مسلسل أبغض الحلال (ج2)الحلقة السابعة والثامنة والعشرون
الحلقة 27
اندفعت نادية بكل غضب… صعدت بسرعة ووقفت امام الباب تطرقه بعنف
ففتح يحيي الباب وعبير تقف خلفه …فى الريسيبشن
نادية”هو ده الشغل …انت والهانم فى المكتب وقافلين عليكوا”
يحيي متفاجئ”انتى ايه اللى جابك دلوقتى…انتى بتراقبينى”
نادية”جيت اكتشف خيانتك انت والهانم… خلاص وصلت بيكم الحقارة للخيانة فى المكتب”
صرخت فيها عبير”انتى بتقولى ايه يامجنونة انتى…احترمى نفسك”
التفت يحيي لعبير…تضايق لانها شتمت نادية… وقبل ان ينطق..سمع صوت نادية
“انا محترمة مش زيك بتخطفى راجل متجوز وتيجوا مع بعض المكتب فى الخفاء… وانت يا خاين يا حقير يا واطى بتقولى شغل…هو ده الشغل”
لم يشعر يحيي بنفسه سوى وهو يصفع نادية
“اخرسى بقى… امشى دلوقتى بدل مش عايزة تفهمى”
نادية تصرخ وهى تهجم على يحيي تضربه
“بتضربنى علشانها… انا خلاص عرفت كل حاجة بينكم… انتم الاتنين احقر من بعض…طلقنى يا خاين… انا مش عايزة اعرفك ولا اشوفك تانى…طلقنى حالا قبل ما ألم عليكم العمارة واعملكم فضيحة…طلقنى”
كانت تتكلم بسرعة وعصبية وهى تضرب يحيي… ظهرها كان للطرقة المؤدية لقاعة الاجتماعات…والتى ظهر بها الرجال جميعا يشاهدوا ما يحدث… ولا تراهم نادية
شعر يحيي بالحرج الشديد…والضيق…حاول ان يكظم غيظه
“هنتكلم بعدين …روحى دلوقتى”
“امشى انا !!… وانت تقعد معاها!!! يا بجاحتكم”
يحيي بعصبية شديدة” امشى دلوقتى”
“مش ماشية الا لما تطلقنى… مش انت عايزها هى يبقى خليك معاها وطلقنى”
كانت تشده من بدلته بعنف… صفعها مرة اخرى
“اخرسى بقى”
“مش عايزاك يا خاين…طلقنى”
“انتى طالق… ارتاحتى…امشى بقى”
تجمدت نادية وانزلت يديها من على يحيي… صفعتها كلمته بقوة اكثر من صفعة يديه
اقترب الموجودين واحدهم يصيح
“صلوا ع النبى يا جماعة مش كده”
التفتت نادية للصوت فوجدت مجموعة من الرجال… التفتت مرة اخرى رأت عبير تبكى فى صمت… ويحيي يتحدث بحزن عميق
“شفتى تصرفاتك الغبية وصلتنا لإيه”
اندفعت نادية خارجة من المكتب
عبير”ليه كده يا يحيي… مكنش المفروض الامور توصل للدرجة دى… هى غلطانة وغلطت فيا وفيك بس مش لدرجة تطلقها”
شعر الرجال الموجودين بالاحراج… وعبير ويحيي ايضا
فقال صاحب القضية ليحيي
“انا آسف جدا يا استاذ يحيي… انا السبب مكنتش اعرف ان كل ده ممكن يحصل… انا مش عارف اقول ايه”
تماسك يحيي ورد”حصل خير يا جماعة …اتفضلوا نكمل شغل”
كان يشعر بحزن واحراج شديدين… دخل الرجال لقاعة الاجتماعات مرة اخرى… مسحت عبير دموعها واستوقفت يحيي
“انت رايح فين؟”
“هنكمل شغل…وانا اسف على اللى حصل”
“اتهامها ليا غلط كبير فى حقى بس برضه عقابها ميبقاش خراب بيت… روح وراها وفهمها وانا هكمل الاجتماع”
تردد يحيي…يشعر بالندم لتفوهه بكلمة الطلاق ولكن كلما تذكر السباب الذى وجهته له نادية وهجومها عليه وشكها فيه …يستاء منها جدا ويرفض الذهاب خلفها
“هى غلطت ومكنش ينفع اسكت لها… انا مخنوق منها يا عبير… هنزل شوية ومش عارف هآجى بالليل ولا لأ”
ربتت عبير على كتفه
“روق… انا عارفة انك بتحبها وهى لو مكنتش بتحبك مكنتش اتجننت كده لما شافتنا… انا ست وفاهمة احساسها كويس اكتر منك”
هز يحيي رأسه… وخرج من المكتب… تماسكت عبير ودخلت لاستكمال الاجتماع
********************
قادت نادية سيارتها بسرعة وهى تبكى بحرقة… ظلت كلمة الطلاق تتردد فى اذنها…تسمعها فتبكى… تسمعها فتبكى اكثر
وصلت لمنزلها…صعدت حزينة باكية
دخلت غرفة فريدة… جمعت ملابسها… ثم دخلت غرفتها وأكملت تعبئة الحقيبة بملابسها
جلست على السرير تبكى… تذكرت صفعات يحيي لها… ايقنت ان حياتها مع يحيي انتهت بكلمة
تساءلت…هل كان ينتظر تلك الفرصة ليتخلص منها؟
شعرت بنار تكوى قلبها… صرخت وهى تفتح دولاب ملابسه وتمزق اغلبهم… ثم امسكت زجاجات عطره وافرغتها
وألقت الملابس الممزقة والزجاجات الفارغة على السرير وخرجت.
توقفت تحت منزل سعاد… كانت آخر ما تتحمله هى قص ماحدث مرتين… فتجنبت تماما الصعود وتماسكت واتصلت باسلام لينزل لها فريدة
أخذت فريدة وقادت سيارتها لمنزل سمير.
*****************
شعر يحيي بالندم الشديد لرضوخه لطلب نادية بالطلاق… يعرفها تماما وتعود على ثوراتها…ولكن تلك المرة تختلف
تلك المرة فى مكان عمله…امام زميلته وموكليه
شعر بالغضب الشديد منها…وقرر ان يعاتبها… يعتذر لها وتعتذر له ويردها …فآخر ما يتوقعه هو الاستغناء عنها وعن فريدة
ذهب للمنزل حتى يتعاتبا… دخل المنزل وجده هادئا…فتأكد انها لم تصل بعد
دخل الحمام يغسل وجهه …ثم ذهب لغرفته ليغير ملابسه
فوجئ بملابسه الممزقة وزجاجات العطر الفارغة
واختفاء الكثير من ملابس نادية وادوات زينتها… ذهب لغرفة فريدة وفتح الدولاب فوجده ناقصا ملابس كثيرة
اتصل بسعاد
“الو…ازيك ياطنط…هى نادية جت عندك؟؟ مطلعتش يعنى؟؟ طيب شكرا…لا مفيش حاجة…مع السلامة”
انهى مكالمته مع سعاد… وخرج
*******************
سمير ونسمة ونوال وصبرى جالسين على السفرة يتناولوا الغداء
رن جرس الباب…فنهضت نسمة
“خليكم …لما اشوف مين”
فتحت الباب..وجدت يحيي امامها… فتعجبت
“يحيي !! اهلا وسهلا…اتفضل”
دخل يحيي…فنهض سمير يستقبله
“اهلا يا يحيي… اتفضل”
بحث يحيي بعينيه عن نادية فلم يجدها… وتأكد عندما رأى صبرى وحده بدون فريدة
فسأل على استحياء
“هى نادية مجتش؟”
نظروا جميعا لبعض…فسأل سمير بقلق
“هى قالت انها جاية؟”
نكس يحيي رأسه… وجلس …فجلس سمير امامه
ووقفت نسمة ونوال تنتظر كلام يحيي
قال دون ان يواجه سمير بنظراته
“اتخانقنا… نادية اتجننت… وانا غلطت… وطلقتها فى لحظة غضب”
شهقت نوال… وردت نسمة غير مصدقة
“لأ… يحيي انت بتقول ايه؟؟ تطلق نادية …مش مصدقة”
حاول سمير استيعاب كلام يحيي…وقبل ان يُعلق
سمعوا جرس الباب… ذهبت نوال تفتح…وتعلقت نظراتهم جميعا بالباب متوقعين القادم
فتحت نوال…دخلت نادية تحمل حقيبة كبيرة وفريدة بجوارها
بمجرد ان رأت يحيي…صرخت فيه
“انت ايه اللى جابك هنا… انت بأى عين جاى بيتنا…اطلع بره مش عايزة اشوفك تانى”
بكت فريدة من صراخ نادية… فقال سمير لنوال مشاورا على الاطفال
“دخليهم وافتحى لهم التليفزيون جوه”
ونظر لنادية وقال حاسما
“بالراحة… يحيي هنا فى بيتى …وانا عايز افهم ايه اللى حصل”
تكلمت نادية بعصبية”ضربنى فى مكتبه قدام الناس وطلقنى…عايز ايه اكتر من كده يابابا… عايزنى اشوفه وارحب بيه”
رد يحيي”وايه اللى جابك المكتب فجأة…شكك فيا…دخلت المكتب ولما شافتنى انا وعبير نزلت فينا شتيمة”
“ماهى قامت بالواجب وشتمتنى”
“انا كنت لسه هاخدلك حقك وهتكلم…لقيتك زى المدفع …انا تشتمينى يا نادية وتمسكى فى خناقى وتقوليلى اعملك فضيحة فى العمارة…عارف انك تعمليها خفت من الفضايح قلت اسكتك”
سمير”ايه…اييييه كل ده…شتيمة وضرب وقلة ادب … ده يحصل بين ناس محترمة زيكم ازاى… انت ليه موجود مع زميلتك فى الوقت ده فى المكتب وانتى ليه روحتى له فجأة… حد وقع بينكم؟”
يحيي”يا عمى مكناش لوحدنا… جه شغل مفاجئ وكان فيه اجتماع مع موكلين …نادية شافتنا فى الريسيبشن قلبت الدنيا من غير ماتشوف ان فيه ناس جوه… شتمتنى وبهدلتنى قدام موكلينى…يرضيك كده”
نادية”وانت ليه مقلتش من الاول ان فيه ناس جوه… ليه بقالك فترة عامل تليفونك بباسوورد ومبتحكيش تفاصيل رايح فين ولا جاى منين”
يحيي”اتفضل يا عمى… بتشك فيا …بتفتش فى تليفونى من ورايا بقالها فترة ومش عارف ايه التقليعة الجديدة دى… تفاصيل رايح فين وجاى منين…من اول ما عرفتها لا بحكى لها تفاصيل شغلى ولا هى بتحكى تفاصيل شغلها…واسألها… لما بقولك حاجة على شغلك بتتعفرتى ويركبك 600 عفريت وتقوليلى انا حرة فى شغلى… يبقى حلال ليكى وحرام عليا”
سمير”شك!! ليه؟”
نادية”ايوه… ليه؟؟ هيكون كده من غير سبب..انا كنت حاسة ان فيه حاجة مش مظبوطة ناحية عبير دى… وخلاص عرفت كل حاجة حبك القديم يا بيه”
فوجئ يحيي… بينما وقفت نسمة ونوال – بعد ما اغلقت الغرفة على صبرى وفريدة – مشدوهين غير مصدقين لما يقال
فاستدرك يحيي”مين قالك؟”
نادية”اللى قال قال…المهم انى عرفت انك بتحبها”
يحيي”عرفتى حاجة ووصلتك غلط يبقى تسألينى وانا افهمك… انا مبحبش عبير ولا يربطنى بيها غير الشغل… اما حكاية حبى القديم دى فهى لا كانت قصة حب ولا حاجة… زميلة قريبة فكرت اخطبها وبعد ما اتكلمنا واصحابنا عرفوا اتقدم لها جوزها واتجوزته والقصة اتقفلت تماما من وقتها… كل اللى بيننا شغل وبس”
“مش مصدقاك”
نظر يحيي لسمير طالبا من التدخل… فقال
“نادية…الا الشك… الشك ده يخرب البيوت واسألينى”
يحيي”اسألها لو لقتنى فجأة بشك فيها وبفتش فى تليفونها واتهمها انها تعرف حد وهى بريئة…تصرفها هيكون ايه؟… انا قلتهالك قبل كده…غيرتك واستحملتها لما كانت فى المعقول انما الشك مش هسمح بيه ابدا…واهو شوفى وصلنا لإيه”
نادية”خلاص مبقاش ييجى منه… انتهينا”
يحيي منفعلا”لأ منتهيناش…. انتى غلطتى فيا ومع ذلك جيت وراكى علشان اتسرعت فى لحظة غضب ومكنش ينفع اطلقك”
سمير”شيطان ودخل بينكم… استهدى بالله يا نادية وصفوا مشاكلكم مع بعض”
نادية صارخة”بقولك طلقنى يابابا… نصفى ايه؟”
يحيي”ايوه طلقتك … وجاى اردك رغم كل اللى عملتيه”
نادية متصنعة القوة”ومين قالك انى موافقة ارجعلك بعد ما ضربتنى وطلقتنى قدام الناس”
صُدم يحيي من ردها…بينما تكلم سمير لتصفية الاجواء
“نادية… انتوا الاتنين غلطانين…انتى بشكك وتهديدك ليه بالفضيحة وطلبك الطلاق … وانت يا يحيي بمد ايدك عليها قبل ما تفهمها”
يحيي”مهما احكى مش هتتخيل الموقف اللى هى حطتنى فيه”
سمير”متخيل…هو شيطان ودخل…وخلاص يا نادية بقى”
نادية”مش ممكن اسامحه ولا ارجعله بعد اللى عمله معايا”
نهض يحيي غاضبا
“انا غلطان فعلا انى جيت وراكى… انتى بقيتى غبية اوى يا نادية”
نادية”احترم نفسك ومتغلطش”
يحيي متجها للباب”انا مبغلطش… انا بوصف تصرفاتك وتفكيرك”
سمير محاولا اللحاق به
“يا يحيي…استنى بس وصلِ ع النبى”
يحيي بعد ان فتح الباب
“عليه الصلاة والسلام… معلش يا عمى… هاتلى فريدة اسلم عليها قبل ما امشى وهبقى اكلمك نتفق على تفاصيل اللى جاى”
دخلت نوال تحضر فريدة… بينما انزوت نادية بعيدا عن مرمى بصر يحيي…تبكى فى صمت تام… ونسمة تراقب قبلات يحيي لفريدة… ودموع نادية… فبكت حزنا وألما وتأثرا
اما سمير فقد عجز عن التعليق… ينظر لنادية ويرى طباعه فى شبابه تتكرر فى شخصية نادية… خشى عليها ان يضيع شبابها مثله بسبب الشك والعناد… فقرر ان يدعها تهدأ ويتحدث إليها لاحقا.
*******************
فى الايام التالية… ترك يحيي شقته وذهب للاقامة مع والدته وشقيقته… حاولت والدته التدخل ولكن يحيي كان حاسما تماما فى رفضه اى محاولة منها للصلح او التدخل
يشعر بالالم لفقده نادية وبعده عن فريدة… وما يؤلمه اكثر جرح كرامته مرتين…مرة امام موكليه وزميلته ومرة اخرى لرفض نادية له
نزل الخبر على سلمى ورانيا كالصاعقة عندما علما ما حدث… شعرا بالذنب وتأنيب الضمير…حاولا مرارا مع نادية للاصلاح بينها وبين فريدة ولكن كل مرة رد نادية
“انتم ملكوش ذنب خالص… المشكلة اكبر من اللى عرفته وخلاص الموضوع انتهى ومش عايزة حد يكلمنى فيه”
مع حسمها وردها القاطع… لم يلحا كثيرا وصمتا
فوجئت سعاد بمعرفتها ما حدث…حاولت الاصلاح مع نادية تارة ومع يحيي تارة اخرى…ولكن تملك العناد تملك منهما
وباءت محاولاتها ومحاولات سمير ومديحة بالفشل التام
كان الحزن والكآبة هو سمة الجو العام فى بيت سمير
يؤلمه ان يرى ابنتيه نادية ونوال كل منهما حزينة صامتة قليلة الاكل والنوم والكلام
قُتلت فرحة نسمة بحزن شقيقتيها… فانعكست على مكالماتها مع ابراهيم
اصبحت مكالماتها معه قصيرة مراعاة لشعور شقيقتيها… فساوره القلق لاستنتاجه تغيرها معه فى المعاملة… ولم تستطع ان تحكى له تفاصيل الايام الماضية امام شقيقتيها
فالبيت مزدحم ولا تستطيع الكلام بحرية دون ان يسمعها احد
فاتفق معها ان يحضر إليها فى اقرب وقت
*******************
فى المساء… رن هاتف سمير..رد
“الو…اهلا يا رامى… حاضر… هتصل بيك اقولك نتقابل ازاى…مع السلامة”
رن هاتف نسمة… دخلت غرفتها لترد
بينما سألت نوال
“رامى عايز ايه يا بابا؟”
“عايز صبرى كام يوم وبيقول حضرى له شنطة هدوم”
ردت بقلق”شنطة هدوم ليه؟؟ هو ناوى على ايه؟”
“هيكون ناوى على ايه…عايز يشوف ابنه ويقعد معاه”
“بابا…بلاش انا مش مطمنة”
“مينفعش اقوله متشوفش ابنك ولا يقعد معاك… متنسيش انكم كنتم عايشين مع بعض وانتى اللى فرقتيهم”
صمتت نوال بعد تلميح سمير… فأكد عليها
“حضرى الشنطة وانا هتفق معاه اقابله واوديهوله”
ضمت نوال صبرى بقلق واستسلام
عادت نسمة من غرفتها وهى تقول لسمير
“بابا… ابراهيم جاى بكرة الضهر ان شاءالله”
“اهلا وسهلا… شوفى عايزانى اجيب ايه وتعمليهوله ع الغدا”
“لا مش هيتغدا هنا… بعد اذنك هييجى ياخدنى ونتغدا بره ونخرج شوية وابقى اجى”
“ماشى يا نسمة”
*********************
فى اليوم التالى
اتصل ابراهيم بنسمة واخبرها انه ينتظرها …نزلت مسرعة بكل لهفة واشتياق
نظرت حولها لم تجده… وجدته ينزل من سيارة ويتقدم نحوها
“ازيك يا نسمة”
“الحمدلله…مقلتليش انك جاى بعربية”
رد وهو يفتح لها باب السيارة
“ايه رأيك ..عربيتى الجديدة”
“ماشاء الله…مبروك عليك”
التف وجلس بجوارها… وبدأ قيادة السيارة
“هدية نجاحى من الحاج”
“مبروك ياحبيبى”
نظر لها متعجبا ومبتسما فى نفس الوقت
“حبيبى!! اومال كان ايه التغيير اللى جابنى على ملا وشى ده”
“تغيير ايه؟”
“انتى … حسيتك متغيرة معايا اوى الكام يوم اللى فاتوا وقلقت قلت لازم اجى اشوف فى ايه”
“والله يا ابراهيم انا فعلا زعلانة والبيت بقى كئيب اوى علشان كده خلاص هرجع الشغل تانى فى مركز دكتور حشاد”
“ليه…ايه اللى حصل”
“هحكيلك… بس لما نقعد فى حتة”
اثناء انتظارهما للغداء… حكت نسمة ماحدث مع نادية ويحيي فى الايام الماضية… بدت الحيرة على وجهه
“اتطلقوا بجد يعنى”
“ايوه…هو لسه مفيش اجراءات رسمى حصلت بس خلاص اتطلقوا وكل واحد فى بيت ومبيكلموش بعض… بس انا واثقة ان محدش فيهم يقدر يستغنى عن التانى… ماما وبابا وعمتى حاولوا كتير يصالحوهم ومفيش فايدة… اصل يحيي كلنا بنحبه كأنه واحد من العيلة”
“مش يمكن اختك كلامها صح وهو ما صدق وطلق”
“مستحيل…يحيي مش كده ابدا”
صمت ابراهيم قليلا…ثم قال
“يعنى اخواتك الاتنين اتطلقوا… طب وبعدين؟”
ردت بحزن”شكلنا لازم نأجل شوية بس لحد بس ما الايام دى تعدى ونشوف هترسى على ايه؟ ماهو مش معقول هفرح انا بتكوين بيت واخواتى بيوتهم اتخربت”
“بس انا مقصدش كده”
“اومال تقصد ايه؟”
“اقصد يعنى… مش عارف اقول ايه بس”
“قول على طول”
“بصى…واحنا بنكتب الكتاب مش هنجيب سيرة طلاق اختك نادية كمان”
رفعت نسمة حاجبيها استهجانا وقالت
“يعنى حكاية انى مطلقة ومقولش قلت ماشى وقلت لاهلى كلهم واكدت عليهم محدش يجيب سيرة وان دى رغبتك واقتنعت انها حاجة تخصنا لوحدنا وان الاهل بيبقوا عايزين لابنهم بنت بنوت زى ما هو كمان اول مرة يتجوز… انما اخبى طلاق اختى ليه…هو يفرق معاهم فى ايه؟”
تردد قليلا…ثم قال
“بصراحة… احنا عندنا الطلاق عيب… ولما يعرفوا ان اخواتك الاتنين متطلقين هيقولوا اكيد المشكلة عندكم”
فكرت نسمة قليلا…ثم صححت له
“لأ على فكرة… احنا التلاتة مطلقات مش اتنين بس”
اخذت حقيبتها ونهضت وهى تحبس الدموع التى شعرت بها ستسقط
“ابراهيم… خد وقتك وفكر تانى وبلاش تستعجل”
الحلقة 28
رفعت نسمة حاجبيها استهجانا وقالت
“يعنى حكاية انى مطلقة ومقولش قلت ماشى وقلت لاهلى كلهم واكدت عليهم محدش يجيب سيرة وان دى رغبتك واقتنعت انها حاجة تخصنا لوحدنا وان الاهل بيبقوا عايزين لابنهم بنت بنوت زى ما هو كمان اول مرة يتجوز… انما اخبى طلاق اختى ليه…هو يفرق معاهم فى ايه؟”
تردد قليلا…ثم قال
“بصراحة… احنا عندنا الطلاق عيب… ولما يعرفوا ان اخواتك الاتنين متطلقين هيقولوا اكيد المشكلة عندكم”
فكرت نسمة قليلا…ثم صححت له
“لأ على فكرة… احنا التلاتة مطلقات مش اتنين بس”
اخذت حقيبتها ونهضت وهى تحبس الدموع التى شعرت بها ستسقط
“ابراهيم… خد وقتك وفكر تانى وبلاش تستعجل”
امسك يديها وهو مكانه
“اقعدى يا بت بلاش هبل”
انسابت دموعها وهى تحاول التحرر من يده
“سيبنى يا ابراهيم خلينى امشى”
“اسيبك ايه؟ مقدرش اسيبك… اقعدى وافهمى قصدى”
جلست نسمة وهى تحاول السيطرة على دموعها…برر لها
“انتى بتزعلى منى!! يا نسمة انا لما بتكلم معاكى بتكلم بحرية وعارف انك هتفهمينى مش تاخدى الكلام بحساسية وتزعلى”
“كلامك مؤلم وجارح… وانا حكيت لك اللى حصل بين نادية ويحيي سوء تفاهم وعندى امل كبير انهم يرجعوا لبعض… نوال ورامى …”
قاطعها ابراهيم
“مش عايز اعرف يا نسمة ولا من حقى اعرف خصوصيات اخواتك… انا فاهم كويس ان الطلاق مش لازم يكون عيب حد فى الاتنين…بس انا بتكلم على تفكير اهلى… تفكيرهم غير تفكيرى… تفكيرهم هو تفكير جزء كبير من مجتمعنا ومع انى رافضه بس مش هقدر اقنعهم بالعكس… وف نفس الوقت مش همشى حياتى على قناعتهم اللى انا اساسا مش مقتنع بيها”
بدأت نسمة تطمئن بكلام ابراهيم… فكرت وقالت
“انا خايفة يا ابراهيم… افرض عرفوا طلاق اخواتى ولا طلاقى …يبقى شكلى قدامهم ايه؟”
“بصى انا مفكر ومقرر هعمل ايه فى كتب الكتاب علشان محدش يعرف… وطلاق اخواتك هيعرفوه منين… هما فى بلد وانتم فى بلد وانا مش هحكى تفاصيل ولا حد من عندك يحكى تفاصيل وخلاص… وانا اتكلمت مع بابا وبقى عارف انى هستقر فى القاهرة او فى المكان اللى هشتغل فيه…يعنى هنكون بعيد وحياتنا مستقلة ومش ضرورى ابدا ان حد يعرف تفاصيل متخصوش”
“ربنا يستر”
“قلقانة من ايه… اطمنى محدش هيعرف حاجة”
ردت بقلق بالغ
“انت ابنهم وبتقول تفكيرهم غير تفكيرك ومش عاجبك تفكيرهم… طيب انا بقى هتعامل ازاى…اكيد تفكيرنا مختلف”
“انتى حياتك هتكون مستقلة عنهم وبعيد… يعنى يدوب المناسبات وبس اللى هتجمعنا… هنحترم افكارهم وننفذ اللى يريحنا”
ابتسمت نسمة… تحب ابراهيم حقا وتحمد الله انه رزقها به
“ايوه كده.. انا جاى اشوف الابتسامة الحلوة دى مش الدموع”
“قولى… احنا لما هنستقر هنا هتفضل تشتغل مع باباك”
“لأ… انا مقدم فى كام مدرسة دولية هنا غير الميلات اللى بعتناها مع بعض… بعد ما نتغدا عايزين نشوف كام سمسار كده ونبدأ ندور على شقتنا”
“ابراهيم”
“نعم يا روح ابراهيم”
“انت مخطط لكل حاجة لوحدك كده”
“لو تقصدى من غيرك يبقى لأ… كل حاجة فى حياتنا هنخططها مع بعض …احنا اتفقنا ع الخطوط العريضة وانا بس بنفذ التفاصيل”
“لأ…انا اقصد اهلك… انت بتقرر وهما مش بيعترضوا؟”
“ايوه…هما متعودين منى على كده… صوتى من دماغى وطالما مبعملش حاجة غلط يبقى هيعترضوا ليه…دى حياتى”
جاء الجرسون بالطعام… وضعه امامهما بعد ان تبدل الحديث من الحزن والدموع للسعادة والضحكات.
******************
فى الايام التالية… عادت نسمة للمركز… ونادية للمدرسة
اما نوال فكان اشتياقها لصبرى يحرق اعصابها وظنونها وخوفها من ان يأخذه رامى ولا يعيده إليها يقتلها
وما كان يزيد ألمها…عندما كانت تسأل عنه فريدة وتبكى لانها تريد اللعب معه
كلما عبرت عن قلقها لسمير… وجدته غير مبالى باحساسها ولا قلقها ويلمح لها بأنها السبب فيم يحدث
بعد 4 أيام لا تعرف اى شئ عن ابنها فيهم… وفى الصباح وكل فى عمله وتجلس هى وفريدة معا
قررت ان تسأل بنفسها عن ابنها… ولكنها اكتشفت انها لاتعرف الرقم الارضى لبيت حماتها…فاستجمعت كل افكارها وقوتها واتصلت برامى
جاءها صوت رامى “الو”
كاد صوتها يخونها ولا يخرج… ولكن اشتياقها لصبرى مدها بالقوة التى اخرجت صوتها
“الو… انا بسأل على صبرى”
“كويس الحمدلله”
“هترجعه امتى؟”
“لسه هيقعد معايا شوية”
فبكت وهى تحاول ان تحافظ على صوتها ان يبدو قويا
“وحشنى… انت هتخليه عندك كتير”
“ما انا كنت سايبه عندك وكنت بئوفه قليل…خليه معايا شوية”
خانها صوتها ووضح صوت بكاءها
“طيب هاته اشوفه وبعدين خده تانى”
تأثر رامى بكلماتها وصوت بكاءها… فقال
“طيب بتعيطى ليه دلوقتى؟”
“وحشنى”
“لما ارجع من الشغل هخليه يكلمك ويومين كده واجيبهولك تانى”
“مامتك بتقوله ايه عليا؟”
“ماما تانى؟؟ شيليها بقى من دماغك يا نوال… اوعى تكونى فاكرة ان اللى بتعمليه ده هيخلينى اقولك نرجع ومش هروح لها…لأ انتى اختارتى…وانا اخترت امى”
“انا مليش دعوة غير بابنى”
“هخليه يكلمك لما اروح… مع السلامة”
اغلق رامى الهاتف قبل ان ترد نوال… فدعت من قلبها ان يكون صادقا والا تكون ظنونها صحيحة
********************
بعد اسبوعين من طلاق يحيي ونادية…اتصل يحيي بسمير يستأذنه فى الزيارة لرؤية فريدة فرحب به سمير وقال انه سينتظره
عندما اخبر سمير نادية بمجئ يحيي… تصنعت الرفض وهى فى قلبها تشعر بالفرح لانها ستكون قريبة منه وقد تستطيع ان تراه
فبعد ان هدأت… ومع الايام واكتشافها سوء ظنها… تمنت لو انها لم تتسرع… تمنت لو انها لم ترده غاضبا وقت ان جاء خلفها يصالحها
ولكن … فات اوان الاعتراف بالخطأ…لابد ان تكمل قوية
لابد الا يضعفها حبها… لابد الا يرى او يشعر بندمها
فى المساء… جاء يحيي.. حاملا كل ما تحبه فريدة من حلوى وألعاب… وحاملا لصبرى ايضا بعد الهدايا
استقبله سمير بترحاب شديد…وجلس معه
واتت فريدة ركضا عندما سمعت صوته… حملها وحضنها وظل يقبلها لكثرة اشتياقه لها… وقف صبرى يرقبهما فنادى عليه يحيي وسلم عليه..ثم بدأ يعطى كل منهما ألعابه وهو يلاعبهما
خرجت نوال تسلم عليه… وتشكره على هداياه لصبرى
ثم ذهبت للمطبخ لتعد عصير ليحيي
اما نادية… فقد كانت فى الغرفة تسمع صوت يحيي وقلبها يزيد فى خفقانه… تتمنى لو تراه ولو لحظات قليلة… ولكن كرامتها كانت تأبى الاعتراف بالخطأ عندما تتذكر اهانته لها وصفعها امام عبير
استأذن سمير ليترك يحيي مع ابنته… فسأل يحيي
“عمى…هى نادية موجودة؟”
“ايوه”
“طيب ممكن اقابلها…قولها ان هتكلم فى حاجة تخص فريدة مش تخص رجوعنا”
نهض سمير “هقولها”
دخل سمير لنادية وكانت نوال معها
“قومى يا نادية كلمى يحيي”
“ليه؟”
“بيقول عايزك فى حاجة تخص فريدة”
“طيب…هلبس واطلع له”
ارتدت نادية ملابس الخروج… وحجابها… وقفت امام المرآة بسرعة حتى لا تلاحظها نوال
ثم قالت”انا لازم اهتم بنفسى علشان ميفتكرش انى حزينة بعد الطلاق”
فأضافت لمسات قليلة من مساحيق التجميل زادتها بهاء… وخرجت لتقابله
نهض يحيي عندما رأى نادية مقبلة عليه
مد يده يصافحها…فصافحته سريعا وجلست قبالته
بدأت حديثها
“خير؟”
“قبل اى كلام انا بكرر اعتذارى عن اللى حصل بينا اخر مرة… وياريت نبدأ علاقتنا من جديد”
ردت بتحفز”انت مش قلت عايزنى فى حاجة تخص فريدة”
“ادينى فرصة اكمل كلامى… علاقتنا من جديد هى علاقتنا كأم واب لفريدة…انا عارف ان علاقتنا كزوجين انتهت خلاص…بس علشان بنتنا لازم علاقتنا تفضل قائمة والاهم انها تكون قائمة على الاحترام المتبادل…. انا الفترة اللى فاتت كنت بتعذب وبنتى بعيدة عنى… بحاول اتأقلم على الحياة فى بيت ماما تانى بس حاسس انى مش مرتاح…بس اهو بحاول اتعود”
“وحد قالك متشوفهاش طول الفترة اللى فاتت دى”
“كنت بعوِد نفسى على الوضع الجديد… وكنت قلقان تمنعينى اشوفها”
“امنعها!! لأ طبعا… انا افتكرت انك خلاص نسيتها ومش عايز تشوفها”
“مقدرش ابعد عنها… بصى يا نادية… عايز يبقى كل حاجة تخصها انا على علم بيها…كل حاجة وابسط حاجة… مش عايز احس انى اتحرمت منها… كفاية اننا بعدنا عن بعض… مش عايز اخسركم انتم الاتنين”
اخرج يحيي من جيبه مبلغا ماليا… ناوله لنادية
“اصرفى من الفلوس دى وكل ما تحتاجى حاجة قوليلى”
“انا مش محتاجة الحمدلله… معايا فلوس”
“معلش خليهم معاكى علشان تجيبي كل اللى تحتاجوه”
صمتت وقبلت النقود… تمنت لو انه يصالحها…فارادت استفزازه
“انت هتبعتلى ورقة الطلاق امتى؟”
“تحبى نروح للمأذون دلوقتى؟”
فوجئت بموافقته… تألمت ولكنها لم تظهر…فتحججت
“لا مش هينفع ورايا مشوار مهم”
“مشوار فين؟”
نظرت له وردت بغيظ متعمد
“هو انا ليا حق اسألك رايح فين؟”
صمت على مضض ….واراد ان يغير دفة الحديث
“خلاص يا نادية…زى ما اتفقنا… هكون موجود فى حياتكم او بمعنى اصح فى حياة فريدة؟”
“اتفقنا”
قالتها وهى سعيدة من قلبها… على الاقل ستراه وتتحدث إليه حتى وان كان كل فترة…دون المساس بكرامتها
*********************
عاد بلال نهائيا بعد ان انهى عقده فى السعودية
سعدت مديحة بعودته وان كان ساورها القلق …فسألته فى نفس يوم عودته
“انت مش كنت ناوى تقعدلك على الاقل 5 سنين ولا حاجة…ايه اللى حصل؟”
“عايز اتجوز واستقر…وليلى من السنة اللى فاتت وقالت انها مش عايزة تسافر …فقلت الاستقرار احسن”
“واللى معاك يجيب شقة ويفرشها؟”
“والله انا هعمل اللى فى امكانياتى وخلاص”
“وهيعجب الهانم بتاعتك؟”
“بصى يا ماما… ليلى استحملتنى فى حاجات كتير ومن زمان…فلما كان معايا فلوس مكنش ينفع ابخل عليها وخصوصا ان مستواهم اعلى مننا زى ما انتى عارفة… انما دلوقتى ادى الجمل وادى الجمال… اللى معايا يا اجيب الشقة واوضبها وافرشها يا اما خلينا مستنيين بقى فرج ربنا… ومعتقدش اهلها هيوافقوا نستنى اكتر من كده”
“اللى شايفه صح اعمله…انت ادرى بيهم”
“المهم انتى قوليلى…ايه اللى حصل لنادية ونوال… وعريس نسمة كويس؟”
وحكت مديحة لبلال كل ما حدث الفترة الماضية.
********************
لم ينتظر ابراهيم كثيرا وظل يبحث عن عمل فى القاهرة… وتحدث مع معارف والده للبحث عن فرصة مناسبة سريعا… حتى استطاع الحصول على عمل فى القاهرة فى وقت قريب… واستأجر شقة صغيرة مؤقتا حتى يستقر هو ونسمة على شقة الزوجية
حددا موعد عقد القران… بعد اسبوع
وعندما سأل سمير ابراهيم عن سبب الاستعجال اجابة اجابة اقنعته تماما:
“علشان احنا داخلين على فترة هنضطر نتواجد فيها مع بعض كتير سواء واحنا بنجيب الشقة او بنشطبها… وعلشان اكون بحريتى اقدر اقابلها اى وقت من غير ما يكون فيه فرصة لاى حد يتكلم عليها لازم تكون مراتى… انا من يوم ما حبيتها واتقدمت لك وانا عاهدت ربنا انى اسعدها واحافظ عليها”
كلماته اسعدت سمير سعادة جمة… شكره ودعا لهما بالسعادة
وسأله بقلق”نسمة قالتلى انك مصمم تخبى على اهلك طلاقها… كتب الكتاب هتخبى فيه ازاى؟”
“انا فكرت كويس… واتفقت مع مأذون هنا وهنعمل كل الاجراءات قبل كتب الكتاب… يعنى ييجى مظبط ورقه تمام وكاتب فى دفتره كل حاجة … والقسيمة هبقى استلمها انا ومحدش هيشوف حاجة”
“ومنطوق الكلام؟”
“قالى ممكن يقول باسمها عادى … وان التوثيق هيكون فيه كل حاجة مظبوطة”
“خلاص يا ابنى…ربنا يستر”
**********************
دعا سمير لعقد القران… يحيي ورامى
ودعت مديحة ليلى ووالدتها لحضور عقد القران والمبيت معها للذهاب اليوم التالى لترى اكثر من شقة مناسبة عثر عليها بلال فى رحلة البحث اليومى منذ عودته
حضرت ليلى ووالدتها عصر اليوم… واستقبلتهما مديحة بكل ترحاب وود
وجدت تعامل ليلى معها مختلفا… فتبادرها بالحديث… تسبقها لمساعدتها فى المطبخ… حتى تعجبت مديحة ولكنها لم تسأل
اما فى شقة سمير… فذهبت الشقيقات الثلاث للكوافير على ان ينتهين قبل موعد حضور اهل ابراهيم… والمأذون
*******************
بعد صلاة المغرب… اتصل شقيق ابراهيم به…ليخبره انهم ينتظروه اسفل شقته…كان قد انتهى من ارتداء ملابسه بالفعل…فنزل لهم
سلم على والدته ووالدته… وقبل ان يصل لاشقائه
اتسعت عيناه وهو يرى مأذون العائلة بصحبة والده
حاول التصرف سريعا… فمال على والده
“لو سمحت يا حاج كلمة بس”
نزل والده من السيارة…فانفرد به ابراهيم بعيدا
“هو الشيخ عوضين جاى ليه؟”
“علشان يكتب كتابك”
حاول ابراهيم السيطرة على اعصابه…فقال
“بس انا خلاص اتفقت مع مأذون من هنا واخد الصور ودفعت له مقدم والراجل زمانه على وصول عند الناس”
فتشدد والده”والله ابدا ما يحصل… الشيخ عوضين هو اللى مجوز اخواتك كلهم والعيلة كلها… ميصحش انت تتجوز على ايد مأذون تانى…اركب اركب قبل ما نتأخر ع الناس”
وصل ابراهيم واهله منزل سمير… اُستقبلوا بالزغاريد
لم يصل المأذون بعد… فاستغل والد ابراهيم الموقف وقال لابراهيم
“اهو… المأذون بتاعك اتأخر… كويس ان الشيخ عوضين موجود”
ابراهيم”اكيد هيحتاج صور لينا والبطايق… انا نسيت بطاقتى والصور مع المأذون”
رد المأذون”واحنا راجعين اخد منك البطاقة واكمل اجراءاتى … هو انت واهلك يعنى غرب عنى… الورق هيخلص متقلقش”
كانت الشقيقات الثلاث فى غرفتهن… كل فترة قصيرة تخرج نادية تتفقد الحضور…انتظارا ليحيي…تمنت ان يحضر
اما نوال فلم تأبه بحضور رامى او غيابه
اشار سمير لابراهيم… فنهض ابراهيم يحدثه
“ايه الحكاية دى… مأذون جديد ازاى؟”
“مش عارف… انا مش عارف اتصرف”
“انت بتحرجنى يا ابراهيم… انا مش هسكت ولا اكذب فى عقد جواز بنتى”
“طبعا يا عمى”
وأكمل باستسلام “خلاص مفيش مفر… مش لاقى لها مَخرج”
جلس المأذون وبدأ تدوين اوراقه…عندما تراجع ابراهيم واخبره انه وجد بطاقته
وفى أمل أخير… واثناء انشغال والد ابراهيم بالحديث
مال ابراهيم على الشيخ عوضين
“بقولك ايه يا حاج… العروسة مطلقة وهجيبلك القسيمة بس مش كل المعازيم عارفين… يعنى اكتب من سكات”
“طيب يا ابنى…ربنا يتمم بخير”
انفرجت اسارير ابراهيم…. ونهض وطلب من سمير احضار قسيمة طلاق نسمة… دخل سمير واحضرها واعطاها لابراهيم دون ان يلاحظ احد الورقة المكتوبة
وصل يحيي… فسمعت نادية من الغرفة صوته…فتصنعت الهدوء ولكنها ذهبت بحجة البحث عن صبرى وفريدة
وخفق قلبها عندما رأته يبحث بعينيه عنها وفريدة بين يديه
اقتربت منه…ترحب به…
“اهلا يا يحيي…نورت”
“مش انا اللى نورت…انتى اللى منورة…ايه الشياكة دى”
“شكرا… حلوة اوى بدلتك”
“ما انا جبت كتير بدل اللى قطعتيهم”
“مبروكين عليك”
“الله يبارك فيكى… مبروك لنسمة”
“الله يبارك فيك”
لم تستطع ان تتركه… فقلبها معلق به…جلست بجواره
كتب الشيخ عوضين بيانات العروسين… ثم قال بصوت عادى
“دى صورة … انا عايز اصل قسيمة الطلاق”
ترددت الكلمة فى سمع والد ابراهيم…انتبه سمير مع كلماته…بينما امتقع وجه ابراهيم…عندما سأل الاب
“قسيمة ايه يا مولانا بتقول؟”
فرد الشيخ بتلقائية
“قسيمة طلاق العروسة”
الاب لسمير”هى نسمة كانت متجوزة؟”
كانت لهجته حادة… انتبه كل الموجودين
مديحة وبلال وليلى ووالدتها… يحيي ونادية …نوال ونسمة… سعاد واسلام … اشقاء وشقيقات ابراهيم وازواجهم وزوجاتهم
رد سمير “ايوه”
فنهض الاب غاضبا
“انتم بتقرطسونى”
ونظر لزوجته واولاده” يالا… احنا مش هنناسب ناس كذابين بيكذبوا علينا فى اهم حاجة”
نهض ابراهيم وقال بحسم
“انا عارف يا بابا…ودى حاجة تخصنا لوحدنا”
صرخ الاب فى اسرته…فسبقوه خارجين
“هما وافقوك على الكذب يعنى كذبوا زيك… الجوازة دى مش هتتم ولا احنا قابلين بيها”
نهضت نادية ترد فأجلسها يحيي بحسم
“بسسس… متتدخليش انتى”
لم تتحمل نسمة ما تسمعه…فقالت
“وانا مش هتجوز عيلة رافضانى… امشى معاهم يا ابرهيم”
الاب ثائرا”يالا يا ابرهيم… قسما بالله لو ما نزلت معايا…”
قاطعه ابنه الاكبر وهو يجذب شقيقه
“خلاص يا حاج… يالا يا ابراهيم… مفيش نصيب”
خرج ابراهيم يتبع اهله ويمسك به شقيقه… خلفه والده
نظرت نسمة لخروجه من المنزل… ثم نظرت للحاضرين قبل ان تختلط عليها الاشكال وتسقط أرضا.
———–———-———————-————
ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة: دينا عماد