ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 17و18و19

الحلقة 17

ترك القلم من يده .. احتضن اصدقائه و باركوا لهم على زواجهم ثم ذهبوا .. نظر لها مُطولاً ثم ارتسمت الابتسامة على وجهه و اخذ يقترب منها .. كانت متوترة بشده و ترتجف لا تعرف كيف وافقت و لكن كل شئ اصبح حقيقة الآن .. امسك يدها قائلاً ببتسامة : مبروك يا حبيبتى
قالت بصوت منخفض : الله يبارك فيك
استطرد قائلاً : مش عايزك تبقى خايفة كده انا بحبك و مستحيل اعمل حاجه تدايقك او تخليكى تخافى منى .. و بعدين انتِ خلاص مراتى و طول ما انا معاكى مش عايزك تخافى .. ماشى؟
اومأت برأسها له و هى تنظر ارضاً .. امال بظهره قليلاً ثم حملها بين يديه قائلاً : استعنا على الشقى بالله
ابتلعت ريقها بصعوبة و حاولت ان تبدو طبيعيه .. وصلوا الى الغرفه التى فى الطابق العُلوى .. اغلق الباب بقدمه ثم وضعها على الفراش برفق
**********************************
حازم و ينظر لها برجاء : ها يا حنين قولتى ايه ؟
نظرت له ثم قالت بقوة : قولت تطلقنى و تسيبنى فى حالى و مش عايزه اشوفك تانى .. انا مشيت من هناك عشان انساك متجيش انت تانى هنا كفاية اوى اللى حصلى قبل كده .. اتفضل اتكل على الله انا خلاص مش عايزاك
نظر لها بصدمة قائلاً : حنين انتِ ببتكلمى بجد ؟ .. انتِ ليه مش عايزة تسامحينى ! انا عارف انى اتماديت فى غلطى بس انا اعتذرتلك و قولتلك ادينى فرصة واحده .. كتير عليا يعنى ! انتِ عُمرك ما كنتِ كده يا حنين
اولته ظهرها و قالت بصرامة : انا معنديش كلام تانى اقوله .. انى ارجعلك تانى ديه حاجه تشيلها من دماغك خالص انا مش حنين اللى كنت تعرفها .. و مهما كنت مشتقالك و عايزاك خلاص مبقاش ينفع
امسك بكتفيها و نظر لها قائلاً : احنا بينا طفل يا حنين .. مينفعش نبعد كده بسهوله متبقيش قاسيه و تحرمينى من ابنى و تحرميه منى .. حرام عليكى يا حنين انا اعتذرتلك كتير و انتِ مش راضيه تسمحينى اعملك ايه اكتر من كده
ابعدت يده عنها بقوة و قالت : تطلقنى .. انا عايزة اطلق و اشوف حياتى بقى .. سمعت ؟
اتى صوت قائلاً : هو انتِ ايه مفيش حد هيقدر يقوفلك ! ما قالك اسف و هيتغير .. مكبره الموضوع ليه ؟
نظرت له بصدمة و الدموع بعينها : انت .. انت يا محمود تقول كده ! .. عايزنى اسمحه بعد كل اللى عمله؟! انتو بتفكروا ازاى ! .. انا لا يمكن اسامحه ابداً
نظر لها بحدة و قال : انا معنديش بنات تطلق و مفيش الكلام ده .. و بعدين انتِ يا هانم ناسية انك حامل ولا ايه ! .. و نظر لحازم .. انت هتقعد معانا هنا و .. شاور على حجرة حنين .. و هتنام فى الاوضة ديه
كانت سترد و لكنه نظر لها بنظرة ارعبتها قائلاً : مفيش اعتراض و لا انتِ مش عملالى حساب هنا .. كلمه و قولتها خلاص .. تسامحيه متسمحيهوش ديه بتاعتك انتِ انما انا خلاص قولت اللى عندى
نظرت له وجدته يبتسم لها و عينه تشع سعاده و فرح لانه سيكون بجانبها .. نظرت له بضيق و مطت شفتيها بغضب كالاطفال و تركته قاصدة حجرتها
محمود مُربتاً على كتفه : متزعلش منها بس اللى انت عملته مش هين برضو .. و لازم تستحملها ولا ايه ؟
حازم بحزن : انا عارف انى مش كويس و ان اللى عملته كتير بس انا كنت واحد تانى و نفسى تصدقنى انى اتغيرت
محمود : هتسامحك ان شاء الله .. بس كله بوقته
حازم باسماً : انا مُتشكر اوى يا محمود على اللى انت عملته لولاك كان زمنها طردتنى .. مش هنسالك وقفتك ديه
محمود باسماً : يا ابو نسب عيب الكلام ده و بعدين اصبر على رزقك انت هتطرد هتطرد بس كله بأوانه
حازم ضاحكاً : ههههههه .. ربنا يطمنك
محمود بصوت جاهورى : يالاا بقى اتفضل ادخل اوضتك و مش عايز اسمع خناق ولا قرف .. انا جاى تعبان و عايز انام يالا تصبح على خير
حازم و متجه للغرفة : و انت من اهله
*****************************
دخلوا الى شقتهم .. اغلق الباب و ساعدها فى حمل اطراف فُستانها .. اوقفها امامه و امسك يدها قائلاً : انا مش مصدق ان النهاردة انتِ بقيتى مراتى و هتبقى معايا خلاص و اقولك اللى انا عايزه
كانت تفرك يدها بتوتر ملحوظ و تنظر ارضاً .. رفع وجهها له قائلاً بحب : انتِ لسه بتتكسفى بردو و بعدين مش انتِ وعدتينى انك هتقوليلى بقى انك بتحبينى انا مسمعتهاش منك ولا مرة
حسناء بخجل شديد و صوت خافض : بحبك
يحيى بسعادة : يااااه اخيراً انا كنت فاكرك مش هتقوليها خالص .. الحمد لله
ضحكت برقة و قالت : هو احنا مش هنصلى
يحيى باسماً : لأ طبعاً هنصلى .. يالا ادخلى غيرى و نصلى
امسكت فستانها و دخلت الى حجرتها .. حاولت ان تخلع فستانها و لكنه مغلق باحكام لا تعرف ماذا تفعل .. فكيف ستطلب منه المساعدة لم تجد حلاً اخر .. فتحت باب الغرفة و اخرجت رأسها قائلة : يحيى
وجدته يقف امامها .. شهقت بفزع لسرعة قدومه .. ظل يضحك عليها قائلاً بين ضحكاته : ههههه .. قاعدلك هنا عشان اول ما اسمع المفتاح بيقفل اهجم علاطول .. اصل عارف انا الحركات ديه
لم تقدر ان تمنع نفسها من الضحك .. اطلقت ضحكتها بينما ظل ينظر لها كم يعشق ضحكتها و رقتها هذه .. كم يعشقها هى و يحبها .. كم تجذبه هذه الاعين الساحرة
قالت بخجل : بتبصلى ليه؟
قال و هو يتأملها : قولى مبوصلكيش ليه .. بقى فيه حد يبقى جنبه القمر و مش يبصله .. ده يرضيكى !
توردت وجنتها و قالت و هى تنظر اسفل : ممكن اطلب حاجه ؟
يحيى باسماً : اى حاجه .. انا تحت خدمتك
حسناء بتوتر : م مكن تساعدنى افتح الفستان .. عشان انا مش عارفة
يحيى بخبث : اووى اوووى
قالت بارتباك : بس انت بس افتح اول حته و انا هكمل .. ماشى !
ضحك قائلاً : حاضر .. فعل ما قالت و بعدها طلبت منه الخروج .. اغلقت الباب و خلعت فستانها و حجابها بعد عناء طويل .. و ارتدت ملابس ملائمة و دخلت توضأت و ارتدت عليها اسدالها .. خرجت له بخجل و صلى بها .. ثم وضع يده على رأسها و دعى بأن يُيسر الله حياتهم و يرزقهم الذُرية الصالحة
و بعد ان انتهوا ابتعدت عنه .. وجدها تبتعد فاقترب منها حتى اصبحت تشعر بانفاسه .. قبلها بشوق و حب استسلمت له و اغمضت عينيها .. و فجأة ابعدته عنها قائلة بارتباك : انا جعانه انت مش جعان ؟
يحيى بخبث : لأ انا مش جعان .. و بعدين انتِ هتفضلى لابسه الاسدال ده كده .. اعتبرينى اخوكى يعنى مش مشكله
تركته و جرت الو حجرتها .. وقف ينظر للفراغ التى كانت تملأه و ضحك عليها ثم دخل ليحضر لهم العشاء .. كانت تقف امام المرآه فردت شعرها الاسود كاليل ليصل الى ما بعد ظهرها وضعت القليل من مساحيق التجميل فهى لا تحتاجهم من الاصل ثم تنهدت بقوة و خرجت
كان يضع الطعام فلم يلاحظ خروجها .. التفت ليُكمل ما يفعله .. فيجدها تقف امامه هكذا لقد طار عقله و قلبه بهذه الفتاة .. كانت جذابه بما كانت ترتديه و شعرها الاسود الحريرى .. ظل مُحدقاً بها خجلت من نظراته .. اقترب منها و ظل يُمرر يده على شعرها
قال بانبهار : ده طبيعى ولا ايه ؟
قالت ببرائة : اه والله انا مش عملاه
استطرد باعجاب : ايه الجمال ده ! .. يخربيت كده يا شيخة ده انتِ قمر هو فيه كده ؟ .. بقولك ما تفكك من الاكل ده
قالت بارتباك : لأ انا جعانه
يحيى باسماً بخبث : ماشى هتروحى منى فين .. مسيرك يا ملوخيه تيجى تحت المخرطة
اطلقت ضحكاتها على جملته الاخيرة .. ضحكة اذابت قلبه .. تناولوا طعامهم و بعدها اقترب من كرسيها .. وقف يُشمر ساعديه ثم حملها و اتجه الى غرفتهم اغلق الباب بقدمه .. وضعها على الفراش قائلاً : وقعتى و محدش سما عليكى
رفعت نظرها اليه بخوف .. وقف امامها و من ثم قال بحب : حبيبتي لا أجدْ لِوصفَها حَداً يُرام
فلِمثل جمَالها خُلق الغَرامْ
و استطرد قائلاً : يالا حاجه بسيطة كده سرقتها من النت عشان اقولهالك
ضحكت قائلة : يعنى و انت بتقول شعر تقفلها بسرقتها .. ايه الرومانسية ديه
اقترب منها قائلاً : لأ ده انا رومانسى اووى .. انتِ محدش قلك ولا ايه ؟
ابتسمت قائلة : لأ محدش قالى الحقيقة
يحيى و ينظر لعينها : تعالى انا بقى اقولك كل حاجه
*****************************
كان يجلس مع اخته فى حجرتها .. يخططوا لشيئاً ما .. قال بعصبيه : يا بنت الحلال انتِ مش قولتى هتتصرفى
ريم ببرود : يا عمور ما انا بتصرف اهو !
قال بانفعال : انتِ هبله يا بت ولا شكلك كده ! .. اتصرفتى ازاى و انا مشوفتهاش من ساعة فرح اخوها ؟ .. انتِ شكلك هفأ اصلاً و مش هتعرفى تنيلى حاجه
ريم بخبث : براحتك يا عمور انت اصلاً مش وش نعمة .. بوصلى كده
نظر لها مُستفهماً .. كملت قائلة : اه اهو ده مش وش نعمة خالص
عُمر و قد هدأ قليلاً و يجز على اسنانه بغضب : طيب يا اختى يا عسولة يا قمورة يا جميله يا كيوت عملتى ايه ؟
ريم : لأ قولى يا جميله الجميلات او حضرتك و بعدين هبقى ارد عليك
نهض و اخذ يدور بالحجرة لفت نظره وجود عصا مكسور امسك به و واقترب منها .. نهضت سريعاً و وقفت على الفراش مُبتعده عنه .. قال بتهديد : بصى بقى يا عسل ميغوركيش مامى و بابى اللى بقولهم ده انا متربى فى حوارى و ممكن دلوقتى اخليكى تبصى فى المراية متعرفيش نفسك .. لمى الدور كده و اهدى و قولى هديت
ريم بخوف : هديت هديت .. ده انا بهزر معاك يا عمور
عمر بضيق : لأ متهزيش .. يالا خلصينى هتنيلى ايه ؟
ريم و تنظر للعصا التى بيده : ا انا هتفق معاها و نروح النادى .. و انت بقى تعالى و انا هسيبكوا لوحدكوا و هى مش هتعرف تمشى زى كل مره
عمر بتفكير : مش بطاله .. ماشى ياختى يالاا انجرى من هنا
ريم و تبرُم شفتيها : ديه اوضتى على فكرة
عمر : اه صحيح ديه اوضتك .. ميضرش برضو حابب اقعد فيها شوية .. و قرب العصا منها .. ولا ليكى مانع
ريم و تجرى للخارج : براحتك براحتك .. مدايقش نفسك بس
عمر و يمسك العصا و يضرب بها على يده كنوع من الانتصار قائلاً : انتو كده صنف ميجيش إلا بالشدة .. و ضرب يده بقوة هذة المرة غير قاصداً .. ااااااه بتوجع
**************************
كانت جالسة على فراشها و يبدو عليها الغيظ الشديد .. تُفكر ماذا تفعل و لكن الغريب ان وسط غيظها و غضبها ابتسمت نعم فلقد اصبح حلمها حقيقة و اصبح دُعائها مُستجيباً .. فالأن اصبح بجانبها هى لا تعلم اتسامحه ام لأ و لكن عقلها ينهرها بشدة و كأنه يقول : انتِ هبلة بعد اللى عمله فيكى ده تسامحيه !
بينما القلب يحفزها على مُسامحته و كأنه يقول : متكدبيش على نفسك بقى انتِ لسه بتحبيه و اكتر من الأول .. مش هتخسرى لما تديله فرصة تانية ده بردو جوزك و ابو ابنك
العقل : لأ ما هو باعك و اتخلى عنك ولا نسيتى ؟ .. كنتى عابدة عنده و مش بيعبرك .. و لما فاق كان بعد اما مشيته و بعدين مش يمكن يكون راجع عشان ابنه !
فيرد القلب : لأ هو مكنش يعرف و بعدين فرح اوى انه هيبقى عنده ولد .. ازاى يكون عارف اصلاً .. هيعرف منين انا كنت فى حته و هو فى حته تانيه
العقل : ولاد الخير كتير و بسهولة اى حد ممكن يعرف من شكلك ولا هو اشمعنا دلوقتى يجيى و انتِ كده !
القلب الذى دائماً يجد الاعذار : ماهو موضوع ندى ده اللى اخره .. مفيش حاجه غير كده
لم تقدر على التحمل اكثر من ذلك وضعت يدها على اذنها و صاحت قائلة : بــــــــــس كــــفـــايـــــــة
فى هذة اللحظة كان يفتح باب الحجرة وجدها تقف فى مُنتصف الحجرة تضع يدها على اذنها .. اقترب منها بذعر قائلاً : حبيبتى انتِ كويسة ؟ .. فيكى حاجه
ابتعدت عنه قائلة و الدموع بعينها : لأ مفيش حاجه هيكون فيه ايه يعنى .. و متقربش منى كده تانى لو سمحت .. اااااااه ،، وضعت يدها على بطنها اثر التعب الذى شعرت به
اقترب منها و الخوف و اللهفة بعينه و اسندها قائلاً : حنين مالك فيه ايه ؟ .. اجيب دكتور طيب
رأت اللهفة و الخوف عليها بعينه هذه المرة الاولى مُنذ زواجهم و تراه يخاف عليها هكذا شعرت انه بالفعل يحبها .. فعندما اغمى عليها كانت اعيُنها مغلقه و لم تراه ..
افاقت من شرودها و ابعدت يده
جلست على طرف الفراش بارهاق و قالت بصوت واهن : انا كويسة و قولتلك متقربش منى كده تانى
لقد طفح به الكيل و لم يعُد يحتمل اكثر من ذلك .. قال بنبرة ارعبتها : لأ بصى مش عشان سبتك تتكلمى معايا كده تسوقى فيها .. انا غلطت ماشى و اتأسفت لكن هتزيدى بقى و تفتكرى انى سكتلك عشان ده ضعف منى يبقى انتِ متعرفنيش .. تتكلمى معايا كويس من النهاردة و بعدين انا اعمل اللى انا عايزه انتِ لسه مراتى .. و بعد كده صوتك ده يبقى واطى و انتِ بتتكلمى انا مش طرطور هنا
شعرت بالخوف يهز كيانها و لكنها تجاهلت كلامه و نهضت لتنام فى مكانها .. سحبت عليها الغطاء و اولته ظهرها .. تنهد هو بضيق ثم قام بتغير ملابسه و بعد ان انتهى اقترب لينام بجانبها .. شعرت هى بحركة بجانبها نظرت خلفها وجدته سينام بجانبها
قالت بحده و هى تعدل من جلستها : انت رايح فين ؟
قال ببرائة : هنام .. اصلى هلكان اوى من السفر
برمت شفتيها بغيظ قائلة : لأ انت تقوم تناملك فى اى حته .. هو ايه ده بقى اللى هتنام جنبى
نظر لها مُتجاهلاً كلامها مثلما فعلت معه .. و سحب عليها الغطاء يوليها ظهرهه و اغمض عينه مُتظاهراً بالنوم .. وضعت رأسها بغضب ثانية و اعطته ظهرهها و لكنها ما ان اغمضت عينها ذهبت فى سُبات عميق .. لقد شعرت بالامان معه و بالراحة .. فهى دائماً ما كانت تبكى على فراقه و لا تنام إلا مُتاخراً .. التفت لها و وضع يده امام اعينها فلم يجد رد فعل منها
اتكأ على جانبه و اخذ يُداعب شعرها بحنان قائلة بحزن : نفسى تسامحينى و الله اتغيرت .. انا اسف على العملته كله بس سامحينى و انا هعوضك .. ثم وضع يده على بطنها المُتكورة قائلاً بحب : قولها تسامحينى بقى انا حاسس انك ولد .. خليها تسامحينى انا بحبها و بحبك اوى كمان عشان انت منها
قبلها من جبهتها وجدها ابتسمت .. دق قلبه لهذه الابتسامة و شعر انها احست بكلامه معها .. ظل يتأملها و هى نائمة .. ثم غطا فى ثبات عميق هو الاخر من شده ارهاقه
********************************
استيقظت صباحاً بنشاط .. توضأت و صلت ثم خرجت الى النافذه كما تفعل كل صباح فهى المكان الوحيد التى تقدر ان تخرج فيه كل ما بداخلها .. تستنشق الهواء بقوة و رائحة الياسمين التى تملؤ المكان فهى تحب هذا النوع كثيراً .. و خرجت لتساعد امها فى اعداد الطعام .. بعد ان انتهوا وضعوا الإفطار لتجد محمود يخرج من حجرته
محمود بنعاس : صباح الخير يا اسمك ايه
جميله بغيظ : صباح القرف عليك يا حبيبى
محمود يلتفت حوله ثم يهمس لها : هى حنين و حازم صحيوا؟
جميله بنفس طريقته : لأ لسه .. يالا اقعد افطر بقى و هما زمنهم هيصحوا
***************************
فتحت عينيها لتجد شئ يحاوطها .. رفعت عينها لتجد انها نائمة بجانبه و هو يحاوطها بيده .. ابتسمت له بخجل و ظلت تتأمل ملامحه عن قرب .. ملامحه الرجوليه الجذابه و هدوئه وهو نائِم .. لم تتحرك حتى لا توقظه و ظلت مكانها تتأمله فقط .. تململ هو ليجد انها قريبه منه بشده .. بينما هى عندما وجدته يتحرك اغمضت عينها .. قَبَل شعرها و ظل يتأمل ملامحها .. فتحت عينها فجأة مُتظاهرة بالغضب .. ابتعدت عنه بسرعة
قالت بحده : انت ازاى تقرب منى كده !
قال ببرود عكس ما بداخله : والله انا مش ببقى صاحى و انا نايم عشان اعرف انا بعمل ايه و مبعملش ايه
قالت بضيق : و الله ! .. طيب تمام بعد كده هتنام على الارض و لو منمتش هنام انا
قال و هو يتكأ على يده وراء رأسه : و هتنامى ازاى و انتِ كده !
استطردت بسخرية : مش حاجه جديدة يا حازم بيه و لا ناسى ! .. لو نسيت انا مش ناسية
زفر بحنق قائلاً : يووووه بقى .. اصطبحنا على الصبح .. ثم نهض من فوق الفراش و ترك الحجرة
وجدهم يضعون الطعام .. قال محمود : انت شرفت يا باشا .. ما لسه بدرى
حازم ضاحكاً : انت اخدت عليا اووى على فكرة .. و انت لسه شايفنى امبارح
محمود : انا باخود على الناس بسرعة .. مدايق ولا حاجه ؟
حازم و يجلس : لأ ده انا يبقى ليا الشرف
جميله بخجل : صباح الخير
حازم باسماً : صباح النور .. انتِ مين بقى عشان ملحقتش اتعرف عليكى
جميله و تنظر للاسفل : انا جميله اخت محمود و بنت عمه حنين
محمود و ينظر لها بتعجب : ايه يا جيمى الخجل ده ! .. و نظر لحازم .. ده جيمى اخويا الصغير
حنين و هى تضحك : متحرجهاش بقى يا محمود .. اكبر بقى شويه
جميله بغيظ : مش هيكبر ابداً ده انتِ بتطلبى حاجه مُستحيلة
امينه و هى تضع احدى الاطباق : هما علاطول كده ناقر و نقير .. ميعرفوش يقعدوا كبار كده ابداً
حازم بأدب : صباح الخير يا طنط .. تعبتى نفسك والله
امينه بطيبة : على ايه يا ابنى ده انت جوز بنتى يعنى مش غريب
حازم باسماً : ربنا يخليكى يا طنط والله
امينه و تنظر لحنين : يالا يا حنين شوفى جوزك هياكل ايه و حوطيله و لو هيشرب شاى او قهوة
حنين و تسحب احدى المقاعد و تجلس : كل واحد يعمل اللى عايزه يا عمتو انا مش خدامة حد
شعر بالاحراج منها و لكنه يعذرها .. فبعد كل ما حدث حقها ان تفعل ما تريده به .. نظرت لها امينه بحده قائلة : انا قولت ايه يا حنين ! .. هو انا كلامى مش بيتسمع ؟
حازم باحراج : خلاص يا طنط محصلش حاجه .. انا هعرف اعمل لنفسى
نظرت لها امينه بحده فقامت و هى تزفر بحنق و وضعت له الطعام فى طبقه و اعدت له القهوة لانها تعلم انه يحبها .. ثم مدت يدها له اخذ منها القهوة و هو يبتسم لها بحب كانت ستردها له و لكنها ظلت حادة الملامح
قال باسماً : تسلم ايدك .. تعبتك
تمتمت قائلة : لأ ذوق اوى يا خويا .. الله يرحم ايام لما كنت بتشتمنى عشان اعملك حاجه
ظنت انه لم يسمعها و لكنه سمعها .. ظل صامتاً حتى لا يتخانقوا ثانيةً
قالت جميله : انتِ معاد الدكتورة امتى يا حنين ؟
حنين و تبلع احدى اللقيمات : النهاردة بليل هروح
جميله و تنظر فى ساعتها : خلاص هاجى معاكى عشان متروحيش لوحدك
حازم و ينظر لحنين : لأ ما انا هروح معاها
حنين بعند : لأ جميله هتيجى معايا
غمز محمود لجميله .. فقالت و هى تضرب على جبهتها : يااه ده انا نسيت معلش يا حنين انا النهاردة عندى معاد مع صاحبتى و نسيت
حنين بضيق : يعنى مش هتيجى معايا ؟
محمود بصرامة : ما جوزك قالك هروح معاكى خلصنا
نظرت له بضيق و اخفضت بصرها فى طبقها .. نظر حازم لمحمود بامتنان فابتسم له .. و ذهبت جميله لمدرستها
******************************
افاقت من نومها و لم تجده بجانبها .. ارتدت الروب فوقها و خرجت لتجده ينفث دخانه .. جلست بجانبه قائلة : ايه اللى قومك بدرى ؟
عمار باسماً : ولا حاجه يا حبيبتى بس جالى تليفون شغل فقومت .. انتِ ايه اللى قومك ؟
نظرت امامها قائلة : لأ ما انا متعودة اصحى بدرى
حاوطها بذراعه قائلاً : مش هنفطر طيب ولا هنقضيها كلام ؟
ابتسمت قائلة : حالاً و هتفطر احلى فطار هتشوفه بحياتك .. ثم نهضت مُتجهه لتُعد الطعام .. مر فوق النصف ساعة .. نهض ليرى ماذا تفعل .. وجد المطبخ اصبح رثة و كل شئ على الارض .. كانت توليه ظهرها امسك بيدها و لفها لتكون مواجهه له وجد وجهها ملئ بالدقيق و وجد طبق البيض لا يبدو له ملامح
ضحك عليها بشدة و قال : ايه الفطار ده ! .. روعة يا حبيبتى و احلى حاجه فيكى انك مُرتبة و نظيفة
برمت شفتيها بغيظ قائلة : انت بتتريق! .. بدل ما تيجى تساعدنى و بعدين انا مدخلتش مطبخ من ساعة ما اتولدت غير انى اشرب مش اكتر
قهقه قائلاً : هههه يعنى عُمرك مادخلتى مطبخ كمان طب وسعى وسعى و اتعلمى منى .. و بصى انا بقى هعمل ايه
حدقت به و قالت : ايه ده انت بتعرف تطبخ ؟
نظر لها بطرف عينه و صمت .. ظلوا يطهوا الطعام و يضحكوا .. الا ان سمعوا جرس المنزل يرن
نظرت له برهبة : ايه ده .. مين مين اللى يجى دلوقتى ؟
قال بهدوء : مش عارف دلوقتى نشوف .. ذهب الى الخارج و هى خلفه يكاد قلبها يخرج من جسدها .. ثم امسك بمقبض الباب و فتحه
عمار بصدمة : ا انت ؟؟!!
******************************
استيقظت الحسناء صباحاً تململت فى فراشها .. نظرت حولها لتجده بجانبها ابتسمت بخجل شديد و تحركت من مكانها ببطأ و فجأة تلاشت ابتسامتها شيئاً فشئ .. و قالت بصراخ : ايــــــــــــــــــــه دهـــــ !

الحلقة 18
ذهب الى الخارج و هى خلفه يكاد قلبها يخرج من بين ضلوعِها .. ثم امسك بمقبض الباب و فتحه
عمار بصدمة : ا انت ؟؟!!
الشخص ضاحكاً : ايه يالاه انت مصدوم كده ليه ؟
عمار متلعثماً : ا انت ايه اللى جابك دلوقتى !
ابعده عن طريقه و دخل ليُفاجأ بها واقفه نظر لها مُتفحصاً ثم قال : ازيك يا مدام عامله ايه ؟
مريهان متعجبه من هويته : الحمد لله .. مين حضرتك ؟
الشخص بسخرية : انا اخو عمار هو مقلكيش انه عنده اخوات ولا ايه ؟! .. ولا صحيح يقولك ليه !
عمار بغضب : كلامك معايا انا على .. و بعدين عرفت منين انى اتجوزت ؟ ولا انت جاى عشان تبوظ كل حاجه ما هو مش بعيد عليك اصلاً عشان تنهب كل حاجه و بابا يحن عليك و تقوم ايه واكل كل حاجه
كان ينفث دخانه ثم قال بسخرية : اكل كل حاجه ! .. لاهو انت متعرفش ان احننا فلسنا ؟
عمار بصدمة : فلسنا ؟ انت جاى تهزر على الصبح ؟ .. فلسنا ايه انت كمان اتهبلت ولا ايه و امتى ؟
على و ينظر لمريهان : امبارح يا حنين ايه مسمعتش فى الاخبار ولا ايه ؟ .. و لا هتسمع ازاى و انت مشغول .. احنا بقينا على الحديدة خلاص مفيش جنيه و لا ربع حتى .. خلاص هيبتك راحت بقى و هتشحت دلوقتى
عمار بعصبيه و ينظر لها : خشى اوضتك .. تركتهم و هى تشعر بالخوف و كيف لعمار ان يفلس هكذا اذاً فلا مال !
عمار بضحك و صوت خافض : يخربيت عقلك ياض ده انا صدقت .. لأ شاطر والله تنفع تمثل
على و يعدل من هندامه : يا عم احنا مش اى حاجة بس انت تؤمر بس
عمار و يعطيه بعض الاموال : يالاا طير انت بقى .. و اوصله الى الباب و ذهب
قال و هو يفرك يده : نخش على الشغل بقى
دخل الى الحجرة فوقفت هى بسرعه و نظرت له ثم ما لبثت ان اقتربت منه قائلة : الكلام ده بجد يا عمار ؟ انتو فلستوا ؟ .. و اللى كان هنا ده اخوك ؟
عمار بحزن : مريهان ارجوكى مش عايز اتكلم فى حاجه لو سمحتى انا مش عارف هعمل ايه بعد كده ! و مش بعيد الڤيلا كمان تضيع و هنترمى فى الشارع .. مش هنلاقى ناكل
مريهان بطيبه : ازاى و انا روحت فين ؟ و بعدين انا معايا فلوس كتير خدهم كلهم عادى
عمار بعصبية : ازاى يعنى ؟ مش انا اللى واحده ست تصرف عليا فلوسها و بعدين بعد اما كنت انا اللى بسلف الكل اجى انا و اخد فلوس من حد لأ و كمان واحده ست !
مريهان بتفكير : طب خلاص انت ممكن تشتغل فى شركة بابا عادى و انت اصلاً عندك خبره
عمار و يوليها ظهرهه : ازاى بس ما ممكن ابوكى يشك فيا و يعرف اننا متجوزين
مريهان و تقترب منه مُمسكة يده : يا عمار متكبرش الموضوع وهو هيعرف منين اصلاً و بعدين انت هتشتغل بمجهودك و مش بعيد يخليك دراعه اليمين فى كل حاجه
عمار بابتسامة صفرا تظهر على وجهه و يقول هامساً لنفسه : ايوه هى دراعه اليمين ديه .. ده انا اعمل المُستحيل عشان اوصلها
مريهان بصوت عالى : يا عمار روحت فين ؟
عمار و يحتضنها : هروح فين يعنى يا حبيبتى و انا معايا اجمل واحده فى الدنيا ديه كلها و بعدين ربنا يخليكى ليا
مريهان بطيبة و سذاجه : و يخليك ليا .. يالا بقى عشان ناكل احنا مفطرناش
حملها على يديه ثم قال باسماً : لأ ناكل ايه بعد الكلام ده تعالى نعمل اى حاجه تانية .. ابتسمت له بخجل و تعلقت بعُنقه
******************************
انتهت من فطورها و ساعدت امينه فى حمل الطعام .. بينما نهض هو و اتجه الى المرحاض ليغسل يده ثم جلس على الاريكة يفكر هل ستسامحه ام لا .. خرجت هى لشعورها ببعض التعب و جلست على الاريكة بجانبه و لكن المسافه بينهم ليست قريبه
حازم بحنان : مالك انتِ تعبانه ؟
حنين بقوة : و انت مالك ؟ .. همك اوى دلوقتى ولا ايه ! .. و اكملت بسخرية .. معملتهاش زمان
تنهد محاولاً كظم غيظه ثم قال : و بعدين معاكى يعنى ؟
حنين بهدوء و تنظر لها : حازم بقولك ايه
ابتسم قائلاً : عيون حازم
تابعت قائلة : بقولك ايه متمشى بقى و تريحنى و تريح نفسك .. عشان انا مش هسامحك و جو الحنيه و جر ناعم ده مش هيجى معايا انا عرفاك كويس .. و ان عرفت تضحك على عمتو و محمود بكلمتين فانا مش ساذجة و مش هسمحلك تجرحنى تانى او تعمل كل اللى كنت بتعمله معايا
حازم بعصبية : انتِ ايه ؟ بقولك انا اسف و شرحتلك كل حاجه مش عايزك تسامحى ليه ؟ ما انا رجعتلك بعد ما انتِ هربتى و سامحتك عادى
ردت بسخرية و غضب : ههه لأ والله ايه الكرم ده ! .. ده على اساس انى هربت عشان مجنونة فى دماغى او قولت اغير جو .. انت اهبل ولا بتستعبط و بعدين انا مش عيزاك ايه معندكش كرامه ! ولا مش راجل
هوت يده على وجنتها بقوة و استطرد بصوت عالى و انفعال : لأ انا بصى مسمحلكيش تشتمى فيا ولا تتطاولى عليا مش ست هى اللى تعمل معايا كده .. و انتِ بتغلطى و انا ساكت ساكت لحد ما جبت اخرى عمال اقول تعالى على نفسك و استحملها انت غلطت فى حقها كتير و معلش ما هى استحملت منك و جه الدور تستحملها .. بس انك تهنينى و تشتمينى لأ يا حنين مش انا عشان انا راجل .. انا اه اتغيرت بس مسمحلكيش تعملى كده و لو كنت سكت كنتى هتسؤى فيها .. انا سايب البيت يا حنين انا عملت اللى اقدر عليه بس كده كتير .. دخل الى الحجرة ارتدى ملابسه و اغلق باب المنزل خلفه بقوة
ظلت طوال حديثه تنظر له بأعين دامعه و هى تضع يدها على وجنتها .. ظلت تحدق فى الفراغ غير مصدقة انه تطاول عليها لم تكن تقصد ولكن غضبها عماها .. جرت الى حجرتها بسرعة و اغلقت الباب خلفها و استندت عليه بظهرها .. ظلت تشهق و تبكى بقوة و اخذت تكسر كل شئ فى حجرتها و هى تضرخ .. لقد اهانها ثانيةً و تركها .. لقد اعطاها الفرصة لتخرج كل ما مضى و كل ما تحملته .. لم يكن مُدركاً انه فتح باب الانهيار لديها .. فتح باب صراخها و بكاءها .. جعل صوتها يخرج ليعبر عن آلامه و جرحه .. اهذا هو التغير الذى تحدث عنه !
ظلت امينه تدق على باب الحجرة ولكنها كانت تغلقه من الداخل باحكام .. جرت سريعاً الى النافذه لكى تلحق به و تطلب منه الصعود لاعلى .. رأته مازال ينتظر سيارة اجرى
امينه بصوت عالى : حـــــازم ألحقنى يا ابنى .. ألحق حنين
كان اسمها كفيلاً بان يقلب كيانه رأساً على عقب .. صعد السلالم و هو يلهث لا يرى امامه غيرها .. دخل الى المنزل و سمع صوت صراخها و اصوات ارتطام اشياء .. ظل يدق على باب حجرتها
حازم ببكاء و صوت عالى : حنين افتحى
الباب .. افتحى عشان خاطرى طب انا اسف خلاص حقك عليا و الله .. مش هعمل كده تانى و الله اخر مره .. سامحينى عشان خاطرى و افتحى الباب
وقفت عن الصراخ و تكسير الاشياء .. شعر انها هدأت و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. بسماع صوته جعل صراخها اعلى و جعل دموعها تنهمر كالشلال
قالت بصراخ و انهيار : انا بــكــــــــــــرهـــــــك .. بــكـــــــــــرهك مش عيزاك خلاص .. طلقنى و سيبنى فى حالى انا تعبت خلاص تعبت مش قادرة استحمل اكتر من كده .. مكفكش كل اللى فات و مد ايدك عليا لأ راجع تانى عشان تعذبنى .. انا بكرهك و بكره اليوم اللى شوفتك فيه .. بــــكــــرهـــــــــــك .. بـــكـــرهـــكــوا كــلـكــوا
بدأ صوتها ينخفض و جسدها يترنح .. كان يحاول كسر الباب فضربه بقدمه بقوة لينكسر الباب و عند دخوله يجدها تقع فاقده الوعى .. امسك بها قبل ان تقع و حملها بسرعه ليذهب بها الى المشفى و امينه معه تبكى على حنين .. اوقفه احدى السيارت جلست امينه فى الامام و هو فى الخلف و رأس حنين على قدمه .. يبكى بكاء الاطفال و يحتضنها خوفاً من ان تضيع منه او يفقد ابنه .. وصلوا الى المشفى حملها سريعاً و وضعها على الترولى .. يمسك بيدها بقوة الا ان تركها حتى غابت عن عينه
*****************************
كان وقت راحتهم .. كانوا يجلسون معاً فقالت ريم و هى تنظر لجميله : بقولك ايه يا جميله ما تيجى معايا النادى النهاردة و نذاكر مع بعض بالمرة ايه رأيك ؟
جميله : بس اخويا ممكن ميرضاش
ريم بخبث : ليه ما احنا هنذاكر بس بدل ما فى البيت نخليها فى النادى
سهيله : و انا ايه ! مش معزومة يعنى ولا ايه ؟
ريم بضيق : لأ ازاى و انتِ كمان تعالى
جميله : طيب خلاص ان شاء الله انا هقنع اخويا و نيجى انا و سهيلة مع بعض
ريم بانتصار : خلاص تمام نتقابل بليل بقى .. ده هيبقى يوم جميل
****************************
استيقظت الحسناء صباحاً تململت فى فراشها .. نظرت حولها لتجده بجانبها ابتسمت بخجل شديد و تحركت من مكانها ببطأ و فجأة تلاشت ابتسامتها شيئاً فشئ .. و قالت بصراخ : ايــــــــــــــــــــه دهـــــ !
نهض بفزع من صراخها قائلاً : ايـــــه فيه ايه ؟؟ .. ايه اللى حصل .. فيه ايه ؟
حسناء و تبتعد عنه : انت ايه اللى جابك هنا ؟ و ازاى تيجى كده و انا نايمه .. و انا فين ! ديه مش اوضتى
يحيى و يمرر يده فى شعره : قطعت الخلف بسببك و الله .. يا حبيبتى انا يحيى جوزك
حسناء بدموع : لأ لأ انت خاطفنى و انا معرفكش .. و بعدين انت ترضى حد يخطف اختك كده !
يحيى و يقترب منها و هو يضحك : ايه يا حسناء انا يحيى والله و فرحنا كان امبارح فيه ايه ! ده انتِ معملتيش كده امبارح
حسناء و تمسح دموعها : اصل انا جعانه فممكن اكون نسيت ولا حاجه
يحيى بتوعد و اخذ يقترب منها : ج ايه ياختى ؟؟ جعانه ؟
حسناء و ترجع للخلف بخوف : اه
يحيى و يقترب اكثر : يعنى كل ده عشان جعانه ؟؟ .. بقى انا تصحينى كده ! ده انا بقيت زى اختك دلوقتى ينفع كده ! .. و كل الفيلم ده عشان عايزة تاكلى

حسناء ببرائة : يا يحيى والله كنت جعانه و بعدين انا لما بصحى من النوم بنسى كتير .. مش قصدى
كاد يمسك بها و لكنها جرت للخارج و اخرجت لسانها له .. وقف يضحك عليها ثم خرج وراءها ليجدها تحضر الفطور
يحيى و يحتضنها من خصرها : ايه الجمال ده ! يخراشى على القمر اللى واقف معايا ده
توردت وجنتها بالحمرة و قالت بخجل : يحيى سيبنى بقى لو سمحت عايزة احضر الفطار بقى
يحيى باسماً : تؤتؤ مش هتهربى المرادى .. و قبلها من عنقها .. شعرت بالخجل الشديد منه و من فعلته هذه
يحيى ضاحكاً : ده انتِ بتبقى طماطم فى ثانية
حسناء بخجل : طب سيبنى بقى بالله عليك
تركها يحيى و هو يضحك عليها .. تنفست الصعداء و اخذت تكمل ما تفعله .. و بعد ان انتهوا من طعامهم سمعوا صوت جرس الباب .. كانت حسناء فى حجرتها ترتدى ملابس للضيافة .. نهض يحيى ليجده مقداد و والدته
مقداد باسماً : معلش لقينا نفسنا فاضين قولنا نيجى نرخم عليكو شوية
يحيى باسماً لفاطمة : اتفضلى يا طنط ادخلى
مقداد و يجلس : ألا اختى فين ؟ لتكون عملت فيها حاجه كده ولا كده
يحيى ينظر لطنط : منورة يا طنط والله
فاطمة باسمة : الله يخليك يا حبيبى .. هى فين حسناء ؟
يحيى : فى الاوضة يا طنط ادخليلها
نهضت فاطمة لترى ابنتها .. بينما نظر مقداد بغيظ ليحيى قائلاً : انت يا جموسة يا بقرة مش بكلمك
يحيى و يضع قدم فوق الاخرى : يا نعم
مقداد بغيظ : بغض النظر عن طريقتك اللى ان شاء الله هتتعلم الادب بسببها .. اقعد عدل و انت بتكلمنى و الا هاخد اختى و امشى
يحيى بثقة : ورينى نفسك يا حبيبى .. الحركات ديه زمان يا بابا مش دلوقتى خلاص بقت كارت محروق
مقداد : ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبى .. و انت و الله وحشتنى اوى
يحيى ضاحكاً : هههههه يخربيتك ده انت داهيه
مقداد و يضع قدم فوق الاخرى : بتكلمنى يا بابا ؟!
اتاهم صوت قائلة : وحشتنى اوى يا مقداد
احتضن مقداد اخته و قال ليغيظ يحيى : و انتِ يا حبيبتى البيت رائع من غيرك .. قصدى وحش اوى و مضلم كده و بعدين ما احنا فيها اهو تعالى عيشى معانا و خلاص
حسناء باسمة : خلاص هروح معاكوا
يحيى بغضب و ينهض : نزل ايدك يا حليوة انت كده من عليها و انتِ تروحى فين يا ماما سمعينى كده تانى
حسناء و تتجه للمطبخ : بقول هروح احضر العصير مش اكتر
يحيى بصوت جاهورى : لما اكلمك تقفى قدامى مش تمشى و تسبينى .. لم يجدها رجعت .. خلاص اتفضلى خشى جووه يالا
مقداد هامساً : لأ حمش و مسيطر
يحيى و يعدل هندامه : اتعلم منى يا ابنى اتعلم
و بعد وقت قضوه معاً وسط جو من المرح و الجو الاسرى .. ذهب مقداد و فاطمة
يحيى باسماً : يالا بقى مش هنحضر الشنط عشان هنسافر بليل
حسناء برقة : برضو مش هتقولى هنروح فين !
يحيى و يرفع خصله من شعرها وقعت على عينها : لأ ديه مفاجأة و بعدين لو قلتلك متبقاش مفاجأة ولا ايه !
اومأت له برأسها .. امسك بيدها قائلاً : طب يالا بقى
*******************************
كان فى حجرته يؤدى فرضه و يدعى الله ان يتقبل توبته .. فمُنذ الحادث و هو تغير مائة و ثمانين درجه اصبح يخشع فى صلاته و يحافظ على اوقاتها .. اصبح ذو لحية جذابه تضيف عليه وسامة اكثر .. و يقرأ القرآن فهو كان يرتكب المعاصى دون وعى و دون الخوف من النهاية .. دون الخوف من عقاب ربه .. اصبح لا يذهب الى الملاهى الليلية و قطع صلته بكل فتاة عرفها من قبل
و لكن لم تذهب من عقله ابداً اصبحت اسيرة تفكيره .. شعر بانها مختلفة عن الباقى فهى التى صدت مالك الالفى .. هى التى لم يقدر على نسيانها و يشعر بالندم على اخر مُحادثة بينهم .. يريد ان يعتذر منها و لكنه لا يراها .. اصبحت هى الفتاة الوحيدة التى جذبت انتباهه جعلته مشتت لا يعرف لماذا لا يقدر على نسيانها .. وعد نفسه انه عندما يراها سيعتذر منها و يجعلها تصدق انه تغير
*************************
كانوا عند الطبيب الذى وصفته له حنين بعد وقت لان الطبيب كان بالخارج فاضطروا لانتظاره حتى يعور .. كان يجلس بجانبها و يمسك بيدها يبُث فيها الامان و الطُمأنينة
الطبيب و ينظر فى الاوراق الطبية : التحاليل و الاشعك ديه عملاها من امتى ؟
مى بخوف : عملاها من فترة .. بس مش كتير
محمود بقلق : ايه يا دكتور طمنى ! .. نسبه العلاج كبيرة او الشفاء منه
الطبيب و يضع الاوراق و ينظر لهم بجديه : انتِ اكتشفتيه متأخر و ده اللى خلاه يبقى بعض الاوقات النزيف قوى و بقى العلاج صعب لانه فى مرحله مُتأخرة
لم يفهم ما قاله الطبيب فقال : ايوة يا دكتور يعنى العلاج ايه نسبته او الشفاء ؟ .. احنا ممكن نسافر بره او نعمل اشاعات تانية و تحاليل و نروح لاكتر من دكتور و نعمل اللى حضرتك عاوزه
الطبيب بأسف : انا متأسف اوى نسبه العلاج ضئيلة اوى تعتبر مُنعدمة .. المرض فى مرحله مُتأخرة اوى و ده اللى مصعب العلاج .. ربنا يتولاكوا و يجعل الشفاء من عنده
بكت مى بحرقة فى صمت .. بينما نظر لها محمود ثم نظر للطبيب و بعدها كرر ما فعله لا يستوعب ما قاله الطبيب ولا يريد .. كيف ستضيع منه هكذا ! لماذا عندما حصل عليها يفقدها ؟ .. لماذا الدنيا هكذا !
هبطوا الى اسفل و ركبوا السيارة فى صمت .. و لكنه لم يعد يقدر على التحمل كانت يده ترتجف بشده اوقف السيارة فجأة لتُصدر صريراً عالياً .. وضع يده على وجهه و ظل يبكى نعم لم يعد يهم كبريائه و انه الرجل و عليه التحمل لم يعد هناك شئ .. نظرت له بشفقة فقلبها يتحطم بمشاهدته هكذا و لو تركته لأى سبب اخر و جعلته يكرهها لكان ارحم لها من هذا العذاب .. حُب طفولتها سينتهى و ستتركه و تذهب .. مجرد وقت و تتركه
اخرجت الدبلة من يدها و قالت ببكاء و حسرة : محمود بص انا مش هتحمل اكتر من كده خلاص لازم نسيب بعض .. انا بحبك و مش هحب حد زيك بس الموت اقوى من كل شئ .. محمود سيبنى و عيش حياتك بقى انسانى خالص .. انا خلاص مش هينفع اعذبك اكتر من كده و انا بتعذب اكتر لما اشوفك كده .. خلاص يا محمود الامل راح .. الموضوع مجرد وقت مش اكتر خد دبلتك اهى و لو سمحت طلقنى
ازاح يده و تبدل حاله فجأة قائلاً بعصبية : بطلى هبل بقى انا مش هسيبك .. اقسم بالله ما هسيبك و بعدين تموتى ايه انتِ هتعيشى سيبك منه ده دكتور اهبل مش فاهم حاجه احنا لسه هنروح لاكتر من دكتور .. مى بطلى الهبل اللى بتقوليه ده انا و انتِ واحد مينفعش تسبينى كده و تمشى .. انتِ مراتى و حبيبتى و لا يمكن اسيبك ابداً
مى بصراخ : ما تفهم بقى .. افهم انا تعبت بقولك مش هينفع مش هينفع .. خلاص الامل اللى كنا متمسكين بيه اتقطع خلاص .. مش هينفع نكمل و لا هينفع اى حاجه انا
محمود بصراخ : اسكتى بقى اسكتى .. حرام عليكى و بعدين الاعمار بأيد ربنا ما انا ممكن اموت قابلك انتِ ايه اللى عرفك ! .. متبقيش يائسه كده .. انا راضى حتى لو مش هتعرفى تحركى ايدك حتى لو مش هتتكلمى حتى لو فضلنا فى المستشفى على طول انا راضى بكل ده .. احنا بحبك مش واحده متجوزها يومين افرح و ارميها
مى بانهيار : طب و ليه كل ده !! .. ليه تضيع حياتك معايا و مين يرضى بكده بس .. محمود متصعبهاش عليا اكتر ما هى صعبه انا مش هقدر افضل شايفة الحزن فى عينك بسببى
هدأ من روعه قليلاً و امسك يدها قائلاً : طيب بصى مش انتِ مؤمنه بربنا و انه مش بيسيب حد ابداً .. اومأت له برأسها .. يبقى لازم تثقى فى ربنا لازم تثقى انه ممكن فى ثانية يشفيكى و ممكن متموتيش و ممكن انا اللى اموت فى اى لحظة او اى حد بنحبه .. طب اسمعى انا هحكيلك قصتين كده و انتِ احكمى
بقوله تعالى:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ))القصص 7
إذ لولا ثقتها بربها مكنتش رمت ولدها وفلذة كبدها في تيار الماء توديه الامواج و تجيبه وينطلق به الموج إلى ما شاء الله .
لكنه بقى في حماية الملك جل وعلاورعايته وما كان جزاء هذه الثقة الا ان ربنا قال :
قال تعالى : ((فرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))القصص 13
و لما الرسول {صلى الله عليه وسلم } اللى كان سيد الواثقين بالله و كان مع ابو بكر
في الغارو الكفار بباب الغار قال أبو بكر خائفاً يا رسول الله والله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال { صلى الله عليه وسلم } بلسان الواثق بالله يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا وعندئذ تنجلي قدره ربنا بأوهى الأسباب بخيوط العنكبوت فقال تعالى :
((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))التوبة40
يعنى ثقتنا بربنا لازم تبقى كبيرة اوى ولازم نتحمل الابتلاءات عشان ده امتحان من ربنا و مينفعش نسقط صح ؟ .. نظرت له بحب جارف و دموعها تهبط فالله رزقها باعظم رجل من يأخذ بوزرها و يجعلها لا تتراجع بل تتمسك اكتر و تقوى عزيمتها .. بدون كلام اخر جذبها الى حضنه و ظل يُربت على ظهرهها و هى تبكى بسعاده لوجوده بجانبها و بحزن لانها يمكن ان تتركه و ترحل
محمود بحنان : خلاص متعيطيش ان شاء الله حياتنا هتبقى احلى حياة و هنبقى اسعد زوجين و خلاص انا قررت الفرح هيبقى اخر الاسبوع و مفيش كلام تانى
ابتسمت وسط بكائها و تشبثت به اكثر فهو أمانها و كل شئ بالنسبة لها .. شعر هو بها فابتسم ايضاً .. ابعدها عنه قليلاً قائلاً : احنا كده هنتاخد اداب
ضحكت على جملته برقتها المعهودة .. نظر لها سارحاً فيها و تكفى النظرات للتعبير و لكن هل ستديم السعادة عليهم ؟ هذا ما تُخبئه الايام
***********************************
كانت عند سهيلة فى بيتها فهى كانت مُتفقة مع والدتها انها سوف تجلس معها و بعدها سيخرجوا فهم كانوا سيذهبوا لاحدى محلات الملابس و لكن الأن سوف يذهبوا للقاء ريم .. ارتدوا ملابسهم و هبطوا ليوقفوا احدى سيارات الاجرى .. وصلوا امام النادى و كانوا فى الخارج ينتظرون ريم
رن هاتف جميله فوجدتها امها .. ردت سريعاً فاخبرتها بان تأتى الى المشفى لسوء حالة حنين .. جميله ببكاء : خلاص خلاص يا ماما انا جايه
سهيلة بقلق : فيه ايه يا جميله بتعيطى ليه ؟
جميله ببكاء شديد : حنين فى المستشفى .. انا لازم امشى خليكى انتِ مع ريم انا هركب و اروح سلام .. و شاورت لاحدى سيارات الاجرة و ركبت سريعاً
بينما خرجت ريم فوجدت سهيلة لوحدها .. ريم متعجبة : ايه ده اومال جميله فين ؟
سهيله بحزن : اختها تعبت فمشيت عشان تروحلها
ريم بضيق : اه الف سلامه .. طيب تعالى ندخل .. و بعد ان جلسوا رن هاتف ريم فأستأذنت و نهضت
ريم بضيق : ايوة يا عمر .. عايز ايه ؟
عمر بعصبيه : ريم متخلنيش اتعصب عليكى انا بقالى ساعة ملطوع هنا و البرنسيسة مشرفتش .. هى هتيجى امتى؟
ريم بارتباك : اصل بصراحة جميله مش جايه .. بعد اما كانت هتدخل حد اتصل بيها و قال ان اختها تعبانه فمشيت بسرعة
عمر بصوت عالى : نعم ياختى ! مشيت ! .. يعنى ايه اللى انتِ بتقوليه ده .. مش انتِ قايلة انها جايه !
ريم بخوف : وطى صوتك طيب و بعدين انا ذنبى ايه ؟؟ ما انا جبتها لهنا بس الحظ بقى
عمر بتوعد : ماشى يا ريم لما نروح هوريكى شغلك .. و اغلق فى وجهها ثم قال بتوعد و الشر يتطاير من عينه .. هتروحى منى فين و الله ما انا سيبك
*****************************
وصلت جميله الى المشفى فوجدت حازم و امها جرت اليهم سريعاً .. رأت امها تمسك بالمُصحف و تقرأ و هى تبكى .. بينما حازم دموعه تهبط فى صمت و يبدو عليه القلق الشديد
جميله و تلهث : خير يا أمى ايه اللى حصل ؟.. و حنين عاملة ايه دلوقتى ؟ حد قالكوا حاجه ؟
امينه ببكاء : لأ يا بنتى محدش حتى جه يطمنا بقالنا كتير قاعدين و محدش طلع من جوه يقولنا حاجه
جميله و تحتضن امها : خلاص يا ماما كفاية عياط ان شاء الله هتبقى كويسة ادعيلها بس .. و بعدين محمود فين ؟
امينه : بكلمه مش بيرد عليا معرفش راح فين .. قومى يا بنتى شوفى حازم ده يا حبة عينى رايح جاى رايح جاى من الصبح و قلقان اوى .. روحى طيبى خاطره بكلمتين
نهضت جميله و اقتربت من حازم قائلة : ان شاء الله هتقوم بالسلامة و مش هيجرالها حاجه .. خليكى قوى و ادعيلها
حازم ببكاء : يا رب يا رب انا ماليش غيرها .. انا استاهل ضرب الجزم عشان مديت ايدى عليها يا رب تسامحنى و تقوم بالسلامه و اللى هى عايزاه هعمله
خرج الطبيب من الحجرة قائلاً : مين زوجها ؟
حازم بقلق شديد و خوف : انا يا دكتور .. انا زوجها .. حنين عامله ايه ؟

الحلقة 19
خرج الطبيب من الحجرة قائلاً : مين زوجها ؟
حازم بقلق شديد و خوف : انا يا دكتور .. انا زوجها .. حنين عامله ايه ؟
الطبيب بجدية : انا مش عارف ازاى توصل لحاله الانهيار اللى هى كانت فيها ديه .. بس الحمد لله عدت على خير و الجنين صحته كويسه بس لازم الراحه و لازم متتعرضش لضغط نفسى تانى عشان هيبقى خطر عليها
حازم بحزن : طيب اقدر اشوفها ؟
الطبيب : لا مش دلوقتى .. ساعه تكون فاقت
حازم برجاء : الله يخليك يا دكتور لازم اشوفها .. دقيقه واحده حتى بس لازم اشوفها ارجوك
اومأ له الطبيب موافقاً .. ثم ذهب حازم و ارتدى الملابس المُلائمة .. دخل الى الحجرة ليجدها شاحبه الوجه و مُتصل بها الكثير من الاسلاك .. اقترب منها بحذر ثم امسك يدها و انحنى على ركبتيه
قائلاً ببكاء و ندم : انا اسف والله انا مكنتش عارف انى هوصلك لهنا انا اسف .. انا حيوان والله على اللى عملته فيكى سامحينى .. طب مش حاسه اننا بنعيد الموقف تانى انا كنت مكانك و انتِ قعدتى جنبى و مسكتى ايدى و كلمتينى و دلوقتى انتِ اللى نايمة و انا اللى بحكيلك .. انتِ عارفه انا حيوان اوى اوى .. معرفتش امسك نفسى عشان كلمه قولتيها وقت عصبيه بس انتِ .. انتِ مش راضيه تسامحينى و انا مش عارف اعمل ايه و الله ما عارف
كانت تشعر به بجانبها و بصدق كلامه .. و لكنها كانت تريد ان تبعد يده عنها .. كانت تريد ان تكرهه و تبتعد عنه من كثرة حُبها له .. ارادت الصراخ و لكن صوتها أبى .. ارادت البكاء و لكن دموعها تأبى .. صوت الصراخ بداخلها لا يستطيع الخروج .. صوت آهاتها المكتومه
ظل يحدق بها لانه يعلم انها لن تسامحه بعد ان ضربها و تركها .. يشبع نظرهه منها لانه لا يعلم رد فعلها بعد ان تصحو
اتاه صوت الممرضة قائله : لو سمحت يا استاذ اتفضل بره كفايه كده
مسح دموعه و نهض قائلاً : حاضر .. ثم خرج و مازال ينظر له
فرت دمعه من عينيها تلقائياً .. المشاعر المتناقضة معاً .. تحبه و تكرهه .. تريده و تبغضه .. تشعر بالحنين اليه و النفور منه .. تشعر بصدقه و كذبه معاً .. الكثير و الكثير بداخلها
****************************
اتى الصباح .. كانت تُرتب حقيبتها لانها سترجع لاهلها اليوم .. تململ فى فراشه ثم ابتسم لها ببرائة حدقت هى بوسامته الظاهرة بوضوح
قال بنعاس : ايه اللى مصحيكى بدرى كده؟
مريهان باسمة : ولا بدرى ولا حاجه و بعدين بحضر الشنطة عشان امشى
حدق بها بفزع قائلاً : تمشى .. تمشى ليه ؟؟
ضحكت قائلة : هههه انت اتفزعت كده ليه ؟ .. ما احنا متفقين ان انا هرجع النهاردة و انت تجهز الورق عشان تقدم فى الشركة
مرر اصابعه فى شعره و قال : اه صحيح انا نسيت
ابتسمت له قائلة : انا مش مطمنالك خالص على فكرة
قال بخبث : ليه كده بس ؟
مطت شفتيها بحزن قائلة : عشان لما انا همشى انت هتسهر و تخرج و مش بعيد تعرف بنات كمان و ترجع للسهر تانى
نهض من فوق الفراش ثم احتضنها من خصرها قائلاً : عيب والله .. لأ بحد عيب هو حد يبقى متجوز القمر ده و يبص بره بردو! .. انا عايزك تثقى فيا
ألتفت له و رفعت اصابعها السبابة قائلة : ايااك ثم اياااك تعرف بنات تانى .. ساعتها متلومش إلا نفسك
نظر فى عينها قائلاً بخبث : تمام يا فندم اللى تؤمرى بيه يتنفذ على طول .. بس هو هينفع كده هتمشى من غير اى حاجه كده !
نظرت له ببلاهة قائلة : من غير حاجه ازاى ما انا برتب هدومى اهو
غمز لها بعينه و قال : لأ مش الشنطة خالص .. بصى شاكلك مش فاهمة تعالى افهمك
ضحكت بخجل شديد و شعرت بالحزن لانها ستبتعد عنه و حتى لو لوقت قصير لكنها ستشتاق له .. و لكن لا نعرف ما يخبئه القدر
******************************
كانوا فى طريقهم الى المطار .. كان مقداد يجلس بالأمام و بجانبه مالك و بالخلف حسناء و يحيى .. لم تأتى سلمى و فاطمة لأن يحيى اصر عليهم بالبقاء فى المنزل لانه لا داعى لذاهبهم .. كانت تنظر من النافذه و علامات التعجب باديه على وجهها لا تعرف اين سيذهبوا
قالت بتعجب : يحيى هو احنا رايحين فين ! .. انا حاسه ان الطريق ده المطار
مقداد ساخراً : حاسه ! ده على اساس ان المدخل اللى عدينا منه من شوية ده ايه ! ولا الطيارات اللى رايحه جايه فوقيكى ديه ايه ؟؟ ورق ! .. بحب فيكى ذكائك
قال بغضب مصطنع : احترم نفسك يا بهيمة انت .. عشان انت بتتكلم مع مراتى مش اى حد ديه
ضحك مالك قائلاً : لأ حمش يا خويا .. ايه الحلاوة ديه
مقداد بسخريه : واد يا يحيى لو متلمتش لا هتشوف سما و لا ارض .. انا لسه عامل فُورمة الساحل و لو مسكتك هخليك زى الكتكوت المبلول .. انى أُحذرك
يحيى هاسماً : لأ طلاما فُورمة الساحل يبقى الواحد يسكت بقى
همست له بسخريه قائلة : كتكوت ها ! .. اخس
تقلصت ملامح واجهه بغضب قائلاً : لمى نفسك .. اقولها تانى لمى نفسك .. و بعدين يا عم مقداد انتو ضحكتوا عليا انا المفروض واخد واحده هاديه و رقيقة مش ديه خالص
نظر له عبر مرآة السيارة و قال : احنا فيها اهو .. انت اطلع طيارتك بالسلامه و روح هناك اعمل شوبينج بقى و ظبط نفسك .. و انا اخد اختى بشنطتها و نروح
مطت شفتيها بغيظ و قالت : ايوه انا هروح عند امى ولا تقولى لمى نفسِك و لا كنتى مش عارفه ايه .. انا هروح معاك يا مقداد خلاص
يحيى بخبث : خلاص خودها معاك بقى يا مقداد و انا هروح روما بقى اتفسح و اتجوز واحده تعيشنى يومين حلوين كده .. و قَبَل يدها .. انا ميرضنيش زعلك
حسناء بصدمة : روما !!! .. ياخراااابى ! .. نظرت لمقداد و اكملت .. متسرع شويه بقى كده الطيارة هتفوتنا ايه سرعه السلحفاة ديه
مقداد بغيظ مكتوم : كده ! كده بتبعينى عشان ايه .. عشان روما !! .. روما اللى هى عاصمة ايطاليا يا حسناء ! .. طب ما تخدونى معاكوا بالله عليكو اروح معاكوا
مالك مقهقهاً : هههههههه يالهوووى على الذل يا اخى .. كنت من شويه هخليك كتكوت و فورمة و مش عارف ايه .. اخيه على الرجاله
مقداد هامساً له : متخلنيش اجربها عليك .. انا حذرتك
مالك هامساً : بس يا كتكوت يا مبلول
يحيى بصوت عالى : بـــــــــــس .. وصلنا الحمد لله
ودعوهم بحراره ثم امسك يحيى بحقيبتهم و باليد الاخرى امسك يد حسناء .. ركبوا طيارتهم و بعد مرور الوقت هبطت الطائرة فى ارض روما { مدينه العُشاق } .. وصلوا الى احدى افخم الفنادق .. كانت تشعر بالسعادة الغارمة لوجودها بهذا المكان و الابتسامة على محياها .. تركوا الاغراض و صعدوا الى حجرتهم
دخلت الى الحجرة لتشهق بسعاده و تفرغ فاهها من الصدمة .. كانت الحجرة مليئه بالورد بمختلف انواعه و الوانه .. و الفراش مُزين بالورود على شكل قلب .. و رائحة الغرفة العطرة و كانت بعض الاضواء الخافته التى تُحيط بالحجره .. اما عن النافذه فاسرعت بفتحهها لتزيد صدمة و اعجاب من جمال هذه المدينه التى تُزين بالانوار الخافته و الالوان المُبهجة .. دخلت ثانيةً و اخذت تدور بالحجرة لشدة سعادتها .. بينما هو ينظر لها بحب شديد من اجل تلك البسمة التى تجعله يذوب بها عشقاً
وجدت احدى البلونات الكبيرة ذات اللون الوردى و هى تطير من امام النافذه .. كأن احداً تركها فصعدت فى الهواء .. دخلت ثانيةً بسرعه و امسكت بها لتجد عليها كلمة
اقترب منها و احتضن خصرها قائلاً بحب : ti amo .. بحبك
التفت له و الدموع بعينها .. و بدون ان تنطق احتضنته بسعاده و امتنان .. ربت على ظهرهها بحنان ثم ابعدها عنه و امسك بوجهها قائلاً : شوفتى الترتيب و التخطيط بس ها بقى عجبتك المُفاجأة ؟
ردت بإِبْتِهاج و سرور قائلة : انا مش مصدقة يا يحيى بجد حاجه فى الخيال .. انا حاسه انى بحلم فى يوم و ليله كده اجى انا هنا و اشوف كل اللى كنت بتمناه .. انا مش مصدقه ان كل ده علشانى
ابتسم لها قائلاً : لأ مش عشانك .. ديه عشان السعاده و الضحكة اللى فعنيكى دول .. ربنا يخليكى ليا
ابتسمت بخجل قائلة : و يخليك ليا .. انا مش مصدقه كل ده والله .. بس كل ده غالى اوى يا حبيبى .. ده انت اكيد دفعت فلوس كتير اوى
امسك بيدها و اجلسها بجانبه على الأريكة : ما ديه مفاجأة تانية كمان .. انا والدى كان ليه اخ بس هو كان بيسافر بره كتير و عنده شركات بردو كتيره و والدى كان بيشتغل معاه .. و اكمل بحزن .. بس اتوفى من كام يوم الله يرحمه و بعدين ولاده طلبونى عشان هيفتحوا الوصيه و عمى كان قايل ان لازم انا و مالك نبقى موجودين .. المهم روحنا و اتفاجأ ان احنا لينا فلوس و كمان فى شركة تجارة هنا بأسمنا المفروض انا و مالك نديرها بس مالك عشان جامعته فانا اللى همسكها لحد اما يخلص و بعدين يشتغل معايا
حسناء بسعاده : ياااه يا يحيى .. الحمد لله يا حبيبى ربنا كرمك من وسع .. بس ازاى و انت مدرس و تشتغل فى شركة
ابتسم قائلاً : ما انا فيه كورسات هاخدها و فيه حجات فى الشغل هتعلمها .. المهم ان انتِ وشك خير عليا و ربنا اكرمنى
حسناء بخجل : الحمد لله على كل شئ .. ربنا يوفقك
امسك بيدها و نهض سريعاً قائلاً : احنا هنقضيها كده كلام بقى .. يالاا نخرج ولا احنا جايين نقعد بقى
ابتسمت قائلة : لأ طبعاً يالا
*****************************
فتحت عينيها ببطء شديد و اخذت تنظر حولها لتعرف اين هى .. وضعت يدها على احشائها للتأكد ان جنينها بخير .. ابتسمت براحة و لكن زالت هذه الابتسامة ليحل مكانها العبوس و الحزن .. تذكرت كيف ضربها و تركها ثانيةً و ذهب .. لما هو قاسى هكذا .. وضعت يدها على وجنتها مكان يده و اخذت الدموع تفر من عينيها فى صمت .. دخلت الممرضة عليها فوجدتها تبكى
الممرضة بحنان : مالِك ؟ حاسه بحاجه ؟ .. فيه حاجه وجعاكى طيب؟ .. بتعيطى ليه ؟
ردت من بين دموعها : لو سمحتى ناديلى جميله
خرجت الممرضة سريعاً فوجدتهم يجلسون و القلق بادياً على وجوههم .. فجميله هاتفت محمود و اتى سريعاً فحنين كتؤامه و يحبها بشده
الممرضة : فين جميلة ؟
حازم بهلع : هى صحيت ؟؟ .. طب هى كويسه ؟ .. عايزة جميله ليه ؟؟ .. انتِ مش بتردى ليه عليا
الممرضة بحنق : ارد ازاى و انت راديو مفتوح كده ! .. اه فاقت و عايزه جميله
حازم بعصبيه : متتكلمى عدل يا إما اعدلك انا
امسك محمود بيده محاولاً تهدأته : خلاص يا حازم اهدى مش كده
جميله بسرعه : خلاص خلاص يا حازم انا هدخل اشوف فيه ايه و هطمنك .. متقلقش
دخلت جميله الى حجرة حنين و وجدتها تبكى و وجهها شاحب اللون .. شعرت بالحزن الشديد تجاهها .. فحنين فتاة لا تستحق ما يحدث بها عندما ابعدها ابيها عن امها و وفاتها .. و وفاة ابيها ثم زواجها من حازم و معاملته لها و هروبها .. فحقاً اخذت نصيبها السئ من هذه الدنيا .. نظرت لها حنين بانكسار و حزن فجرت جميله اليها تحتضنها بقوة .. تشبثت بها حنين كأنها طوق نجاة لها و اخذت تبكى و تشهق بقوه
جميله بأسى : خلاص يا حنين اهدى عشان خاطرى .. اهدى يا حبيبتى انتِ قوية يا حنين و مش معقوله تنهارى كده
حنين بانفعال و بكاء : يا جميله ده ضربنى .. ضربنى بعد كل اللى عمله مش مكفيك لأ جاى مخصوص عشان ينكد عليا اكتر و يضربنى و يهينى .. مش مكفيه اللى كان عامله معايا قبل كده جاى يكمل عليا .. يا جميله انا تعبت اقسم بالله تعبت .. كل حاجه ماشية غلط .. كل حاجه مش زى ما انا حسباها و كل الناس ضددى .. انا خلاص طاقتى خلصت بقى ارحمونى
اخذت تُربت على شعرها قائله : يا حبيبتى و الله حاسه بيكى بس انتِ غلطى لما تقوليله انت مش راجل .. يا حنين مش انا اللى هعرفك الصح من الغلط .. و بعدين محدش ضددك والله إذا كان عليا فأنا عُمرى ما هفرض حاجه عليكى و محمود لما كان بيجبرك ولما قعده معانا فى الشقه كان عارف انك بتحبيه و عايزاه .. عُمره ما كان هيعمل حاجه تضر مصلحتك او تقلل من كرامتك .. حازم الغلط راكبه من ساسه لراسه بس هو اتأسف و جه وراكى عشان يصالحك و بعدين لو مكنش باقى عليكى مكنش جه وراكى ولا ايه ؟ .. انا عارفه انك مش قادره تسامحيه بس حاولى تانى و تالت و عاشر كمان .. انتِ عارفه كويس انك لسه بتحبيه و عايزاه بس انتِ بتنكرى ده
ردت بغضب : انتِ بتقولى ايه يا جميله ! .. اسامحه ازاى ؟ ده انا حتى لو كنت هسامحه دلوقتى لأ و الف لأ .. مش انا اللى يمد ايده عليها .. الحب مش كده .. هو عشان بيحبنى يبهدلنى .. و لا يضربنى و يسيبنى و يمشى ! .. ولا انه يجبر نفسه عليا ! .. و لا انه بعد كل اللى عمله يندم دلوقتى
اتاها صوته قائلاً فى لوعه : لأ الحب انى افضل جنبك و مبعدش عنك لحظة
ادارت وجهها للجهة الاخرى و قالت بصلابه و قسوة : انت هتطلقنى يعنى هتطلقنى .. بالذوق بالعافيه هتطلقنى انت فاهم
قال بتوسل : لأ يا حنين ارجوكى سامحينى انا عارف انى غلطت كتير اوى بس سامحينى عشان خاطرى .. طب بلاش عشان خاطرى عشان خاطر ابننا او بنتنا .. انا اسف والله العظيم مش هتتكرر تانى
نظرت له بقوة لم تعدها من قبل و قالت بقسوة : اسف ! .. انت ايه ! لأ بجد هو انت بنى ادم زيك زينا ولا انت ايه ؟ .. انا هطلق يعنى هطلق و كل اللى انت بتعمله ده مش هيساوى عندى تعريفه .. فـ زى الشاطر كده تطلقنى عشان مرفعش عليك قضية خلع .. انا قرفت خلاص و مش هسامحك تانى
حازم بألم و حزن : ده اخر كلام عندك يا حنين ؟
هبطت الدموع من عينيها بحزن .. قلبها ينهرها مما تريد فعله .. و عقلها يحثها ان ما تفعله صحيح و كفاها ما حدث لها .. اغلقت عينيها بشده و قالت بألم : ايوه
قال بنبرة انهيار و حزن : ماشى يا حنين حاضر هعمل اللى انتِ عايزاه بس اهدى و همشى و مش هتشوفى وشى تانى .. حمد لله على سلامتك ،، ثم خرج من الحجرة يجرى سريعاً لخارج المشفى حتى انه لم يسمع نداء محمود و امينه له .. استنشق الهواء بقوة و صدره يعلو و يهبط .. نبضات قلبه تعلو اكثر .. انهار ارضاً و اخذ يبكى كالأطفال .. كلما اراد ان يصلح شئ يفسد من الجهة الاخرى .. شعر بيد تُربت على كتفه نظر له فوجده محمود .. ارتمى فى حضنه يبكى و يشهق بقوه .. توقفت الدُنيا من حوله و علا صوت بُكائه .. شعر محمود بالحزن تجاهه لانه يعلم شعور ان تفقد احد فهو ليس بالشعور الهين
محمود بحزن : خلاص يا حازم كفايه ان شاء الله تسامحك بس الموضوع محتاج وقت
رد من بين شهقاته : انا تعبت من البُعد عنها .. انا كل اما اصلح حاجه حاجه تانيه تبوظ .. انا نفسى تسامحنى و تعرف انى اتغيرت بس انا راجل و لما غلطت فيا محستش بنفسى و انا بضربها
محمود بهدوء : طب خلاص بطل عياط بقى و بص انت ابعد عنها شويه و هنلاقى حل نخلى قلبها يصفى من نحيتك و ترجعلك تانى
رد بأمل : بجد ؟ .. يا رب يا محمود يا رب
محمود باسماً : ان شاء الله .. يالا بقى انا هطلع لهم و زى ما اتفقنا
حازم بابتسامة خفيفة : ماشى خلاص .. هبقى اكلمك اطمن عليها
كان يصعد درجات السلم و هو يوليه ظهره قائلاً : مش هرد
ضحك حازم على مزاحه و اخذ ينظر للمشفى بحزن لانه السبب فى وجودها هنا .. مسح على شعره بغضب و ذهب
****************************
وصلت الى منزلها ثم اخذت حقيبتها و دخلت لتجد والدها يجلس امام التلفاز .. شعرت بارتجاف فى اوصالها و لكنها تظاهرت بالثبات و اكملت طريقها لحجرتها
شاكر بحده : كنتى فين ؟
تظاهرت باللامبالاة و قالت : عادى يا بابى ما انا قولتلك انى كنت مسافرة مع صحابى
استطرد بضيق : كل ده مع صحابك ؟ .. و مين دول ان شاء الله ؟
ردت بأستياء : من امتى يا بابى و انت بتسأل الأسئله ديه ؟ .. عادى يعنى صحاب النادى
شاكر بسخرية : ماشى ياختى بس بعد كده الخروج بحساب و اتزفتى غيرى و تعالى عشان عايزك
تعجبت من معاملته لها و اسئلته .. اخذت حقيبتها و صعدت الى حجرتها .. جلست على الفراش تفكر ايمكن ان يكون قد علم بالأمر ! .. شهقت بفزع لتفكيرها بهذا الامر و لكنها قالت لنفسها انه لن يعرف فهو لا يهتم بهم فى الاصل فكيف يهتم بمعرفه اخبارهم .. اخذت الافكار تراودها فقررت ان تلقى بنفسها تحت الماء البارد حتى تهدأ من سرعه نبضات قلبها الخائفة
******************************
كانوا مُتشابكين الايادى و البهجة على وجوههم .. كانت تنظر حولها باعجاب شديد لما تراه .. كانت كالملكة فى فستانها و كان هذا فستانها
و كان هو بكامل اناقته .. وصلوا الى مكان يبدو كالحدائق ليس به احد سواههم .. تركت يده و هرولت الى المنضده الموجودة فى وسط المكان .. كان عليها الكثير من انواع الطعام و مُزينه بالورد الأحمر .. و بعض الانوار الخافته التى تُضئ المكان فيبدو كأنه احدى حدائق الأميرات .. لحق هو بها و وقف بجانبها
التفت له بسعادة و قالت : انت كل شوية تفاجأنى .. كده كتير اوى يا يحيى انا بجد مبسوطة اووى و حاسه انى بحلم
قَبَل يدها و نظر فى عينيها و قال : ده انا اللى بحلم عشان انتِ معايا .. حسناء انتِ حبيبتى اللى اتمنتها من زمان و دلوقتى بقت حقيقه .. و طول ما انتِ معايا هتفضلى عايشة فى حلم
ابتسمت بخجل و ردت : ربنا يخليك ليا يا يحيى و يجعلنى زوجه صالحة ليك ان شاء الله
سحب احدى المقاعد و قال باسماً : اتفضلى يا مولاتى
ابتسمت برقتها المعهودة و جلست .. جلس هو الأخر امامها و تناولوا عشائهم .. و بعد الانتهاء وجدته يحرك يده بطريقه معينه .. ليظهر احدى الفرق المُغنية لتعزف الموسيقى الايطالية الهادئة .. بسط يده لها لتضع يدها بخجل بين كفيه و نهضوا معاً .. وضع يدها على خصرها و وضعت يدها على كتفه و بدأوا فى الرقص على الموسيقى الهادئة .. اغمضت عينيها و تركت العنان لنفسها تُريد ان تصدق ان كل ما تراه حقيقة و ليس بحلم جميل سينتهى قريباً
ابتسم لها بسعادة و قال : حسناء انتِ نمتى ولا ايه ؟
فتحت عينيها و قالت باسمة : لأ بس مش مصدقة
وقف عن الرقص و نظر لعينيها قائلاً : طب انا عايز اقولك حاجه
حسناء بخجل : قول
ابتسم بوسامة و امسك يدها قائلاً :
أجمل أنثى هي أنتى
والأنوثه تكمن داخل عينيكي
والرقه تذوب من شفتيكي
فذابت القلوب هاويه عند قدميكي
وبريق الشوق يشع من مقلتيكي
فصارت الشمس غائبه ما دامت تشرق عينيكي
أحبيني فأعطيكي أضعاف عشق ما لديكي
فإن شئتي أم أبيتى
فقلبي لم يهو تحت قدميكي
ولاكنه خاضع في راحه كفيكي
فإن شئتي أم أبيتي
أخبريني بأي شئ تمنيتي
فأعطيكي أضعاف اضعاف ما تمنيتي
فإن شئتي أم أبيتي
فستظل قصائد شعري قبلات على خديكي
ابتسمت قائلة : و ديه كمان مسروقة ؟
ضحك قائلاً : ايه ده عرفتى منين ؟ .. و بعدين انتِ ليه واخده فكرة وحشة كده عنى ! ده انا كويس و الله و بعدين يعنى انا جايبك مكان شاعرى و انوار هنا و انوار هناك و رفعت ايدى و جبتلك ناس محترمة زى دول و موسيقى و رقص و كمان بقيت شاعر و فى الاخر ال ايه مسروقة !
حسناء مقهقة : هههههه خلاص يا عم متزعلش .. الشعر تحفه و كتر خيرك والله على المجهود العظيم ده .. بس انت على فكرة مش بتعرف تكمل اى حاجه حلوة لأخرها
ابتعد عنها قائلاً : طب عقاباً ليكى انا هسيبك و امشى .. ابقى اركبى اى توكتوك هنا ولا حاجه
ركضت خلفه قائلة : استنى يا يحيى .. يا ابنى استنى
وقف فجأة و استدار لها و حملها على حين غرة قائلاً : ياختى عسل و معصعص
عبس وجهها و قالت : معصعص .. نزلنى يا يحيى .. نزلنى
ابتسم قائلاً : تؤ تؤ .. مفيش نزول
حسناء بغضب : نزلنى بقولك .. خلاص انا زعلت و مش هكلمك اصلاً
ضحك قائلاً : ليه يا معصعص كده بس ! .. ده انا فراولايه خالص
نظرت له بغيظ قائلة : ماشى ماشى .. انا هوريك
اقترب من وجهها قائلاً : متقدرش يا جميل
نظرت له بغيظ و سكتت .. بينما هو نظر لها بانتصار و ركبوا السيارة ليصلوا الى الفندق
*******************************
دخل الى الحجرة ثانيةً وجد ملامحها يبدو عليها الغضب الشديد و الحزن ايضاً .. كان بجانبها جميله تُربت عليها لتهدأ و امينه تجلس على الاريكة المُقابله لفراش حنين
نظر لها بغضب قائلاً : ينفع كده يا حنين ! صوتك يعلى على جوزك و كمان تطرديه و انا موجود .. هى حصلت !
ردت بانفعال : متقوليش اعمل ايه و معملش ايه .. انت مشوفتش هو عمل فيا ايه و لا كنت موجود لما عشت معاهم و كنت زى الخدامين .. متتكلمش عن حاجه انت مش عارفها و لا شوفتها .. انا كبيرة و عارفه مصلحتى فين و حره فى قراراتى انا مش صغيرة
نظر لها بصدمة قائلة : يعنى تقصدى ان حياتك مليش دعوه بيها و انى ماليش لازمة
ردت فى سرعه غير مُدركة لما تقول : ايوة انا حره .. انت اللى خليته يعيش معانا و يبقى فى وشى 24 ساعه و تقولى اعملى ده ،لأ متعمليش ده .. انا مش عابده عند حد عشان انفذ اللى انتو عاوزينه و لو وجودى مدايقكوا او هتفضلوا تتحكموا فيا كده انا همشى و اسيب البيت هدور على اى مكان اعيش فيه
رد بغضب جارف : انتِ شكلك اتهبلتى فى دماغك او فيه شراب جوه .. انا عُمرى ما اعمل حاجه تضرك او تبقى مش فى مصلحتِك .. بس على العموم انتِ حره و انا ماليش دخل تانى يا كبيرة
جميله بغضب : مش وقته يا جماعه هى ناقصه انكو تتخانقوا هنا كمان .. محمود روح شوق الدكتور عشان نمشى
خرج من الغرفة بعد ان انتهت من جملتها و اتجه الى الطبيب و اخبره بانها مسموح لهم بالذهاب ولكن يجب عليها الراحه و انها اذا تعرضت لضغط ثانيةً يمكن ان تخسر جنينها .. شكره محمود و اخبرهم بانهم يستطيعوا الذهاب ساعدت جميله حنين فى ارتداء ملابسها و ذهبوا الى منزلهم
*******************************
كان مع صديقه فى احدى النوادى .. قال امير بسخرية : يعنى اتحلقلك تانى يا معلم
عمر بغضب : ياض متخلنيش اتعصب عليك والله هعورك
ضحك قائلاً : هههه يا عم هو انا قلت حاجه غلط مش ده اللى حصل و بعدين اقولتلك سيبها فى حالها ديه بت خام و مش استايلك خالص
استطرد بحنق : مش انا اللى اعوز حاجه و ملقيهاش .. و البت ديه هجبها يعنى هجبها
امير بمكر : انا مش عارف انت عايز تنتقم منها اوى كده ليه ؟ متسيبها فى حالها .. ولا عايزها تحلقلك تانى
عمر بغضب و عِناد : طب ماشى البت ديه بقى بكره هتبقى قاعده معايا و هتشوف انا هعمل ايه
ابتسم بانتصار لما حققه و قال بخبث : هنشوف .. يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش
نظر امامه بغل قائلاً : بكره تشوف
******************************
بعد ان اوصل اخيه ذهب الى احدى الاسواق ليشترى بعض الاغراض لوالدته .. انتهى من الشراء و وقف حتى يدفع الحساب و لكن الكاشير كان مزدحم .. سمع صوت فتاة تقول : هههه ماشى يا حبيبى خلاص جايه مش هتأخر اهو بحاسب
انصت باهتمام لنبرة صوتها فلم يصدق أذنه و نظر لها ليجدها هى .. شعر بالسعادة الشديدة لرؤيتها و قرر ان يتكلم معها ليعتذر عما بَدَر منه .. انتهت هى و ذهبت بعيد قليلاً .. انتهى هو ايضاً و ركض خلفها مُحاولاً اللحاق بها كانت اختفت عن انظاره فأخذ ينظر حول نفسه فوجدها تقف فى احدى الاركان خمّن انها تنتظر احداً ما
اقترب منها قائلاً : انا بقالى كتير اوى عايز اشوفك
رفعت نظرها له و لم تصدق عينيها لقد تغيرت هيئته تماماً و اصبح وسيم اكثر بلحيته الخفيفة .. لم تصدق عينيها انه امامها و لكنها تصرفت بلامبالاة و قالت بحده : افندم ؟
مالك بارتباك : انا اقصد يعنى كنت عايز اشوفك عشان اعتذر عن اى حاجه حصلت منى قبل كده .. انا اسف بس انا كنت مش عارف انا بعمل ايه لكن انا دلوقتى اتغيرت والله و بقيت واحد تانى
ردت بأستخفاف : و انا ايه اللى يخصنى فى اللى انت بتقوله ده ! .. انا مليش دعوة بيك اصلاً و لو سمحت مينفعش الوقفه اللى احنا واقفنها ديه
رد باحراج : اه .. اه انا اسف بس ياريت متكونيش زعلانه منى و انا بعتذر عن اى حاجه .. عن اذنك
تركها و هو يشعر بالاحراج من ردها و تذكر انها كانت تتحدث مع احد و تقول له حبيبى اخذت الافكار تأتى بخاطره و لكنه سريعاً ما افاق لنفسه و استغفر ربه على تفكيره بها .. بينما هى ندمت قليلاً على معاملتها الجافه معه و لكنها اقنعت نفسها ان ما فعلته هو الصواب و ابتسمت على رؤيته
********************************
انتهت من تغير ملابسها و جلست امام المرآة تُمشط شعرها .. ثم خرجت من حجرتها و هبطت لاسفل لترى ماذا يريد والدها منها .. تشعر بالقلق الشديد لانه اول مره يُحدثها هكذاً .. و ما الموضوع المهم الذى يُريدها فيه .. كانت تقدم قدم و تُأخر الاخرى ثم وجدته يجلس امام التلفاز .. اقتربت منه ببطأ
مريهان بقلق : نعم يا بابا حضرتك كنت عايزنى في ايه ؟
شاكر بجديه : ايه رأيك فى اكرم ؟
ابتلعت ريقها بصعويه و قالت : رأيي ازاى يعنى ؟
رد بغضب : يعنى ايه ازاى ؟ .. بقولك ايه رأيك فيه ؟
ردت بهدوء : شاب اخلاقه كويسة و محترم .. مُتعلم و من مستوى اجتماعى كويس
شاكر ببرود : اممممم .. كويس اوى طيب يبقى خلاص اتفقنا
قالت مُستفهمة : اتفقنا على ايه ؟؟ .. انا مش فاهمة حاجه
نظر للتلفاز ثانيةً و قال ببرود : يوم الخميس الجاى خطوبتك على اكرم

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى