مسلسل مليكتي الحلقة 17و18
الحلقه السابعه عشر
جحـظت عينـاي مليـكه لما رأته موضوعاً بجانب الكومود،فأخـذت تقتـرب من هذا الشيء في ذهـول ثم هتفـت عالياً من بين صدمتـها،،متابعه…..
-ألحقـني يا سيـف!
كـان يقف بصحبه مـادلين والشرر يتطايـر من عينيه وقبل أن يُكمل حديثه معـها،سمعها تهتف باسمـه،،فقـرر الإتجاه إليـها في الحـال،،في حين أردفت مادلـين بنبرآت متأففه عقب مغادرته…..
-ملحقتش أسأله علي أي حاجه..ماشـي يا مليـكه هانم أما نشوف أخرتها معاكي.
إتجـه سيـف في عجاله من آمره إلي الغرفه ومـا أن دلف داخلـها حتي نظر هو بعينيـه،،إلي حيث تُسلط هي ناظـريها،متابعـاً….
-السلسلـه،،عرفتـي أنك فعلاً كنتي نسياهـا هنا!
نظـرت له مليـكه بنظرات شارده،،ثـم أردفت بنبره واثـقه وهو تضم قبضه يدها عليها….
-بس أنـا متأكده مليون في الميه،،إني كنت واخده سلسلتي معايـا يا سيـف.
بينمـا أردف سيـف وهو يضع يده حول كتفها مصطحباً إياها إلي الفراش،وهو يهتـف….
-مليـكه إنتِ محتاجه ترتاحـي من آرق السفر،،لأنـك بتقولي كلام مش مُقنع ،أزاي أخدتيهـا وأزاي السلسله موجوده في الأوضـه.
تابعـت مليـكه حديثها،،وهي ترمقه بنظرات بارده قائله…
-أنا متأكده ودا مش أرق.
ومـا أن إنتهت من حديثها حتي قامت بإرتداء القلاده مره أخـري وهي تنظـر إليها نظـرات غيـر مقتنعه،،ثم أردفت بنبره تحمل من التهكـم الكثيـر….
-تعـرف كمـان يا سيـف ،أنـا محبتش السلسلـه دي،،حاسه انها مش سلسلتـي.
رمقـها سيـف بنظرات متسائلـه،،ثم أردف متابعـاً،وهو يقترب منها،،ثم همـس بنبرآت هـادئه….
-مليـكه ،حبيبتي…خدي شاور علشان ترتاحي.
إنصـاعت مليـكه لحديثه ثم هتفت بنبره بارده وهي تتجـه ناحيه المرحاض…
-تمام.
فقـد شعرت من حديثـه بعدم الإقتنـاع مما تقول،،ولكنهـا تحس
بقـوه هذا الشعور بداخلـها….
فـي تلك اللحظـه قام بإلتقاط هاتفـه ثم أجري إتصالاً بتلك الأفعـي،ومـا أن أجابت حتي هتف في جمـود….
-ياريت تستنيني في سـرداب الموتي بتاعك يا مادليـن هانم.
ثـم قام بإغلاق الهاتف وسط نبرآت الضيق التـي تنتابها من حديثه،بينمـا تابعت وهي تتجه خارج القصر،قائله…
-نهايتـك قربـت.
وبالفعـل إتجهت مادليـن إلي حيث آمرها،،وما هي إلا دقائـق معدوده حتي دلف هو داخل السـرداب ورائها متابعاً في تهكم….
-من زمـان يا مادلـين هانـم ،متجمعناش ،وقعـدنا القاعده الحلوه دي!
نظـرت له مادلين في جمود ثم أردفـت متابعـه….
-عـاوز أيه يا سيـف!
-كل خيـر.
هتف سيـف بهذه الكلمه،بينمـا أردفت هي في نبرآت مغتـاظه،قائله….
-مش ملاحـظ يا سيـف أنك بقيت بارد،،والخطـه كدا مش هتـم لو عشرين سنـه جايه.
أردف سيـف متابعاً وهو يُصدر ضحكـه عاليـه،ثم تابع بنبرآت واثقـه….
-ومـش هتم أبـداً..يا مـادلين هانم.
رمقتـه مادلـين بنظرآت متسائله،،ثم تابعت بنبره حـاده…
-مفهمتش.
في تلك اللحظـه أردف سيـف متابعـاً وهو ينهض من مجلسـه ويتجـه إلي تلك المكتبه الصغيره،،قديمه الأزل الموضوعه في ركنـاً من السـرداب متابعاً….
-هبسطهالـك.
قم أكمل حديثـه وهو يلتقط قلاده ما موضوعـه علي أحد الأرفف،قائلاً….
-حلوه السلسله دي،بتاعتك!
نظـرت له مادليـن بغيظ وهي تصرخ به بنبرآت حـاده،قائله…
-سيـف،متغيرش الموضوع وفهمنـي تقصد أيـه بكـلامك دا!
-هقولك حاضر،،بس أهدي علشان إنتِ لسه شابه وانا خايف عليـكي!
هتف سيـف بتلك الكلمـات وهو يجلس علي المقعد المقابل لها مره أخري،ثم أردف مكملاً حديثه في ثبـات….
-أنـا مش هقتل مـراتي!…أيـه اللي مش مفهوم في كـلامـي دلوقت!.
نظـرت له مادليـن في صدمه وعيناها تستشيطـان غضباً،في حين تابعت من بيـن نبرآتها الملتهبـه،،قائله….
-والخطـه يا سيـف،،مش هتم!
أكمل سيـف وهو يومـأ برأسـه في تأكيد ويرتسم علي ثغره إبتسـامه تشفي،،قائلاً…
-بالظبـط كدا،،وحتـي لو راجعت قراري دا وهتم المخطط،،هيكون ناقص بنـد قتـل مليـكه..مـراتي تكون برا لعبتـك القذره دي!،سمعـاني يا مادليـن!.
في تلـك اللحظه نظـرت له مادلـين في ضيـق ثم إتجهت ناحيـه أحد الأدراج وقامت بإخـراج مسـدساً مـا،،وهـي تشير به ناحيـه سيـف متابعه في نبره كفحيح الأفعـي…
-بمـا أنك مش هتنفـذ الخطـه،فأخلـص منك أحسن،وتموت معاك كل أسـراري،،وأنفـذ أنا مخططي بطريقتـي..لكن إنـي أجيبك قصري،وأعمـلك بنـي آدم علشان تضحك عليـا وتاخد كل حاجـه إنت تبقـي غلطان!.
رمقهـا سيـف بنظـرات ثابته وهو يُصـدر ضحكه عاليه،،متابعاً وهو يصفق لها..
-شو (show) ،جامد جداً،،لا حقيقـي عجبني،،بتعـرفي تمسـكي مسدس،،لا وترفعيـه عليا كمان…لا دا في تطور مستمر في شخصيتـك يا مادلـين هانم!
تابعـت هي حديثـها من بين نبرآتها المتهكمـه قائلـه..
-وأيـه رأيـك أقتلك علشان تتأكـد من التطور دا بجد!.
-حلـوه التجـربه دي..موافق جداً.
وهنـا نهض سيـف من مجلسـه ثم وقف بالقرب من موضعها متابعاً وهو يضـع يده في جيـب بنطالـه….
-يـلا إقتلينـي،،بس بالراحـه علشان متألمش،،أكـيد مهونش عليكي!
نظـرت له مادليـن في غيـظ وهي تثبت مسدسهـا بإتجـاه رأسـه مباشره،،في حين أردف هو بنظـرات صادمـه،وهو يتجـه بعينيه خلف موضع وقوفهـا قائلاً….
-عمـي!
أدارت مادليـن رأسها للخلف مسرعـه،،في حيـن قام هو بتكبيل ذراعيها وهو يلتقـط منها المسدس ،هاتفاً بنبرآت سخريه…
-غشيـمه!
أخـذت مادليـن تتلوي بين ذراعيـه في محاوله للتخلص من قبضته،،وهـي تهتف بنبرآت ناريه….
-هقتلك يا سيـف،،مش هسيبـك!..وصـدقنـي مش هسيبها ،وأبقي أحميـها كويس أوي منـي،،علشان أنـا مش مضمونـه.
في تلك اللحظـه قام سيـف بلوي ذراعيها في قوه وهي تصرخ في آلم،،بينمـا أقتـرب هو منها،متابعاً في أذنهـا بهمـس….
-وانا مش مضمـون أكتر منـك،،وأبـعدي عن مـراتي لأدبحك..ومش هيكـفيني فيكي موتك…مش بيقولوا أكرام الميت دفنـه،بس أنـا ساعتها مش هدفنـك،،هرميـكي لكلاب الطريق،تنهشـك…سمعاني يا حلـوه ولا نعيـد!.
وقبـل أن يتلقي منها أي رد ،رمقهـا بنظرات إشمئزاز،ثم إتجـه ناحيه باب السرداب وهو يهتـف في ثبـات مشيراً إلي المسدس بيـده،قائلاً….
-ودا بقـا يخصني.
ثم إتجـه خارجاً وعقـب دلوفه،،تابعـت هي بنبرآت منفعله وهي تضرب بقبضه يدها، الطاوله….
-الصبـر يا سيـف،،وقتـك خلص معايـا،،واللعبـه هتنقلب ضدك قريب أوي.
——-
إتجـهت هي خارج المـرحاض لتجـده يجلس،علي الفراش وهو ينظـر لهـا في هـدوء،في تلـك اللحـظه أردفت هي بنبرآت متوتره….
-أفتـكرك مش في الأوضـه،،بس أنت روحـت فيـن ورجعت!
نظـر لها سيـف في هـدوء ونبرآت منهمـكه…
-كـنت بكلـم واحـد صاحبي في الجنينه.
إتجهـت مليـكه إلي مرآتها وجلـست إليهـا لتقوم بتمشيـط شعرها،،وهنـا هب هو واقفاً من الفراش ثم إتجـه إليـها ،،ثم ألتقط المشط الموجـود في يدها،،وشرع في تمشيـط شعرها،،وسط ذهولـها وهو يـردف بنبرآت هادئه…..
-بـحب لون شعـرك أوي،يا مليـكتي.
نظـرت له مليـكه من مرآتها ثم أردفت بنبرآت متوتـره….
-ميـرسي يا سيـف.
بينمـا أردف هو مكملاً لحديثه….
-هـي مامتـك شعـرها كان نفس اللـون.
أومـأت مليـكه برأسهـا وهـي تنهض من مجلسـها متابـعه بمـرح هاديء….
-أستنـي أوريك صورها.
وبالفعـل إتجهت مليـكه نحـو خزانتهـا ثم قامت بإخـراج الصنـدوق الصغيـر الذي قدمـه والدها لها في حفـل زفافها،،متابعـه وهي تجلس علي فراشهـا….
-دا الصنـدوق،اللي فيه ألبـوم الصور بتـاع بابي ومامي سوا،،أنا بصـراحـه أول مـره أفتـحه.
نظـر لها سيـف بتفهم،ثم أقتـرب وهو يجلس بجانبها في هـدوء،،في تلك اللحظـه أحست مليـكه بإقتـراب أنفاسـه منها،فشعـرت بالتوتر الشديد وهو يقـوم بإستنشاق عبيـر شعرها،،بينمـا أردفت هي في محاوله لتجاهل ما يحدث،ثم شرعـت في فتح الألبـوم وهي تهتف في إعجاب …
-دي بقا يا سيـدي مامي،،ولـوني شعري زيها بالظبـط.
بينمـا هتـف سيـف متابعاً وهو مركزاً عينيه داخل الصور…
-لا دا مش شعـرهـا بس!….دا أنـتوا زي مـا يكون حبه فول وأنقسمـت نصيـن!.
رمقتـه مليـكه بنظـرات متسائله وهي تهتف في ترقب…
-حبـه فول!
أردف سيـف متابعاً في نبرآت جاده ومتسائله…
-اه حبه فول، متعـرفيش الفول!
أومـأت مليـكه برأسهـا سلبـاً،وهي تمط شفتيها،متسائله ….
-لا مش عرفاه،،هو أيـه بقا دا!.
وهنـا أردف سيـف بمرحاً يشوبه بعض السخريه….
-لا دا إنت فاتك كتير أوي يا ست الأجنبيـه،،بس أيـه رأيـك بقا أنا هخرجك وهأكـلك أحلي طبق فول في مصـر.
ثم أكمل متابعـا بنبره ضاحكه…
-كدا يا مليـكه زعلتينـي حد ميعـرفش الفول…دي الأكـله الرسميـه لفطار المصريين.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثه ثم إستمرت في رؤيه صور والدتها بتمعن وأثنـاء تقليبها في ألبوم الصور،وجـدت،صوره لقلادتها ،وهنـا نظـرت لسيـف متابعـه في عجاله….
-سيـف بص دي صوره السلسله بتاعتي،،هـي للدرجادي مهمه،علشان مـاما تصورها وتحطها في الألبـوم!.
إنتبـه سيـف بشده لما تقوله مليـكه ثم أخذ يجول بنظره بين السلسله الموضوعـه حول عنق زوجته والسلسله القابعـه في هذه الصوره،وهنـا شرد بعقله لبضع لحظات،ثم افاق من شروده وهو يبتسم بهدوء متابعاً..
-شكل مامتـك كانت بتعشـق الصور وست مـرحه،،عـادي يعني يا روحـي.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثه،،ومن ثـم أردفت متابعـه في نبرآت متوتـره….
سيـف!
ثبـت سيـف مقلتي عينـاه تجاهـها وهو يـردف في حـب،ويضع يده بين خصلات شعـرها…
-قلبـه!
تابـعت مليـكه حديثها بنبرآت يشوبها توتراً واضحاً جداً،وهـي تحاول جاهده رسم إبتسـامه علي ثغـرها،،فهي تخشـي رده فعله فيمـا ستقوله،ولكـنها حسمت أمرها لذلـك أردفت قائله….
-سيـف إنت وعـدتني إننا بمجـرد ما نرجع القاهـره هنتطلق مش كدا!
نظـر لها سيـف في غيـظ وهو يكور قبضه يـده ثم أقتـرب منها بشـده هاتفاً وهو يجـز علي أسنانه….
-نعمل أيه ياختـي!
قامـت مليـكه علي الفـور بوضع كلتا يـديها علي وجهها،تجنباً لغضبـه الجامـح،فهي تظن هكذا بينمـا إبتسم هو بشـده بمجرد أن أخفت وجهها مـنه،،ثم أعـادت تعبيرات العبوث مره أخري ،هاتفاً….
-بصي يا مليـكه هانـم سبق وقولتلك أن مفيـش طلاق ولا زفـت علي دمـاغ اللي بيخبـط.
أزاحـت مليـكه يدهـا في تلـك اللحظـه ثم إتجهـت مسرعـه ناحيـه الباب،في تلـك اللحظـه صرخ هو بهـا بصوتاً مزمجراً….
-إنتِ رايحـه فين!
نظـرت له مليـكه بإستغراب ثم أردفت وهي تشير بيدها ناحيـه الباب،قائله….
-هفتح البـاب في أيه يا سيـف!
أقتـرب منها سيـف وهو يجـز علي أسنـانه متابعاً ….
-هتفتحـي بالمنظـر دا الباب!
نظـرت مليـكه لتلك المنشفـه الموضـوعـه حول جسدها،بعد أن قامت بأخذ حماماً،،في حين هتفت وهي تتجـه ناحيـه المرحاض بسرعه البرق….
-سوري يا سيـف.
ضحـك سيـف بشده علي طريقتها،،بينمـا قام بفتح باب الغـرفه ليجد مايـا تهتف في سعاده…
-سيـف أزيـك..حمدلله علي سلامتكـم..أمـال فين مليـكه وحشتني أوي.
بـادرها سيـف بإبتسـامه هادئه وهو يتجـه خارج الغرفه قائلاً…
الله يسلمك،،ومبروك علي الجواز..مليـكه بتاخد شاور وخارجه حالاً،،أدخلي أستنيهـا جوا وانا هسيبكم مع بعض وهنزل.
نظـرت له مايـا في تفهم،ثم دلفت داخل الغرفه،بينمـا إتجـه هو ناحيـه الدرج ومـا أن دلفت مايـا حتي هتفت بنبره عاليه بعض الشيء….
-مليـكه..أخـرجـي بقا وحشتينـي.
وبالفعـل دلفت مليـكه خارج المرحاض بعـد أن سمعت صوت صديقتهـا،ثم هرولت ناحيتـها وهي تحتضنهـا…
-مايـا وحشتيني أوي يا قلبـي..بس زعلانه منك أوي،،كدا تكتبوا الكتـاب من غيـري،،ولا علشان عارفه إنـي مش هوافق!
رمقتها مايـا بنظرات خجله ثم تابعت بنبره عاشقـه…
-إنتِ بجد ظالمه مـازن يا مليـكه،،تعرفي دا أحن حد عليـا بجد وبيحبني أوي ومهتـم بأكلي كمـان.
قـامت مليـكه بتضييق عينيها وهي تـردف في تساؤل….
-الكلام دا بجـد!
أومـأت مايـا برأسها إيجاباً ثم تابعت وهي تجلس إلـي الفراش …
-بجد جداً…أنا بحبـه أوي يا مليـكه وربنا يخليه ليا.
إبتسمـت مليـكه لسعـاده صديقتها في حين أردفت مايـا متابعـه في مـرح….
-أه صحيح ،أونكـل جلال جـه ومستنيكـي تحت،،وكمـان أحنـا لازم ننزل حالاً علشـان البنوته اللي معايـا متحسش بالملل.
تابعـت مليـكه حديثها بنبرآت متسائله،،قائله…
-بنوته مين دي!
أردفـت مايـا متابعه في شـرح…
-من كـام يوم تعبت جداً والدكتور جـه وطلب منـها تكون معايـا لحد الولاده.
أومـأت مليـكه برأسهـا في تفهـم ،،ثم شردت قليلاً ومـا هي إلا لحظـات،حتي هتفت في سـرعه وقد تذكـرت شيئاً مـا…
-مايـا بليـز خلي البنوته دي تطلع هنـا.
نظرت لها مايـا في إستغراب ثم أردفت متابعه…
-ليـه يا مليـكه!
في تلـك اللحظه قامت مليـكه بجرها خارج الغرفـه وهـي تهتـف في نبرآت خبـث…
-هتفهمـي كل حاجـه بمجـرد ما تطلع هنا.
وبالفعـل إنطلـقت مايـا لإستدعاء البنت،،ومـا أن دلفت مجدداً داخل الغـرفه حتـي هتفـت في صـدمه…
-أيـه اللي إنتِ عملاه دا يا مجنـونه؟!.
نظـرت لها مليـكه في سعـاده وهي تضع وساده صغيره الحجم جداً أسفل ملابسهـا،،هاتفه بنبرآت خبـث…
-دا بيبـي.
في تلك اللحظـه نظرت مايـا لتلك الفتاه لتجدها تنظـر لها هي الأخري وهنا أردفت مايـا متابعه في بلاهه…
-صاحبتـي هبله أنـا عارفه.
فـي تلك اللحظـه أقتربت مليـكه من تلك الفتـاه ثم طلبت منها شيئاً مـا هاتفـه….
-بصـي بقا يا جميلـه،،أنا عوزاكي تنزلي معايـا دلوقتـي وتعملـي أنك دكتوره قدام بابا،،وتقوليلـي علي نصايـح قدامـه.وإني حامل ولازم أهتـم بالبيبي…تمـام!
وهنـا نظرت لها مايـا في صدمه متابعه بنبرآت ذاهله….
-يا نهاري…إنتِ أكيـد اتجننتي..وهتستفيدي أيه من الكذب دا ،،وبعـدين سيـف عارف أنك مش حامل والهبـل اللي بتعمليـه دا هيتكشف بسهولـه.
نظـرت لها مليـكه في تفهـم،،وهي تباشـر حديثها قائله….
-هستفـاد أن سيـف هينزل من نظـر بابا…لأني هقولـه أن سيـف بيتعامل معايا بعُنف،،وأبسط مثال علي دا أني من أقل مقلب أو هزار بعمله معاه،،بيتعصـب عليـا وممكن يتهور ويمـد أيده،وبكدا ساعـه ما أطلب الطلاق بابا مش هيعتـرض وسيـف ميقدرش يعملي حاجه لأني هكون في حمي بابا.
نظـرت لها مايـا وهي لازلت علي نفس صدمتها ،قائله….
-وإنتِ عوزاه يطلقك ليه يا مليـكه،،سيـف بيحبك أوي ،ليـه عاوزه تخربي بيتـك بأيدك!
أردفـت مليـكه متابعـه وهي تتجـه ناحيـه باب الغرفه …
-وأنـا مش هحـب غيره،،بس خايفه أكرهه من تصرفاته وخوفـي الرهيب منه،لكـن لما نتطلق،هفضل أحبـه بس من غيـر ما أدوق خوفي منه لحظـه.
رمقتهـا مايـا بنظرات غير مرتاحه ثم دلفت خلفها خارج الغـرفه،،وأتجهـوا سوياً إلـي غرفـه الصالون لتجـد والدها يجلس بصحبه سيـف ومـازن ومادليـن وأيضاً السيده زينب….
هـرولت مليـكه بإتجـاه والدها في عشق وهي تحتضنـه بشـده،،قائله…
-دادي وحشتنـي موت.
أردف والدها متابعـاً في حـب وهو يربت علي شعـرها….
وإنتِ وحشتينـي موت يا قلبي.
وهنـا تابعـت مليـكه وهي تتماثل للحـزن…
-مفتقداك أوي يا دادي،،ومخنوقـه بجـد،،متسيبنيش مع سيـف تانـي.
ظل سيـف متسمراً في مكانه كمن خُبط علي رأسهِ فجاءه في حين تابـع جلال بنبرآت غاضبـه وهو ينظـر إلـي سيـف،بينمـا أكمل حديثه لها في تساؤل….
-مليـكه مالها بطنك!
أردفـت مليـكه وهي تتحدث ببعض الضيـق…
-سـوري يا دادي نسيـت أقولك إني حامل.
نظـر جلال بغضب ثم هتف موجهاً حديثه لسيـف وهو ينهض من مجلـسه….
-عاوزك علي مكتبي حالاً.
فـي تلك اللحظـه نظرت مليـكه ناحيـه سيـف لتجده علي وضعيته مشدوهاً ممـا يحدث،،ثم أردف متابعاً بنبره ناريه لها….
-حاضر يا عمـي.
بينمـا أتجـه هو من أمامـها وهو يجدحها بنظرات متوعـده،،وهنـا حاولت مليـكه ملياً تفريغ ضحكاتها المكتومـه أمامـه ولكنها آثرت الصمت
ومـا أن دلف خارجاً حتي هتفت مليـكه متابعـه حديثها لمـازن قائله…
-عرفت من مايـا أنك بتهتم بيها جداً…أتمني أنها تفضل مبسوطه معاك يا مازن.
أبتسـم لها مـازن من بين ذهوله لما حدث قبل قليل وهو ينـظر بإتجـاه زوجته،،التـي فهمت ما يـرمي له،،فهتفت مايـا محدثه نفسها….
-يا نهاري يا مليـكه،،إنتِ بجد مجنونه..دي مشافتش سيـف كان هياكلها أزاي،أستـر يارب
أفـاقت مايـا من شرودها علي صوت مليـكه وهي تهتف بعدمـا طبعت قبله علي وجنتي السيده زينب قائله…
-مايـا حبيبتـي،،ممكن تساعديني أطلـع لأوضتـي.
وبالفعـل أمتثلـت مليـكه لحديثها ومـا أن أنطلقوا خارجاً حتي هتفت مايـا في هلـع…
-اللي عملتيه دا جنـان…وسيـف مش هيعديه بالساهل ،،ياربي منـك.
وهنـا أردف مـازن بنبره هادئه متابعاً….
-مايـا حبيبتي،،إحنا إتأخـرنا ولازم نمشـي.
وبالفعـل إنصاعت له مايـا وقامـت بطبع قبله علي جبين صديقتها متابعه…
-خلي بالك من نفسك يا مليـكه..وراجعي قرارك سيـف بيحبك!
ومـا أن دلفـت مايا بصحبه زوجها خـارج القصر حتي هرولت مليـكه تجـاه غرفتها في محـاوله للهـرب من سيـف…
—–
كان الهدوء والضوء الخافت يسيطران علي جميع ارجاء الغرفه،،وكانت تجلس هي اسفل فراشها مختبئه مما سوف تلاقيه من غضبه القاسي،،حين طرق هو باب غرفتها بقبضته القويه،،مما زاد من انتفاضت اوصالها وظلت ساكنه الحركه،،وعندما لم يجد ردا منها،،قرر الدلوف الي الغرفه وهو يهتف في غضب قائلا….
-ايه اللي انتي عملتيه دا يا هانم!!!
وفي تلك اللحظه نظر في ارجاء الغرفه ولكنه لم يجدها،،فظل ينادي عليها،قائلاً….
-مليكه!!!…فينك؟!
ولكن لم يجبه احداً وأثناء سيره خارج الغرفه للبحث عنها وجد احداً يزفر في ارتياح قائلاً..
-اوووف الحمدلله مشافنيش
وفي تلك اللحظه عاد هو الي الغرفه ثانيه قائلاً..
-لا يا شيخه؟!
فزعت مليكه من عودته داخل الغرفه مره اخري،،ثم اخذت تتراجع للوراء تجنبا لغضبه حين هتف هو قائلا،،بصوتاً مزمجراً…
-ممكن افهم ايه الهبل اللي انا سمعته دا؟!
أخـذت مليـكه تبتلع ريقها في صعوبه شديده،ثم أردفت بنبرآت توتـر…
-ه هبببل ايه!!!
في تلك اللحظـه هتف وهو يقترب منها ويجز علي اسنانه في غيظ،متابعاً….
-الدكتوره اللي كانت معاكي وبتقول انك حامل،،وانتي يا هانم عايشه الدور ….ايه بتتكاثري ذاتيا!!!…وايه اللي انتي كنتي حطاها في بطنك دا؟!
مليكه وهي تختبيء وراء الستار
-م م مخده…والله انا كنت بهزر مش اكتر
تقدم هو اكثر ثم امسكها من ذراعها وقام بلويه وراء ظهرها قائلا،،بضيـق بالـغ…
-بتهزري،،ولا عاوزه تثبتي لباباكي…اني مش قد الوعد اللي اخدته علي نفسي قدامه!!!…انطقي!
رمقتـه مليكه بنظـرات خائفه وهي تكاد تبكي….
-سيب ايدي بتوجعني
بينمـا اردف هو قائلاً بنبرآت مزمجره…
-انت زودتيها اوي ودلع باباكي،،عاد عليا انا بنتائج سلبيه وهيخليكي تتمردي عليا،،بس انا مش والدك انا جوزك،،يعني تصرفاتك تراجعيها مليون مره قبل ما تعمليها والا عقابي ليكي هيكون قاسي جدا…وايه رأيك بقا نخلي الكذبه حقيقه ؟!
أردفـت مليكه وهي تبتعد عنه ببكاء
-لا بلييييز،، علشان خاطري خلاص.
قام هو في تلك اللحظه بحملها بين ذراعيه ثم وضعها في الفراش،هاتفاً بنبـره مزمجره وهو يضع الغطاء عليها….
-نامـي يلا ومسمعش نفسـك،،وأنا هقعد أخلص أوراق الشغـل جنبك هنا.
وهنـا أردفت مليـكه متابعـه بنبرآت خائفه…
-حححاضر
بينمـا أعـاد سيـف نظـراته لها مجدداً ثم تابع بنبره أقـوي….
-إنتِ لسه منمتيش!
أسرعـت مليـكه في تلك اللحظـه بوضع الغطـاء علي وجهها بنبرآت مضطربه….
-خلاص نمت أهو.
بينمـا أبتسم سيـف بشـده علي طريقتها تلـك،،وما فعلته به قبل قليـل،،وأخذ يتـذكر شكل بطنهـا المكور ومزحتها التـي أسعدته علي العكـس مما هي تتصور وهنـا أردف سيـف محدثاً نفسه….
-ماشـي يا ست الأجنبيه،،شكلنا هنلعب مع بعض لعبـه ترويض الشرسـه ورغـم أنك مش شرسه بس بتحاولي تداري ضعفك حتي لو بجنـان طفولي.
وهنـا قام سيـف بوضع الورق الموجوده أمـامه جانباً،،ثم أقتـرب منها بشـده وقـام بضمها إلـي حضنه في عشـق،،وغط في سبـات عميق،،بينما أحسـت هي بضمته لها فسعـدت كثيراً بتمسكـه بها….
——
“في صباح اليوم التالـي “
إستيقـظ سيـف علي صوت رنيـن هاتفـه،،ثم ألتفت ناحيتها ولكـنه لم يجدها بجانبه،،وفي تلك اللحظه سمع صرير المياه يصدر من داخل المرحاض،،فتنفس الصعداء قائلاً،،قبل أن يُجب علي الهاتف…
-أنا مش عارف بقلق أوي لو صحيت وملقتهاش جنبي ليه!
وهنـا أجاب سيـف علي الهاتف بنبره ثقيـله متابعاً….
-ألـو ميـن!
أتـاهه صوتاً قائلاً في نبره ثابـته….
-لو فاكر أنك تقدر تحمـي مراتك مننا تكـون غلطان،،ولو عاوزين نوصلها مش صعب علينا أبداً وأبسط دليل علي دا أن السلسله اللي مـراتك لبساها دي شبـه سلسلتها الحقيقيه،،بس الفرق أن اللي في رقبـه مراتك فيـها كاميـرات مراقبـه.
ثـم ضحـك المتصل بنبره عاليـه مستفزه وأغلق الهاتـف علي الفور.
صُعق سيـف من حديث هذا الشخص فهو لا يعلم من هذا المجهول ومـا الذي يريده من مليـكه ،،لكنه أوقف التفكيـر بهذا الأمـر،وأتجه مسرعاً إلـي باب المـرحاض وأخذ يطرق البـاب بقبضته طرقات متواليه وهو يصرخ بصوتاً أجـش….
-مليـكه ،،أفتحـي البـاب بسـرعه ،،حالاً…وقوليلي فين السلسلـه!
أرتعبـت مليـكه من أثر طرقاته تلك وبعد مرور دقائق دلفت هي خارج المـرحاض وهي تتابـع بنبرآت متسائله…
-مالك يا سيـف في أيـه!
نظـر لها سيـف بهلـع وهو يتابع بنبرآت مرتعده وهو ينظر إلـي عنقها قائلاً…
-إنتِ مش لابسه السلسله…صح!…قولـي أنه صح!
أومـأت مليـكه برأسها إيجاباً وهي مازالت تنظر له بإستغراب بينما أردفت هي مكمله…..
-أه مش لبساها يا سيـف ،،هـي في الدرج دا.
أشـارت مليـكه بيدها إتجاه أحد الأدراج بينمـا قام سيـف بإحتضانها علي الفور متابعاً بنبرآت إطمئنان….
-الحمدلله ،،أوعـي يا مليـكه تلبسيها تانـي
بينما تابعـت هي متسائله…
-أزاي يا سيـف دي سلسله ماما وإنت عارف.
بينمـا أردف سيـف متابعاً في تفهم…
-دي مش سلسله ماما،،دي سلسله ملعونه.
وفي تلك اللحظه أقترب سيـف من الكومود ثم قام بفتح أحد الادراج وإخراج هذه السلسله منه ثم قام بوضعها في جيب بنطاله…..
—–
-مستحيل يا بـابا مايا مراتي،،ومش هتخلي عنها أبداً، أنا بعشقها ومش هكمل في المخطط دا ياريت تفهمني يا بابا،،أنا عاوز أبنـي ومراتي،،وخلاص مليـكه إتجوزت ..ومامتها ماتت بسببكم ،،عاوزين من البنت أيه تاني.
وقبل أن يُكمل حديثه وجد مايـا تقف أمام حجره المكتب تنظـر له في صدمـه،،بينمـا تابع هو قائلاً بنبرآت توسل….
-مايـا ،أسمعيني!.
أخذت مايـا تهرول من أمامـه في بكاء شـديد ،،بينمـا جحظـت عيناي مـازن مما يري وهو يعدو ورائها قائلا في فزع وصريـخ شديدين….
-مايـا…حاسبـي!
الحلقه الثامنه عشر
———
ركضـت مايـا من أمامهم بعد أن رأها مـازن،فقد صُدم من وجودها أمامه،ولكن كانت صدمتها أكبـر عند سماعها لحديثهم فأخـذت تركـض كالمغيبه وهي تلهس من شده الوجـع ،،وبينما هي تهرول ناحيـه الدرج،زُلت قدميها وأوشكـت علي السقوط،ولكن أستطاع مـازن الإمساك بها قبل حدوث تلك الكارثه،الذي كان يهرول للحـاق بهـا،ومـا أن أصبحت في مأمن بين يديه،حتي بـادر بضمها وهو يلهث من شده الخضه عليها،هاتفاً بنبرآت معـاتبه….
-حـرام عليكي،كنتِ هتقعي وتضيعي بنتنا..إنتِ كويسه!
نظـرت له مايـا في صدمه ثم هتفت بنبرآت مشمئزه….
-أبعـد عني..مش كفايه صدقتك وكذبت صحبتي..واخدني هدف علشان توصلوا لصاحبتي وتأذوها،،لا وكمـان أنت وباباك اللي قتلتوا مامتها…حرام عليكم،،هي عملتلكم أيه!..ليه كدا!
-أخرسي خالص،،وياريت الكلام اللي سمعتيه دا يتمحي من ذاكرتك،ودا لمصلحتك يا شاطـره،ماشي!
هتـف عادل بتلك الكلمات بينمـا ،قطع مـازن حديثه وهو يقترب من والده قائلاً….
-كفايه بقا يا بابا،،سيبنا في حالنا..قلتلك مش مكمل في أي حاجه،ولو سمحت أبعد عن مـايا.
أردف عـادل متابعاً وهو يهبط من علي الدرج…
-فهم مراتك ،أنها بلاش تلعب معايا يا مـازن،أنا مبيفرقش معايا ابن ولا حفيد!.
ظلـت مايـا تجول بأنظـارها بينهم في نظـرات صادمه ومـا أن غادر عادل حتي أردف مـازن ببنبرآت متوسله،،قائلاً…
-أسمعينـي يا مايـا..علشان خاطري،،أنا هقولك علي كل حاجه.
رمقتـه مايا بنظرات أشمئزاز،ثم دلفت سريعاً داخل غرفتها،،وقامت بوصد الباب جيداً،،في تلك اللحـظه تابع مـازن حديثه بنبرآت نادمـه…
-الله يخليكي متسيبينيش،،أنا ما صدقت لقيتك…أنا فعلاً كنت هنفذ الخطـه ،بس مقدرتش،مقدرتش أشوف فرحه عينك في وجودي ولا حتي نبره صوتك لمـا عرفتي أننا أخيراً هنكون مع بعـض،،مقدرتش آذيكي وإنتِ شايله حته منـي،،أنا عاوزك جنبـي والله العظيـم هاخدك وهسافر برا البلد ومش هنرجع،،بس لو سمحتـي متخليش حد يبعد بينا،،سمعـاني يا مـايا..أنا عاوزك إنتِ وبنتي وبس!.
ظل مـازن يتحدث إليها ،ويفصل بينهما هذا الباب المُغلق ومـا هي إلا لحظـات حتي وجدهـا تخرج وهي تحمل حقيبه سفر كبيره،وهنـا نظـر لها مـازن في ذهول ثم أردف متابعاً وهو يُمسك بهذه الحقيبه مردداً….
-لا يا مـايا متسيبنيش،أنا عارف أنك مصـدومـه ،،بس والله ما بكذب أنا فعلاً كنت واخدك هدف لصاحبتك،بس دلوقتي إنتِ هدف بوصله لسبب تاني خالص،،إنتِ الحب اللي معرفتهوش غيـر متأخر وروح منـي ساكنه فيكي،،هآذيكي أزاي!
فـي تلك اللحظه تابعـت مايـا والدموع تنساب من وجنتيها قائله….
-علشـان كدا أستغليت حبي ليك وضعفي قصادك،،وفقداني لوعـيي،اللي معرفش أزاي حصل،علشان تقرب منـي وتشوه سمعتـي وتكسرني،،مش كـدا!
تابـع مـازن حديثه وهو يحتضنها،،ثم قـام بجذبها داخل الغرفه وهو يغُلق الباب،ويقف خلفه في نبرآت أكـثر ندماً…..
-أيـوه انا اللي حطتلك مُخدر في العصير علشان متحسيش بأي حاجه بتعمليها،علشان يحصل اللي تم بينا،ودا فعلاً كـان من ضمن المخطط..بس صدقيني انا مكنتش فاهم حاجه،وبسمع كلام أبويـا وبس،،بس أنا فوقت ،وأتجوزتك علشان أصلح اللي عملته وتكونـي معايا وحلالي بجد،،أنا أسـف سامحيني.
وهنـا قـامت هي بالصراخ في وجهه وهي تدمر كل شيء يواجهها متابعه في نبرآت حـاده ومنكسره…
-علشان أنت زبـاله…بكرهك يا مـازن ومش مسامحك أبداً،،ولا عاوزه طفل منك…
وقبـل أن تُكمل حديثها ،سقطت أرضاً مغشياً عليها،،ممـا اصابه بالذعـر فهرول ناحيتها في إنهيـار….
-أنا فعلاً زباله،،قولي كل حاجه من حقك،،بس متبعديش عنـي أنا محتاجلـك.
وفي تلك اللحظـه قام هو بحملها خارج الغـرفه ،،خوفاً من أن يُصيبها مكـروه…
——–
-وأخيـراً أتجمعنـا تاني علي سفره واحده،بالهنـا والشفا يا ولاد.
أردف جلال بتلك الكلمـات في حين أكملت مليـكه بنبرآت هادئه بعض الشيء…
-ربنا يخليك لينا يا دادي..بس السفره،ناقصها مايـا،أنا بجد مش عارفه أقعد من غيرها ومفتقداها جداً،،أنا هاكل وهقوم أطمن عليها.
تابـع جلال قائلاً في حـب…
-ربنا يخليكم لبعـض يا مليـكه قلبـي.
رمقـه سيـف في تلك اللحظه بنظرات غيـظ ثم أردف متابعاً وهو يُضيـق عينيه….
-مش ملاحـظ يا عمي أنك بتعاكس مراتي قدامـي،،عادي كدا!
أصدر جلال ضحكه عاليه،علي حديث سيـف ثم تابع وهو ينظـر إلي مليـكه في حـب….
-مراتك بس..لكـن دي بقا بنتـي وأختي وأمـي وكل الأدوار في حياتي بشوفها فيها،وإنت بقا واخد دور واحد بس.
سعـدت مليكـه بشـده لحديث والدهـا،في حيـن أردف سيـف بنبرآت خبـث…
-لاحظ أني بغير…وبعدين ،أمال مادلـين هانم دورها أيـه بقا!
وهنـا نظر لها سيـف بخبث بينمـا تابعت هي بإبتسامه صفراء قائله…
-بنتـه ويحبها براحته،أنا كدا مقدرش أتكلم.
نظـر لها جلال بإبتسامه متابعاً في ضحـك…
-وإنتِ يا مادلـين الزوجه الأصيله،،اللي وقفت جنبي،وليكي كل حبي وتقديري.
وعقـب إنتهاء جلال من حديثه،نظـر سيـف لمادلين،متابعاً وهو يحدث نفسه….
-دي أصيـله!…دي أم أربعـه وأربعيـن!…زمانها دلوقتي هتتشل وهي قاعده بسببي،،بس للأسـف مبتتشلش!.
بينمـا تابع جلال حديثه،متـذكراً لشيئاً مـا…
-اه صحيح يا مليـكه،،مؤيـد صديقك من أيام الجامعه،أتصل بيا،وأنا فرحت أوي بإتصالـه دا،،وعـزمـته النهاردا علي العشا.
أنتبـه سيـف لحديث جلال،ثم أردف متابعاً علي عجاله ….
-ميـن!
نظـر له جلال في إستغراب،متابعاً…
-مؤيـد..دا صديق مليـكه ووالده صديقي جداً.
نظـرت مليـكه لسيـف في توتـر وهـي تتهرب بنظراتها بعيـداً عنه،في حيـن أردفـت بنبرآت متوتره…
-اه أهلاً بيـه يا بابا.
في تلك اللحـظه تابع سيـف حديـثه وهو يقرب شوكته التي يستخدمها في الطعـام،من مليـكه متابعاً بنبرآت حانقـه….
-مش دا الواد اللي،،أه ،،طايب!
رمقـه جلال بنظرات مستغربه وهو يتابع حديثه،قائلاً….
-في أيه يا سيـف يابني!…أنت مقولتش جمله مفيده خالص.
بينمـا أردف سيـف متابعاً وسط ضحكات مليـكه المكتومـه وهي تضع يدها علي ثغـرها…
-لا يا عمـي مفيش أي حاجه،،ينورنـا طبعاً.
ثم تحـول بنظـره إلـي مليـكه ،قائلاً في غيـظ،وهو يهمـس بالقرب من أذنيهـا….
-بتضحكـي!..أضحكي ياختي ،كتماها ليه!…وحيات أمـي لأوريكي.
وفـي تلـك اللحظـه نهض سيـف من مجلسه متابعاً….
-الحمدلله..سفره دايمه ياعمي،،هستأذن انا ومليـكه بقا.
———-
-ابنـي مالـه يا عـادل وليه مبيردش علي تليفوناتي!
أردفـت تلك السيده بهذه الكلمات في غضـب،في حيـن تابع هو بنفـاذ صبـر…
-أعملـه أيه..مبيردش ولا بيرد،،هو من أمتـي بيسمعلي كلمه!
-طيـب أيـه اللي حصل خلاه مضايق ومش بيرد عليا،مع أنك عارف كويـس أن دي الحاجـه اللي بطمن بيهـا عليه!
تابـعت تلك السيده حديثها في تساؤل بينمـا أكمل عـادل حديثه شارحاً….
-………
———
-جلال أنا مخنوقـه ،ومحتـاجه أقعد مع ماما فتـره،،تسمحلي أروحلها!
أردفت مادليـن بتلك الكلمات وهي تضع ملابسها داخل الخزانه،،في حين هتف جلال مكملاً أثناء جلوسه في الفراش لمتابعه قراءه كتاباً مـا يفضله….
-مـا هـي كانت موجـوده معانا يا مادلـين،ليه بقا عاوز تروحيلها تاني!
نظـرت له مادلـين في ضيق ثم جلست بجانبه وهي مُسلطه مقلتي عينيها عليه….
-أنـا محتاجه أقعد معاها مده أطول وأنت عارف أني،بدير الشغل في مكتبـي و انا في البيت…ها موافق!
نظـر لها جلال في هـدوء وقد ظهرت علي ثغره إبتسامه هادئه….
-ماشي ياحبيبتي،،اللي يريحـك.
——
رمقتـه مليـكه في ضـيق ثم تابـعت وهي تضرب بقـدمها أرضاً كالأطفال،أثنـاء متابعتها لتحركاته داخل الغرفه…
-يا سيـف،ما أنت سمعت بنفسك أن دادي هو اللـي عزمه،أنا بقا ذنبي أيه،تحبسني ليه بقا!
وهنـا نظـر لها سيـف في غيظ ثم أردف بنبرآت ناريه….
-أثبتي،،هتلفي ورايـا الأوضـه كلها..وبعدين مزاجي كدا،أنـك مش هتقابلي الواد دا،وإلا المرادي مش هخليه يفقد الوعـي لا،،لا هنقرأ ساعتها الفاتحه علي روح المرحـوم.
ضحـكت مليـكه بشده علي حديثـه وهي تقتـرب منه في هدوء وتضع يدها حول جسده المفتول قائله….
-عـارف،،أنـا بحبـك،،وأي حاجه بتصدر منـي،هدفها أني أغيظـك ،علشان تغير..اه أنت لا تُطاق لما بتتعصب وانا بخـاف منك،بس فيك حنيـه لو وزعوهـا علي العالـم ،هيفيض،،بس أحلـي حاجه إنـي أغرق في طوفان الحنيـه دا لوحـدي.
وهنـا بادرهـا سيـف بضمـه قويه متابعاً في ثبات ونبرآت عـاشقه….
-عـارف،وبردو مفيش خروج غيـر لما مؤيـد يمشي،مفهـوم!
نظـرت لها مليكـه في غيـظ وهي تبتعـد عنـه بعض الشيء وتضع أصبعها علي آنفـه ،قائله…
-يعنـي هتفضل حابسني هنا بسببه!.
بينمـا تابـع سيـف وهو يدلف داخل المرحـاض،قائلاً….
-بالظبـط كدا.
شعـرت مليـكه بالغضب من حديث سيـف ثم أتجهـت إلي الفراش مردده في حزن…
-ماشي يا سيـف لما نشوف أخرتها معاك.
ومـا هي إلا لحظـات،حتي دلف هو سريعاً خارج المـرحاض متابعاً وهو يرمقها بنظره هادئه،متابعاً….
-شطـوره يا مليكتـي وبتسمعـي الكلام.
فـي تلك اللحظـه أشاحـت هي بوجهها عنه،بينمـا قام هو بوضع مصليته أرضاً،وسـط نظراتها المترقبه حين تابعت قائله….
-سيـف!
-عيونه!.
أجـاب سيـف علي مناداتها له، في حيـن تابع هـو بإستفهـام…
-هصلـي،في حاجه!
أومـأت مليكـه برأسهـا سلباً،في حين شرع هو في آداء فريضته وسـط نظراتها المتـرقبه والطفوليـه له،ومـا أن انتهـي،حتـي سمـع صوت شهقاتهـا تعلو في صراخ…..
-عااااااااا،،أهيء ،اهيء.
رمقهـا سيـف في إستغـراب شديد،فلقد تركها منذ دقائق ولم تـكن تبكي إذاً ما الذي أصابهـا،وفـي تلك اللحظـه،أقترب سيـف منها علي عجالـه،قائلاً بنبرآت مستفهمـه وقلقه…
-مليـكه!…إنتِ بتعيطـي ليه!
ظلـت مليـكه تنظـر له ويزداد صوت نحيبها،،في حين أكمل هو حديثه قائلاً…
-ردي عليـا بس،فهمينـي مالك!
فـي تلـك اللحظـه تابعـت مليـكه حديثها من بين شهقاتهـا تلـك….
-سيـف أنا مبعـرفش أصلي خالـص ،أبداً.
نظـر لهـا سيـف في هدوء وهـو يحاول أن يُدرك ما تقـول ثـم أردف ،قائلاً….
-خالـص!
تابعـت مليـكه حديثها بعد أن عـادت مجدداً لمواصلـه بكائها….
-خالص يا سيـف.
وهنـا قام سيـف بإحتضانها في هدوء وهو يبتسـم ضاحكـاً في رزانـه….
-طـيب بطلي عيـاط،يا مجنـونه..وأسمعينـي!.
قـامت مليـكه بمسـح دموعها وهي تنـظر له في ترقـب قائله…
-خلاص مش هعيـط وسمعـاك.
بينمـا أردف سيـف قائلاً بعـد أن طبع قبـله علي جبينها قائلاً…..
-بصـي يا مليـكتي،،أنا مقدر دا وأنـك عيشتي طول حياتك بعيد عن والدك وفـي مكان متحرر،ومحـدش هنـاك هيفكـر يكلمـك عن دينـك،ربنّا رحيم بينـا كلنـا وأكيـد هيسامحـك لعدم معرفتـك،الغيـر مقصوده،بس آن الآوان أنك تفهمـي دينك كويـس وتعملـي بيه،ودا أن شـاء الله هيكون دوري.
ثـم قام سيـف بالإمسـاك بأحد خصلات شعـرها في حنـو قائلاً….
-تعـرفي أن شعـرك جميـل جداً،،لا بصراحـه كل ملامحك جميـله،بس في حاجـات معينـه ربنا آمرنا أننـا نحفظها من الأنظـار ،وحـرم ظهورها لغير الأزواج،،ومن أهمهـا شعـرك وجسمـك،،ربنا أمرنا بالستـر،والمرأه في الأسلام،ربنا كرم شأنهـا،وخلاهـا جوهـره،بيتهافت النـاس علشان يوصلولها،واللي يوصلهـا لازم يكـون غنـي،،علشـان يحظـي بيها،غنـي أوي بالله،حتـي أمـر عز وجل، النبي،صلي الله عليه وسلم،أنـه يوصـي بأهميـه الحجاب،لمـا قال في كتـابه العزيـز…
-قال تعالي” ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )”
شـوفي قد أيه ربنّا رحيم بينـا؛وإنتِ لازم تغيـري من طـريقه لبسك،أنـا متأكد أنك هتكوني مليـكه بجـد في الحجـاب،،وتعرفي كمان،في حـديـث شريف بيقول “لا يدخُل الجـنه،ديـوث” ،،الديوث دا اللي مش بيغيـر علي أهـل بيته،فمش هقولك ترضي إني أبقي كدا ومشوفش نعيـم الجنه،لا هقولـك ترضي أن ربنـا،ميكونش راضي عنك..وتكوني من ضمن الكاسيـات العاريات،،اللي منعهم ربنا من رؤيه نور الجنـه!.
وهنـا نظر لها سيـف نظرات مترقبه وهو يقرأ تعبيـرات وجهها،حيـن تابـعت هي قائلـه….
-لا مرضـاش،،أنا أكيـد بحب ربنا،وعاوزه رضاه عني.
فـي تلـك اللحظه قام سيـف بطبع قبـله علي وجنتيها في حنـو قائلاً،،وهو يُرخي رأسها علي صدره….
-ربنا بيحبـك يا مليـكه،،علشان إنتِ بريئـه أوي،وتستاهلـي كل خيـر،وفيكي كل الصفات اللي ربنا بيحبها،ينقصك لبسك وحجابـك،وصلاتك،،وصدقينـي هتحسي بتغيـر كبيـر في حياتك،والسعـاده هتكون أضعاف.
أردفـت هنـا مليـكه والدموع تنساب علي وجنتيها قائـله….
-سيـف علمني أزاي أصلـي!.
أردف سيـف بإبتسامـه عذباء علي ثغره وهو يُمـرر أصابعـه بين خُصلات شعـرها الممـوج…
-من عيـون سيـف،،بس الأول لازم ولا بـد وحتماً،،نعمل خُطوه مهمه.
وهنـا ترجل سيـف من الفـراش وهو يتجـه ناحيـه باب الغرفه ،وسـط نظـرات مليـكه المتسائله،والتي أردفت متابعه،بنبرآت مستفهمـه…
-سيـف أنت رايـح فين؟!
تابـع سيـف وهو يتجـه خارجاً،،مشوار سريـع وراجعلـك علي طول ،بس أنتِ أوعـي تخرجي من الأوضـه،علشان مزعلش منك،ماشي!
أومـأت مليكـه في تفهـم مكمله بنبرآت هـادئه…
-حـاضر
———
-إنتِ فاكره أنـك جنبي،دا إنتِ طول الوقت مسافره،فيـن الأم اللي بتتكلمي عنها دي!
أردف مـازن بتلك الكلـمات وهو يستشيط غضباً،في حيـن تابعت والدته قائله،أثنـاء محادثتهـا لـه علي الهاتف…..
-طيب أهـدي بس يابنـي وفهمني،عاوز تعمل أيه،اللي يريحك أنا هعملهـولك!
تابـع مـازن مكملاً…
-مش عاوز،،غيـر أنكم تبعـدوا عن مـراتي اللي كانـت هتروح منـي،،جـه الوقت اللي ترتاح فيه بقا وتحس بالحب الحقيقي مني،مش حب المصالـح بتاعكم،،أنـا خلاص قررت،،هاخدها وأسافـر.
ثم تابع مكملاً بنبره تهكم جليه….
-سلام ،يا أمـي.
أغلـق مـازن الهاتف مع والدته لينظـر إلـي زوجته القابعه في الفـراش،بعد أن أعطـي الطبيب لها مهدئاً،ظل ينظـر لها في إشفاق ونـدم علي ما فعله بها،وعـدم إخبارها بما كان ينتـوي فعله،في تلـك اللحظـه قام بالإقتـراب منهـا ثم طبع قبله علي كفيهـا،بعـد أن أنسابت الدمـوع كالفيضـان الذي يُدمـر ويلتهـم ما يواجـهه….
——-
مـرت الكثيـر من الساعات ولم يأت سيـف بعـد،في تلك اللحـظه نظـرت مليـكه إلـي خزانتهـا في تفكيـر وما هي إلا لحظـات حتي أحضـرت شنطه سفرها الموضوعـه في أحد الأركـان بالغـرفه،،وقامت بفتحها،،ثم أخـرجت جميع ثيابها الموضوعه،داخل الخزانه،ووضعها داخل تلك الحقيبه،في ثبـات وهي تتنهد في إرتياح شـديد،هاتفه لنفسها….
-وبكـدا هخلص من كل اللبـس دا،وهقول لسيـف ينزل معايا،،أجيب لبس طويل ،يليق علي الحجاب،بس هو ليـه أتأخر كدا،،ماشي يا سيـف!
وفـي تلك اللحظه قطع شرودهـا،دلوف سيـف داخل الغـرفه وهو يحمل في يـده أشيائاً كثيره،وهنـا هتفت مليـكه متابعه وهي تقترب منه،في تساؤل….
-سيـف،كنت فين لحد دلوقتي!
أردف سيـف وهو يضع مـا في يـده علي الفراش متابعاً في سعـاده….
-بصـي جبتلك أيه!.
أقتـربت مليـكه منه ،لتجدها يُفرغ تلك الحقائب،ويُخرج منها،ثياباً جـديده لها،وسـط ذهولها الذي يخالـطه الفرحه،فلقد فكرت قبل مجيئه بلحظـات أن يذهب معها لإحضار ملابس جديده تليق بحجابها،ولكنه نفذ هـذا بدون أن تُخـبره.
وهنـا نظرت مليـكه له في حـب،متابعه…
-تحفـه بجد يا سيـف،أنا هقيسهم كلهم.
أردف سيـف متابعاً بنفس نبرآت الحب وهو يجلس إلي الفراش قائلاً…
-ماشـي،،ورينـي.
وبالفعـل قامت مليـكه بإنتقـاء أحـد الملابس،وهو عبـاره عن جيب طويله،وتـرتدي فوقها شيميزاً طويلاً أيضاً ويعلوه جاكيت،ثم وضعـت جحاباً يتماشـي مع ثيابها ممـا زادهـا جمالاً،فهـي نحيفه بعض الشيء ولم تكن الملابس ،تظـهر منها شيئاً أبـداً…فأصبحـت حقاً تستحـق اسمها وبجـداره،فهـي مليـكه متوجـه بحجاباً إسلامي، “فالحمدلله علي نعمـه الإسلام ،وكفـي بها نعمـه”.
فـي تلك اللحظـه نظـر لها سيـف في ذهول،فلقـد أصبح في حالـه من الذهول التـام،لمـا يري ولم يقل ذهوله عنها مطلقاً،حيـث هتفت متابعـه في ذهول وهي تنظـر إلي مرآتها قائله….
-سيـف هـي دي أنـا!
إنطلـق سيـف ناحيتها،ثم وقف أمامـها مباشره،قائلاً….
-مليـكه هي دي إنتِ!…دا إنتِ طلعتي مزه أوي،والحجـاب خلاكي أجمل..بقولـك أيه أنا من رأيي،،اخلعيه أحسن..أنا بغيـر.
رمقتـه مليـكه بنظـرات بلهـاء،وهي تُضيق عينيها،ثم تابعـت قائله…
-أنت هتجنني يا سيـف..أقلع ولا ألبـس!.
ضحـك سيـف بشده علي طريقتها الطفوليه،ثم تابـع بضحـك قائلاً…
-لا طبعاً أنا بهـزر،،بس بجـد تبارك الخلاق..جميله يا مليـكتـي..ربنا يخليكي ليـا،وماشوفش فيكي أي شـر.
وعقـب إنتهـائه من دعائه،قـام بحملها بين ذراعيـه وسـط ضحكاتها التي يعشقها،،مردداً في مـرح…
-بحبـك يا أم العيـال.
بينمـا تابعت مليـكه وهي تضع ذراعيه حول عنقه،وهي تُضيق عينيهـا قائله….
-عيـال مين ياسيـف!
أردف سيـف وهو ينـظر لها ،متابعـاً في بلاهه…
-مش عارف دول هييجـوا أزاي ولا منيـن!
وهنـا أنطلق سيـف بها ناحيـه الفراش،ثم أكمل بنبرآت خبـث وهو يضعهـا عليـه..
-مش ناويـه بقا!
بينمـا هرولت هي مسرعه ناحيـه باب الغـرفه وهي تردد ،بنبرآت متوتـره….
-هو أحنا مش هننـزل عند بابا بقـا،علشان أوريلـه شكلي الجـديد،وكمـان مؤيد زمـانه جـه وبابا هيزعل لو منـزلناش.
نظـر لها سيـف في غيـظ ثم تابع وهو يجز علي أسنانه،،مقترباً منهـا….
-ماشي يا مليـكه هانم لما نشـوف أيه أخـرتها معاكـي،،قـدامي يلا.
تابعـت مليـكه وهي تتجـه أمامـه خارج الغرفه في محـاوله لكتم ضحكتها…
-حاضر.
وبالفعـل إنطلقوا سوياً إلـي غرفه الصالون ليجدوا والدها مجتمعاً بصحبه مؤيـد ومادلـين يتجاذبون أطـراف الحديـث ،ومـا أن دلفت مليـكه،حتي حجظـت عيناي كل من فـي الغرفه بمـا فيهم والـدها الذي كان يعتقد أنهـا ذات فكراً متطرفاً فهي تري أن حريتها تكمن في ملابسها السابقه وترك العنـان لشعرها،كـيف تحولت بهذه الطريقه،وهنـا تابع جلال حديـثه بنبرآت مستغربه ،قائلاً….
-مليـكه.
نظـرت له مليـكه في هدوء وهي تبتسم بمـرح علي تعبيرات وجه والدهـا ثم أردفت بحـب….
-أيه رأيك يا دادي!…مش كـدا أجمل وأطهـر!
نظـر لها جلال في حـب وهو يفتح لها ذراعيه مردداً….
-طبعاً،،أطهـر.
وهنـا هرولت مليـكه ناحيته وقامت بإحتضانه بشـده وسط نظـرات سيـف العاشقـه لها..
وهنـا أردف مؤيد موجهاً حديثه لهـا….
-ماشـاء الله يا مليـكه ،حقيقي أحسنتي الفعـل.
أبتسمـت له مليـكه في هـدوء ،ثم أقتربت من سيـف وهـي تحتضنه مردده….
-سيـف هو اللي شجعنـي يا دادي،،أنـا عـاوز أقولـك حاجه مهمـه أوي …شكـراً بجد علي أختيارك لسيـف يكون شريك حياتي،،أنـا بجد مش هلاقـي زيـه أبداً.
بينمـا تابع سيـف قائلاً،بنبرآت ثابته،عكس ما يكمن داخله من سعـاده….
-ويخليـكي ليا
وفـي تلـك اللحظـه نظرت له مادلـين بجانب عينيها،والشرر يتطـاير منهـا،قائله لنفسها في غيـظ…..
-عاملـي فيها شيـخ،وإنت نصـاب وبتاع فلوس،،الصبـر عليا،وشوف مادليـن هتعمل فيك أيه!.
بينمـا تابـع سيـف مكملاً وسط نظـرات مؤيد المغتاظه له….
-بعـد أذنك يا عمـي،،هاخـد مراتي وهنخرج.
أومـأ جلال متابعاً في تفهم وسعاده لما طرأ في علاقتهم قائلاً…..
-أكيـد يا بني ربنا يسعدكم.
وهنـا قام سيـف بإمساك كفها ثم إنطلقـوا مسـرعين خارج القصر….
———
أستعـادت مايـا وعيها،،وأخـذت تنظر في أرجـاء الغرفه في هـدوء،حينمـا تابع هو بنبره يشوبهـا بعض السعاده….
-حمدلله علي سلامتـك يا مايـا.
فـي تلـك اللحظـه أشاحت هي بوجهها بعيـداً عنه،ثم تابعـت في خنقه….
-سلامتـي،عمـرها ما هتكون معاك يا مـازن!.
نظـر لها مـازن في ندم ثم أردف متابعاً وهو يديـر رأسها بيده ناحيته،في حنـو…
-سلامتـك معايا أنا،،أنا بحبك،،وواثـق أنك متأكده من دا،،بس أدينـي فرصـه وصدقيني..مش هخذلـك،،بس بلاش بعـد..أنا نفسي أرتاح يا مايـا،وأعيش انا وإنتِ وبنتنـا بعيد عن كل حاجه هتضرنـا،،أوعـدك أني هاخدك وأسـافر ومش هتشوفي لحظـه تاني وحشه معايا.
بـدأت الدموع تنساب علي وجنتي مايـا،التي بدأت تهتف مردده…
-هثق فيك أزاي تانـي يا مـازن،وإنت كسرتني وعاوز تقتل صـاحبتي،من غـير ذنب.
بينمـا أكمل هو حديثه وهو يضع رأسه علي قدمها متابعاً….
-ولا ذنبـي ،،أني كنت صغير مش فاهم حاجه،،وبسمع كلام والـدي وخلاص،وصـدقيني محدش فينا كان هيأذي مليـكه.
-أمـال كنتوا عاوزين منها أيه!
تابعت مايـا بتلك الكلمات بينمـا أردف هو قائلاً…
-صدقينـي هتعرفي كل حاجه قريب،،بس أدينـي فرصه أكون معاكي
وفي تلك اللحظـه نهض متابعاً حديثه لها وهو يسلط مقلتي عينيه عليها….
-وحيات بنتنـا ،بحبـك، متبعديـش.
نظـرت له مايـا في حزناً شديد ثم أردفت والدموع تنساب اكثر….
-هحاول!.
———
دلـفت مادليـن داخل غرفتهـا وهي تتمتم بكلاماً غيـر مفهوم،وكان الشرر يتطايـر من عينيها،،حين قامت بإمسـاك هاتفها،،وأجـرت إتصالاً بشخصاً ما قائله….
-أيوه،أسمعني كويـس،،انا عوزاك تبـدأ في الخطـه من دلـوقتـي،،مش عاوزه لسيـف وجود علي الأرض تانـي،،يتمحي منهـا نهائيـاً،،أمـا بالنسبه للهانـم الحلوه ف دي دورهـا جاي،بس الأول نخلـص من العائق الأكبـر.
فـي تلك اللحظه أتاها صوتاً،يصدر من الهاتف مردداً في ثبات،ونبرآت غليـظه….
-تمـام يا مادلـين هانـم.
وهنـا أغلقت مادليـن الهاتف،وهي تبتسـم إبتسـامه صفراء ،مردده في تهكم…..
-باي باي ،،سيـف
——-
جلـس سيـف في أحد أرقي المطاعم وسط القاهره ،ظل ينظـر لها في هُيام ثم أردف قائلاً،في عشـق…
-ها بقـا تاكلي أيه!
نظرت له مليـكه في هدوء،ثم أردفت بمـرح طفولي قائله….
-بيتـزا،وجمبري،معكرونه أسباكتي و…
بينمـا قاطعها سيـف متابعاً في ضحـك،وهو يهتـف….
-أنا من رأيي،،نلـم اللي في المحـل كله.
أردفـت مليـكه في ضحك قائله….
-فاكر يا سيـف الأسباكتي اللي عملتها،،مش هنسـي طعمها أبداً.
-أي حاجه تطلبها مليكتي،لازم تتـم بإتقـان،،وبعـد أن أنهـي حديثه،،قام بإستدعـاء النادل وطلـب منه كل ما قالـته مليـكه،وبالفعـل قام النادل بإحضارهم وبـدأوا في تنـاول الطعام وسـط الأجواء الرومانسيـه والموسيقـي الهادئه،،وبعد مرور وقتاً ليس بقليل،أنهوا طعامهم ،،ثـم جاءت رقصه هادئه لكل الموجودين داخل المطعم،في تلـك اللحظه تابعت مليـكه في مـرح وهي تنظر لـه،،قائله….
-واو بقا،،أغنيـه تحفـه يلا بقا نرقص يا سيـف!.
رمقهـا سيـف بنظـرات ثابته،،أخافتها كثيراً،في حين تابعت هي من بين نبرآتها المتوتـره…
-سيـف ،في أيـه!
بينمـا أردف هو متابعـاً في هـدوء…
-بصي يا قلبـي…الحجـاب ليه شروطـه،،وانا مش برجح أننا نرقص خالص،،وياريت تنسي موضوع الرقص دا،،أبقي أرقصـي في البيت.
ثم أكمل بعد أن رفع من نبره صوتـه بعض الشيء….
-مفهوم!
ارتعـدت مليـكه لتحوله هذا ثم أردفت وهي تومـأ راسها في تفهم….
-حـاضر يا سيـف،،مش هعمـل كدا تـاني أسـفه.
في تلك اللحظـه ضحك سيـف بشده علي طريقتها،،ثم قام بجذب كفيها وهو يقبلهما في هـدوء،،ثم أشـار لشخصاً مـا بيده….
وبالفعـل قدم هذا الشخـص بالمجيء،ثم وقف قبالاتهم مباشـره،وهنـا جحظت عيناي مليكـه،وهـي تهتـف بـدمـوع…..
-مش معقـول؟!