مسلسل بين نارين الحلقة التاسعة عشر والعشرون
الحلقة19
قررت راوية انها مالهاش مكان مع طارق
خصوصا بعد ما شافته مع بسمة
بسمة قعدت مع طارق حوالى نص ساعة وخرجت
ووصلها طارق لحد باب المكتب ورجع مكتبه تانى
قامت راوية وهى اخده قرارها…دخلت مكتب طارق
“راوية؟؟ تعالى”
“ممكن بس اخد من وقتك دقيقتين”
“ساعتين مش دقيقتين…اقعدى ياراوية”
“انا عايزة استئذنك انى مش هقدر اكمل هنا فى المكتب”
واتغير شكل طارق من الابتسام للعبوس
“بتقولى ايه؟؟؟عايزة تسيبى الشغل”
“ايوه”
“ليه”
“محتاجة اقعد فى البيت شوية”
“عايزة تقعدى فى البيت ولا عندك عرض تانى”
وبصت له راوية باستغراب
“عرض تانى؟؟لا طبعا مفيش عروض تانية”
“طيب قوليلى فيه ايه؟؟؟عايزة مرتبك يزيد”
“يااستاذ طارق لو سمحت انت بتهيننى كده… معنى كلامك انى بشتغل معاك علشان الفلوس بس”
ونزلت دموع صامته من عينيها كانت بتحاول تكتمها من لحظة دخول بسمة المكتب فى ايد طارق
“انا اسف ياراوية…مقصدش اضايقك والله”
ومد لها ايده بمنديل تمسح دموعها… اخدت المنديل ومسحت دموعها بسرعة وحمدت ربنا انه فهم دموعها على انها زعلت من كلامه عن الفلوس… حاولت تتحكم فى صوتها
“معلش يااستاذ طارق…محتاجة اقعد فى البيت شوية”
“طيب فهمينى ايه اللى حصل … انا مش مقتنع بكلامك ده”
“تعبانة ومش قادرة اشتغل… بس ده كل الموضوع”
“تعبانة مالك سلامتك”
“ارجوك… متضغطش عليا انا مش عايزة اكمل شغل هنا”
“هنا بالذات؟؟؟ بس انا مقدرش استغنى عنك ياراوية وانتى عارفة كده كويس”
“المكتب مليان محامين غيرى”
“بس انتى الوحيدة الاقرب لى فيهم”
سكتت راوية وهى مش عارفة تفسر كلامه ده ايه؟؟
اقرب له بمعنى ايه؟؟
لاحظ طارق سكوتها… وكمل كلامه
“بصى ياراوية انا مش هضغط عليكى… بس فى نفس الوقت مينفعش تسيبى الشغل… خدى اجازة من المكتب للفترة اللى تريحك بس القضايا اللى معاكى هتفضل معاكى وهتشتغلى فيها من البيت … اتفقنا”
واضطرت راوية انها توافق… لانها فعلا مش هتبطل شغل
ولازم تخلص القضايا اللى وراها
فاتت الايام وراوية مش بتروح المكتب زى مااتفقوا
بس كل يوم بتشوف طارق فى المحكمة
كل يوم بيتكلموا مع بعض
كل يوم بتحس بمعاملته الطيبة ليها وبتتعلق بيه اكتر
كل يوم بتتأكد انها مالهاش مكان معاه لانه مش بيجيب سيرة بسمة خالص… ولما بتساله عن احواله…بيجاوب بكل ارتياح
“الحمدلله”
وبعد فترة حست راوية ان احساسها ده محدش مسئول عنه غيرها
وانها لازم تعيش واقعها يمكن مع الوقت تنسى طارق
ورجعت المكتب بعد شهر… ورجعت يبقى طارق قصادها طول اليوم
فاتت الشهور وطارق وبسمة عايشين مستقرين بسبب وجود ام عبده
اللى شايلة كل حاجة عن بسمة
وكانت كل الامور ماشية على مايرام فى البيت والشغل
وفى يوم بعد ماراح المحكمة… حس ان راوية اتأخرت كتير عن معادها… فضل يستناها من غير جدوى
لما لقاها اتأخرت اكتر من ساعة… اتصل بيها
“ايه ياراوية اتأخرتى ليه؟؟”
“مين معايا… انا مش راوية”
“مش ده تليفون راوية؟؟”
“ايوه.. بس هى تعبانة شوية “
“خير مالها”
“والدها توفى من ساعتين وهى منهارة جدا ومش عارفة ترد”
“البقاء لله…حضرتك مين”
“انا جارتها”
“ممكن اعرف الجنازة امتى ومنين”
“والله لسه مش عارفين لان لسه الاجراءات مخلصتش”
“طيب متشكر جدا”
وقفل طارق وهو بيقول لنفسه
“لا حول ولا قوة الا بالله… هى راوية دايما مصابة كده”
وقال للمحامين اللى معاه وخصوصا صديقات راوية
اللى اغلبهم راحوا لها… واتصلوا بزملائهم علشان يحضروا الجنازة
راح طارق الجنازة…. شاف راوية اللى عمره ماشافها قبل كده
راوية المنهارة تماما… اللى اغمى عليها فى الجنازة مرتين
صعبت عليه جدا… وافتكر يوم وفاة باباه
وحس باللى هى فيه… وخصوصا لما عرف انها البنت الوحيدة
واخواتها الاتنين صبيان اصغر منها
ففهم ممكن تكون متعلقة بباباها قد ايه
معرفش يعزيها… وتقريبا مشافتوش فى الجنازة
لانها غالبا ماشفتش حد… واتأكد لما كان الكلام طول اليوم فى المكتب عن حالة راوية وانهيارها بعد وفاة باباها المفاجئة
تفكيره طول اليوم فى راوية… لدرجة انه لحق نفسه على اخر لحظة قبل ماينادى بسمة باسم راوية
تانى يوم بالليل وقبل مايمشى من المكتب قرر انه يتصل يسأل عليها
لما اتصل لقى تليفونها مقفول
وسأل السكرتيرة عنها وقالت له
“انا مكلمتهاش من بعد العزا”
كان قلقان عليها وعايز يطمن عليها
وفى نفس الوقت مفيش قدامه اى وسيلة يطمن عليها
فقرر انه بعد ال3 ايام العزا لو مجتش ولا اتصلت
هيروح لها البيت…. بأى حجة مش مهم المهم انه يطمن عليها
لما راح البيت… كانت بسمة محضرة العشا
ودخل على اوضته على طول… دخلت وراه بسمة
“يالا ياطارق غير بسرعة وتعالى اتعشى”
“لا معلش مش قادر”
“ليه انت اكلت بره”
“لا بس معدتى بتوجعنى ومش هقدر اكل حاجة علشان انام خفيف”
“مالك ياطارق”
“مفيش…قلتلك معدتى بتوجعنى”
“سلامتك… طيب مجبتش اى دوا ولا حاجة”
“لا مجبتش… انا مش عيان وجع خفيف كده وعايز انام”
“مالك بتكلمنى كده ليه”
“مفيش يابسمة…انا عايز انام تصبحى على خير”
“يعنى مينفعش اتكلم معاك 5 دقايق بس فى حاجة مهمة”
“ينفع…عايزة ايه؟؟”
“بص يا طارق انت عارف انى مش بعرف اخبى عليك حاجة… بس فيه حاجة انا خبيتها وكنت فاكراها بسيطة… بس زادت عن حدها وانت لازم تعرفها علشان تتصرف”
الحلقة 20
قلق طارق من كلام بسمة
“مخبية ايه عنى يابسمة”
“متقلقش كده… بس متزعلش منى”
واتنرفز طارق
“اخلصى بقى كفاية مقدمات قولى على طول”
“اهدا بس …انا هقولك… ام عبده حرامية”
“حرامية ؟؟؟ سرقت ايه؟؟وازاى؟؟ دى بقالها عندنا6 شهور مشفناش منها حاجة..و لا ..ت ق ص د ى”
“ايووووه يا طارق… اقصد ان دى الحاجة اللى كنت مخبياها عنك”
“اللى هي ايه بقى بالظبط؟؟”
“من بعد ما جت عندنا بشهر وانا بدات الاحظ ان حاجات صغيرة بتختفى من البيت ومكنتش بدقق”
“حاجات صغيرة زى ايه؟؟”
“يعنى ادور على حاجة من هدوم البيت بتاعتى ملاقيهاش…اسألها تقولى معرفش اكيد طارت من على الحبل… لاحظت ان الاطباق بقت مش كتير ولما اسألها تقولى اتكسر منى واحد ولا اتنين… طقم ملايات … فوط… وحاجات من دى”
“كل ده وساكتة ليه؟؟”
“كنت خايفة اظلمها وتكون دى شكوك”
“خايفة تظلميها ولا علشان محتاجاها سكتتى”
وسكتت بسمة لان طارق كان كلامه صح
هى فعلا سكتت علشان محتاجة وجودها فى البيت
“وايه اللى خلاكى تقولى الموضوع زاد عن حده يابسمة؟؟”
“بدأت تاخد فلوس… ولولا انى قافلة على دهبى كان ممكن تاخد حاجة منه”
“اخدت كام بالظبط”
“مش مرة واحدة…ساعات الاقى مثلا الفلوس ناقصة 50 جنيه…ساعات 20…ساعات 100 حسب المبلغ الموجود”
“واجهتيها بشكوكك دى”
“لا هى فاكرة انى مش اخدة بالى… لانى محتاجاها ياطارق”
“محتاجاها يعنى تسيبيها تنقل حاجتنا واحدة واحدة… الست دى مش هتدخل هنا تانى…انا الصبح مش هنزل الا لما تيجى وتاخد حسابها وفى 60 داهية”
“بس…”
وزعق لها طارق
“بس ايه؟؟ اتحملى المسئولية شوية بقى”
“انت بتقول ايه؟؟ هو انا مش متحملة المسئولية… ده انت يافى المحكمة يا المكتب يااما نايم وانا قاعدة وتعبانة وكفاية جودى عليا”
“نعم… مسئولية؟؟؟ فين المسئولية اللى انتى شايلاها دى… اومال انتى عايزة كمان متمسكيش بنتك ولاتتعبى من الحمل نجيب لك واحدة كمان تتعب مكانك”
“انت ازاى بتكلمنى كده”
“علشان اتخنقت… بنتسرق ومخبية عليا”
“بص ياطارق انت جاى من بره مش طبيعى وانا هسكت وهسيبك براحتك… وان كان على ام عبده مش مهم خلاص ونشوف واحدة تانية”
“انتى ايييييييه … بتستفزينى… مفيش واحدة تانية ولا تالتة..موال الشغالات ده مش نافع معانا ومفيش شغالة هتدخل هنا تانى”
“لا بقى…انت بتتكلم اى كلام وخلاص… انا قربت اولد وبعد الولادة هيبقى فى ايدى اتنين ومسئولية البيت كل ده اعمل فيه ايه؟”
“مش مشكلتى …امى وامك خلفونا ومكنش عندهم شغالات”
“انت كده اللى بتضطرنى اروح عند ماما وترجع تقولى سايبة البيت وسايبانى”
“روحى يابسمة واعملى اللى انتى عايزاه… اطلعى بقى بره الاوضة واطفى النور وسيبينى انام”
تانى يوم طارق لما صحا ولبس استنى ام عبده لحد ماجت
وقالها انهم مش محتاجينها تانى
لما اتقابل مع بسمة متكلموش… ونزل راح المحكمة
طول الوقت فى المحكمة وهو قاعد على امل ان راوية تيجى
واتصل بيها اكتر من مرة والتليفون مازال مغلق
وهو راجع البيت… بيفكر هيعمل ايه لو فضل تليفون راوية مقفول
ايه الحجة اللى ممكن يروح لها بيها وخصوصا ان النهاردة اخر ايام العزا…يستنى لبكرة..
وهو بيفكر رن تليفونه…وشاف اسم راوية
رد بلهفة
“راوية…ازيك… انتى فتحتى تليفونك امتى”
“لسه فاتحاه حالا… ازيك انت”
“مش مهم انا… طمنينى عليكى”
“الحمدلله…لازم اسلم بقضاء ربنا”
“انتى راجعة الشغل امتى”
“كام يوم كده بس لحد مااقدر اجمع “
“براحتك…بس انا عايز اشوفك ضرورى”
“خير”
“عايز اعزيكى لان يوم العزا معرفتش اعزيكى بنفسى”
“شكرا… مفيش داعى وكأنك عزيتنى”
“ياراوية انتى صوتك مش عاجبنى…وانا عايز اتكلم معاكى”
كان كلامه بالنسبة لها يحمل اكتر من معنى
كلامه بيقربها ليه بعد ما بتحاول تبعد
وردت عليه
“معلش مش هينفع النهاردة… خليها بكرة اجى الشغل ان شاءالله”
“طيب ياراوية… هستناكى بكرة”
رجع طارق البيت… وكانت بسمة فى منتهى العصبية
من لحظة دخوله وهى بتشتكى
انا تعبت… مش قادرة على جودى… الاكل اتحرق منى لما كنت بنيم جودى… ظهرى واجعنى
وطارق وهو نازل المكتب
“بسمة انا شايف انك مش مستحملة يوم فى البيت من غير شغالة”
“ايوه… انت يعنى مش شايف”
“لو عايزة تروحى لمامتك لحد ماتقومى بالسلامة روحى”
“وانت…هتزعل”
“لا مش هزعل هشيل هم نفسى بس مش هبقى شايل همكوا كمان “
تانى يوم لحظة ماشاف طارق راوية داخلة المحكمة
فرح انه شافها وفى نفس الوقت صعبت عليه جدا
الاسود اللى هى لابساه والحزن اللى على وشها
بين قد ايه هى حزينة…كل الناس كانوا مهتمين بيها
المقربين منها بيواسوها واللى مراحوش العزا كانوا بيعزوها
وهما خارجين مع بعض من المحكمة
كان طارق وراوية بس… وهى بتحكيله عن باباها وعن قربها ليه
وعن اللحظات الاخيرة فى حياته
وانه مات…لما كانت نازلة الشغل الصبح
ونادى عليها وقالها انه عايز يسالها عن حالها
ولما قالت له يكملوا كلامهم لما ترجع قالها انه عايز يطمن عليها دلوقتى قبل ماتمشى… وبعد مانزلت لقيت مامتها بتتصل بيها وتقوله انه تعبان رجعت بسرعة…طلبوا الاسعاف كان مات
كانوا وصلوا لعربية طارق
“تعالى …اوصلك”
قبل مايكمل الجملة… اتفاجئوا هما الاتنين ب ….
———–———-———————-————
ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة: دينا عماد