ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 9و10و11

الحلقة 9

استجمع قواه قائلاً : حسناء ،، اختك
مقداد غير مصدقاً : اختى ؟؟
يحيى بسرعة : ايوة انا كنت بحب حسناء قبل كده بس لما بعدت انا و انت عن بعض مبقتش بحس بحاجه و كأن بُعدى عنها عمل جفاء انا و الله بحبها و هى عمرها مكلمتنى او انا حاولت عشان انا عارف اخلاقها كويس و انها مش ممكن ترضى حتى بانى اتعدى حدودى .. اوعدك انى هحافظ عليها و هتبقى فى عنيا
مقداد متعجباً : مش عارف انا حاسس انك بتتكلم عن حد تانى غير اختى
يحيى بحزن : يعنى انت مش موافق عليا ؟
مقداد باسماً : يا ابنى انت عبيط لأ طبعاً انا مش هلاقى لاختى زيك ابداً .. بس رأيها هو الاهم انا هسألها و هبقى ارد عليك بأذن الله
يحيى مبتسماً بسعاده : ان شاء الله توافق .. ان شاء الله
**********************
اثناء حديثهم رن هاتف محمود فقام بالرد قائلاً : الو
المتصل : ازيك يا محمود ،، اخبارك ايه ؟
محمود باسماً : ازيك يا هاله الحمد لله تمام .. نظرت له بضيق واضح و الشر يتطاير من عينها ،، لاحظ نظرتها فابتسم بداخله و لكنه افاق سريعاً على صوتها ،، هاله : واحشتنى يا حوده .. مش هشوفك
محمود بخبث و يتجنب النظر لمى : و انتِ وحشتينى اووى يا لولو ،، ظلت محدقة به و عيونها مُتسعة كانت ستذهب و لكن قررت الجلوس حتى ينهى المكالمة
هالة بحب : خلاص تعالى بكره بقى اتغدى معايا ماشى ؟
محمود بصوت عالى لتسمعه مى جيداً : خلاص يا لولو بكره الساعة خمسة بالظبط هكون عندك
هاله : ماشى يا حبيبى سلام
محمود بحب : سلام يا حبيبتى .. نظر لها ثم اشاح بنظره و لكنه سريعاً ما اعاد النظر ليجد الدماء تسيل من انفها بسرعة و هى تحاول ان تضع اى شئ .. قام بفزع و نظر لها وجدها تفقد وعيها شيئاً فى شئ .. حملها بسرعة و هرع بها الى سيارته يأخذها الى المشفى .. بقوا هم يقفون مكانهم بصدمة شديدة لما حدث و لكن افاقوا سريعاً و ارتدوا ملابسهم ذاهبين ورائه
***************************
استيقظ من نومه لا بل لم ينم و ظل مُستيقظاً يفكر لماذا فعلت ذلك ؟ كان يشعر بانه يُسيطر على مشاعرها و ان اى شئ يطلبه منها ستنفذه .. و لكن لم يحدث ما اراده .. شرد فيها قليلاً حقاً فهى فتاة مختلفه و لكنه يشعر انها تخضع له احياناً .. لا يعلم ما هذه الفتاة التى انسته عُمر .. انسته نفسه و عقله و ما يريد فعله .. و لكن بفعلتها هذه جعلت شعور الانتقام يتجمع لديه .. فمن تكون هى التى تحرج عمر خليل امام الجميع ؟؟ ،، لم تخلق بعد .. ضرب بيده المرآه فجرحت يداه و لكنه لم يهتم .. ما لا ينكره انها حصلت على تفكيره و جعلته للحظه ينسى نفسه .. و لكنه لن يتراجع هذه المرة عن الانتقام .
**********************
دخل الى منزله .. ثم دق باب حجرتها ليسمع ردها بالدخول .. وجدها تجلس على فراشها مُمسكة باحدى روايتها .. ممر يده على شعرها برفق و قال باسماً : انتِ كبرتى امتى يا بت انتِ !
حسناء باسمة بحنان : مش عارفه الصراحة .. بس اشمعنى يعنى ؟ ها؟
مقداد بجديه : بصراحة فيه حد متقدملك و عايز يناسبنى بس طبعاً رأيك هو اللى انا هعمل بيه
حسناء بصدمة : متقدملى !! بس انا مش بفكر فى الكلام ده دلوقتى
مقداد بخبث : طب مسألتيش مين !
حسناء بتردد و خوف : م مين ؟
مقداد باسماً : يحيى صاحبى .. قالى انه بيحبك من زمان و نفسه يرتبط بيكى .. ها ايه رأيك بقى ؟
حسناء و قلبها يرقص فرحاً و بعفويه : بجد ؟ .. انتبهت لنفسها فقالت بارتباك .. اقصد يعنى طب و انت قولتله ايه؟
مقداد بجدية : ان الرأى رأيك .. ها موافقة و لا لأ ؟
نظرت ارضاً بخجل و صمتت .. قال هو بخبث لإغاظتها : يعنى مش موافقة ! خلاص انا هروح ابلغه و كل شئ قسمة و نصيب
قالت بلهفة و سرعه : لأ لأ
مقداد ضاحكاً : هههههه .. اومال فين الرقة و الخجل اللى كان من شوية ده !
حسناء بخجل شديد : خلاص بقى بطل تكسفنى
مقداد و هو ينهض : خلاص ماشى هروح ابلغه بقى .. ثم تركه
نهضت هى و اخذت تقفز بسعاده شديدة فوق الفراش .. ينبض قلبها بسرعة شديده .. هبطت ارضاً و اخذت تدور فى حجرتها بفرح و سعاده ثم سقطت ارضاً تضحك على موقفها الطفولى و ترسم مستقبلها و تتخيل حياتها معه .. مع من دق قلبها له .. تخيلت نفسها بالفستان الابيض و هى متأبطة ذراعه و يضحكان بسعاده .. تنهدت فى سعاده ثم قامت تصلى صلاة شكر لربها الذى حقق امنيتها
***************************
اخذ يصرخ فى الممرضات بالخارج الى ان احضروا لها ترولى و حملوها عليه ظل ممسكاً بيدها .. لم يتحكم فى نفسه هذه المرة و فى قراره نفسه يعلم انها لا تجوز لا و لا يجوز لمسها هكذا و لكن القلب دائماً من ينتصر على العقل .. وقف خارجاً يفرك يديه بقلق شديده .. و يؤنب نفسه فهو يعتقد ان ما حدث لها بسببه .. وصلت جميله و امها و حنين .. نظروا اليه بحزن و اخذت حنين تطمئنه بانها ستكون بخير
اما فى الداخل استعادت وعيها شيئاً فى شئ ،، شعرت بشئ يحجب عنها الكلام و وجدت نفسها فى غرفه بيضاء حولها الطبيب و الممرضات .. ازاحت جهاز التنفس ببطأ ثم قالت بصعوبه : انا فين ؟
الطبيب و هو يحاول ايقاف النزيف : انتِ فى المستشفى و ياريت متتكلميش خالص ،، ثم نظر للمرضة امامه : لازم يتعملها تحليل دم دلوقتى و اشعه
مى بتعب : لأ لأ ملوش لازمة انا عارفه انا عندى ايه .. ثم حاولت النهوض .. انا عايزه امشى من هنا
الطبيب متعجباً : عارفه عندك ايه ؟؟ .. طب ممكن تقوليلى ايه اللى انتِ عرفاه !؟
اخبرته مى بكل شئ فقال الطبيب بحزن : طيب انا وقفت النزيف و ربنا يشفيكى بأذن الله
مى بحزن : لو سمحت ممكن بس طلب ؟
الطبيب : ايوة طبعاً اتفضلى
مى جاهدة ان تكون قوية : مش عايزه اهلى او اى حد من اللى بره يعرفوا
الطبيب متعجباً : ازاى ؟؟ دول اهلك لازم يعرفوا
مى برجاء : لأ بالله عليك متقولش حاجه .. هما هيعرفوا فى الوقت المناسب بس لو سمحت اوعدنى مش هتجيب سيرة و قولهم انه مجرد تعب و توتر ادى للنزيف
الطبيب مستسلماً لطلبها : خلاص اوعدك .. ثم خرج من الغرفة ليهرول اليه محمود بقلق قائلاً : ايه السبب يا دكتور ؟
الطبيب و يربت على كتفه : متقلقش شويه ارهاق و انفعال بس
محمود غير مصدقاً : ازاى يا دكتور شويه تعب تأدى لنزيف بالشكل ده ؟
الطبيب مرتبكاً : ل لأ ع عادى بتحصل بس حالات نادرة جداً .. ان شاء الله تقوم بالسلامة عن اذنك
و بعد دقائق خرجت هى من الحجرة مستندة على احدى الممرضات بتعب ليتجه نحوها بسرعه و يحاول ان يجعلها تستند عليه و لكنها ابعدت يده عنها بعنف ،، و طلبت من جميله مساعدتها فعلى الفور ذهبت لها و جعلتها تستند عليها .. بينما وقف هو ينظر ليده الممدودة بألم و حزن شديد قائلاً : هتعرفى انك ظلمانى بس مش وقته
*****************************
قام بمهاتفته و عند اول جرس كان هو رد سريعاً قائلاً : ها قالتلك ايه ؟
مقداد بخبث : يعنى لو كنت انا بتصل فى وقت عادى و لا كنت رديت عليا الا لما تشلنى دلوقتى حتى ملحقتش ارن لاقيتك بترد .. ياااه يا اخى الواحد بتاع مصلحته طول عمره
يحيى بضيق : انجز انت هتحكيلى قصة حياتك .. ها قالت ايه؟
مقداد بجدية : يحيى انت عارف انا بعزك قد ايه بس
يحيى بحزن : كل شئ نصيب صح؟ مش ده اللى هتقوله ؟
مقداد و يحاول جاهداً الا يضحك : انا اسف يا صاحبى بس مقدرش اغصب على اختى حاجه هى مش عوزاها
يحيى بحزن و ضيق : ماشى خلاص يا مقداد مش مشكله
مقداد بخبث : و كمان فى واحد كان متقدملها هكلمه اقوله يجيى هو و عيلته .. و انت اكيد معزوم و اكيد هتبقى فى مقام اختك
يحيى و يريد البكاء و الصراخ : اه طبعاً .. ربنا يسهل
مقداد : اه ابقى قوله بالله عليكى يجى يوم الخميس السعاه 7 بقى
يحيى بدهشة و حسرة : هو انا كمان اعرفه ؟
مقداد : عز المعرفه .. ده حتى بيكلمنى دلوقتى
يحيى و يحاول الاستيعاب : مقداد انت قصدك ايه انا مش فاهم حاجه ؟
مقداد بضحك : ههههههههه … كنت هموت و اضحك و نفسى كنت اشوف تعبير وشك
يحيى بعصبيه : انت بتهزر متفهمنى بقى
مقداد و مازال يضحك : اصل اختى وافقت
يحيى بغيظ شديد : اه يا ابن ال… و الله لواريك ،، حرام عليك وقعت قلبى ربنا يسامحك
مقداد ضاحكاً : ايه يا يويو بهزر معاك
يحيى و اغلق فى وجهه الهاتف و اخذ يضحك بسعادة و يتذكر رقتها و جمالها .. رمى بنفسه على الفراش حالماً بان تكون زوجته باسرع وقت .. انه يحبها نعم لم يكذب قلبه و اعترف لنفسه بحبها .. بينما قال مقداد : الو .. الو روحت فين يالااه انت ،، ثم نظر للهاتف وجده اغلق اخذ يضحك على تصرفات صديقه الصبيانية
*************************
كانت تصعد ادراج السلم بتعب و هى مُستنده على جميله ثم وقفت امام منزلها دقت الجرس لتفتح لها والدتها فتراها على ذلك المنظر فتفزع و تأخذها لأحضانها فكانت ملابسها رثه و كانت مليئة بالدماء .. طمأنتها بانها بخير و لا خطر عليها و كانوا جميعاً جالسين فى منزلها و كان يحلس هو بجانبها فيقول هامساً بصوت لا يسمعه غيرها : على فكرة انتِ ظلمانى و علاطول بتسيئى الظن فيا
قالت بسخرية : على اساس انى مسمعتش بودانى اللى كنت بتقوله صح ؟ انا اللى بسيئ الظن يا بشمهندس و لا مين اللى مقاضيها بالطول و العرض و مش هامه حاجه ؟؟ و لا حتى بيعمل بكلام ربنا
محمود بحزن ممزوج بعصبيه : لأ بتسيئى فيا الظن عشان انتِ سمعتى اللى عايزة تسمعيه و بس .. هاله ديه تبقى ست كبيرة عندها 80 سنه يعنى قد جدتى بس هى مش بتحب اقولها غير لولو او هاله .. كنت بظبطلها ديكور شقتها و حكتلى ان ابنها مات فى حادثه و سابها و من ساعتها معتبرانى ابنها و علاطول بروحلها .. و حكتلها عنك و كنت هخدك و نروح لها بس انتِ هتفضلى كده بتشكى فيا مع ان طول عمرى ما بصيت لوحده و لا تجاوزت حدودى .. انا عارف ربنا كويس و مش مستنيكى تعرفينى ايه اللى المفروض اعمله و ايه المفروض لا .. و طول ما انتِ كده مش هينفع نكمل .. هسيبك تفكرى و انتِ اللى هتحددى اللى جاى هيبقى عامل ازاى سلام .. تركهم و اغلق الباب بغضب و عصبيه نظرت لمكانه بصدمة فهى حقاً تشك فيه كثيراً و تفعل مشكله على اتفه الاسباب .. دخلت حجرتها سريعاً و ارتمت على فراشها تبكى بحرقة على ما بقت عليه الأن .
************************
كانت تسير فى الشارع تتحدث فى هاتفها .. لتفاجأ بشخص يسرق منها شنطتها و يجرى بسرعة .. و لكن ظهر شخص من العدم اخذ منه الشنطة و ظل يضرب فيه بقوة .. ثم تركه ففر الرجل هارباً .. تقف هى تحدق بهذا الشاب الذى ظهر فجأة و انقذها .. وقف امامها و هو يلهث قائلاً : حصلك حاجه ؟
الفتاة و مازالت محدقة به : لا انا كويسه .. مرسيه ليك اوى يا ..
الشاب مقاطعاً : عمار .. اسمى عمار
الفتاة باسمة : و انا مريهان شاكر .. شكراً اوى لحضرتك
عمار : لأ على ايه اى حد مكانى كان هيعمل كده
مريهان : طيب ممكن اعزمك على حاجه تشربها ؟
عمار : لأ شكراً مش لازم
مريهان باصرار : لأ ازاى اتفضل
عمار بثقة و هو يشاور على سيارته : انا معايا عربيتى اتفضلى اركبى و نروح اى كافيه نقعد فيه
نظرت باتجاه المكان الذى يشاور عليه لتجد سيارة من الطراز الحديث لا يستطيع قيادتها غير انسان غنى كثيراً ابتسمت بهدوء و صعدت معه .. بينما ابتسم هو بخبث ثم ركب السيارة و انطلق سريعاً

الحلقة 10
وصلوا الى المكان المُحدد .. هبطت هى من السيارة و هو معها .. اختاروا مكان ليجلسوا به و قبل ان تجلس سحب لها الكرسى لتجلس نظرت له باعجاب و شكرته .. جلس مكانه ثم قال : ها تحبى تشربى ايه ؟
مريهان : عصير برتقال .. اومأ له ثم طلب له ايضاً مثلها و نظر لها مطولاً .. لاحظت هى نظرته فتلون وجهها بالحمرة .. لاحظ خجلها فقال بهدوء : مش هتعرفينى على نفسك ولا ايه؟
مريهان برقة و خجل : انا مريهان شاكر .. عايشة هنا فى اسكندرية عندى 21 سنه .. خريجة هندسة .. عندى اخ و عايشة مع بابا و ماما .. و انت؟
عامر غير مهتماً : مش مهم تعرفى هتكتشفينى مع الايام
مريهان باندهاش و حرج : ليه الغموض ده ؟
عامر ضاحكاً : هههه غموض ! .. بجرأة .. المهم اللى تعرفيه ان اسمى عامر و اننا هنتقابل كتير عشان انا اعجبت بيكى
مريهان و كان ستموت من الخجل و جرأته فى الكلام .. فضلت الصمت و اخذت العصير ترتشف منه القليل لتُهدأ من نفسها
*********************
و بعد ان تركهم صعد الى منزله و القى بهاتفه بعصبيه و جلس يفرك رأسه .. يشعر بالغضب الشديد لانها لا تثق به .. و يشعر بالندم على عصبيته و كل ما قاله و لكنها هى من اوصلته لذلك .. شعر بالخوف عليها لتتعب ثانيةً .. قطعه صوت المنزل يُغلق فعلم انهم آتوا .. سمع طرق على باب غرفته فنهض ليفتح وجدها “حنين ” نظر لها بحزن و جلس على فراشه .. اغلقت الباب و جلست بجانبه تُمسك بيده قائلة بحنان : مكنش ليه لزوم العصبيه ديه كلها يا محمود .. هى غلطانه اه انها شكت فيك بس اى حد مكانها و سمعك و انت بتقول الكلام ده كان فكر زيها
محمود بعصبيه : يا حنين انا و مى متربين مع بعض و انا عمرى ما اتعملت مع بنت خارج حدود الاحترام ازاى تيجى هى تشك فيا دلوقتى .. و هو انا اهبل عشان لو اعرف عليها واحده اكلمها قدامها ؟؟!! .. هى كمان غلطانه
حنين بهدوء : ماشى هى غلطانه اه .. بس بردو يا محمود انت لو مكانها هتعمل اكتر من كده .. و مى بتحبك و بتغير عليك يبقى لازم بردو تراعى شعورها .. و انا عارفة اخلاقك يا محمود بس بردو الموقف يتفهم غلط اياً كان الشخص اللى بيسمعك و مهما كان واثق فيك .. و انا شايفة انك زودتها اوى
محمود بحزن : طب انا اعمل ايه دلوقتى ؟
حنين باسمة : هو ده الكلام .. اتصل بيها و شوف هتقولك ايه .. و خليك رقيق كده معاها .. ماشى؟
محمود و يحتضنها : انتِ احسن اخت يا نونو
حنين بحب : و انا احلى حوده فى الدنيا .. يالاا بقى انا هقوم و انت كلمها .. ثم نهضت و خرجت من الحجرة .. امسك هو بهاتفه و اتصل بها
********************
مازالت تبكى على ما ارتكبته فى حقه و لانه اول مرة يتكلم معها بهذه الطريقة .. اخذت الافكار تأتى فى بالها بانه سيتركها و كيف ستعيش حياتها بدونه ! .. و ماذا ستفعل عندما تراه مع غيرها .. قطعها صوت هاتفها جرت اليه بلهفة فرأت اسمه
ردت سريعاً قائلة ببكاء : الو .. محمود انا اسفة و الله اخر مرة .. انا بس ادايقت اوى لما كنت بتكلمها و اسفة على كلامى بالله عليك تسامحنى
محمود بحنان و حب : طب متعيطيش خلاص .. و انا اسف على كلامى متزعليش منى
بعد سماعها كلامه اخذت تشهق بقوة .. شعر بالحزن عليها و الندم لانه السبب .. تركها تفرغ ما بداخلها الى ان هدأت .. فقال بحنان : خلاص و الله انا اسف .. يارتنى كنت مُت قبل ما ازعلك
مى مقاطعه : بعد الشر عليك
محمود بحب : بتحبينى يعنى ؟ و خايفة عليا ؟
مى بخجل شديد : محمود لو سمحت بلاش الكلام ده و بعد كتب الكتاب هقولك كل اللى انت عاوزه
محمود باسماً : طيب يا ستى ادينى صابر .. خلاص هانت
ابتسمت مى بخجل .. و لكنها شعرت بالفرح الشديد لانه كلمها و سامحها .. حمدت ربها على وجوده فى حياتها
*************************
دخلت حجرتها .. و ارتمت على فراشها بتعب .. و لكن طاف فى ذهنها هو .. ابتسمت بحزن .. اخذت تسأل نفسها هل صدها له صواب ام خطأ ؟ .. لا تعرف فهى منذ ان رأته تبدل كيانها .. كأنها ليست هى .. مُنذ ان رأته دق قلبها له .. شعرت معه لاول مره باحساس مختلف .. سألت نفسها هل احبته ؟ هل بهذه السرعة ممكن ان يحدث ؟ .. افاقت على صوت الهاتف فوجدتها ريم .. تعجبت انها تتصل بها .. ردت عليها قائلة : الو
ريم : عامله ايه ؟
جميله : الحمد لله يا ريم و انتِ عامله ايه؟
ريم : تمام .. بقولك فى حفله يوم الخميس فى الڤيلا عندى .. هتيجى صح؟
جميله : بمناسبه ايه ؟
ريم بضيق : حفله بعملها كل اربع .. عتعالى انتِ و سهيله
جميله : مش هينفع اصل اخويا هيتجوز يوم الاربع فمش هعرف اجى .. تعالى انتِ انا عزماكى
ريم بابتسامة نصر : خلاص اوك .. بس فين ؟
جميله باسمة : فى جامع “….” و بعدين هنروح مكان نقضى فيه بقيه السهرة
ريم : تمام .. عمر هيبقى يجبنى
جميله و دق قلبها بشده و قالت بارتباك : ع عمر .. طيب
ريم : يالا حبيبتى سلام .. اغلقت معها و نظرت لاخيها قائلة : اخوها فرحه الاربع مش هتعرف تيجى بس عزمتنى فروحلها
عمر بخبث : خلاص كويس و انا هوصلك و تركها
بينما جميله اغلقت ولا زالت لا تستوعب ما قالته ريم .. هل سيراها بكامل زينتها و هى سترااه !! .. شعرت بسعادة كبيره لفكرة رؤيته
***********************
و جاء يوم الفرح .. استيقظت مى صباحاً و ذهبت للكوافير و معها حنين و جميله .. و كذلك محمود و معه حمزه و يحيى .. انتهوا جميعاً و ذهب محمود ليأخذها وقف فى الخارج .. كانت حنين تنظر من النافذة وجدته واقفاً فذهبت الى مى فى الداخل قائلة : محمود جه يالااا
مى بارتباك : ط طيب انا شكلى حلو !! .. الميكب حلو ؟ .. الطرحة الطرحة مظبوطة ؟
جميله ضاحكة : ههههه يا بنتى اهدى و الله زى القمر يالاا بقى عشان منتأخرش
خرجت مى اولاً بفستانها الاخاذ .. وقف محمود ينظر لها باعجاب شديد فهى حقاً جميله و فُستانها زادها جمالاً .. كان فستانها هكذا
نظرت له بخجل شديد .. اسرع اليها و عينه تُرسل لها الكثير من الكلمات لا يفهمها غيرهم .. وقف امامها قائلاً باعجاب : ايه القمر ده ! .. معقوله القمر ديه هتبقى مراتى كمان شوية !
مى بخجل و تلون وجهها بالحمره : خلاص بقى بطل تكسفنى كده
محمود ضاحكاً : هههه حاضر يا مولاتى .. هسكت خلاص
بينما خرجت ورائها حنين و جميلة .. كانت حنين جميله فى فستانها و رقيقة ايضاً تبتسم بسعادة من اجل محمود و لكن بداخلها حزن كبير لعدم وجود حبيبها بجانبها .. هبطت دمعه حارة على وجنتها مسحتها بسرعة حتى لا يلاحظ احد .. بينما جميلة كانت كالملكة بفستانها … لا يكفى الكلام وصفها و كان هذا فستانها
نظرت لاخيها بسعادة لسعادته و لكنها لفت نظرهها وجود هذا الشاب بجانبه .. دققت فى ملامحه لتشهق بفزع .. لماذا هو هنا ؟ ماذا يفعل ؟ و ما علاقته بأخيها .. نظر باتجاهها فوجدها تقف بفستانها هذا نظر لها مطولاً متعجباً من وجودها .. تقدمت هى من محمود قائلة : مبرووك يا حبيبى
محمود و يحتضنها : عقبالك يا حبيبتى ان شاء الله … نظر ليحيى قائلاً : ديه جميله اختى .. و ده يحيى يا جميله صاحبى
جميله : اهلاً يا مستر يحيى
محمود متعجباً : مستر ازاى؟
جميله : استاذ يحيى يبقى مدرس اللغه العربية
اللى بيدينى
محمود : اااه .. سبحان الله على الصدفة
نظر لها بصدمة اخيها!!! .. يا لهذا الحظ فهو كان سيحكى عليها له .. حمد ربه انه لم يحكى شئ .. غض بصره بسرعة و ذهب قاصداً سيارته
*************************
لم تصدق انها اصبحت زوجته الا عندما سمعته يقول ” قبلت زواجها ” .. و لم يصدق هو الا عندما قال “قبلت زواجه ” .. نظر لها بفرحة ثم امسك يدها و قبلها .. سمعوا تصقيف حار من الحاضرين و انهال عليهم الناس بالمباركة .. بعد فترة كانوا يجلسون فى ڤيلا واسعة للحفلات كانوا فى الحديقة التى كانت مُزينة بطريقة جميله .. هذه كانت مفاجأة محمود لمى التى ادمعت عينيها بسعادة .. جلس الجميع يتشاركون الحديث و الكل الابتسامة لم تفارق وجوههم
دخلت ريم و معها اخيها .. لاحظت وصولهم فنهضت لاستقبالهم .. اقتربت منهم بخجل و خوف .. نظر لها باعجاب شديد .. يريد ان يطير بها بعيداً فهو يشعر انه لا يجب ان يراها احد غيره .. دق قلبه لها و لكنه سريعاً ما نفض هذا الاحساس و صوب عقله نحو الانتقام .. الانتقام فقط
قالت ريم و هى تقبلها : مبرروك يا جميله لاخوكى
جميله بخجل : الله يبارك فيكى .. نورتوا

قال عمر ببرود : مبروك .. ثم نظر لريم قائلاً : انا همشى يا ريم لما تخلصى كلمينى
ريم و تلوح له : ماشى
وقفت جميله تنظر لمكانه بحزن شديد .. لماذا يعاملها هكذا .. و لماذا دخل اذاً طلاما لا يريد محادثتها .. قالت هامسه بحزن : الله يبارك فيك .. ثم اخذت ريم و جلسوا على المائدة الكبيرة .. و بعد وقف محمود فجأة و امسك يد مى و اوقفها فى منتصف المكان .. ذهب لمنسق الاغانى و اخذ اثنين من الميكروفون و ذهب لها اعطاها واحد نظرت له بتعجب قائلة : اعمل بيه ايه؟
محمود بحب : هنغنى انا و انتِ
مى بفزع : اغنى ! لأ طبعاً .. معرفش
محمود غامزاً : لا هتعرفى و بعدين الاغنيه ديه اللى بنحبها انا و انتِ .. و بسرعه لوح لمنسق الاغانى .. فاموأ له باسماً .. انطفأ فجأة الضوء و حل مكانه انوار خافته بالوان هادئة .. ضمها اليه بحب من خصرها .. وضعت هى يدها على كتفه بخجل شديد .. و اشتغلت الموسيقى
غنى محمود : ولا ليله انا لوحدي وانتي بعيده
دنا من قبل ما اقابلك كنتي في خيالي
ولما لقيتك لقيتك احلى ايوه اكيد
من اللي فبالي
مى : وانا الدنيا بقى ليها معنى وانا وياك
وقبلك عشت ايامي محستهاش
وطول عمري دا كله حلمت بيك ومعاك
حياة تتعاش
محمود و مى معاً : ليالي هنعيد كل اللي كان
بس الفرق مابين دلوقتي وبين زمان
مى : اني قابلتك وشوفتك واقف قدامى
محمود : وانا اقولك بحبك .. و انتى سامعة كمان
دنا ماصدقت ان قلبى خلاص لقاكى
مى : وانا بقولك بحبك
وانت سامع كلامى
محمود :
من الليله انا بوعد قلبي خلاص
هيبقى امانه بين ايدي قبل الناس
ومن الليله بقيت انا ملك الاحساس
وانتي اميرتي
مى : وعارف احلى حاجة فى حكايتنا دى ايه .. واحساسك باحساسى مكمل لية وانت كلامك حبيبى وعدتنى بيه .. مطمنى
محمود و مى : تانى تانى هنعيد كل اللى كان بس الفرق
ما بين دلوقتى وبين زمان دانا ما سدات انى قلبى
تانى تانى هنعيد كل اللى كان بس الفرق
ما بين دلوقتى وبين زمان انى قابلتك وشوفتك واقفة
قدامى وفرحانة عشان ليا فى قلبك مكان …
امسكها محمود بقوة و اخد يدور بها بسعاده قائلاً : بـــــــــــــــــحــــــــــــــــبــــــــــــــ ــــــك❤
وقف الحاضرين جميعاً يصقفون بحرارة و يهتفون بسعاده .. و اخذت الاوراق المُلونه تهبط فوق رؤوسهم .. و الصواريخ ترتفع عالياً بأشكال جميله و الوان كثيرة .. نظروا جميعاً فوقهم بسعاده شديده .. نظرت له مى بسعاده و هى تشعر بالامان بجانبه .. فبادلها بنظرة سعاده و حب .. و تكفى الاعين للتعبير

(( البــــــــارت الحــــادى عـــشر ))
انتهى الحفل بسعادة .. مضوا جميعهم إلى منازلهم .. دخلت حجرتها بارهاق ثم خلعت حجابها ووضعته باهمال على الفراش .. خرجت الى الشرفة التى تعتبرها هى ملجأها الوحيد .. تشكو احزانها الى الله و تشكره و هى رافعة يدها الى السماء .. اخذت تُفكر لماذا اتى إلى الداخل ؟ و لما تلك المعاملة و البرود فى كلامه ! .. هل مازال حزيناً او غاضباً منها .. سمعت هاتفها يرن فزفرت بقوة مستنشقة الهواء العليل و دخلت سريعاً لتجد المتصل “سهيله “
ردت قائلة : ايه يا سو وحشتينى اوووى اوووى
سهيله : و انتِ اكتر و الله انا مدايقة اوى بجد و اتخنقت من الجبس ده بس خلاص ان شاء الله بعد بكرة هخلص منه و اكبس على مراوحك
جميله : لأ لأ ده انتِ فهمانى غلط .. ده انتِ ريشة يا حبيبتى و نسمه طايرة كده و الله .. ايه اخبارك انا بقالى كتير مسمعتش منك حاجه
سهيله متنهدة : هحكيلك يا جميله .. هحكيلك
**************************
دخلت حجرتها و الابتسامة على محياها .. فاليوم كان جميلاً حقاً و كان محمود و مى سعيدان بشدة فهذا كان واضحاً على وجوههم .. تذكرت فرحها الذى كان اسطورياً .. و فستانها الذى كان مُصمم خصيصاً لها من الخارج على ايدى اكبر المصممين .. تذكرت كم كانت سعيدة و كُلما نظرت لحازم تجده يبتسم لها بحب .. هبطت دمعه حاره على وجنتها .. اشتاقت له كثيراً رغم ما عانته معه و لكن يكفيها وجوده .. تحسست بطنها بحنان
قائلة ببكاء : انا اسفه انى مشيت و سبت بابا .. و انى بعدتك عنه بس انا مكنتش قادرة استحمل اكتر من كده .. علاطول إهانه و اوامر .. استحملت كتير بس كل واحد عنده طاقة تحمل و انا طاقتى خلصت و مبقتش قادرة .. ساعات ببقى عايز ارجع عشانك و عشان انا لسه منستهوش .. بس بقول لأ عمره ماهيتغير .. و قالت بسخرية .. ده هو حتى مصدق نسى و رجع تانى لحياته القديمة .. بس خلاص انا مستنياك انت تعوضنى عن اللى شوفته و تبقى انت سندى و امانى .. ان شاء الله تيجى بالسلامة
******************************
اتى الصباح تشرق فيه الشمس بأشعتها الذهبيه .. لتداعب اعينه الزرقاء الصافيه ابتسم ببرائة لتذكره موعد اليوم ثم قام توضأ و صلى الصبح .. خرج باحثاً عن امه ليجدها فى المطبخ مكانها المفضل .. قال باسماً و اثار النوم واضحة : صباح الخير على القمر
سلمى ضاحكة : يا واد يا بكاش دور الحنيه بتاع الصبح ده و لسه مسألتش على الفطار اول ماشوفتنى انا عرفاه .. لتكونش فاكرنى نسيت
يحيى مقهقهاً : ههههههه يا سلام عليكى يا سوسو و انتِ هارشة يحيى كده
سلمى : يا واد عيب ده انت ابن بطنى
يحيى غامزاً : طب ايه يا جميل حضرتى نفسك ولا ايه ؟؟ انا عايزهم يفتكرو انك اختى اه اومال ايه ! .. ده انتِ حتى رشيقة و بيضة كده
سلمى ضاحكة : هههههه يخيبك يا واد انت .. بزمتك انا رشيقة يالاه انت بكاش و الله
يحيى و يأكل : اومال فين الاستاذ مالك ساهر الليالى
سلمى بسخرية : هيكون فين يا حبيبى .. اهو متلقح نايم جو
قاطعهم مالك قائلاً : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. بتجيبوا فى سيرتى بايه على الصبح ؟
يحيى ساخراً : بندعيلك يا ميكو
مالك بضيق : ميكو ! .. بقيت بئية يا يحيى
يحيى و يضربه على رأسه : من بعض ما عندكم .. و بجدية .. النهاردة هتتلقح تقعد فى البيت عشان هتيجى معايا
مالك متسائلاً : فين ان شاء الله ؟
يحيى و هو لا ينظر له : ما انت لو موجود كان زمانك عارف بس ازاى لازم الصرمحة كل يوم مع البنات و لا انت دارى بأى حاجه .. رايح اخطب
مالك و يتجه للخارج : نفس الاسطوانه .. ماشى مبروووك عليك .. و بصوت منخفض و هو يرقص .. مبرووووك عليــاا مبرروك عليااا و هخلص منه هخلص منه اييه اييه اييه
سلمى ضاحكة : الواد اتهبل
******************************
استيقظت مُبكراً بنشاط .. تُلمع و ترتب المنزل ليبدو مُرتباً نظيفاً .. تقلب المنزل رأساً على عقب .. تربط رأسها بإيشارب مُلون و رافعة الجلباب لأعلى .. ليدخل هو مُداعباً عينيه لينظر حوله فيجد المنزل بهذا المنظر و يرى هذه الفتاة امامه فيغض بصره قائلاً : احم احم السلام عليكم
كتمت ضحكتها بصعوبه و مازالت توليه ظهرها مُغيره صوتها : و عليكم السلام
مقداد و هو يغض بصره : اعمليلى فطار و قهوة .. و دخليهم البلكونه جوه
الفتاة بسرعه : حاضر
مقداد و هو يبحث بعينه عن اخته : ألا انتِ صحيح اسمك ايه و فين حسناء ؟
الفتاة : محسوبتك ام عبده .. الست حسناء فى المطبخ .. ثم هبطت قليلاً لتنظف الارض و مازالت توليه ظهرها .. نظر لها و هى تهبط رأى قدميها النحيله البيضاء ثم ما لبث ان استغفر ربه و غض بصره
التفت له فوجدته يغض بصره بعيداً قالت و هو تقترب منه : انت حلو اووى يا سى مقداد
مقداد بغضب و لا ينظر لها : نعم يا ست انتِ ؟
الفتاة و تقترب منه : متيجى نتجوز و انا هخلع ابو عبده
مقداد و طفح به الكيل و نظر اليها ليجدها اخته ..
قالت حسناء بخبث : بتبص على رجلى يا محترم ! فاكرنى مش شيفاك
مقداد بغضب : و تقوليلى ام عبده .. و الله لواريكى و هكسرك هخليكى متعرفيش تجيبى عبده ده
حسناء و هى تجرى من امامه : هههههههه خلاص خلاص حرمت
مقداد و امسك بها : و ربطالى شعرك و رافعة الجلابية !
حسناء بخوف : خلاص بالله عليك سيبنى بقى اكمل بسرعة
مقداد و يمسك شعرهها : ابداً ابداً لازم اخد حقى منك
حسناء و تنظر لاسف بصراخ : فااااار فااااار
مقداد و يقفز بفزع : فيييين فييين !
حسناء و تجرى لحجرة والدتها : عليكى واحد يا بطة
مقداد و يجرها خلفها : يا بنت الــــ .. و الله لواريكى
***************************
كان فى حجرة المشفى يجلس مع امه .. لتدخل الممرضة قائلة : ها عامل ايه النهاردة ؟
حازم : الحمد لله .. انا عايز اخرج النهاردة لو سمحتى ممكن تكلمى الدكتور
الممرضة : طيب ثوانى هنادى الدكتور .. و بعد وقت قصير دخل الطبيب ينظر للاوراق التى تخص حاله حازم فيقول باسماً : لأ عال الحمد لله كله تمام
حازم : هو انا ينفع اخرج النهاردة ؟
الطبيب باسماً : هو انت لحقت تزهق مننا و لا ايه ؟
حازم : لا بس انا مش بحب المستشفيات و مش بحب افضل قاعد هنا
الطبيب : طيب ماشى هكتبلك النهاردة على خروج
والدة حازم : هو ايه الحالة دلوقتى يا دكتور ؟
الطبيب بجديه : ابن حضرتك كانت رجله متأثرة اوى بالحادثة فعملنا العمليه و الحمد لله نجحت بس هو لازم يعمل جلسات علاج طبيعى عشان رجله ترجع زى الاول و ان شاء الله يرجع احسن من الاول
والدة حازم : الحمد لله .. شكراً اوى لحضرتك
الطبيب : لا شكر على واجب عن اذنكم .. ثم تركهم و خرج
حازم : ماما اتصلى بقى بالسواق عشان يجيى ياخدنا
كريمة و تعبث فى هاتفها : و ليه السواق .. ندى قالتلى لما نسأل الدكتور اتصل بيها و هى هتاخدنا
حازم هامساً : خد قطر داس عليها كده رايح جاى ان شاء الله
كريمة : بتقول حاجه يا حبيبى ؟
حازم و يهز رأسه نافياً : لأ يا ماما مش بقول
كريمة بضيق : ماما ماما .. قولتلك ميت مرة تقولى مامى
حازم بحنق : انا مش عيل عشان اقول مامى
كريمة بغضب : يا سلام و هما كل ولاد صحباتى يبقوا عيال عشان بيقولو مامى ! .. ايه التخلف اللى انت فيه ده
حازم بنفاذ صبر : الله يسمحك يا .. ماما ،، نظرت له بغيظ ثم تركته لتحدث ندى
***************************
جميله بشهقة : يالهوى يا سهيلة كل ده يحصل و متقوليش بس انتِ غلطانه انك كلمتيه انتِ عارفة انه حرام و غير ان هو باين انه بتاع بنات يعنى هتظلمى نفسك مرتين
سهيله بضيق : انا مش عارفه سبت نفسى كده ازااى و كلمته .. حاسه بالذنب اوى و حاسه انى عملت حاجه كبيره .. انا اصلاً قررت انى مش هكلمه تانى و حتى مسحت كل حاجه
جميله بحنان : خلاص اهى مرة و عدت بس متتكررش تانى .. انتِ غاليه اوى يا سهيله و طول عمرك صح متجيش دلوقتى تغلطى و تمشى ورا قلبك عشان هيعمى عينيك و يوقف عقلك و انتِ اختى و عارفه انى بخاف عليكى
سهيله : و انتِ اكتر من اختى يا جميله .. بس معلش انتِ بردو فى اللى حكتيه انتِ غلط و نفس الكلام اللى قولتيه ليا لازم تقوليه لنفسك يا جميله و لازم تفوقى من اللى انتِ فيه .. هيبصلك انتِ ليه و حواليه البنات بالهبل مستنين منه بس نظره .. مش قصدى على جمالك و لا قصدى على حاجه انتِ احلى واحده انا شوفتها فى حياتى بس هو بالساهل اوى يعرف اى واحده و يخرج معاها و سهر كل الكلام ده عنده عادى هو متربى على كده مش حاسس ان هو بيعمل حاجه غلط
جميله بندم : انا عارفه انى غلطت و سبته يتحاوز حدوده معايا بس فيه حاجه بتشدنى ليه و بتكسر كل اسوارى اللى ببنيها بيهد كل حاجه يا سهيله بنظرة واحده بس .. بضعف اووى قدامه مش عارفه ليه ‘ او عارفه بس مش عايزه اعترف لنفسى اول مره احس الاحساس ده بجد بنسى كل حاجه ساعتها
سهيله : عارفه و الله كل اللى بتقوليه ده بس بعيداً عن موضوعى و الكلام اللى هقوله ليكى بقوله لنفسى قبلك .. احنا لسه صغيرين اووى و كل ده غضب لربنا سبحانه و تعالى .. بنعمل الغلط و احنا مش حاسين بيه انا عارفه ان الكلام بيبقى صعب بس كل لما بيبقى صعب بيفوق اكتر .. و بعدين ربنا سبحانه و تعالى قال ” وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }﴾ (25) سورة النساء ،، و من خلال الايات لازم نعرف ان مفيش صحوبيه بين بنت و ولد .. انا و انتِ عارفين الكلام ده كويس بس هى لحظة شيطان و انا وعدت نفسى انها غلطه و عدت و انا استغفرت ربنا عليها و مش هكررها تانى و انتِ اوعدينى يا جميله ان مهما حصل مش هترجعى ان مبدأك ده و تغضبى ربنا
جميله باسمة بحب : بجد يا سهيله انتِ و نعمة الصاحبة انا كنت محتاجه حد يفوقنى و يقولى اللى انتِ بتعمليه ده غلط .. كنت محتاجه حد يقولى ان مفيش احسن من حلال ربنا و مهما حصل نصيبه هخده زى ما ربنا كتبه ليا .. بجد صدق اللى قال ” الصحوبية الصالحة ” و انتِ صالحة و ان شاء الله يا رب نفضل دايماً على طاعة ربنا سبحانه و تعالى
سهيله باسمة : و انتِ يا جميله صالحة و ان شاء الله نفضل على طاعة الله و نبعد عن اى حاجه تغضبه .. ربنا يقدرنا بأذن الله على الثبات
جميله بحب : ربنا يخليكى ليا دايماً
سهيله بصدق : و يخليكى ليا
******************************
كانت فى صاله الرياضة تجرى على احدى الاجهزة واضعة السماعات فى اذنها .. نظرت بجانبها لتجده .. بطأت من سرعتها ثم ازالت السماعات قائله فى دهشة : عمار ؟
عمار و ينظر لها دون ان يتحدث .. قالت هى باسمة : انتِ جيت هنا ازاى ؟ و ايه اللى عرفك انى هنا ؟
عمار بثقه : انا بتمرن هنا .. و بعدين انا ايه اللى هيعرفنى انك هنا اصلاً
مريهان بحرج : انا استغربت
عمار و يجرى على جهاز بجانبها : لأ مستغربيش انا قولتلك انك لسه متعرفيش حاجه عنى و مع الايام هتكتشفى
نظرت له مريهان باعجاب شديد .. جذبها غموضة و اصبح يشغل تفكيرها كثيراً .. اصبحت شخصيته هى محور اهتمامها .. نظر لها بطرف عينه ثم ابتسم فتظهر نغزتيه التى تظهر حتى عندما يتكلم .. نظرت له باسمة ثم اكملت تمرينها
**************************
كان جالساً فى حجرته يعبث بهاتفه .. تذكر شكلها فى الامس و كم كانت جميله و جذابه فى فستانها .. تذكر عندما رد عليها ببرود فهو لا يزال مُنزعج منها كثيراً .. دخلت ريم فجأة قائلة : ايه قاعد زى الولية المطلقة ليه كده ؟
عمر زافراً بقوة : مش ناقصك علو فكرة
ريم بخبث : بتفكر فى مين يا عم الرومانسى انت .. ها ؟ قول قول ده انا تؤامك و ستر و غطا عليك
عمر شارداً : و لا حاجه
ريم و تلوح بيدها امامه : هااااى .. انت روحت فين
عمر بعصبيه : ريم اتطلعى بره لو سمحتى يالاا
ريم بخبث : طب و اللى يجيبهالك لحد عندك ؟
عمر بلهفة : ازااااى؟
ريم ضاحكة : ههههه متجيش الا كده يعنى .. مش من شويه اطلعى بره و بتزعقلى
عمر بضيق : يا ريم اخلصى بقى
ريم بثقة : مش هقولك دلوقتى بعدين هتعرف .. و قريب اووى هتبقى واحده من ضمن القائمة
عمر و ينظر لها : هنشوف
***************************
دق الجرس .. فدق القلب معها بشده اخذت تتجول فى الحجرة بتوتر لتقول امها : اهدى يا حبيبتى بقى بقالك ساعة رايحة جايه
حسناء بتوتر : خايفة اوى يا ماما
اما فى الخارج .. دخل يحيى و امه و مالك كان يحيى حاملاً بوكيه من الورد الاحمر الكبير .. احتضن مقداد و سلم عليه و جلسوا .. ثم قال له : امى “سلمى” و اخويا “مالك”
مقداد ضاحكاً : يا ابنى هو انا غريب ده انا كنت راشق معاك 24 ساعه .. ثم نظر لسلمى قائلاً : ازيك يا طنط عامله ايه ؟
سلمى : الحمد لله يا حبيبى و انت عامل ايه و ماما عامله ايه؟
مقداد : الحمد لله يا طنط تمام .. و نظر ليجد امه قادمه فقال : اهى ماما
والدة مقداد و تحتضن سلمى : ازيك يا سلمى عامله ايه ؟
سلمى : الحمد لله يا فاطمة .. انتِ عامله ايه وحشتينى اوى
فاطمة : و انتِ اكتر بقالنا كتير مشوفناش بعض
سلمى : اه الزمن بقى .. الا هى فين عروستنا الحلوة
فاطمة : هروح اناديها اهو .. اخبرتها و بعدها خرجت فاطمة و حسناء خلفها حاملة معها اكواب العصير تنظر لاسفل بخجل .. تقدم لهم العصائر تعجب بها كثيراً سلمى و تقدم لمالك فيشكرها غير مبالياً فكان يمسك هاتفه إلى ان وصلت ليحيى نظر لها بحب توترت هى من نظرته فتلون وجهها بالحمرة .. ثم جلست بجانب امها
قالت سلمى : ايه الجمال ده كله قمر يا حبييتى .. لأ عرفت تختار يا واد يا يحيى
خجلت حسناء كثيراً قائلة : ربنا يخليكى يا طنط
يحيى غامزاً لمقداد فهم مقداد ماذا يريد و لكنه نظر له مصطنع عدم الفهم فكان يجلس بجانب يحيى ، قائلاً بهمس : عايز ايه ؟
يحيى بهمس : انت هتستهبل ! .. عايز اتكلم معاها عشان تتعرف عليا ما هى دى الرؤيا الشرعيه
مقداد بصوت عالى : طيب يا حسناء خدى يحيى و اقعدوا فى البلكونه
يحيى هامساً : هو انت يتتكلم زى النمله يا تعلى صوتك زى الحمير
نهضت حسناء بخجل شديد نظر لها يحيى بحب ثم جلسوا فى الشرفة .. اخذت تفرك يدها بتوتر شديد لاحظها يحيى فقال : هتفضلى متوترة كده ولا ايه ؟ هنقضيها توتر
حسناء بعفويه : طب اعمل ايه ؟
يحيى ناظراً لها : اسئلينى اى حاجه
حسناء بتردد : طب انت عايز تتجوزنى ليه ؟
يحيى متنهداً : عشان بحبك و نفسى اكمل حياتى معاكى
دق قلبها بعنف و رقص فرحاً .. صمتت بعدها فقال هو : طيب و انتِ بتحبينى او موافقه تتجوزينى؟
نظرت للارض و هى تكاد تموت من الخجل فكيف سترد عليه .. فقال هو ضاحكاً : هو كل سؤال تتكسفى كده طب حتى حركى راسك طيب
اومأت برأسها بخجل .. كاد ان يطير من السعاده فهب واقفاً و دخل اليهم قال انها وافقت عليك ثم قرأوا الفاتحة و قرروا ان يكون الفرح بعد شهرين فيحيى يعلم اخلاقها و لا داعى للتأخير و هو ايضاً جاهز لديه شقة فى نفس البيت لا ينقصهم غير تجهيزها .. سعدت حسناء كثيراً و طارت فرحاً
**************************
وصل الى منزله كان يستند على امه .. قالت ندى : ايه يا حازم رايح فين
حازم بضيق : طالع اوضتى
ندى : طيب متقعد معايا شوية
حازم بحنق : تعبان عايز ارتاح .. ثم تركها و صعد للحجرة .. كان يساعده احدى الخدم اول ما دخل الحجرة تذكر شيئاً مهماً فطلب من الخادم ان يأتى له بهذه الشنطة .. اخذ يعبث بالاوراق بداخلها و ما لبث ان مسك ورقة و يقرأها بفرحة شديده قائلاً بصوت عالى : لقيتهاااا لقيتهاااا الحمد لله

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى