مسلسل لست خائنة الحلقة التاسعة والعاشرة والاخيرة
الحلقة التاسعة
استيقظت دينا من نومها و أيقظت يارا و قامت باعدادها للذهاب الى المدرسة و بعد نزول يارا دخلت الى الشرفة لتجد اسماعيل نائما منذ ليلة الأمس على الكرسي فاقتربت منه لتجد وجهه حزين و هناك دمعه تنحدر على خده فأحست بالشفقه تجاهه فهو بالرغم من ظلمه لها طوال تلك السنوات إلا أنها أدركت أنه عاش مأساة مع والديه و ربما كان ما يمارسه معها من تصرفات رغما عنه فقد كان يفعل بها ما كان يفعله والده تماما ……………………..
وضعت دينا يدها برفق على كتف اسماعيل لتوقظه:
دينا:اسماعيل … اسماعيل
اسماعيل انتفض من مكانه و كأنه كان يرى كابوسا أثناء نومه:لاااااااااااااااااااا
دينا محاولة تهدئته:انا دينا متخافش
نظر اليها اسماعيل و كأنه لا يتذكرها ثم قال:الساعه كام؟
دينا:الساعة 8
اسماعيل:انا نمت هنا امبارح؟
دينا:ايوه
اسماعيل:طيب أنا هدخل أنام عالسرير
دينا:مش هتروح الشركة؟
اسماعيل:لا ….. ممكن تيجي معايا
دينا نظرت اليه بخوف:فين؟
اسماعيل:متخافيش يا دينا
لحقت به دينا و وجدت أنه دخل الى الفراش ثم طلب اليها بصوت متعب:
اسماعيل:ممكن تفضلي جنبي لغاية ما أنام
دينا أحست بعطف شديد ناحية زوجها فجلست بجواره و ببطء شديد وضعت يدها لتربت على ظهره فأحست بجسده مشدود للغايه لكن بعد قليل بدأ يسترخي و دخل في سبات عميق ……………..
سمعت دينا رنين الهاتف فذهبت لتجيب:
دينا:الو
ايوه انا دينا
مستشفى الدكتور محمود
المقابلة الساعه كام؟
ان شاء الله هكون موجوده
مع السلامه
أغلقت دينا الهاتف و هي تشعر أنها تحلم أيعقل أن تجد وظيفة بعد كل تلك السنوات !!
أيمكنها أن تمارس عملا و تحقق ذاتها !! يااااااا رب وفقني لما تحب وترضى…………….
قررت دينا الاتصال بفؤاد لتعتذر له عما بدر منها يوم لقائهما و أيضا لتشكره على فرصة العمل التي أوجدها لها ولكنها عندما اتصلت به في الفندق وجدته سافر فجأة الى فرنسا دون أن يكمل المؤتمر فأحست بالقلق عليه و دعت الله ان يكون بخير ……………………..
قرر المحقق ايداع ساندي أحدى دور العلاج من الإدمان حتى موعد محاكمتها و قد ظلت ساندي تبكي بشدة على ما وصلت اليه بسبب أنانيتها و إهمالها و ظلت تدعو الله ان ينجي ابنها مما أصابه.
فؤاد كان نائما بجوار سرير فارس و استيقظ على صوت ضعيف يناديه:
فارس:باباه …
فؤاد:حبيبي حمدلله على سلامتك
فارس:عايز أشرب
فؤاد وهو يبكي من شدة فرحته :حاضر يا حبيبي حالا
فارس:أنا فين؟
فؤاد:انت في المستشفى عشان تعبت شويه
فارس:فين ماماه؟
فؤاد:ماماه هتيجي بعد شويه
فارس:انا تعبان اوي
فؤاد:حاول تنام دلوقتي
فارس و هو يغالبه النعاس:متسبنيش تاني باباه
فؤاد وهو يقبله في رأسه:عمري ما هسيبك تاني ابدااااااااااااا
ابتسم فارس بضعف ثم خلد الى النوم بينما ظل فؤاد يشكر الله و يحمده …………………….
ارتدت دينا بدلة كلاسيكية سوداء وتحتها قميص ابيض و ذهبت الى مقابلة الدكتور محمود و جلست تنتظر الدخول الى مكتبه:
السكرتيرة:اتفضلي يا مدام دينا الدكتور محمود في انتظارك
دينا:متشكره
طرقت دينا الباب:السلام عليكم
الدكتور محمود:و عليكم السلام اهلا وسهلا اتفضلي
دينا:اهلا بحضرتك
الدكتور محمود:الدكتور فؤاد شكرلي في حضرتك جدا و اتمنى يكون ليكي نصيب تشتغلي معانا
دينا:ده شرف ليا يا فندم
الدكتور محمود:بصي يا دينا انا محتاج موظفه تهتم بتنظيم ملفات المرضى و ترتبهم حسب حالاتهم
و تعمل ملفات عالكومبيوتر وحاجات زي كده
دينا:ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك و الدكتور فؤاد
الدكتور محمود:خلاص تقدري تستلمي الشغل امتى؟
دينا:ممكن من بكره ؟
الدكتور محمود:خلاص هستناكي بكره ان شاء الله
دينا وهي سعيده للغاية:ان شاء الله
عادت دينا الى المنزل و هي تفكر كيف ستقنع اسماعيل بعملها ؟ وهل سيعترض ؟ أم أنه تغير فعلا؟
جلست دينا في الحفل السنوي الذي تقيمه مدرسة يارا و كانت ترتدي فستانا اسود و تضع نظارة شمسية سوداء اللون و ظلت تتابع الحفل في صمت حتى ظهرت يارا مع زميلاتها لتأدية مسرحية سندريلا و كانت دينا تبتسم و ربما تكون هذه المرة الأولى التي تبتسم فيها دينا منذ ذلم اليوم المشؤوم ………..
تتذكر دينا هذا اليوم جيدا و كأن كل ما حدث يمر أمام عينيها الحزينتين حينما عادت من مقابلتها مع الدكتور محمود و قررت اقناع اسماعيل بالموافقة على عملها في المستشفى دخلت دينا غرفة النوم لتجد اسماعيل نائما كما تركته في الصباح اقتربت منه حتى توقظه :
دينا بصوت رقيق:اسماعيل …. اسماعيل
لكن اسماعيل لم يسمعها …. لقد تركها للأبد …. تركها وحيدة في هذا العالم …. تركها أرملة في الثامنة والعشرون من عمرها …. و ترك لها يارا ابنتهما الوحيده التي أصبحت يتيمة الأب …. لقد مات اسماعيل …. مات و هو حزين لما سببه لها من ألم خلال سنوات زواجهما العشر …. مات و قد علن أنه أحبها …. أحب زوجته دينا …. أحبها رغم محاولته الدائمة للهروب من الحب ………….
انتهت الحفلة و جاءت يارا تركض نحو والدتها :
يارا:ها يا مامي ايه رأيك ؟
دينا تبتسم بحنان بالغ:جميلة يا حبيبتي
يارا:يعني ينفع اكون ممثلة لما أكبر؟
دينا:لما تكبري ابقي قرري هتشتغلي ايه
نظرت دينا لوالدتها و هي تفكر:هو بابي شايفني دلوقت؟
دينا:ايوه طبعا و أكيد فرحان بيكي اوي
يارا بحزن شديد:بابي وحشني اوي
دينا:و انت كمان اكيد وحشتيه
اصطحبت دينا يارا الى المنزل و تركتها بصحبة المربية التي أحضرتها دينا للبقاء في المنزل لرعاية يارا بعد وفاة اسماعيل خاصة أن دينا أصبحت تدير شركة السياحة التي ورثتها عن زوجها و قد مضى ما يقرب من العام على رحيل اسماعيل و ادراة دينا للشركة , و قد أصبحت دينا مشغولة طوال اليوم بعملها .
أعادت دينا تنظيم الشركة و بدأت تعمل كل يوم حتى تواصل النجاح الذي حققه اسماعيل و بالفعل نجحت في ذلك و ازدادت أرباح الشركة و أحست دينا أنها أصبحت أقوى لكنها أصبحت أكثر حزنا بسبب موت اسماعيل و اختفاء فؤاد دون ان تعرف عنه شيئا منذ تركته في المطعم ذاك اليوم……
أعلنت المضيفة الجوية أن الطائرة هبطت بنجاح أرض القاهرة ……………………..
دخلت دينا الى الشركة لتباشر عملها و بعد أن طلبت قهوتها دخلت سكرتيرتها قائلة:
السكرتيرة:بعد اذنك يا مدام دينا في واحد طالب مقابلتك
دينا:مقلش اسمه؟
السكرتيرة:لأ
دينا:طيب خليه يدخل
نظرت دينا الى الأوراق أمامها و بعد أن سمعت وقع أقدام الزائر رفعت عينيها لترى أمامها فؤاد فوقفت و هي غير مصدقة لما تراه و أحست بالدموع تتجمع في عينيها و لم تستطع الكلام فاقترب منها فؤاد و نظر في عينيها و لم تشعر دينا بنفسها الا وهي ترتمي بين ذراعيه و تبكي …. و كأنما تشكو اليه كل ما مرت به الفترة الماضية …. وكأنما تعاتبه على اختفاءه المفاجئ …. وكأنما تخبره بدموعها أنها اصبحت أرملة …. و ظلت تبكي و هو يربت على شعرها بحنان بالغ و بعد أن هدأت أصطحبها فؤاد ليجلسا على الأريكة و قدم لها منديلا لتجفف دموعها و قال لها:
فؤاد:البقاء لله يا دينا
دينا:و نعمه بالله
فؤاد:مش عارف أقولك ايه؟
دينا:مفيش حاجة تتقال اسماعيل مات و انا بقيت بتابع الشركة و بربي يارا
فؤاد:أنا سف اني بعدت عنك في الفترة الصعبة ده بس كان عندي ظروف صعبة اوي
دينا:انا معرفتش اوصلك خالص
فؤاد:مش هتصدقي اللي حصل في حياتي …………..
حكى فؤاد كل ما مر به من أحداث و كيف تم سجن ساندي زوجته و شفاء فارس و قرار فؤاد بالعودة بفارس للاستقرار بمصر و أنه قام بشراء شقة في نفس الحي التي تسكنه دينا كما انه قدم لفارس في نفس المدرسة التي تدرس بها يارا ……………………
شعرت دينا بالأمان من جديد …. و أحست بالسعادة ربما لأول مرة في حياتها …. لكنها بدأت تفكر هل سيعرض عليها فؤاد الزواج ؟؟؟ هل ستوافق على الزواج منه ؟؟؟ ام انها ستكتفي بتربية ابنتها …
استأذن فؤاد ليترك دينا تتابع عملها و طلب مقابلتها على الغداء مع يارا و فارس في النادي و وافقت دينا و هي تشعر بأنها حره واتفقا على اللقاء في الساعة السادسة مساءا
وصلت دينا الى النادي بصحبة يارا التي كانت سعيده لأنها ستلتقي بصديق جديد لتلعب معه ,و عند وصولهما للطاولة التي يجلس عليها فؤاد و فارس نظرت دينا الى فارس و وجدته انه لا يشبه فؤاد لكنه يشبه ساندي كثيرا , جلست دينا و يارا وقالت:
دينا:السلام عليكم
فؤاد:و عليكم السلام
دينا برقة:ازيك يا فارس؟
فارس بصوت منخفض للغاية:الحمد لله
دينا:أعرفك د بنتي واسمها يارا
يارا:ازيك يا فارس تحب تلعب معايا
فارس نظر ببراءة الى يارا ثم نظر الى والده الذي أشار له بالموافقه:اوكيه
و انطلقا فارس ويارا ليلعبا سويا بينما ظل فؤاد ينظر لدينا بحب شديد:
دينا:بتبصلي كده ليه؟
فؤاد:تعرفي انك جميلة اوي؟
دينا بخجل:يا سلام
فؤاد:آه والله
دينا :ميرسي
فؤاد:انا عايز أفاتحك في موضوع
دينا أحست بالارتباك الشديد:خير؟
فؤاد:انا نفسي نكمل حياتنا سوا و نربي يارا وفارس مع بعض
نظرت دينا لفؤاد وهي لا تعرف بما تجيبه ……………………..
جلست دينا بجوار فؤاد في الطائرة المتوجهه الى شرم الشيخ و خلفهما يجلس يارا و فارس لقضاء شهر العسل فقد تم عقد قرانهما في الصباح الباكر في مشيخة الأزهر و توجها بعدها الى المطار :
فؤاد:يااااااه يا دينا مش مصدق اننا اتجوزنا أخيرا
دينا:الحمد لله ربنا جمعنا مع بعض على خير
فؤاد:أكتر حاجه مفرحاني ان يارا و فارس بقوا أصحاب اوي
دينا:فعلا يارا بقت متعلقه بفارس و بتعتبره أخوها الصغير
فؤاد وهو ينظر في عينيها:نفسي أعوضك عن كل اللي فات
دينا و هي تبتسم بسعاده بالغة:ربنا يخليك ليا يا حبيبي
فؤاد:ارتاحي شوية و انا هصحيكي لما نوصل
دينا أرجعت رأسها للخلف و أغمضت عينيها و نامت لأنها كانت مرهقه للغاية …… رأت في الحلم والدتها وهي تحتضنها و كأنما تشعر بالسعادة لأجلها ……. كما أن اسماعيل كان ينظر اليها من بعيد و كأنه يودعها الوداع الأخير ……… استيقظت دينا على صوت فؤاد وهو يوقظها برفق:
فؤاد:يلا يا حبيبتي وصلنا
دينا:ياااااااه ده انا نمت كتير اوي
فؤاد وهو يمازحها:كويس عشان بالليل مش هنام خاااااالص
دينا ابتسمت بخجل و بدأت تساعد يارا و فارس في جمع أغراضهما والنزول من الطائرة و بعد ذلك توجهوا الى القرية السياحية و وضعوا الحقائب في الغرف و طلبت دينا من يارا و فارس أن يبدلا ثيابهما حتى يتناولا العشاء في المطعم و دخلت دينا مع فؤاد غرفتهما و سألها فؤاد:
فؤاد:تحبي تدخلي الحمام الاول؟
دينا و هي تشعر بالخجل الشديد:لا اتفضل انت
فؤاد خرج و هو يرتدي سروالا ابيض و قميصا أزرق و وقف يصفف شعره أمام المرآه و ينظر لدينا :
فؤاد:ادخلي انتي وانا هروح اطمن على الولاد
دينا:اوكيه
توجهت دينا الى الحمام و ملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ و الرغوة المنعشة و استلقت في الماء وهي تشعر بالراحه و أغمضت عينيها و بعد قليل أحست بيد تقوم بتدليك كتفيها ففتحت عينيها لتجد فؤاد يجلس خلفها وهو ينظر اليها بحنان بالغ :
فؤاد:غمضي عينيكي و انا هعملك مساج
أغمضت دينا عينيها و استسلمت للمساته الساحره …… كم هو حنون معها ….. لم تشعر بهذا الحنان من قبل ……. ان حبيبها شخص رائع ……… توقف فؤاد عن ملامستها و قال لها:
فؤاد و صوته متوتر:انا بقول كفاية كده عشان الولاد مستنينا
دينا و وجهها مكسو بحمرة الخجل:انا ثواني هلبس و أحصلك
فؤاد اقترب منها و هو ممسكا بالروب ليساعدها على ارتدائه ….. وقفت دينا و ارتدت الروب و ربطته حولها جيدا وجلست لتجفف شعرها …… لكن عيني فؤاد كانتا تراقبها …… ابتسمت له دينا ابتسامة رائعة وقالت:
دينا:كده مش هننزل نتعشى
فؤاد:خلاص انا هستناكي تحت
دينا وهي تضحك :اوكيه انزل و انا مش هتأخر
فؤاد:بسرعه يا حبيبتي
دينا :حاضر
خرج فؤاد و ظلت دينا بمفردها وهي تشعر بالخجل الشديد ….. ارتدت فستانا احمر اللون و تركت شعرها بموجاته الرائعه و وضعت عطرها المفضل و نزلت لتلحق بهم في المطعم و بعد ان تناولوا الطعام طلب فارس أن يذهب للنوم و وافقته يارا فاصطحبهما دينا و فؤاد و وضعا كلا منهما في سريره و ذهبا الى غرفتهما ليناما………………..
ارتدت دينا قميصا من الساتان الأبيض القصير و عليه روب طويل و اتجهت الى السرير و لحق بها فؤاد و نظر اليها قائلا:
فؤاد:تعرفي ان شكلك بريء اوي
دينا وهي ترتعش:ميرسي
فؤاد:انت خايفة مني ؟
دينا:انا عمري ما حسيت بالأمان الا وانا جنبك
اقترب منها فؤاد وضمها الى صدره برقة و…………………….
بعد مرور عام كانت دينا ممسكة بيد فؤاد بقوة و هو يحاول تهدئتها و هي تبكي من شدة الألم فقد كانت في غرفة العمليات تضع طفلها الاول من فؤاد و الذي كان يشعر بالخوف الشديد على حبيبته
و لم يهدأ الا بعد سماعه بكاء صغيرهما وقام بوضعه بين ذراعي دينا بعد ان قام بالتكبير في اذنه …. نظرت دينا الى طفلها و شعرت بحبه يملأ قلبها ثم نظرت الى فؤاد الذي سألها:
فؤاد:ها يا حبيبتي هتسميه ايه؟
دينا نظرت في عيني زوجها و قالت باصرار:هسميه فـــــــــــــــــــــــــ
———–———-———————-————
الى اللقاء مع المسلسل القادم ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
بقلم الكاتبة: نهلة أبو شهبة