ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 3و4و5

الحلقة الثالثة

صباح جديد تشرق فيه الشمس .. تفتح عينيها العسليه و ترسم الابتسامه على وجهها .. و كعادتها تنظر للسماء تدعو ربها ان يحقق لها احلامها .. ذهبت لتغتسل و ارتدت ملابسها ثم خرجت من حجرتها القت التحيه عليهم و هبطت سريعاً ..
كانت تسير فى طريقها المعتاد فاليوم السيارة التى تحضرها لم تأتى فاضطرت ان تسير على قدميها .. بينما كانت تنظر بكاتبها لتسمع صوت من ورائها
يقول : انت يا قمر .. يا جميل انت ردى عليا طيب .. ديه من اهبل يسيبك تمشى كده
ارتعشت جميله خوفاً و لم تنظر ورائها و اسرعت فى سيرها .. بينما اسرع خلفها الشخص و امسك بيدها ليوقفها قائلاً بغضب : انتِ يا حلوة مش قلتلك تقفى
جميله بخوف و دموعها تهبط رغماً عنها : سيبنى لو سمحت سيب ايدى
الشخص : لو سمحت كمان ! ديه الاخلاق عليا .. طب يالا بقى معايا عشان انتِ تلزمينى
جميله و قلبها وقف فى رحليها و كأنها ايقنت انه لن يتركها .. لتفاجأ بشاب يوجه اللكمات له و يضربه بقوة حتى فر الرجل خائفاً
شاب موجهاً كلامه لجميله : انتِ كويسه ! عاملك حاجه ؟
اومأت جميله برأسها “لا” و دموعها تهبط فى صمت .. الشاب بشفقه : خلاص مشى اهدى بقى و هو خلاص مش هيجى جنبك تانى .. متعيطيش بقى
جميله بين بكائها : ح حاضر .. متشكرة اوى لح..
ليقطع كلامها صوت فتاة تخرج من سيارة الشاب .. الفتاه بنفاذ صبر : اخلص يا “عمر ” هتعطلنى كده .. و سكتت لبرهه .. ايه ده “جميلة” ! انتِ كويسه !
جميله باطمئنان : اه الحمد لله .. شكراً يا استاذ عمر
عمر ضاحكاً : استاذ ايه بس ده انا قدك بالظبط قولى عمر عادى .. نظر لها باعجاب شديد فخجلت هى من نظرته المصوبه نحوها و نظرت لاسفل
عمر و مازال ينظر لها : يالا اوصلك بقى مع ريم
جميله : لا لا شكراً انا هكمل خلاص مش فاضل كتير
عمر مصمماً : لا و الله هوصلك يعنى هوصلك
جميله باحراج : انا اسفه معلش مش هينفع اركب معاك
نظر لها عمر مطولاً مستغرباً هل هناك فتيات هكذا!! .. فاق من شروده و فتح لها باب السياره قائلاً بخبث : انا مش لوحدى ريم اهى معاكى و بعدين افرضى رجع تانى هتعملى ايه !
للحظه خافت جميله فهو محق من الممكن ان يرجع ثانيةً فركبت معهم السياره .. طوال الطريق ينظر لها عمر فى المرآه فهو اُعجب بها من النظره الاولى كلما نظرت هى فى المرآه رأته ينظر لها تلون وجهها بالحمره و خجلت كثيراً و لكن ما كان غريباً عليها هو لماذا يدق قلبها بهذه السرعه ! و الابتسامه لا تفارقها !؟
**********************
قامت من فراشها سعيده .. قامت اغتسلت و ارتدت ملابسها و هى تُدندن .. هبطت لاسفل ثم دخلت لتُحضر الفطور و الابتسامه لا تفارقها و بعد ان انتهت وضعتها على الطاوله و ايقظت الجميع ليجتمعوا كلهم على طاولة واحده فى صمت تام ليقطعه حازم قائلاً : بابا انا مسافر بليل مع صحابى
شاكر : و مراتك هتروح معاك ؟
حازم : لا مش هتروح هتفضل هنا .. و هما كلهم اسبوعين يعنى
فريده : تروح و ترجع بالسلامه يا حبيبى
حازم : الله يسلمك يا ماما .. و ينظر لحنين بحزم .. بقولك خلصى فطورك و تعالى فوق
حنين بلامبالاه و ببرود : ماشى .. قام حازم بغضب لبرودها و بعد ان انتهوا قامت بترتيب المنزل و الاغراض حتى اصبح كل شئ جيداً .. صعدت لاعلى ثم دخلت الحجره و اغلقت الباب و جلست على الاريكه
حازم بحزم : حضريلى شنطتى و اياكى الاقى حاجه ناقصه
حنين ببرود : ان شاء الله
حازم بضيق : و كمان قمصانى قبل ما تحطيهم تغسليهم و تكويهم و جزمى تتلمع كأنها جديدة
حنين ببرود : ان شاء الله
حازم بحدة : اتعدلى يا حنين لاحسن و الله اعدلك ادينى بقولك .. و البرود ده مش معايا انا
حنين بقهر : انا مش عارفه انت اتجوزتنى ليه !! طب ليه بتعمل كده !
حازم و يزفر فى ضيق : يوووه على الجو اللى انتِ عايشالى فيه ده .. انا زهقت و الله ، و يالا بقى غورى اعملى اللى قولتلك عليه
حنين : حاضر .. هروح
و خرجت من الغرفه لا يشغلها الا متى ! متى سينتهى كل هذا و ترجع لعمتها .. تدعو بقلبها قبل لسانها
******************
كان يرتدى ملابسه المكونه من قميص لَبنى و بنطال بيچ و الساعه .. خرج من غرفته ليجد امه تُحضر له الافطار
يحيى باسماً : صباح الخير يا امى
سلمى : صباح الخير يا حبيبى .. يالا افطر بقى
يحيى و يجلس على السفره : اومال فين مالك !
سلمى : نزل من شويه .. قال هيجيب حاجه و بعدين هيطلع على الجامعه
يحيى بشك : امممم طيب .. انتهى من فطوره و نزل قاصداً المدرسه
و بعد فتره قصيره كان بداخل فصله .. يضع كتبه و يلتفت حوله ليجدها تجلس كانت تضحك مع “سهيله ” وقف ينظر لها شارداً فى جمالها و بالاخص هذه الضحكه البريئه .. فاق على صوت احدى الفتيات تقول بدلع : مستر يحيى هو احنا هناخد ايه النهارده ؟
يحيى و يلتفت للسبورة : هناخد نحو النهارده و بدء فى كتابه الشرح
******************
ارتدى ملابسه و كان يهبط السلم مدندناً فيراها تغلق باب منزلها .. محمود باسماً : السلام عليكم
مى بخجل : و عليكم السلام
محمود : رايحه الجامعه و لا ايه ؟
مى : اه رايحه النهارده عندى محضرتين
محمود بحب : ربنا معاكى .. صحيح ان شاء الله معدنا بكره ها ؟
مى بخجل : اه ان شاء الله .. عن اذنك و ذهبت
محمود بحب : ياااه اخيراً هتبقى ليا .. من سنين و انا بحلم باليوم ده و ظل يتذكر مواقف لهما معاً
(( فلااااااش بااااااك ))
كانت تجلس وحيده على السلم تبكى بصوت مسموع .. كانت تبلغ من العُمر سبع سنوات .. ليقترب منها ولد فى الحاديه عشر من عمره ثم يجلس بجانبها قائلاً فى حنان : بتعيطى ليه يا مى ؟
مى تبكى و تشهق : عشان “ميزو” بوظلى العروسه بتعتى و انا مس عاندى واحدة غيلها
محمود بحنان : خلاص متعيطيش .. محمود هيجبلك عروسه احلى من ديه كمان
مى و ابتسمت ببرائة قائله : مى بتحب حوده اوووى اووى
محمود و يلمس على شعرها بآنامله : و محمود مبيحبش يشوف مى بتعيط
مى و تمسح دموعها بكُمها و تقول بسعاده : لا مى مس هتعيط تانى عشان حوده مس يزعل .. و تقوم باحتضانه شاعره تجاهه بالامان و الحب
(((( بااااااااااااااك ))))
ابتسم بسعاده … ما هى الا ساعات و تكون له
***************************
كانت تقوم بمهامها اليومية .. رن هاتفها فجرت اليه مُسرعة لترى اسم “ليلى” ردت بسرعه
حنين : الو
ليلى : الو .. عامله ايه يا حبيبتى ؟
حنين بتنهيده : اهوو الحمد لله و انتِ !
ليلى : مش مهم دلوقتى .. بصى كمان ساعتين تكونى فى السوق اللى بنروحه على طول و هقابلك هناك
حنين : هو احنا هنمشى النهارده !؟
ليلى : اه هرجعك النهارده .. ده انسب وقت يالاا بقى اجهزى و متتأخريش
حنين بسعاده : حاضر حاضر .. ثم اغلقت
اسرعت لغرفتها تُجهز حقيبتها الصغيره و تضع فيها ما ستحتاجه فقط و فعلت شيئاً اخر .. ثم اخذت تفكر فى السبب الذى ستقوله لهم حتى تخرج .. فهم لن يدعوها تخرج ابداً الا و هى ميته .. فجاءت فى رأسها فكره و قررت تنفيذها .. ارتدت ملابسها و هبطت لاسفل .. كان حازم يجلس فى الصاله يمسك بهاتفه .. اقتربت منه داعيه بان يمُر كل هذا بسلام
حنين محاوله الابتسام و بهدوء : ايه بتعمل ايه ؟
حازم مستغرباً ابتسامتها و هدوءها غير المُعتاد : عادى قاعد على الموبيل .. و شويه و خارج
حنين و تجلس بجانبه على الآريكه : ماشى
حازم ببرود : ايه اللى حدفك عليا يعنى دلوقتى !
حنين و تضع يدها على بطنها مصطنعه الالم .. يلاحظها هو فيقول فى خوف و لو لاول مره : مالك ؟
حنين بألم و تآوه : اااااه .. مش قادره بطنى بتوجعنى
حازم بقلق : طب من ايه ؟؟ كلتى حاجه طيب ؟؟ اعملك ايه ؟
نظرت له حنين لبرهه و لاول مره ترى نظره الخوف عليها فى عينه .. و كأنه تغير ، قلبها كان سيتراجع و لو للحظه و لكن عقلها ايقظها بان هو لن يتغير ابداً و سيبقى كما هو
حنين بالم و تقوم : خلاص .. اااه .. هنام شويه .. و تمشى خطوة لتقع امامه مصطنعه الاغماء .. يجرى عليها حازم بسرعه يحملها قبل ان تلمس الارض قائلاً فى خوف شديد و يضرب بخفه على وجهها : حنين .. حبيبتى فوقى .. ثانيه لقد سمعتها حنين !! اهذا الواقع ؟؟ ام هى من تسمع خطأ .. قالها هو بعفويه .. ايحبها ؟؟ بعد هذا كله ايحبها ؟؟ لم يجد منها رد
فخرج بها ثم وضعها فى سيارته .. ينظر لها كل ثانيه فى قلق و خوف .. هو نعم يحبها و لكنه يقنع نفسه بالعكس .. و لكنه لن يقدر على مصارحتها ابداً
******************
خرجوا فى وقت الراحه من فصلهم .. قالت سهيله فى ضيق : مالك يا جميله !!! طول الوقت سرحانه
جميله غير منتبهة : بتقولى ايه يا سهيله ؟
سهيله فى غضب و تسبقها : لا مبقولش حاجه خالص
لتلحقها جميله بسرعه و توقفها قائله : معلش يا سهيله مش عارفه موقف الصبح ده مش بيروح من بالى .. و عمر ده مش عارفه بفكر فيه كتير ليه !
سهيله و هدأت قليلاً : يمكن اعجبتى بشهامته يعنى و لا حاجه !
جميله متنهده : مش عارفه .. مش عارفه حاجه .. لسمعوا صوت ريم تُنادى باسمهم فيلتفتوا لها
ريم بابتسامة : بتعملو ايه ؟
سهيله : عادى بنتكلم
ريم : طب بقولكوا ايه انا عيد ميلادى النهاردة و عملاه فى البيت .. هتيجوا طبعاً
جميله : مش عارفه و الله ماما و محمود هيوفقوا و لا لأ
ريم : لا بجد هزعل .. لازم تيجوا هبعتلكوا السواق يجبكوا و يروحكوا
سهيله : ان شاء الله هنشوف و نقولك
ريم : ماشى خلاص .. كلمونى لما تروحوا و تقولولى
جميله باسمه : ان شاء الله
ثم يرن الجرس فيدخلوا الفصل ثانية لاكمال اليوم الدراسى
*******************
وصل الى المشفى نزل من سيارته ثم حملها بين يديه .. اخذ يصرخ فى الممرضات لاسعافها .. حملوها و دخلوا بها الى حجره الكشف .. ظل هو فى الخارج قلقاً و يدعو ان اكون بخير .. تفتح عينها بعد دخولها تجد ممرضه كبيره فى السن يبدو عليها الطيبه
الممرضة : الحمد لله انك فوقتى يا بنتى .. ده جوزك قلقان عليكى اوى .. الدكتورة زمنها جايه
حنين : ممكن اطلب من حضرتك طلب
الممرضة باسمة : طبعاً يا حبيبتى اطلبى ده انتِ زى بنتى
حنين : انا عايزه اخرج من هنا من غير جوزى ميعرف .. الله يخليكى
سعدينى انا ماليش حد
الممرضة : طب ليه كده يا بنتى ؟
حنين : ارجوكى مش وقته .. سعدينى بالله عليكى
الممرضة مشفقه لحالها : طيب انا اعمل ايه دلوقتى ؟
حنين : هقولك ….
خرجت الممرضة من الحجره اقترب منها بسرعه قائلاً بخوف : ايه عندها ايه؟
الممرضة : حضرتك لازم تدفع الحساب و بعدين نكشف عليها
حازم بعصبيه : يعنى ايه ادفع الاول .. يعنى الفلوس اهم و هى حياتها فى داهيه ؟؟!
الممرضة : ده نظام المستشفى يا فندم
كان سيكبر المشكله و لكن هى حياتها فى مقابل هذا الوقت الذى يضيعه .. فجرى بسرعه ليدفع الحساب .. دخلت لها الممرضة ثانية قائله : يالاا يا بنتى بسرعه مشى
حنين بسعاده : ربنا يخليكى يا رب على وقفتك ديه
الممرضة : و يسترها معاكى يا بنتى .. يالا مفيش وقت … جرت حنين بسرعه و خرجت من المشفى .. وصلت بعدها الى السوق وجدت ليلى فى انتظارها .. ركبت معها شاعره بالحريه و السعادة تغمرها .. و لكن قلبها بقى معه .. مع من لا يستحق
*********************
رجعت الى المنزل بعد يومها الدراسى .. وضعت حقبتها ارضاً و دخلت حجرتها لتغير ملابسها .. ثم خرجت قاصده حجره اخيها .. ليأتيها اجابه منه بالدخول
جميله باسمه : حبيبى .. عامل ايه ؟
محمود : الحمد لله يا حبيبتى و انتِ ؟
جميله : الحمد لله .. ايه بتعمل ايه ؟
محمود : لسه راجع قبلك بعشر دقائق .. ده انا حتى لسه مغيرتش هدومى
جميله : ربنا معاك يا حبيبى .. ان شاء الله
محمود بخبث : اطلعى من الشويتين دول و قولى عايزه ايه ؟
جميله ضاحكة : ههههه هو انت على طول فأسنى كده .. طب بص يا سيدى
محمود : هااا احكى ياختى
جميله بتردد : انا عايزة .. عايزه اروح عيد ميلاد صحبتى
محمود بحده : و من امتى يا جميله و احنا بنروح عيدميلادات !؟ لا مش موافق طبعاً
جميله برجاء : يا محمود بالله عليك نفسى اروح اوى .. انا مش بخرج خالص
محمود : لا يا جميله .. انا قلت لا يعنى لا
جميله : يا محمود عشان خاطرى .. بالله عليك بقى و سهيله كمان هتبقى معايا
محمود : طب خلاص بس هما ساعتين بس
جميله و تقفز كالاطفال : حبيبى حبيبى يا حوده .. و تقوم باحتضانه .. ثم تخرج من الغرفه لترى ما سوف ترتديه .. و قامت بمهاتفة سهيله و قاما بالاتفاق مع ريم
*********************
رجع يجرى للحجرة و جد الممرضة ذاتها مكانها .. حازم و يلهث : خلاص دفعت .. ارجوكى قوليلى بقى فيها ايه ؟
الممرضة : انا اسفه بس حضرتك المدام مكنتش تعبانه و اتفقت معايا و مشيت
وقف حازم لا يستوعب ما قالته للتو .. هربت !! كيف ؟! .. كيف خدعتنى !!؟ .. تركتنى و ذهبت ! لابد من انه كذب او كابوس .. فاق حازم يسئلها ثانيه : مقولتيش مالها
سكتت الممرضة متيقنه من ان الموضوع لن يكون سهلاً .. حازم بعصبيه : طب ازاااى تسبيها تمشى !! ازاى ؟؟ ده انا اقفلكوا المستشفى ديه .. حسابك بعدين .. جرى مسرعاً يأمل بان يلحق بها … ذهب فى كل مكان و لكن لم يلقاها .. حزن قلبه بشدة لقد اضاعها بكبره و عناده .. اضعها للابد !
*********************
تقف امام خزانتها .. انتقت طقم يتميز بالبساطه والجمال فهى تعلم بمدى غنى ريم و ان عيد ميلادها سييدو و كأنه حفل زفاف فقررت ارتدائه و كان هكذا
وصل السائق فهبطت مسرعه .. ثم ذهب بها الى سهيله لاحضارها فارتدت سهيله هكذا
ثم اتجهوا فى طريقهم الى ريم .. وصلوا الى قصر اخذوا ينظروا لبعضهم فى دهشة و اعجاب شديد بالمكان .. كانه يعلمه بغنى ريم و لكن لم يكن فى مُخيلتهم انه سيكون هكذا .. دخلوا وجدوا الكثير من الناس .. رأتهم ريم فاتجهت نحوهم
ريم باسمه : انا مبسوطة انكوا جيتوا .. نظروا لريم باعجاب شديد كانت تبدو كالاميرات حسنوات الجمال و كانت جريئه ايضاً فى اختياره .. فكانت ريم ترتدى هكذا
شاورت ريم لهم على منضده للوقوف امامها .. فكانت القصر به منضدات من الطراز الحديث و بدون مقاعد .. وقفوا يحتسون العصير منبهرين بما يروه .. لمحت جميله “عمر” من بعيد يقف مع فتيات و شباب .. وجدها تنظر له فاتحه نحوها باسماً .. كان شديد الوسامه .. وجدته يتجه نحوها وجهت نظرها فى اتجاه اخر .. وقف امامها قائلاً : ازيك يا جميله ؟ مش اسمك جميله بردو ؟
جميله : اه .. الحمد لله
عمر باعجاب : انتِ جميله اوى على فكره .. كلمه سعد بها قلبها فالمرأة تُحب من يرى اعجابها و يفصح به .. احمرت وجنتيها خجلاً و ردت : شكراً
عمر و نظر لسهيله : انا عمر توأم ريم .. و انتِ ؟
سهيله بخجل : انا سهيله صاحبت ريم و جميله
عمر و ينظر لجميله : انا ريم ديه بحبها اووى متتصوروش ازاى !! عشان عرفتنى عليكوا
خجلت جميله كثيراً من نظرته المصوبه نحوها .. اُعجب عمر كثيراً بجمالها و بساطتها و الاكثر بخجلها الواضح .. جاءت ريم فزفرت جميله بارتياح .. قالت ريم : عمر بقولك امير عايزك
عمر : طيب انا رايح له اهو .. و تركهم و ذهب
ريم : ايه رأيكوا بقى فى القصر ؟
جميله : حلو اوى يا ريم ماشاء الله
ريم بتكبر : لازم يبقى حلو .. بابى مش بيجيب اى حاجه وحشة
سكتت جميله و ايضاً سهيله فهم يعلموا بتكبر ريم و غرورها فابتسموا فى هدوء
انقضى اليوم بسعادة .. ذهبت جميله لمنزلها ثم ابدلت ملابسها جلست على فراشها حالمه بهذا اليوم التى تشعر فيه و كأنها سندريلا ذهبت الى الحفل للقاء الامير .. و نامت من فرط تعبها .
****************
ذهب لمنزله يجر خيبه الامل ورائه كان من المفترض ان يسافر و لكنه لا يفكر فاى شئ غيرها .. حقاً لا يعلم المرء بما لديه غير عند فقدانه .. دخل حجرته شارداً ثم يجلس على الآريكه ينظر لكل مكان فى الحجره لفت نظره ورقه بيضاء .. اخذها و علم انه جواب من ” حنين ” فتحه بسرعه ليقرأ الأتى
” لحازم .. انا حبيتك بجد و كل موقف جمع بينا انا مش ناسياه و لا هنساه .. مكنش ليا غيرك بعد بابا الله يرحمه .. اسعد يوم فى حياتى لما طلبت تتجوزتى حسيت ان احلامى كلها بتتحقق .. انت كل احلامى يا حازم .. كل حاجه كنت بقولهالك كنت حساها بجد و احساسى بالسعاده معاك ميوصفوش كلام .. اتجوزنا و اكتشفت ان انت واحد تانى غير اللى حبيته .. واحد قاسى و بارد انا مش فى قلبه .. واحد كل همه نفسه و بس .. ليه عملت كده انا مش عارفه ! .. و لا عارفه ايه اللى غيرك من ناحيتى بس كل اللى اعرفه انك مش بتحبنى .. سبتى لمامتك و باباك يعملوا فيا اللى هما عوزينه كنت زى الخدامين مفرقش عنهم حاجه .. بعمل كل حاجه و انا ببقى هموت من التعب .. مكنش حد بيحاول يخفف عنى .. حتى انت كان بكلمه منك هنسى همومى .. بس للاسف انت اتغيرت او كنت بتمثل عليا فى الاول .. مش قادرة افضل كده .. و لا افضل معاك انا اه لسه بحبك بس هنساك .. و انت كمان انسى انى كنت موجوده فى حياتك .. متحاولش تدور عليا عشان مش هتلاقينى .. حنين “
امام كل كلمه منها تهبط دموعه بشده لم يكن يشعر بمدى قسوته عليها .. و لم يشعر بها ابداً .. لها كل الحق فى بعدها عنه و لكنه لا يستوعب بعد .. بكى بشده كطفل اضاع امه ، فقد حنانها و حبها .. يريدها ان تعود اليه .. لتكون عالمه هو فقط !

الحلقة الرابعة
وصلت شوارع القاهرة اخذت تنظر يميناً و شمالاً .. و الابتسامة على محياها ترى كل مكان فيها باعجاب .. و نسمات الهواء تُرجع خصلات شعرها الكستنائى للخلف .. اصبحت حُرة لا يُقيدها شئ .. لتلتفت الى “ليلى” الجالسه بجانبها
حنين بفرحة : انا مش مصدقة نفسى بجد .. انا من غيرك يا ليلى مكنتش زمانى هنا
ليلى باسمة : انتِ تستهالى اكتر من كده يا حنين .. اومال هتعملى ايه لو عرفتى الخبر الجديد بقى !
حنين محدقة بها منتظرة ما ستقوله .. فتضحك ليلى قائله : لاقيت عمتك و كمان رايحنلها دلوقتى
حنين و تنساب دموعها رغماً عنها : بجد .. بجد يا ليلى !؟ انا مش عارفه اقولك ايه ! .. ثم تقوم باحتضانها بسعادة بالغه
ليلى بحب : يا رب تفضلى مبسوطة على طول يا حبيبتى
حنين و تبتسم لها بين دموعها .. لا تعلم كيف سيكون اللقاء بعد هذه الغيبه .
****************
استيقظت صباحاً امسكت بهاتفها لترى الساعه مُتأخره فتقوم بسرعه لترتدى ملابسها و لكنها تذكرت ان اليوم اجازه .. ضحكت على نفسها ثم خرجت من حجرتها رأت امها و اخيها يفطرون على المائده .. فجلست معهم
جميله : صباح الخير يا قوم
محمود : قوم .. و نظر لها .. استغفر الله مالك يا حبيبتى عامله كده ليه ! ده انا صاحبى مش كده
جميله بغيظ : مالى ما انا قمر اهو
محمود بسخريه : لا بصراحة عندك حق .. خلاص حقك عليا
امينه ضاحكة : خلاص يا حوده بقى .. المهم هننزل امتى عند مى
محمود : الساعة 7 ان شاء الله يا امى
امينه : خلاص يا حبيبى ماشى .. جهزى نفسك بقى يا جميله
جميله : ماشى هلبس اعفن حاجه عندى ان شاء الله
محمود : هو انتِ عمرك لبستى حاجه نضيفة ! .. محصلش
جميله بغيظ : خليك فى حالك لاحسن هقوم اعملك وشك لوحة دلوقتى .. اتقى شرى ادينى بقولك
محمود و رفع يده ليظهر عضلاته : ايه يا قمر هتعملى ايه تانى كده !! لاحسن مسمعتش كويس
جميله بتراجع : يا حبيبى متخدش الامور بجد كده .. لحظة انفعال مش اكتر
محمود ضاحكاً : ماشى ياختى
***************
كانت فى منزلها تضع طلاء الاظافر الاحمر .. ليرن هاتفها باسم “نديم” فتقوم بالرد بسرعة
ريم : حبيبى عامل ايه ؟
نديم : الحمد لله يا حبيبتى و انتِ ؟
ريم : كويسه .. انت فين ؟ بقالك كتير مكلمتنيش
نديم : معلش يا قلبى كان عندى شغل و كده .. تعالى النادى عايز اشوفك
ريم : خلاص ماشى .. هجيلك
نديم : هستناكى على نار متتأخريش .. ثم اغلق
قامت ارتدت ملابسها بسرعه و وضعت القليل من مساحيق التجميل .. ثم ركبت سيارتها
*****************
كانت تجلس فى مكانها المفضل تقرأ روايتها و تضع سماعات الأذن و تسرح فى الروايه .. لتنظر بجانبها فترى شاب قد رأته من قبل كان يضع النظارات الشمسيه فلم تستطع ان تعرف هويته بدقه .. فجأة ازاح الشاب النظاره فعرفته بسرعه .. مطت شفتيها بغضب و نظرت فى روايتها مجدداً لتشعر بان احد قريب منها ينظر لها فترفع رأسها له فتراه هو نفسه
الشاب : ايه الصدفه العسلية ديه .. قاعده لوحدك ليه بس يا قمر ! مش فيه مدرسه و مذاكرة ولا ايه ؟! .. شاكلك مش شاطره صح!
سهيله بسخريه : اه مفيش مدرسه النهاردة و بعدين انت ايه اللى دخلك فيا اصلاً يا اسمك ايه انت
الشاب غامزاً بعينه : اسمى “مالك” يا قمورة .. و سحب كرسى و جلس بجانبها
سهيلة بانفعال : قوم يا حيوان انت من هنا .. انت اتجننت عشان تقعد جمبى !
مالك ببرود : اصل البت اللى انا جاى معاها راحت تظبط نفسها فمينفعش اقعد لوحدى كده اكيد ميرضكيش الكلام ده يعنى و بعدين ما انتِ كنتى بتبصى عليا من شويه و شكلك كمان بترقبينى و جايا ورايا
سهيلة بغضب : يا بنى ادم يا متخلف مين انت عشان امشى وراك ده انا مش فاكره اسمك حتى .. و خد نفسك يالا و ورينى عرض افاك يالااا
مالك بعصبيه : انا متخلف يا جاهله يا بتاعت تانيه ثانوى .. بتتكلمى معايا انا كده ! .. يا بت ده انا مفيش بت تقدر تتكلم قدامى تيجى انتِ يا مقشفه تتكلمى معايا كده!
سهيله بصوت عالى و غضب شديد : بص يا بتاع انت قوم من هنا احسنلك لاحسن قسماً بالله هتشوف اللى عُمرك مشوفته .. يالااا غور فى داهيه بقى من هنا
مالك ببرود شديد : طب بس متتعصبيش مناخيرك بتوسع و شعرك بيقف .. هدى نفسك يا ماما
سهيلة و قد نفذ صبرها و تمكن منها غضبها امسكت بكوب عصير الفراولة و القته فى وجهه قائلة : عشان تبقى تتكلم مع اللى فى تانيه ثانوى تانى يا قمور يا بتاع البنات .. و تركته و ذهبت
مالك بعصبيه و ينظر لملابسه المُلطخة : يا بنت ال…. و حياة امى لواريكى و ادفعك تمن اللى عملتيه غالى اوى .. و يا انا يا انتِ بقى
*********************
كان يجلس فى حجرته يتحدث مع صديقه .. فيسمع والدته تُنادى باسمه .. فيغلق مع صديقه و يذهب اليها
يحيى : ايوه يا امى فى حاجه ؟
سلمى باسمة : تعالى يا حبيبى اقعد معايا بدا ما انت قاعد لوحدك كده
يحيى و هو يجلس : حاضر و ادى قاعده يا ستى
سلمى و تلتفت له : بقولك يا حبيبى
يحيى : اه طلاما حبيبى يبقى فيه حاجه هتنكد عليا دلوقتى .. قولى قولى
سلمى ضاحكة : هههه يا واد انت كبرت بقى مش هجوزك و افرح بيك بقى حرام عليك يا ابنى انا مش هعيش قد اللى عشته
يحيى بضيق : يا امى بعد الشر عليكى .. و بعدين ده جواز يا امى يعنى حياتى كلها هتبقى مع بنى آدمه واحده لازم ابقى عارفها و هى عرفانى و عارفين طباع بعض مش اى كلام يا امى .. و ربنا ان شاء الله يرزقنى بالبنت اللى بتمناها
سلمى : يا ابنى انت كل ما اكلمك تقولى كده بس انت مش بتعمل حاجه ربنا بيقول “اسعى يا عبد و انا اسعى معاك ” لكن انت مستنيها تيجى من غير ما انت تتدور .. انت لحد دلوقتى جبتلك بنات كتير و كل مرة لا ديه مش عجبانى لا ديه اخلاقها مش كويسه لا ديه بتلبس ديق لأ ديه مش عارفه ايه .. كل مره تقولى نفس الكلام
يحيى بغضب : يوووه يا امى كل مره نبقى قاعدين كويس لازم تنكدى عليا و تفتح نفس الموضوع و هقولهالك للمره الالف انا مش هتجوز غير الواحده اللى هقتنع بيها و اللى احبها .. غير كده لا ماشى ؟
سلمى و ادمعت عينيها : ماشى يا يحيى ربنا يرزقك باللى انت عايزه
يحيى و قد هدأ و انحنى يقبل يدها : يا امى يا حبيبتى انا ميرضنيش زعلك ابداً انتِ اغلى ما فى حياتى كلها و رضاكى عنى هو ده اللى عايش عشانه عشان خطرى بطلى عياط و ان شاء الله ربنا يحلها من عنده
سلمى و هى تحتضنه : ربنا يخليك ليا يا ابنى يا رب و ميحرمنيش منك ابداً يا رب و يناولك كل اللى فى بالك ان شاء الله
يحيى بحب جارف : يا رب يا امى و لا يحرمنى منك .. يالا بقى انا هدخل اريح ساعه كده و ابقى صحينى لما مالك يجى
سلمى : ماشى يا حبيبى
**********************
كانت تقوم بتقطيع الخضار للغذاء فرن جرس الباب .. امينه : يا جميييله .. يا جمييييله .. لم تسمع رد فقامت لتفتح الباب فترى امامها فتاة فى غايه الجمال يشعر قلبها بها فتغلق عينيها و تفتحهما ثانيةً

الفتاة : ازيك يا عمتو وحشتينى اوى يا عمتو
امينه غير مصدقة : حنين !! انتِ حنين !!
حنين و دموعها تهبط : ايوة يا عمتو انا حنين
امينه و تحتضنها بقوة و دموعها تهبط كالشلال .. لقد اشتاقت لها و افتقدتها كثيراً فهى كانت مثل جميله تماماً و تتذكرها كثيراً فتدعو لها ان يرجعها الله الى حضنها و تحقق دعائها و استجاب الله لها
حنين بشوق و حب : ياااه يا عمتو كان واحشنى حضنك اوى .. كنت عايشه كل ده عشان اللحظة ديه و الحمد لله اهى جت
امينه بحب و ابتسامة : يا حبيبتى و الله كنت دايماً بدعيلك و الحمد لله ربنا استجاب لدعائى .. يالا ادخلى متفضليش واقفه كده .. فدخلوا واغلقوا الباب
امينه و تمسك يد حنين و تجلسها بجانبها : قوليلى بقى جيتى ازاى ؟؟ و عامله ايه ؟ كده اعرف ان اخويا مات منك من التليفون بالصدفة و انا بكلمك ؟ طب و كنتى عايشة ازاى ؟؟ و جوزك سابك تيجى ازاى ؟
حنين بحزن : كنت عايشه فى جحيم يا عمتو كل حياتى كانت زى الخدامين بالظبط هو علاطول سايبنى لاهله بيعملوا كل اللى هما عايزينه فيا و مبيسألش حتى انا مالى و لا عامله ايه كانوا مانعين انى اكلمك او اكلمك اى حد يقربلى حتى .. كنت بالنسباله حاجه كده لازم تبقى موجودة تنفذ كل حاجه من غير اعتراض .. و لا حتى اقول رأيى لا كل حاجه زى ما يتقالى اعمل .. محدش بيساعدنى و لا حتى حد اهتم بيا .. كنت هموت يا عمتو من الخنقه انا حبيته اوى و الله بس كل حاجه بعملهاله بحب و ابتسامة رغم كل اللى فيا يقابلها ببرود و كأن ده واجبى .. يالاا الحمد لله
امينه و احتضنتها : يا حبيبتى يا بنتى الحمد لله عشان انتِ طيبة و بنت حلال ربنا مسبكيش .. و بعدين انتِ هنا هتعيشى معايا و زيك زى جميله و محمود بالظبط
حنين : مش عايزه ابقى حمل عليكى يا عمتو
امينه بضيق : كده بردو يا حنين ! انتِ حمل عليا ده انتِ بنتى اللى مخلفتهاش .. اوعى تقولى كده تانى .. انتِ هتعيشى هنا معايا
حنين باسمة : ماشى يا عمتو ربنا يخليكى ليا .. صحيح فين جميله و محمود وحشونى اوووى اوووى
امينه : جميله مش عارفه بنا… ، لتخرج جميله و هى ناظرة فى هاتفها قائله : ايه يا ماما بتنادى ليه؟
حنين ترد بدلاً عنها : عشان اشوفك
ترفع جميله عينيها لتراها فتفتحها و تغلقها اكثر من مرة : انتِ ا انتِ حنين ؟؟ انتِ بجد ؟
حنين باسمة بسعادة و شوق : وحشتينى اوى يا جميله
جميله تركض اليها و تحتضنها بقوة : وحشتينى وحشتينى يا حنين كان فيه حاجه نقصانى .. وحشتينى جداً
حنين بحب : و انتِ يا حبيبتى وحشتينى اوى .. حياتى من غيرك كانت ممله اوى
جميله و تمسك يدها : يالاا بقى تعالى معايا عشان نتكلم لازم تحكيلى كل حاجه مشوفتكيش بقالى ست سنين حرام و الله يالااا بقى .. و دخلوا اللى الحجرة
******************
دخلت الى الحجرة فوجدته مازال نائماً اخذت تهزه برفق قائلة : يحيى قوم يالاا يا حبيبى عشان نتغدى
يحيى : حاضر حاضر .. جاى جاى
سلمى : يالاا قوم بقى انت قولت ساعة بقالك 3 ساعات نايم
يحيى و هو ينهض : قومت اهو خلاص .. و خرجوا الى الصالون جلسوا يتناولون الطعام ليفتح باب المنزل فيدخل “مالك” بهيئته المُلطخة
يحيى ضاحكاً : ههههههههههه يالهوى ايه اللى عمل فيك كده !! هههههههه ادى اخرت اللى يمشى غلط
مالك بضيق : بقولك ايه اهدى و اقول هديت عشان مزعلكش منى النهاردة
يحيى و مازال يضحك : هههههههههه .. مين اللى عمل فيك كده بس ؟
مالك بعصبيه : بنت …. رمت عليا العصير و الله مش هاسيبها
يحيى : ههههههههههه بنت تعمل فيك كده .. يالا تستاهل هههههه
مالك و امسك كوب الماء و القاه عليه ثم قال ضاحكاً : ههههههه شكلك بقى جميل بردو
يحيى و قام ورائه : و الله منا سايبك .. و اخذوا يركضون خلف بعضهم ثم جلسوا ارضاً يضحكون على تصرفهم الطفول
******************
خرج محمود من حجرته فهو كان نائماً فرأى امه تقف فى المطبخ تُحضر الطعام
محمود و يلتقط شيئاً ثم يأكله : ايه يا جميل بتعمل ايه فى المطبخ كده
امينه بسعادة : بحضر الغذا يا حبيبى
محمود : طب الله يكرمك بسرعة لاحسن جعان اوى
امينه : من عينيا هوا و الاكل يكون قدامك
محمود : تسلملى عيونك يا جميل انت .. ثم خرج متجها نحو غرفه “جميله”
فتح الباب قائلاً بصوت عالى : ااااايه يا جيمى .. فوجد فتاة امامه .. يا فضيحتى ايه ده .. ثم خرج سريعاً
اخذت كلاً من جميله و حنين يضحكون فشكله كان حقاً مضحكاً شعره رثه و ملابسه غير مهندمة .. لتقوم جميله و تدخل به ثانيةً
جميله قائلة له : مش تسلم على القمر اللى قاعد ده ! و لا نسيت اختك
نظر لها محمود باندهاش ثم نظر لحنين ثانيةً بدقه فخمن من هى و لكن ليس متأكداً
فقالت حنين بسعادة : ايه يا حوووده نسيتنى .. اخس عليك تنسى نونو !
محمود و نظر لجميله بتعجب ثم لحنين و ظل هكذا الى ان استوعب ما يحدث .. ثم قال : ح حنيييين؟؟!!! مش ممكن !! .. و ركض لها يحتضنها بسعادة و يدور بها فى الحجرة
حنين بسعادة : وحشتنى اووووى اووووى يا محمود
محمود باسماً بسعادة : و انتِ يا نونو كده متسأليش على اخوكى !
حنين و ارتسم الحزن على ملامحها : معلش يا محمود ظروفى كانت وحشة
محمود بغضب مصطنع : مين ده اللى يستجرى يزعلك كده !! ده انا اكسره
لتضحك حنين ببرائة : ياااه يا محمود لسه فاكر لما كان ولاد يديقونى كنت تيجى انت تقولى كده بردو
محمود باسماً : مقدرش انسى يا بت ده انتِ الحته الشمال
امينه من الخارج : يالااا يا ولاد الاكل جاهز .. فخرجوا ثلاثتهم يتناولون الطعام فى جو اُسرى و اشتياق كبير و سعاده
***************
خرج من حجرته و هبط لاسفل .. ليجدهم يتنالون الطعام فيجلس مكانه فى صمت
فيقول والده “شاكر” : ايه يا حيلتها هتفضل قاعد زى الستات فى اوضتك مستنى الغندورة ترجع
حازم بغضب : بابا انا مسمحلكش تتكلم عنها كده
شاكر بسخرية : من امتى ان شاء الله ؟
حازم بعصبيه : من النهاردة حنين مراتى و هتفضل مراتى مهما حصل و مش هسمح بتجاوز اياً كان ادينى قولت .. ثم تركهم قاصداً حجرته اخذ يبحث عن اى شئ يوصله الى مكانها لم يجد شيئاً جلس على الفراش ممسكاً فى يده قميصاً لها يستنشق رائحتها فيه بالم و ندم و ينظر الى صورتها قائلاً فى ندم : يا ترى انتِ فين يا حنين !
****************
دقت السابعة كانوا يجلسون فى بيت مى ليقوم بخطبتها .. و بعد الاتفاق تم قراءة الفاتحة و اصبحت له .. فتقوم جميله باحتضانه و ايضاً حنين .. فتنظر لهم مى بغيرة و حزن كيف يتعامل معها هكذا امامها ؟؟ .. اخذ محمود باله من الغيرة الواضحة عليها فاستأذن والدها بأن يجلسوا سوياً فوافق و قال ان هذا من حقهم جلسوا فى الشرفة .. اخدت مى تفرك يديها فى توتر و خجل بينما ينظر لها محمود باسماً
محمود : طب ايه ! البلكونه حلوة صح ؟
تضحك هى برقه و تنظر له ثم تنظر ارضاً ، فيقول هو بسعادة : بقيتى ليا الحمد لله و كتب الكتاب كمان اسبوعين عشان نتكلم لراحتنا و نتقابل ان شاء الله .. و بعدين انتِ مش هتقولى حاجه ؟
مى و تفكر هل تسأله ام لا .. عرف محمود فيما تفكر فقال : عايزة تعرفى ازاى بتعامل كده مع حنين صح ؟
مى بخجل : ياريت
محمود لاغاظتها : حنين ديه حبيبتى .. ديه نصى التانى ،، فتنظر له بغضب .. فيكمل ضاحكاً : يا ابنتى اهدى و بلاش سوء الظن ده حنين تبقى اختى
مى باندهاش : نعم ! اختك ازاى يعنى ! ظهرت فجأة كده ؟
محود باسماً : اختى فى الرضاعه .. هى بنت خالى و مامتها تعبت فهى رضعتها بدالها فبقت اختى .. فهمتى يا ستى
مى بخجل : اه .. انا اسفه عشان سوءت الظن فيك
محمود مصطنع الحزن : خلاص محصلش حاجه
مى : ايه ده انت زعلت و الله يا محمود مش قصدى انا اسفه و الله مكونتش اعرف
محمود بحب : مقدرش ازعل منك انتِ بالذات .. لتصمت هى فى خجل و ينظر هو لها بحب و نظرات تحمل الكثير و الكثير

الحلقة الخامسة
كانت تجلس معه بملابسها الجذابة و ابتسامتها الساحرة .. صوت الموسيقى عالياً بنغمات تجعل كل من يسمعها يتحرك و يتجاوب معها .. تضحك بصوت عالٍ يجلس هو بجانبها لتقول ضاحكة : هههههههه بليز يا نديم كفاية مش قادرة
نديم هامساً لها : كفايه ايه بس ! ديه الضحكة الجنان ديه عندى بالدنيا
ريم و تصمت لبرهة ثم تنظر له لفترة فتجده قد اقترب منها فتفيق قائلة : نديم ابعد مينفعش كده
نديم غامزاً : ليه يا ريم ! ده حتى اليوم حلو اوى
ريم بضيق : لو سمحت متتكررش تانى عشان مش هيحصل كويس
نديم بحب : خلاص يا قلبى انا اسف مش هعمل كده تانى
ريم باسمة : خلاص ماشى اخر مره
نديم باسماً بحب : اخر اخر مرة خلاص .. يالا نرقص شويه
ريم و هى تنهض : يالا .. قاموا يتمايلن على الموسيقى بسعادة و لكن هناك اعين تراقبهم بغل و حقد
*************************
مضت ايام بدون احداث تُذكر .. اتى الصباح .. نهضت من فراشها على صوت المنبه اغلقته ثم نظرت بجانبها فلم تجد “حنين” .. خرجت من الحجرة لتجدها تقف مع والدتها يحضران الطعام .. فتبتسم قائلة : ايه يا موزة اللى موقفك هنا و صاحية بدرى كده ليه؟
حنين باسمة : بساعد عمتو .. انا متعودة اصحى بدرى و بعدين يالا امشى على مدرستك عشان متتأخريش
جميلة بضيق : امتى اخلص من الارف ده انا زهقت بجد
حنين مربتة على كتفها : ان شاء الله يا حبيبتى متستعجليش اوى كده بكره تزهقى
جميله و تُقبلها : حاضر يا نونو يا جميل يا ابيض انت .. و تبرم شفتيها .. ألا صحيح يا ماما مجبتنيش قمر ليه زى البت ديه !
امينه ضاحكة : معلش حظى وحش بقى اعمل ايه !
حنين ضاحكة : هههه يا بت ده انتِ احلى جميله فى الدنيا
جميله بحب : و انتِ اجمل نونو فى الدنيا ديه .. بس عارفه يا بت لازم تتحجبى بقى
حنين و تلاشت ابتسامتها : انا كان نفسى اوى بس كنت كل لما اقول لحازم ميرضاش
جميلة لتخفف عنها : مين سى حازم ده اللى ميسمعش كلام القمر ده .. و بعدين اهو مش موجود ايه اللى هيعرفه بقى !
حنين باسمة : ربنا يسهل ان شاء الله .. يالا روحى غيرى بقى .. ثم تركتهم جميله لترتدى ملابسها
***************
كان يغلق باب المنزل ثم خطى اول السلم فرأها تغلق الباب ايضاً فابتسم تلقائياً و هبط سريعاً ثم وقف امامها قائلاً : ايه الجمال ده !
مى بخجل : شكراً
محمود بارماً شفتيه : شكراً بس !! بس ! مفيش و انت كمان !؟
مى بخجل اكثر و بهمس : و ا انت كمان
محمود ضاحكاً : ههههه طيب خلاص خلاص هتبقى طمطمايه كمان شويه
مى بخجل : ممكن تعدينى بقى لو سمحت
محمود بحب : لا مش ممكن .. مش ممكن خالص
مى بضيق : لو سمحت بقى يا محمود مينفعش كده
محمود باسماً : الله محمود طلعه كميله خااالص
مى و اصبح وجهها يشع احمرار من كثرة خجلها : لو سمحت بقى
محمود بصرامة : طيب هعديكى بس مش عايز تأخير و لا ده بصلى و لا ده كلمنى ادينى قولتلك اهو عشان منزعلش من بعض
مى بتساؤل : هتعمل ايه يعنى ؟
محمود باسماً : هصلحك تانى يا قشطة انتِ يا قمر
ابعدته بأناملها الصغيرة ثم ركضت بسرعة و الابتسامة لا تفارقها
**********************
وصلت الى المدرسة رأت ريم تقف امام المدرسة بجانب اخيها “عمر” نظرت له و رقص قلبها فرحاً لرؤيته و اخذ ينبض بسرعة .. اعدت نفسها و نظرت ارضاً فاوقفها صوت ريم قائلة : جميلة استنى
وقفت فى مكانها ثم رفعت رأسها اتجده امامها مباشرةً و تقف ريم بحانبهم مُمسكة بهاتفها فيقول باسماً : عاملة ايه ؟
جميلة بخجل : الحمد لله و انت؟
عمر باسماً : كويس طلاما شوفت الجمال ده كله
لتبتسم هى فى خجل و قلبها يريد ان يطير من سعادته و لكن تكتفى بالابتسامة و تصمت
ليقول هو : بموت فى الكسوف ده .. و نظر لريم .. متعلميها شويه الله يكرمك انا حاسس انى عايش مع صاحبى
فتضحك هى قائلة : ديه ريم مفيش احلى منها
عمر و ينظر لها باعجاب : لأ فيه .. ده حتى واقفه قدامى دلوقتى
ارادت ان تبتلعها الارض من كثره خجلها و نبضات قلبها تزداد فلاول مرة تسمع هذا الكلام من احد .. ليقطع كلامهم صوت رجولى قائلاً فى غضب : ايه اللى موقفكوا هنا ؟ مش فيه حصص و بعدين المدرسة مش للمقابلات و الكلام ده
لتنظر له جميله فتجده مدرسها “يحيى” فتنظر له بغضب ثم تمضى فى طريقها للدخول و ترى “سهيلة” فيدخلان معاً
ثم تبدأ اول حصة و تكون للغة العربية .. فيدخل يحيى و يضع ادواته ثم ينظر لها بغضب فنظرت بالاتجاه الاخر .. شعرت سهيله بضيق جميله فقالت : ايه يا جميله مالك ايه اللى مدايقك كده؟
جميله بضيق : مفيش حاجه يا سهيلة
سهيلة و تعلم انها تكذب : لا فيه يا جميله ، هتكدبى عليا انا!
جميله بنفاذ صبر : سهيلة لو سمحتى خلاص قولتلك مف…
ليقطعها صوته قائلاً بغضب : انا بشرح على فكرة يبقى المفروض مسمعش صوت و لا انتِ ليكى رأى تانى؟
جميله بغضب و هى تنهض : فيه ايه يا مستر كله بيتكلم اشمعنى انا !
يحيى بصوت عالى : لأ مفيش غيرك انتِ اللى بترغى و كل مره نفس الكلام .. يا ريت مسمعش صوتك تانى
تجلس جميله فى احراج .. محاولة منع دموعها من الهبوط و لكن لم تقدر فنسابت دموعها رغماً عنها .. ثم وضعت يدها على وجهها تبكى فى صمت .. نظر لها بين كلامه فاشفق عليها و شعر انه اساء لها و احرجها امام الجميع .. نظرت له بين دموعها فشعر و لاول مرة بشئ يشده لها .. شئ يجعله يريد الا يرى غيرها .. اراد اهانة نفسه على بكائها و على احراجه لها
*************
استيقظ مفزوعاً يلهث و حبات العرق على وجهه .. اخد يستغفر ربه فقد رأها تطلب منه المساعدة و لكنه لم يستطع شيئاً ما كان يخنقه و يحجب عنه رؤيتها .. قام بتثاقل فقد اصبح حاله رثة لا يأكل و لا يخرج من حجرته .. اغتسل ثم ارتدى ملابسه و هبط لاسفل خرج فى صمت دون التحدث لاحد … جلس فى احدى المقاهى اصبحت القهوة هى ملاذه الوحيد ثم جلس يفكر اين يمكن ان تكون و لكن لفت انتباهه صوت فتاة يعرفها من قبل نظر خلفه فدق قلبه بعنف فها هو لقى من يوصله لها
ذهب الى تلك الفتاة قائلاً : لو سمحتى
نظرت له الفتاة فخافت قليلاً و لكن ردت بثقة : افندم
حازم : مش حضرتك انسة ليلى ؟ صاحبة حنين ؟
ليلى : ايوة انا نعم ؟ حضرتك عايز حاجه ؟
حازم بأمل : مشوفتيش حنين او كلمتك ارجوكى انا هموت و اشوفها .. لو تعرفى يا ريت تقوليلى
ليلى بغضب : دلوقتى بس حاسيت بقيمة حنين ؟ دلوقتى بس افتكرت تسأل عليها ؟؟ ماهى كانت معاك كل يوم كنت بتعمل ايه ؟؟ بتسيبها و تهينها .. الحمد لله خلصت منك و من قرفك
حازم بندم : انا عارف انى غلطان و مستحقش حنين و انها خُسارة فيا .. بس و الله عرفت قيمتها و عرفت انى ظلمها و لو لقيتها عُمرى مخليها تزعل ابداً هنعيش انا و هى بعيد عن كل اللى فات .. بس ارجوكى قوليلى هى فين
ليلى بقوة : اسفة مش هقدر .. و مدورش عليها عشان مش هتلاقيها
حازم بترجى : الله يخليكى قوليلى هى فين .. و الله انا ندمان و هصلح كل اللى فات .. انا و الله الكام يوم دول غيرونى و حسيت قد ايه هى مهمة عندى بس انا اللى كنت بعاند
ليلى و قد اشفقت لحاله و شعرت بصدق كلامه : اما مش عقدر اقولك مكانها .. بس فى حد يقربلها موجود حاول تدور بقى .. ثم نهضت و تركته
حازم بتفكير قائلاً لنفسه : حد يقربلها ! انا لازم ادور على اى ورق او اى معلومات .. يا رب .. ثم ركض بأمل انه خطى اول الطريق للوصول اليها
******************
خرجت من المدرسة غاضبة تريد ان تفجره او تقوم بضربه فما فعله اليوم كان كافياً ان يخرب عليها يومها .. تركت سهيلة ثم ذهبت ..
مضت سهيلة فى طريقها الى الطريق الرئيسى حتى تعرف ان تركب .. فشعرت بان خلفها سيارة فاستدارت للخلف لتحده هو غضبت بشده و لكن بداخلها خوف منه لانه بالتأكيد لن يسكت على ما فعلته معه .. لم تُسرع فى سيرها رغم انه يضغط بقوة على زمارة السيارة و كانت المسافه بينهم ليست قليلة .. و لكنها لم تبالى ..
ازاد من سُرعته معتقداً بانها ستخاف و لكن فى لمح البصر اصابها ووقعت هى ارضاً لا تتحرك .. لم يكن قاصداً بل كان يخيفها لا اكثر .. حملها بسرعة و ادخلها السيارة و قاد بسرعة حملها ثانيه ثم دخل الى المشفى صارخاً فى احدى الممرضات .. فحملوها و دخلوا بها الى حجرة الكشف
وقف هو بالخارج يؤنب نفسه على فعلته الصبيانية .. قلقاً عليها كثيراً كان يريد الانتقام و لكن رؤيتها هكذا امامه لم تشعره بسعادة الانتقام .. كان يكلم نفسه قائلاً : ايه الهبل اللى عملته ده .. انا غبى غبى
يمر الوقت فتخرج احدى الممرضات من الداخل ليوقفها سائلاً فى لهفة : لو سمحتى هى عامله ايه ؟؟
الممرضة : الحمد لله مفيش حاجه خطرة بس رجلها اتجزعت فجبسناها
مالك : طب هى اغمى عليها ليه؟
الممرضة : من الخضة مش اكتر .. متقلقش ، ثم تركته و ذهبت
مالك بندم : يا ربى ديه هتولع فيا .. انا ايه اللى عملته ده
*********************
دخلت الى حجرتها جلست بارهاق على فراشها .. كانت غاضبة بشدة لا تعلم لماذا يعاملها هكذا و دائماً يقوم بتوبيخها و احراجها امام الاخرين .. تعلم انها مذنبة و لكن ليس لدرجة ما فعله .. ابدلت ملابسها و خرجت لتجدهم يشاهدون التلفاز فيقول محمود : مال بوزك شبرين ليه كده !
تنظر له جميله بغيظ قائلة : ممكن ملكش دعوة ! بتحشر نفسك ليه انت !
امينة : خلاص بقى بطلوا تنقروا بعض شوية انا زهقت منكوا
محمود ناظراً لجميلة : ايه يا جيمى بس اللى مدايقك ؟ .. ده انا زى اخوكى
جميله بغيظ : قولتلك ميت مرة متقوليش جيمى لاحسن و الله هتزعل منى
محمود و هيرد عليها ليرن هاتفها فيجده صديقه فيستأذن منهم و يدخل غرفته
محمود : ايه يا برنس مش بترد من بدرى ليه ؟
يحيى بضيق : مخنوق اوى و مش عايز اتكلم مع حد
محمود : ليه بس .. ايه اللى حصل خلاك كده؟
يحيى بتنهيده : يا ابنى بنت عندى فى المدرسة حصل موقف كده النهاردة و احرجتها قدام الباقى و هى عيطت و انا مدايق من نفسى اوى انى زعقتلها
محمود لاستفزازه : طب و ايه اللى يدايق عادى يعنى .. بتحصل كتير
يحيى بضيق : محمود لو هتستفزنى يبقى تقفل احسن انا مش طايق نفسى
محمود ضاحكاً : خلاص خلاص انااسف .. طب تعالى نتقابل
يحيى بحنق : لا مش عايز اتزفت
محمود : يالااا انجز ده أمر مش باخد رأيك .. قبلنى على القهوة اللى بنقعد عليها
يحيى : طيب ماشى .. سلام
******************
كان يجلس مع صديقه المقرب .. يتحدثون عن الفتيات ليقول صديقه : و انت ايه نظامك يا معلم
عمر شارداً : اسكت ده فى حته بت اينما ايه .. حاجه جديدة مشوفتهاش قبل كده ببتكسف بطريقة .. تخليك تتشدلها كده .. بس عارف يا امير !
امير : قول يا حبى
عمر : صاحبك خلاص قرب يوصل للى فى دماغه .. اصلى طلاما حططها فى دماغى يبقى امها دعيا عليها
امير : ايوة بقى يا كبير .. بس شكلك المرادى يعنى مش هتمشى معاك
عمر بتكبر : و هى امتى ياض انت ممشيتش معايا
امير بخبث : خلاص يبقى نتراهن
عمر بثقة : معنديش مانع .. على ايه ؟
امير : على العربية اللى معاك .. و لو انا خسرت يبقى على عربيتى
عمر : خلاص حضر المفاتيح بقى
امير : هنشوف ..
*********************
كان يجلس بجانب سريرها ينظر لها و هى نائمة لاول مرة يرى ملامحها الهادئة و البريئة .. كان شارداً فى جمالها .. تفتح عينيها هى بتثاقل فتجول بعينيها فى المكان لتقع عينيها عليه و هو ينظر لها فتحاول النهوض ليفيق هو قائلاً : خليكى مرتاحة
سهيله بغضب : خلاص انتقمت يعنى منى ! ارتحت يالا مُتشكرين لتعبك اتفضل امشى
مالك بندم : و الله مقصدتش كده خالص .. انا اسف بجد على اللى حصل
سهيله بصوت عالى : و انا مش قابله اسفك ادينى بسببك هفضل رجلى متجبسه كده
مالك برجاء : ارجوكى سمحينى و الله مقصدتش خالص .. انا اسف ياريت تسمحينى
سهيله محاوله النهوض : انا عايزه اروح
مالك محاولاً مساعدتها فتبعد يده بقوة و تقول بغضب : ابعد عنى بقول
مالك بعصبيه : بطلى عناد مش هتعرفى تمشى اتفضلى هوصلك
سهيلة بغضب و عند : قولت اوعى .. انا همشى لوحدى .. ثم انزلت رجليها من فوق الفراش محاوله الوقوف كانت ستسقط لولا انه امسكها قبل ان تقع فتتلاقى الاعين للحظات .. فيوقفها فى حرج مبتعداً قائلاً بصرامة : يالا اتفضلى هوصلك
سهيله بعند : لأ .. لأ .. لأ مش بتفهم
افقدته قدرته على التحمل .. حملها بسرعه غير مبالياً بصراخها ثم خرج بها و اركبها بجانبه فى السيارة لتقول بصراخ : نزلنى … بقووولك نزلنى
مالك بنظرة حادة و صوت غاضب : قولت اسكوتى و اتفضلى قوليلى ساكنه فين
خافت من نظرته و ايقنت ان لا مجال للهرب .. اخبرته اين تسكن .. كانوا صامتين طوال الطريق ينظر لها من الحين للاخر خفيه .. كانت هى تشعر بانها مختلفه معه .. تشعر بان شئ يجذبها له رغم ان كل مقابله بينهم تنتهى بالمشاجرة و قليلاً ان التقوا و لكن لا تعرف القلوب وقت ..
********************
تقابلوا على القهوة ثم جلسوا صامتين فقطع الصمت محمود قائلاً : انت هتفضل كده ؟!!
يحيى بضيق : يا محمود و الله مخنوق افهم بقى
محمود : طبب احكيلى ايه اللى حصل و بعدين ما انت يا يحيى بتتعامل كده مع البنات اللى بتتجاوز حدها .. عادى يعنى
يحيى : لا ديه مختلفه عنهم .. غيرهم خالص
محمود غامزاً : يا زيدى يا زيدى .. احكى احكى يا شهرزاد
يحيى و نهض : تصدق انى غلطان يالااه انت انى جيت .. انا ماشى
نهض محمود و امسكه من يده ثم اجلسه : يا عم بهزر .. يا ساتر عليك طب احكيلى ايه اللى حصل بالظبط
حكل له يحيى عندما رأها تقف مع شاب و انه غضب و انها كانت تضحك مع هذا الشاب .. و بعدها انه احرجها و انها بكت
محمود : ااااه .. طب و ايه اللى يدايقك فى انها واقفه معاه
يحيى متنهداً : ما دى المشكلة انى مش عارف ليه انا مدايق
محمود : طب اسمها ايه البنت ديه ؟
يحيى باسماً : اسمها ….
*********************
كانت تقف مع جميله فى المطبخ يُرتبونه لتقول حنين : عملتى ايه النهاردة
جميله باسمة : عادى زى كل يوم
حنين : يا بت عليا انا .. قولى قولى
جميله : انتِ عارفه انى مش باعرف اخبى عليكى حاجه .. بصى يا ستى و قصت عليها كل شئ مُنذ ان رأته الى اليوم
حنين : بس يا جميله كده حرام انك تقفى معاه و بعدين طول ما البنت بتبقى ساهلة كده و بترضى باى حاجه بتكون حاجه مش مرغوبة حاجه عاديه .. لاكن طول ما انتِ صعبه الكل بيبقى عايز يتقرب منك و كله بيبقى بيحترمك
جميله : انا عارفه و الله .. بس المشكلة انه بيحرجنى لكن انا عُمرى ما اروح اكلمه من نفسى
حنين : لما يحرجك احرجيه انتِ كمان و سبيه و امشى .. انتِ كده بتعلى فى نظره اكتر مش بتقلى
و خلى سمعتك و كرامتك فوق كل شئ
جميله و تُقبلها : طول عمرى بحب احكيلك عشان عارفه انك الوحيدة اللى بتفهمينى و بتقنعينى باللى بتقوليه
حنين بحب : ربنا يخليكى ليا و ان.. ،، تشعر بتوعك شديد و دوخه فتجرى سريعاً الى المرحاض ثم تخرج و وجهها شاحب اللون و تمسك برأسها فتُسندها جميله و تجلسها قائله بقلق : ايه يا حنين مالك ! ايه اللى حصل ؟

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى