ترفيهمسلسل مليكتي

مسلسل مليكتي الحلقة الاولى والثانية

الحلقه الاولي


لحظات من الهدوء سادت المكان،،لم يكن هذا هدواً لفتره استجمام،بل هو هدوء ما قبل العاصفه،وسرعان ما اختلف الوضع وعلت أصوات أقدام،كالجواد الهائج الذي يحدث ضجيجا صارخاً،،وتخالطت معه صوت انفاسها اللاهثه وهي تسرع بين الأزقه والشوارع هرباً من هذا الجيش التتري الذي يحاول الإلحاق بها،لم تكن تعلم من هم،ولكنها أيقنت أن ما تمر به الآن له علاقه وطيده بحياتها العمليه،تابعت عدوها حتي وصلت إلي أحد البنايات القديمه وقررت الإحتماء بها،حتي تستطع تضليلهم والهرب منهم،،وبالفعل نجحت في تشتيت افكارهم وإبعادهم عن مكمنها،وما أن تأكدت انها في مأمن في تلك الأثناء،إتجهت مسرعه إلي بيتها،وهي شاردت التفكير في هوية هؤلاء الأشخاص..
قامت بالدلوف إلي المنزل وفي تلك الأثناء سمعت صوتاً يخترق أذنيها هاتفا…
-حياة
إلتفتت حياه إلي مصدر الصوت وقد إرتسمت إبتسامه عذبه علي تغرها،ثم أخذت في الإقتراب،،حتي اصبحت مواجهه لها….
“حياة …فتاه في الخامسه والعشرين من عمرها،،تخرجت من كليه الآثار،فتاه ذات طموح لا يمكن كبح جماحه وبفضل مثابرتها وإصرارها علي النجاح ،اصبحت أشهر وأصغر عالمه آثار،وإستطاعت بفضل مجهوداتها المضنيه أن تحقق نجاحات متتاليه ونالت العديد من الجوائز في مجال بحثها….حياة تمتلك بشره بيضاء متورده وعينان زرقاوتين وشعرا كريستالياً لامعاً…فقدت حياة والديها علي أثر حادث وهي في عمر الخمسه اعوام،ومن ذلك الحين وهي تقيم في بيت خالتها ” زينب”التي لم تنجب اطفالا منذ زواجها،ولكنها لم تبخل علي حياة يوما بشعور الأمومه التي تفتقده والذي يجتاح وجدانها….
-ماما..أيه مصحيكي لدلوقتي!!
هتفت حياه تلك العباره وهي تجلس بجانبها…
نظرت زينب في حب لإبنتها..عند سماعها لتلك الكلمه التي تعشقها،،ثم تابعت في حنو،، وكانت عيناها تشيران إلي مدي الحب التي تكنه لتلك الفتاه ….
-مقدرتش أنام في غيابك يابنتي…ليه أتاخرتي للوقت دا!!
-أسفه يا امي ،بس كنت مضطره انجز شغل مهم بالنسبالي
ثم إقتربت حياة منها وبادرتها بقبله حاره علي جبينها…
نظرت لها زينب بحنو وعينان فرحتان،من أثر فعله حياة ثم تابعت وهي تنهض هاتفه…
-هجهزلك الأكل يا حياة…غيري هدومك بسرعه!
حياه وهي تتجه إلي غرفتها وقد بدي الأرهاق جلياً علي قسمات وجهها….
-لا يا أمي ،،أنا أكلت الحمدلله تصبحي علي جنه…
تابعت زينب بتفهم وحنو لما شعرت به من إرهاق في نبره صوتها…
-وإنتِ من اهل الجنه يا بنتي
“ننتقل إلي مكان اخر حيث أحد القصور التابعه لأكبر رجال الأعمال ومالكي شركات السياحة علي الصعيد الدولي” عبد الفضيل الجيار”….
أخذ يعدو داخل حجرته ذهاباً وإياباً وهو يضرب كفاً بالأخر،فلقد سئم إنتظارها وأخطائها المتكرره وعدم شعورها بالآلم الذي يعتصر قلبه خوفاً عليها…..
“أنه هو جلال عبد الفضيل الجيار،،في الخامسه والعشرين من عمره،،تخرج من كليه الآثار في نفس العام الذي أعترف لها بعشقه لتفاصيلها العنيده،،يعمل في شركه والده بالسياحه،،شاباً طويل القامه،عريض المنكبين،،وقد قام بخطبه حياة وستتم مراسم الزواج بينهما في خلال أسبوعين”
-مش لاقي مبرر أنها تقفل تليفونها!…أكيد حاجه حصلت!!
وبينما هو يهزي كالمجنون داخل حجرته،،أعلن هاتفه عن وصول رساله نصيه،فأدرك أن حياة قامت بإشعال هاتفها،،فبادر بمحادثتها فور إلتقاطه للهاتف…..
-السلام عليكم،،حياه كنتِ قافله تليفونك ليه!!
خرجت تلك الكلمات من فمهِ كالتائه،الذي وجد ملاذه….
-أسفه،كنت مضطره اقفله
بدي علي صوتها الإعياء وتلاحقت الأنفاس بداخلها،فشعر هو أن هناك شيء ما ليس علي ما يرام حين تابع قائلا……
-صوتك مرهق ليه،حاسس إن في شيء مش طبيعي!!….وليه اتأخرتِ للساعه 12!
إضطربت حياة علي أثر كلماته،كيف له أن يشعر بها إلي هذه الدرجه،ولكن لم لا فهو من أحبها بصدق وعوضها الله به عن فقدان والديها، ولكنها تابعت بحزن….
-عاوزين يقتلوني يا جلال
دب الرعب في أوصاله وأضطربت نبضات قلبه جراء سماعه لتلك الكلمات….
-يقتلوكي!!…هم مين وليه!
-مقدرش اتوصل لمعلومات عنهم،بس الأكيد أنهم،متأجرين من قبل حد علشان يقتلوني،تفتكر مين عاوز يأذيني!
باتت نبره صوتها أكثر توتراً،،وبدأ الرعب يتسلل إلي قلبها….
-إهدي يا حياة،ما أنتِ عارفه شغلك وخطورته،أكيد في حد له عداوه معاكِ!!…ومش حياة الي تقلق وتخاف،،إنتِ وصلتي لمكانه حساسه اوي وكبيره وأي حد يتمني يكون مكانك،ومفيش إنسان ناجح معندوش أعداء،،وإلا مش هيبقي ناجح،وصدقيني أنا جنبك أوعي تيأسي أو تستسلمي يا حياة!
شعرت حياة بصدق حبه لها وقد بدي الحنو في نبرآت صوته العاشقه،،مما أدخل السكينه علي قلبها،تلك الشعور الذي بدأ يتسلل إلي قلبها منذ معرفته،فهو نعم المحفز والحبيب…..
-طول ما أنت جنبي مش هستسلم
-بقولك يا حياة،،علشان أكون مطمن عليكِ أكتر،أحنا نقدم فرحنا ويتم في خلال أيام!!
شعرت حياة ببعض التوتر ورغبت في قول شيء ما،لكنها آثرت الصمت لحين وقتها،وبدأت تفكر فيما قاله لها،والمشاعر المتضاربه تسيطر عليها كلياً ثم تابعت….
-طيب يا جلال،هفكر وأخد رآي ماما زينب،ودلوقتي هنام ،تصبح علي جنه
-وإنتِ من أهل الجنه
أغلق الهاتف معها،وظل يفكر فيما يحدث لها،فلقد كان شعور الخوف دائم التسلل إلي قلبه،ثم هتف بصوتاً أجش….
“مش هسمح للدنيا تاخدك مني بعد ما لقيتك،هعافر علشان تكوني بخير حتي لو التمن حياتي أنا،أوعدك ياحياة”
إتجه إلي فراشه وعقلهِ لم يتوقف عن التفكير،وإستطاع بصعوبه،، بالغه بعد مرور وقتاً ليس بالقليل،أن يغط في ثباتٍ عميق….
—–
صرخ بهم في صوتاً كالرعد الذي استطاع أن ينفذ داخل جميع أرجاء القصر النائي،وكاد الشرر أن يتطاير من عينيه،فهو لا يستطيع التغلب علي فتاه في الخامسه والعشرون من عمرها……
-أزاي تفلت منكم،،أنتوا شويه حمقي،بنت زي دي مش قادرين تخلصوا عليها
-صدقني يا فندم قلبنا عليها المكان كله،حتي الإشاره الي كانت في تليفونها وبتدلنا علي مكانها،قدرت هي تلاحظ دا وفجأه تليفونها أتقفل
قالها احد الرجال وهو يقف أمامه مطأطأ الرأس فيما أكمل هو متابعا….
-أنتوا عارفين لو الجماعه شافوها في المؤتمر الدولي بعد أسبوع،هيخلصوا علينا أحنا،الخطه دي لازم تتم في أسرع وقت،لازم ميكونش للبنت دي وجود،مش علي اخر الزمن بنت هتخسرني حياتي وشغلي!
…ثم اكمل مزمجراً…
-يلا ،برااااااااا
“في صباح اليوم التالي”
كان يجلس إلي مائده الطعام لتناول وجبه الإفطار حتي يستطع أن يباشر عمله داخل محيط شركته..حين أردف هاتفاً بصوتاً كالرعد ،ينم عن شخصيته القويه الحاده….
-مانديلا…مانديلااااا!!
أسرعت هي في عجله من أمرها،،ثم وقفت في مواجهته”منديلا فتاه من أب مصري وأماً يابانيه قضت جميع مراحل عمرها في اليابان بصحبه والديها،،وعقب وفاة والدتها عادت بصحبه والدها إلي مِصر الذي يعمل سكرتيراً في شركه عبد الفضيل الجيار،،وتعمل هي كمدبره لشؤون الخدم في قصره”….
-أمرك سيدي!!
باغتها هو برده مكملا….
-بليز منديلا،أيقظي السيد جلال وأخبريه إني أنتظره لتناول وجبه الإفطار
وبالفعل إنطلقت هي ملبيه لطلبه ثم إتجهت إلي غرفه جلال….
“علي الجانب الأخر وبالأحر في منزل السيده زينب”
-أحلي مج نيسكافيه لأحلي زوزو
تابعت حياة حديثها وهي تتجه خارج المطبخ الملحق بالمنزل،،وتحمل في يدها اكواباً،ثم وضعتهم علي المائده المتواجده أمامها….
-تسلم إيدك
وفي تلك الأثناء إتجهت حياة إلي زينب ثم طبعت قبله علي يديها،،وشرعت في حمل الكوب البلاستيكي الخاص بها…
-مضطره امشي يا أمي علشان أشوف مادلين في النادي،،قبل ما اروح الشغل،ادعيلي ياماما!
إتجهت حياه إلي خارج المنزل في طريقها إلي أحد النوادي المفضله لها لمقابله صديقه عمرها،”مادلين في نفس عمر حياة وجلال ،تخرجت من كليه الآثار أيضا،،تعرفت علي حياة منذ عامها الأول داخل الكليه،،وظلتا صديقتين حتي بعد تخرجهما”….
وصلت حياة إلي المكان المرجو لتجد صديقتها في انتظارها….
-مادو حبيبتي،،أسفه علي التأخير!
تعشق حياه صديقتها مادلين،ولا تضيع أي فرصه لإسعاده والبقاء بقربها….
-ربع ساعه تأخير يا عالمه الآثار الشهيره،،كل ما اغتنمتيه من جوائز ومن ضمنهم نوبل،،معلموش معاليكِ،،أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه ،قطعك!.
ارتسمت الإبتسامه بشده علي ثغرها جراء حديث صديقتها،،ثم تابعت..
-المواصلات زحمه كتير ياباشا،،أتمني أنك تتقبلي أسفي!
ضحكت الفتيات في مرح يفتقدانه لأيام عديده منذ إنشغال حياة بتجهيز مستلزمات زفافها،ظلت الفتيات يتجاذبن أطراف الحديث حين تابعت حياة في ضيق وشرود واضحان….
-مادلين أنا حياتي دلوقتي مهدده بالخطر،،الموضوع إتكرر تاني،،والأشخاص نفسهم كانوا بيلاحقوني إمبارح،،بس مقدرتش اخفي عن جلال اللي بيحصل اكتر من كدا…
وفي تلك الأثناء قطع حديثها صوت رنين هاتفها،،نظرت إلي الأسم المعروض علي شاشته بعشق ظهر في تعبيرات وجهها ولهفتها….
-دا جلال،،هكلمه ورجعالك يا مادو!
إبتعدت حياة قليلا،ثم ضغطت زر الإستجابه وتابعت في إبتسامه…
-عليكم السلام،،في النادي مع مادلين اصلها كانت وحشاني جدا
آتاها رده في عشق قائلا…
-فكرتي في موضوعنا يا حياة!،بجد مش قادر أستحمل كل البعد دا ومش مطمن واحنا وضعنا كدا
-موافقه
إنطلقت هذه الكلمه من فمها مليئه بكل أنواع التفاؤل والسعاده،،فلم لا تكون بقربه وقربه هو منبع الدفء والطمأنينه بالنسبه لها،،فهي لا تخاف عثرات الحياه معه،،بل بمجرد أن تحتضن أيديهما بعضها البعض وكأنه تم توصيل أعصابها بأكبر مصدر للقوه يجعلها تفتك بأي شيء يقف أمام طموحها وحبها للخير…
-الحمدلله كنت حاسس انك هتوافقي،،بحبك أوي يا حياة
-وانا كمان بحبك، وبما أن الفرح هيكون في خلال يومين ،فمعاليك مضطر ،تخرج معايا علشان أكمل باقي متطلباتنا،،إن شاء الله نتقابل بعد الشغل.؛
كاد قلبه أن يقتلع من بين ضلوعه ويذهب إليها،فأردف قائلا…
-إن شاء الله بمجرد ما أخلص هكلمك،خلي بالك من نفسك اوي،،مع السلامه
عقب إنتهائه من محادثه حياة،،دلف مسرعاً خارج غرفته وأتجه حيث يجلس والده…
-صباح الخير يا بابا
تابع والده في ثبات وهو يكمل تناول وجبته…
-صباح النور يا جلال،،أنت ناسي أن عندك شغل ولا أيه!!
نظر له جلال في توتر،،فهو يعرف أن والده صارم في قوانينه ولا يحبذ التأخير علي مواعيد عمله…
-أسف يابابا بس نمت متأخر
هتف والده وقد إرتسمت علي ثغره ،ضحكه خفيفه بعض الشيء وهو ينظر له بجانب عينيه…
-مش قادرين تستنوا ليوم الفرح،لازم الكلام للصبح!
ضحك جلال علي أثر حديث والده،فهو يعلم جيداً مدي عشق جلال لخطيبته وزوجته المستقبليه..
-بابا صحيح كنت عاوز أتكلم مع حضرتك شويه،بخصوص ميعاد الفرح!
-أتفضل يابني،،سامعك!
بدي التوتر جليا علي نبره صوت جلال الذي حاول التماسك فهو يعلم أن والده يقدس المواعيد ويحترمها كثيرا وأي إخلال بها يثير غضبه…
-بابا أنا كنت عاوز أقدم فرحي كمان يومين،أنا بصراحه،،عاوز أطمن أكتر علي حياة،وعاوزها تكون جنبي في أسرع وقت،أرجو أن حضرتك تتفهم دا!
صلب والده أنظاره إلي جلال دون أن ينبث ببنت شفاه…وهنا تابع جلال مسرعا…
-علشان خاطري يا بابا وافق
أردف والده قائلاً في ثقه…
-موافق،بس بشرط
-طلباتك كلها أوامر يا بابا
ثم تابع والده وهو يشير إلي الطعام الموضوع أمام جلال…
-الأكل دا يخلص حالا يا أستاذ،وياريت مواعيد شغلك تتظبط شويه
نهض جلال من مكانه،،ثم هتف وهو يتجه ناحيه والده…
-ربنا يخليك يا بابا،ويبارك ف عمرك،،ثم إنهال عليه بالقبلات،،مما أثار ضحك والده،،الذي هب واقفا ثم أكمل بحزم…
-خلاص يا ولد ،،يلا قدامي علي الشغل…
عادت حياة إلي صديقتها،، ثم تابعت في سعاده…
-عندي ليكِ خبر حلو اوي يا مادو
إلتفتت لها مادلين بإنصاتاً واضحاً،،وتنظر في عينيها،بحثاً عن وجود سبباً لتلك السعاده بينهما…
-أخبريني يا فتاه.. أحب أسمع!
-انا وجلال قدمنا الفرح لبعد يومين،بجد مبسوطه اوي وأخيرا هنام بطمأنينه مفتقداها من يوم ما أشتغلت في مجال الآثار،،وانا حاسه أن كل الناس بتلاحقني وعاوزه تخلص مني،ليه دايماً الشخص الناجح والمفكر والمبدع كل الناس دي الي بتحمل افكار بنائهَ دايماً مستهدفه،بس صدقيني يا مادلين،مش هيعرفوا مكان المقبره الأم ابداً،مش هشارك في تهريب آثار بلدي لعصابات المافيا والمخلوقات الي كلها شر،،هقف ضدهم،لحد ما يكونوا في المكان الي يستحقوا
-وإنتِ عارفه مكان المقبره الأم يا حياة!
هتفت مادلين بتلك العباره بترقب شديد،حين تابعت حياة في ثبات…
-خبيره الكشف عن مواقع الآثار ومش عوزاني اعرف مكانها!..عرفت بس ولا جنس مخلوق يعرف مكانها غيري ولا حتي جلال
..ثم أكملت وهي تنهض من مكانها…
-الكلام أخدنا واتأخرنا علي الشغل،وعاوزه أخلص الشغل بدري علشان هنخرج أنا وجلال نشتري الباقي في الشقه، بردو مش هتيجي معايا،هو انا مش صاحبتك ولا أيه!!
نظرت لها مادلين وهي تبتسم إبتسامه باهته بعض الشيء،،ثم تابعت…
-أعذريني يا حياة،،أنتِ عارفه أن ماما تعبانه وميعاد الدكتور اللي بتابع معاه النهاردا..
نظرت لها حياة بتفهم وهي تحتضنها هاتفه. .
-ولا يهمك تتعوض،،ومتزعليش وترهقي نفسك،إن شاء الله ست الكل هتكون بخير ،،يلا بينا
وبالفعل إنطلقت الفتيات إلي مقر عملهما…
“إنقضي اليوم سريعاً وحل المساء”
-أنت فين كدا يا عم جلال ولا علشان بقيت عريس ،بطلت تسأل!
إبتسم جلال بشده جراء سماع صوته الذي يعشقه وكلماته المازحه بإستمرار هاتفاً….
-مجدي،أقسم بالله وحشتني،مع أني لسه سايبك إمبارح!
“مجدي هو صديق جلال منذ الطفوله،،مجدي من الطبقه المتوسطه،،ولكن هذا لم يقف عائقاً أمام حبهما لتلك الصداقه الوفيه،،لم يكن جلال مهتماً بالطبقيه علي الإطلاق،يعمل مجدي مع صديقه جلال في شركه والده،،وهو خريج كليه التجاره”
أردف مجدي في مزاح متابعاً…
-إنت بتوحشني كل لحظه يا صديق العمر،،ها قولي بقا إيه أخر التطورات يا عريسنا!
-فرحنا هيتم بعد يومين..
هتف بها جلال في إرتياح وسعاده وبدا يسرد كل ماحدث والذي جعله يقدم موعد الزفاف علي مسامع صديقه،،الذي تابع هاتفاً في سعاده…
-مبارك عليك يا جلال،،ربنا يسعد أيامك ويرزقك الذريه الصالحه.
..ثم أكمل في مرح…
-أنتم السابقون ونحن اللاحقون!
ظلا يتمازحان فيما بينهما،،ثم أنهي جلال الإتصال،بعد تحديد موعد لقائهما عقب شراء ما أرادته حياة….
“علي الجانب الأخر”
وصلت مادلين إلي منزلها،،وما أن دلفت حتي وجدت والدتها تجلس بصحبه صديقاتها،،ألقت مادلين السلام ثم دلفت إلي غرفتها،،ثم ألقت بجسدها المتهالك علي فراشها من أثر العمل…
-مادو،،حبيبتي مش هتاكلي!!
هتفت والدتها بتلك العباره عندما دلفت إلي غرفه إبنتها،،لشعورها بأنها ليست علي ما يرام….
-لا يا ماما شكراً،،انا بس محتاجه أنام ،تصبحي علي خير
تابعت والدتها وهي تغلق أضواء الغرفه خلفها..
-وإنتِ بخير يا بنتي
——
“كانا يتجولان في أحد المولات التجاريه ينتقيان ما تبقي لهما في عش الزوجيه،،لم تتوان حياة عن أخذ رأيه فيما تختاره،،مر الكثير من الوقت عليهما دون أن يشعران به من فرط سعادتهما بتلك الزيجه،،ويتمنون إتمامها علي خير…
-قولت لوالدك عن موضوع تقديم ميعاد الفرح!
-طبعا،ورحب جداً بالموضوع ،إنتِ عارفه اد أيه بابا بيحبك
ثم تابع وهو يضع طوقاً من الورد حول خصلات شعرها الكريستاليه المذهبه….
-ربنا يباركلي فيكي،،ومشوفش فيكي أي شر!
نظرت له حياة في حب وهي تؤمن علي حديثه..
-اللهم امين..ويسعد قلبك يا قوتي الروحانيه
وبالفعل أتما ما جاءوا لأجله ثم اصطحبها جلال إلي بيتها لكي يطمئن عليها،،وأنطلق بعدها إلي منزل صديقه….
—–
وبينما هي تجلس وصديقاتها يتجاذبن أطراف الحديث،،سمعت صوتاً صارخاً يخالطه صرخات مدويه يأتي من غرفه إبنتها،،فإرتعدت اوصالها لما سمعت،،مما أثار ضجه بين الجالسين،،فأتجهت هي مسرعه إلي غرفه إبنتها….
-ماااااادلين

 
الحلقه الثانيه
——-
أسرعت الخطي نحو غرفه إبنتها،وهي تضع يدها علي قلبها،،خوفا من أن يصيب فتاتها بمكروه،وما أن دلفت إلي الغرفه حتي أغلقت باب الغرفه خلفها ثم هتفت….
-مااااادلين،بنتي!
أخذت مادلين تصرخ بكل ما أوتيت من قوه،وتحطم كل شيء أمامها،حتي قامت بتحطيم مرآتها،،مما أصاب يدها ببعض الخدوش….
-مالك يا مادلين!..أهدي يا بنتي!
ثم شرعت ألفت في إحتضانها بشده وهي تطبق يدها بشده علي جسد إبنتها،في محاوله لكبح ثورتها تلك،في حين هتفت مادلين في شهقات متقطعه….
-ليه دايما كل حاجه بحبها،بتكون لغيري،ليه يا أمي!…انا عشقته بجد،مش متخيله وجوده مع شخص تاني غيري!…ليه يا أمي فضلها عليا،جلال كل شيء في حياتي،بس هي بردو صديقتي ومن الخطأ اني أخون صداقتنا،ساعديني يا أمي انساه!
بادرتها ألفت بنظرات ثابته وإبتسامه بسيطه،ثم أجلستها علي فراشها وهي تربت علي شعرها في حنو….
-مش دأئما كل شيء نتمناه يتحقق،بس إنتِ إتسرعتي في الحب دا،ومن البدايه حبك من طرف واحد
-لا يا أمي حياة دائماً خاطفه للأضواء،دائماً الناس بيفضلوها عليا،الأولويه في العمل ليها وحتي الشخص اللي حبيته،أخدته مني!
أطلقت تلك الكلمات وهي تبكي بمراره وتنساب الدموع كالأنهار،حتي تابعت والدتها في ترقب..
-بس يا بنتي هي مأخدتش جلال منك،جلال حبها هي،وحياة متعرفش أنك بتحبيه،أرجوكي أهدي وهنتكلم في الموضوع دا بعد مغادره صديقاتي!
في تلك الأثناء قامت مادلين بتجفيف دموعها في هدوء ثابت بعض الشيء مردده…
-حاضر يا أمي
طبعت ألفت قبله علي وجنتي إبنتها،ثم هتفت….
-تقدري تستريحي شويه يا مادلين،تصبحي ع خير!
-وإنتِ بخير
إتجهت السيده ألفت خارج حجره إبنتها،،وحاولت تبدو طبيعيه بعض الشيء أمام صديقاتها بعد أن فسرت لهم أن إبنتها تعاني من آلم في معدتها،مما جعلهم يستأذنون مغادرين للمنزل….
“ننتقل في مكان أخر داخل منزل مجدي “
هتف في تلك اللحظه وهو في حيره من أمره بعدما ألقي بأحد الأوراق علي الطاوله الموضوعه أمامه….
-دي كارثه يا جلال،بس هم مين دول،والورقه دي وصلت لعربيتك ازاي!
نظر له جلال في تهكم يصحبه نظرات ألم،ثم أكمل متابعا…..
-نفس الناس اللي عاوزين يقتلوا حياة،وزي ما وصلوا تليفونها بجهاز مراقبه قادرين يعملوا أي حاجه،بس اللي مش قادر أتوصله ،ليه حياة بالذات اللي بيستهدفوها!!… دي عمرها ما بتأذي حد!… أكيد في سر حياة خفياه عني وأكيد هعرفه،بس الأهم أزاي أحمياها من الناس دي في غيابي!
ساد الهدوء المكان،وسكنت الأجواء مابين حائراً ومصدوماً مما يحدث حتي هتف مجدي بعد بضع دقائق من التفكير….
-انا لقيت حل،أنت تقدر توصل تليفونها بإشاره مراقبه تقدر تعرفك أماكن تواجدها وبكدا تطمن عليها،ولو في أي خطر لا قدر الله الإشاره دي أكيد هتحذرك من خلال إشاره خضراء
نظر له جلال في تلك اللحظه وهو يضع رأسه بين يديه في تفكير،ثم تابع…
-تقريباً،هو دا أحسن حل والله المستعان
وهنا نهض جلال متابعاً في عجله من أمره…
-أستأذنك بقا،ونتقابل في الشركه،تصبح علي خير
بادره مجدي في تلك اللحظه وهو يسير خلفه…
-وأنت بخير،خلي بالك من نفسك يا جلال،ونفذ اللي قولتلك عليه،دا أحسن حل،وربنا يبعد عنكم الشر
-اللهم أمين
هتف بها جلال قبل أن يغادر المنزل وهو ينوي علي تنفيذ ما خطط له،فحمايتها باتت أمراً واجب التنفيذ….
“في صباح اليوم التالي”
ظلت تصرخ صرخات متتاليه وهي تهلوس كلاماً غير مفهمواً علي الاطلاق،حتي دلفت زينب مسرعه إلي غرفتها،وشرعت في إيقاظها بترقب وقلق شديدين،في حين أفاقت هي فزعه علي أثر صوت خالتها وهي تهتف….
-حياة،بنتي فوقي…خير يا بنتي!
فتحت حياة عينيها في ترقب
شديد وهي تحول نظرها في كل ركن داخل الغرفه،وظلت تلهث كمن كان يعدو في احد السباقات ثم رددت…
-عاوزين يقتلوني انا وبنتي يا أمي
جحظت عيناي السيده زينب علي أثر حديث إبنتها حين تابعت في حزن..
-بنتك!… حياة إنتِ كويسه يا بنتي!
وفي تلك اللحظه وضعت زينب يدها علي جبين حياة لتتفاجيء بإرتفاع حرارتها،فأيقنت أن هذا ما دفعها،لترديد كلاماً غير مفهوماً،ثم إتجهت مسرعه خارج الغرفه وما هي إلا لحظات حتي عادت مره أخري وهي تحمل إناءً وضع فيه ماءً بارداً،ثم شرعت في عمل كمادات لها….
——-
في مكان أخر،يقف هو كمن سُكب عليه ماءً بارداً،وهو مسلط عينيه إلي أرضيه الغرفه حينما أتاه صوتا مزمجراً بعض الشيء…
-المفروض أمر البنت دي يكون منتهي من زمان يا أستاذ معتز!
تابعه معتز بنظراته حتي أستقر في مكتبه ثم أكمل في تردد قائلا…
-يافندم البنت ذكيه جداً، ومش بسهوله نتخلص منها..والأهم أنها الوحيده اللي تقدر تساعدنا في إيجاد الأثار وتهريبها،وموتها مش في صالحنا علي الأطلاق.
-بس دي أوامر القياده العليا يا معتز،يبقي تتنفذ بالحرف.
ردد هو تلك الكلمات وهو يضرب بقبضته الغليظه علي مكتبه في ضجر وعينان يتطاير منها الشرار،ثم تابع بنفس نبرته المهدده….
-البنت دي لو مغابتش عن عالمنا دا قبل يوم المؤتمر،أعتبر نفسك منتهي،تقدر تمشي دلوقتي!
أتجه معتز خارج تلك الحجره مسرعاً وهو يتصبب عرقاً،وبدأ يهرتل بكلمات غير مفهومه،فهو يأبه بفكره الموت حد الإنتقام من أي شيئاً قد يودي بحياتة….
—–
كانت تجلس إلي مائده الطعام وقد بدي علي خلجات وجهها بعض الضيق ثم هتفت لإبنتها الجالسه أمامها….
-مادلين حبيبتي،أنسي جلال!… صدقيني الحياه مش هتقف عليه… إنتِ قدامك حياتك وأكيد هتقابلي نصيبك،،عيشيها بقا لو سمحتِ لحد الوقت دا!
توجهت مادلين إليها بالحديث وهي تنظر إلي الطعام الموضوع أمامها،ولا يوجد علي ملامحها أيه تعبيرات…
-أخدت قرار،هنساه فعلاً يا أمي ،مش هينفع أخون صاحبتي مهما حصل وبتمنالهم السعاده
سعدت ألفت بحديث إبنتها فهي تعلم أنها لا تبقي علي شيئاً لا يجديها نفعاً،ثم تابعت في حب….
-ربنا يوفقك يا بنتي في حياتك وشغلك
في تلك اللحظه أردفت مادلين في مرح قائله..
-حياة قدرت تتوصل لمكان الجناج الأثري الكبير،،انا عرفت دا منها،،وأكيد دا هُيحسبلنا في مجال البحث دا غير العائد علينا من مكافأت وشهره وصحافه
-كويس جداً،أكيد ربنا مش هيضيع تعبكم!
——–
“داخل شركه عبد الفضيل الجيار”
أخذ يضرب بقبضته علي مكتبه وهو يزفر تنهيدات يصاحبها تأفف،للمره المليون تُغلق هاتفها ،لكنها لم تذهب لممارسه عملها اليوم لإستعدادها لحفل الزفاف،إذاً لماذا تغلق هاتفها!
في تلك اللحظه قفزت في عقلهِ فكرة،فقرر الإتصال علي هاتف السيده زينب….
-السلام عليكم ماما زينب
نطق تلك العباره وهو متلهفاً لمعرفه حالها،في حين رددت هي قائله….
-وعليكم السلام يا جلال،ألحقني يا ابني حياة درجه حرارتها مرتفعه اوي،وانا بعملها كمادات
أدرك جلال سبب إغلاقها للهاتف وبدأ بتنفس الصعداء،،ثم هتف في حزن….
-انا جاي حالاً في الطريق،متقلقيش،إن شاء الله هتكون بخير
أغلق جلال الهاتف ثم توجه بخطواته نحو مكتب والده ليخبره بما ينتوي فعله،،وما أن دلف حتي هتف وهو مسلطاً عينيه نحو والده….
-بابا،أنا مضطر أنهي شغلي النهاردا،لأن حياة تعبت اوي،ولازم أطمن عليها
هتف والده في تلك الأثناء بعدما أشاح بنظره عن الاوراق الموضوعه أمامه…
-الف سلامه عليها يا جلال،لما تطمن عليها أبقي طمني،تقدر تتفضل يابني
وبالفعل توجه جلال خارج الشركه وهو ينوي فعل شيء ما قبل الذهاب إلي منزل حياة،
دلف داخل سيارته وبدأ بقيادتها إلي مكانٍ ما….
وعقب دلوفه مباشره هتف والده محدثاً شخصاً ما علي الهاتف،ووجهه يميل إلي الإحمرار كالبركان الثائر من شده الغضب..
-مش دا اللي أتفقنا عليه وطبعا أنا مبحبش أعيد كلامي أبداً،أبدا التفيذ الموضوع لازم ينتهي في اقرب وقت،لأنه أخد اكتر من وقته
هتف المتصل في تلك اللحظه بقلق وتوتر شديدان…
-تحت أمرك يا فندم
——–
وصل جلال لتوه إلي المكان المقصود زيارته،ظل يلتفت حوله وينظر يميناً ويساراً،،أملاً في إيجاد الشخص المقصود،،وبينما هو في حيره من أمره،وجد شخصاً ما يضع يده علي كتفه من الخلف هاتفاً….
-نورت الفيلا يا جلال
إلتفت جلال فوراً إلي مصدر الصوت،وهو يشكك في أمر نبرة هذا الصوت وما أن إلتفت حتي جحظت عيناه من هول الصدمه….
-خالد!… أنت رجعت أمتي من السفر!
بادر جلال في تلك اللحظه بإحتضانه بشده وقد أرتسمت علي ثغره إبتسامه شديده،ف خالد الشيمي هو صديق طفولتهم الثالث،ولكن إنقطعت أخباره منذ سفره إلي فرنسا،ويعمل ضابط شرطه،ثم تابع جلال بنفس سعادته،عندما وجد مجدي يقف خلف خالد….
-أنتم متفقين عليا بقا،بس أيه جو الرعب والأكشن دا!
نظر له خالد بحب،ثم أكمل حديثه…
-وحشتني اوي يا صاحبي،ولا أقولك ياعريس!
ولكن في تلك الأثناء قطع حديثهما تدخل مجدي،الذي هتف في مرح والسعاده جليه بشكلاً كبيراً علي ملامح وجهه…
-وحشتني اللمه الحلوه معاكم،بس حالياً لازم نتكلم في اللي وصلنا هنا علشانه
ثم تابع وهو يمد يده بجهازاً صغير الحجم بدرجه كبيره إلي صديقه….
-دا بقا جهاز المراقبه ،بتوصله بتليفونها او عربيتها،علشان تقدر تحدد مكانها بسهوله ودايما الجهاز في حاله سيره بالمعدل الصحيح هتلاقي ضوئه أحمر وبمجرد ما يحصل تدخل او عدم إنضباط سير السياره الجهاز هينور أخضر ولو تحب ممكن نستخدم جهاز تاني ،تحاول تظبطه في ملابسها بطريقه غير مرئيه بحيث لو لاقدر الله حصل خطر عليها او تمويه من الأشخاص اللي عاوزين يأذوها أو إبتعادها هي عن مكان السياره،،ف بناءً علي ذلك الجهاز اللي هيكون في العربيه هيكون بنظام البوصله بالظبط أما الجهاز اللي هيكون في ملابسها دا هتستقبل الإشاره الخضراء في حاله تعرضها للإحتكاك او الضرب من شخصاً ما نتيجه ضغطه بالخطأ علي الجهاز دا،،ودا طبعا واخد النسبه الأقل من الإحتمالات بس لازم نعمل تغطيه شامله ونضع كل الإحتمالات قدامنا
ثم أكمل خالد حديث مجدي قائلا وهو يضع يده علي كتف صديقه….
-وطبعا لم نتغاضي عن وجود الناس اللي هيحموها ويأمنوا الفرح علشان كل حاجه تعدي علي خير،والله المستعان
تابع جلال في إبتسامه تظهر مدي إمتنانه لأصدقائه ثم تابع….
-عمر نظرتي فيكم ما خابت،ربنا يبارك في صحبتنا
ثم قام بتكور قبضه يده وأمدها أمامه وكذلك فعل صديقاه الإثنان مرددين في نفساً واحداً….
-أخوات ولكن لم تنجبنا الأم ذاتها،،مكملين رغم عثرات الحياة،معاً للنهاية.
قام الثلاثه بإحتضان بعضهم ،ثم قرر جلال الذهاب مستأذناً إياهم لكي يتمم ما دبر له اليوم،وبالفعل إنطلق جلال مسرعاً إلي بيت حياة
——
-حياة عامله أيه دلوقتي يا أمي!
نطق بها أثناء ركوضه إلي غرفتها،وما أن دلف حتي وجدها مغمضه العينان وتهلوس بكلاماً غير واضحاً….
-والله يا جلال هي علي الحاله دي من بدري وبتهلوس بكلام مش فهماه،،وقامت من النوم وهي بتصرخ وتقول هيقتلوا بنتي!!
نظر لها جلال بجانب عينيه وأخذ يضيقهما في شيئاً من المرح…
-بنتها!.. ليه هو أحنا أتجوزنا أمتي!
نظرت له السيده زينب وقد إبتسمت له إبتسامه حانيه ،إستطاع هو رسمها علي ملامحها العابثه لحال إبنتها،ثم توجه هو إلي حياة وقام بإفاقتها،وما أن رأته حياه،، حتي هتفت في فزع…
-جلال إلحقني كانوا عاوزين يقتلوني!
نظر لها جلال بحزن ولكنه حاول أن يضفي نوعه من المرح وطمئنتها،فهتف قائلا:يقتلوكي ولا يقتلوا بنتك!!!
نظرت له حياة بتردد ثم أكملت بإندفاعاً…
-إحنا الاتنين يا جلال ،،خليك جنبي بليز
-أنا جنبك يا مجنونتي وبعدين ،فرحنا بكرا لسه،جت منين بنتك بقا
في تلك الأثناء نظرت له حياة بنظرات ثابته،ثم قامت بحك رأسها بأطراف اصابعها مردده…
-اه فعلا ،مين بنتي دي!،سوري بس إرتفاع الحراره مش لصالحي خالص!
ضحك جلال بشده علي أثر كلماتها البريئه ثم ردد وهو يعدل من جلستها ويجلس بالقرب منها…
-بصي بقا يا حياة،اللي في إيدي دا جهاز مراقبه هتركبيه في لبسك،أي لبس هتخرجي بيه،حتي فستان الفرح بردو،أما اللي في إيدي التانيه دي ف هركبه في عربيتك ومن خلاله هقدر أرصد مكانك.
نظرت له حياة في حب وشرعت في التحدث،حينما وضع هو إصبعه علي شفتيها،مردداً….
-ششش،،مش عاوزك تقولي أي حاجه ،إسمعي كلامي وبس،،وعدتك هحميكي ووعد الحر دين.
ثم قام بطبع قبله علي جبينها وبث فيها كل ما يشعر به من مشاعر متضاربه،حباً و إشتياقاً لها..
——-
“مر اليوم بسلام حتي جاء موعد الزفاف”
كانت تجلس في أحد الغرف داخل قصر زوجها بصحبه السيده زينب وبعض سيدات التجميل،،أرتدت حياة فستاناً رقيقاً جداً من النوع الكب،يضيق من أعلي جسدها،،وقد بدي من أسفله منفوشاً بشده،،وأطلقت لشعرها العنان،،ثم قامت بوضع طوقاً من الورود عليه مما جعلها كالاميره المتوجه وقد تناسبت هيأتها مع لون عيناها الزرقاوتين…
-ماشاء الله،،تبارك الخلاق،أيه في الجمال يا بنتي،،هتوحشيني اوي يا حياة،،هفتقدك أوي يابنتي!
هتفت السيده زينب بتلك الكلمات وقد إغرورقت عيناها بالدموع ،،في حين قامت حياة بإحتضانها متابعه…
-صدقيني مفيش حاجه هتبعدني عنك غير الموت،وبمجرد ما نستقل أنا وجلال بحياتنا في بيت خاص بينا بعد موافقه اونكل عبد الفضيل،،هتكوني معايا في بيتي ومحدش هيفرقك عني ابداً،،أنا بحبك اوي يا زوزو ،إنتِ اللي عوضتيني عن ماما،وإنتِ اللي وقفتي جنبي وبنيتي جوايا شخصيه قويه وكلها طموح،انا مديونه ليكِ بكل حياتي.
قاما بإحتضان بعضهما في حين دلف السيد عبد الفضيل إلي الغرفه وقام بإمساك يدها والسير بها إلي مكان الحفل وتسليمها لزوجها،،وما أن رآها جلال حتي هتف في صدمه ممزوجه بالعشق.
-اللهم صلي علي النبي،، الأشياء دي متتنقلش بين الناس اصلاً،دي يبروزوها وتتحط في متاحف باريس.
ضحك أصدقائه علي أثر كلماته فقد أصابه الجنون جراء رؤيته لجمالها الخاطف،،فهي شديده الجمال،،بل باتت هي تنافس الجمال ذاته!.
تم عقد القران وقد تعالت التصفيقات بين الحاضرين في حين قام هو بإحتضانها بين الدعوين بحب،،وفي تلك اللحظه همس في أذنها قائلا…
-لبستي الجهاز!
نظرت له هي بصدمه وقد أشاحت بنظرها بعيداً عنه مردده في ضيق…
-هي دي إنتِ قمر والرومانسيه اللي ربنا قدرك عليها!
ضحك هو بشده وبحرك تلقائيه منه جثي علي قدميه أمامها وهي تنظر له بإستغراب شديد ثم هتف قائلا في هُيام…
تسمحيلي ابقي ضحكه،،في وقت تعبك،،بتحييكي
وابقي سندك وانتي ورده ،،حبي هو اللي يراعيكي
مستني منك كلمه موافقه،،اني ابقي اب ليكي تتجوزيني!
نظرت هي له بعشق وقد أحمرت وجنتيها خجلاً حين هتفت …
-ما أنا مراتك يا مجنون،،بحبك أوي يا جلال
في تلك الأثناء عدل هو من وضعيته ،،ثم قام بإصطحابها إلي خارج الفيلا،،حيث يتم إستكمال حفل الزفاف بالحديقه الملحقه بالقصر،، إتجه بها جلال إلي حيث قالب الجاتوه الكبير،،ثم قاما سوياً بتقطيعه وفي تلك اللحظه دوي صوت طلقات النار عالياً،،يصاحبه صوت صرخات المدعوين،،في حين نظر هو بجانبه ليجدها…
-حيااااااة

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:علياء شعبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى