مسلسل “فوق إحتمالي” الحلقة التاسعة عشر والعشرون
الحلقة 19
قبل الفرح بيوم اتصلت فايزة بناهد وعزمتها على الفرح
هديل كانت مرعوبة من شريف انه يفتعل لاى موقف تانى مع مامتها او باباها … وخصوصا الموقف هيكون قدام الناس فى الفرح
وكانت بتفكر لو عمل اى موقف هتتصرف ازاى وهى ماصدقت انه بقى كويس معاها…وسلمت امرها لله وهى طول اليوم بتدعى
“يارب استر”
وربنا استجاب دعوتها وستر لما اتصلت بيها مامتها يوم الفرح الصبح…وقالت لها انها مش هتقدر تيجى
يوم الفرح هديل راحت مع سالى للكوافير وكانت معاها سيف
ويدوب عرفت تعمل ماكياج وشعرها بالعافية من زن سيف
اما فستانها فكان شيك ومحترم
الفرح كان راقى جدا وفخم لدرجة كبيرة
وكل المدعوين كانوا مستوى عالى
لما بدأ ال dj اندمج الكل فى الرقص والغناء
وكان اولهم شريف… لان اغلب صاحبات سالى وقرايب تامر كانوا بيرقصوا…اما هديل فكانت ماسكة سيف وقاعدة مع ماجدة وحازم وفايزة…حازم قعد لان اغلب اللى بيرقصوا صاحبات سالى
بدأت هديل تتضايق وهى شايفة شريف بيضحك ويرقص مع البنات
مش مجرد رقص وبس لأ ده ممكن يمسك واحدة من ايدها والتانية من وسطها… ولا عامل اى حساب لوجود هديل
اما سيف فكان بيعيط طول اليوم… وبدأت هديل تتضايق اكتر
حازم كان ملاحظ تصرفات شريف وفى نفس الوقت حس بضيق هديل…فقام قرب من شريف ومال عليه
“يا شريف انت مزودها اوى… مراتك هتتضايق”
“سيبك منها…تعالى هيص معانا”
ورجع حازم وهو متضايق علشان هديل
وبدأ زن سيف يزيد
ماجدة”ماله سيف ياهديل النهاردة ماتشوفى ليكون تعبان”
هديل”معرفش ياطنط والله حتى النهاردة مش راضى ياخد الرضعة بتاعته خالص”
فايزة”هاتيه كده ياهديل”
واخدته فايزة…وجست وشه كان عادى…فتحت هدومه وجست بطنه
“ياهديل الواد سخن مولع”
“ازاى انا كل شوية اجس وشه مفيش حاجة”
“ماهو وشه عادى انما ممكن تكون السخونية داخلية”
“انا هقول لشريف نوديه لاى دكتور دلوقتى”
وقامت راحت ناحية شريف وهو وسط البنات وخبطت على كتفه
“شريف عايزاك”
“طيب استنى شوية”
“عايزاك ضرورى”
وراح معاها على مضض بعيد عن الدوشة
“عايزة ايه”
“سيف تعبان تعالى نوديه للدكتور”
“وهو ده وقته…استنى بكرة”
“بكرة الجمعة…ودلوقتى نلحق الدكتور قبل مايخلص”
“روحى بقى دلوقتى…لما الفرح يخلص يبقى ربنا يحلها”
“يا شريف الولد تعبان وهو ضعيف اصلا”
“غورى بقى دلوقتى..ايه القرف ده”
وسابها وراح يكمل رقص ودلع وسط البنات
رجعت هديل للترابيزة وهى بتحاول تخفى دموعها
فايزة”ايه ياهديل…قالك ايه”
“مرضيش نروح للدكتور”
واخدت هديل سيف فى حضنها وهو بيعيط وحاولت تدارى دموعها بيه… كأنها بتتألم معاه وليه
وماجدة وفايزة ساكتين…اما حازم فكان حاسس بيها
وقام راح لشريف
“يا شريف ابنك تعبان ولازم يروح للدكتور”
“ياعم سيبك من الكلام ده تلاقيها عايزة تلبخنى بأى حاجة وخلاص”
ومسألش فى كلامه وكمل اللى هو فيه
رجع حازم ساكت ومش بيتكلم… بعد دقايق وقفت هديل فجأة
واخدت ابنها”انا رايحة ياماما بسيف للدكتور”
ومستنتش رد وف لحظة كانت عند الباب
ماجدة”روح ياحازم معاها احنا متأخر وشريف مش دارى بالدنيا”
فايزة ساكتة ومش عارفة ترد…لانها مش بتقدر على شريف
جرى حازم ورا هديل ولحقها وراح معاها للدكتور
سيف كانت حرارته عالية وعنده ميكروب فى المعدة ده اللى بيخليه يعيط طول اليوم..كتبتله الدكتور ادوية منها حقنة فورية لتسكين الالم
راح حازم اشترى كل الادوية وبدأ سيف يهدا وينام بعد الحقنة
“معلش ياحازم ودينى على البيت”
“ازاى مش هتروحى على الفرح”
“لا…كفاية كده”
ودمعت هديل وهى بتحاول تمنع نفسها انها تنفجر فى العياط
“مالك ياهديل”
“يعنى شريف مش كفاية سايبنى وقاعد يتدلع مع البنات بقلة ادب لأ كمان مسألش فى ابنه وهو تعبان”
ومعرفش يرد عليها لان فعلا ده اللى حصل
ووصلها على البيت…واطمن عليها لحد ما دخلت وقفلت
رجع شريف الفجر من الفرح…كانت هديل نايمة وسيف فى حضنها بعد مااتطمنت عليه… حست بحد بيجرجرها من ع السرير…ولما صحيت لقيت شريف
“بقى بتسيبى الفرح وبتمشى… بتتحدينى”
“لا والله ابدا مش تحدى…انا مقدرتش اشوف سيف تعبان وافضل ساكتة”
“تعبان ايه ؟؟فاكرانى باكل من الكلام ده”
“وانا هكدب عليك ليه”
“علشان انتى ست نكدية وهم ومقرفة”
“انا؟؟”
“اااه… مشفتيش البنات عاملين ازاى ولابسين ايه؟؟ وانتى قاعدالى زى العمل الرضى”
“وانت عايزنى ألبس عريان زيهم وافضل اترقص قدام الناس”
“وانتى ايه جابك ليهم…مهما عملتى هتفضلى مقرفة وتسدى النفس”
“انا؟؟راح فين الحب والاشتياق اللى كنت جاى بيهم من السفر”
“انتى صدقتى ولا ايه؟؟؟ماهو الواحد لما يكون جعان ومش لاقى ممكن ياكل لقمة معفنة تسد جوعه…انما لما يشوف الاصناف اللى تفتح النفس…هيبص تانى ازاى للمعفنة”
“انت تقصدنى انا”
“كويس انك بتفهمى”
كلامه كان جارح اوى وصوته عالى صحا سيف وبدأ يعيط وخرجت هديل عن شعورها وردت عليه بكل قوة
“انت معندكش احساس…انت مش بنى ادم”
وهجم عليها وبقى يضرب فيها بكل قوة…وهى تصرخ
حازم وماجدة سمعوا الصراخ …وقبل ما يخبطوا عليهم
كان شريف بيرمى هديل بقميص نومها بره الباب
“انا عايزة ابنى…هات ابنى ومش عايزة منك حاجة”
اتفاجئ حازم وماجدة باللى بيحصل…وكانوا الجيران على السلم بيتفرجوا…مقدرش حازم يشوف هديل بتتهان وبقميص نومها على السلم والناس بتتفرج عليها…فى لمح البصر جاب روب مامته وحطه عليها…وماجدة بتزعق لشريف
“ايه يا شريف انت اتجننت”
وردش عليها كل اللى عمله انه جاب سيف وحدفه لماجدة
“خليها تاخد ابنها وتغور بعيد عنى…النكدية الفقرية”
الحلقة 20
ماجدة اخدت هديل عندها…وحازم دخل عند شريف
هديل منهارة وبتعيط ومش مصدقة اللى حصل… وحكت اللى حصل بالظبط لماجدة
“معلش ياهديل ياحبيبتى متزعليش هو بس تلاقيه اتضايق ولا اتحرج لما سيبتيه وقومتى”
“يعنى انا غلطانة ياطنط….مقرتش اشوف ابنى تعبان واقعد ساكتة… غير المسخرة اللى كان عاملها متكلمتش وسكت”
“انا مقلتلكيش انتى غلطتى…بس اهدى شوية وان شاءالله كل حاجة تتحل”
“والنبى ياطنط عايزة اخد هدومى وهدوم سيف واروح عند بابا”
“اهدى بس وادخلى خدى سيف فى حضنك وارتاحى شوية والصباح رباح..بس قوليلى محتاجة دوا لسيف من جوه لحد الصبح”
“لا اخد ادويته خلاص وكان نايم …ماصدقت انه نام وده جه من بره زى التور الهايج”
“معلش انا هروح له واخدلك حقك”
حازم متنرفز جدا على شريف ونفسه يقطع له ايده اللى ضرب بيها هديل وبيحاول يمسك نفسه قبل ما شعوره يفضحه
“انت ايه اللى هببته ده انت مجنون”
“ياعم بلاش فقر”
“تصدق انت مش وش نعمة…انت مش حاسس بالنعمة اللى انت فيها”
“نعمة ايه يابنى انت مشفتش البنات اللى تفرح القلب وتسر العين ودى قاعدة زى الست العجوزة وماسكة ابنها ومنكدة عليا”
“وهو كان ابنها لوحدها مش ابنك انت كمان…وبعدين عايزها تفضل تتنطط وترقص وتسيب ده يمسكها وده يحضنها زى البنات اللى كنت فى وسطهم…وترمى مراتك كده قدام الناس…تصدق انت معندكش نخوة”
“جرى ايه ياحازم انت المحامى بتاعها”
“ايوه المحامى بتاعها..واياك تزعلها تانى يا شريف”
“وده من ايه ان شاءالله…ايه الحمقة اللى انت فيها دى”
وخاف حازم عصبيته تنطق باللى فى قلبه
“ياشريف الموقف ده لو مع سالى ولا اى واحدة تانية كنت هقول نفس الكلام”
لما دخلت هديل اوضة ماجدة زى ماقالت لها حطت سيف على السرير وبصت فى المراية … وشها كان بيوجعها وشافت مكان ايد شريف على خدها ودماغها كمان بتوجعها مكان ماشدها من شعرها
كانت موجوعة بس فكرت انها لازم تروح الصبح عند باباها ومترجعش تانى ابدا…”ياترى ماما هتتحمل تشوفنى كده من غير ماتتعب… ولما اروح هناك مين هيصرف عليا وعلى سيف… مش مهم انا انزل اشتغل وسيف يقعد مع ماما… مش هخلى حد يشيل همى…انما مش هرجع لشريف تانى”
وحطت ايدها على اماكن الوجع… وراحت جنب سيف
لما خلص حازم جملته الباب خبط…فتح كانت ماجدة
“ايه يا شريف اللى انت عملته ده”
“عصبتنى ياطنط”
“انت حرام عليك تعمل كده فى البنت …والله ماشفت فى ادبها ولا عقلها كنت عايز واحدة قوية وقليلة الادب كانت عرفت تتعامل معاك وتوقفك عند حدك”
كلام ماجدة كان جامد بس العلاقة تسمح انها تقوله كده
حازم كان مبسوط اوى من كلام مامته..وحس انها بتاخد حق هديل
“خلاص بقى ياطنط…هو انا قلت حاجة”
“انت قلت حاجات وجرحتها كتير… تعرف لو اى واحدة مكانها وشافت اللى كنت بتعمله فى الفرح كان طربقته على دماغك انما هى عاقلة وسكتت ومقامتش غير لما سيادتك مرضيتش تودى ابنك للدكتور علشان تفضل تتدلع وتتزفت”
“عايزانى اعمل ايه دلوقتى”
“لا مش دلوقتى..هديل هتفضل عندى للصبح وهتيجى الصبح تراضيها وتصالحها واللى هى تقول عليه انت تمشيه”
“حاضر ياطنط… علشان خاطرك”
“لا مش علشان خاطرى علشان خاطر مراتك اللى مش هتلاقى زيها وابنك … وانت ياحازم خليك هنا للصبح”
لما ماجدة رجعت بيتها كانت هديل لسه صاحية وقعدت تتكلم معاها
“بصى ياهديل انا بهدلت شريف بما فيه الكفاية وانا بقولك اللى حصل ده مش هيتكرر تانى ولو اتكرر قوليلى وانا هتصرف”
“ياطنط انا بجد بخاف منه ده جه فجأة يتخانق ويضربنى غير كلامه الجارح ليا اللى قلتهولك”
“ياهديل انتى عاقلة وكل البيوت فيها مشاكل هتخربى بيتك علشان خناقة… وابنك ده لازم يتربى معاكوا.. استهدى بالله ومتخربيش بيتك بايدك وصدقينى الواحدة مش بترتاح غير فى بيتها”
“انا عارفة والله ياطنط بس هو زودها اوى”
“وهييجى يصالحك ويعتذر لك… ولو نفسك فى حاجة اطلبيها ومش هيقولك لأ…فرصة يابت متضيعيهاش”
وضحكت ماجدة واخدت هديل فى حضنها وقالت لها
“والله ياهديل انا بحبك كأنك بنتى ولو بنتى فى نفس الموقف كنت هقول نفس الكلام…ربنا يهديهولك ياحبيبتى”
بعدها بساعات لما النهار طلع… راح شريف وحازم عند ماجدة
واعتذر لها شريف قدام حازم وماجدة… وكانت هديل مهيأة لقبول الاعتذار لان فعلا زى ما ماجدة قالت…مرتاحتش فى بيت حد وملقيتش الراحة غير لما استقرت فى بيتها… وفكرت اكتر انها مضطرة تستحمل شريف بحلوه ومره واهو كل الحكاية شهرين فى السنة وباقى الوقت تقعد فى بيتها وتربى ابنها… وزى ماقال هيبعتلها مصروف مكنتش تحلم بيه… تستحمل وتعيش وخلاص
ورجعت معاه البيت… رجعت بلا اى مشاعر ناحيته غير انه ابو ابنها ومضطرة تعيش معاه.. بس اول حاجة قالتها
“طنط ماجدة قالت لى انى اطلب منك اى حاجة وهتنفذها زى ماقلتط
“وانا عند وعدى…عايزانى اجيبلك ايه”
“عايزاك تعاملنى كويس …مش عايزة اكتر من كده”
“حاضر”
فى نفس اليوم اتصلت بيه فايزة وزى ماسمعت هديل من ردوده ان فايزة كانت بتتخانق معاه لما عرفت اللى حصل من ماجدة… وسمعته بيقول”خلاص والله ياماما مش همد ايدى عليها تانى”
خلصت الاجازة..وهديل جواها احساس بيتمنى ان الاجازة تخلص بسرعة… لان حتى كلام شريف العادى لا يخلو من كلمة بايخة يرميها يمين…كلمة سخيفة يرميها شمال
ده غير ان اللحظات الحميمة اللى كانت بتبقى مجبرة فيها نفسيا انها تكون بين ايديه…كانت بتفتكر كلامه لما قارن بينها وبين باقى البنات والستات … فكانت له جسد بلا مشاعر ولا احساس
وده كان اكتر شعور فوق احتمالها… وارتاحت لما ركب الطيارة وسافر…ورجعت بيتها مع سيف وهى فى قمة السعادة
سعادة انها اتخلصت من وجود شريف فى حياتها لمدة سنة
———–———-———————-————
ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة:دينا عماد