ترفيهمسلسل أبغض الحلال

مسلسل أبغض الحلال (ج2)الحلقة الأولى والثانية

الحلقة 1

مع بداية العام الدراسى… كان هدف نسمة واضحا… لن تكرر خطأها مرة أخرى… لن تقع فى حب يفقدها كرامتها مجددا… لن تلتفت لتفاهات المجتمع ولن تشعر بالخزى كونها مطلقة فى العشرين من عمرها… ستقلب موازين حياتها لتعوض ماحدث

ستجتهد وتتفوق فى دراستها… سيكون سمير الرجل الوحيد الذى تمنحه ثقتها وستعتذر له بطريقتها عما حدث من قبل

 

كانت جالسة فى الكافتيريا تراجع المحاضرات السابقة لدكتور حسين حشاد قبل المحاضرة التى يحين موعدها بعد نصف ساعة

رن هاتفها…وجدت والدتها المتصلة

“الو…ازيك ياماما”

“ازيك يا نسمة… انتى راجعة امتى؟”

“هخلص على 5 تقريبا”

“لا يا نسمة مش هينفع…حاولى تيجى بدرى”

“ليه؟”

“انتى نسيتى ان نوال راجعة لجوزها النهاردة”

“لا مش ناسية … ومحضرة من امبارح حاجات العشا وعمتو هتنزل تكمل ولما ارجع هكمل متقلقيش… انتى معزومة طبعا”

“ان شاءالله… بس مش دى المشكلة… دلوقتى انا هروح مع نوال تجيب شوية حاجات ناقصاها للنهاردة وهنوديها البيت وتروح على الكوافير…مش هينفع صبرى يكون معانا ومش معقول هنسيبه مع عمتك …هى هتعمل ايه ولا ايه؟”

“مش نادية جاية تتغدا معانا…تقعد هى بصبرى”

“نادية رايحة للدكتور مع يحيي بعد المدرسة ومعرفش هتخلص امتى… مفيش غير انك تروحى دلوقتى يا نسمة…معلش يا حبيبتى بس اليوم ملخبط ومزحوم وكلنا بنساعد بعض”

صمتت نسمة لحظات… عندما يتعلق الامر بأسرتها فهى ضعيفة للغاية…لا تستطيع ان تتأخر عن مساعدة أيا منهم…حسمت امرها

“حاضر يا ماما… مسافة السكة هكون فى البيت ان شاءالله… مع السلامة”

نهضت نسمة وهى تخبر آيه صديقتها

“انا هروح يا آيه”

“والمحاضرة؟”

“مضطرة بقى… هبقى اكلمك بالليل متأخر بعد ما اخواتى يمشوا”

غادرت نسمة .. واستعدت آيه للذهاب للمحاضرة

 

                     ********************

 

فى المحاضرة… جلست آيه فى مكانها المعتاد فى اول صف فى المدرج ولكن بدون نسمة على غير العادة

دخل دكتور حسين حشاد… فصمت الجميع

رجل وقور فى الخمسينات من العمر… يهابه الجميع احتراما

فرغم قوة شخصيته وصرامة عقابه مع المخطئ… فهو يتمتع بشخصية محبوبة ودودة جعلته محبوبا بين طلابه

 

بعد انتهاء المحاضرة… اشار لآيه فاقتربت منه على استحياء

“نعم يادكتور؟”

“هى نسمة فين؟ انا كنت شايفها الصبح”

تعجبت آيه… فهى ليست المرة الاولى التى يغيب فيها أحد الطلبة او الطالبات …ولم يسبق ان سأل دكتور حسين عن أى منهم…أجابت

“عندهم ظروف فى البيت فاضطرت تمشى بدرى”

“مش خير؟”

“خير.. بس مامتها كلمتها تروح ضرورى”

“طيب … انا يوم الاحد هكون موجود فى الكلية… خليها تجيلى مكتبى ضرورى”

“حاضر”

غادر الدكتور حشاد المدرج… وآيه مازالت واقفة تفكر فى الموقف ككل وتتعجب

 

                            *******************

 

وقفت نادية تُعدل من ملابسها بعد انتهاء الطبيب من الكشف عليها…. جلست امام مكتب الطبيب ويحيى فى المقعد المقابل لها

يحيى”ايه الاخبار يا دكتور”

الطبيب وهو يكتب الروشتة

“هتكمل الفيتامينات بس… وتهتم بالغِذا طبعا”

نادية” والدوخة دى يا دكتور… انا على طول دايخة”

الطبيب” الشهور الاولى كده… بس انتى خلاص خلصتى الشهور الولانية اللى بتكون دايما اصعب وبالتالى الدوخة هتقل خالص”

يحيي”تاخد اجازة من الشغل لحد الولادة؟”

الطبيب”براحتها… مفيش حاجة تمنعها من الشغل لو هى قادرة”

نادية متأكدة وهى تنظر ليحيي

“لو قادرة على الشغل مفيش حاجة تقلق…صح؟؟”

الطبيب” ايوه طبعا”

يحيي مقاطعا” مش الاحسن لصحتها انها ترتاح خالص فى البيت ومتنزلش الشغل؟”

الطبيب”حسب قدرتها هى”

نهضت نادية وتبعها يحيي… وشكروا الطبيب وغادروا العيادة

 

فى سيارة يحيي …نادية جالسة بجواره وتهز قدمها بتوتر

سألها يحيي”مالك فى ايه؟”

ردت بعصبية”فيه ان مفيش فايدة فيك يا يحيي”

“!!!!!!”

“بتحاول تحرجنى قدام الدكتور وعايزُه يقول بالعافية انى اقعد من الشغل”

“واحرجك ليه… ما انا لو عايز اقول حاجة هقولها على طول… ده ذنبى انى خايف عليكى”

“خايف؟؟ ولا عجبتك قعدتى فى البيت الفترة اللى فاتت”

رد بصدق”الاتنين”

“يعنى انا صح…انت عايزنى اقعد فى البيت”

“انا مش فاهم انتى متمسكة بشغلك كده ليه؟”

ردت بتحدى”كده يا يحيي… انت اتجوزتنى وانا بشتغل وقلتلك قبل كده انى مش هسيب شغلى”

“خلاص انتى حرة”

وأكمل بصوت هادئ وبنبرة تحمل الكثير من الحب والحنان

“بس اهم حاجة متجيش على نفسك علشان صحتك وعلشان البيبى”

تبدلت احاسيسها من شعورها بخوفه عليها… شعرت بالذنب من اتهامها له بتعمد احراجها

مدت يديها تربت على يده

“حبيبى متقلقش عليا… انا لما كنت تعبانة كنت باخد اجازات ومش بروح المدرسة”

“اوعدينى انك متجيش على نفسك ولا عليا”

“عليك فى ايه بقى ان شاءالله؟”

“ايه يا نادية انتى واقفة لى ع الواحدة كده ليه…عليا يعنى متقصريش معايا بسبب شغلك… حقى ولا مش حقى؟”

“انت بقيت نكدى بشكل لا يطاق”

“انا؟؟!!”

لم ترد نادية… ظلت تنظر من النافذة دون ان تنطق… وفى نفس الوقت صمت يحيي… صمت محبطا وحزينا من طريقتها

توقف بالسيارة امام منزل سمير… ترجلت نادية من السيارة وقبل ان تغلق الباب سألته

“مش هتطلع؟”

“لا عندى معاد فى المكتب كنت مأجله لحد ما نخلص الدكتور”

“هتتأخر؟… مش هتغدا معاهم وهستناك”

“متستنيش …الدكتور لسه قايل تهتمى بالغذا”

وأشار بيده لتاكسى توقف امامه

“نسمة جت اهى… اطلعى معاها”

ادار السيارة… شاورت له نسمة شاور لها وتحرك بالسيارة ولم ينتظر رد من نادية

 

                    **********************

 

فى منزل سمير… نسمة ومديحة فى المطبخ بعد الغداء يكملون تحضير اصناف الطعام المُعدة للعشاء

فقد اصر سمير ان يدعو رامى للعشاء قبل ان يأخذ نوال وصبرى للشقة الجديدة… ودعا معهم نادية ويحيي ومديحة… وطلبت نسمة منه دعوة سعاد واسلام فلم يعترض

 

جلست نادية فى غرفتها السابقة… وصبرى بجوارها يلهوان معا

دخل سمير…فاعتدلت جالسة

“خليكى مرتاحة”

جلس على السرير المقابل لها… سألها

“انتى كويس؟؟ الدكتور قال حاجة تقلق؟”

“لا يا بابا الحمدلله انا بخير”

“اومال مالك؟؟ شكلك سرحانة ومأكلتيش كويس”

“يحيي يا بابا”

“ماله؟”

“بيلغى شخصيتى بالتدريج… والمصيبة انى استسلمت وانا مش اخدة بالى”

“مش فاهم… ازاى بيلغى شخصيتك؟”

“عمال يقولى خدى اجازة من الشغل ويتحجج بالحمل… السنة اللى فاتت قالى انى مقصرة بسبب الدروس وخلانى انزل 4 ايام بس… السنة دى قالى بلاش دروس خالص واخد اجازة من المدرسة ولقيت نفسى فعلا من ساعة ما الدراسة بدأت وانا كل شوية اخد مرضى والدروس بقت يومين بس”

“انتى ليه بتفترضى انه بيلغى شخصيتك… هو فرض عليكى ولا كنتى تعبانة فعلا”

ردت بانكسار”كنت تعبانة فعلا”

“طيب يبقى ليه بتقولى كده… حتى هو لو عايزك تقعدى فى البيت فأكيد علشان خايف عليكى…لو كان زى ما بتقولى كان عمل كده من زمان ومعتقدش يحيي من الشخصيات دى”

“المشكلة ان كل ماتيجى سيرة شغلى… اتنرفز جدا واقول كلام متأكدة انه بيضايقه وبرجع اندم وازعل من نفسى… مش عارفة بقيت متوترة كده ليه ومش طايقة ولا مستحملة كلمة”

ابتسم لها سمير مطمئنا وهو يقبل رأسها

“معلش…توتر الحمل… اهدى ومتزعليهوش تانى”

ابتسمت له وهى تهز رأسها موافقة.

 

                        ******************

 

دخلت أم رامى على رامى غرفته وهو يكمل ارتداء ملابسه… جلست على طرف السرير وبكت وهى تنظر له فى المرآة

“خلاص يا رامى… هتسيبنى…هبقى لوحدى خالص”

جلس رامى بجانبها وربت على كتفها

“اسيبك ايه بس… هبقى اجيلك طبعا”

“انت بتقولى كده… بلفوك هى واهلها وضحكوا عليك”

“هو انا عملت حاجة من وراكى… مش انتى اللى وافقتى انى اجيب شقة وارجع لها”

“علشان ابنك اللى حرمتنا منه هى وابوها منهم لله”

بكت اكثر وهى تكمل

“الواد وحشنى يا رامى”

“طيب قومى البسى وتعالى معايا”

“انا ؟؟!!… ادخل بيتهم برجلى؟؟!!والله ما يكون ابداااا”

“طيب قوليلى ايه اللى يريحك؟”

“تيجبهولى هنا”

صمت رامى برهة ثم رد

“حاضر … بس احنا دلوقتى الساعة داخلة على 9 وانا قايلهم انى هاخدها من بيت ابوها واروح على البيت”

ضربت ام رامى على فخذيها وهى تندب

“انا كنت عارفة… هترجع لمراتك وتسيبنى لوحدى… ياريتنى ماسمعت كلامك وكلام اخواتك…كلكم سبتونى”

ارتبك رامى…لم يعرف بم يرد وكيف يتصرف.

 

                    *********************

 

فى منزل سمير… تم اعداد السفرة بعناية

جلست سعاد مع اسلام فى الانتريه مع مديحة ونوال

نسمة كانت مابين المطبخ وغرفتها للاطمئنان كل دقيقة ان العشاء لا ينقصه شئ

بينما جلس سمير فى البلكونة …ووقفت نادية قلقة تنتظر يحيي

سألها سمير

“هو يحيي اتأخر ليه؟؟ لا جه على الغدا ولا العشا”

“مش عارفة…مكلمنيش”

“وانتى مكلمتيهوش ليه؟”

“كلمته تليفونه مقفول وتليفون المكتب جرس ومحدش بيرد”

“طيب جربتى تسألى عند مامته؟”

“لا”

“مستنية ايه؟؟ اتصلى شوفيه اتأخر كده ليه”

اتصلت نادية بحماتها… وبعد ما انهت المكالمة…سألها سمير

“ايه؟”

ردت بصوت يملؤه القلق

“كلمها الضهر بس ومن ساعتها متصلش بيها”

الحلقة 2

وصل رامى منزل سمير متأخرا عن موعده ساعة كاملة… بعد ان استطاع ان يهدئ والدته ويعدها انه لن يتركها ابدا

 

استقبله سمير بالترحاب.. وسلم على الموجودين تباعا … وأخذ صبرى بين ذراعيه وجلس وهو يسأل عن نوال

 

نادى سمير على نوال…والتى جاءت ترتدى فستان سواريه فضى وحجاب بنفس لون الفستان مما جعلها تبدو كالقمر… وقف رامى ينظر لها وكأنه يراها لآول مرة… لم يرها بهذا الجمال من قبل حتى ليلة زفافهما… عيناها كانتا تلمعان ببريق لم يستطع تفسيره

لاحظ الجميع نظراته لها فتبادلوا الابتسامات فرحة بجمع شملهما

مد رامى يديه يصافحها… صافحته وهى تبتسم فانفرجت شفتاه بابتسامة واسعة غير مصدق بأن من يراها امامه الان زوجته التى عاش معها ما يقرب من عام ونصف ولم يرها بهذا الشكل من قبل … ارتبكت نوال خجلا من نظراته لها امام والدها…جلست بجانبه فجلس بالتبعية

تبادل الجميع مواضيع عامة…الا نادية

فلم تكن تجلس خمس دقائق الا وتنهض لتنظر من الشرفة وتتصل بيحيي …دون جدوى

 

دخل سمير خلفها …. وسألها

“مفيش اخبار عن يحيي؟”

“لأ”

“طيب يالا علشان نتعشا… مش هأخر اختك وجوزها اكتر من كده”

“اتعشوا انتوا يا بابا… انا هستنى يحيي”

توقف سمير للحظات متردد… ثم قال

“طيب يا نادية… براحتك”

 

تناول الجميع العشاء معا… ورغم محاولتهم جميعا الالحاح على نادية ان تشاركهم العشاء الا انها رفضت بشدة وبذوق كى لا تفسد فرحة اختها… وظلت فريسة القلق والانتظار

 

                       ********************

 

بعد انتهاء العشاء… استأذنت سعاد فى الانصراف … قبل ان تغادر مالت على نوال وهمست فى اذنها

“زى ما فهمتك… وابقى كلمينى لما يكون مش موجود”

ابتسمت لها نوال وهى تهز رأسها موافقة

 

بعد انصراف سعاد… تبعتها مديحة… ثم نهض رامى وهو يشير لنوال ويتجه لسمير

“هنستأذن احنا كمان”

صافحه سمير وهو يشد على يده

“خلى بالك منها يارامى… لولا صبرى ولولا انى حسيت انك هتتغير انا مكنتش وافقت ترجعوا لبعض”

واكمل وهو ينظر لنوال

“وانتى… لو حصل اى حاجة تقوليلى ومتخبيش زى زمان”

نوال ارتمت بين ذراعى والدها وهى تقبله وتشكره… ورامى يردد

“ربنا ميجيبش زعل تانى ان شاءالله”

انحنى رامى وحمل صبرى… وانتظر حتى سلمت نوال على شقيقاتها… وغادروا معا.

 

بعد مغادرة نوال… جلست نسمة بجوار نادية التى اعياها الانتظار

“هو يحيي مجاش ليه؟”

نادية”مش عارفة… انا بدأت اقلق اوى.. تليفونه مقفول والمكتب مفيش حد بيرد ومامته متعرفش عنه حاجة”

نسمة”طيب ما يمكن فى البيت؟”

نادية “انا ازاى متصلتش فى البيت صحيح”

واتصلت بمنزلها ولكنها لم تتلق رد

سمير”قومى غيرى هدومك وباتى معانا النهاردة … واكيد اتأخر لسبب غصب عنه”.

 

                   ******************

 

لم يتوقف رامى أمام المنزل ليشاور لتاكسى… بل ظل ماشيا وهو يحمل صبرى ويمسك يد نوال… لم تسأله نوال عن سبب المشى لانها كانت سعيدة باحساسها وزوجها يمسك يدها والناس تتلفت عليهما لاناقتها وجمالها… اما رامى فكان مازال يفكر ولم يحسم أمره بعد…بعد مشى 10 دقائق توقف رامى والتفت لنوال

“عايز اقولك حاجة”

“قول”

“ماما نفسها تشوف صبرى”

تلون وجه نوال غيظا ولكنها كظمت غيظها وقالت

“الساعة 11 ونص …وصبرى بينام…ممكن ناخد تاكسى ونكمل كلامنا فى البيت علشان ميبردش”

لم يعترض رامى… اشار لتاكسى… فتح لها الباب واجلسها مع صبرى فى الخلف وركب بجوار السائق.

                     ******************

 

غفت نادية رغما عنها بعد اجهادها طوال اليوم… دخلت نسمة الغرفة بعد ما انتهت من تنظيف المطبخ … جلست على سريرها مرهقة… دقائق ورن جرس الباب

استيقظت نادية فزِعة

“مين؟؟”

نسمة”خليكى… بابا لسه منامش وهيفتح…هروح اشوف مين”

وقبل ان تخرج من غرفتها…سمعتا صوت يحيي…فانتفضت نادية وهرولت حتى وصلت ليحيي…سألته بقلق بالغ

“يحيي انت كويس؟؟”

“الحمدلله… معلش يا جماعة والله جالى شغل مفاجئ وانا فى المكتب… حضرت تحقيق ومعرفتش اخرج منه الا دلوقتى حالا كان التليفون فصل شحن من كتر المكالمات اللى جت لى قبل التحقيق”

سمير”ولا يهمك… جهزى الغدا …ولا العشا… جهزى الاكل يا نسمة”

يحيي”لا معلش يا نسمة متتعبيش نفسك… انا مش قادر اقعد هبقى آكل اى حاجة فى البيت”

ونظر لنادية التى ترتدى ملابس النوم

“لو عايزة تباتى خليكى”

ردت وهى تتجه لغرفة النوم

“دقايق وهكون جاهزة”

سبقتها نسمة للمطبخ وأعدت علب طعام وغلفتها جيدا … واعطتها لنادية وهى تغادر المنزل

“شكلك مش هتقدرى تحضرى حاجة دلوقتى… ده عشاكى انتى ويحيي”

شكرتها نادية… وغادرت مع يحيي.

 

                   ********************

عندما وصلت نوال بيتها… كان صبرى نائما بالفعل

فقالت هامسة لرامى”دخلُه سريره وسيبه بهدومه”

دخلت غرفة نومها…بينما دخل رامى غرفة صبرى… وضعه بهدوء فى سريره ثم عاد لنوال فى غرفتها

 

عندما دخل الغرفة كانت نوال جالسة أمام التسريحة بعدما فكت حجابها وتركت شعرها منسدل على ظهرها

اقترب بهدوء وهو ينظر لها فى المرآة…وقف خلفها وسألها

“انا حاسس كأنك واحدة تانية…ده يوم فرحنا مكنتيش كده”

نهضت ووقفت امامه…وازاحت شعرها للامام على كتفها وشارت لسوستة الفستان… نفذ الامر دون ان تنطق…وأجابته بهمس

“انت نسيت يومها حصل ايه… كنت نازل طالع لمامتك وانا حسيت انى متعرية قدامها هى وباباك… كنت عايزنى ابقى ازاى وانا حاسة بكده…وكمان كنت خايفة زى اى بنت…كل ده غير المشاكل اللى كانت قبل الفرح والضغط اللى كان عليا”

التفتت فجأة وهو يُنزل فستانها من على كتفيها… واكملت بدلال

“انما من النهاردة هنبدأ صفحة جديدة… انت هتتغير وانا هتغير… هتسعدنى علشان اعرف اسعدك”.

 

                       ******************

 

فتح يحيي الباب واضاء الصالة…دخلت نادية خلفه

“هغير هدومى واحضر العشا”

“لا متحضريش حاجة انا عايز انام”

“انت اتغديت؟”

“لأ..بس مليش نفس”

تبعته حتى غرفة النوم… جلست على طرف السرير وهو يبدل ملابسه

“انا كنت مستنية اتعشا معاك… يحيي انت زعلان منى؟”

لم تتمالك دموعها فبكت…التفت لها يحيي متعجبا واقترب منها وجلس بجوارها وهو يسألها

“بتعيطى ليه؟؟ انتى تعبانة؟”

ألقت رأسها على صدره وهى تبكى وتعتذر

“انا عارفة انى زعلتك الضهر.. متزعلش منى يا يحيي انا حاسة ان اعصابى بتتحرق… انت قفلت تليفونك قاصد تحسسنى بالذنب وانا مش بلومك انا بس كنت هموت من القلق عليك”

ربت على كتفها وهو يقبل رأسها… وأجابها بحنان

“انا زعلت من كلامك وسكتت علشان منشدش مع بعض اكتر… بس لما روحت المكتب جالى شغل وروحت النيابة ومن التليفونات الكتير اللى جت لى قبل ما ادخل التحقيق التليفون فصل منى علشان كده معرفتش اتصل بيكى اطمنك… اللى بيزعلنى يا نادية انك بتفترضى سوء النية…خوفى علي صحتك فسرتيه انى عايز اقعدك من الشغل..حتى تليفونى لما فصل فسرتيه انى قفلته علشان اقلقك… ولو سمحتى متعيطيش علشان البيبى… وقبل ما تتكلمى خايف عليكم انتوا الاتنين”

ضحكت نادية لانها بالفعل كانت ستقول انه خائف على الجنين …

“انا بحبك يا يحيي”

“وانا يا حبيبتى بحبك اوى”

ربت عليها وقبل جبينها ونهض من جانبها

قالت فجأة “انا جعانة اوى”

ابتسم لها وهو يناولها ملابس النوم

“ماشى يا ستى… غيرى هدومك وانا هحضر الاكل على السفرة… ربنا يخليكى يا نسمة يا مظبطانا…مش هى اللى طابخة برضه؟”

هزت رأسها وهى تؤكد

“هى طبعا”

 

                   **********************

 

اتصلت نسمة بآيه وهى جالسة على سريرها وامامها اللاب توب

“الو… نمتى ولا ايه؟”

“لا صاحية … انا بعتلك مسدج تكلمينى”

“انا اتصلت بيكى قبل ما اشوف المسدج…لسه فاتحة اصلا…اخواتى يدوب ماشيين من شوية”

“عارفة مين سأل عليكى النهاردة”

“مين يعنى”

“د.حشاد”

انتفضت نسمة من مكانها وسألت آيه للتأكد

“مين يا آيه؟؟”

“بقولك دكتور حشاد بعد المحاضرة ندهلى وسأل عليكى بالاسم”

“هو يعرفنى اصلا؟”

“ماهو ده اللى خلانى مستغربة … ولسه لحد دلوقتى مستغربة”

“قالك ايه بالظبط؟”

“قالى انه شافك الصبح وسأل محضرتيش ليه فقلت له انك مشيتى علشان ظروف فى البيت… سألنى خير قلت له ايوه… المهم قالى اقولك انك تروحى له مكتبه يوم الاحد هو هيكون موجود فى الكلية”

“انا لسه هستنى ليوم الاحد…الفضول هيجننى”

“يا ستى الحمدلله انك مش هتستنى للخميس الجاى معاد المحاضرة”

“هيكون عايزنى ليه ده؟؟ وعارفنى ازاى اصلا”

“يا خبر بفلوس كلها يومين وهيبقى ببلاش”

تكلما فى موضوعات مختلفة سريعة… وبعدما انتهت نسمة من المكالمة… ورغم ارهاقها وتعبها طوال اليوم لم تستطع النوم بسهولة من التفكير فى سبب سؤال دكتور حشاد عليها.

 

                       *******************

 

هب رامى فجأة يضئ الاباجورة الموجودة بجواره… وحبيبات العرق تتساقط على جبينه… وتناول هاتفه الذى رن فجأة وزفر ضيقا قبل ان ينظر لاسم المتصل

تغيرت ملامح وجهه للاهتمام… ففهمت نوال من المتصل على الطرف الاخر… اعتدلت وهى تشد الغطاء عليها

“الو… ايوه يا ماما”

وصل نوال صوت ام رامى وهى تصرخ

“انت فييين؟؟”

“فى البيت يا ماما”

“بتعمل ايه عندك”

ارتبك وهو يمسح العرق من جبينه

“مفيش حاجة”

“انا كنت عارفة ان ده هيحصل… هتضحك عليك المخفية تلاقيك نايم فى حضنها ونسيت امك”

زفرت نوال بضيق ونظرت لرامى منتظرة رده

“انساكى ازاى بس يا ماما… بس انا لسه راجع من اقل من ساعة وقلت اكيد نمتى”

“انا منمتش…افتكرت عندك دم وهتجيبلى الواد اشوفه”

“صبرى نايم يا ماما والله”

“آآآآه نايم… علشان كده ملبوخ على عينك… هتجيبلى الواد امتى؟”

“الصبح يا ماما…الوقت دلوقتى اتأخر”

“خلاص تجيبهولى الصبح وتقعدوا معايا كام يوم انت وهو”

“انا وهو ازاى؟؟ مينفعش”

“لو عايز تجيب مراتك هاتها”

“ماشى يا ماما… تصبحى على خير”

نظرت نوال لرامى منتظرة تعليقه… فقال

“ماما نفسها تشوف صبرى”

وضعت نوال يدها على خدها

“وبعدين”

“تعالى نروح لها بكرة كلنا”

“عايزة تشوف صبرى ماشى…تاخده ساعة ولا اتنين وترجعوا… انما انا مش رايحة”

“ليه بس… تعالى نروح لها شوية وخلاص”

“مش رايحة يا رامى”

همت ان تنهض من مكانها… شدها رامى من يدها

“رايحة فين”

“قايمة… هروح انام جنب ابنى بدل ما تفضل تكلمنى عن مامتك طول الليل”

“لا خلاص براحتك… خليكى معايا بقى”

ابتسمت نوال لرامى…واقتربت منه واطفأت الاباجورة التى بجواره.

                       *******************

 

يوم السبت… فى المحكمة وبعد ما انتهى يحيي من اخر جلسة… ذهب لغرفة المحامين ليأخذ حقيبته فوجد الساعى يستوقفه

“استاذ يحيي… المدام بتسأل عليك “

وأشار الساعى لسيدة اتت عندما رأت يحيي… سيدة فى اول الثلاثينيات على درجة عالية من الجمال والاناقة

اقتربت من يحيي وانصرف الساعى…مدت يدها

“ازيك يا يحيي”

تأمل ملامحها ومد يده يصافحها

“عبير؟؟!!”

ضحكت وهى تجيبه

“ايه اتغيرت مش كده؟”

“اوى”

“للاحسن طبعا”

“طبعا”

“انت بقى متغيرتش كتير”

اكملت وهى تنظر حولها

“لفيت المحكمة عليك… خلصت مش كده؟”

“اه خلصت”

لم ينتظر حتى تخبره عن سبب سؤالها عنه…فبادرها

“انتى كنتى بتدورى عليا ليه؟”

“مش هينفع نتكلم هنا… ايه رأيك اعزمك على الغدا ونتكلم؟”

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة: دينا عماد

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى