ترفيهمسلسل أبواب وهمية

مسلسل أبواب وهمية الحلقة 11و12 الأخيرة

الحلقة الثانية عشر

ﻗﺮﺭﺕ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺗﻌﺎﻭﺩ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻤﻨﺰﻝ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﺳﻼﻣﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﻼﻣﻪ! ﺍﻟﺸﺨﺺ: ﺃﻧﺘﻲ ﻣﻴﻦ؟ ﻭ ﺇﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻩ!! ﺭﻭﻳﺪﺍ: ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﻢ ﺳﻼﻣﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ: ﺳﻼﻣﻪ ﻣﻴﻦ؟ ﺭﻭﻳﺪﺍ: ﻋﻢ ﺳﻼﻣﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺳﺎﻛﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ: ﺳﻼﻣﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻲ ﺩﻩ ﻣﻴﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ!! ****
شريف جالس في مكتبه و يمسك في يده قلم و بيرسم دوائر في ورقة أمامه و كل دائره بها اسم سامي و باقي الدوائر بها اسم زوجته و أبنائه و بدأ بعد ذلك يربط كل ما سمعه منهم، فكلامهم ليس مقنع!!
كيف لسيدة عجوز مثل رجاء تنوي أن تقتل ابنها و أحفادها!
و كيف تتحدث في الغرفه ولا يوجد بها أحد غيرها!
فمن الممكن أن تكون رجاء مختله عقليا!
و لكن لا يستطيع أن يثبت ذلك فهي الأن ترقد مع الأموات و أمامه قضية يجب أن يعرف من المتهم! فكر شريف أن يؤيد القضية ضد مجهول و لكن كان بداخله شئ ما يجعله مصمم أن يكمل تلك القضية إلي النهايه..
******
رويدا يا رويدا
تستيقظ رويدا من نومها سريعا و كأنها منتظره أن يتحدث معها أي شخص
حتي تستيقظ
رويدا: عم سلامه أنت عايش !
سلامه: بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا بنتي ما أنا قدامك أهو
رويدا: يعني انت مش ميت !
سلامه: ميت إيه يا بنتي هو فيه أموات بيتكلموا ؟
رويدا: طب أثبتلي انك عايش
سلامه”بضحك”: يعني أعمل إيه تحبي أقوم أرقص !
رويدا: هههههههه مش قصدي يا عم سلامه
سلامه: ولا يهمك يا بنتي يلا قومي عشان تفطري معانا و نشوف هنعمل إيه تركها سلامه و خرج لأبنائه و ظلت رويدا كما هي و بدأت تتذكر الحلم شعرت و كأنه حقيقي،حاولت أن تتذكر الرجل الذي تحدث معاها و لكن لا تستطيع كان هناك شئ ما بداخلها يجعلها تشعر بأنها رأته قبل ذلك، أفاقها سلامه علي صوته – يلا يا بنتي الأكل جاهز نظرت إليه و أبتسمت و هي تتذكر المحادثة التي حدثت بينما
منذ قليل و أتبعته للخارج..
**********
عاد سامي من الخارج هو و مازن و عاود الخروج مرة أخري و لكن في هذه المره كان ذاهب لدفن رجاء كانت دموعه علي وشك النزول و لكنه منعها ظل صامدا كان يحمل جسمان أمه هو و ابنه فقط و كان خلفه نجاة و شروق، هل لهذه الدرجة كان أهل القريه يكرهون رجاء؟ لم يشعر أحد فيهم بالحزن عليها لدرجة البكاء إلا سامي و لكنه صمد كان يفكر في إختفاء ابنته و تذكر يوم وفاة أبيه كم كان هناك الكثير من الرجال و النساء، شعر في ذلك اليوم أن القرية بأكملها كانت في بيتهم، ظل نجاة تردد (يارب حبب فينا خلقك يارب) ذهبوا للمقابر و جاءهم التربي و قاموا بفتح المقبره و صمم سامي أن يهبط معاها، حقا أنها لحظة صعبه لا يحسد عليها أي شخص! هبط معاها سامي و وضعها في مكانها ثم خرج و أغلقوا المقبره مرة أخري، شعر بإن قلبه أنقبض تذكر محادثة بين والده و بين والدته عندما كان صغيرآ.
**فلاااش باااك**
رجاء في غرفة المعيشه هي و زوجها سعيد
و سامي جالس معهم سعيد: إيه يا وليه التخريف اللي بتقوليه ده! رجاء: تخريف إيه بقولك لما أموت عايزاك تحطلي لمبه معايا عشان محسش بالضلمه سعيد”ضاحكآ”: مش بقولك انتي بتخرفي، لمبة إيه دي اللي أنتي عايزاها
رجاء: يا سعيد مبحبش الضلمه
سعيد: طب و هنجيب كهربا منين عشان نشغل اللمبه
رجاء: خد سلك من التربي
سعيد: ههههههه و الله أنتي عقلك بااظ خلاص
رجاء: يا سعيد بقي أنا بتكلم بجد
سعيد: يا وليه اللمبه تضرب من الكتمه، و بعدين انتي هتبقي موتي خلاص هتشوفي النور إزاي
رجاء: هحس بيه
سعيد: ههههههههه أقرأي قرآن و صلي و إن شاء الله مش هتحتاجي اللمبه و قومي بقي أعمللنا كوبايتين شاي بدل الكلام اللي مالوش لازمه ده، و بعدين يا وليه ما يمكن أنا اللي أموت الأول مش أنتي، قومي قومي ربنا يعفينا..
**بااااااك**
أبتسم سامي رغما عنه عندما تذكر تلك المحادثه و ظل يردد
(اللهم أغفر لجميع موتي المسلمين، اللهم أجعل قبورهم روضة من رياض الجنه ولا تجعلها حفرة من حفر النار) عادوا جميعا لمنزل مرة أخري و هم شاردون..
**********
رويدا: يلا بينا بقي يا عم سلامه
سلامه: حاضر يا بنتي قامت معه رويدا و أخذت الأوراق التي وجدتها عند مقبرة الشناوي و خرجت هي و سلامه و ظلوا يسيرون فيما يقارب الثلاث ساعات حتي بدأ يتبين الطريق أبتسمت رويدا مرة أخري
ها هي الأن أقتربت من أهلها، كانوا طول الطريق صامتين
حتي وصلوا بالفعل لمنزل رجاء،
نظرت رويدا لسلامه بإمتنان-أنا متشكره أووي يا عم سلامه
سلامه: لا شكر علي واجب يا بنتي – تعالي أتفضل معايا
سلامه: لا معلش أدخلي انتي و بلاش تيجي هنا تاني، المره دي جت سليمه و محدش عارف المره الجايه هيحصل إيه -حاضر يا عم سلامه
و تركته رويدا و هي في غاية السعاده، أقتربت سريعا من المنزل و ظلت تطرق علي الباب، حتي سمعت صوت أحدهم قادم، ظلت واقفه و هي تشعر بخفقان قلبها من شدة الخوف فيما سوف يفعلونه، ثواني مرت حتي فتح سامي باب المنزل..
**********
شريف في مكتبه يتحدث مع زميله في شأن تلك القضية، فالتحريات التي تمت لم تقل بأن كان لها عداوة مع أي شخص! إذن من الذي قتلها؟ كل ما كان يحيره، لما ترك الجاني أداة الجريمه!!
هل لهذه الدرجه هو ساذج! أم من شدة خوفه لم يعرف ماذا يفعل! زميله: يا شريف انت شاغل بالك كده ليه ما هي قضية زي أي قضية شريف: حاجه جوايا بتقولي أن في لغز و أنا لازم أعرفه!
زميله: أنت باقي اللي غاوي وجع دماغ، و بعدين من إمتي و أحنا بنمشي ورا إحساسنا، أحنا بتوع قانون يا أستاذ لازم أدله و مستندات
شريف: عارف يا أخي بس بجد في حاجه جوايا بتخليني مصمم أكمل للنهايه، ليه اللي قتلها ساب العصايه في مكانها !!
هو إيه مش خايف أنه يتمسك؟
زميله: ما يمكن من خوفه سابها و جري! مافيش مجرم بيعمل جريمه كامله! بس ليه الست دي محاولتش تدافع عن نفسها! مع ان انت بتقول ان ابنها موجود في نفس البيت
شريف: مش عارف ما ده بردوا من ضمن الحاجات اللي هتجنني!
زميله: يا راجل بلا وجع دماغ و بعدين الباقي ده شغل النيابه
شريف: يا عم أنا متعودتش أكروت شغلي كده..
**********
سامي: رويدا!!
أقتربت منه رويدا سريعا و هي تقبله بابا حبيبي، ضمها سامي إليه ثم بعدها عنه
و دخلوا و أغلق الباب..
سامي: نجاة يا نجااااة
هبطت نجاة سريعا هي و أبنائها و ما أن هبطت حتي صرخت
نجاة: بنتي!
تركت رويدا الأوراق علي الأرض و ركضت إلي أمها و ضمتها نجاة إليها و أحتضنتها رويدا بشدة و كأنها تحتمي فيها ظلوا علي هذا الوضع دقائق حتي تركتها
و ألقت السلام علي أخواتهاو هي تحضنهم بشدة، كم كانت مفتقدة لهم!
سامي: انتي كنتي فين يا رويدا! و إزاي تخرجي من غير ما حد يعرف!
و هدومك مبهدله كده ليه؟
رويدا: احم انا بصراحه خايفه أقول عشان عارفه أن مش هتصدقوني و هتتريقوا عليا
سامي: أنطقي يا رويدا
صمتت قليلا و كانوا جميعا ينظرون إليها و كأنهم لا يصدقون أنها معهم..
قصت رويدا لهم ما حدث بالتفصيل بداية بالرجل الذي كان يظهر لها حتي سلامة..
سامي: و أحنا المفروض نصدق ان واحد شاورلك روحتي نزلتي مشيتي وراه!
رويدا: والله يا بابا دي الحقيقه، كان بيظهرلي كل شوية
سامي: و إيه الورق ده!
ترددت رويدا قليلا ثم قصت حكايته و تهديد الرجل لها
سامي: إيه التخاريف دي حاولت نجاة أن تتدخل لتهدأ الموضوع قليلا
نجاة: خلاص يا سامي سيب البنت دلوقتي
و بعدين نشوف هنعمل إيه.
نظر لها سامي و صمت
رويدا: جدتي فين!
نظروا لها جميعا و لم يتحدث أحد
رويدا: أنتوا مش سامعني ولا إيه!
شروق: ماتت
رويدا: ماتت إزاي يعني! مش وقت هزار!
نظرت لمازن و كررت سؤالها مرة أخري، فكانت غير قادرة علي الإستيعاب
مازن: تعالي معايا و أنا هحكيلك أخذها مازن و صعدوا إلي الغرفه و بدأ مازن يقص عليها ما حدث لرجاء و أن الموضوع تحول لقضية قتل، ثم قص لها عن العصا التي أكتشفوا فيما بعد بأن جدته قتلت بها، صمت قليلا ثم عاود الكلام مرة أخري و قص لها ما حدث معه في الغرفة و أنه وجد نفس العصا مع تلك المرأه! صمتت رويدا حاولت أن تستوعب كل ما قاله مازن، أخذ منها الموضوع بضع دقائق حتي أستوعبته كاملا شعرت بالحزن علي جدتها و لكنه كان مجرد حزن لأنها جدتها لا أكثر من ذلك!
**********
سمع شريف صوت جرس الهاتف، فجاوب سريعا
-ألو
-أيوه يا فندم
-إيه في جديد!
-أيوه يا فندم، البصمات الموجوده معانا، مافيش أي بصمة فيها مطابقه للبصمه الموجوده علي العصايا –
طيب ماشي، لو في أي جديد بلغني علي طول -حاضر يا فندم
أغلق شريف الهاتف و هو يردد انا كنت عارف ان محدش من البيت هيكون عمل كده
زميله: في إيه يا شريف؟
شريف: أكتشفوا أن البصمات مش متطابقه
زميله: طب ناوي علي إيه!
شريف: مش عارف بصراحه انا بفكر أروحلهم تاني و أشوف البنت اللي كانت مختفيه دي ظهرت ولا لأ
زميله: و ده هيفيدنا في إيه!
شريف: مش يمكن تكون هي اللي قتلتها؟
زميله: لأ معتقدش انها ممكن تقتل جدتها و بعدين حتي لو كانت هي أكيد لو هربت زي ما بتقول مش هترجع دلوقتي
شريف: مش عارف
زميله: لأ يا شريف صعب لو كانت هي اللي قتلتها كانت هتفضل في البيت عشان محدش يشك فيها!
شريف: أيآ كان أنا هروحلهم و أشوف إيه الجديد..
**********
نجاة: سامي أحنا مش هنرجع بيتنا ولا إيه؟
سامي: مش وقته الكلام ده مش قبل ما أعرف مين اللي قتلها
نجاة: يا سامي أنا مش طايقه البيت ده
سامي”بعصبيه”: نجاة عايزه تمشي قومي أمشي لكن انا مش هتحرك من هنا
قبل ما أعرف مين اللي قتلها..
نظرت له نجاة و صمتت فهي حقآ تخشي ذلك المكان و تريد أن ترحل منه و لا تعود إليه أبدا و لكنها في نفس الوقت لا تقدر أن تترك سامي بمفرده، قررت أن تبقي بجانبه فهو لم يعد له أي شخص غيرها..
**********
رويدا: مازن سيبني دلوقتي لو سمحت نظرها لها مازن قليلا ثم غادر الغرفة و أغلق الباب ظلت رويدا تتذكر كل ما قاله مازن ثم قالت “الله يرحمك” نظرت إلي الأوراق التي بجانبها و تذكرت كلمات الرجل لها، قامت من مكانها و أمسكت بالأوراق و ظلت تنظر إليها و هي متردده تقرأها أم تتركها، و لكنها لم تستطع أن تفعل أي شئ، سمعت صوت شخص يهمس لها و لكنها كانت غير قادرة علي فهم الكلمات، لم تحاول أن تتحرك أو أن تصرخ ظلت كما هي، كثرة ما حدث لها جعلها لا تخشي ما يحدث في ذلك البيت الملعون، أنتظرت قليلا حتي عاود الصوت مرة أخري و لكن هذه المرأه بدأت تظهر لها المرأه العاريه!!
نظرت رويدا للمرآه فوجدت المرأه تنظر لها، صمتت رويدا محاولة منها أن تفهم ما تقوله المرأه و لكن بلا فائدة، قامت من مكانها و وقفت أمام المرآه فأختفت المرأه! عاودت رويدا النظر مرة أخري فلم تجدها، أستعاذت بالله من الشيطان الرجيم، سمعت مرة أخري الصوت. فنظرت أمامها وجدت المرأه واقفه أمام باب موجود داخل الغرفه و لكنه مغلق بقفل من الخارج و من ينظر للمرأه يشعر و كأنها خارجه من الباب نفسه! أقتربت منها رويدا حتي أصبحت أمامها و قررت أن تلمس الباب ما أن بدأت تلمسه حتي صرخت و نظرت إلي يديها فوجدتها أحترقت
و أنفتح الباب!!

 

ــ الحلقة الرابعة عشر ــ
و الأخيـــرة..
تذكرت رويدا الأوراق التي وجدتها في المقابر قامت سريعا و بحثت عنها حتي وجدتها، جلست مرة أخري علي السرير، ظلت تقرأ كلمة الشناوي كثيرآ، شعرت برهبه من قبل أن تقرأ الأوراق، فتحت الأوراق و بدأت تقرأ المقدمه..
( معني أنك بتقرأ الأوراق دي دلوقتي يبقي أكيد أنا خلاص ميت، خد بالك من كل كلمة بتقراها)
ظلت تقرأ تلك الجملة عدة مرات، شعرت بالرهبه ثم بدأت في قراءة الصفحة الأولي
” أنا ماجد الشناوي، عندي 23 سنه، قررت أكتب هنا كل حاجه بتحصلي، من 3 سنين أكتشفت أن بابا بيقرأ عن الجن و مهوس بالكلام ده! بدأت أحاول أمنعه عنه لكن لقتني بتشد ليه أكتر، فضولي كان اقوي، كل ما أقرأ عن حاجه ألاقيها بتشدني أن أقرأ عن حاجه تانيه، بدأت اجيب كتب و أبحث ع جوجل، كنت بستني لما بابا ينام و أدخل أجيب الكتب بتاعته و أقرأها، بعد شهر تقريبا بدأت تحصلي حاجات غريبه، أتخيل أن في حد معايا في الغرفة و ساعات أسمع أصوات، مكنتش لاقي تفسير لكل ده، كنت خايف أقول لحد بصراحه بس ده مش منعني من القراءة، فضلت مستمر و أقرأ أكتر من الأول كنت بلاقي متعه و رهبه في نفس الوقت لحد ما في يوم و أنا قاعد في غرفتي شوفت خيال لحاجة مكنتش قادر أحددها, فضلت تتحرك قدامي, و دقايق و الكهربا فصلت! أتجمدت في مكاني, أنت متخيل يعني إيه تكون قاعد في مكان و شايف خيال لحد بيتحرك و أنت من الأساس مش عارف ده خيال إيه و فجأه النور يقطع و معاك نفس الخيال!!
فضل النور مش موجود لمدة ساعة كامله حسيت ساعتها أن قربت أموت من الخوف, فضلت أقرأ قرآن و أدعي ربنا ينجدني من اللي أنا فيه و قررت أن مش هقرأ عن الجن أي حاجة تاني أبدا, و أفتكرت حاجة كان جدي زمان بيقولهالي” ربنا حاطط غشاء علي عينك عشان متشوفش الجن, و بينك و بينهم حاجز, و لما تقرر أنك تدخل عالمهم و تتوسع فيه الحاجز ده بيتمنع لإن وقتها بتكون أنت اللي عايز كده”
بصراحة مكنتش بصدقه و كنت بقول في سري جدي ده راجل كبير و أكيد عايز يخوفني! و كان بيقولي أبعد عن الجن و عالمهم عشان هيأذوك, كنت بضحك و أقوله يعني هما هيسيبوا الناس كلها و يأذوني أنا!!
ساعة بالظبط و النور رجع و الخيال مش موجود, خرجت من غرفتي بسرعة و جريت علي والدي و فضلت قاعد معاه, بعد شوية بدأت أهدي و رجعت علي غرفتي تاني, و لكني للأسف محرمتش بعد أسبوع تقريبا شوفت كتاب غريب جدا, قربت من اللي بيبيع الكتب و سألته عن موضوع الكتاب, رد قالي بصوت مهزوز ” معرفش يا بيه أنا مبعرفش أقرأ أصلا”
مش عارف ليه حسيته كذاب, أشتريت الكتاب و روحت, و ده كان بدايتي مع الجحيم!!
********
أستيقظت نجاة من النوم و لم تجد سامي بجوارها أيقظت شروق بسرعة و كانت قد عزمت علي الرحيل
ـ شروق أصحي يا شرووق
ـ في إيه يا ماما!
ـ قومي أجهزي عشان هنمشي
ـ بجد يا ماما هنمشي
ـ أيوه, يلا بسرعة بقي عقبال ما أشوف أبوكي فين
خرجت نجاة من الغرفة مسرعة ظلت تنادي علي سامي و لكنها لم تسمع صوته بدأت تبحث عنه في الغرف الموجودة و لكنها لم تبحث في غرفة رجاء, عادت لغرفة رويدا
ـ رويدا أبوكي فين!!
ـ معرفش يا ماما
ـ إيه الورق اللي قدامك ده؟
ـ ده ده روايا كانت عند صاحبتي و كنت مستلفاها منها عشان أقرأها
ـ طيب قومي ألبسي عشان هنرجع بيتنا
ـ ليه يا ماما!
ـ هو إيه اللي ليه؟ لما أقول كلمة تتسمع
و تركتها و هي غاضبه و مرت بجانب غرفة رجاء و لكنها سمعت صوت خارج من الغرفة وقفت في مكانها, ما هذا!! من المفترض أن الغرفة خاليه! إذا من أين أتي ذلك الصوت!
أقتربت من الغرفة و أمسكت المقبض بيد مرتعشة و فتحت الباب و عادت سريعآ للخلف و نظرت للداخل فوجدت سامي علي الأرض, فدلفت إلي الداخل سريعآ..
*********
بدأت أقرأ الكتاب و أنا مندمج جدا, بعد كام صفحة بدأت أفهم أن الكتاب عن تحضير الجن و تسخيره و كان موجود تعاويذ كتير جدا في الكتاب و كل تعويذة موجود جنبها تأثيرها, حسيت برهبة جوايا بس بردوا كملت الكتاب للنهاية, فجأة دخلت أمي قفلت الكتاب بسرعة, قربت مني و سألتني عن الكتاب سكت معرفتش أرد عليها فضلت تزعق و تقول “أنت مش عارف أن ده أخرته كفر و شرك بالله” فضلت ساكت و أنا من جوايا مقرر أن أفتح الكتاب تاني و أن هبدأ أنفذ تعويذة, خرجت أمي و هي بتقول ربنا يهديك و يحميك, قفلت الباب بسرعة و فتحت الكتاب تاني و وصلت لتعويذة كان تأثيرها أن هحضر جان ينفذلي كل طلباتي! قررت أن هجرب التعويذة دي مفيهاش ضرر! نسيت إحساسي بالخوف و حاولت أشوف إيه المطلوب عشان أقدر أنفذ التعويذة دي, لقيت حاجات كتير موجودة عندنا في البيت و شوية حاجات تانيه كده نزلت أشترتها من عند العطار و رجعت البيت بسرعة جدا و دخلت غرفتي و بدأت أنفذ المطلوب بالحرف, ولعت الشموع و رتبتها علي شكل دائرة و قومت قعدت في النص بالظبط, بدأت أنفذ باقي الكلام و قفلت نور الغرفة, و بدأت أقرأ التعويذة زي ما هي مكتوبة بالنص, حسيت أن الجو بقي حر جدا و الشموع أنطفت مرة واحدة, سمعت أصوات صريخ كتير, معرفتش أتصرف حاولت أصرخ أنادي علي أمي أو أبويا مكنتش عارف أنطق, بدأت أسمع صوت حد بيكلمني و مكنتش فاهم بيقول إيه! فضل يتكلم لدقايق و بعد كده سكت, سمعت صوت خبط جامد في الحيطان و كأن البيت بيتهد, حاولت أتحرك حسيت أني مشلول فاقد القدرة علي الحركة حتي صوتي مش طالع, شوفت خيال لكذا شخص قدامي, كان جسمي متلج و كأني ميت! سمعت أصوات صريخ عالي جدآ, معرفتش أعمل إيه ومعرفتش حتي أقرأ قرآن مقدرتش أنطق ولا حتي أحرك شفايفي,
دقايق و كل ده سكت و الغرفة نورت! أيوه و الله العظيم نورت! نورت لوحدها! فضلت أبص حواليا في خيالات كتير, كتير جدا, و أصوات عليا و أنا فاقد القدرة علي الحركة! النور أنقطع مرة تانيه, و الأصوات شغاله و الإضاءة مش ثابته بتنور و تطفي مرة تانيه! لحد ما النور ثبت بدأ يظهرلي كلام علي الحائط, بلاش أذكرلك كل حاجة بالنص أحسن ليك, بس كان ملخص الكلام
” أحنا حميناك المرة دي”
********
نجاة: سامي يا سامي مالك
نظر لها و أبتسم إبتسامة بلهاء و أخفي الكاميرا خلفه بسرعة
سامي: مافيش أنا كويس الحمدلله
نجاة: و إيه اللي مقعدك علي الأرض كده!!
سامي: أصل كنت واقف علي الكرسي و وقعت
نجاة: حاجة إيه دي يا خويا اللي تخليك تقف علي الكرسي و تقع!
سامي: حاجة يا نجاة و خلاص, أنتي عايزة إيه؟
نجاة: عايزة أرجع بيتي
سامي: هو أحنا مش أتكلمنا في الموضوع ده قبل كده, و قولتلك أنا مش هرجع إلا لما أعرف مين اللي قتل أمي
نجاة: خلاص يا سامي زي ما أنت عايز بس أنا هاخد عيالي و أرجع
سامي: زي ما تحبي
تركته نجاة و هي غاضبة جلست في غرفتها, حاولت أن تهدأ و قررت أن تستخدم طريقتها الخاصة لكي تقنع سامي بالعودة معاها,
قامت مرة أخري و عادت له
سامي: خير عايزة حاجة تاني!
نجاة”بدلع”: أيوه عايزة حاجة تاني
ـ نعم عايزة إيه؟
ـ تعالي بره عشان نتكلم أنا بخاف أقعد هنا, أنا أصلا بخاف من البيت كله مش من هنا بس
نظر لها سامي و لم يعلق و خرج من الغرفه فأتبعته, هبطوا إلي الدور الأول و جلسوا سويآ
سامي: خير!
نجاة: يا سامي عايزة أرجع بيتي, شقتي وحشتني
سامي: طيب ما ترجعي هو أنا قولتلك لأ! اللي أنتي عايزاه أعمليه
نجاة: لأ يا سامي عايزاك ترجع معايا
نظر لها و لم يعلق بشئ, أقتربت منه أكثر و قالت بصوت شديد الرقة: يا سامي وحشتني
سامي: وحشتك إزاي يعني و أنا معاكي!
نجاة: أفهمهالك إزاي دي! أنا خايفة من البيت ده, بجد بكره كل ركن فيه, و مش عارفه أخد راحتي فين
و صمتوا قليلا ثم قالت نجاة بسرعة و كأنها تخشي أن تنسي ما تذكرته
ـ هي فين الورقة اللي كنت خدتها من أمك و قالتلك متفتحهاش إلا لما أموت!
نظر لها سامي و صمت و كأنه يتذكر
ـ أهـا صح, أنا إزاي تاهت عن بالي
نجاة: طيب مش هنجبها بقي!
سامي: خلاص قومي أجهزي عشان نرجع بيتنا
أبتسمت نجاة و تحركت سريعآ لغرفتها لكي تجهز و أخبرت مازن بأنهم سيغادرون المنزل, بعد نصف ساعة تقريبآ كانوا جميعا جاهزون للرحيل من ذلك المنزل الملعون, أستقلوا سيارة أجرة و بمرور ساعة كانوا في منزلهم
نجاة: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله
سامي: إيه يا ستي هو أنتي بتودعي ولا إيه!
نجاة: ياااه مكنتش مصدقة أن هرجع بيتي تاني, ربنا عالم اليومين اللي فاتوا دول أنا كنت حاسة بإيه
سامي: طيب
دلفوا جميعآ إلي غرفهم, جلس سامي علي السرير و بدأ يتذكر مكان الورقة و ما هي إلا دقائق حتي قام و أحضرها, ثم أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم و فتح الورقة..
**********
معرفتش أتصرف ولا أنطق بمجرد ما شوفت الكلام بيظهرلي علي الحائط فقدت الوعي, مش فاكر حصلي إيه بعد كده كل اللي فاكره أن فوقت علي صوت والدي و والدتي و هما بيتخانقوا
ـ منك لله يا أخي أنت السبب في اللي أحنا فيه ده, حسبي الله و نعم الوكيل
ـ أنتي إزاي بتزعقي كده!
ـ كل ده و مش عايزني أزعق! إبني هيضيع مني بسببك!
ـ ليه هو أنا كنت أذيت حد فيكم!
ـ هو أنا لسه هستني لما تأذينا! أنا هاخد إبني و مش قعدالك هنا تاني
كان ده الحوار اللي أنا سمعته, بدأت أفتح عيني و أول حاجة نظرتلها كانت الحائط, الكلام مش موجود! مكنش في وقت أن أفكر, أمي فضلت تصرخ فيا, مقدرتش أرد عليها اللي شوفته كان كفيل أنه يخليني أبعد عن كل ده, و بالفعل تركنا المنزل و روحنا عند جدتي, اللي كان بيتها قريب من المقابر جدا, حاولت أقنع أمي أن نفضل في بيتنا و لكنها كانت مصممه, فضلنا عند جدتي شهرين بدون أي جديد, و أنا كل ما شيطاني يخليني أفكر أقرأ أي حاجة أفتكر اللي حصلي فأبعد عن أي حاجة, بعد الشهرين دول عمي أتصل بيا و كان بيكلمني و هو بيبكي! بلغني أن أبويا مات, حسيت بصدمة! مااات!!! يعني خلاص مش هشوفه تاني! أختفي من حياتنا بالسهولة دي! مات و أحنا بعيد عنه! أمي هي السبب, هي اللي بعدتنا عن البيت, بلغتها بسرعة أن والدي توفي, مشوفتش منها أي رد فعل غير أنها دخلت غرفتها عشان تجهز, جهزت أنا كمان و وصلنا بيتنا, لقيت عمامي هناك و ناس كتير جدا, حاولت أفهم إيه اللي حصل! رد عمي و قالي أن بابا أتصل بيه و قاله ألحقني و كان بيصرخ و هو بيتكلم و الخط قطع و لما وصلوا البيت كان أتوفي! مفكرتش كتير الصدمه كانت مخلياني ساكت, خلصت الدفنه و خلص العزاء و مرت الأيام و كنت زي المتخدر مش حاسس بأي حاجة! بعد 3 شهور من وفاة والدي, رجعت البيت لوحدي, أمي رفضت بشدة أن هي تيجي معايا, دخلت غرفة والدي و بدأت أدور في حاجته و بالذات الحاجات اللي كان بيمنعني عنها, كان عندي فضول قوي جدا, أها أصل “الممنوع مرغوب”, بدأت أدور في الكتب كلها عن تحضير الجن و كتب تعاويذ و حاجات كتير جدا كلها عن المواضيع دي! و في وسط كل دول لقيت أجندة, فتحتها و كان مكتوب في أول صفحة
“البادي أظلم” بصراحة مفهمتش منها حاجة و رجعت الأجندة مكانها, فضلت أدور و لكن مكنش في أي حاجة تشد إنتباهي, خرجت من الغرفة و رجعت لبيت جدتي..
**********
بدأ سامي يقرأ الورقة و هو في حالة ذهول,
“أنا عارفه أنك بتخاف مني يا سامي, بس مهما كان أنا أمك يا حبيبي و عمري ما هأذيك في شئ, أنا و الله يا سامي بطلت كل اللي كنت بعمله, أنا عايزة أعترفلك بحاجة, أنا كنت السبب في موت عائله كامله!! أيوه أنا السبب في موت ابن الشناوي! أنا اللي عذبت مراته و كنت بضربها و أنا اللي ولعت فيهم هما التلاته, أبوه عذبني كتير, و الله يا بني مكنتش حاسه أنا بعمل إيه, أنا كنت عايشة متعذبه بسببهم, عشان خاطري يا ابني أدعيلي أن ربنا يسامحني و يغفرلي, و وصيتي ليك يا ابني أبعد عن البيت خالص, البيت ملعون و أوعي تبيعه, سيبه مقفول, أدعيلي يا ابني”
أتصدم سامي من محتوي الورقة, والدته قاتله!!
أغلق الورقة سريعآ و ظل صامت
نجاة: في إيه يا سامي!! مالك؟؟
سامي: أخرجي بره و سبيني دلوقتي
نجاة: طيب في إيه ؟؟
سامي”بنبرة حادة”: بقولك أخرجي بره دلوقتي
خرجت نجاة سريعآ فهي تعلم زوجها عندما يكون غاضب لا يستطيع أن يتحكم في أفعاله, قام سامي بعد قليل أغلق الباب من الداخل حتي لا يدخل له أحد, و أحضر جهاز الحاسب الآلي الخاص به و فتحه و تركه و قام مرة أخري أحضر الكاميرا التي وجدها في غرفة رجاء و أخرج الكارت الموجود بها و وضعه في جهاز ثم أوصله بالحاسب الآلي وجد مقطع فيديو فقام بالضغط علي تشغيل..
*********
وصلت بيت جدتي و أنا مش بفكر في أي حاجة, مرت سنة كاملة, كنت أتجوزت و ربنا رزقني ببنوته, و كنت بعدت تماما عن أي حاجة ليها علاقة بالجن, لكن بعد فتره بدأت أحلم بكوابيس غريبه, و بشوف أبويا بيتعذب و بشوف مقابر و ناس معرفهاش! و كل شوية أصحي و أنا بصرخ بأسم والدي, فضلت أسأل شيوخ كتير لكن محدش ساعدني, كنت بقرأ قرآن و أتوضي و أنام, لكن ده ممنعش الكوابيس! سمعت عن واحدة أسمها رجاء هنا في البلد, عرفت أن ممكن تساعدني أتخلص من اللي بشوفه ده, و يارتني ما روحت, يوم وراه التاني وراه التالت بدأت تعرف عني كل حاجة و أنا كنت بجاوب عن كل أسئلتها, و بعد كده بدأت حكايتي مع الجحيم”
قرأت رويدا تلك الجملة و هي نبحث عن البقية و لكنها لم تجد أي شئ! إذا ماذا حدث لهذا الماجد! هناك شئ مفقود! و لكن من رجاء! هل يقصد جدتي!
*********
بدأ سامي ينظر إلي شاشة الحاسب الآلي و هو في قمة الذهول, رجاء تتحدث مع نفسها! تتحدث بصوتين مختلفين!
تنظر للمرآه و تتحدث و كأنها تكلم رجل! تتكلم و كأنها شخص أخر و تهدد نفسها و تتوعد لها ثم تعاود الرد علي نفسها مرة أخري و تعتذر!!
كان عقله غير قادر علي الأستيعاب! ما هذ الذي يحدث!!
وجد بمقطع الفيديو صورته و هو معها و يتحدث لها, شاهدها و هي تتحدث مع المرآه, شاهد أبنته شروق و هي تحدثها و تواجهها بما سمعته! دقائق و وجد رجاء تنظر للكاميرا و تبتسم إبتسامة مخيفة, ما معني ذلك! هل كانت تعلم بأمر الكاميرا! إذا هي من وضعتها لتراقب أفعالها!
أوقف الفيديو قليلا, حقآ لقد توقف عقله, تذكر ما قالته رويدا عن المقابر و عائلة الشناوي, إذا ما قالته رويدا كان صحيحآ!!
قرر أن يشغل الفيديو مرة أخري فمن المؤكد أن من قتل أمه موجود هنا!
ظل يقدم الأحداث حتي وصل إلي منظر رجاء و هي علي الأرض, عاد للوراء قليلا ليشاهد القاتل,
و لكنه صدم, أمه هي من قتلت نفسها!!!!
شاهدها تتحدث إلي نفسها و تصرخ, مش قادرة أستحمل كفااااية, لأ مش عايزة أموت, بلاش تموتني, حرااام عليك,
و قتلت نفسها بعد ذلك!!
**********
ــ بعد مرور سنة ــ
رويدا بتتحدث مع صاحب دار نشر..
ـــ: الرواية كويسة جدا
رويدا: بجد يا فندم!
ــــ: أيوه, هيتم نشرها بإذن الله نمضي العقد بقي
رويدا”بسعادة”: طبعا يا فندم, القصة واقعية و أنا سعيدة أنها عجبت حضرتك
ـــ: صحيح أنا سألتك علي الأسم و قولتيلي لما أقرأها هتقولي أسمها
رويدا: أبواب وهمية..
ـــــــــــــ
تمت بحمدالله

———–———-———————-———-
بقلم الكاتبة:خلود خالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى