مسلسل مليكتي الحلقة 27و28و29
الحلقة السابعة والعشرون
صُعـق سيـف من سماعـه لحديث جلال،الذي لم يكُن بأقل من سيـف ذهولاً،بينما تابع جلال حديثه قائلاً….
-هـي دي الحقيقه،بس رئيـس العصابه سـت،بس لازم الحقيقه دي تفضل سـر بيننـا ونتعامل طبيعـي وكأن محدش فينا عنده علم بأي حاجه لحد ما نعرف هـي مين دي!…وانـا هفضل في المكان دا لحد الحقيقه كلها ما تظهر وعلشان ميشكوش في سيـف وكل حاجه خططنالهـا تتهـد،سامعيـن يا ولاد!
أردف الثلاثـه متابعين في نفس الوقت….
-تمام.
في تلـك اللحظه هتـف مـازن متابعـاً في هـدوء وهو يُخرج تلك القلاده من جيب بنطالـه قائلاً….
-وبالنسبـه للسلسلـه دي ،دورها أيه في كل اللي بيحصل دا!.
أبتسـم له جلال في هـدوء ثم أكمل متابعاً….
-يبقـي أنت كدا لسه مفهمتنيـش.
بينمـا هتـف سيـف متابعـاً في ثبـات…
-انا بقـا اللي هفهمـه المـرادي.،،بص يا سيـدي..ماما حياه قبل ما تموت كانـت حاسـه بدا،فقـررت تصنع السلسلـه دي وفيها كُل الإمكانيات اللي تخليها مهمه وسـريه.
ثم قام بإمسـاك القلاده وهو يُشير باحد إصبـعه تجاه أحد جوانبها قائلاً…
-لو بصيت للسلسلـه بتـركيز هتلاحظ وجـود علامـه تشبه العين السحـريه،العلامـه دي بقا زي شفـره ببصمـه إيد لشخصاً مـا،طبعاً قبل مليـكه ما تلمسها ،،مكانتش متبرمجـه ببصمـات أي حد خالص،،بس ماما حياه في جوابها لعمـي جلال أكـدت عليـه أن مليـكه تكون أول واحده تلمـس السلسلـه،ودا اللي تم يوم فـرحنا،ومليـكه فعلاً مسكت السلسلـه وأصبحت بصمـاتها هي مفتاح للمقبره فعلاً،،لان أول لمسه منها للعين السحـريه بتكون بصمـه،أمـا اللمسـه التانيه ف أحنا لسه مجربناش لحد دلوقتـي.
جحـظت عيناي مليـكه وهي تنظُر بصدمه ناحيه تلك القلاده،وهنـا أردف قائله بنبرآت متسائله،من بين صدمتـها….
-طيب واحنا مستنيين أيه!!،،طيب ما أنا أضغط عليها ونشوف أيه اللي هيحصل،،ماهو أكيـد في سـر في الضغطـه التانيه!!
نظـر لها جلال في تـرقب ثم أردف متابعـاً في ثبـات….
-وهو دا اللي هيتم حالاً.
——-
ظلت مُنكمشـه في فراشهـا وهي تحتضـن أبنتهـا في خوف من صوته الصارخ وهو يهتـف في الخـدم قائلاً….
-كان في سلسلـه في الدرج دا لسه حاططها من ساعتين بس،،راحـت فين،وأزاي تتجرؤا وتدخلوا مكتبـي..السلسلـه تلاقوها حالاً وإلا هقتلكم أحيـاء.
أردف عـادل بتلـك الكلمات في حين أرتعدت أوصـال مـايا في توتـر وهي تهتف بنبرآت قلقـه..
-أنا خايفـه أوي،،روحـت فين بس يا مـازن وسبتنـي ،،أستـر يارب.
وأثنـاء جلوسها إلي الفراش وشعورها بالقلق،تجد هاتفها يرن ،فانتشلـت الهاتف علي الفور وقامت بالرد قائله…
-الـو يا مـازن أنت فين،ألحقنـي!.
أرتعدت أوصـال مـازن لسمـاعه لنبراتها المتوتره،في تلك اللحظه تابع قائلاً في قلـق…
-حبيبتـي،مالك!.
تابعـت مايا حديثها قائلـه بنبرآت خافتـه….
-باباك أكتشف غياب السلسله وقالب الدنيـا عليها وانا خايفـه أوي يا مـازن ،تعالي خدني فوراً مش قادره أستحمل.
-حاضر يا مـايا متقلقيش أنا جايلك حالاً جهزي نفسـك إنتِ والبنت وانا ربع ساعه بالكتيـر وهكون عنـدك،سلام.
أغلق مـازن الهاتف مع زوجتـه وهنا هتفت مليكـه متابعـه في تساؤل..
-مالهـا مايا ،يا مـازن؟!
نظـر لها مازن في قلق ثم أردف متابعاً…
-بابا عرف ان السلسله اختفت وقالب الدنيا وهي متوتـره جداً وانا خايف عليها لتتعـب ووجع العمليـه يزيد.
رمقتـه مليـكه في صدمه وهي تضع يدها علي فمها قائله…
-عمليه أيه فهمني،مايا مالهـا.
أبتسم لها مـازن في هـدوء ثم أردف بنبرآت خبيثـه يشوبها بعض المـرح قائلاً…
-مايا،جابتلنا بنوته.
تحولت ملامح مليـكه للسعاده الشديده وهي تتـابع بنبرآت غير مصدقه…
-بجد يا مـازن!!…طيب وليه مقولتليش يا أستاذ أنت!.
أبتسـم لها في هدوء،ثم أردف متابعاً في تفهُم…
-لما عرفت أنك مع سيـف،،قررت تقولك لما ترجعوا،وحصل المشاكل دي كلها ونسينا الموضوع خالص،،علي العمـوم انا هرجع الفيلا حالاً وهجيبها لهنا علي طول.
وبالفعـل أتجـه مـازن لإحضـار زوجتـه،بينمـا إستعـد الثلاثـه لإكتشاف سر تلك القلاده…
——
-أزاي دا حصـل وأمتي،مـازن ابني مخرجش أصلاً من الفيلا،،وهربوا راحوا فين!.
اردف عادل بتلـك الكلمات وهو يصرخ هاتفياً أثنـاء محـادثتـه مع معتـز بينما أردف معتـز قائلاً….
-هو دا اللي حصل يا عادل بيه،مـازن جه ومعاه أكل وقال ان أنت اللي باعته وبعد ما أكلنـاه محـدش حس بنفسـه،ولما صحيني ملقينـاش حد في الأوضـه خالص.
أستشـاط عـادل غضبـاً وهو يُكور قبضه يده قائلاً في صـرامه…
-طيب أقفل أنت دلوقتي.
وبالفعل أغلق عادل الهاتف ثم أتجـه مسرعاً إلي غرفه مـازن…
ظـل يطرُق الباب في عنفوان أرتعدت علي أثره أوصال مـايا التي ظلت ساكنه في فراشهـا والدموع تنسـاب علي وجنتيها وتتضـرع إلي الله أن يُنقـذها من هذه المعضلـه،وبينما هو يطرق الباب بقبضتـه بسـرعه أكبـر ،يجد مازن يهتف من خلفـه قائلاً….
-في حـاجه يا عـادل بيـه.
ومـا أن سمعت مـايا صوت زوجها يهتف من خلف هذا الباب المُوصد بإحكام حتي أخـذت شهقاتهـا في الكمون تدريجيا ًبينما أقتـرب عادل من ابنه ثم صفعـه علي وجهـه بغضباً جامح قائلاً…
-فيـن السلسلـه يا مـازن،أنطق..وهـربت مليـكه وسيـف فين!.
رمقـه مازن بنبرآت إستغـراب،ثم أردف متابعاً في تساؤل مصطنـع…
-السلسلـه وتهريب سيـف ومليكـه!،،أنا عملت كُل دا!!!…لا يا عـادل بيه أنا معـرفش أي حـاجه عن اللي بيحصل دا.
-وتفسـر بأيه تواجدك في القصر هناك و تقديم الأكل للبادي جاردز علي أن أنا اللي باعتـه،وتحُط فيه مُخدر!.
أردف عادل بتلـك الكلمات في حين أكمل مـازن متابعاً في تهكـم..
-أنا حبيت بس أوجـب معاهم،،لكن محطتش أي مُخدر في الأكل،،هم بس اللي تقلوا في الأكل شويه،فنـاموا!.
نظـر له عادل في غضبـاً جامحاً ثم أردف وهو يقترب منه ويمسكـه من ياقـه قميصـه متابعاً….
-أنت كـذاب..أنا ابوك أزاي تقف معاهـم ضدي!..وبعـدين هتكـذب كاميرات المـراقبه .
وما أن أنتهي من حـديثه حتي قام بصفعـه مره أخري علي وجهـه مردداً …
-بتخـوني يا مـازن وانا هقتلك.
أستمعـت مايـا إلي حديثهمـا في رعـب ،وما أن هتف عـادل بتهديده بقتل مـازن،حتي شهقت في خـوف ثم تحاملت علي يدها في ألم حتي وصلت إلي باب الغـرفه وفتحته لتجد عادل واضعـاً يده حول رقبه سيـف ويضغط عليها،وهنا صـرخت مـايا به وهي تقترب من زوجها ،قائلـه…
-أبعـد عنه حرام عليـك ،،دا ابنك،أنت بجد ظالـم.
تـرك عادل عنق ابنه ثم تحول ببصـره إليها قائلاً في نبرآت مُخيفـه..
-إنتِ يا زباله السبب في تمـرد ابني عليا.
ثـم شرع في رفع يده ليصفعها علي وجههـا،في تلـك اللحظـه أمسك مـازن يد والده وسط نظـرات عـادل الغير مُصدقه،وهو يجذب زوجتـه وراء ظهـره قائلاً…
-غضبـك متخرجهوش في مـراتي يا عادل بيـه،وانا قـدامك لو عاوز تقتلنـي ،لكن مـراتي لا ..ودلوقتي انا هاخد مراتي واسافر ومش هتعـرف عننـا حاجه تاني،كفايه لحد كدا.
وما ان أنتهي من حديثـه حتي أدخل زوجته الغرفه وقام بوصـد بابها وسط نظـرات عادل الغاضبـه…
——
بعـد إغلاق الهاتف مع عـادل المنشـاوي،جلس معتـز في هذا القصـر المهجور والمأجـور لإتمام عمليات القتل والتهـريب داخله،وأخـذ ينفث سيجـارته في شـرود ،ثم رفـع عينيه في تـرقب ليـجدها تقـف أمامـه في حاله لا يُرثي لها فقد أصابهـا الجنون ما أن علمت بوفاه زوجهـا وهنا هتفت متابعـه في غضباً ،قائله…
-بتقتلـوا جوزي يا كلاب،وانا اللي طلبت منكم تساعدونـي!..بتستغفلوني يا زباله!.
أردفـت مادليـن بتلك الكلمـات بصوتاً أشبـه بفحيح الأفعـي في حيـن تابـع معتـز قائلاً،بنبرآت متهكمـه…
-انا مليـش ذنب في أي حاجـه بتحصل يا مـادلين هانم،عادل هو اللي نفـذ كُل حاجه بالإتفـاق مع سيـف ،وقتلـوا جوزك علشان وقت أكتشـاف المقبره جلال ميتدخلش ويبلـغ البوليس،هو عمل كدا علشـان يكنز علي كل حاجه جوا المقبـره دي،،عادل هو قاتـل جوزك لا وبيعمـل علينا رئيـس والأهم من دا كُلـه انه بيقول ان السلسله اتسـرقت منـه علشان يستفـرد بالمهمـه دي لوحده هو وسيـف،وكُل دا بسبب مـازن ابن عادل بيه هو اللي هـرب سيـف علشان ينفذوا المهمـه هم التلاته ويهربوا بالأثار برا البلـد ونطلـع انا وإنتِ من المولد بلا حمص،زي ما بيقولـوا.
نظـرت له مـادلين في ذهول من حديثـه الذي ألفـه ليُحرضها ضـد عادل المنشاوي وتقوم بقتلـه ولا يتبقي سواه ،وينتهـز معتز الفرصه ويتخلص منهـا ويحصل هو علي مـا يريد،فكلاً منهم يفكـر في كيفيه الحصول علي الأثار المحتجـزه داخل تلـك المقبره حتي لو كلف الأمـر قتل كل من يواجهـهم،وبالفعل أستجـابت مادلين لحديثه،والغل يسيطـر علي جميع ملامحهـا ونبرآتها،قائلـه…
-طيب والعمـل!!!.
نظـر لها معتـز بنظـرات إنتصـار لإقتنـاعها بحديثه ثم أردف متابعـاً في خبث…
-الأول نقتل مـازن ونحرق قلب عادل عليه،وبعدين نخلص من عادل نفسـه وسيـف،،بس الأهـم ان اللي ينفـذ خطـه قتل مازن هو إنتِ،،إنتِ اللي لازم تقتليـه وترجعـي حق جوزك.
أومـات مادليـن متابعـه والشرار يتطايـر من عينيها….
-قريب أوي هحرق قلبـه علي ابنـه.
——
أخـذ الصـراخ يعلـو في أرجـاء القصـر من قبل الخـادمات ،داخل قصر عبد الفضيـل الجيار الذي أخـذ في الإهتـزاز بشـد فظـن المتواجدون بداخلـه أن هنـاك زلزالاً مـا قد طـرأ علي الكـره الأرضيـه بأكملـها ،،فأخـذت السيـده زينب تتضـرع إلي الله في سـرها أن لا يُصيب أحـداً بمكروه….
——-
-أهتـزازه قويه في القصـر بمجـرد ما أضغط علي البصمـه دي،،يعني دا معنـاه أن الإهتـزازه دي حصلت بالفعـل.
أردفت مليكـه بتلـك الكلمـات وهي تجـُول ببصـرها بين والدها القابع بحانبهـا وبين شاشـه اللاب توب الموضوعـه أمامهـا…..
فقـد ضغطـت مليـكه علي تلك العين السحـريه للمـره الثانيه ،لتجـد تلك القلاده تنقسـم إلي جزئيـن ،وجزءاً منهـا علي شكـل فلاش صغيره تُوصل باللاب توب لرؤيـه ما بداخلهـا،وبالفعل قام سيـف بوضع هذه الفلاشـه داخل اللاب توب الخـاص به ثم قام بتشغيلـها ،ليجـدوها تجلس علي أريكـه مـا وهي تهتـف قائلـه في هـدوء وإتـزانها المعتـاد قائلـه…
-أنـا عارفه ان السلسلـه دي ،جلال هيديها لبنتي بعد سنين،،انا واثقـه في جـوزي وعارفه أنه هينفـذ كُل اللي هطلبه منه،،بس أنا عنـدي أحساس كبيـر أوي ،هـو إحساس الموت،مسيطـر عليا ،لدرجـه أنه دفعنـي أصنع السلسلـه دي بنفسي لبنتي ،اللي مكملتش شهرين جوايا..بس فكـره الموت أقـوي من أي ضغط ممكن نتعرضلـه في حياتنـا،وكمان أنا واثقـه أن بنتـي هي اللي هتفتح الفيديو دا بعد سنين كتير وهي اللي هتسلـم المقبره للبوليـس،وتنقـذ أكتشـافي من تهريب الأثار دي برا مصـر،بس دا لو جلال نفـذ خُطـوه واحده،الخُطوه دي أنا كتبتهاله في جواب جوا صندوق وسلمتله الصندوق دا بالفعـل ،وهي أن مليــكه أول حد يلمـس السلسله دي علشان شفرتها تتبرمـج علي بصمات أصابعها،وفي الحـاله دي مستحيل حد يقدر يفتحها غير مليـكه،وبمـجرد ما بتضغـط علي العين السحريه اللي في السلسلـه،المقبره بتتفتـح في الحال،وبيحصـل هزه قويه جداً في كل الأمـاكن الموجوده حولين المقبره دي،أنا مش هصـرح بمكان المقـبره خوفـاً أن السلسله تقع في إيد حد غير بنتي،،بس سهـل أوي أن مليـكه وجلال يكتشفـوا مكانهـا،والأهم بقا يا بنتـي،أن المقبره دي جـواها لعنـه أي حد بيدخلها،يا بيمـوت من الخنقـه يا بيتقتل او يتحـرق جواها،لأني مسلطـه جن علي أي حد يدخل المقبره،،متقلقيش يا بنتـي دا جـن طيب،بس محدش يقدر يدخل المقبـره دي غيرك إنتِ ،لانك هتكوني لابسـه السلسله وبصماتك عليها ،عمـر الجن ما هيأذوكـي،إنتِ الوحيـده يا مليكـه اللي تقدري تدخلي المقبره وتخـرجي منها بسلام،،بس أوعـي تخلي جلال يدخلها أو أي حـد تاني،،حاجـه أخيـره يا بنتي،،لعنـه المقبره هتتفـك لما توصليلهـا وتدخلي جواها وتقرأي سـور من القرآن لمـده أربـع ساعات،ساعتها اللعنـه هتتفـك وروحي هتفضل تحميكـي،وبـكدا روحي تكون مرتاحه في قبـري لأن بنتـي سلمت الأمـانه بتاعتـي من سنيـن وإكتشافـي فضل جـوا بلـدي بفضلها،،أنا بحـبك أوي يا بنتي وأسفـه لو معـرفتش أكون جنبك في يوم من الأيـام ،زي أي ام بتحضن بنتها في لحظـه وجعهـا تخفف عنها،بس للأسـف الشـر أصر يفرق بينـا،وانا أصريت أن وجع فراقـي ليكي يقضـي علي الشـر ،بس أوعديني أوعـي تسمـي بنتك علي أسمـي أبداً علشان مصيرها ميكونش نفس مصيري،،هتوحشينـي أوي يا حته من قوتـي الروحانيـه”
ٱنطفأ الفيديو في الحال بإطلاقهـا أخـر كلماتها،وهنـا أخـذت مليـكه تبكـي بحرقه شـديده لما سمعتـه من والدتها وإحساس الإنكسار الذي طغي علي معالـم وجـه حياه،فأخـذها سيـف بين أحضـانه،وهو يضمـها إليـه في قوه متابعـاً…
-أهدي علشـان خاطـري.
أردفت مليـكه متابعـه وهي غير قادره علي الوقوف ،وسيـف يحتضنهـا بقوه قائلـه…
-ماما يا سيـف ، شفتها كانت موجـوعه أزاي،،كسروا فرحتها بيـا…ليه هي أذتهم في أيه،مش قـادره خلاص أستحمل كُل الصـدمات دي.
في تلك اللحظـه أقترب جلال منهما وهو يشرع في ضمهمـا سوياً قائلاً…
-كنـت حاسس أنهـا مخبيـه حاجه وجـه الوقت اللي ننفـذ وصيتها،علشـان ترتاح في قبرهـا…مش كدا ولا أيه يا مليـكه.
نظـرت له مليـكه في بكـاء،ومازال سيـف يحتضنهـا خوفاً من أن تسقط أرضاً متابعـه…
-أكيد يا دادي،،كُل حاجه ماما قالتهـا هتتم،بس مستغربه هي ليـه مقالتش مكان المقبـره.
رمقهـا جلال في تفكـير وهي يهتف بنبرآت مستغربه…
-مش عارف ليـه خبت عننـا حاجه زي دي!.
بينمـا أردف سيـف متابعاً في قلق وهو ينظـر لزوجتـه القابعـه بين يديه قائلاً ….
-انا بصـراحه بقا خايف علي مراتي يا عمـي جلال،لو حصلها حاجه،،هجيب آلي كبير وأخلص عليكم كلكم،وأنت أولهم،أه كله إلا المزه.
جحظـت عيناي مليـكه في ذهول وهي تهتف قائلـه…
-أيه يا سيـف اللي بتقوله لدادي دا!
أطلق جلال ضحكه هادئـه من بين وجعـه لكلمات زوجته قائلاً…
-لازم تهزر يا سيـف،حتي وإحنا في أصعب أوقاتنا،،الله يجازيـك ياشيخ.
أبتسم سيـف لجلال في حنـو مردداً…
-خليها علي الله،،عمـر الحق ما بيمـوت ،إن شـاء الله كل حـاجه هتتم علي خيـر.
وهنـا أردف جلال متابعـاً في ثبـات ونبرآت متذكـره قائلاً…
-اه بس سيـف حاليـاً لازم يعمل حاجـه مهمـه أوي.
———-
دلف مـازن بصحبـه ابنتـه وزوجتـه داخل السيـاره ثم أنطلـق بهـم إلي حيـث،تقيم مليكـه وجلال،في تلك الأثنـاء أردفت مايا متابعـه من بين دموعـها،وهي تضع يدهـا علي حلق زوجها الذي أصابه الإحمـرار من قبضـه يد والدها قائلـه…
-مـازن أنت كويس ،مش كدا!!!…حاسس بألم ولا حاجه!.
نظـر لها مـازن في حنـو وهو يلتقـط يدها ثم طبع قبله عليها قائلاً…
-أنا كويس يا حبيبتي ،متخافيـش.
بينما أكملت مايا متابعـه حديثها بتساؤل…
-أنت واخدنـا علي فين يا مـازن!.
نظـر لها مـازن في حنـو ثم تابع وهو يرسم إبتسامـه هادئه علي ثغره قائلاً…
-هنـروح لمليـكه.
نظـرت له مـايا في عدم تصديق هاتفـه…
-بجد،،يعني مش هنسافر زي ما قولت لباباك،وتبعـدني عنها!
-لا طبعاً مش هنسافر لأي مكان،إنتِ هتكوني مع مليـكه في مكان آمن جداً،لحد الموضوع دا ما ينتهي علي خيـر.
أردف مازن بتلك الكلمـات في حيـن تابعت هي بنبرآت متفهمـه وهي توميء برأسهـا قائلـه….
-تمام.
——
كان يجلـس إلي مكتبـه في أحـد الفيلل ،في ألمـانيا وأخذ ينفث سيجارته في ضيـق وهو شـارد الذهن،وما هي إلا لحظـات حتي أعلن هاتفه عن إتصالاً فأجـاب علي الفور قائلاً…
-أيوه يا جلال ،لسـه فاكر تتصل بيـا،وانا غايب عن القصـر بقالي يومين.
أردف عبد الفضيل بتلك الكلمات في حيـن تابـع جلال قائلاً في تساؤل…
-أزاي يا بابا ،هو أنت فيـن حالياً!.
اردف عبد الفضيل متابعاً في ضيـق…
-طلبوني ضروري في فرع الشـركه في ألمانيـا ،كان في أزمـه في الشـركه وبحاول أحلها.
تابع جلال حديثه بترقب ونبرآت متفهمـه قائلاً…
-أنت لازم ترجع فوراً يا بابا ،حقيقـه مادلين كلها أنكشفت ،وقربنا نوصل لمكان المقبره.
في تلك اللحظـه هتف عبد الفضيـل متابعـاً في سعـاده بالغـه…
-الكلام دا حقيقي يا جلال!..أخيراً هنخلص منها،،إن شاء الله بكرا هكون عندك.
أبتسم جلال علي سعـاده والده وهو يتابع في هـدوء…
-ماشي يا بابا ،أشوفك علي خير في مصر
وبالفعل أغلق عبد الفضيـل الهاتف مع ابنـه ثم هتف في نفسـه متابعـاً….
-وأخيراً حق حياه هيرجع،ونخلص من قتاله القتلي دي،يارب الموضوع يكمل علي خير بـدون أي خسائـر.
وبينما هو شـارد الذهن يجد أحداً يفتح باب مكتبـه ثم تهتف متابعـه بنبرآت حـزينـه…
-انا جـاهـزه يا بابـي.
أردفت ليليـان بتلك الكلمـات في حين نهض عبد الفضيل من مجلسه وهو يتجـه ناحيتها واضعاً يده علي خصلات شعرها في حنـو قائلاً…
-متزعليش يا ليليـان،كُلنا هنموت ،وبعدين ربنا عـاوز كدا،،مش انا علمتك كدا بردو،وإحنـا مسلمين ولازم نفهم كويس أوي ،أنا ربنا أدانا هديه وقرر ياخدهـا،ودايماً بيختبـر صبرنا علي الإبتلاء لأننـا لو صبرنا هيجازينـا فرحـه وخير تنور قلبك الحزين.
وهنا قام بضمـها إلي صدره في حنان،في حين بادرته هي بطبع قبلـه علي جبينـه قائلـه…
-ونعـم بالله يا بابي.
“ليليـان عبد الفضيل الجيـار،في نفس عمـر مليـكه،فقد تزوج عبد الفضيـل من أمـرأه المـانيه الجنسيـه وأنجـب منها هذه الفتـاه التي يعشقهـا حقاً،فكانت زوجـته تنتمـي للديانه المسيحيه،ولكنـه عندما أنجـب هذه الفتـاه،علمها كيف يكون الإسلام ،فهـي أيضاً ترتدي حجابا،ليس بأمـرا من والدها ولكن لشده حبها له وتمسكـها بكونها مسلمـه،وقد جاء عبد الفضيل إلي ألمـانيا من قبل يومين لعلمـه بوفاه زوجتـه،وأيضا كي يصطحب أبنته معـه إلي مصـر”….
ً ———
-زلـزال أيه!… إنتوا مجانيـن،مفيش أي حـاجه حصلت من دي خالص،،الزلزال هيحصل في القصر هنا وبـس!.
أردفـت مادلين بتلـك الكلمات وهي تنظـر إلي إنقلاب محتويات القصـر رأسـاً علي عقـب ،في تلك اللحظـه هتفت بنبرآت أمـره وهي تصعد الدرج قائلـه….
-القصـر يرجع زي ما كـان وفوراً ،لأرميكم كلكم برا.
وما ان أنهت حديثها حتي أتجهت مُسرعه علي الدرج ثم دلفت في الحـال إلي غـرفه السيـده زينب قائلـه….
-هـاي،،إنتِ لسه مموتيش!…وياتـري حسيتي إنتِ كمان بزلزال زي المهابيل دول ولا إنتِ مبتحسيش أصلاً.
أشاحـت السيـده زينب بوجهـها بعيداً وهي تنظـر إلي الجهـه الأخـري في حيـن أقتربت مادليـن منها متابعـه في غضب…
-تعرفي أن جلال مـات.
ألتفـتت إليهـا زينب في الحال وقد جحظـت عينـاه،فهي تظُن أن ما قالتـه مادلين صحيح،لعدم إتصالـه بها منذ فتـره،بينمـا أكملت مادلين حديثها قائلـه…
-ودلوقتـي بقا انا هقتلك بأيدي ومحدش هنا هيمنعني خلاص..
وقبـل أن تُكمل حديثها،تجده يهتـف قائلاً….
-امال انا روحت فين!
أردف سيـف هاتفـاً بتلك الكلمـات،بينمـا نظـرت له مادلين في غضب والشـرار يتطايـر من عينيها قائله…
-قتلت جوزي وكمان داخل القصـر برجلك،أوعـي تكون فاكـر أنك المـرادي هتخـرج منـه كدا بسهـوله،لا ياسيـف اللي يلعـب مع مـادلين يستحمل نتيجـه لعبه.
أطلـق سيـف ضحكه عاليه وهو ينادي علي أحدي الخادمات قائلاً…
-تارا.
وبالفعل بعد مـرور دقائق حضرت الخادمه فهتف بها سيـف مـردداً بنبرآت حازمـه…
-جهـزي ،زينب هانم علشان هاخدها معـايا مشـوار.
إنصاعـت الخادمه لحديثه في حين أنطلق هو خارج الغـرفه وتبعتـه مادلين بنظـرات مستغربه،بينمـا هبط هو الدرج ثم جلس إلي أحد المقاعد في غرفه الصالون،وهنا نظرت له مـادلين في تفكـير حتي خطـرت فكره في عقلهـا وقررت تنفيـذها فأنطلـقت مسـرعه إلي سردابها وهي تتوعـد لسيـف بنهايه مؤلمـه….
——
وصـل مـازن ألي حيث تُقيـم مليـكه،وما أن رأت مليـكه صديقتها حتي أسـرعت بإحتضانهـا علي الفور متابعـه بنبرآت سعيـده….
-مايا وحشتيني اوي ،يا عيونـي.
أحتضنتهـا مايا بشده وهي تهتف بنبرآت مرتاحـه قائله…
-أخيـراً أطمنت عليكِ،وإنتِ وحشتيني أكتر.
في تلك اللحظـه أبتعدت مليكه عن صديقتها في هـدوء وهي تُسرع إلي تلـك الصغيره القابعـه بين ذراعـي مازن وهي تلتقطهـا منه ،قائلـه….
-حبيبـه قلب خالتـو ،،جميلـه أوي يا مـايا،،ماشـاء الله.
وهنـا هتف جلال متابعاً في سعـاده…
-دلوقتـي بس أتأكدت أنك بتعشقي مليـكه،،البنوته نسخـه منها.
نظـرت لها مـايا في سعاده وهي تهتف قائلـه…
-أكتر حاجه مفرحاني،انها شبـه مليـكه.
أبتسمـت مليكه ثم أكملت قائلـه بمـرح….
-انا بقا اللي هسميهـا.
اردف مازن متابعـاً في تلك اللحظـه بنبرآت مـرحه….
-دي كانت هتقتلني لما قولتلها إني عاوز أسميها،قالتلي لا محدش هيسميها غير مليـكه،فسكت هعمل أيه لازم أرضي بالأمـر الواقـع.
أطلقت مليكـه ضحكه مـرحه وهي تلتقط يد الصغيره ثم تُقبلـها في سعاده قائلـه….
-هسميهـا جـودي.
———-
دلـفت مادليـن مسـرعه داخل سردابها ،وهي تهزي كالمجنـونه بكلمات غير مفهومـه،،ثم شـرعت في البحـث عن مسدساً لكي تستغل الفرصه وتُنهـي حياه سيـف نهائيـاً،فشرعت في فتـح جميع الأدراج في البحث عمـا تُريد ولكنها لم تجد شيئـاً علي الإطلاق فأخـذت تصرُخ في غضب متابعـه….
-راح فين دا!
وبينمـا تجـول ببصرها في أرجـاء الغرفه ،نظـرت إلي أحـد زوايـا السرداب في إستغـراب شديد وهي تنظـر إلي بعض الحجـاره الملقـاه علي الأرض في إستغـراب شديد،ثم أردفت متابعـه في خفوت…
-أيه دا وأيه اللي وقع الحيطـه بالطريقه دي!…هو حصل زلزال فعلاً زي المجانين دول ما قالوا!..ولو حصـل فعلاً ،أشمعنـا أنا الوحيده اللي محستش بيـه.
وبالفعـل أقتـربت مادلين من تلك الحائط الأيلـه للسقوط في تفكير ثم أخـذت تنظـر داخلها من المكان التي سقطـت منه الحجـاره متابعـه في صـدمه وقد جحظـت عينيها….
-المقبـره!.
الحلقه الثامنه والعشرون
——–
سلطـت مادليـن أنظارها داخل هـذا المكان المُعتـم قليلاً،بل بالأحـري يتسلل إليـه الضـوء خلسـه،فأخـذت تنظــر داخله بنظـرات ثاقبـه،وهي تهتـف بنبرآت غيـر مصدقه،قائلـه…..
-المقبـره!.،،أزاي!…المقبره هنـا جنب السرداب،،مش معقـول!.
بـدأت مادليـن تحك غـره رأسها بأصابعها في قلـق وهي تُفكـر في شيئـاً مـا وقد تنـاست تماماً مـا جاءت من أجلـه،وفي تلك اللحظـه أتجهت مسـرعه إلي أحد الأدراج الموجوده داخل السـرداب،ثم أنتشلـت منه ألـه حـاده تستخدمها في نحـت التماثيـل،وأتجهـت إلي تلـك الحائط مجدداً وشرعت في النحـت داخلها،ولكنها تفاجأت بسقوط هذا الحائـط بطريقه عشوائيـه،فقـد بُنيت منـذ أزل،حتي أصابها التآكل من شده الرطوبـه،فسقطت علي الفـور،وهنـا نظـرت مادلين في صدمـه وهي تـري هذا الحائط قد تهـدم تماماً،فأسـرعت في البحـث عن مصباحـاً لإشعـاله لكي تبدأ جولتها في أكتشـاف ما بداخل هذه المقبـره وأخيـراً…..
——-
-زلـزال أيه دا يا نانا ،،محصلش أي زلازل خالص!.
أردف سيـف بتلك الكلمـات وهو يُغلق باب الحجـره حتي لا يستمـع لهم أحداً،ويكتشـف أمـر السيـده زينب،بينمـا تابعت هي قائلـه،بنبرآت واثقـه…
-صدقني،يا سيـف يابني دي الحقيقه،دي كانت هـزه قويه جداً،،وللحظـه حسيت أننا خلاص هنمـوت.
نظـر لها سيـف في إستغـراب وهو يرفـع أحـد حاجبيـه قائلاً،بنبرآت متهكمـه…
-شكلك كُنتي بتحلمـي يا نانا ،وبعـدين يلا بقـا علشـان عمي جلال عاوز يشوفـك ضروري لانـه مينفعـش ييجـي هنا علشان مـادلين متكتشفش الحكايه وكمان مليـكه فتحت السلسله و….
فـي تلـك اللحظـه توقف سيـف عن الكلام نهـائيـاً وهو ينظُر للسيـده زينب في ذهـول،ثم أستكمل حديثه بنبرآت غيـر مصدقه وهو يتذكـر ما حدث قبل قليل ، قائلاً….
-إنتِ قولتـي هزه قويـه،وهنا في القصـر!!.
نظـرت له السيده زينب في إستغـراب متابعـه…
-أيوه يا سيـف،بس مال وشـك قلب كدا ليـه؟!.
أردف سيـف متابعاً في صـدمه وهو يتجـه ناحيه باب الغـرفه مردداً ،علي عجالـه من أمـره…
-هفهمـك كل حاجه،لما ارجع،أستنينـي.
أومـأت زينب برأسهـا موافقـه،بينمـا أتجـه هو مسـرعاً ناحيـه هذا السـرداب،ومـا أن وصل حتي دلف مسـرعاً بداخلـه ليجـدها تنظـر له في صـدمـه وهي تحمل بين ذراعيـها مصباحـاً للإنـاره،وهنا أردف سيـف متابعاً في ثبـات…
-شفتـك من بلكـونه نانا وإنتِ جايه هنا،،فقولـت أجـي أتكلم معاكي شويـه.
نظـرت له مـادلين في ضيـق ثم تابعـت بنبرآت متوتـره وهي تجول ببصرها بينـه وبين هذا الحائط المُدمـر…
-مش عاوزه أسمـع أي حـاجه منك،ويلا أمشـي من هـنا،لو باقي علي حياتك!.
نظـر لها سيـف في شـك وهو يشتـم رائحـه التوتـر داخلها،فهـو يُريد ان يعلم سبـب توتـرها،بعدمـا علم بربط الأحداث ان المقبـره متواجـده اسفل القصـر،في تلك اللحظـه أردف سيـف قائلاً وهو يتجـه ناحيـه كومـه الحجاره قائلاً…
-دا فعلاً ،كان في زلـزال.
كـانت مادليـن تقف أمام تلك البوابـه حتي تحجب الرؤيـه تماماً عنه،ولكنـه فهم علي الفـور أنها توصلت لمكـان المقبـره،وهنا أمسكـت مادليـن بأحـد المسدسـات وهي تُسلطـه ناحيتـه قائلـه….
-خلاص يا سيـف ،جه الوقت اللي أرتـاح منك فيه.
ثم أبتعـدت بجسدها قليلاً ليري هو هذه البوابه الصغيره،ثم أكملـت هي قائلـه…
-عـارف أيه دي!.
نظـر لها سيـف في ثبـات وهو يضـع يده في جيب بنطالـه،مـردداً بنبرآت ثابتـه…
-المقبـره.
رمقتـه مادليـن في إستغـراب،فهي لم تـري علي وجهـه أياً من معالـم الدهشـه مطلقاً،بينمـا أكمل هـو قائلاً…
-متستغـربيش إني عـارف انك وصلتـي لمكانها، علشـان سيـف مينفعش يتفاجـيء،انا أخطط بس،لكن إنتِ اللي هتتفاجأي باللي هقولـه حالاً.
في تلـك اللحظـه جلس سيـف علي أحـد المقاعد المواجهـها لها،بينمـا ظلت هي ساكنه في مكـانها ومُسلطـه مسدسها ناحيته،في حيـن تابـع هو قائلاً بصوتاً أجـش، بعد أن وضع قدماً فوق الأخـري…
-أقدملـك نفسـي،انا المُقدم سيـف الشيمـي،ظابـط شرطه.
جحـظت عيناي مـادلين في صـدمه وقد أضطـربت معالـم وجههـا في حين،أردف هو متابعـاً بنفس الثبـات ونبرآت التهكـم….
-لا أجمـدي كدا،،إنتِ لسه معرفتيـش الكبيـره،اللي هي بقا أن جلال الجيـار عايش،وكان متفق معايا من قبل رجـوع مليـكه مصر أننـا نكشـف كل ألاعيبـك،وأحمـي مراتي منـك،ولأنـك طبعاً غشيمـه وغبيـه،دخلتيني بسهوله بينكـم ،بعد ما شوفتـي البطاقه بتاعتي المتزوره باسم “سيـف عبد الحميد” ،ف روحتي إنتي مزورالي بطـاقه جديده باسم أخوكـي “سيـف حمـدي” ،وشـردتوا اسم ابويا خالص،بس معلش..إنتي كنتِ فاكره انك بتضحكي علي عمـي جلال مع انه هو اللي مـزورلي البطاقه دي،وطبعاً مقدرش اقولـك علي كم التسجيلات اللي سجلتهـالك يا مادلين،دا إنتِ هتروحي في داهيـه وليلتك سـودا،متستغـربيش اوي كدا،معلـش مشكلتك إنك وقعتـي في إيـد اللي مبيرحمش،يعنـي ذكائـك دا نقطـه في بحـر ذكائـي.
وهنـا أبتسـم لها سيـف في خُبـث ،وهو يُكمل حديثه متابعاً وسط نظـراتها المصدومـه قائلاً…
-ونـزلي إيدك بقا،علشان هتوجعـك لان المسـدس مش متعمـر،علشان انا فضيتـه لا وكمان أخـدت كل الذخيـره اللي موجـوده في السرداب.
وأخيـراً هتفـت مادليـن متابعـه من بين صدمتهـا وهي تردف بنبرآت متوتـره…
-جلال ممـاتش وكان عارف إني هقتل بنتـه.
أومـأ سيـف برأسـه في تهكُم وهو يتابع بنبرآت مؤكـده ويشوبها بعد التهكـم…
-لا وعـارف كمان أنـك قتلتي مـراتـه.
وهنـا قامـت هي بالضغـط علي زناد المسـدس لتجده فـارغ بالفعل ،فألقـته وهي تصرخ في عنفـوان…
-إنتوا كلاب،،كلكم كلاب…ومحدش هيمنعنـي من حقـي ..ما هو انا مش هطلع بعد كل التعـب دا بدون أي حـاجه.
ومـا ان أنهت حديثها حتي تقـدمت ببضع خُطوات ناحيـه تلك البوابه،في حيـن هتف هو متابعـاً في سـرعه…
-بلاش تدخلي المقبـره ،مجـرد نصيحه..تتحاكمي علي أفعـالك أحسن ما تموتي.
رمقتـه مادلـين في إشمئـزاز وهي ممسكه بمصباحـها ثم تخطـت هـذه البوابـه في حيـن هتف هـو متابعاً بصوتاً خافتاً ونبرآت هـادئـه…
-قلبـي معاكي يا ختـي،وانا مش همنعـك ،لاني مش طايـق أمك من يوم ما دخلـت القصـر،وبعـدين دي النهايـه اللي تستحقيها يا طماعـه!!!!.
ظـل سيـف ينظـر لها وهي تتقـدم بخُطوات مسرعه داخل المقبـره حتي أختفت تماماً عن ناظـريه،فقرر هـو الدلـوف خارج السـرداب لإبلاغ جلال بمـا حدث،وأثناء شروعـه في الخـروج،سمع صوتـها يصرُخ صرخـات مدويـه ومتواليـه،في تلك اللحظـه شعـر سيـف بالقلـق ثم فكـر في أن يدلُف داخلـه لكي يعـرف مـاذا حدث لها،ولكنـه تراجع مُسرعـاً وهو يتـذكر حديث حياه،وهنا هتف قائلاً وهو يتجـه خارج السـرداب بعد أن أحكم غلقـه مردداً….
-نبهتهـا ومسمعتـش كلامـي،،الله يرحمـك يا غاليه كنتِ طماعـه.
——
فـرحت مليـكه كثيراً لضمـها لتلك الصغـيره،فهـي تعشق الأطفـال كثيراً،فأخـذت تُقبلـها في حنو وهي تهتف،موجـهه حديثها لمـايا….
-مـايا،جـودي شكلها جـاعت!.
هتـفت مايـا متابعـه وهي تمـد ذراعيـها ناحيه مليكـه قائلـه….
-هاتيهـا علشان آكلها…
وقبـل أن تُكمل حديثها نظـرت إلي القلاده الموضوعـه في عُنـق مليـكه ،ثم هتفت في إستغـراب قائلـه…
-ايـه دا!!..سلسلتـك بتنور ضـوء أحمـر يا مليكـه.
إلتفتت مليـكه ببصـرها إلي قلادتهـا ثم تابعـت وهي تهتُف في إستغـراب قائلـه…
-أيه دا؟!…هي بتنـور كدا ليـه فعلاً.
وهنـا إتجهـت ببصـرها إلي والـدها الذي يجلس داخل شـرفه المنـزل بصحبه مـازن،متابعـه في توتـر…
-دادي، الحقنـي.
نظـر لها جلال في تسـاؤل وهو يتجـه ناحيتهـا متابعـاً….
-مليـكه ،مالك!!.
أشـارت مليـكه بأصابعـها ألي هذه القلاده مـردده بنبرآت متوتـره…
-إنت شايف يا دادي اللي انا شيفـاه.
نظـر جلال إلي القلاده بإستغـراب شديد ثم أردف متابعاً في قلـق…
-السلسلـه بتنور،ودا معنـاه حاجه من الإتنيـن!.
هتفـت مليـكه متابعـه في تساؤل وأعيناً مترقـبه قائلـه….
-اتكلم يا دادي!.
-ان يكون حد وصل للمقبـره قبلنـا،او حـد دخلها أصلاً،،بس اللي مخـوفنـي ان يكون .
سكـت جلال في تلك اللحظـه وهو يبتلع ريقه بصعـوبه،في حين نظـرت له مليـكه في خـوف قائله….
-يكون أيه يا دادي أتكلم لو سمـحت!.
أردف جلال متابعـاً بنبرآت قلقه…
-خايف ان سيـف يكون هـو اللي وصلهـا،وبسبب فضولـه،دخل يشوف جواها أيه!.
صـرخـت مليـكه صرخه مدويه وهي تضع يدها علي فمهـا والدموع تنسـاب علي وجنتيهـا قائلـه….
-لالالا لا سيـف مستحيل يدخل ،لانه عارف كويس، أيه اللي هيحصـل.
وهنـا قامت بإلتقـاط الهاتف في قلـق وأخذت أطرافها في الإرتعـاش وهي تستمـع إلي جرس الأتصـال منتظـره رده وكأن تلك الدقائـق دهـراً،وأخيـراً أجابهـا هو هاتفـاً بنبرآت قلقـه…
-مليـكه حبيبتـي،إنتِ كويسـه!
تنفسـت مليـكه الصعـداء ثم هوت إلي أقـرب مقعـد وهي تبكـي بصوتاً مكتومـاً دون أن تُجب علي سؤالـه،بينما قام جلال بإلتقاط الهاتف ثم أجاب هو قائلاً…
-سيـف إنت فين!.
لم يهتـم سيـف لسؤال جلال بينما هتـف متابعـاً بنبرآت متوتـره…
-عمـي جلال،مليـكه فيها أيه ،فهمنـي!.
أردف جلال متابعاً في هـدوء ونبرآت هادئه قائلاً…
-مليـكه بخير يا سيـف،بس حصلت حاجـه غريبه،خلتها خافـت وقلقـت عليـك.
تابـع سيـف بنبرآت متسائلـه وهو يجلس علي مقعـد بجانب السيـده زينب مـردداً…
-حاجه زي أيـه يا عمـي!.
في حيـن أكمل جلال حديثـه قائلاً…
-السلسلـه اللي في رقبتهـا نورت باللـون الأحمـر،فخافت لتكون أنت وصلـت للمقبـره وحاولت تدخلها.
تنحنـح سيـف في هـدوء ثم أردف بنبرآت ثابته قائلاً….
-هـو فعلاً في حـد دخلها.
جحظـت عيناي جلال في صـدمه وهو يهتـف بنبرآت مصدومـه….
-أيه اللي إنت بتقولـه دا!!!…ومين دا اللي دخلها!.
-مـادلين.
أردف سيـف بهذه الكلمـه في حيـن هوي جلال علي المقعـد بجانبه وهو يهتـف في صـدمه….
-أزاي يا سيـف،وعرفت أزاي أنهـا مادلين!
كـان الجميع ينظـر لجلال بنظـرات مترقبـه ومتسائلـه وما الذي دفعـه علي أن يُصبـح علي تلـك الحاله في حيـن أكمل سيـف متابعـاً في ثبـات ونبرآت جامـده…
-المقبـره ،طلعت موجـوده تحت القصـر بتاعك يا جلال بيـه ويفصل بينهـا وبين سـرداب مادليـن حيطـه ووقت ما مليـكه ضغطت علي السلسلـه حصل هـزه قويه في القصـر كُل الخدم ومن بينهم نانا زينب أفتكـروه زلزال،ولمـا انا عـرفت اللي حصل ربطت الأحداث ببعض وبسرعه روحـت علي السـرداب لقيتها بتحاول تدخل المقبره بعد ما الحيطه اللي بتفصل بينهم أدمـرت تماماً،وطبعاً انا حاولـت أمنعها ولكن هـي رفضت تسمعلي وخصوصاً لما عرفت اننا علي علم بكل حاجه،،ف أول حاجه فكرت فيها أنها هتدخل السجن ومش هتاخد أي حاجه منك غير الطلاق،،فقررت تدخل المقبره علي أسـاس انها هتستولي علي اللي هتقدر عليـه وتسافر برا البلـد،،انا عارف أن تفكيـرها علي قـدها،يلا خـدت الشـر وراحت.
أنتهـي سيـف من حديثـه في حين أردف جلال متابعاً في صـدمه،قائلاً…
-تحت القصـر بتاعنـا طول السنيـن دي!.. بس أنت ليه يا سيـف ممنعتهـاش بالقـوه ليه!.
اردف سيـف متابعـاً في هـدوء …
-منعتهـا يا جلال بيـه..بس اللي الطمـع سيـده،بيكـون اطرش عن العالـم،وضميـره سكـران،او عاملـه تنويـم مغناطيسـي علشـان ميقلبش عليه المـواجع،ويفكـره كل دقيقـه أنه طمـاع ونهايتـه محتـومه.،،وبعدين متزعلـش عليها أوي،علشـان اللي يفكـر يقتل المـدام ملهوش ديـه عندي.
فـي تلـك اللحظـه ألتقتـط مليـكه الهاتف من والـدها ثم هتفت بزوجـها قائلـه…
-سيـف إنت قولـت لبابا أيه ،زعلـه بالطريقـه دي…هو في حاجـه حصلت!.
وهنـا هتف سيـف متابعـاً بنبرآت عاشقـه،مـردداً…
-بحبـك.
أغتـاظت مليـكه منه بشده ،ثم تابعـت وهي تهتـف في ضـيق…
-سيـف هو دا وقتـه!!!…انا بكلمـك.
هتـف سيـف متابعـاً بنبرآت عصبيه قائلاً…
-تصدقـي إنتِ جـزمه وخسـاره فيكِ اللحظـات الرومانسيـه،وبعدين قلت أيه يعنـي،،انا بقولـه مـادلين دخلت المقبـره،وزمـانها بين عـداد الموتـي.
فغـرت مليكـه فاههـا وهي تردف مكملـه…
-ينهـاري،،أيه اللي خلاهـا تعمل كدا بس!.
أردف سيـف متابعـاً في غيـظ….
-زعلانه ياختـي عليها!!..بعد كُل اللي عملتـه فيكِ!.
-بردو يا سيـف،،لو غلطـت تتحبس ،لكن ما تموتش بالطـريقـه دي.
أردفت مليكـه بتلك الكلمـات وقد أغرورقـت عينـاها وبدي في نبرآت صوتهـا الحـزن،في حين تابـع سيـف قائلاً وهو يهتف في هـدوء…
-اهدي يا مليـكه دا قدرها وربنا مبيرضـاش بالظُلم،،وخليني أكلم عمـي.
إنصـاعت مليـكه لحديثـه وهي تُعطي الهاتف لوالدهـا،الذي إلتقطـه ثم أجاب قائلاً بنبرآت حـزينـه…
-والعمل يا سيـف!.
أردف سيـف متابعـاً في هـدوء ونبرآت شـارحه…
-حاليـاً إنت مفيش أي سبب دلوقتي يخليك تفضل مُختفي،وبمـا أن قدرنـا نوصـل لمكـان المقبـره،فياريت ننفـذ المهمه في أسـرع وقت وننتهـي من الكـابوس دا،،فحاليـاً لازم تيجي بسرعه علي القصـر إنت ومليـكه،ومازن ومـايا.
هتـف جلال متابعـاً في هـدوء ونبرآت ثابتـه…
-تمام جداً.
——-
ظلـت تتجـول داخل منـزلها في قلـق شديد،وهي تفرُك قبضتـي يدها،مـردده،بنبرآت قلقـه…
-ياتـري ،روحتي فين بس يا مـادليـن قلبي مش مطمـن.
أردفت ألفت بتلك الكلمات وأثنـاء قلقهـا وهي تجـُول ببصـرها داخل الغـرفه،نظـرت أرضـاً لتجد شيئـاً مـا ملقياً ،في تلك اللحظـه جثت هي علي ركبتيها ثم قامـت بإلتقـاط بنظـرات مُستغـربه،مـردده بصوتاً خافتـاً…
-مـادلين!.
———
دلـف عـادل المنشـاوي داخل هذا القصـر المهجـور ومـا أن رأي معتـز جالسـا علي المقعـد وهو يُدندن في هـدوء ونبرآت إرتيـاح،في تلك اللحظـه،نظـر له عادل في ضيـق،ونبرآت غضب عارمـه….
-الدنيـا بتولـع برا والناس هـربت في وجـودك وإنت قاعد هنـا تغنيلي!.
رمقـه معتـز متابعاً بنبرآت متهكمـه وهو يهتـف قائلاً….
-ودا علي أسـاس إن انا اللي خليتهـم يهـربوا.
نظـر له عادل في غضب والشرر يتطايـر من عينيـه،قائلاً…
-مش أنت اللي غشيـم وسهل يضحـك عليـك!.
-فعلاً انا غشيـم وسهل يضحك عليا علشان كدا ،أنت بتضحـك عليا وعاوز تفهمنـي أن السلسلـه ضاعت من دُرج مكتبـك اللي محدش يقدر يدخلـه أصلاً.
ومـا أن انهي حديثـه حتي إلتقط مسدسـاً من جيب بنطالـه ثم أطلق النار علي عـادل الذي ما أن أصـابته الرصـاصـه حتي وقـع صريعاً،في تلك اللحظـه أبتسم معتـز في هـدوء،ثم أردف متابعاً بنبرآت منتصـره….
-وبكـدا أكون خلصت منك،،مش فاضل غير مادليـن،ورئيـسه العصـابه بتاعتـك.
وهنـا قام بإلتقـاط هاتفـه ثم أجـري إتصالات عديده علي هاتـف مادلين ،وعنـدما لم يجـد أي رداً منها،قام بإرسال رسالـه نصيـه لها،يُعلمـها بخبر تخلُصـه من عـادل المنشـاوي نهائيـاً،حتي تُسـرع هي الخـُطي إليـه فيقوم بالتخُلص منها هـي الأخـري،ثم يقـوم بتهـديد رئيـسه العصابه التي علم هويتهـا مؤخـراً ويجعلها تُسلمـه القلاده،ظنـاً منه انها علي علم بمكان تواجد القلاده وان هذا كان ملعوباً بينها وبين عـادل ضـده….
——-
-نظـر سيـف إلي شاشـه الهاتف القابع بين يديـه والذي يخُص مـادلين،حيـث قام بإلتقاطـه من علي أحد الطاولات بعد دلوفهـا داخل المقبـره،فظـل ينظـُر إلي شاشـه الهاتـف في إنتـصار وهو يُفـكـر في أمـراً مـا،ولكنه قرر تأجيلـه لحين إبلاغ جلال بمـا سيفعلـه….
وأثنـاء شـروده وهو جالـس بصحبـه السيـده زينـب يجدهم يدلفـون داخل الغـرفه،وهنـا أردفـت مليـكه وهي تنظُـر إلي زينب قائلـه….
-نانا!!!…إنتِ كويسه،،وحشتينـي اوي!.
نظـرت لها السيـده زينب في إشتيـاق،متابعـه…
-وإنتِ وحشتيني أكتـر يا بنـت الغاليـه….
-نظـرت لها مليـكه بأعينـاً دامعـه وهي تهتُف بنبرآت فـرحه…
-وأخيـراً سمعت صوتك،،أنا مبسـوطه اوي،أنك بتكلمينـي.
أبتسمـت لها زينب في هـدوء ثم أردفت متابعـه،بنبرآت حنـو…
-معلـش يا بنتي كنت مضطـره….
في تلك اللحظه قامت مليكـه بطبع قبلـه علي جبينها مـردده في عشـق…
-عـارفه يا قلبي.
وهنـا أردف جلال متابعـاً في هـدوء،ونبرآت حـزينـه….
-ممكن يا سيـف تورينـا مكان المقبـره!.
أومـأ سيـف برأسها ،ثم تابع في تأكـيد….
-يلا بينـا يا عمـي.
بينمـا أردفـت مليكـه قائلـه وهي تتجـه بسـرعه ناحيتهـم…
-انا جاهـزه يا دادي.
بـادرها والدها بنظـرات حنـو بينما أكمل سيـف سيـره وهو يجـذبها من كفها في حنـو متجهين خارج الغـرفـه….
وبالفعـل إتجـهوا الثلاثـه إلي حيث السـرداب،ثم قام سيـف بفتحـه متابعـاً في هـدوء ونبرآت ثابتـه….
-أدخل يا عمـي.
وبالفعل دلف جلال داخل هـذا السـرداب بينما وجـدت مليكـه صعوبـه في الـدلوف داخلـه،لشـده إنحـدار بابـه،فقام سيـف بحملها بين ذراعيه متجهين داخل هـذا السـرداب.
ظلت مليكـه تجـول بنظـرها في أرجائـه وينتابهـا شعور شديـد بالخـوف،وهي تنظُر إلي تصميـم الغـرفه ووجـود ضـوء خافت جـداً بها،فأخـذت تبتلع ريقها في صعـوبـه وهي تحكُم قبضه يدها الموضوعه خلف ظهره و الممسكـه بملابسـه في قـوه،وأثناء ضغطها بقبضتها الصغيره علي ملابسـه أحس هـو بمـدي خوفهـا من هـذا المكـان،فهو لا يتماشـي مطلقـاً مع شخصيـه مليكـه البريئـه والتي تجد صعوبـه من فهـم هذه الأمـاكن والنفور منها…
بـادرها سيـف هامسـاً في أذنها وهو مـازال يحملها بين ذراعيـه قائلاً،بصوتاً خافتـاً تحمل نبرآته الطمأنينـه والعشـق….
أريحـي قبضـه يداكِ ،فأنـا لن أتركـك
ليس لأصبح رجلاً في نظـرك،بل لأن رجـولتي تخـر ساجده أمـام مملكـه قلبك الطـاهره
رمقتـه مليكـه بنظـرات هادئـه وهي مُسلطـه مقلتي عينيها عليـه،ثم أردفـت بعد أن إنسـابت بعد قطرات الدمـوع علي وجنتيهـا قائلـه….
-بس أنـا خايفـه يا سيـف!.
-طول مـا انا جنبك أوعـي تخافي،وزي ما كنت حامي ليكِ بعد ربنـا طول الفتـره دي،،تأكـدي إني مش هخـذلك أبـداً.
أردف سيـف بتلك الكلمـات في حين ألقـت مليكـه برأسهـا علي صـدره متابعـه بنبرآت هادئـه بعض الشيء….
-عـارفه أنك سنـدي دائمـاً وأبـداً.
بينمـا ظل جلال يتجـول داخل هـذا السـرداب حتي وقـعت عيناه علي هـذه البوابـه في زاويا من السـرداب والتي يُحاوطها الكثير من الحجـاره،ثم أردف متابعاً وهو ينظـر ناحيه سيـف قائلاً…
-هو دا بابا المقبـره.
أومـأ سيـف برأسـه إيجاباً،في حين أخـذ جلال تنهيـدتاً طويلـه متابعاً….
-المقبـره ضلمـه أوي والوقـت أتأخـر،انا من رأيي ننفـذ المهمـه الصبـح بـدري.
نظـر له سيـف بإقتنـاع شـديد،ثم أردف متابعاً في هـدوء….
-يكُون أفضل يا عمـي.
وهنـا تنفسـت مليكـه الصعـداء فهي بحاجه لبعض الوقـت حتي تستعـد نفسياً وعقليـاً لتلك المهمه…
إتجهـوا الثلاثـه مـره أخـري عائـدين إلي القصـر،وما أن دلفوا داخلـه حتي أسـرعت مايا تجـاه صديقتها هاتفـه بنبرآت مضطربه ومتسائلـه…
-مليـكه إنتِ نفـذتي اللي مامتك قالت عليه مش كدا!!!…وخلاص مش هتـروحي المقبره دي تاني صح!.
أبتسمـت لها مليكـه في هـدوء وهي تطبع قبلـه علي جبينهـا مـردده…
-لا يا مايـا للأسـف لسـه،لاننـا قررنـا ننفذ العمليـه بالنهـار.
زفـرت مايا في ضيـق وهي تهتف بنبرآت مختنقـه….
-قلبي مش مستـريح أبـداً يا مليكـه.
-متقلقيش يا مـايا كُل حاجه هتتـم علي خيـر.
أردف جلال بتلـك الكلمات ثم هتف متابعـاً وهو يتجـه إلي غرفه حياه قائلاً….
-ودلوقتـي كل واحد يرتاح في أوضتـه،ولازم مليكـه كمان ترتاح.
وبالفعـل إتجـه الجميع إلي غرفهـم،ومـا أن دلـف سيـف بصحبه مليـكه داخل الغـرفه حتي هتف متابعـاً بنبرآت هـادئـه….
-تعرفي أن أوضتنـا وحشتني أوي.
حاولـت مليكـه رسم الإبتسـامه علي ثغـرها،بينمـا أكمل سيـف متابعـاً وهو يحتضنهـا في حنـو…
-عـارف أنك خـايفه،وصعـب أوي عليـا،أشوف أحسـاس الخوف في عيـونك ومش عـارف أقتلـه،بس تعـرفي أنا بغيـر عليكِ من الخـوف اللي إحتل كل ملامحك حتي عيـونك،،ترضـي إني أغيـر عليكـي،والخـوف يفرق بينـا!.
أبتسمـت مليكـه له في هـدوء وقد سقطت قطـرات من دموعها علي ملابسـه،ثم أخـذت تضـربه بقبضتهـا الصغيـره مـردده…
-إنت بتهـزر يا سيـف!.
أردف سيـف متابعـاً وهو يهتف بصوتاً ثابتـاً…
-مش بهـزر علي فكـره،،أقسـم بالله بغير عليكِ من جلال لمـا بياخدك في حضنـه..وياخدك في حضنـه ليه أصلاً،هو إنتِ كنتي أشتكيتيلـه همـك وبعدين لمـا حضنـي ميساعـش لملكيتي الخاصـه،تبقـي تدوري علي حضـن تاني غيري،،فاهمـه يا بـت ولا أعاملـك معاملـه مجـرمين!.
ضحـكت مليـكه بشـده علي حديثها،ثم أردفت وهي تطبع قبله علي أحد خديـه مـردده…
فاهمـه يا سيـف باشـا.
نظـر لها سيـف بجانب عينيـه ،ثم أكمل قائلاً بصوتاً مغتاظـاً…
-إنتِ بتبوسـي ابن أختك من خـده،، تصدقي انا هطلع المسـدس من الدرج وأفجـره في دمـاغك وأستريح.
في تلك اللحظـه أطلقت مليكـه ضحكه عاليـه ،سعـد سيـف بشـده علي طغيـان علامـات السعاده علي ملامح زوجته،بينمـا أقتـربت هي منـه،ثم قامت بطبـع قبله هادئه علي فمه.
ثم أبتعدت مسـرعه وهي تردد في تنحنح ونبرآت خجلـه…
-حلو كدا!.
– القبلـه ،بالقبلـه،،والحضـن بالحضـن،والبـادي أحن.
اردف سيـف بتلك الكلمـات وهو يقترب منها بشـده ثم جذبها إلي أحضـانه في الفراش ….
———
“في صبـاح باكـراً من اليوم التالي”
أستيقـظ سيـف من نومـه علي صوت رنيـن هاتفـه،فقام بإلتقاط الهاتف وهو يُجيب في نبرآت متكاسلـه….
-ايوه يا إبراهيم.
أتـاه صوت صديقـه متابعاً بنبرآت مغتـاظه…
-كُل دا نوم،،أرحمني اديلي ساعه مستنيـك في ريسيبشن القصر وإنت نايم ،،يلا انجـز علشان عمي جلال عاوزنا نتحـرك فوراً.
-طيب نازلين سلام.
اردف سيـف بتلك الكلمات ثم أيقظ زوجته القابعـه بجانبه علي الفراش،،وما هي إلا دقائق حتي أستعدت مليكـه للمهمـه بعد أن ألتقطـت مصحفها الخاص واضعه إياه في حقيبتهـا وقامت أيضاً بأداء فريضتها،ثم أتجه سيـف بها إلي حيث يجتمعون،،في تلك الأثنـاء أقترب جلال من إبنتـه في هدوء،ثم أردف متابعـاً بنبرآت حنـو…
-مليكـه حبيبتـي جاهـزه!.
أومـأت مليكـه برأسها إيجاباً ،في حين هتف جلال قائلاً في ثبـات…
-مـاشي يلا بينـا.
وبالفعـل إنطلقوا جميعاً مسـرعين وسط شهقـات مايا الباكيـه ونظـرات السيـده زينب القلقـه علي حفيدتها،فأخـذت تتضرع إلي الله أن يحميها مما تُقدم عليـه….
وصلـوا مجدداً داخل هذا السـرداب ثم نظـر سيـف إلي زوجته وهو يُلبسها تلك القلاده الخاصه بها،ثم شـرع في إحتضـانها بشـده متابعاً بهمسـاً في أذنها….
-خلي بالك من نفسـك وأوعي تخافي،،صدقينـي العمليه هتتم بنجـاح وانا هفضل حمايتـك.
أبتسمـت له مليـكه في هـدوء،ثم تابعـت بنبرآت خافته وهي تشدد ذراعيها عليه لتشعـر بإحتضانه لها أكثر ،مـردده…
-سيـف خلي بالك من بابـي،ولازم تكـون عارف إني بحبـك أوي،،وهفضل أحبـك طول عمـري اللي في أي لحظـه ممكن ينتهي،ومش هكتفي أنا هفضل عاشقـه ليكِ حتي بعد ممـاتي لحد ما نكـون في الجنـه سوا،،علشان اللي زيك مينفعـش ميتعشقـش،اللي زيـك يتحـب بزيـاده حتي عصبيتـك بتمثلـي علامـات لغيره الروح اللي ساكنـه فيا،،عليـا.
ومـا ان أنهت حديثها حتي قامت بطبع قبله علي خديه ،ثم إتجـهت إلي والدها وهي تطبع قبلـه علي جبينه مـردده…
-بحبـك أوي يا دادي.
وبالفعـل إنطلقـت مليكـه داخل هـذه المقبـره وسط نظـرات سيـف الذي قام بإغلاق عينيـه في وجـع وهو يتنفس بصعوبـه وكأن أُكسجين تنفسـه قد سُحب معـها ،،ظل ينظـر لها في قلـق حتي غابت عن الأنظـار داخل هذه المقبـره،فأذرف هو الـدموع مـردداً بوجعاً كبيـراً….
-خايف أخسـرك بعد ما لقيتـك.،،خايف أكون غلطت لما سيبتـك تدخلي المكان دا…سامحينـي يا مليكـه قلبي.
ظل سيـف ينظـر إلي الإتجاه الذي دلفت منه وما هي إلا لحظات حتي سمعوا صوت صرخـه مدويه ،دوت في أرجـاء المكان بأكملـه حتي وصلت إلي مسامع سيـف،الذي صـرخ بصوتاً أجش،وقد أفاض به الوجـع هاتفاً….
-مليكـه.
في تلك اللحظـه هرول سيـف متجهاً علي الفور إلي تلك البوابـه،حتي يدلف داخل هـذه المقبـره وسط نظـرات جلال المصـدومـه وهو يصـرخ به أن يتوقف ،قائلاً في رعـب،حينمـا وجده قد إجتاز هذه البـوابه وهو يُهرول داخل المقبره بحثاً عنها…
-لا يا سيـف،،أقف هتموت!.