ترفيهمسلسل رديني اليك

مسلسل رديني اليك الحلقة 24و25و26والأخيرة

الحلقة الرابعة و العشرون

كان يجلس علي طرف الفراش شاردا .. تحمل عيناه هما كأنه اصبح فجأه بسن الخمسين .. دخلت هي الي الغرفه لتجده
علي تلك الحااله .. لا تدري ما حل به و لكنها اصبحت متأكده انه به خطب ما !!
هي بحزن : ممكن اعرف ايه الي مدايقك
نظر لها بعتاب لم تفهم سببه فتابعت هي بدهشه : انت زعلان مني ؟؟
مسح علي وجهه بكفيه و اغلق عينيه بشده كأنه يأبي النظر اليها ثم تمتم
هو : امشي
هي باستغراب : ايه
نظر لها هو و قد كان صمته ذو صوت عالي و غاضب و قد ازاح مكتب صغير بجانبه لينزل علي الارض فيتهشم زجاجه
هو بغضب هادر: امشيييي .. امشي من وشي
نظرت هي له بخوف و الدموع في عيناها ثم خرجت من الغرفه بسرعه و هي تبكي
…………………….. ……………..
استيقظت من نومها اخيرا علي رائحه عطره التي ملئت الغرفه
جومانا بضيق : اياد رايح فين
اياد ببرود : رايح اقابل صحابي
جومانا : انت لسه زعلان مني .. و الله ما كنت اقصد الي انت فهمته
نظر لها و قد عقد زراعييه امامه : اسميها ايه لما الاقي مراتي مش طايقاني اقرب منها لدرجه انها رجعت
نظرت له جومانا بأحراج .. اما هو فقد التفت الي المرآه و بدأ برش عطره مجددا
لم تستطع جومانا ان تمحو علامات الاشمئزاز من علي وجهها
فصاحت دون وعي منها : كفايه .. هتخنق خلاص
نظر لها اياد بصدمه مالبث ان تحول لغضب فألقي زجاجه العطر علي الارض لتتهشم االي اشلاء صغيره
ثم اقترب منها و امسك ذراعها بقسوه و جذبها اليه : انا عايز افهم مالك .. في ايه
امتلئت عيناها بالدموع و قد تألمت من قبضته .. اما هو فلم يكن سيتحمل رؤيه عيناها الدامعه دون ان يضمها الي صدره
فأراد حفظ ما تبقي من ماء الوجه فتركها بقوه .. لترتد هي و تصتدم بحافه الفراش تألمت و لكنها لم تظهر ذلك
تركها و غادر و هو يأن من جرح كرامته و حزنه بما آلت اليه امورهم
بينما جلست هي تبكي علي الفراش و هي تغطي وجهها بكفيها الصغيرين .. لا تعلم ما بها و لكنها ليست علي ما يرام
تريد ان تكف عن البكاء و لكن لا تستطيع .. لم تكن هي ابدا تلك التي تبكي من اي شيء و لكنها الان تبكي .. و الاسوأ لا تستطيع
ان تكف عن البكاء .. اصبحت حالتها سيئه
………………………………………
رات ساره اياد و هو يخرج من البيت مسرعا كأن شبحا يطارده
ساره : ايااااااد
تجاهلها اياد و قاد سيارته بسرعه اثارت الغبار فضاق صدر ساره .. فقررت ان تسال جومانا
طرقت ساره باب غرفه جومانا فتوقفت جومانا عن البكاء و تدثرت بالغطاء و تصنعت النوم
دخلت ساره الغرفه لتجد جومانا نائمه كما تظن فخرجت من الغرفه
ساره بهمس : امال ماله دا ؟؟
……………………………………
دخلت ساره الي غرفتها و و غيرت ثيابها لتقابل ملك في طريقها للخارج
ملك ببرائه : سو
ابتسمت لها ساره : ايوا يا لوكا
ملك : انا فوت الباص ممكن توصليني
ساره بمشاكسه : بس كدا .. هاتي الشنطه بتاعتط و تعالي
ابتسمت لها ملك و صفقت بيدها دخلت لتحضر حقيبتها و تذهب مع ساره
وليد : انتي عبيطه يا ساره
ساره بذهول : ليه
وليد بضيق : انتي مالك بالي بين اخوكي و مراته .. و ازاي اساسا تدخلي القوضه من غير ما تسمحلك
ساره : بس دي اوضه اخويا
وليد : اخوكي اتجوز يا ساره ..مبقاش ينفع تبقي لازقاله علطول
ساره بغيره : ليه هي جومانا هتاخده مني ولا ايه
وليد بدهشه : اهلا .. و انا عمال اقول فين الحما .. اتاريها طلعتي انتي. .. يا بنتي افهمي اخوكي بقي ليه حياته الخاصه
عيب تدخلي فيها
ساره : لالا .. محدش يقدر ياخد اياد مني .. مش عشان بقت مراته تبقي اهم مني بالنسباله
وليد بعتاب : عيب يا سو .. انتي اكيد مكنتيش هتحبي حد يدخل بينا برضو مش كدا
فكرت ساره قليلا و تابعت : بس
وليد مقاطعا : مفيش بس .. متدخليش بينهم .. دي خصوصيات
………………………………………..
في استراليا في مدينه سيدني بالتحديد
فتحت ليلي الستار لتتغلل اشعه الشمس في الغرفه ثم تدخل الشرفه .. لتري منظر المياه الزرقاء فينشرح قلبها
لم يخطئ هشام عندما اخبرها ان هذا المكان جيد جدا لها .. نظرت خلفها الي هشام النائم لتبتسم
فكان لطيفا جدا البارحه .. بدأت تقتنع انه تغير بالفعل .. اقتنعت ان السئ قد انقشع و ظهر هشام الطفل المحب
ابتسمت ليلي بحالميه فقد بنت احلام و طموحات عاليه
ليلي بحنان : هشام .. هشام
فتح هشام عينيه ليتمتم : هممم
ليلي بابتسامه : اصحي بقي عشان نخرج
ابتسم لها هشام : عايزا تخرجي
حركت ليلي رأسها موافقه
هشام بمزاح : و انا اقدر ارفض لحبيبتي طلب
ليلي بطفوليه : بجد يا هشام
هشام : بجد يا قلب هشام .. يلا بقي البسي و انا كمان هلبس
صفقت ليلي بيدها : هواا
ابتسم هشام بحزن بعد ان غادرت فهو بجبروته اضاع الكثير و الكثير
اما ليلي فقد وضعت يدها علي بطنها و هي تتحدتث لطفلها
ليلي : شفت يا حبيبي .. بابا اتغير عشانا .. انا فرحانه اوي .. رغم كل الي عمله فيا بس بحبه
و مقدرش اعيش من غيره .. ساعه لما تيجي هقولك اد ايه انا بحبه
……………………………………….
كانت جومانا قد هدأت قليلا و مسحت دموعها .. ثم اغتسلت و وجدت هاتفها يدق .. فأقتطفته بلهفه
اعتقادا منها انه اياد و لكنها كانت امها
نوران : صباح الخير يا جوجو
جومانا : صباح الخير يا مامي .. ازيك
نوران : كويسه خالص .. بقولك يا جوجو
جومانا : هممم
نوران : هتنزلي الشغل امته
جومانا : بكره
نوران : مش احنا اتصالحنا ما ترجعي هنا
جومانا : حاضر يا ماما هفكر
اغلقت جومانا مع والدتها لتشعر بألم قوي اسفل بطنها فتصرخ
جومانا بتألم : اااه
و لكنها ما لبث ان اختفي الالم .. لتمشط شعرها كأن شيء لم يكن
و لكنها شعرت به ثانيا و لكنه قد زاد حده
جومانا بصراخ : اااااه
استمر ذلك لمده عشر دقائق كانت جومانا تتألم بشده و قد ملئت الغرفه بتأوهاتها حتي انها لم تتحمل ان تخرج
من غرفتها … فأمسكت هاتفها لتحادث اياد و لكنه نظر الي الهاتف و لم يرد
…………….. …………
عند اياد
نظر اياد الي الهاتف ثم القاه بأهمال علي الطاوله
اياد : كنت بتقول ايه يا حازم
حازم : بقولك اني محتاجك معايا ف شركه ابويا
اياد : انت عارف يا حازم .. مليش في جو الروتيني دا .. بتخنق
حازم : انت عارف يا اياد ان من بعد ما ابويا مات و انا الي مدبس في الشغل
و انا اساسا شاكك في المحانمي بتاع الشركه .. مش مستريحله .. فأزاي يبقي اعز صحابي
خريج حقوق و ادور بره
اياد : ايوا يا حازم .. بس انت عارف شغلي
حازم : اضمنلك يا سيدي تبقي فاضي لما تبقي عندك تسجيل و لا حاجه
و بعدين هقولك حاجه بس متزعلش مني
اياد : هاا
حازم : شغلك دا مش دايم .. انت عارف كويس اوي ان يومين و المغني من دول بيقدم و بيدوروا ع الجديد
مش مضمون يعني .. مش عارف انت ازاي ملكش يزنس جنبه
اياد بتفكير : هشوف و ابلغك قراري
حازم مغيرا الموضوع : قولي بقي الجواز حلو
اياد بسخريه : رائع .. فوق ما تتخيل
…………………………………….
كانت جومانا تبكي من الالم و من عدم رد اياد عليها ثم اتصلت بأمها لتجده
مغلق فأتصلت بساره
جومانا بأنهيار : ساااره .. الحقيني
ساره بهلع : جومانا .. ماالك انتي كويسه
جومانا بصراخ : اااااااه .. تعاليلي يا ساره .. بجد مش قادره
ساره : و اياد .. اياد فين
جومانا : مبيردش .. مبيردش : اااااه .. تعالي بسرعه
ساره : حاضر حاضر
وليد : في ايه يا ساره
ساره بسرعه و خوف : جومانا .. جومانا تعبانه اوي
وليد بخوف هو الاخر : طب استني هاجي معاكي
ساره : يلا بسرعه
وليد : هاتي المفاتيح هسوق انا
ساره بصوت عالي : يلا يا وليد بسرعه
في السياره امسكت ساره هاتفها و هاتفت اياد اكثر من مره و لكنه كان يتجاهلها هي الاخري
فقد كان يظن ان جومانا تتصل به من هاتف ساره فهمس : مش هتصالحيني بالسهوله دي
اتعبي شويه !!
ارسلت له ساره رساله فحواها
‘’ انت فين جومانا تعبانه
. ……………………………………….
وصل ساره ووليد الي الفيلا و دخلوا اليها بسرعه .. فيمعوا تأوهات جومانا
ساره بصوت عالي : جومانا
وليد : هستناكي هنا
صعدت ساره الي جومانا و دخلت الغرفه لتجد جومانا متقوقعه علي نفسها علي الارض و ضمت ركبتيها الي صدرها
و تبكي و تأن بصوت منخفض فقد انهكها الصراخ و قد تبعثرت شعيراتها لتلتصق بدموعها
ساره بذهول : جومانا .. انتي كويسه
جومانا بصوت منخفض : ساره .. بطني بتوجعني اوي .. انا خايفه
احتضنتها ساره بخوف حقيقي : ششش .. متخافيش
غيرت لها ساره ملابسها علي عجله كان صعبا بعض الشيء .. فأخذ منها وقت و نادت وليد ليحملها
بينما في ذلك الوقت اتصل اياد بوليد ليسأله عن جومانا بخوف و هو يقود سيارته بسرعه فائقه
وصل اياد في نفس الوقت الذي خرج فيه وليد حاملا جومانا
فنظر لهم اياد بهلع و قد وقع قلبه من مكانه
اياد و هو يحملها من وليد : هاتها يا وليد
حملها اياد فتعالت شهقات جومانا و اخذت تبكي بصوت عالي
فوضعها اياد علي الاريكه الخلفيه بينما هو بدأ يقود بسرعه و خلفه ساره ووليد
………………………………….
كانت ليلي تتصفح عن شيء ما
هشام بأنتباه : بتعملي ايه
نظرت ليلي لشاشه هاتفها بابتسامه ثم نقلت بصرها لهشام
ليلي : دا حلم
هشام باستغراب : نعم !!
ليلي بحالميه : مكان كنت عايزا انت و انت نقف فيه سوا .. تبقي مثلا ماسك ايدي
او مثلا حاضني .. نبقي هناك سوا
ابتسم هشام باستغراب : مكان ايه
اعطت ليلي للهاتف لهشام
فرفع عشام حاجبيه : مجنونه و بتختاري حاجات مجنونه
ليلي بابتسامه : هنا بينتحر تقريبا 8 يوميا
هشام : يا نهار اسوح .. انتي عايزا تخلصي عليا
ليلي بضحك : لا طبعا .. بس انت لسه مقولتلكش اجمل معلومه
هشام : اتحفيني
ليلي : دا .. نهايه العالم
هشام بتعجب : مين يا ماما
ليلي : هنا بينتهي العالم .. اخر الدنيا زي ما بيقولو
رفع هشام حاجبيه باعجاب : لا كدا بدأ الموضوع يعجبني
ليلي بتوسل : عايزا اروح يا هشام
هشام : هي هنا .. ف سيدني يعني
ليلي : ااه
هشام : وعد .. هنروح هناك
………………………………… …….
اياد بقلق : ساره .. هو ايه الي حصل
ساره بضيق : معرفش .. مكنتش بترد ليه
اياد بضيق : كنا متخانقين الصبح
ساره بدهششه : عشان كدا مردتش عليها .. حرام عليك يا اياد
اياد ..: ساره .. مش فايقلك
اما بالداخل
الطبيب : بقيتي احسن يا مدام جومانا
جومانا بتعب .: اه الحمد لله
الطبيب .: طب هطلع اطمنهم عليكي
خرج الطبيب من الغرفه ليهرول اليه اياد
اياد بلهفه : مالها يا دكتور
ابتسم الطبيب : مبروك يا استاذ اياد
اياد بضيق : بتباركلي علي ايه .. مراتي تعباانه علي فكره
الطبيب : لا متقلقش .. حاجه طبيعيه في الشهور الاولي
اياد بشك : نعم !!
الطبيب .: مبروك .. المدام حامل

اختبار !!
دائما هناك اختبار .. سواء اجتزته ام لا
فأنك تصل لمرحله تعرف فيها ما تريده و ما لا تريده
كل العلاقات تجتاز ذلك الاختبار .. منها ما تنتهي بأنتهاء الاختبار
و منها ما تعتبر نهايه الاختبار بدايه لها
اين نكون نحن .. انا و انت .. هل ما بيننا بتلك القوه ليجتاز ذلك الاختبار ؟؟
ام ان طرقنا ستنفصل و نبتر اذرعنا المتشابكه
لتظل متشابكه في مفترق الطرق
بينما انا من طريق .. و انت من طريق
اين نحن ؟ .. متي الاختبار ؟

الحلقه الخامسه و العشرون
الطبيب : مبروك .. المدام حامل
لحظه من الصمت .. أو الصدمه .. فجأه توقف كل شيء .. فكر فيها اياد انه سيصبح ابا
خوف كبير و فرح اكبر .. ما عاناه من اسرته ..سبب له عقده دون ان يدري .. اقسم انه سيكون اب طالما تمناه
لنفسه و لصغيرته المشاغبه ساره ..
صرخت ساره بسعاده : مش ممكن .. انا هبقي خالتو
تمتم اياد بشرود و هو مبتسم : و انا هبقي بابا
دخل اياد الغرفه وحده فقد ترك وليد و ساره لهم بعضا من الخصوصيه
جومانا بسعاده : اياد انا حامل
احتضنها اياد بسعاده : انتي اجمل حاجه حصلتلي في حياتي .. مبروك يا حبيبتي
جومانا : انت مش زعلان مني صح
اياد بمشاكسه : شكل الواد دا كان بيوقع بينا
ضحكت جومانا بسعاده : مش مصدقه انا هبقي مامي !!
اياد : لالا مامي ايه .. انا عايز ابني راجل كدا .. و انتي تقوليلي مامي
جومانا : لا بنت
اياد بعند : لا ولد
قاطعتهم طرقات علي الباب لتدخل ساره
ساره بصوت عالي : جوجيي .. انا هبقي خالتو
صفقت ساره يدها بحماس : و انا هبقي مامي
اياد : طيب كدا لازم نشوف حد يساعدكو في البيت
ساره : ليه يعني
اياد و هو يشير علي جومانا : ماهي دي تنسي انها تتحرك من مكانها اساسا .. و حضرتك هتجهزي
لفرحك .. يبقي محتاجين حد يساعدنا
جومانا : مش انت اغلب الوقت هتبقي معايا
اياد : لا ماهو حازم محتاجني معاه في شركه باباه
رفعت جومانا حاجبيها بعدم تصديق : انت !! .. و شركه .. و تصحي كل يوم بدري و كدا !!
اياد : اعمل ايه مضطر اعقل .. المهم تجيبوا حد يساعدكوا بسرعه
جومانا بتفكير : ممكن رانيا
اياد : مين رانيا
جومانا : كانت بتساعدني في بيتي القديم
اياد : تمام
…………………………
تسنيم بخبث : صباح الخير يا خالتو
والده ليلي : تسنيم .. وحشتيني يا حبيبتي
تسنيم : انتي اكتر و الله .. امال فين ليلي
والده ليلي بضحك : مع جوزها يا حبيبتي .. هتكون فين
تسنيم : اه مانا عارفه يا خالتو .. اصلي روحتلها البيت و ملقتهمش
والده ليلي بحب : اصل هشام خادها يقضوا شهر العسل
تسنيم بضيق : و الله .. متعرفيش سافروا فين يا خالتو
والده ليلي : راحوا استراليا .. سيدني .. انتي عارفه ليلي طول عمرها نفسها تسافر هناك
تسنيم : عارفه يا خالتو عارفه
والده ليلي : هو هشام غشيم بس ييحبها .. عقبالك يا تسنيم يا حبيبتي
تسنيم بشرود : قريب .. قريب يا خالتو .. عن اذنك بقي
والده ليلي : ما بدري يا حبيبتي
تسنيم : لا عشان ما اتاخرش علي ماما
نزلت تسنيم من بيت والده ليلي و هي تسب و تلعن غبائها فهي اعتقدت انها سيطرت علي الامور
و لكن تعقد كل شيء .. ركبت سيارتها ثم تمتمت بشرود
تسنيم : بتهرب مني يا هشام ؟؟.. انا و راك و الزمن طويل
………………………………………….
اياد : اتفضل يا عز .. دا بيتك
دخل عز و هو ينظر حوله بخبث : وحشتني و الله يا اياد مش عارف احنا بعدنا ليه
تنحنح اياد باحراج : انت عارف اني انشغلت بالفرح و جومانا و بعدين الشغل الي بدأنه دا
بس انت فرحتني لما كلمتني و الله .. تشرب ايه .. يا رانيا
رانيا بهيام : عايز حاجه يا استاذ اياد
اياد ببرود : لا بس شوفي عز هياخد ايه .. فين جومانا
رانيا بضيق : نايمه .. حضرتك مش هتتغدي
اياد : هدخل اصحيها و انتي اندهي لساره من اوضتها
رانيا : حاضر يا استاذ اياد
ادرك عز نظرات رانيا من اللحظه الاولي فأبتسم بخبث
عز بهمس : شكل اللعب هيحلو !!
اياد بهمس و هو يملس علي وجهها : جوجيي .. جومانا
جومانا بنوم : هممم
اياد بضيق مصطنع : لا بجد الواد دا جاي يوقع بينا .. بقولك ايه مفيش حمل و عيال تاني
ابتسمت جومانا و هي مغمضه عيناها : عايز ايه يا اياد
اياد و هو يشدها من وجنتاها : من ناحيه عايز فانا عايز كتير .. بس هكتفي دلوقتي بأنك تقومي
عشان نتغدي سوا .. عز بره
فتحت جومانا عيناها اخيرا : حاضر .. قايمه اهو
…………………………………..
مر اسبوع اخر دون اي احداث تذكر ..غير ان اهل جومانا و اياد قد علموا بحملها فباركوا لهم بسعاده
في احد الايام كان اياد يعمل في مكتبه الذي رتبه بعد ان تسلم عمله مع حازم بينما جومانا
كانت نائمه كما اعتاد اياد عليها منذ بدايه حملها
عندما دخلت عليه المكتب رانيا و تقدمت منه ثم وضعت اطراف اصابعها علي كتف اياد
اياد بصرامه : انتي بتعملي ايه
ارتجفت رانيا من نبرته و قالت : مفيش .. في حد بعت لحضرتك حاجه
اياد باستفهام : حاجه ايه
رانيا بخبث متخفي : معرفش .. هو صندوق
اياد : تمام هاتيه
خرجت رانيا من الغرفه و التقطت الصندوق من غرفتها و هي تهمس
رانيا : انت الي اخترت
ادخلت رانيا الصندوق لاياد ثم خرجت بصمت .. فتح اياد الصندوق بعدم اهتمام
ثم اتسعت حدقتاه و هو يتفحص محتواه
فقد كان يحتوي علي قميص احمر اللون من خامه الستان .. هو يعرف هذا القميص جيدا
قرب اياد القميص من انفه ليشتم به عطر جومانا .. رائحه الفراوله .. لا يعرف احد اخر يستعمل هذا العطر
كما انه يعرف جيدا ان جومانا لا تستعمل غيره .. سقط من القميص ورقه صغيره التقطه اياد و عندما قرأ ما بداخله بدأ تنفسه يضيق
(بيبقي تحفه عليها )
هو لم يشك بها .. و لكنه مجرد شعور بالغيره الشديده
دخلت عليه المكتب جومانا .. فأخفي الصندوق و محتواه بسرعه دون ان تنتبه هي
جومانا بنوم : اياد هو انا نمت كتير
اياد بضحك مصطنع : انتي تقريبا بدأتي البيات الشتوي
ابتسمت له جومانا بنعاس ثم قالت : انت مش هتنام
اياد : هنام .. يلا
………………………………………………
وصلت تسنيم الي سيدني و قد جعلت والدتها تعرف اسم الفندق الذي يقيم به هو وليلي دون ان تثير الشكوك
كانت جالسه في الريسبشن بنفس الفندق عندما رأتهم يخرجون من الفندق و هم يشبكون يدهم بيد بعض بسعاده
زادت من سخطها و كرهها و لكنها لم تنسي ان تخفي وجهها بمجله ما
تسنيم : هي بقت كدا يا هشام .. بردو ليلي عرفت تجيبك ناحيتها تاني .. كنت خلاص هنهي الي بينكوا
بس ملحوقه .. اظن لني استنينت كتير .. و جه الوقت الي اخد فيه حقي
و حقي .. هو انت !!
…………………………………………………… …..
جومانا : رانيا .. يا رانيا
رانيا : ايوه يا مدام جومانا
التفت اليها جومانا و قالت : ممكن تقفليلي سوسته الفستان
رانيا : هو حضرتك هتخرجي كدا
جومانا بضحك : لا طبعا .. عامله لاياد مفاجأه .. موضوع الحمل دا بعدنا عن بعض شويه
رانيا بحقد : الفستان هياكل منك حته
لم تنتبه جومانا لما تحتويه نبره رانيا و لكنها تابعت بسعاده
جومانا : .. بجد شكلي حلو
اومأت رانيا برأسها في ضيق ثم قالت
جومانا : قعدتي ترغي و مقفلتيش السوسته
التفت جومانا بينما بدأت تغلق سحاب الفستان عندما لاخظت احمرار في منتصف ظهر جومانا
رانيا : هو حضرتك عندك حساسيه في ضهرك
جومانا : لا لا دي وحمه
فكرت رانيا في شيء ما وقالت
رانيا : و كنتي بتسيبيها تظهر من فستانك قبل ما تتحجبي
جومانا : لا كنت بجيب الفساتين الي تداريها .. اكيد عمري ما هلبس حاجه تبين الوحمه
رانيا بخبث : امممم
………………………………………
ليلي : هدخل اغير هدومي و هرجعلك
اومأ هشام رأسه فدخلت هي الي المرحاض الملحق بالغرفه .. اما هو فقد سمع صوت طرقات علي باب الغرفه
ففتح هشام الباب و لكنه تسمر مكانه عندما رأها .. فنظر حوله بخوف
هشام بهمس : انتي ايه الي جابك هنا
ازاحته تسنيم من طريقها و دخلت الغرفه بدم بارد
تبعها هشام و امسكها من ذراعها : بره .. اطلعي بره
رأت تسنيم ليلي و هي تخرج من المرحاض .. فألصقت شفتاها بشفتي هشام بينما هشام كان قد صدم
من تصرفها ذلك فتابعت هي
تسنيم : للدرجادي وحشاك .. انا كمان بحبك
هل تعرف ملمس الحمم البركانيه .. اذن فلتحسب 30 لتر منها يقع علي رأسك .. كان هذا احساس ليلي
لم تكن صدمتها عاديه لتشعر بأحساس الدلو البارد علي رأسها .. كأنت اكبر من مياه بارده .. شعرت بالحراره
بالاختناق .. بنفاذ الاكسجين .. و هذا ليس بالشيء الجيد
ليلي بصدمه : هو ايه الي بيحصل هنا
مثلت تسنيم الصدمه : ليلي ؟؟ .. ليه مقلتليش انها هنا يا هشام
ليلي بتلعثم : هو هو هو انتي بتعملي ايه هنا
تسنيم : هشام الي قالي تعالي .. اكيد مش هعرف انكوا هنا بنفسي
هشام: و الله كدابه .. انا مقولتلهاش حاجه
تسنيم بغضب : كدابه .. طب و الله لا اهد المعبد علي دماغك
بصي بقي يا حلوه الي قدامك دا جوزي .. و بالمناسبه انا الاولي مش انتي
و الكبيره بقي اني حامل .. هاا ايه رايك
تصنمت ليلي مكانها و تابعت : لالا بطلوا هزار .. هشام قولي انكوا بتهزروا
اخفض هشام رأسه فقد حانت المواجهه لا مفر .. و لن يستطيع الانكار يعد ذلك
ليلي بصراخ : قولي انها بتكدب ساكت ليه
لم يرد عليها هشام فبدأت تلقي عليه كل ما يقع بيدها .. قميص .. او مجموعه من الورود .. او فاكهه .. كل ما قابلها
ثم امسكت بكوره متوسطه الحجم من النحاس و بدون وعي القتها لتصتدم برأس تسنيم
وقعت تسنيم علي الارض علي الفور و الدماء تسيل من رأسها
اصيب هشام بصدمه .. فنزل علي ركبتيه يتفحص رأسها .. فوجد ان حالتها سيئه
اما عن ليلي فقد احتلتها الصدمه و بدأت تبكي دون انقطاع
هشام : نبضها ضعيف .. هاخدها من هنا قبل ما تموت
حملها هشام علي الفور و حرج بها من الغرفه .. اما عن ليلي فقد فقدت الوعي فهي ما زالت تخاف من الدماء
وقعت علي الارض و هي تتمتم : قتلتها .. انا قتلتها
……………………………………………
كانت جومانا قد خرجت من المنزل لتقابل امها .. بينما كان اياد يعمل بمكتبه و ساره بالخارج مع وليد .. اما عن ررانيا
فقد كانت تقف هنا تماما .. اما باب غرفه المكتب .. تعض اظافرها من الخوف و التردد
و لكنها حسمت امرها .. لن تخاف و ليحدث ما يحدث
طرقت الباب عده طرقات عندما سمح لها اياد بالدخول
اياد ببرود : خير يا رانيا
رانيا : استاذ اياد كنت عايزة احكيلك علي حاجه
اياد بعد اهتمام : اتفضلي
رانيا : انا .. انا .. مدام جومانا … ااا
اياد بزفره : هتفضلي كدا كتير
رانيا : اصل الصراحه مش عارفه ابدأ منين
اياد : من اي حته اخلصي يا رانيا
رانيا : امبارح مدام جومانا ادتني اجازه .. حضرتك فاكر
اياد : اه .. انا اظن انك اخدتي اجازه الاسبوع الي فات .. و اعتقد انك لازم تلتزمي عن كدا
رانيا بغيظ : حضرتك اسمعني .. انا مطلبتش الاجازه .. هي الي ادتهالي
اياد : مش فاهم
رانيا : كنت نسيت موبايلي هنا .. فجبت عشان اخده .. لما جيت .. حضرتك عارف اني معايا مفتاح .. لما دخلت
كان استاذ عز هنا .. كانو . كانو .. اااا … يعني
نهض اياد من مكانه بعصبيه : اطلعي بره .. انتي اتجننتي .. اطلعي بره .. و اياكي اشوف خلقتك هنا تاني .. فاهمه
اومأت رانيا رأسها بخوف ثم خرجت من الغرفه بل من البيت نهائيا
اياد بهمس : اكيد كدابه .. صح هي كدابه .. جومانا بتحبني .. هي متعملش فيا كدا
عندما افاق علي صوت رساله علي هاتفه من رقم عز
( الوحمه طول عمري بكرهها .. بس حبيتها في جومانا )
اتسعت حدقتاه و اصبح تنفسه غير منتظما .. يعلم جيدا ان جومانا لم تلبس اي شيء يظهر تلك الوحمه
فهي تكرهها بشده و قالت له سابقا انه ثاني من يراها بعد والدتها بالطبع ..
ماذا يعني ذلك !! ..
اياد بجنون : لا لا مش بتخوني .. في حاجه غلط

الحلقة السادسة و العشرون و الاخيرة

كان اياد يقف في سيارته منتظرا شيء ما عندما رأي شيء ما .. زادت بسببه ضربات قلبه
قبل عده ساعات
تلقي اياد رساله من نفس الرقم
(لو عايز تتاكد انها بتخونك .. استناها بكره تحت البيت هتلاقي عز جايلها )
صدم اياد من هذه الرساله الي الان كان الشك قد تسرب اليه .. فقد تمكن منه شيطانه قليلا ..
كان يجلس علي طرف الفراش شاردا .. تحمل عيناه هما كأنه اصبح فجأه بسن الخمسين .. دخلت هي الي الغرفه لتجده
علي تلك الحااله .. لا تدري ما حل به و لكنها اصبحت متأكده انه به خطب ما !!
جومانا بحزن : ممكن اعرف ايه الي مدايقك
نظر لها بعتاب لم تفهم سببه فتابعت هي بدهشه : انت زعلان مني ؟؟
مسح علي وجهه بكفيه و اغلق عينيه بشده كأنه يأبي النظر اليها ثم تمتم
اياد : امشي
جومانا باستغراب : ايه
نظر لها هو و قد كان صمته ذو صوت عالي و غاضب و قد ازاح مكتب صغير بجانبه لينزل علي الارض فيتهشم زجاجه
اياد بغضب هادر: امشيييي .. امشي من وشي
نظرت جومانا له بخوف و الدموع في عيناها ثم خرجت من الغرفه بسرعه و هي تبكي
…………………………………………………….
ساره : ياااه يا وليد اخيرا هنتجوز
وليد بخبث : دا انتي واقعه من زمان بقي
وكزته ساره باحراج
ساره : بطل رخامه
وليد بتالم : يا مفتريه
رفعت ساره حاجبيها : يا سلاااام .. هنستهبل بقي
وليد بدهشه : في واحده تقول لخطيبها قبل جوازهم باسبوع هتستهبل .. دا انتي لو ناويه تطفشيني
مش هتقوليلي كدا
ضحكت ساره بشده فابتسم وليد لضحكتها البريئه
…………………………………………
استيقظت ليلي من نومها بفزع و هي تصرخ بشده
رأت الغرفه مظلمه بشده فتنظر حولها بخوف ثم تضيء النور بسرعه و هي تتنفس بصعوبه
ليلي بفزع : بسم الله الرحمن الرحيم .. بسمم الله الرحمن الرحيم
رفعت يدها من علي وجهها لتري امامها تسنيم بزي ابيض و لكنه مغطي بالدماء
تغطيه الدماء من كل جانب و نظرت لليلي نظره مرعبه و قالت
تسنيم : انتي قتلتيني .. انتي قتلتيني
لتصرخ ليلي بقوه عندها يدخل هشام الغرفه فيفزع من صراخها
هشام بخوف : ليلي .. ماالك .. في ايه
رفعت ليلي يدها من علي وجهها لتراها مغطاه بالدماء .. فتصرخ بقوه اكبر
احتضنها هشام بخوف وجل : ليلي .. اهدي انا جنيك
نظرت ليلي مره اخري الي كفيها لتجد انها نظيفه و ليس بها شيء
و نظرت لمكان تسنيم .. فلا تجدها
فأنفجرت في بكاء حار ادمي قلبه
ليلي بنحيب : انا قتلتها .. انا قتلتها
هشام لتهداأتها : هشششش .. اهدي .. داا كان حادث
ليلي : لا انا قتلتها .. انا مش هسامح نفسي ابدا
هشام بحزن : لو في حد غلطان يبقي انا .. لا انتي و لا هي
تجاهلت ليلي عبارته و تابعت
ليلي بنحيب : هشام .. هي ماتت ؟؟
هشام بنخازل : لا .. بس حالتها ما تطمنش .. خصوصا ان الخبطه جت في مكان خطر اوي
عملها نزيف في المخ
ازداد نحيب ليلي : انا ازاي عملت كدا .. انا بقيت قاتله خلاص
حزن هشام بشده لحالتها و ضمها الي صدره بقوه اكبر .. فأستكانت هي علي صدره
و نامت .. او فقدت الوعي . . عندها دثرها هشام في الفراش و قبل رأسها بحزن
هشام : اسف .. اسف علي كل حاجه .. انا عرفت طريق السعاده متاأخر اوي .. يا ريتني ما دخلت حياتك ياا ليلي
انا دمرتك رغم حبي ليكي
……………………………………. ..
في اليوم التالي ظهرت الشمس بتخاذل .. كأنها تعلم الحاضر و المستقبل .. فأختفت تحت السحب
حتي لا نراها
علي الرغم من انهم بفصل الصيف .. الا ان ذلك لم يمنع الشمس من التخفي تحت السحاب
كطفل يخشي الظلام
استيقظ اياد صباحا و أن لم ينم بالمعني المتعارف عليه
لم يهتم اياد بما يرتديه اليوم علي غير عادته
عندما فتحت جومانا عيناها بصعوبه من بكائها المتواصل امس
جومانا بارهاق : اياد رايح فين
اياد باأرهاق مماثل : رايح الشغل
جومانا : بس النهاردا اجازه
اياد ببرود : مش شغلك
نظرت له جومانا بأندهاش فهي حتي الان لم تعرف بما اخطأت و لكنها
افاقت من شرودها علي صوت غلق اياد باب الغرفه بقوه
ساره بمرح : صباح الخير يا ايدو
نظر لها اياد بحزن : صباح الخير يا حبيبتي
ساره باستغراب : مالك يا اياد .. انت متخانق مع جومانا تاني
نفض اياد يدها الممسكه بيده وهو يقول : عن اذنك يا ساره عشان ما اتأخرش
نظرت ساره للفراغ الذي تركه اياد باستغراب و هي تتمتم
ساره : هو في ايه ؟؟
رفعت كتفيها بعدم فهم و امسكت هاتفها و مفاتيح سيارتها و خرجت
ليراها اياد من سيارته و هي تخرج
اياد لنفسه : انا ايه الي بعمله داا .. انا مستحيل اشك في جومانا
عقله : انا مش بشك .. انا بتأكد من بس
اياد : بس جومانا بتحبني
عقله : خلاص يبقي اننتظاري هنا مش هيضر بحاجه
فكر اياد قليلا و ابتسم : محدش جه اهو .. طلعت اشتغاله .. انا كنت متأكد ان جومانا عمرها ما تخوني
و لكن توقف الاكسجين عن رئتيه و هو يري عز و هو يدخل الي بيته
اياد بصدمه : لالالا .. اكيد انا شايف غلط
اما علي الطرف الاخر فقد وصل عز الي بيت اياد ثم طرق الباب
لترتدي جومانا حجابها و هي تمسح دموعها و تفتح الباب
جومانا باستغراب : عز !!
عز بتصنع : ازيك يا جومانا .. ااياد هنا
جومانا : لا خرج مع صحابه .. سوري يا عز مش هينفع تدخل انا هنا لوحدي
اومأ عز راسه و قال
عز : جومانا ممكن تجيبيلي ميا
ابتسمت له جومانا : اه ثواني
دخلت جومانا المطبخ بينما عز قد جهز ابره تحتوي علي مخدر هلوسه
جومانا : عز .. الميا
امسكها عز من رأسها ثم كمم فمها و حقنها بالابره ثمم دخل و اغلق الباب خلفه
ليبدأ عز في فك ازرار قميصها الاماميه ووضعها علي الفراش بينما هي تضحك ببلاهه .. ثم خلع هو قميصه لينام بجانبها علي الفراش
اما بالخارج تملك الغضب من اياد .. فدخل الي البيت ثم الي غرفه مكتبه و فتح الخذنه
و يمسك بيده مسدسا كان قد اقتناه ليدافع عن اهل بيته
ثم رسم الانتقام اثاره علي وجه اياد و كأنه مغيب
النهايات مؤلمه .. بينما البدايات اقل الما
و لكن البدايات وقت النهايات .. مميته !!
………………………………………………
ان تذهب الى حافه العالم و تنظر نظره مطوله الى الناس لاعناا اياهم
ثم تنام فى ثبات عميق …..
هل سبق لك ان سمعت عن مكان يدعي حافه العالم او الفجوه ؟؟
المكان الذي يشغل المرتبه الثالثه في العالم لكثره حالات الانتحار فيه
هه !! .. مكان شاعري بحق !! .. يخطف الالباب .. يقال انه نهايه اليابسه و بدايه المياه
لطالما كانت تحلم ان تقف في هذا المكان معه .. ينظرون امامهم بشغف .. ربما يشردون في جمال الخليقه .. لينظر اليها بوله في عينياها العسليتين و يقول لها كم هي محقه في ان يقضوا شهر عسلهم بهذه المدينه .. بـــ سيدني بأستراليا
لهذا اختارت هذا المكان بتأن لتكون هنــا .. هنا فقط .. هنا نهايه اليابس و نهايتها .. كانت تقف حافيه القدمين .. ملابسها غير مهندمه ابدا .. شعرها الغجري يتطاير علي وجهها .. ادارت وجهها اليه !! .. فأخترقت شعاع عيناها العسليتين .. توزع الشمس اشعتها في فضول لتري من الرابح ..
هشام بخوف : ليلي .. اياكي فاهمه .. كل حاجه هتتصلح
ليلي بعيون دامغه : مفيش حاجه هتتصلح .. انا لو ما موتش هموت من احساسي بالذنب .. لو ممتش منه هموت من كوابيسي الي بتقتلني
لو هي كمان ما موتتنيش يبقي هموت من بعدك عني .. لاني لا يمكن هسامحك (ثم تابعت بصراخ) انت السبب فاهم
يعلم انها ليست علي ما يرام .. لربما قد مسها الجنون .. يعلم انها ارق من ان تتحمل ذلك
هشام بأمل : تسنيم عايشه ماماتتش .. انتي ليه بتسبقي الاحداث .. اصبري .. كل حاجه هتبقي احسن صدقيني
ليلي بسخريه : بتكدب .. برضو بتكدب يا هشام
نظرت اليه بعينان مدمعتان و جدته ينظر اليها بلهفه .. سحقا !! انها طوال حياتها لم تره بتلك اللهفه ابدا
ايمكن لانه ادرك ان هنا تكمن النهايه .. ان في تلك اللحظه .. في تلك اللحظه فقط لن يراها ثانيا .. ابتسمت بسخريه لتعلن ان الفوز كان لها .. لتعلن ان تلك هي الجوله الاخيره .. ان هذا هو الـــــوداع ..
لتهوي بجسدها من علي تلك الحافه اللعينه ..
ليصيح هو بهستيريا : لااااااااا … انتي مش هتسيبيني يا ليلي .. متعاقبنيش بالقسوه دي
(ثم صرخ بصوت تردد في الفضاء (
ليليييييييييي
ليهوي علي ركبتيه بضعف .. و تدمع عيناه بندم .. و يعتصر قلبه بشده .. و ينسدل الستار الاحمر ببطي
ليعلن … انها النــــــــــــــهايه !!!

……………………………………………………….
لو كانت الحياة لحظه واحده .. لأحببتك فيها
لو كانت الحياة لحظتين .. لأحببتك في الأولي و كرهتك في الثانية
لو كانت الحياة ثلاث لحظات .. لأحببتك في الأولي و كرهتك في الثانية .. ثم أعود لأحبك في الثالثة
عين اخري دامعه .. و لكن ليس بندم .. عين تدمع بصدمه .. باعاصير من الحزن .. عينان تتحركان بغير وعي
لتهوي علي فراش الخيانه بأجبار لتصرخ به هذا الواقع .. تصرف كما ينبغي ان يكون !!
نظر لزوجته و صديقه بصدمه و هو شاهرا سلاحه .. بدموع تتلالا في مقلتيه : ليــــــــــــــه .. ردوا عليا .. ليه
كان السلاح يتحرك بشده من قبضته .. و لم لا و كل ما به يتحرك .. كل ما به يتحرك في اتجاه معاكس
كل ما به يرفض الرضوخ لسماء عيناها .. كل ما به يصرخ للانتقام .. فقد حانت لحظه الحساب
اياد : خونتيني ليه .. ردي عليا
ضحكت جومانا بغير وعي مما استفزه بشده لو كان بعقله لادرك انها ليست واعيه
اما عز فقد كان في حاله من الصدمه .. تخيل ان اياد سوف يتركها .. لم يتوقع انه وصل به الجنون للقتل
ففكر بالتراجع .. فهو خائف عليها بشده فهي بريئه برائه الذئب من دم يوسف
ثم نظر الي اياد الذي علي وشك الانهيار .. لم يسبق له ان رآه عل تلك الحاله قبلا
مهما حدث بينهم فهو ما زال صديق العمر .. و اان كان عز قد تلوث قلبه قليلا باالحقد و لكن حبه لاياد لم و لن ينتهي بتلك السهوله
لربما كان شيطانه ماهر الي درجه انه خدعه و اقنعه انه يحب جومانا و كان اكثر مهاره بأنه جعله يخون صديق عمره
عز : اياد انا …
اياد بدموع و هو يوجه المسدس باتجاه عز : اخرس .. اخرس فاهم
عز : انت فاهم غلط .. انا
اياد لجومانا : خونتيني ليه
ضحكت جومانا بصوت عالي مره اخري .. فتساقطت دموع اياد كان يريد ان يشعر انها نادمه لربما بردت ناره قليلا
فنظر لها نظر اخري .. نظره انتقام .. نظره تزور عينيه للمره الاولي
ليضغط علي الزناد لينتهي كل شيء .. فيرتجف قلب عز و هو يري دمائها تسيل من صدرها
اما عن عز فقد خارت قواه ليسقط علي الارض باكيا كطفل صغير فقد امه
نظر لها عز بندم ممتزج بصدمه ثم حملها علي كتفيه بعد ان اغلق ازرار قميصها مجددا
ووصل بها الي المشفي .. اما بالبيت ما زال اياد يعاني و يبكي بصدمه
………………………………………………..
لن يعيش بدونها مهما حدث
ان تركت عالمه .. فليلحقها بعالمها
لربما يجد بعالمها السعاده الابديه
لربما عاشا معا الي ما لانهايه
لم يفهم لم لم تنتهي حكايتهم كباقي قصص الحب
لما لا ينتهي الشر من حياتهم و يعيشوا بسعاده و حب
لم اوهموهم ان الشر يموت و ينتصر الخير
فها هو ينتصر الشر .. لم ينتصر حبهم
كان متأكدا انه لن يعيش بعالم ليست فيه
لن يتحمل .. لن يستطيع
كان يقف حيث دق لها قلبه لاول مره ..
هنا سكنت قلبه .. هنا بدأ كل شيء و هنا سينتهي
قاطعه صوت شقيقته الباكي
ساره ببكاء : اياااد .. ايااك .. انا مليش غيرك .. فكر فيا
نظر لها بضعف لم تعهده به قبلا : اسف يا ساره .. انا في حبي اناني .. انا لو ما انهتش كل حاجه دلوقتي
هموت في اليوم ميت مره .. انا اموت من غيرها
ساره بنحيب : هتعيش .. و الله هتعيش .. و كل حاجه هترجع زي الاول
اياد بخزلان : لو عاشت .. فقلبها مات .. حبها مات .. انا انتهيت بالنسبالها .. عمرها ما هتسامحني
Flash back
كان عز يقف شاردا نادما علي ما اقدم عليه .. كأنه كان مغيب عندما فعل ذلك
لم يكن ابدا بذلك السوء .. و لكنها غيره من اياد تراكمت في قلبه منذ الصغر
اتصل بأياد و هو يبكي ندما : اياد انا اسف
ليجيبه اياد من الطرف الاخر باكيا : انت ازاي تعمل فيا كدا
عز : اياد .. انا ما خنتكش .. و لا هي خانتك
سرد عليه عز كل شيء .. ليصدم اياد بشده
و ادرك خطأه الفادح
عز ببكاء نادم : انا اسف .. انا اسف
Back
ساره و لم تحملها قدماها بعد ان رأت سندها بهذا العالم يقف علي س شرفه منزله .. يكاد ينهي حياته بيده
التفت لها اياد و مقلتاه قد ملئت بدموع نادمه .. تري انكسار نظرته من علي بعد .. الحزن قد شق طريقه الي ملامحه
تأمل ملامح شقيقته .. صغيرته .. تذكر كل لحظات طفولتها الشقيه . . حبيبته الاولي .. ابنته و طفلته
ثم تذكر طفلته الثانيه .. حبيبته .. معشوقته .. ثم نظر امام بقله عقل و اغلق مقلتاه بشده .. لتهرب دمعه اخيره من عينه
( و الان .. اغلق عينيك الاثنتان لدقيقه او جزء منها .. و اترك لعقلك المساحه ليسبح في اطنان من الخيال .. لتضع انت النهايه
اختارها كما تروق لك .. و لكن تذكر ربما نهايه شيء هي بدايه شيء اخر … فلولا النهايه المأساويه قيص و ليلي .. عنتر و عبله .. روميو و جولييت .. لما سطروا صفحات نفيثه في كتب التاريخ .. تذكر ان النهايه ما هي الا بدايه اخري .. افتح عيناك مره اخري
و اذكر لي ما تخيلته من نهايه )

” قال بصوت يرتجف :
رديني إليك ..
أو رديني إلي
لا تتركيني في المنتصف !! “
تمت ….

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة: هند مصطفى محمد

 

زر الذهاب إلى الأعلى