زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الثامنة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الثامنة عشر من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الثامن عشر

حدقت فيه يمنى بذهول رافضة تصديق ما سمعته منذ دقائق …استطاعت اخيرا أن تتحدث قائلة:انت بتقول إيه يا عماد?

عماد:بقولك إن الظابط اللي مع القوة اللي راحت تقبض عليكي عند بابا قاله ان فيه بلاغ متقدم ضدك من دكتور عمرو الألفي بيتهمك فيه إنك قتلتي مراته …ها يا يمنى…لسه عايزة تفهميه الحقيقة ولسه متخيلة انه من الممكن انه يدافع عنك …ولا عرفتي اللي فيها وحتهدي عشان نفكر حنعمل إيه ونتصرف ازاي الخطوة الجاية ?

مسحت يمنى وجهها بكفيها وقالت محاولة التماسك:حاضر يا عماد…قولي إيه المطلوب مني بالظبط وأنا اعمله

عماد:انتي حتيجي معايا دلوقتي القسم عشان تسلمي نفسك وتحكي اللي حصل بالظبط…وبكرة إن شاءالله حتتعرضي على النيابة وأنا حاكلم أستاذ شوقي إنه يتولى القضية بنفسه وحاطلب منه إني اتابع معاكي التحقيقات…وحاحاول اجمع معلومات عن مشيرة يمكن اقدر أوصل لحاجة تساعدنا ف القضية …انا مش عايزك تخافي من حاجة يا يمنى انتي عمرك ما أذيتي حد وإن شاءالله ربنا حيظهر براءتك

يمنى بإمتنان:متشكرة اوي يا عماد…وجودك جنبي ده هو اللي معوض غياب يحيى …متتصورش انا كنت محتاجاه ازاي يكون جنبي

عماد:انا عايزك تعتبريني مكان يحيى لحد ما يرجع بالسلامة إن شاءالله…يلا يا يمنى مش عايزين نضيع وقت اكتر من كده

يمنى بإستسلام:حاضر يا عماد…اديني عشر دقايق بس اعمل تليفون وارجعلك عشان نمشي علطول

********************************************

كان مستلقيا على فراشه وقد شبك يديه خلف رأسه وجلس يفكر في حاله مع زوجته الذي لا يعلم له نهاية …لا يدري من أين أتت بكل تلك القسوة معه…عدة أشهر مرت على هذا الحال ولم يعد يطيق فراقها أكثر من ذلك …أكثر ما كان يضايقه أن زوجته تستغل حبه لها كنقطة ضعف تضغط عليه من خلالها …ولكنه مازال صامدا وثابتا على موقفه حتى الآن …وحتما ستكون الغلبة لصاحب النفس الأطول …أخرجه من شروده صوت هاتفه الذي اعلن عن مكالمة من أخر شخص يمكنه أن يتوقعه …ظل محدقا في الشاشة للحظات قبل أن يجيب قائلا:مين اللي بيتكلم?

بشفاه مرتعشة اجابت قائلة بتردد:أنا يمنى يا فؤاد

أجابها قائلا بتهكم:نعم …افندم…أي خدمة?

يمنى بتلعثم:فؤاد أنا محتجالك أوي…أنا ف مصيبة يا فؤاد وماليش حد غيرك يقف جنبي دلوقتي

ساوره شعور بالقلق عليها سرعان ما أخفاه قائلا:مصيبة إيه دي اللي انتي فيها…واشمعنا أنا اللي عايزاني أقف جنبك?

يمنى:أنا مابقاش ليا غيرك يا فؤاد…أنا كنت فاكراك حتبقى مكان بابا الله يرحمه

فؤادبتهكم: مابقاش ليكي غيري ليه …أمال البيه جوزك راح فين?

يمنى:عمرو طلقني يا فؤاد…ومش كده وبس ده متهمني إني قتلت مراته والبوليس بيدور عليا

فؤاد بإندهاش:مراته! ليه هو البيه اتجوز عليكي ولا إيه?

يمنى: ايوه اتجوز عشان يخلف لما العملية اللي أنا عملتها مانجحتش ….أنا كنت فاكراك عارف وإن صفاء قالتلك

فؤاد:ليه هيا صفاء كانت عارفة?

يمنى: أيوه هيا كانت بتكلمني علطول ف التليفون تسأل عليا وانا قولتلها

فؤاد:وانتي بقى افتكرتي دلوقتي ان ليكي أخ وعايزاه يساعدك…ما افتكرتيش أخوكي ده ليه وانتي بترفعي عليه قضية

يمنى برجاء:مالوش لزوم نتكلم ف اللي فات يا فؤاد…ولو عايز تتكلم فيه فأنا متأكدة كويس انك عارف مين اللي غلطان فينا…وإذا كان على القضية فأنا مستعدة اتنازل عنها …أنا لسه عندي أمل فيك يا فؤاد وعشان كده كلمتك.

فؤاد:مش ده البيه سبع الرجال اللي كنتي مستقوية عليا بيه…خليه ينفعك بقى …أنا أسف غلطتي ف العنوان
ثم أغلق الهاتف سريعا قبل أن يستمع إلى مزيد من التوسلات التي ستشعره حتما بمزيد من تأنيب الضمير الذي صار يلاحقه كثيرا في الأونة الأخيرة إلى جانب ذلك الكابوس المزعج الذي صار رفيق أحلامه وهو يرى والده يعنفه ويصرخ به قائلا:كده برضه يا فؤاد…هيا دي الأمانة اللي سيبتهالك
ترى بعد أن رفض مساعدة شقيقته بعد أن لجأت إليه كيف سيكون شكل كابوسه القادم

***************************************

بس يا ستي…هيا دي كل الحكاية من أول ما اتجوزت عمرو لحد ما وصلت لعندك هنا

تنهدت محاسن بقوة ثم قالت بجدية:يااااه…صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته

وانتي بقى بلوتك إيه…قصدي تهمتك إيه?

محاسن:الحال من بعضه…انا كمان جاية هنا ف جريمة قتل بس الفرق بيني وبينك ان أنا قتلت فعلا مش مظلومة زيك وقتلت اتنين مش واحد كمان

قطبت يمنى جبينها في دهشة قائلةغريبة…مايبانش عليكي يعني

زفرت محاسن قائلة بتأثر:مافيش حد بيتولد مجرم ولا نفسه يكون مجرم…هيا بس ظروف الواحد بيتحط فيها بتفرض علينا نعمل حاجات عمرنا ما كنا نتخيل اننا ممكن نعملها

يمنى:طيب انتي كمان مش حتحكيلي قتلتي مين?

محاسن:حاحكيلك اكيد بس مش دلوقتي

يمنى:خلاص براحتك…طيب مش حتقوليلي رأيك ف اللي سمعتيه

محاسن:طبعا انتي مستنية مني اقولك يا مظلومة يا مسكينة يا غلبانة يا اللي جوزك وحماتك سودوا عيشتك ووصلوكي لحد السجن ومش بعيد كمان يوصلوكي لحبل المشنقة

نظرت إليها يمني في إندهاش قبل أن تقول:مش فاهمة انتي تقصدي إيه?

محاسن:اقصد انك انتي اللي عملتي كده ف نفسك بنفسك…تقدري تقوليلي كان فين عقلك وانتي عمالة تتنازلي تتنازلي تتنازلي كده ورا بعضه!وقال إيه بتحبيه …طيب هو ليه ما اتنازلش ولا مرة عشان خاطرك مع إن المفروض ان هو كمان بيحبك…بس بيحبك ازاي وهو ماعملش حاجة تأكد الحب ده ?خلاكي تتنازلي عن حلمك وطموحك وعشان إيه?عشان حضرته بيغير…وحبه ده ما منعهوش يسمع كلام أمه ويتجوز عليكي …لأ وكمان البعيد ماعندوش دم جاي يحتفل معاكي بالحمل…تصدقي أنا فرحانة فيه هو والعقربة أمه ونفسي أشوف شكلهم لما الجثة تتشرح ويعرفوا انها كانت حامل من بدري حيعملوا إيه…بقولك إيه انتي يادوب تلحقي تناميلك ساعتين تلاتة قبل ما يرحلوكي على النيابة بكرة الصبح عشان تبقي فايقة وانتي ف النيابة

يمنى:تعرفي ان معاكي حق فعلا…بس أنا برضه حاستناكي تحكيلي …واضح كده اننا حنبقى أصحاب بما إننا مطوليين مع بعض وكده يعني

محاسن:طيب يلا قومي وارتاحي وماتفكريش ف حاجة.

وبالفعل استسلمت يمنى لسلطان النوم إستعدادا ليوم حافل بالمفاجأت غدا في النيابة

**********************************************

أما عن عماد…فبعد أن ذهب مع يمنى إلى قسم الشرطة لتقوم بتسليم نفسها قام بمهاتفة يحيى وإخباره بما كان من أمر شقيقته رغم تأكيدات يمنى …ولكن عماد رأى أن ذلك من الأفضل بعد رفض فؤاد مساعدتها …قرر بعدها أن يتجه إلى مكتب عمرو في الفترة المسائية والذي كان عمرو موجودا به بالفعل ولكنه لم يأت لممارسة عمله…فقط أراد أن يختلي بنفسه حتى يعيد التفكير في كل ما كان …رغم انه لم يعد يستطيع التفكير في سواها…ترى هل ظلمها حقا وتسرع بإتهامه لها …لكن كيف ذلك وكل ما حوله ينطق بأنها الفاعلة…قطع شروده صوت طرقات على الباب …دخلت السكرتيرة تخبره بقدوم احدهم يطلب مقابلته…ولكنه لم ينتظر أن تسمح له بالدخول إذ اقتحم المكتب فجأة وهي تحدث عمرو ودخل قائلا بحدة:ماتخافش يا دكتور انا مش حأخد من وقتك كتير

أشار عمرو للسكرتيرة بالإنصراف…ثم قال بإنفعال:وليك عين تيجي هنا كمان

اجابه ساخرا:مش عين واحدة دول اتنين…واوعى تكون فاكرني جاي هنا عشان اشرحلك أو ادافع عن نفسي أو عن يمنى لأننا اصلا مش متهمين…أنا جاي أقولك كلمة واحدة بس …اللي يبيع الماس بالتراب يستاهل اللي يجراله…ثم ألقى بأحد الأوراق على المكتب أمام عمرو قائلا قبل أن ينصرف:الورقة دي فيها عنوان العمارة اللي انا ساكن فيها …تقدر تروح هناك وتسأل أي حد من سكان العمارة أو حتى أسأل البواب تعرف إيه عن مشيرة عبد الحميد وانت حتسمع العجب ده غير اللي هما ما يعرفهوش…عن اذنك يا دكتور

***********************************

في الصباح كانت يمنى في طريقها للنيابة تصحبها دعوات محاسن وينتظرها عماد امام مبنى النيابة …في نفس الوقت الذي كان فيه عمرو يقف اسفل البناية التي اعطاه عماد عنوانها موجها حديثه للحارس:لو سمحت والله كان فيه واحدة ساكنة ف العمارة هنا اسمها مشيرة عبد الحميد

اجابه قائلا بتأفف:وهيا دي تتنسي برضه يا بيه…دي الحمد لله غمة وانزاحت…عقبال ماتبيع الشقة خالص ونخلص منها علطول

اعتلت الدهشة ملامح وجهه وهو يقول:هيا لسه ما باعتش الشقة

البواب:لأ يا بيه…هيا سابتها وعزلت لكن مابعتهاش

عمرو:هيا للدرجةدى كانت ست وحشة عشان تقول عليها كده?

البواب:وحشة!وحشة دي كلمة قليلة اوي علي اللي كانت فيه…الله يكرمك يا بيه انا عندي ولايا ومش عايز اجيب ف سيرة حد

عمرو:حتى لو قلتلك ان فيه واحد صاحبي عايز يتجوزها وطلب مني اجمعله معلومات عنها

البواب:وده مين اللي أمه داعية عليه ده يا بيه?انا كل اللي اقدر اقوله انها كانت ست مشيها بطال والعياذ بالله…والباقي حضرتك افهمه بقى لوحدك

شعر أن كلمات الحارس كسكاكين تطعنه في قلبه بلا هوادة فاستأذن قائلا:متشكر اوي …عن اذنك

************************************

وقف عماد بصحبة يمنى أمام مكتب وكيل النائب العام منتظرين الإذن لهما بالدخول وعندما جاء دورها دخلا معا ليلقي عماد السلام على ذلك القابع خلف مكتبه وعينه على اوراق القضية وما إن رفع رأسه ناظرا إليهما حتى صاح عماد قائلا في دهشة ممزوجة بالفرح:مين مش معقول!ياسين الشناوي…بتعمل إيه هنا يا ابني?

اجابه قائلا بإبتسامة:باعمل إيه هنا…ده مكتبي يا ابني انت…بالحضن يا عمدة

احتضنه عماد قائلا:واحشني يا حبيبي والله…بس إيه ده يا ابني…وكيل نيابة مرة واحدة…أيوه يا عم يا بخت من كان سيادة المستشار ابوه

اجابه قائلا بإعتراض:لا عندك بقى…انا طول عمري طالب مجتهد وكل سنة كنت باطلع التاني على الدفعة ماكانش فيه حد بيسبقني غير…..ثم حول بصره بإتجاه يمنى واردف قائلا-:يمنى وبس

ابتسمت يمنى بمرارة وشعرت بغصة في حلقها …فلم تكن تتخيل أن يأتي ذلك اليوم وتقف أمام اكبر منافسيها في الجامعة وقد صار وكيلا للنائب العام فيما اصبحت هي مجرمة تنتظر العقاب

ابتسم لها ياسين قائلا بود :ازيك يا يمني …اخبارك إيه?

يمنى بأسى:الحمد لله اخباري زي ما انت شايف كده

ياسين:معلش شدة وتزول إن شاءالله…انا لما قريت الملف وشوفت اسمك ماكنتش مصدق نفسي بصراحة …لكن براءتك دي أنا متأكد منها…واتمنى اني أقدر اساعدك عشان تثبتيها

يمنى بإمتنان: متشكرة اوي يا ياسين…ولا اقولك يا سيادة الوكيل

ياسين:انتي تقولي اللي انت عايزاه يا يمنى…ثم شعر بالحرج فاردف قائلا:انا عايزك تحكيلي الأول بصفة ودية قبل ما نبتدي التحقيق إيه اللي حصل بالظبط…وتأكدي اني مصدق كل كلمة حتحكيها

وبالفعل بدأت يمنى في سرد كافة الوقائع لياسين الذي كان يستمع إليها في إهتمام شديد إلا أن قطع حديثهما صوت طرقات على الباب ليدخل أحد العساكر حاملا في يده ورقة اعطاها لياسين قائلا: تمام يا فندم…صاحب الكارت ده بره وبيستأذن عشان يدخل لحضرتك

نظر ياسين إلى الكارت بإندهاش ثم أذن لصاحبه بالدخول ليدخل أخر شخص تريد يمنى رؤيته …قال وهو يمد يده مصافحا ياسين:عمرو أنور الألفي المحامي…حاضر مع المتهمة يمنى رفعت الصاوي

ياسين مرحبا:غني عن التعريف يا دكتور…انا يشرفني ان حضرتك كنت أستاذي…اتفضل حضرتك استريح

عمرو :متشكر اوي

هبت يمنى من مكانها واقفة وقالت في حدة:وأنا ماطلبتش إن حد يدافع عني…………..

زر الذهاب إلى الأعلى