ترفيهمسلسل شيطان العشق

“مسلسل شيطان العشق الحلقة 29و30

29. باقة ورد

سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة

طائف : آيات ………… مراتي

رفعت انظارها نحوه بدهشة لتجده يحدق بالآخر فى غضب و غيظ لتسمع ميشيل يهتف بدهشة

ميشيل : مراتك ؟

عدل طائف من وضعيتهم معاً ليجعلها تقف بجانبه فى الجهة البعيدة عن ميشيل … يحيطها بذراع واحدة في حين ان انظاره مازالت معلقة بالآخر ليهتف بتصميم

طائف : بالظبط كده …. مراتي ….. فرحنا كان امبارح

امتعض وجه ميشيل لينظر نحوه بغيظ و احباط … واخيراً نجح في رسم ابتسامة صفراء على وجهه ليردف

ميشيل : félicitations ( مبروك )

طائف بغيظ : merci ( شكراً )

راقبت الاجواء المحيطة بوجل و توتر .. تنقل انظارها فيما بينهم فتجد هذا الغريب يرمقها بنظرات متفحصة مريبة لم ترتح لها لتقترب اكثر من جسد طائف محاولة الاحتماء به

تنحنح ميشيل ليردف

ميشيل : بما ان آسر لسة موصلش فيشرفني انى استضيفكم فى بيتي المتواضع لحين وصوله

آيات بهمس : كل ده و متواضع الله يرحم يا آيات .. بيتك كله مكنش يجي ركنة فى المكان ده

نظرا نحوها بتساؤل عما تهمس به …….ميشيل لم يستطع سماعها فى حين كان طائف قد استمع لكل حرف خرج منها ليبتسم بداخله على تعليقها المفاجئ ذاك فلا المكان او التوقيت مناسبان لمثل تلك الافكار ……. همس بداخله ” مجنونة “

عاد بأنظاره نحوه ميشيل ليجيب عرضه بجدية

طائف : اعذرنا مش هنقدر نقبل عرضك المتواضع ده …… شدد على كلمة المتواضع تلك لتفهم آيات استماعه لحديثها و تبتسم فى خبث و تسمعه يُكمل ….. زي ماانت عارف عرسان جداد بقى … ده غير ان الفيلا بتاعتي هنا جاهزة و فى انتظارنا

نظر ميشيل نحوه بحقد و غيظ اثار غضب الاخر …….. اومأ لهم قائلاً

ميشيل : زي ما تحبو و على العموم آسر هيوصل بكرة .. يبقى اجتماعنا هيكون بكرة …. و طبعاً حضرتك هتشرفينا بوجودك

ابتلعت ريقها بتوتر لتنظر نحو طائف بحيرة و قلق فيشتد هو على احتضانها قائلاً

طائف : تمام …. عن اذنك

ثم تحركا معاً نحو الخارج لتبتعد عنه فور خروجهم هاتفة

آيات : فرحنا كان امبارح ؟؟ شهر عسل ؟؟ طائف … انت وعدتني انه كتب كتاب بس و الفرح بعدين

اكمل سيره بصمت ليتجها نحو السيارة والتي اتت بهم من المطار الي القصر ….. هتف قبل الصعود

طائف : كان لازم يبقى فيه سبب عشان ارفض استضافته لينا …… ثم نظر بإتجاه السائق و اعاد انظاره نحوها مرة اخرى ….. نكمل كلامنا لما نوصل

ثم تحرك ليستقل المقعد الخلفي للسيارة و تبعته هي الاخرى لتفعل المثل .. واثناء رحلتهم تلك الى فيلته عادت لاحداث اخر يومان لهما بالبلاد

فلاش باك

استيقظت فى اليوم التالى من عرضه للزواج منها و رفضها المستمر ….. تحركت بخفة لتأخذ حماماً ساخناً اتجهت بعده الى الاسفل لتفاجأ بعودة الخدم و على رأسهم منى لتتقدم نحوها هاتفة

منى بإبتسامة : صباح الخير يا هانم

آيات : منى ؟ انتي رجعتي امتى ؟

منى : طائف بيه كلمني و طلب مننا نرجع فرجعنا

اومأت آيات بلا اهتمام لتردف بتساؤل

آيات : طب هو فين ؟ فى المكتب ؟

نفت منى بحركة من رأسها لتجيب

منى : الباشا راح الشركة من بدري و طلب منى اسلمك دي

نظرت لما تمسك به لتجده صندوق اسود متوسط الحجم مربوط بشريطة حريرية سوداء … تطلعت نحوه بفضول قبل ان تلتقطه و تتجه به نحو غرفتها لفتحه فى حين تحركت الاخرى لاستكمال عملها بإبتسامة غامضة

و بغرفتها بدأت بنزع الشريطة و فتحه ليطالعها فستان قصير اسود اللون و بجواره جميع مستلزماته من اكسسوارات و مكياج و الحزاء الخاص به

وقفت تطالع محتويات الصندوق بدهشة و تعجب لتلاحظ ورقة صغيرة بداخله التقطتها لتقرأ ما دون بها

” ياترى ممكن اكون محظوظ لدرجة انك تقبلي عزومتي على العشا الليلة !!! “

طالعت الورقة بذهول و فرح فى باديء الامر لترتسم ابتسامة ملتوية على فاها بعد فترة قائلة

آيات : فكرك كده هقبل يعني .. بس فيه تقدم ….. كويس انه مخلاش العزومة امر واجب التنفيذ

مر الوقت سريعاً و لم تراه بالفيلا طوال اليوم لتستعد اخيراً لموعدها معه و بعد انتهائها وجدت مني تستأذن للدخول

منى بإعجاب : ما شاء الله يا هانم زي البدر فى تمامه يا بخت طائف باشا بحضرتك

طالعت آيات نفسها بالمرآة لتهتف بخجل و توتر

آيات : بجد يا منى …. طالعة حلوة

مني : تجنني يا هانم ….. يوووه نسيت ابلغك ان طائف باشا فى انتظارك تحت

زاد توترها و اضطرابها لتعيد النظر لهيئتها للمرة الاخيرة قبل ان تلتقط حقيبتها متجهة الى الاسفل

كان بإنتظارها اسفل الدرج يرتدى هو الاخر حلة انيقة سوداء اللون اعجبت بها فور رؤيتها عليه لتظل تحدق به لفترة مبهورة بوسامته و جاذبيته القاتلة فى حين كان هو بعالم اخر لا يرى امامه سوى حورية سقطت من السماء لتكون ملكاً له وحده دون شريك

لاحظت نظراته و تحديقه بها لتكتسي وجهها حمرة الخجل و تردف بصوتها الرقيق والذي اصابه وقتها فى مقتل

آيات : احم احم … مش هنمشي بقى

اومأ بهدوء ليتحرك نحوها ممسكا بكفها واضعاً اياه على ذراعه ….. و اتجها معاً الى وجهتهم المجهولة بالنسبة لها

ظل يقود السيارة بصمت و لفترة ليست بالقصيرة حتى وقف امام مرسى لليخوت لتنظر نحوه بدهشة

آيات : احنا ايه اللي جابنا هنا …. مش قولت عشا؟؟؟

نظر نحوها بغموض قائلاً

طائف بمرح : متخافيش هأكلك مش معقول اسيبك جعانة

ثم ترجل من السيارة و دار حولها ليفتح الباب لها فتترجل هى الاخرى منها

امسك بكفها و سار بها قليلاً حتى وقفا امام يخت ضخم الى حد ما و توجه نحوه …… صعد اليه اولاً ثم ساعدها هي الاخرى على الصعود ….. ظلت تحدق بالمكان بإعجاب حتى وجدته يسحبها الى درج صغير صعدته برفقته لتجد طاولة معدة برومانسية شديدة و على ضوء الشموع تحوى اكلاتها المفضلة و التى ظنت انه على جهل بها

تسمرت بمكانها تطالع الطاولة و الجو المحيط بها بدهشة لتجده يسحبها معه و يبعد احد المقاعد ليسمح لها بالجلوس و قد فعل المثل هو الاخر

طائف بهدوء : بتحبي النيل مش كده ؟؟ عارف انك بتحبي البحر اكتر بس للاسف احنا فى القاهرة يعنى نيل و بس

ظلت تحدق به ببلاهة ليكمل

طائف : اكلاتك المفضلة بيتزا و شاورما ………. حقيقي ولاول مرة مكنتش عارف اتصرف ازاي …. يعنى المفروض عشا رومانسي و فى الاخر …. بيتزا و شاورما …… ثم همس …… مجنونة … حسبي الله و نعم الوكيل

آيات بغيظ : سمعتك على فكرة

طائف بغيظ : يعنى ساكتة على شرحي للي عملتهولك و مسكتي فى اخر كلمتين

تنهد بإستسلام ليكمل بهدوء

طائف : ناكل بقى

اومأت بقوة و فرح ليبتسم لطفولتها و التى تظهر فقط بوجود احدى قطع البيتزا او الشاورما …… لاحظ عشقها لهاتين الوجبتين خصيصاً اثناء فترة تواجدها معه بمنزله لذا قرر استغلال ذلك فى مهمته الليلة

انتهو من تناول العشاء لينهض بنفسه لإحضار شرابهم

آيات : هو مفيش حد هنا ولا ايه ؟

عاد طائف بكأسين من العصير يمد بإحداهما نحوها و يعاود الجلوس

طائف : مفيش غيرنا هنا

اومأت بهدوء لتتحرك من مكانها نحو حافة اليخت تراقب حركة الماء الهادئة لفترة …. وجدته بعدها يتقدم نحوها بهدوء يحمل شيئاً ما بيده

نظرت له بذهول تلتقط ما بيده ساخرة

ايات : ياااااه بوكيه ورد ….. لا و كمان بتلات وردات بس …. كتير عليا والله

نظر نحوها بصمت لتراقب هي الورود بدهشة زادت حين لاحظت ذبول احداها الواضح و الثانية يلزمها بعض الوقت للذبول هى الاخرى فى حين كانت الثالثة تمتاز بجمالها الاخاذ و لونها الاحمر الزاهي

التقط طائف تلك الوردة الذابلة ليردف بهدوء

طائف : دي وردة دبلانة بسبب اهمال و قسوة و كره و حقد و ظروف ملهاش اي ذنب فيها …. اتحطت فى مكان مكنش مكانها بس حاولت تعيش لكن زي مانتي شايفة …… كانت دي نهايتها

ثم التقط الوردة الاخرى ليردف

طائف : ودي …. دي بتحاول تعيش و لسة عندها امل تفضل موجودة وترجع زي الاول … بتقاوح و تعافر بس محتاجة اللي ياخد بإيديها و يسقيها عشان تفضل موجودة

ثم التقط افضل الورود والتى فور اخراجه لها من الباقة لاحظت تدلي شيء لامع منها …. و الذي ماكان سوي خاتم ؟؟؟؟؟

طائف : و دي …. دي نتيجة الاهتمام و الحب .. نضفت من لونها الدبلان الاسود …. رجعت زي الاول و احسن ….. بس من غير مساعدة و حب مكنتش هتبقى كده

آيات بحيرة : طائف انت … انت قصدك ايه ؟

طائف بهدوء : آيات …… الوردة الدبلانة دي الماضي بتاعي بكل سواده …. و دي
ثم التقط الوردة الثانية قائلاً

طائف : دي الحاضر بتاعي … دي انا دلوقتى……. و وجودك هو السبب اللي خلاني مبقاش زي الاول

ثم التقط بعدها الوردة الثالثة و حرر منها الخاتم ليكمل بحب

طائف : اما دي بقى ….. دي مستقبلي ….. مستقبلنا سوا ….. حياة نضيفة و جديدة بعيد عن الماضي و الحاضر …… بعيد عن كل السواد ده ….. و كل ده هيتحقق بكلمة منك دلوقتي ……ثم انحني على احدى ركبتيه قائلاً بحب …… آيات … تقبلي تتجوزيني ؟؟؟؟؟؟؟؟

نظرت نحوه بذهول و شرعت ببكاء لا يعلم احداً سبباً له لتومأ بقوة دليلاً على موافقتها على عرضه لينهض من فوره معانقاً اياها بقوة مردداً بمرح

طائف بفرح : بحبك … بحبك يا مجنونة …… طلعتي عيني معاكي بس وماله هطلع كل اللي عملتيه ده فيكي اصبري عليا بس

اخذت تلكمه بصدره وسط بكاءها فى حين ازدادت ضحكاته صخباً … لتفاجأ بعدها بحضور المأذون و مازن و معه احد الرجال لعقد القرآن و سط صدمتها من فعلته تلك

نهاية الفلاش باك

استيقظت على صوته ينبئها بوصولهم للفيلا لتنظر نحوه بحب هامسة

آيات : مجنون

بإحدي فنادق باريس

آسر : ممكن افهم انتي ليه رفضتي اننا نروح لميشيل النهاردة و ليه اجلتيها لبكرة ؟

هتف آسر بإعتراض على قرار لينا بإخفاء حضورهم الى فرنسا بنفس يوم حضور طائف و آيات لتردف مبررة

لينا : ممكن تهدى شوية … اهو عشان عصبيتك دي انا اجلت المقابلة ….. آسر انت مش شايف نفسك مش طايق كلمة من حد من امبارح … ممكن اعرف مالك؟

تنهد بحزن ليردف بعد فترة

آسر : آيات و طائف

لينا بحزن : مالهم ؟

آسر : امبارح كان كتب كتابهم

انفرجت اساريرها فرحاً لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اردفت محاولة مواساته

لينا : عشان كده متعصب من امبارح …….. آسر ممكن تسمعني شوية

نظر نحوها بإنتباه لتردف

لينا : انا هفترض معاك انك بتحبها فعلاً وقبل ما تعترض على كلامي انا قولت نفترض لإن فى احتمالات كتير للي انت حاسه ناحيتها …. ممكن حب فعلاً بس ممكن برضو يكون اخوة …. مسئولية ….. صداقة …. فى مسميات تانية غير الحب ….. بس فالنفترض انه حب …. هل هتقبل على نفسك انها تكون معاك و هى قلبها مع غيرك …… و متقنعنيش انها مش بتحب طائف

احتلت عيناه معالم الحزن و الانكسار لتتحرك نحوه تمسك بيداه فى حنان و عطف

لينا : انا مش بقول كده عشان اجرحك بس ……. بس كل واحد فينا ربنا خلق له اللى يكمله و آيات شافت ان طائف هو اللي بيكملها مش انت ….. وده مش عيب فيك بالعكس .. انت …. انت مليون واحدة تتمناك بس برضو فى المليون دول مش هتلاقي الا واحدة بس هى اللى هتكملك …. فاهمني

نظر نحوها بصمت و قد استعاد بعضاً من هدوئه ليردف بعد فترة

آسر : انتي ليه بتعملى كل ده رغم … رغم انك اكتشفتى انى كنت بحاول استغلك الفترة اللى فاتت

لينا بحب : لاني اكتشفت انك انت اللى بتكملنى … و بخصوص الاستغلال فإنت قررت فعلاً من اول مرة جيت ليا فى بيتي … شوفتها فى عينيك … بس ده محصلش

آسر : مقدرتش ….. كنتي …. كنتي ……

لينا بإبتسامة : كنت ايه ؟

نظر نحوها بصمت و اردف بإستسلام بعد لحظات

آسر بهدوء و ارتياح : ملاك …. كنتي ملاكي

كمال : كام مرة طلبت منك تطلع طائف العمرى من دماغك يا حازم ؟

حازم بكذب : كتير و حصل ياباشا

كمال : حااازم … فكرك انى معرفتش اللي بتعمله من ورا ضهري مع البت اياها سكرتيرة مازن

حازم بدهشة و تبرير : ياباشا طائف ده وراه مصيبة كبيرة و هيوصلنا لناس جامدين اوي

انتفض كمال من جلسته يضرب بكفه سطح المكتب

كمال : حااااازم ….. لاخر مرة هقولهالك طائف العمري لأ

حازم بتسرع : من امتى ياباشا بنغطي على ناس عشان مركزهم و مكانتهم

كمال : سيادة المقدم … اعرف مكانك و اعرف انت بتتكلم مع مين …… متخلنيش اخد تصرف مش هيعجبك

حازم بغضب : يعنى ايه يا افندم ؟

كمال بصرامة : يعنى حضرتك موقوف عن العمل لأجل غير معلوم …. اتفضل سلم شارتك و سلاحك

حازم بذهول : يا افندم

كمال : نفذ الاوامر يا حضرة المقدم

حازم بغيظ : اوامرك يا افندم

ثم هم بإخراج شارته و سلاحه واضعاً اياها على المكتب ثم ادي تحيته متجهاً الى الخارج ليجد هاتفه يرن برقم سهام …. ذفر بضيق ليغلق الهاتف تماماً هامساً

حازم : كنت ناقصك انتي كمان

ابدلت ملابسها لترتدي ملابس بيتية مريحة مكونة من بنطال قصير ( برمودا ) و تيشيرت قصير و رفعت شعرها القصير لاعلى رأسها بإهمال ….. خرجت من غرفتها و التى استقرت بها بمجرد وصولها لفيلته الخاصة بباريس …… و فور خروجها من الغرفة اخذت تتجول بأنحائها حتى وصلت لغرفة المعيشة لتجده هناك يتابع شيئاً ما على حاسوبه النقال …. اتجهت نحوه و جلست بجانبه تنظر نحوه بصمت ….. ظلت تنتظر اي التفاتة منه اليها لكن دون جدوي تنحنت بغيظ لتردف

آيات : طائف

همهم يحثها على الحديث و مازال يحدق بحاسوبه

آيات : انت بتعمل ايه؟

طائف بإقتضاب : شغل

اجابها ثم عاد الى صمته لتزم شفتيها بضيق طفولي لتردف بعد تفكير محاولة نشأ حوار بينهم

آيات : هو احنا لما نرجع مصر هرجع شغلي تاني صح؟

و اخيراً رفع انظاره عن جهازه ليوجهها نحوها قائلاً

طائف : لا

آيات بإعتراض : ليه بقى يعنى اكون موجودة و تعين واحدة غيري و بعدين انا مقدمتش استقالتي ولا اترفدت

طائف وقد اعاد انظاره نحو حاسوبه مرة اخرى : بسيطة … ارفدك حاضر

نفخت اوداجها بغضب لتعتدل بجلستها تطالع ما امامها بغيظ …. ثم سرعان ما عادت بأنظارها نحوه لتهمس من جديد

آيات : طائف

همهم بنفاذ صبر لتجيب

ايات : هو احنا هنقعد هنا قد ايه ؟

طائف دون النظر نحوها : بكرة هنعرف لما نقابل ميشيل

ايات : هو انت تعرف ميشيل ده من قبل كده ؟

طائف : من سنة

آيات : هو ده رئيسك بقى يعنى هو المسئول عن كل حاجة ؟

طائف: تقريباً

ايات : طب هو ميشيل ده مـ……………

قاطعها بإغلاقه الحاسوب بقوة ناظراً اليها بحدة لتبتلع باقي كلامها

طائف : انتي ايه حكايتك بالظبط ؟

آيات بخوف : حكاية ايه ؟

طائف : اسئلتك كترت عن ميشيل ؟ ايه معجبة حضرتك ؟

طالعته بدهشة و سكون ليهتف بها

طائف بصراخ : ايه ؟ معجبة بجد ولا ايه ؟

ابتلعت ريقها بتوتر و رمشت بعيناها عدة مرات لتحرك رأسها تنفي ما قاله

ظل يحدق بها بصمت ثم تنهد بضيق و ابعد عيناها عنها للحظات …. شعر بعدها بتحركها فى محاولة لمغادرة المكان و بالفعل تركته وحيداً بالغرفة ليذفر بضيق و تحرك هو الاخر بحثاً عنها ليجدها بعد فترة تعد شيئاً ما بالمطبخ توليه ظهرها و الذي من انتفاضته استنتج حقيقة بكائها

فى حين كانت هى تتنفس بصعوبة اثر بكائها من عصبيته المفاجئة و صراخه عليها لتهمس وسط شهقاتها

آيات : بتاع كلام و بس لكن فعل لأ …. ثبتني بكلامه عشان اوافق على الجواز و بعدين رجع زي ما كان …..

وسط تذمرها ذاك شعرت بمن يحيط خاصرتها من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً بأذنها

طائف بندم : آسف

ازدادت شهقاتها ليلفها نحوه فيرى وجهها و الذي اكتسى باللون الاحمر لا غضباً او خجلاً بل بسبب حزنها و بكائها مما فعله ليمد يده يمسح دموعها و يهمس برجاء

طائف : ششششش دموع لا عشان خاطرى …. بلاش عياط … انا اسف انى زعقت جامد بس انتي جننتيني بصراحة يعنى عايزانى اسمعك بتسألي عن راجل تاني و اقعد عادي كده و بعدين كله الا ميشيل ده

آيات بإغاظة : ليه يعنى عشان هو مز و قمور ؟؟؟

طائف بحدة : اهو شوفي …. انتي اللي بتجيبيه لنفسك و ترجعي تزعلى لما اتعصب

آيات : تستاهل عشان انت غلس و سايبني لوحدي عمالة اكلم نفسي

طائف بخبث : اخس عليا معقول اسيبك لوحدك كده …. ده حتى يبقى عيب فى حقي

ثم زاد من اقترابه منها حتى صارا متلاصقين تماماً لتهتف به بخجل

آيات : طااائف … ابعد عني انت بتعمل ايه ؟

انحنى نحوها ليهمس بجوار اذنها

طائف : الله .. يعنى ابعد تقولى سايبك .. اقرب تقولى ابعد …… دوختيني معاكي

ثم ابتعد عن اذنها قليلاً ليطبع قبلة طويلة على وجنتها لتزداد اشتعالاً فوق اشتعالها من قربه المميت …. ظل يطبع قبلات متفرقة على وجهها حتى وصل الي شفتيها ليتذوق من شهدها فترة غابا فيها عن عالمنا ذاك لينتقل من بعدها نحو عنقها فيزداد اشتعالاً و تُنتزع هي من عالمها ذاك بفزع لتدفعه عنها بقوة

ابتعد عنها اثر دفعها له لينظر نحوها برغبة و ذهول مما كان سيقدم على فعله فى حين كانت هي تنظر ارضاً بخجل و توتر لتسمعه يهمس بخشونة

طائف : على اوضتك

رفعت انظارها نحوه بدهشة ليعيد حديثه

طائف : على اوضتك يا ايات و متورنيش وشك قبل بكرة … يلاااا

فرت من امامه سريعاً كالاطفال …. راقبها حتى دلفت لغرفتها … ليمسد شعره بيداه بعصبية هامساً بتعب

طائف : و بعدهالك يا طائف حتة عيلة بتعمل فيك كده …. ثم رفع انظاره للاعلى هامساً بتضرع …. صبرني يااااارب

باليوم التالي استعد الجميع للذهاب للمقابلة و تلقي الاوامر الجديدة و قبل خروجهم من الفيلا نجده يهاتف شخص ما

طائف : انت فين ؟

طوني : لسة واصل باريس دلوقتى …. عملت اللي قولتلك عليه؟

طائف : كله تمام متقلقش

طوني : و آيات ؟؟؟؟

طائف: مالها ؟

طوني : لسة مقولتلهاش

طائف بتنهيدة: قلقان ….. آيات متسرعة …. ذكية اه بس مش هنسى لما قالت لآسر على موضوع علا …. فى لحظة تسرع ممكن كل حاجة تبوظ

تنحنح طوني بتوتر ليردف

طوني : احم … بخصوص علا ؟

طائف بقلق : خير ؟ علا كويسة ؟

طوني بسرعة : لا هي كويسة متقلقش بس يعنى ……. بصراحة علا معايا

طائف بغباء : معاك ؟ معاك فين ؟

طوني : هنا فى باريس

طائف بصراخ : انت بتستهبل يا ادهم … جايبها لحد عنده

طوني : اعمل ايه هي لما عرفت بوجود آسر هنا قالتلى مش هصبر كل ده و عايزة تقابله

طائف : انت مش هتهدى الا لما نروح فى داهية

طوني : متقلقش انا مأمن الجو هنا

طائف بتبرم : لما نشوف … المهم انت هتبقى معانا اول بأول مش كده

طوني : متقلقش انا متابعكم كلكم … يلا سلام لازم اقفل دلوقتى

طائف بتنهيدة : سلام

اغلق هاتفه ليتحرك خارج الغرفة فيجدها امام الباب …. نظرت نحوه بتوتر ليردف بهدوء

طائف : انتي هنا من امتى ؟

آيات : لسة جاية … مش يلا ؟

طائف : يلا

ثم سبقها بعدة خطوات و هى تتبعه فى هدوء لتردف من خلفه متسائلة

آيات : طائف ….. مين ادهم ؟؟؟؟

علا : قالك ايه؟

طوني : اتنرفز عليا كالمتوقع و كان رافض وجودك هنا

علا بحزن : تلاقيه متضايق مني اصلاً عشان عايزة اشوف آسر رغم كل اللي عمله

طوني : مش ده تفكير طائف وانتي عارفة …. و بعدين هو قلقان عليكي مش اكتر

تنهدت علا بحيرة لتهمس

علا : يمكن ………ثم اكملت بقلق …. ادهم … تفتكر الحكاية هتخلص بجد و كلنا هنرجع زي ما كنا

طوني مطمئناً : اطمني يا علا كل حاجة هترجع زي الاول ماعدا حاجة واحدة بس

نظرت نحوه بتساؤل ليردف

طوني بإبتسامة : لقبك من الانسة علا الرفاعي لحرم العقيد ادهم التوهامي

نظرت نحوه بخجل و توتر لتبادله ابتسامة صغيرة خجولة و ايماءة بسيطة زادت من اتساع ابتسامته

ساد المكان جو من التوتر و القلق فور رؤيتها لآسر بإنتظارهم بمنزل ميشيل ترافقه تلك الفتاة و التى سبق ان رفعت لها ضغط دمها عند زيارتها السابقة لفيلا طائف

ابتلعت ريقها بتوتر عند رؤيتها تقدم طائف ناحية آسر ماداً يده له بالسلام …. بقيت يداه معلقة بالهواء لثوان قبل ان يمد آسر يداه هو الاخر لمصافحته

كل هذا وسط مراقبة ميشيل الصامتة و الذي دعى الجميع بعد ذلك للجلوس

ميشيل : وصلني اخبار من فترة عن شوية مشاكل بتحصل فى مصر بين اتنين من اهم و اكبر افرادنا فقولت لازم استضافة عندي عشان اعرف فين المشكلة .. خصوصاً و ان المشاكل دي كانت هتنتهي بموت واحد فيهم

استمع الجميع لحديثه بصمت …. هم بإكمال ما بدأه لكن قاطعه دخول احدى الخادمات توزع على الجميع مشروبهم و اثناء مناولتها لآيات الكوب سقط بمحتوياته على ملابسها لتنتفض واقفة محاولة تنظيفها … عاونها طائف لكن دون فائدة لتهتف الخادمة بإعتذار بلكنة فرنسية صحيحة تبعها قول ميشيل

ميشيل : مش هينفع كده … تقدري تروحي معاها للحمام تنضفيها على راحتك

نظرت نحو طائف تستشيره فى الامر ليومأ لها على مضض و تتوجه برفقة الخادمة نحو الحمام فى حين عاود الجميع الجلوس لاستكمال حديثهم

ميشيل : نرجع لموضوعنا …….. و سؤالي هو …. هل في اي مشكلة سببت عداوة بينكم فى الفترة اللي فاتت

لم يتلقى اى رد من احدهم لتردف هي

لينا : كان فيه يا بوص .. بس حالياً الامور بقت تمام

ميشيل : هتغاضي عن السبب و هدخل فى المفيد على طول ….. نظر الجميع نحوه بتركيز ليردف …… شحنة كبيرة هيروين و اسلحة و ادوية منتهية الصلاحية كلها هتدخل مصر من عدة اتجاهات عشان كده مش هينفع تدخل عن طريق شركة طائف و بس انا عايز لها مساحة اكبر و حماية اقوى … عشان كده هتتقسم عليكم انتو الاتنين و لازم اضمن انتهاء اي عداوة بينكم …. لان الخيانة من فرد واحد هتغرق المركب بكل اللي فيها

…………………

30 . دناءة

انتهت من تنظيف ملابسها بمعاونة الخادمة لتستأذن منها بعدها للذهاب و استكمال عملها بالخارج

اومأت آيات لتتركها الاخرى وحيدة تعيد التعديل من زينتها لتنتهي بعدها و تتحرك متجهة الى الخارج

فور خروجها اصدمت بقوة بأحدهم لتتمتم بإعتذار و تعود عدة خطوات الى الخلف قبل النظر الى هوية هذا الشخص

سمعت صوت رجولي خشن يهتف بإعتذار

ميشيل : désolé (اسف)

رفعت انظارها نحوه بحدة لتفاجأ به يقف امامها بثبات و ترتسم ابتسامة ملتوية على ثغره …… شعرت برجفة تسري بأوصالها قبل ان تتمالك نفسها سريعاً و تهتف بثبات مصطنع

آيات : ça ne fait rien ( لاتهتم)

ازدادت ابتسامته اتساعاً قائلاً

ميشيل : و بتتكلمي فرنساوي كمان … Formidable (رائع)

آيات بإبتسامة مصطنعة : شغلي كسكرتيرة لطائف يلزم معرفتي و اتقاني لأكتر من لغة

اومأ بإعجاب واضعاً كفيه بجيوب بنطاله

ميشيل : بمناسبة طائف ….. مبروك الجواز

آيات : merci .. الله يبارك فيك

همت بالتحرك من امامه فمجرد الحديث معه بسطحية جعلها تشعر بإستنفاذ معظم طاقاتها لاستكمال باقي اليوم … لكنه اوقف طريقها هاتفاً بوقاحة

ميشيل بخبث : و ياترى بقى …. مبسوطة مع طائف ؟؟؟؟

طالعته بدهشة لفظاظته هاتفة بحدة

آيات : كوني مبسوطة او سعيدة معاه مظنش انه يهمك

ميشيل بسرعة : ارجوكي متفهميش سؤالي غلط كل الموضوع اني …. اني شايف واحدة ست جميلة و ذكية و… شرسة زيك تستحق دايماً الافضل

آيات بثقة : و طائف اكتر من اللى انا استحقه بمراحل

ميشيل : واضح ليا انه جواز عن حب !!!!

آيات : و واضح ليا انه شيء ميخصكش

ميشيل بإبتسامة صفراءة: مش قولتلك شرسة

ثم اقترب نحوها عدة خطوات لتعود هي الاخرى مثلها الى الخلف ليصطدم ظهرها اخيراً بالحائط … نظرت نحوه بخوف و قلق حاولت اخفاءهم و قد نجحت الى حد ما .. لينحني هو نحوها ماراً بأصابعه على احدى وجنتيها فتتحرك مبتعدة عنه تلقائياً

ميشيل : وانا بحب الست لما تكون شرسة … بيكونو زي القطط البرية كده ….بيبقو مثيرين جداً و مفيش راجل بيقدر يقاومهم .. بس فى نفس الوقت محتاجين ترويض و مش اى حد يقدر عليهم .. يمكن طائف سبقني بس ده ميمنعش انى لسة قدامي فرصة ولا ايه ؟؟؟

التفتت نحوه تحدق به بتقزز و استحقار لتدفعه عنها بقوة هاتفة بشراسة

آيات : حقير و واطي وفاكر كل البشر زيك ….. ده انت لسة قاعد مع جوزي و حاطط ايدك فى ايده ولا صحيح اللي زيك معندوش اصل ولا مروءة

ميشيل بإبتسامة : اللي زيي ….. متنسيش اني انا و طائف عينة واحدة

آيات بشراسة : اخرس … متجمعش طائف معاك فى نفس الجملة

ميشيل بإعجاب : و اخلاص كمان ….. انتي عارفة ان محدش كان يتجرأ يتكلم معايا كده …. بس انتي ….. ثم طالعها بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها قائلاً بنبرة ذات معنى …. انتي غير …. و هتبقى غير الكل بس لو قبلتي نكون سوا .. و اوعدك هتكوني الtop و محدش هيقدر يقولك لأ

آيات بثبات و غرور : عرضك الحقير مرفوض سوري بس مقبلش اكون مع شخص عنده عقدة نقص و بيبص للي فى ايد غيره

نظر لها بإعجاب لتبادله هى النظرات بأخرى تحمل تحدي و تصميم …… و فجأة قاطع تلك النظرات صوته الجامد

طائف : آيات ؟؟؟؟ في مشكلة ؟

تحولت نظراتها الى احتياج و اطمئنان و همت بالاجابة ليسبقها صوته البغيض هاتفاً بثقة اغاظتها

ميشيل : مشكلة و انا موجود … معقول تشكك فى حسن ضيافتي !!!!!

طائف و قد ارتاب من نظرات زوجته نحوه ليتوجه نحوها محيطاً اياها بذراعه بإحتواء

طائف بتهديد خفي: لو في شيء ضايق آيات او داس لها على طرف فأنا ممكن اشكك فيك شخصياً… ثم اكمل بإبتسامة مصطنعة …. اعذرني بس كله الا آيات

ميشيل بوقاحة موجهاً نظره نحوها : عاذرك فعلاً دي تستحق تحرق الدنيا عشانها …… عن اذنكم

فور رحيله خانتها قدماها لتوشك على السقوط ارضاً لكن التقطتها يداه .. ينظر نحوها بقلق و توجس

طائف : آيات مالك ؟ تعبانة ؟ … عملك حاجة ؟ لمسك ؟

تشبثت بذراعه بكلتا يداها تنظر للأمام بإضطراب و خوف

آيات بهمس : الراجل ده مش سهل … مجرد الكلام معاه رعبني منه …. ثم وجهت انظارها نحوه برجاء …… طائف خلينا نمشي انا مبقتش مستحملة افضل هنا لحظة كمان

طائف بغضب : هنمشي بس فهميني عملك ايه ؟ حاسة بحاجة ؟ نروح مستشفى؟

حركت رأسها نفياً لتردف

آيات : معملش حاجة يا طائف انا اللى حسيت نفسي تعبانة و كلامه معايا خلاني اتوتر مش اكتر …. نروح بس و مع شوية راحة هكون احسن

نظر نحوها بشك و ريبة و اومأ بعدها ليتحركا معاً الى الخارج حيث يتواجد الجميع يإنتظارهم ….. اعتذر طائف منهم للرحيل لينهض آسر و لينا معه متجهين جميعاً كلاً الى منزله

فور خروجهم من القصر اوقف آسر آيات مطالباً بالحديث معها بأمر هام على انفراد توجهت بأنظارها نحو طائف لتظل ملامحه جامدة لفترة ثم اومأ لها على مضض فى حين اكفهرت ملامح لينا والتي لاحظ طائف تغيرها فور طلب آسر ليبتسم ابتسامة صغيرة سرعان ما اخفاها و فضل الانتظار بالسيارة فى حين كانت عيناه لا تحيدا عن مراقبتهم

تحرك كلا من آيات و آسر بعيداً عن الباقين حتى اصبحوا بمكان لا يستطيع الاخرين سماع حديثهم به

نظر آسر نحوها بتوتر و اضطراب فبرغم تحضيره لحديث طويل الا انه الان لا يذكر منه حرف واحد تنحنحت بهدوء لتبدأ هى بالحديث

آيات : احم … انا عارفة ان فى كلام كتير المفروض يتقال بس صدقنى اللى حصل الفترة اللي فاتت كان ملغبطني و ….. آآ بخصوص جوازى انا و طائف فكان المفروض الاول افهمك حقيقة اللي انا حساه بس مجتش فرصة لده فأنا اسفة

آسر : انا اللي آسف .. انا اللى المفروض اعتذر … الفترة الاخيرة بطلت افكر و كنت ماشي ورا مشاعري و مش عامل اي اعتبار للى انتي حساه … بس صدقيني ده كان نابع من حبي و خوفي عليكي ….. خفت عليكي تبقى فى الوضع اللى انتى فيه دلوقتى …. آيات انتي مينفعش تكوني هنا النهاردة .. كل ده غلط

آيات مقاطعة : بس انا ……

آسر : انا عارف انه اختيارك بس بحكم العشرة و اللى بينا انا بقولك وجودك هنا غلط … رغم انى عارف ان طائف هيحميكي بحياته لو لزم بس برضو ده ميمنعش انى اقلق عليكي …. ميشيل مش سهل

آيات : عارفة انه مش سهل

آسر : قصدك ايه ؟

نظرت حولها تتأكد من عدم سماع طائف لحديثهم لتردف

آيات : آسر انا مقدرتش اقول لطائف لانه ممكن يعمل مشكلة بس ميشيل اتعرضلي و عرض عليا اسيب طائف و ابقى معاه

آسر بدهشة : نعم ؟؟؟ يعني ايه ؟

آيات : يعنى اللي فهمته ….. وانا طبعاً رفضت بس مظنش انه هيسكت

آسر بقلق : لمسك ولا عملك حاجة ؟

آيات : ملحقش .. طائف جه فى الوقت المناسب … بس انا خايفة و قلقانة ليحط طائف فى دماغه و يأذيه

آسر : متقلقيش …. ميقدرش يعمل حاجة الا لو مسك غلطة عليه و ده صعب مع طائف

اومأت بهدوء لتسمعه يهتف بتردد

آسر : آيات … مفيش اي اخبار عن علا ؟؟

آيات : طائف قالي انها هنا مع طوني

آسر : طوني؟ طوني عارف انها عايشة ؟

حركت كتفاها لاعلى و لاسفل قائلة

آيات : هو عارف بس ازاي و ليه معرفش

آسر برجاء : آيات عايز اشوفها محتاج اشوفها … انتى بتطمنيني عليها بس عايز اتأكد بنفسي

اومأت بهدوء لتردف بإبتسامة

آيات : متقلقش هكلم طائف و هخليه يدبر الموضوع فى اقرب وقت

اومأ لها بإمتنان لتستأذن منه متجهة مرة اخرى نحو طائف تصعد السيارة بجانبه بصمت و يتحرك هو بعدها دون التفوه بكلمة

لينا بحدة غير مقصودة : خلصتو كلام ؟

نظر نحوها بدهشة لتتمالك نفسها قائلة بهدوء

لينا : نمشي بقى !!!

و تحركت نحو السيارة لتجده يمسك بذراعه موقفاً اياها التفتت نحوه متسائلة ليردف

آسر : ممكن افهم متضايقة ليه ؟

لينا : مين قال متضايقة

آسر : امال افهم اسلوبك ده ازاى

تنهدت بتعب لتردف

لينا : اسفة … ممكن نمشي بقى

اومأ بإبتسامة

آسر : هنمشي حاضر بس مش على الفندق

لينا بدهشة : اومال فين ؟

تحرك نحو سيارته ساحباً اياها معه

آسر : هتعرفي لما نوصل

ظل على صمته طوال فترة قيادته لسيارته برفقة آيات و التي كانت تراقبه بوجل و توتر من صمته المريب هذا … بقيا على هذا الوضع لفترة ليست بالقصيرة حتى ملت من صمته لتهتف بتساؤل

آيات : طائف ممكن افهم احنا رايحين فين … على ما اتذكر ده مش طريق الفيلا

لم يقابلها رد من طرفه سوى علو صوت تنفسه لتدرك ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث … عادت للصمت مرة اخرى حتى وجدته يوقف السيارة امام بناء شاهق يتعدى الخمسين طابق … لم تتعرف على كينونته سوى بعد قراءة اسم العمري بالفرنسية اعلاه

وجدته يأمرها بالترجل لتمتثل لامره و يفعل هو المثل متوجهاً نحوها

امسك بذراعها بقوة يسحبها معه للداخل وسط تفاجؤ الجميع بحضوره و ترحيبهم به

تجاهل الجميع متحركاً بخطوات واسعة حاولت هى مجاراته بها حتى استقلا معاً المصعد لتجده يضغط على رقم الطابق الحادي و الخمسون ….. تنفست بعمق ظانة انه الطابق المخصص له ….. ظلت تراقبه بقلق حتى وصلا الى الطابق المطلوب لتجده يكمل سحبها معه الى الدرج المخصص للطواريء

آيات : يا طائف استني و قولى رايح على فين ؟

تجاهل هتافها به و اكمل سيره و هى وراءه متذمرة من طريقته الفظة

لحظات حتى وجدت نفسها معه على سطح البناية …. يوليها ظهره فى حين كانت هي يلفح جسدها بالكامل الهواء البارد لتنكمش على نفسها و تمد يدها والتى حررها اخيراً من اسر كفيه لتلفها حولها محاولة الحصول على بعض الدفيء

آيات : ممكن افهم احنا هنا بنعمل ايه ؟

قابلها الصمت لتذفر بنفاذ صبر و تهم بالحديث و التذمر مرة اخرى لكن وجدته يسبقها قائلاً بصوت جامد

طائف ببرود : كان عايز منك ايه ؟

تفاجأت من سؤاله الصادم قبل ان تتمالك نفسها و تجيب

آيات بحذر : كان بيتأسف عن اللى حصل منه قبل كده و طلب مني اكلمك عشان يشوف علا

التفت نحوها يطالعها بعيون جامدة ارتعشت فور رؤيتها لها

طائف : ميشيل ؟

آيات بغباء : افندم ؟

طائف : ميشيل كان عايز منك ايه ؟

زاغت بأنظارها إثر توترها و قلقها من سؤاله وحاولت التحلى بالقوة

آيات بتلعثم : ما آآنا قولتلك اتكلم عادي و كان بيرحب بينا و بيعتذر عن اللى حصل من الخدامة

تقدم نحوها عدة خطوات ليردف

طائف : انتى مقولتيش حاجة … كل اللى قولتيه انك تعبانة و هو خلاكي تتوتري … ممكن افهم ايه اللي وترك فى كلامه ؟

ابتعدت عنه قليلاً و اولته ظهرها لتهتف

آيات : يعنى .. انت عارف انى كنت قلقانة منه من قبل المقابلة دي و هو آآ……

توجه نحوها حتى اصبح امامها يمسك بذراعها بحدة هاتفاً

طائف بحدة : آيات انتي مشوفتيش وشي التاني … مشوفتنيش لما بتعصب بجد و اكتر حاجة بتعصبني هى الكدب عشان كده قولى اللى حصل بالظبط …. قالك ايه ؟

نظرت نحوه بتوتر لتبلتع ريقها فى خوف ثم نقلت انظارها ارضاً

آيات : كان … كان بيقول انه …. كان بيسألني اذا كنت سعيدة معاك و لو يعنى كنا اتجوزنا عن حب

اشتدت يداه القابضة على ذراعها و اسود وجهه من الغضب ليهتف بشراسة

طائف بصراخ : و هو ايه دخله بده … يخصه بأيه ؟…. و قال ايه تاني ؟ انطقي

آيات بإستسلام وصراخ : قال انه معجب بيا و عرض عليا اسيبك و ابقى معاه هو …ها ارتحت

لفظها من بين يده بقوة ليبتعد عنها نحو حافة السطح يقف بصمت و قد اشتعلت البراكين بداخله

طائف : كنت عارف …… ميشيل مستحيل يسيب حاجة تعدي من تحت ايده …….. ثم نظر نحوها ليهتف بغضب …….. عمل كده وانتى مراتي و ملكي فما بالك بقى لو كنتي ملكيش اي علاقة بيا

توجهت نحوه قلقاً من غضبه و عصبيته المفرطة لتردف بهدوء

آيات : وانت عارفني ….. فكرك سكت له يعنى و لا عديت كلامه ده

طائف بسخرية : وانتي فكرك كده خليتيه يصرف نظر عن اللى في باله ……. بالعكس انتي كده عجبيته اكتر …..ثم مرر يده على شعره بعصبية يشد عليه بغضب هاتفاً ……. مراتي عاجبة راجل غيري وانا بنطقها بلساني …… بس على جثتي يلمس شعرة منك ….. ثم اشتعلت عيناه فجأة و احمر وجهه غضباً ليمسك بها من كتفاها بقسوة هامساً بجنون ….. ولا يكون لمسك ولا جه جنبك ؟؟

تذكرت هى قربه المقزز منها و لمسه لوجهها لتومأ نفياً

تركها مرة اخرى ليسير بالمكان بجنون ليصرخ

طائف : هقتله و ديني لأقتله لو فكر يمس شعرة منك

هتفت هى بالمقابل

آيات : و انت متعرفش هو بيفكر فى ايه .. يمكن صرف نظر خالص عني لما هزقته

طائف: مستحيل …… انا فاهمه كويس و عارف هو بيفكر ازاى .. لانى .. ثم اكمل بمرارة …… لانى زيه … انا و هو شبه بعض

توجهت نحوه سريعاً تحيط وجنتيه بكفيها هامسة بحنان

آيات : اوعى اوعى فى لحظة تشبه نفسك بيه .. انت مش هو ….. طائف العمري مش شبه حد ولا فى حد شبه …. انت لا شبه ميشيل ولا شبه آسر ولا حتى مازن …. مش شبه اى راجل تاني لأن ده …. ثم اشارت على قلبها لتكمل …. عمره ما دق لأي راجل غيرك …… يمكن انا معرفش كل حاجة عنك … معرفش غير طائف مديري فى الشغل معرفش غير طائف العصبي المغرور …. وكمان معرفش انا حبيتك امتى … حبيتك لما كنا كل يوم بنبدأ يومنا بعراك و لا حبيتك لما انتقدت لبسي و اجبرتني اغيره ولا حبيتك لما لقيت نفسي فى يوم و ليلة فى حمايتك … حبيتك لما لقيتك سندي و اكتر حد بثق فيه … ولا يمكن حبيتك من اول لحظة شوفتك فيها متصاب فى الشارع و بين الحياة و الموت ….. معرفش حبيتك ليه و ازاى و فين و امتى ….. بس لو انت زي ميشيل تفتكر كان زمانى واقفة معاك دلوقتى و بقولك كل الكلام ده و لا كنت زمانى معاه و بيعتك فى لحظة زى ماهو كان عايز

ظل يحدق بها بذهول و دهشة …. رغم اعترافها بحبها له سابقاً و نطقها لها قبله الا انها لم تعبر عما بداخلها كما فعلت بتلك اللحظة ….. و الان فقط ادرك مدي عشقها نحوه … شعر ان كلمة ” بحبك ” لم تكن كافية لغرز الثقة بداخله كما فعل حديثها معه الان

مد يده ليضعها فوق يداها المحيطة بوحنتيه ليهتف بتساؤل هاديء

طائف : رغم معرفتك بالحقيقة و انى متورط فى كل ده

اجابته بإبتسامة بسيطة لتردف

آيات : لو حد من شهرين بالظبط كان قالى انك هتحبي مجرم …. و لو كان حرامي غسيل حتى .. كنت اتريقت عليه و قولت من عاشر المستحيلات انه يحصل … يمكن انت متعرفش انا امي و ابويا ماتو ازاى …… الاتنين اتقتلو عشان دخلو فى قضية اكبر منهم ….. ومن ساعتها وانا بيني و بين اى مجرم طار و مستحيل اتنازل عنه …. بس انت …… انت رغم كل اللى متورط فيه مقدرتش ابعد و استغنى عن وجودك فى حياتي … ثم اكملت بمرح للتخفيف من حدة حديثهم …… متعرفش بقى غباء .. هبل .. سوء حظ بس اهو قدري ومفقدرش اعترض عليه

بادلها ابتسامة و حب ليردف بجدية بعدها

طائف : آيات … فى حاجة مهمة لازم تعرفيها ؟

نظرت نحوه تحثه على الحديث ليردف مكملاً

طائف ببساطة و ابتسامة غامضة : انا شغال مع البوليس

لينا بدهشة : نععععععم

هتفت بها لينا بعد حديث ألقى به آسر بوجهها فور دلوفهم الى مطعم ما لتناول الغداء

آسر : بس بس يخربيتك هتفضحينا

لينا : يخربيتي و هفضحك …… ده انت مش هتتفضح .. انت هتروح فى داهية

آسر : الله يطمنك

لينا بجدية : اومال انت فاكر ايه …… عايز تسلم نفسك للبوليس …… انت اتجننت يا آسر

آسر : بالعكس انا عقلت ….. اوزنيها بعقلك كده … لو حصل و سلمت نفسي و زودت البوليس بكل المعلومات اللى اعرفها عنهم ده مش هيعفيني من العقوبة بس على الاقل ممكن يخففها و انا ارتاح

لينا : ترتاح ؟ طب سيبك من اللى هيحصلك … طائف و آيات …. متقنعنيش انك مش هامك اللى هيحصلهم

آسر : اكيد طبعا يهمني …. وانتي كمان

لينا : انا ؟

آسر : ايوة طبعاً انتي ….لينا انتي لازم تسيبي شغلك ده … و متقوليش انك مرتاحة و مبسوطة باللي بتعمليه

لينا بتوتر : اكيد طبعاً لا بس انى اسيب كل حاجة مش سهل زي ما انت متخيل

آسر : عارف و فاهم بس هنحاول نلاقي حل .. اكيد قبل ما اخد اى خطوة

لينا بحذر : طب و طائف ؟

آسر بتفكير : لازم اتكلم معاه .. انا واثق ان طائف عايز ده اكتر مني و متأكد انه ناوي ينفذ فى يوم من الايام

حدقت به بتفكير و قلق من اي خطوة قد يتخذها هذا المتهور و من شأنها افساد كل ما خططوا له طوال خمس سنوات

لينا : بس لازم لازم تبلغني قبلها باللى ناوي تعمله

اومأ لها بقوة ليردف بإبتسامة

آسر : اكيد يا لينا … انتى اكتر واحدة بثق فيها دلوقتى

بادلته الابتسامة بأخرى يشوبها بعض القلق و التوجس

فى فيلا طائف العمرى بباريس

طائف بدهشة : ممكن افهم انتى مقموصة ليه … ده بدل ما تفرحي و تطمني

آيات بغضب : افرح ؟ افرح انك كنت بتشتغلني طول الفترة دي و مخليني على اعصابي ان فى اى لحظة ممكن يتقبض عليك … ولا افرح انك مش واثق فيا لدرجة انك تقولى حاجة زي كده

طالعها بدهشة ليهتف بعصبية

طائف : آيات بلاش غباء ايه مش واثق فيكي دي ……. انتي مقدرة خطورة الشغل اللى بعمله … السرية كانت اهم عامل فيه …. الموضوع مش حكاية ثقة بس ممكن فى لحظة تسرع او ضعف تقعى بلسانك … فكرك ايه اللي هيحصل بعد كده … و بعدين بصراحة بعد اللى حصل و اعترافك لآسر ان علا عايشة انا اقتنعت اكتر انى مجبلكيش سيرة نهائي

آيات بتبرير : لانه كان هيقتلك …. دي كانت الطريقة الوحيدة اللى كنت اقدر اوقفه بيها

طائف : عارف و فاهم ده …. بس ان سر زي شغلى مع البوليس يتعرف .. ده ممكن يودينا كلنا ورا الشمس

هتف بها طائف بصراخ لتنظر آيات بصدمة الى نقطة ما خلفه و من ثم عادت بأنظارها نحوه تبتلع ريقها بخوف و توتر ليلتفت لما خلفه و تتسع عيناه قلقاً و خوفاً من رؤيته امامه و استماعه لحديثهم ليهتف دون وعي

طائف : آسر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

………………

يتبع …………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى