلوبه محذار

لم تبالى بمطلبه وازدادت وقاحه :
– طيب هنعمل إيه فى الشبكه السوده دى

حاول إلجام غضبه ولكن فشل زمجر بصوت عاليا رنان
– احترمى نفسك،واتكلمى بأدب
فرحة ارتعشت من صوته فصمتت وساد الهدوء
عقب زين ليقطع الهدوء قائلا :
– اهلك بيدوروا عليكى عشان يقتلوكى
..ابتلعت ريقها فى توتر ..ولمعت فى عينها دمعة براقة
هتف هو متشفيا:
– تحبى ترجعيلهم ولأ

اغمضت عينها فسقطت تلك الدمعه الهاربه لتجدد شعورها بلأسف على حالتها
لم يطرف له جفن اذ لوى فمه بضحكة تهكمية..على من كانت تناطحه منذ قليل وجلس الى الاريكة ورفع قدمة نحو الطاولة

ورفع الاخرى عليها وهدر بهدوء امر:
– حلووو طالما مش راجعه يبقي انتى هنا تنفذى اللى اقول عليه وبس من غير سؤال ،تقوالى حاضر وبس
قصاد انى احميكى واخليكى بعيد عن ايديهم

عضت شفتيها بأسى وعادت لقوتها كي لا تخنع له
– لا ادينى هدومى ومشينى من هنا ومش عايزه حمايتك

ازداد تعجبه من تلك المعانده الضعيفه ..اذا قال بدهشة
– اااايه بتقوالى ايه
اجابت بهدوء
– الى سمعته
ضيق عينيه بحدة و اخرج المسدس من جيبه وضعه على المنضده بينهما ،ونظر إلى عينيها ليري ما لا يتوقعه

كان من المفترض ان يرى الرعب فى عينيها ولكن كانت ترفع
رأسها بكبرياء مستعار ،فكانت ترتجف داخليا ولكنها لم تريد ان
تريه ضعفها كانت تجهل السبب ولكنها عنيدة متمردة لا تخشى
شيئا ولا جديد عليها
وساد الصمت …
*****************************
وقف ذلك الغريب يحدق فى البناية بتمعن يلاحظ السكون
المهيمن على المكان اقترب منه سعيد بفضول وهتف متسائلا:

– فى حاجه يا بلدينا ؟؟؟

انتبه إليه عزام والتفت الى مصدر الصوت وامعن النظر فى من
يحدثه اذا يبدو أنه قهوجى مما يرتدى بحث بعينه عن مكان
عملة فوجده قريبا من منزل عمه فتح الله
ربت على كتفه وهتف :

– ايوة انا قريب الجماعه اللى فوق دول واشار الى منزل عمه وكنت بسأل هما مارجعوش تانى بعد ما كنا عنديهم
حك سعيد خلفية راسه وأومأ:
– لا ما حدش جه والبيت زى ما انت شايف مقفول هما كان بيقولوا انهم رايحين الصعيد

باغته عزام بسؤال
– ما شوفتش اى حد خالص من عنديهم رجع اهنه
حرك سعيد راسه نافيا
نفخ عزام فى ضيق :

خلاص يا واد عمى لو شفت منيهم حد بلغنى وانا هفوت عليك تانى وبالذات بنتهم فرحة

هتف هو باندهاش :
– هى ست فرحة ضايعه منكم

عض عزام شفاه بغل وهدر منفعلا
– اسمع اللى بجولك عليه لو جات ادينى خبر ووضع يده فى جيبه واخرج لفافة ورقيه ومد يده نحوه وهتف
– وخد رقمى اهوا فى الورقه دى

****************”

* جلس الاثنان فى صمت فيما بينهم المسدس الملقى على المنضدة تعلم فرحة انه يستطيع قتلها دون ان يهتز له رمشا
هتف هو ببرود معادى :
– عايزة تمشى اتفضلي

ظلت فرحة تنظر اليه بنفس الكبرياء والتحدى وهتفت متسائلة:
– همشى ازاى بشكل دا ؟
رفع حاجبيه غير مهتم :

– هدومك اتقطعت واحنا بنط والمفروض انى عديم الاخلاق فمش هجبيلك لبس
نهضت فرحة بألم وألقت اليه نظرات متحيره ، فلا تعرف

كيف تخرج للعالم نهضت واتجهت نحو الباب ،وبهدوء شديد تحركت فى يأس

لم يعيرها زين الاهتمام حتى لم ينظر بإتجاهاه وظل يحدق للغراغ بنظرات غاضبه

للحظه توقفت فرحه عن الحراك وظلت واقفه لا تعرف اين الصواب وماذا تفعل قد باتت لا تعرف شيئا منذ تهورها وتركها والديها واتخذاها قرار الهروب

استدارت وعادت لموضعها بهدوء شديد ودون ان تنظر اليه …
هو ايضا لم يعقب وظل صامتا لا ينظر اليها وساد الصمت من جديد

**********************************………………..

سطعت الشمس باشعتها الذهبيه..وتسللت الى غرفة حنين فأيقظتها من نومها تململت فى فراشها بهدوء ونهضت عنه ببطء
وذهبت الى الحمام لتتؤضأ وقفت امام المرأه ونظرت على وجهها الباكى وتذكرت وعد اياد الصادق لها وشعورها بالامان النسبى فى احضانه فإرتسمت الابتسامه على وجهها

توضأت وارتدت اسدالها وصلت فرضها …

واتجهت نحو الاسفل وبحثت بعينيها فى المكان وهى تنزل عن الدرج ببطء فلم تجده فى الاسفل المكان خالى والهدوء سائد

تحركت بحريه وتوجهت الى الحديقه ..ووقفت امام المسبح اذا كانت تعشق حركت المياة اللامعه تحت ضوء الشمس ……..

شرددت قليلا فيما سيأتى ،وفيما مضي وشعورها بالامان فى احضان اياد كيف ستعاملة كيف تكمل حياتها معه فى امان وسلام

واذا بيد حنونه تضمها برفق وحنو، فانتفضت وقبل ان تلتفت سمعت صوت طمئنها يهتف
– صباح الورد ..حبيبتى

ازداد ارتباكها وهتفت بتوتر :
– اااااانت صحيت ؟

ضحك اياد عاليا واسند رأسه الى كتفها

– ههههههه لا بمشى وانا نايم

ابتسمت من غباء سؤالها

فأمسك اياد يدها ،وادارها لوجهه برقة شديدة وهتف :

– وحشتينى

وضعت حنين وجها فى الارض خجلا ولم تعقب

امسك وجها بطرف اصبعه ورفعه نحوها بهدوء وبرقه :

– لا بصيلى انا حاسس انى عايش حاله مش واخد عليها

التمعت عيناه ،،بسمه عذبة نجح اياد فى رسمها على وجهها

ابتعد عنها قليل وتغيرت ملامحه وهتف بضيق :

– ما اشوفكيش لابسه الخيمه دى تانى لو سمحتى

زاد توترها…
– يعنى ايه ؟!

عاد الى هدوءه

– يعنى انتى قاعدة مع جوزك ما فيش لازمة الاسدال دا ما تتنقبى احسن
ازدادت توتر اذا تأرجح كلامه بين الشدة واللين وهمست بخفوت :
– انا مرتاحه كدا

هتف هو بضيق :
– انا مش مرتاح ..وبعدين مخبيه عنى ايه ؟ انا شوفت كل حاجه امبارح !

لم تخفى صدمتها حنين ..وجحظت عينيها بدهشه
قهقه اياد من برائتها ؛ واقتربة نبرته للخبث وهو يقهقه:

– هههههههههه ..نسيتى ولا ايه ؟

اهتزت مقلتها واعتصرت تفكيرها لتذكر ما حدث امس

قاطع تفكرها اياد وهتف بمكر وهو يحرك اصبعه ملوحا :

– الهوت الشورت يا حلوة اللى كنت نايمه بيه ساعة ما جالك الكابوس فاكرة،،وضعت يدها على فمها لتكتم شهقتها الخجولة لقد تذكرت الان فمن فرط ما عانته

أمس لم تنتبه الى ما كانت ترتديه امس ..

اقترب منها واصطنع الصرامه وهتف بجديه :
– ايه قلة الادب دى كنتى لابسه كدا ليه ..هااا جاوبى

تعلثمت من نبرته الشديدة. وبررت بطفولة :

– ااانا مالاقتش غيره وبعدين مارضتش انام بالاسدال عشان اصحى البسه والله دى الحقيقه

انفجر اياد بالضحك حتى ادمعت عيناه على برائتها

واقترب ليحتضنها وهى فى دهشة متحيرة من تصرفاته قد كان
يلومها من قليل ،سيطر أخيرا على نوبة ضحكه وهدر :
– انتى ايه البرائه اللى انتى فيها دى انا جوزك البسى جانبى اللى انتى عايزه هههههههههههههه

انتبهت حنين لمزحته وضيقت عينها بضيق وراحت تضربه بقوة فى صدره لاحراجها بهذا الشكل

صلب يده فى وجهها وقهقه عاليا :
– ماتتغبيش ،هتغابي عليكى ..

لم تعيره انتباه وازدادت فى ضربه وان كانت لم تصيبه ابدا وهذا ما يضايقها وبحركة سريعه ودون سابق انذار أمال

جذعه ورفعها فى الهواء وقفز بها الى المسبح ..
شهقت حنين اذا ما فعله غير متوقع …

– قولتلك هتغابي عليكى ،ما صدقتنيش

هتفت وهى تحاول الصعود تغطس وتصعد هتفت بصوت متقطع
_ هـــ غـ. ر ق
امسك اياد بخصرها جيدا…وقال وهو يضحك
_ ههههههههه تغرقى فين هو انتى فى المحيط ، هههههههه

لم يكن يعلم ان لديها فوبيا حقيقيه من المياه فهى تعشق رؤيتها ولكنها لا تحاول أبدا النزول فى اى من أشكالها
هدرت بصوت لاهث :
– لا والله هغرق ،خرجنى من هنا، ربنا يخليك
اجاب هو ماكرا :
– اه ربنا يخليك، لا ما بتاكلش عيش دى
لم تحتمل الشعور وبدئت تصرخ
– خرجنى خرجنى.
اقترب ليقبلها قائلا بخبث :
– يلا امرى لله
اتسعت عينها شهقت بصدمه وهدرت محزرة
– هييييه..وراحت توكزه فى صدره

ارخى يده عن خصرها وهتف محذرا :
_ هاااا هسيبك يلا خلى القروش تاكلك

.تعلقت فى عنقه وازداد هلعها الذى لا يعلم سببه
– خرجنى الهى يسترك
ازدادت ضحكاته على طفولتها وامسك بخصرها جيدا ومن اسفل ركبتيه وانتشلها من المياه وتحرك نحو سلم المسبح
تنحنحنت هى بحرج

– متشكرة ،نزلنى ..
ابتسم اياد ماكرا وهتف يتصنع الجدية :

– سواق حضرتك انا الاجرة يا استاذة
حدقت فى وجهه بدهشه
عاود الحديث بإستسلام :
– طيب هوصلك لأوضتك ..
هتفت هى بطفوله :
– لا نزلنى هنا ..
هتف ممازحا :
_ والله ما يحصل انا لسة ناقذك من القروش ….

وصعد نحو غرفتها ،بالاعلى اسندت حنين يدها الى ركبتها
وتعالى الخجل بداخلها واصبحت وجنتيها ملتهبه بالحمرة
كان اياد فى عالم اخر ومشاعر اخرى اذا شعر بأنها طفلته واكثر واخذ ينظر اليها مطولا
وما ادرك انه نهاية الدرج الا بعد وهلة من الوقوف
تنحنحت هى وهدرت بخفوت:
_ أحممم …وصلنا
بدء كا المسحور وهو يجيب :
_ هااا، وحرك رأسة الى الجانبين ليتاكد من صحة ما تقول ونطق بصعوبه :
_ بجد
اخفت هى بمهارة ضحكتها وادعت انها تسعل
_كح كح كح
ابتسم هو الاخر وهو يفلت يده برفق من على قدمها حتى لامست قدمها الارض
وظل ممسكا بخصرها بتمسك وراسها امام قلبة مباشرة لتسمع هي دقات قلبة المتسارعه

افلتها وتحركت هى نحو غرفتها ،واشار لها بيده مودعا ببطء وكأنه يمثل مشهد رومانسى

******************************************************
فى الصعيد
كانت زينات ممددة على الفراش ولا تتوقف عن النحيب وتهمهم بخفوت :
– بناتى اتخدو منى بناتى حته من قلبى
كان فى جانب الغرفه سيدتان تهمامس جانبا
– هنيه…كانها جنت
صابحه..وهى تضع يدها على فمها:
– كانها ؟ دى اتجنت خلاص كفاية الفضيحه اللى جابتهالها بتها
اجابت هنيه .وهى تحرك فمها يمينا ويسارا:
– قال وكانوا عايزين يجوزها لعزام زينة الشباب ..
اشاحت الاخرى بيدها غير بالية :
– يلا اهى غارت داهية ما ترجعها
واستمع الاثنان لصوت هرج ومرج يأتى من الطابق السف لي – !
– ودا اية دا كمان ؟!
– ايه دا صوت عم البت حنين تعالى نتفرج ع الجرس اللى نازله علينا

و
!!!!!!!!!!!!!!!!!……………………………………………………………………………………….،…..!!

الحلقة الثانية عشر

كان برهان احدى أعمام حنين يهدر بغضب على المدعو فتح الله :

_ انت اتجنيت ع الاخر يا فتح الله جوزت البت ولا خبرت حد فينا كانا كلتنا مش مليين عنيك

اهتاج فتح الله بعنف :
_يوووووه وانا فى اية ولا اية يا برهان ما البت اتسترت وخلاص

لم يهدأ برهام بكلماته بل زادته غضبا وصاح عاليا :
اكده من غير ما تاخد رأينا ،من غير ما تجول لحد ،اتصلت جولت جيلها عريس ، وفى سبوع جوزتها
هتف فتح الله..مبتبرما :
_اهى اتسترت برضه ..ما تجلبوش راسى بقى أهي مع جوزها الدور والباقى على بتى انى اللى ما عرفلهاش مطرح
امسك برهام عصاة الابونسية واشار بها نحوه بضيق وهتف :
_بجى اكده ، طيب خليها تيجى هى وعريسها نشوفه ونعرفوا بتينا راحت لمين

تحدث فتح الله بلا مبالاة:
_ هبقى ادور على رقمه ..وكلمه

اشعلت كلماته فتيل الغضب لدى برهان وامال راسه بضيق متجلى وصدح عاليا:

_تشوف رجمه، كانك رمتها مش جوزتها ،ماشى يا فتح الله قسما بالله البت دى ان ما جات هى وعريسها ولا الجوزاة دى فلحت للدم يبجا الركب بينتنا

.وغادر المكان وسط صمت من اخوته الذين تابعوا المشهد

التف اخيه وهدان ليلومه وهتف بضيق:
_جبت الخراب وجيت يا فتح الله جيتك السواد دى هتحط راسنا فى الطين

ضرب امين كفيه ببعض وهتف بعنف :
_هتفتح الدم بينا وبين عيلة البدرى واحنا مش قديهم ..

لم يبالى فتح الله ونفخ فى ضيق وهدر :
_اقولكم والله ما انا جاعد فيها وسيبهالكوا مخضرة..
وشرع بالخروج مخالفا من ورائه مصائب لا تعد ولا تحصي

**********★**********

على الطرف الاخر كان اياد ينتظرها فى غرفته ممددا على الأريكة ساندا راسه بكفيه فى شرود وعلى وجه تعابير السعادة وابتسامه راضيه

يسبح فى عالم اخر اثر اندلاع اول شرارة حبهم شعورة الجديد بالراحة والطمأنينه اثر تعلقها بعنقه برغبتها شعورا احبة كثيرا وتمنى ان يدوم بقاؤها فى احضانه اعواما لا تنهى

اما حنين فبحثت كثيرا فى خزانتها عن ملابس فلم تجد شيئا يناسبها افرغت كل ما فى الخزانه على السرير ووقفت وسط كل هذا حائرة

مطت شفتهيها بإمتعاض :
_خلاص هستنا الاسدال ينشف وامرى لله
خلعت عنها الاسدال ودلفت الى الحمام

…………………..

ضيق عينيه فى دهشه وتسائل :
اتأخرت كدا ليه ؟
ونهض من الأريكه بخفة وهو يهتف
_هقوم اشوفها

تحرك نحو الممر المؤدى الى غرفتها وطرق الباب بهدوء مناديا :

_خلصتى يا حنون ؟
كانت ترتدى البورنس وتعيد ترتيب اغراضها بملل فى انتظار تجفيف الاسدال تركت ما بيدها
وعلقت بصرها بالباب بريبه
وهتفت :
_اما الاسدال ينشف

ضحك اياد بصوت منخفض وهدء من نفسه وهتف :

طيب ما تلبسى حاجه تانيه

عاودت النظر الى الدولاب وحركت راسها بتذمر :

_ ماهو انا مش هلبس الهدوم اللى انت جايبها دى لو ايه حصل ..

ضحك اكثر. واصطنع الجدية :

_طيب يا حنين انا مستنيكى تحت وقسما عظما لو ما لبستى ونزلتى لاطلع البسك انا بنفسى ويارب ما تنزليش كمان عشر دقايق

ابتسم هو تحرك من جوار الباب ونزل إلى الدرج وهو يضحك عاليا متسائلا من تلك الساذجة التى اقتحمت عالمه ببرائتها وطفولتها جعلته يعشقها حد الجنون
اماحنين
وضعت يدها على رأسها ولطمت عليها بيدها الاخرى بقلق …فهى تعلم مدى جرآته

……………………………………………
فى سيناء
لم ينبث زين فمه بكلمة ولا فرحة كان الجو ممل للغاية
هادى إلى حد بعيد

اخيرا تحرك زين من مجلسه بخفة وتحدث بنبرة حازمه :
_طيب طالما قعدتى معايا فمش عايز اسئلة كتير ولا دوشة ولا تردى عليا كلمه بكلمه تقولى حاضر وبس

استمعت اليه فرحة وهى تحاول السيطرة على انفعالها قد سلمت اليه برغبتها وبكامل ارداتها خضعت ولم تتجرء على التحرك قيد انمله الى خارج عالمه فاصبح هو لعـــنتها الجديدة

استرسل هو بضيق متصاعد :
_لحد ما نشوفلنا حل فى الشبكة السودة دى

تحرك نحو المطبخ ولم يضيف شيئا اخر لقد بدا هو ايضا مشوشا

………………………………….

فى الساحل

جلس اياد ينظر الى الساعه بإبتسامه..ونهض عن مكانه
ليجوب الرسبشن ذهابا وايابا

خرجت حنين من غرفتها لتتمالك اعصابها بصعوبه وتتحرك نحو الدرج ونزلت الدرج بخجل متزايد اذ كانت ترتدى بنطال جينز مقطوع من اماكن متفرقه على طريقة الموضه وتى شيرت احمر كات مزركش بالورود

انتبه هو الى وقع اقدمها على الدرج فٱلتف بإهتمام
ثم اطلق صافير عاليا فور رؤيتها

فدارت على عقبيها لتصعد مرة اخرى ..

قفز نحو الدرج بخفة و لحق بيدها وامسك بها ..
وهتف بدهشة :
_استنى رايحه فين…
تتدرجت وجنتيها الى اللون الاحمر ولم تجبه

هتف هو وهو يتفحصها بجرآة:
_وايه الصياعه دى ؟انتى انحرفتى ولا ايه
امسكت بطرف اصابعها وطأطأت رأسها فى خجل :

وبدى هو مهتما الى تبريراتها البريئه

_اللى لاقيته مش انت اللي جايبه ..

ابتسم وهتف ممازحا :
_ لا تبريرك مش عاجبنى ؛شكلك بتحاولى تغرينى

اتسعت عينيها فى صدمه و..اشهرت اصبعها بوجهه محذرة:
.بقولك ايه احترم نفسك
تعالت ضحكات اياد وهتف معللا
_عمرى ،ما احترم نفسى يلا عشان نفطر

اتجهت حنين الى المطبخ لتعد الطعام
ودلف اياد ورائها عقد ساعديه الى صدرة واسند كتفه الى زاوية الباب واحنى قدمة وتابع خطواتها بشغف جلى

شعرت انها محاصرة من اثر نظراته التى لم تحيد عنها وازدات ارتباكا

فإنزلقت السكين الى يدها جرحت طرف بنانه تألمت وهى تهتف :

_اااه

اعتدل اياد فى خفة وهرول نحوها بقلق بالغ وقضب حاجبيه وهو يتفحص طرف بنانها :
_ الحمد لله جات سليمه
مش تحاسبي ؟!

ابتلعت ريقا بتوتر ،وهى تتحاشى النظر اليه

ضم يدها بين كفيه وقبلهما قبلة عميقه هادئة
سحبت يدها من بين يده وتظاهرت بالانشغال

قاطعها بيده وهى ينظر لعينيها برجاء :
_ حنين انا بحبك بجد
كانت كلماته الصادقه تعبر الى قلبها بسلاسه ولكنها ايضا لن تكون ساذجه كأمها
دارت بوجهها فى المكان بتوتر واثارت الصمت
امسك هو يدها ليوصل لها احاسيسة الدافئة وهدر بهدوء وهو ينظر الى عمق عينيها الساحرتان
_ حنين ، قولتلك ادينى فرصة اصحح الوضع اللى احنا فية ،وقولتلك دلوقتى بحبك وانتى لى مصرة تتجاهلينى
جثى على ركبته وهو ممسك بيدها ويقبلها :

_سامحينى ، انا حقيقى بعشقك

لم تتمالك حنين نفسها من فرط رومانسيته ومحاولاته فى ايصال حبة لها فأدمعت عينيها وهتفت:
نهض مسرعا ويحتضن وجهها بكفيه هو يمسح بطرف اصبعة دموعها وهتف بصوت حنون :
_ انا مش عايز اشوف دموعك تانى انا ما قولتلكيش انى بحبك عشان اضعفك انا قولت عشان تبقى اقوى
وانا بوعدك انى عمرى ما هكون سبب فى دموعك دى

كانت تنظر الى عينيه الرماديه الصادقة كانت تشعر بإنجذاب قوى نحوة ولكن دوما هناك شيئا فى عقلها يمنعها من هذا الانجذاب ويعنفها
على استيلامها

انتفضت من بين يده وازحاتهم عنها بهدوء ورجعت خطوتين الى الخلف وهتفت بوجه غاضب:
انا مقدرة تعاطفك معايا بس
_بلاش تعملنى اننا بنحب بعض ..انت عارف انت جايبنى لى وانا كمان عارفة بلاش تمثيل وبلاش نتصنع مشاعر مش بتعاتنا خلينا نخرج من حيات بعض من غير خسارة اكبرلو سمحت

كور يدة هو فى وتبدلت ملامحه الى القسوة وعض على شفتيه ..واندفع بضيق
من جوارها ولم يجيبها

**************************************

على الطرف الاخر عند فرحة
كان الامر مشابه فكانت دوما تجلست فى غرفتها تدعو الله بصوت حزين من فرط شدتها و من جلوسها بمفردها اغلب الاوقات لا تستطيع حتى ان تفتح نافذة او بابا

**************************

مضي يومان ولا جديد انزوت حنين فى طرف غرفتها وهو ايضا تحاشي الصدام معها
فقد شعر بإهانة شديدة اثر تعامله معه بكل هذا الجافاه وارهقة التفكير فيها واصبح

الة متحركة لا يشعر طعما للحياة
************************************

مازال الوضع فى الصعيد نارى ومؤثر على كل افراد الاسرة وانتشرت رجال العائلة

بحثا عنها فى كل الارجاء لثار منها ، اما عند عزام فكان وعيده مختلف وعيد مغلولا من تلك التى تعالت علية وفضلت عليه غيره امام عينيه

كان يجلس بشرود فى غرفتة ،قبل اقتحام امة الغرفه عليه

نادته امه صابحه وهى تمط شفها بأسي على حالة ابنها وعدم ادركه منادته له عددت مرات على الرغم من دنوها منه

هتفت بضيق وهى تعاود النداء مرة اخرى :
_ عـزام ، يوه ،منها لله اللى كات السبب كان زمانك عريس دلوجت ومتهني ، يا ولـدى

انتبه اخيرا لنتائها وتوقف عن تحريك اصبعه على طرف ذقنه :

_ خير ، يا مــه فى حاجه ولا ايه ؟!
زفرت بضيق وهي تضع يدها فى حجرها وهتفت بتأفف:
_ما فيـش يا ولدى ، بس حالـتك مش عاجباني !

ضيق عينية فى تسأول :

_مالها حالتى ياأمـه؟

اتطلعت الى وجهه بضيق وهى تهدر بتعصب :

_حالـتلك لا تسُر عدو ولا حبيب ،وشك راح زى المونه ،وعنيك ما بتغفلش ،ويا اما بدور على اللى يتقصف عمرها بدرى ،يأمه قاعد اكدة ما دارينش بحدا واصل

امتعضت وجه وهو يهتف :
_فى يا امه ، هتكلمينى كيف الابنته
زفرت بضيق :
_الابنته بيتستروا ، وانت اتوقف حالك باللى غارت

اعتدل فى جلسته وهو يزمجر :
_ يوووه هتعددى عليا اومال

_ وما اعددتش لي ؟ كان زمانك متهنى وزين غيرش الفاجرة اللى مشيت وولعت الدار حريقة ، اتجوز يابنى وفرحنى بيك شاورلى على بت مين تكون وانا اجوزهالك

اشهر اصبعة فى وجهها وهو يهدر بعنف بالغ :
_ ما هتجوزش ياما ،ومش هيكون عروستى غير فرحـه وما حدش هيشكمها
غيري والله فى سماه لأجبها ولو فى سابع ارض …

وخرج مسرعا بغضب دفعه للبحث عنها من جديد و

تركها تلطم كفيها ببعض وهى تهتف بصوت واضح :

_ وقفتى حال ولدى وفضحتينا يا بت المنكوبة

************************

فى المساء
دارت فرحة فى المنزل لمحاولت اشغال فراغها وتخفيف وحدتها الموحشة

ولكن لا فائدة اخيرا قررت الاستسلام الي النوم كي تنهي ذلك الوقت الذى لا يمر ولا تشعر بشئ اتجهت نحو السرير العريض واندثرت تحت الغطاء تحاول اقناع نفسها بالنوم العميق

وتذكرت زين اذا وقعت تحت سيطرته الكاملة اثر بقاؤها معه برغبتها
.لا تعرف ما القادم ولا تعلم ما هو المجهول فهي فى تلك الحالتين مجبرة لا مخيره

ا
صمتت افكارها اذ سمعت صوت انغلاق الباب ،

فأغمضت عيناه بقوة متصنعت النوم ومتحاشيت المواجهه معه ولتحتفظ بما بقي من كرامتها امامه ..
.فتح زين الغرفة ووقف مباشرا امام السرير ..تفرسها باعين حادة وهو يخلع عنه قميصة ويلقية جانبا لوى فمه ، وتحرك نحوها ثم تمددالى طرف السرير عارى الصدر واغمض عينيه

فتحت عينها ببطء .. اذ شعرت بدفئ جسدة خلفها همست فى نفسها:

_ يااامصبتى ..كدا كمل العار .

همت بالتحرك ببطء وحذر لتبتعد عن الغرفة بأكملها ولكنه جذبه اليها بقوة واحتضن خصرها ..
جحظت عيناها..وانتفض جسدها ..اثر حركته المفأجاة
وحاولت التملص بجهد ولكنه كان ممسك بها بقبضة حديديه
زفرت ..بصوت ضيق مسموع وهى توبخه
_ هو ايه اصلو ايه دا ..بطل استعباط ..وشيل ايدك
رفع راسة قليلا وفتح نصف عينه وهتف بضجر
_ خــير
بضيق اجابته:
_ وهيجى منين الخير شيل ايدك عنى .
اغمض عينه غير مبالى واسندة راسة الى الوسادة

هاتفا بمكر :
_انا مرتاح كدا
عملت على ان تزيح يده بقوة وهى تهتف:
_بس انا مش مرتاحه
صاح عاليا :
_اسكتى بقى عشان عايز انام

هدرت بضيق وهى تصك اسنانها بغلظه:
_ انشا الله مانمت ..ارفع ايدك عنى بدل ما اصوت والم عليك الدونيا

عند اذن فتح عينه بحدة والتمعت ببريق شيطانى عجيب وقفز بخفة فوقها ..

لشهقت هى برعب اثر دنوه المفاجئ منها بهذة الصورة العدوانية التى لا تبشر بالخير

_هييييييه …انت اتجنتت ..ابعد عنى
امسك راسغيها وثبتهما بمهارة وهتف بنبرة محذرة :
_ لحد دلوقت انا بعملك زى اسرى الحرب ..ولسة ما شفتيش الوش التانى بتاعى..واحسنلك ما تشفيهوش..ولما تحبى تطلبى منى حاجه ..اطلبيها بأدب ..ولعلمك قلت الادب معايا ما بتجبش
الا قلت الادب ..اعقلى وحطى عقلك فى راسك ودا لمصلحتك

ارتعشت من تحذيراته وبدءت فاقدة السيطرة على انفاسها الاهثة وهى تهدر بخوف بالغ :

_انا اسفه..ابوس ايدك ابعد عنى بقا ..ربنا يسترك حرام عليك
القى نظرة اخيرة متشفيه على تلك العنيدة ..المتمردة ..عندما تتحول الى فأر منكمش …بخوف ..
وعاد الى وضعه بهدوء
فقفزت هى من السرير وهرولت بسرعه الى خارج الغرفه والتقطت قميصة المسجى على طرف السرير لتستر به من اعينه الوقحه

تابعها حتى توارت عن ناظريه تماما …وارتسمت على شفتيه ابتسامه تسلية واضحة
***********************

عند حنين
لم يجافى النوم عين حنين وسارت تتقلب يمينا فى ارق تعاتب نفسها على حديثها الية ومشاعرة كلها فى حالة من التخبط نهضت عن فراشها

وتحركت فى الغرفة المظلمة التى تسللها بعضا من ضوء القمر نفخت فى ضيق عندما شعرت

بإشتياقها اليه ،قد مضي يومين على ما حدث وهو لم يحاول حتى معاتبتها فقد دحجها بنظرات تحمل الكثير من المعاني والالم راتها جيدا فى لمعة عينيه ولكنها تغافلت عنها تماما واثرت الجمود الان لا تعرف سبب الندم المفاجئ او حتى الاشتياق ،فتحت باب غرفتها كا المغيبه و لا تعرف لما ساقتها قدامها نحو غرفته ..

وجدت الباب مفتوحا بعض الشئ فقد تركة اياد على هذة الحالة فى حال ان هاجمتها الكوابيس من جديد ينتبه اليها

دخلت دون تردد وبهدوء دارت بمقلتيها فى المكان بحثا عنه
فى تلهف واضح وقع نظرة علية بسهولة اذا كان مستلقى فراشة تحرركت نحوة وجثت على ركبتيها تتامله هيئته وحدثت نفسها :

_يا خبر لو صحي دلوقت هيفول عليا ايه؟
وطمئنت نفسة قائلة :
_دا نايم مش هيحس بيا
سنحت لها الفرصة اخيرا ان تراه جيدا دون النظر الى عينية التى تربكها وتفقدها صوابها وكان اكثر ما يؤلمها بهم هو صدقهم ، هذة هى معانتها قلب يهوى وعقل يرفض

حفظت ملامحه عن ظهر قلب وهمت لتعود ادرجها بعدما هدء قلبها قليلا
تحركت بهدوء

فأمسك يدها التفت الية وهى تعض شفاه بحرج
ولكنه مازال مغمض العينين

هتف بإستمتاع وهو مغمض العينين :
_خليكي
توترت هى واذدات تعلثم وهى تهتف:
_أأأأأ..انت..صاحي
فتح عينيه التى بدى عليها اثار النوم وهتف مبتسما:
_مجرد ما تنفسى بس بحس بيكى

اعتدل فى نومته..وهو مازل ممسكا بيدها و سحبها لتجلس بمقابلة على طرف الفراش وهتف برقه بالغة وبعبارات صادقه :
_نفسك افضل من عطور فرنسا ..بينعشنى ويفوقنى ويسحرنى ويا خدنى لعالم تانى عمرى ما عشته
حنين. ازدادت توترا……..وحركت رأسها بالارض
جذبها نحوه ،وهو يمزح بتساؤل:
_ ما تعرفيش دكتور اروحله ..

ابتسمت… وهى تفرك اصابعه بخجل
امسك طرف ذقنها باصابعه استرسل
_وكدا ا تجننت رسمى
اتسعت ابتسامتها وتزايد فى فرك اصابعها
هتف بإسمها بجدية :
_ لي ما اتجننش اديلى سبب واحد ما يخلنيش اتجنن دلوقت

تسارعت هى دقات قلبها اثر حديثة الساحر واتقانه فى اخراطها من حالة الي حالة

_ والبنت اللى حبتها واللى اتمنتها قاعدة قدامى وبتضحكلى اللى حفيت وراها عشان تبصلى راضيه عنى جاية اوضتى وقاعدة قدامى ، اقرصينى يا حنين يمكن بحلم

كان كلامه عنها بهذة الصورة يحدث خلل فى توازن تفكيرها ولا يستطيع انكار حبة البادى في عينيه بصدق

ابتسم اثر حالة السكينة التى انتابتها وداعب ارنبة انفها قائلا :
_ عيون قلبى انتى يا حنين

انتابها فضول نحو نطق هذة الكلمة الجديدة على مسمعها
ضيقت عينها فى تساؤل :
_يعنى ايه؟!

ازدات ابتسامته واعتدل فى اهتمام واحتضنا يدها بين كفيه وهو يشرح لها :
_ عيون قلبى معناها ان قلبى كان مغمض مش شايف حد يتحب او يستاهل الحب لما
شافك فتح وحب الدنيا وشافها حلوة شفها تستحق انها تتعاش بجد..شافك انتى ومش عايز يشوف غيرك

فرغ فاه وهي تستمع الى كلماته العذبة المتقنه وعلقت بصرها بعينيه كالمسحورو وهتفت بتواتر:
_هأااااا

حرك كتفة بخفة وهو يمرح :

_حبيتك يا حنين اية اللى هأااا

حاوط ذراعية بكتفيها وضمها بقوة واسند رأسة الى رأسها وهو يطلق تنهيدة حارة

استجابت معه حنين و لم تعارض رغبتها الملحه فى احتضانه اغمض اياد عينه ليستشعر السكينه والهدواء الذى ينعم بهم الان

نجح اياد بأن يغمرها بحنانه وبإحسسه
جعلها مستكينه الى حد بعيد فى احضانه كانت فى شوقا الى الامان الذى تستشعرة الان
…رفع رأسة عنها واراحها لتصبح فى مواجهته وسألها وهو يحدق بعمق عينيها :

_راضيه بيا يا حنين ،تقبلي تكوني علي ذمة عاشق

علقت نظرها بعيناه التى اجبرتها على تحريك راسها بالموافقه فهى تحت تأثيرهما
المغناطسى لا حول لها ولا قوة ابتسم ابتسامه واسعه

ومال ليلتقط شفاها وطبع قبلة عميقه ازدادت تشابكا وجرفتهم نحو عالما اخر
ليزادتهم عشقا

***************

وأشرقت الشمس .
تململت فرحه بألم أثر تكورا على نفسها على تلك الأريكة الخارجيه الضيقة ،قاومت رغبتها الشديدة فى النوم ونهضت بتكاسل إذ من المناسب لها ان تنتبه جيدا الى ذلك الذئب التى تقبع فى عرينه ،عدلت من قميصها لتهندم تبعثره وتحركت ببطء حذر لتتأكد من وجوده او عدمه
كانت غرفته مفتوحة كما تركتها أمس غائط فى سبات عميق هرولت على أطراف أصابعها وهي تمر من أمام الغرفة لتستخدم المرحاض قبل استيقاظه ،أنهت حمامها بهدوء وعادت لتخرج

ولكنها اصتدمت بوجه عابس يحك رأسه ويتحرك نحو المرحاض بنصف وعي تحركت سريعا من وجهه دون تعقيب هتف فى نفسها :
– حتى وهو لسة صاحى غتت
خرج بعد قليل . وبدء فى تجهيز الأفطار فى المطبخ المطل على الصالة على الطريقة الامريكية
تحركت ببطء لتشاهد ما يفعله وهو يوليها ظهره …
وفجأة هتف دون ان يلتفت بصوت عالى وكأنه يعلم بأن نظراتها تتابعه
– تعالى تعالى حضرى الأطباق
انتفضت فرحة ووضعت يدها على صدرها لتتمالك فزعها وراحت تردد بهمس :
– بسم الله الرحمن الرحيم
كان مازل فى وضعه ولم يتحرك وكان صوت البتوجاز عالي وبكل الأحوال لا يستطيع سماع همسها إلا أنه لوى فمه وابتسم وهتف مجددا
– ايه إتخضيتى ..
ارتعبت فرحة من التقاط سكناتها دون التفات
تحركت نحوه بأقدام مرتعشة وهتفت بذهول :
– هو انت مركب عين تالته فى راسك
أجاب بجدية تامة :
– أه وخافى منى …
همست فى نفسها وهي تفتح الدولاب لتخرج الاطباق :
– ومين قال إنى ما بخفش !
إلتف هو وافرغ المحتوى فى الاطباق بآلية
التفت هي لتغسل الاوانى التى خلفها من طهيه
– سبيهم وتعالى كلى ،قالها بصوت أجش
اجابته بإيجاز وكأنما تتحاشى الحديث إليه :
– بعد ما تخلص هاكل
عاد بجدية يهتف :
– قولتلك تعالى
تعلثمت وهى تكمل ما فى يدها على الا تجالسه او حتى تقترب منه :
– اصل ..
تعمت تضخيم صوته إثارة فزعها :
– قولت إيه …أنا مش كل شويه هعيد اللى هقوله
ابتلعت ريقها بقلق وتحركت نحو الطاوله الصغيرة التى تتسع إلى فردين فى جانب المطبخ ..تناول طعامه بسرعه قياسية ونهض بخفة باتجاه المطبخ مرة اخرى بينما تركها هى تكمل الطعام بتوجس من أى حركة تصدر منه
هتف بصوت جاف :

– تشربى شاى
أجابت بإيجاز :
– لا
عاد النداء مجددا وهو يسأل :
– طيب تشربى نسكافيه ..
حركت عينيها بقلق إثر تكرار أسئلة لادعى لها :
– لا شكرا
لوى فمه وهو يفرغ الماء الساخن :
– ومالوا. أعملك ما خدام حضرتك
كان يتعمد استفزازها ونجح هتفت بضيق :
– الله ماقولت مش عايزة
هتف بهدوء وهو يضع الكاتل :
– ابتدينا النرفزة…
تشنجت قسماتها بضيق :
– أنت مستفز اساسا
استمر فى هدؤه:
– ورجعنا لقلة الأدب
اتسعت عيناها بحذر واثارت الصمت
أستدار لها وارتشف رشفة من الماج الذى بيده :
– قولتلك قبل كدا قلة الادب ما بتجبش غير قلة الادب صح ولا لا
إبتلعت ريقها بتوتر وتذكرت.سيطرته عليها امس استشف هو حمرة وجها برغم انها موليه ظهرها ،فإبتسم..وهتف بجدية تامة وبصوت اجش :
– اقلعى
انتفضت من مكانها اثر كلمته المرعبه واحتضنت قميصه الذى يسترها …برعب
***********************************************
على الطرف الاخر حيث تخللت اشعة الشمس من بين فتحات البلكون الخاصة بغرفة اياد استيقظت حنين بتكاسل شديد وسط الاغطية الذهبية الناعمه ،ودارت بمقلتيها فى المكان لمحاولة التذكر اين هي ؟
اعتدلت فى جلستها اثر رؤيتها اثاث غير مألوف عن الذى اعتادته ،ازاحت خصلات شعرها المهدلة على جبيتها بتوتر وتذكرت ما حدث امس
فتشنجت قسماتها ومالت برأسها للامام واسندتها بكلتا يديها وهى تردد بخفوت :
– سلمتيله يا حنين شوفى بقي اللى هيحصلك ..من وراء دا
رائحتة العطرة تملا المكان وتقحمه بعالم اخر نظرت الى جوارها لتتاكد من وجوده أو عدمه لم تجد سوى بعجة الغطاء مكان نومه …
اغمضت عينيها لتهدأ من روعها فقد تركها بعدما أخذا ما أراد والأن تستعد إلى الوقت الذى سيحين فيه زجها إلى الخارج ربما بالملاءة التى عليها نهضت من الفراش بهدوء والم تسيطر على راسها فكرة طردها بعدما حدث ما حدث …
.اتجهت نحو الحمام لتدير المقبض لتجد وما جعل عينها تتسع فى دهشة ووقفت بمكانها واصبحت فى حالة من التصنم
**********************************
فى سيناء
ضحك زين فور انقشاع ..تمردها وظهور ضعفها وتوترها الذى تعمد استفزازه وهتف وهو يحتفظ بإتسامته :
– هههههههههه ،اقلعى القميص بتاعى …عايز اخرج …
زفرت انفاسها التى – حتبستها بتوتر واستدارت لترجوه بأدب :
– لو سمحت سيبهولى ..انا مش متعودة على كدا ..وبعدين ماعيش هدوم
رفع حاجبية وهتف بدهشة :
– يا سلام واخرج انا كدا … واشار الى نصفة العارى
اعادت الرجاء معلله :
– انت راجل ما حدش هيبصلك
قضب حاجبية بعبوس وهو يسئلها :
_ انتى شايفه ان ما حدش هيبصلى
تفحصت عضلاته المقسمة والبارزة بتوتر وهتفت فى نفسها
– دا يغتصبوه بالشكل دا
فاقت من شردوها وتنحنحت بحرج :
– اااحم ….سيبهوالى ارجوك يا اما تخرجش
لوح بيده فى حركة تعجبيه وصوت ايضا متعجب
– ايه بنت المجنونه ايه اللى وقعت فيها دا ..اترميتى عليا منين انتى اخلصى يا بنتى خلينى اروح اشوف حالى
ابتلعت كلماته على مضض لكى تحصل على ما تريد وهتفت تسأل :
– طيب فين هدومى ….
اجابها بنفاذ صبر :
– قولتلك اتقطعت واحنا بنط
اجابته بإستسلام :
– طيب هاتلى غيرها
تحرك من المطبخ وهدر ساخرا:
– اجبلك غيرها وماله …واجبلك ورد ..ودبدوب كمان …
تفحصته بضيق :
– انت بتتريق…
تحدث بجدية مصطنعه:
_ اعملك ايه ..انتى يا بنت انتى ماسكه عليا ذله ولا لويه دراعى .عشان تتشرطى عليا
اعتدلت بخفة واجابت وهى تتسلح بالقوة وهدرت بإندفاع :
– ايوة ….مش انا االشاهد الوحيد ..على ااااا…
وماتت الكلمات والحروف على طرف لسانها اثر رؤية الغضب المشتعل من بين عينيه اجفلت عينها وابتعلت ريقها بتوتر اثر رؤيته بمقربة منها
اختصر المسافه بينهم بخطوة وجذبها من تلابيب قميصها بعنف
لتصبح بين يدية واقترب من وجهها وتحسس وجهها بطرف انفه وهو يهمس بهدوء:
– انا كمان ممكن امسك عليكى ذلة مهو مش معقول واحدة حلوة زيك قاعدة مع راجل لوحديهم والشيطان تالتهم … وووو
اتسعت عينها بقلق واستجمعت بقايا قوتها ودفعته بقوة وركضت إلى الغرفة برعب جلي
************************************
ما وجدتة حنين افسد كل ما كانت تفكر فية اذا استطاع اياد ان يثبت لها حبة برغم عدم تواجده الى جوارها
اذ كان يملا لها البانيوا بالمياه والورود معا يفوح منه رائحة ذكيه منعشه دلفت عدة خطوات لتصدق هذا الحلم الوردى الذى تمنت أن لا ينتهي امتداد عمرها جلست الى طرف البانيو وداعبت بأصابعها الورود التى تطفوا على المياه بإبتسامه ونهضت لتنفض عنها الملاءة وتخطوا الى داخله لتنعم بحمام هادئ ومريح
خرجت ..بعد فترة تجفف شعرها بمنشفة بيضاء ، اقتحم اياد الغرفة بسعادة
فزعت اثر حضورة المفاجئ احتضنها بسعادة دون ملاحظة ذلك ليشعرها بمدى اشتياقه لها فى هذة المدة القليلة
تنحنحت حنين بحرج وهى تهتف :
– كنت فين
ابعدها عنه بصعوبة وهتف بسعادة تقفز فى عينيه
– مفاجأة ..
هتفت بعدم استيعاب :
– يعنى ايه
جذبها من يدها وهو يهتف بحماس
– تعالى اوريكى جبتلك ايه
تحرك بها الى خارج الغرفة يسحبها ورائه بخطوات واسعة واتجها نحو غرفتها ،كانت كل فراشها مملوء بالاكياس الورقية الجذابة والملونة قضبت حاجبيها بتساؤل :
– اية كل دا
هتف اياد وهو يلتف اليها :
– دا لبس ،البسى اى طقم من دول عشان المفأجاة
تطلعت الية وهى فى عدم استيعاب :
– هنخرج
اومأ براسه :
_اممم ..اومال هنفضل محبوسين هنا
اشارت بيدها نحو الفراش
– ايوه …..بس دا كتير
هتف اياد بتفاخر وهو يرفع رأسه :
– مرات اياد الاسيوطى ما يبقاش حاجه كتيره عليها
ارتبكت اثر تباهية بنفوذه وسلطته
امال راسة الى مستوها وهمس بنعومه:
– البسى بسرعة بقا عشان نخرج
تحركت ببطء نحو الاكياس وتصنعت العبث بها ببطء لتخفي حزنها الذى استشفة اياد سريعا
اذ شعر بسكوتها الغير مبرر اذ بدت على عكس ما تخيل حزينه تحركت امامه كآلة وليست هي من كانت بأحضانه امس ينعم بحبها ويحلق معها فى الفضاء
اتسعت عينه بقلق وهو يناديها :
– انتى تعبانة ،فيكي حاجة
حركت رأسها بنفي واجابت بإيجاز
– لا
– لو مش عايزة تخرجى قولى …
عادت لتصطنع ابتسامه :
– لا ابدا
التف اياد وخرج من الغرفة بصمت لقد سابق الوقت لكى ينجز ما اراد قبل استيقاظها ليستطيع رسم ابتسامة راضية على وجهها ولكن احبطته هي بحالتها العجيبة
*************************************************
فى سيناء
خرجت فرحه من الغرفة ..عندما سمعت انغلاق الباب وتيقنت تماما من خروجه من الهدوء الذى خلفه ورائه
غادر زين بهيئته التى استنكرها ، خرج وترك لها القميص الذى كانت متشبسة به شعرت بلذة الانتصار و ابتسمت لانها اخيرا حصلت على ما ارادت ولم يغفل عقلها عن حركته اللطيفة اثر تركه لها وازدادت ابتساما

هندمت ياقته بتعالى ولفح عطره انفها فإستسلمت الى استنشاقه بقوة واختزلته بداخلها

…………………………………………………………………………………!!!!
بقلم ياسمينا أحمد

Leave a Reply

Your email address will not be published.

زر الذهاب إلى الأعلى