ترفيهمسلسل قاسي ولكن أحبني

مسلسل قاسي ولكن أحبني ج2 الحلقة 30و31و32والاخيرة

 

 

تق-ي


وصلت السياره الي الصعيد
تحديداً الي عائلة النجعاوي
هبط محمد من السياره وعيناه تشع حنين وخوف.. ولكن حنينه تغلب عليه عندما رأي اخاه الاكبر
رجل في الخمسون من عمره يرتدي جلباب صعيدي وعمامه ويستند علي عصا من خشب الابانوس ونطراته صارمه
ولكن لمعة الحنين خانته ليفتح زراعيه لشقيقه الصغير…عناق قوي جميع الشقيقين مع كلمات عتاب
نظرت سماح امامها لتري منزل كبير علي الطراز الصعيدي القديم ولكن هيبته تخيف لتميل علي فاطمه هامسه:
ماما هو دا كان بيت بابا
اجابت بتوتر:
اه ياسماح هو دا
ابتعد محمد عن اخيه قائلاً بعتاب:
اجده ياخوي متسألش عنينا طول السنين دي
محمد بابتسامه حزينه:
ماانتا ياخوي الي مرضيتش تكلمني
وكنت بسأل عنك علي ديما
ربت اخاه علي ظهره قائلاً بأبتسامه واسعه:
نورت بلدك ياخوي شمش الصعيد
معتغيبش واصل
ثم نقل بصره لفاطمه التي تنظر له بتوتر ونظرات سماح المتسائله
اسماعيل بنبره محبه وهو يفتح زراعيه:
تعالي يابت الغالي اني عمك اسماعيل
اقتربت سماح منه بحذر ليحاوطها بين يديه بحنان اب ويقول بأبتسامه:
نورتي دارك يابت الغالي
اجابت بأبتسامه صغيره:
شكراً ياعمي بنورك
نظر اسماعيل لفاطمه نظره ثاقبه:
اهلا يام البنات نورتي زين انك جيتي الصعيد تاني
اجابت بخفوت:
تسلم وتعيش ياحج اسماعيل
إسماعيل بنبره جاده:
ايه ياخوي خش دارك ريح جتدك واني هوصي زينه علي الوكل
حرك محمد رأسه بأيجاب واخذ فاطمه وسماح ودلف الي منزله الذي طالما اشتاق اليه ورائحته العبقه
اتجه اسماعيل الي ولده الذي يتكأ علي سيارته وعيناه شارده
ربت علي كتفيه قائلاً :
زين ياولدي زين وعد ووفيت جولتلي انك هترجع عمك ورجعته
قبل علي يد والده قائلاً بطاعه:
أوامرك مطاعه يابوي
………………………………………..
دلفت الي غرفة والدتها لتجدها نائمه كما اعتادت ان تجدها منذ اختفاء والدها
جلست نور علي اطراف الفراش وربتت علي رأس والدتها هامسه:
متقلقيش ياما ابويا هيرجع وهلاقيه
دمعه خائنه خانت عيناها وهبطت بارده كالثلج…مسحتها نور سريعاً
وتحسست جبين والدتها لتجدها كاقطة الجمر حرارتها مرتفعه جداً
شهقت نور بفزع قائله:
يالهوي ياما انتي سخنه اوي… اما فوقي كدا
أنت والدتها بصوت واهن ولم تتحرك
نور بدموع وهي تحاول ايقاظها:
قومي ياما الله لا يسئك قومي
لم تجد رد منها
قامت سريعاً وتوجهت الي المطبخ لتجلب مياه بارده مع قطع ثلج صغيره
وقطعة قماش صغيره
ثم اتجهت الي غرفة والدتها سريعاً
جلست علي اطراف الفراش المتهالك
وشمرت عن ساعديها وبدأت في ازاله السخونه عن والدتها وهي تبكي بخفوت
نور بهمس باكي:
قوميلي ياما متبقيش انتي وابويا
الي معرفش هو فين دلوقتي
قلبي وجعني من المرمطه هنا وهنا أشوف هو فين
ظلت ساعه من الوقت تحاول ان تزيل تلك الحراره عن والدتها ولكنها علي ماهي عليها
سمعت طرقات قويه علي الباب
اخذت حجابها ولفته بعشوائيه
واتجهت الباب لتري من الطارق
نور وهي تقترب من الباب:
ايوا يالي علي الباب انا جايه اهو
فتحت الباب لتري جارتها وصديقتها نسمه تقف امام الباب بعبوس:
ايه تلات ساعات عشان تفتحي ياختي
تنهدت نور بحزن:
خشي يانسمه كويس انك جيتي
دلفت نسمه الي المنزل وهي تأكل العلقه وتصدر فرقعات بها:
امك عامله ايه يانور
دموع خانتها مره اخري وهبطت لتقول ببكاء:
امي عيانه اوي يانسمه
تغيرت ملامح نسمه الي القلق واقتربت من صديقتها:
في ايه يابت قلقتيني
اجابت ببكاء وهي تخلع حجابها:
سخنه مولعه.. والبيت مفيهوش لقمه بقالنا يومين مكلناش ولا معايا مليم حتي
خبطت نسمه علي صدرها بصدمه:
يامصيبتي ومقولتليش ليه يانور
ازاي قاعدين من غير أكل
ثم وادخلت يدها في عبائتها واخرجت ثلاث ورقات ماليه:
خدي دول لسه قابضه الجمعيه امبارح من الوليه سنيه خدي دول 250جنيه تمشي حالكو بيهم لحد مايفرجها ربنا
مسحت نور عيناها بظهر كفها واخذت النقود قائله:
تسلمي يانسمه هرجعهوملك تاني
مطت نسمه شفتيها الحمراء قائله:
روحي هاتي لقمه تاكليها انتي وخالتي
وهاتليها اي حاجه من المستوصف
وانا هقعد معاها
اجابت وهي ترتدي حجابها بعشوائيه:
ماشي مش هتأخر
خرجت من المنزل بسرعه
وسارت في حارتهم الشعبيه وهي تسير بسرعه وسط المعاكسات التي تتعرض لها والكلمات البذيئه التي تعودت علي سماعها بحكم نشأتها في حاره شعبيه
كانت تسير وهي تحسب ما ستنفقه علي الطعام والدواء وما سيتبقي
شعرت بيد توضع علي فمها وانفها
ثم خارت قواها بالكامل لتفع بين يدي الملثم… نظر حوله لم يجد احد يراه…. حملها ووضعها في عربه صغيره وانطلق بها بعيد عن الانظار
……………………………………
نظر لشوقي بنظرات قاتمه قائلا بصوت غاضب :
دا اخر امجد عربيه تخبط عربيته
مكدبتش لما قولت انه عجز
تعلثم شوقي ثم ابتلع مافي حلقه
ياباشا ماهو ابن الصياد بين الحيا والموت
يعني ايام ونلاقي خبر بموته
الشهاوي بصوت غاضب:
دا زي القطط بسبع ارواح عايزه يموت والا رقبتك هتبقا قبل رقبته زعلي وحش اوي ياشوقي…..
شوقي وهو يمسح حبات عرقه المتراكمه علي جبينه بتوتر بالغ:
حاضر ياباشا
اراح الشهاوي ظهره بالكرسي قائلاً ببطئ:
وامجد عايزله موته حلوه زي مكافأه نهاية الخدمه كدا.. موته تليق بمقامه ياشوقي
هب شوقي واقفا:
حاضر ياباشا اوامرك… بعد اذنك
اشار الشهاوي بيده في الهواء
ليخرج شوقي من مكتبه متنفسا ببطئ
……………………………….
فتحت تقي عيناها في صباح يوماً جديد
وعيناها منتفخه من اثر البكاء
تشعر بأن روحها مسلوبه… انثي بقلب منشطر نصفين
لم تذق السعاده يوماً سوا معه
ولكن الان تشعر بالضياع…
دلفت رحمه الي غرفتها وهي تحمل بيدها الرضيعة… سيدرا
مسح تقي دموعها المنهمره وحملت طفلتها بين يدها و دموعها تنهمر
مسحت رحمه علي رأسها بشفقه:
يابنتي بطلي عياط بقا.. افرحي ان بنتك في حضنك وادم بيه هيبقا بخير
نظرت لها تقي بعيناها الدامعه:
افرح! افرح ان جوزي بعيد عني دلوقتي ومفرحش ببنته ياداده.. افرح بأيه بظبط
كادت رحمه ان تواسيها ولكن قاطعها صوت رنين الهاتف.. امسكته واجابت
-ايوا ياليلي…. اييييه… نازلي هانم
متأكده ان هي…. طيب.. طيب.. انا جايه
اغلقت رحمه الهاتف واصابها التوتر
مسحت تقي دموعها وهي تهز طفلتها بين يديها:
في ايه ياداده
رحمه بتوتر وهي تضع يدها علي جبينها بتعب:
نازلي هانم جدة ادم بيه وحفيدها جواد بيه في القصر.. شكلهم عرفو بالي حصل لأدم بيه
تقي بذهول:
جدة ادم! وحفيدها التاني
انا اول مره اعرف ان ادم عنده جده او في حفيد غيره في عيلة الصياد
تنهدت رحمه بأرهاق واجابت:
الواضح ان ادم بيه كتوم حتي معاكي
ادم شاف كتير اوي ياتقي
رغم ان له عيله كبيره بس كلهم سابوه بسبب ابوه
انهمرت دموعها مره اخري وهمست بخفوت:
عايزه اروحله ياداده… عايزه اروحله
ربتت علي كتفيها بحزن قائله:
مينفعش يابنتي انتي لسه تعبانه كام يوم كدا تقومي بسلامه وهوديكي
تقي بلهفه:
طب هو عامل ايه ياداده.. طمنيني
اخذت رحمه الطفله من تقي قائله:
زي الفل كويس عدا مرحلة الخطر انا لسه جايه من عنده…. نامي شويه وانا هودي سيدرا لسهام
حركت تقي رأسها بأيجاب وتسطحت مره اخري ودموعها تحفر محلها علي وجنتيها
وهي تتذكر كلماته
Flash back
اقترب ادم منها وعانقها بقوه قائلاً :
بحس اني ناقص من غيرك.. فيا حاجه مش كامله… حتي وانتي زعلانه مني ونايمه ومدياني ضهرك.. ببقا عايزك في حضني عشان احس انك معايا
مابالك بقا المسافات انا عايزك
جنبي ديما في كل دقيقه من عمرك
تبقا عشاني…
افاقت من زكرياتها لتدفن وجهها في الوساده وتنتحب.. ليست بجواره
تاركه اياه وحيد مع ألاامه الجسديه والنفسيه…. تاركه اياه يصارع الموت… وهي تبكي فقط
…………………………………
استيقظ من سباته باكراً.. نظر لزوجته النائمه بجواره بعمق…
قبل اياد رأسها قائلاً :
هند قومي معاد الشغل يالا
تململت في الفراش ولم تجبه
أياد بضيق:
ياهند قومي اول يوم ليكي انهارده يالا
وضعت الوساده علي رأسها
لكي لا تسمعه واكملت نومها
نهض اياد من الفراش ونظر لها بسخريه:
قال ايه عايزه اشتغل يااياد.. وهي نايمه ولا سمعاني
اتجه الي المرحاض وابدل ملابسه
واستعد الي الذهاب الي عمله
التفت لها قبل ان يخرج قائلاً بأبتسامه:
هتفضلي طول عمرك كسلانه
ثم خرج من ڤيلاته متجها الي عمله
بينما هند استيقظت علي صوت سيارته
اعتدلت هند في جلستها قائله بنعاس:
اياد راح الشغل
ثوان واستوعبت لتقفز من الفراش بفزع:
يالهوي الشغل… دا اول يوم
دلفت المرحاض واغتسلت
ثم بدلت ثيابها سريعاً وخرجت الي عملها
بعد وقت ليس طويل وصلت الي الشركه وهي تحاول ان تسرع من خطواتها
وصلت امام مكتبه وجدت امامها فتاه ترتدي جيب يصل الي ركبتيها وقميص بلون الاحمر وشعرها الاصفر يصل الي كتفيها
وقفت هند امامها قائله:
اياد جوا
نظرت لها بتعجب مصححه:
استاذ اياد جوا في معاد مسبق
جزت هند علي اسنانها قائله:
لا مفيش اصل مش هاخد معاد اقابل جوزي
اجابت الاخري سريعاً :
اسفه يامدام اه اتفضلي هو جوا
نظرت هند لها بغيظ وهي تتخيل ان تلك الفتاه يراها اياد بستمرار
ثم اتجهت الي مكتبه ودلفت
رفع اياد نظره اليها ليجدها زوجته
اياد بجديه وصوت حاد:
استني عندك المفروض تخبطي علي الباب الاول وبعدين ادخلي
نظرت له هند بصدمه:
ها
اياد بصوت حاد:
بقول اطلعي خبطي الاول وبعدين ادخلي
بلعت هند غصتها وخرجت من المكتب وطرقت الباب ثم دلفت
اقتربت من مكتبه لتجلس ولكن اوقفها صوته الحاد:
اتفضلي اقفي يامدام هند
انتي مش في بيتكو انتي في شغلك
نظرت له بصدمه وارادت الصراخ في وجهه وصفعه ولكن اوقفت نفسها
اياد بجديه:
اتأخرتي ليه يامدام هند
اجابت بضيق واضح:
معلش اخر مره يافندم
نظر الي الاوراق قائلاً :
ياريت..اتفضلي اطلعي وحبيبه هتفهمك الشغل كله
هند بغضب :
قصدك عروسة المولد الي برا صح
كتم ضحكته بصعوبه واصطنع الغضب:
التزمي حدودك يامدام ومتتكلميش علي زمايلك انتي زيك زيهم هنا
نظرت له بغضب هادر:
حاضر يااياد هتزفت التزم حدودي
ثم خرجت من المكتب صافعه الباب خلفها بغضب.. لينفجر ضاحكاً علي غضبها قائلاً بجديه وهو يرجع ظهره الي الخلف :
همشيكي علي العجين ياهند اصبري بس
………………………………………..
بكت الان كما لم تبكي من قبل
وهي تري ولدها موصل بالاجهزه في صدره وفمه ورأسه مغطاه بالشاش
وجهه مليئ بالكدمات
ويده مجبره
وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقاتها قائله بنهياره:
يارب تقوم بسلامه ياادم
قوم لبنتك ومراتك مش ليا
ثم امسكت يده وقبلتها ببكاء:
انا عارفه لو اتأسفت مليون اسف مش هتسامحني.. انا اسفه ياادم
قاطع بكاؤها دخول الممرضه الغرفه قائله بتوتر بالغ:
يامدام كفايه الدكتور هيجي للمريض دلوقتي.. وانا هاخد جزا لو شافك
نظرت له فريده بحنو ثم قبلت يده قائله بهمس :
هجيلك تاني ياحبيبي
وخرجت من الغرفه وهي تمتحب بشده
لتصتدم في احد
رفعت رأسها لتعتذر ولكنها صدمت
لتقول نازلي بوجه جامد:
ايه الي جابك يافريده
فريده بصدمه:
م-دام نازلي
ضحكت نازلي بستهانه:
اه مدام نازلي ايه الي جابك لحفيدي
فريده بضعف:
انا ندمت ونفسي يسامحني انا بجد عا..
قاطعتها نازلي بحده:
مشوفش وشك هنا تاني يافريده
والا هعمل الي ميعجبكيش
تدخل جواد مهدئا إياها :
اهدي ياامي… لو سمحتي يامدام امشي من هنا
فريده ببكاء وهي تمسك يدها:
انتي ام يامدام افهميني ادم ابني وانا ندمانه اني سبته انا اسفه بجد
سحبت نازلي يدها بعنف:
ابنك الي كان عارف انك بتخوني ابوه
ابنك الي سبتيه ابن10سنين ابنك الي كنتي بتحاولي تسرقيه انتي وجوزك
فريده بنهيار:
اسفه بجد
نازلي بغضب:
برا والا اجيب الامن يرموكي بره
سارت فريده من امامها وهي تنتحب بشده هي مخطئه وتأمل العفو والسماح
امسك جواد يدها ودلف بها الي العنايه ولحقهم اكبر اطباء المشفي
.اقتربت نازلي من ادم لتجد حالته سيئه
اجتمعت الدموع في عيناها لتهمس وهي تلمس يده بحنو:
ادم ياحبيبي
جواد للطبيب:
حالته ايه يادكتور
رجدي بتوتر:
كسور في دراعه الشمال ودمور في خلايا المخ ادت الي نزيف بس احنا عالجنا الدمور دي وفي خدوش في وشه وايده بس
نظرت لهم نازلي بحده وهي تمسح دموعها:
اي تقصير هيحصل مش هتشوفو خير ابدا… هيفوق امتا
رجدي بضيق:
قريب جدا يامدام متقلقيش
قطع كلماتهم همس ادم وهو مغمض العينين…
نازلي بلهفه فشلت بأخفائها جعلت جواد يبتسم:
فاق اهو شوفه
اقترب الطبيب منه قائلاً :
بتقول ايه ياادم بيه
ادم بوهن وصوت متقطع:
تق-ي
اقترب الطبيب اكثر ليقول ادم بهمس:
تقي
ابتعد الطبيب عنه وقال :
بيقول تقي ياهانم
اغمضت نازلي عيناها بغضب هامسه:
تقي السيوفي

 

قلوب تائهه
مر اسبوع علي تواجد سماح في الصعيد… وتواجدها مع عائلتها الكبيره المليئه بالتفاهم رغم نظراتهم القاتله لفاطمه ولكنها في عالم اخر… شارده دائما منعزله تماماً عن الجميع… ولمعة الحزن في عيناها تزداد
تبقا صامده امامهم بوجه جامد لا يعرف طريق للأبتسامه… وعلي وسادتها تبكي بألم علي كل ما اصابها.. شعور الإنكسار يغلفها ليلا وشعور الجمود يقتحمها نهاراً
وتمضي الايام بدون جديد في حياتها
ولكن الجديد في حياة علي هي.. سماح
عيناها الحزينه تجعل التساؤلات كثيره في عقله…لا يعلم لما يحب مراقبتها دائما
السير ورائها وهي تتجه الي غيطان الزرع
تأمل وجهها الحزين… يحب حزنها يرا ابنتة الاسكندريه مختلفه… واختلافها ذاك يؤثر علي زواجه وحياته الخاصه
اصبح يرا زوجته سماح في غسق الليل
اصبح يتلمس وجهها عقله مصورا انها هي ولكن ما يرجعه رشده… ان تلك اللمعه المميزه في اعين سماح فقط
ولمستها كذالك كلما يلمس يد زوجته لا يجدها سماح كما يتخيل وجهها فيها
بل يجدها لهفه زوجته… ولكنه يتغاضي عن ذاك الاحساس ويوهم نفسه ان تلك سماح… ابنة الاسكندريه
في منزل عائلة النجعاوي
علي طاولة العشاء يتجمع كل افراد العائلة عدا علي…المتأخر في عمله
اسماعيل بصوت عالي نسبياً وهو يشمر اكمام جلبابه الكبير:
يالا ياخوي الوكل هيبرد
جاء محمد علي صوت اخيه قائلاً بأبتسامه:
الله علي الريحه يجعله عامر ياخويا
زينه بأبتسامه:
الف هنا ياواد عمي.. الف هنا يابو سماح
محمد وهو يجلس بالكرسي المجاور لأخاه:
امال فين سماح وفاطنه يام علي
زينه وهي تضع امام زوجها الطعام:
ام سماح بتجيب باجي الوكل
سماح جاعده في الغيط زي عوايدها
شيعت نفر من الغفر ينادم عليها
أسماعيل بحده:
باااه اتخبلتي ياك… كيف شيعتي غفير ينادم عليها.. كنتي شيعي ام جلال
زينه بتوتر:
والله ياخوي ام جلال بتعمل الخبيز
اني اسفه ياخوي
دلف علي عليهم ووالدته تعتذر لأبيه بتوتر وملامح ابيه حاده
علي وهو يجلس جوار والده في الجانب الاخر :
كيفك يابوي… كيفك ياعمي
والده بضيق:
مش زين ياولدي بت عمك جاعده في الغيط وحديها وامك شيعتلها نفر من الغفر يجيبها ودول بهايم لاحد يضايجها
قام علي بهدوء عكس غضبهقائلا:
اني هروحلها يابوي متجلجش واصل
غادر علي الي سماح بينما محمد يتابع بصمت… شعور الفرحه يحتل قلبه.. لن يكون قلقاً اذا اصابه مكروه… سيكون اسماعيل لها ابا يخاف عليها ولكن يشوبه خوف علي ابنته التي تأخرت
جائت فتاه في العشرون من عمرها ترتدي عبائه سوداء واسعه وعلي رأسها حجاب اسود يحاوط خصلاتها…تميزت بعينان خضراء وبشره بيضاء ناصعه تجعلها فاتنه
لهفه وهي تضع باقي الطعام:
علي مجاش يابا الحج
اجاب وهو يبدأ بتناول الطعام:
شيعته يجيب بنت عمه يالهفه دجايج ويكون اهنه
لوت شفتيها بضيق واضح.. وجلست بمضض تنتظر زوجها وهو يجلب ابنة الاسكندريه كما تنعتها دائما
…………………
جالسه تحت شجر البرتقال التي تعشق رائحته حد الجنون… ولكن كعادتها جالسه وقدميها ممدده علي الارض
وظهرها مستند علي الشجره ..مغمضه العينين شارده في من اذاق قلبها مرارة الحب اكثر من شهده
غير منتبهه لتلك العينين التي تلتهمها
وتفصل بينهما خطوات فقط
ناجي بصوت خشن وهو يتفحص جسدها التي تغطيه عبائه واسعه :
ياست سماح
فتحت سماح عينها لتشهق بفزع
وهي تنظر في ذاك الوجه القريب
ابتعد ناجي بضع خطوات ليقول:
الست ام علي شيعتني انادم عليكي
توترت سماح من نظراته لها
لتقول بخفوت:
روح وانا هاجي وراك
ناجي بنفي:
لع ياست البنات لازمن تاجي معاي
قطع باقي كلماته صوت علي الجهوري:
روح انتا ياناجي اني هجيب بت عمي
نظر له ناجي بنزعاج خفي وغادر تاركاً سماح وعلي مع بعضهم
وضعت سماح يدها علي صدرها وتنفست براحه كبيره بينما عيني علي تلتهم قسمات وجهها شاردا بها
سماح وهي تقف:
يالا انا جايه
استفاق علي صوتها الناعم علي مسامعه ليشيح عينيه عنها ويسير خلفها
علي بصوت غليظ:
متطلعيش من البيت في وقت متأخر يابت عمي الله واعلم كان ممكن يحصلك ايه
التفتت له وهي تنظر له يتعجب:
انا قايله لأبويا ولعمي ايه المشكله الساعة لسه 9يعني الوقت مش متأخر
نظر لها بحده:
انتي مش في البندر عشان تخرجي في وقت متأخر زي ده.. ابوي مش رايد يزعلك.. بس اني بجولك اهه مفيش خروج من بعد المغرب والا هيحصل الي يزعلك
فتحت فاهها بصدمه غير مستوعبه لكلاماته تلك.. لتقول بنبره بارده:
انا حره طالما برضي بابا وعمي يبقا ملكش دعوه خليك في نفسك
وسارت امامه وهو يشتعل غضباً
وبرزت عروقه في رأسه ليسرع ويمسك يدها ملفتا اياها بغضب:
اسمعيني زين يابت عمي…مش علي الي تجوليله ملكش فيه.. انا ولد عمك يعني خايف عليكي.. وقسما برب العزه لو كلامي متسمعش ليكون ليا تصرف واعر معاكي
نزعت يدها من يده قائله بغضب
قبل ان تفر هاربه من امامه:
ملكش في خليك في نفسك انتا مش ابويا ولا اخويا عشان تكلمني كدا ومتلمسنيش تاني احترم نفسك
فتح عينيه علي وسعيهما هي لا تهابه كما يفعل الباقيه بل تكلمت بأسلوب لا يسمح به في قاموسه.. وهذا ما زادها تميز في عينيه وقلبه… وهذا ما جعله غاضباً أيضاً
………………………………
استعدت لتخرج من تلك المشفي وتذهب الي من سكن قلبها واحتلها..
لا تعرف هل مر اسبوع ام شهر ام سنين
لا تعرف الا انها تشعر بالغربه بدونه
اشتاقت لأبتسامته التي تشطر قلبها عشقاً… اشتاقت لعطره الذي يحاوط قلبها كاوشاح جميل في ليله ممطره
اشتاقت لحبه الذي يغرقها به وحنانه التي تلتمسه كلما نطقت اسمه… اشتاقت لقسوته التي تجعلها ضعيفه هشه ليأخذها بين احضانه ويثبت لها انه حماها
الاشتياق جعل قلبها متهالك ضعيف
لعنت لحظات الحب المؤلمه التي تجعلها تبكي شوقاً لعينيي حبيبها
ولكن تراجعت فورآ خشيه ان يتبخر حبه لها بل هيامه بها
قطع شرودها صوت رحمه وهي تقول بحنو :
بتعيطي ليه ياحببتي انتي هتطلعي اهو وهتروحي تشوفيه
جلست تقي علي الفراش بتعب وبكت بقوه:
وحشني ياداده وحشني أوي.. الايام وحشه وهو بعيد عني.. وانتي بتضحكي عليا وبتقوليلي انه كويس
جلست جوارها رحمه وربتت علي ظهرها:
والله ياتقي كويس و فاق امبارح سأل عليكي ودخل في غيبوبه تاني.. بقالو اسبوع علي الحال دا
زاد نحيب تقي وقامت سريعاً قائله بين شهقاتها:
يالا ياداده انا هروحله وانتي خدي سيدرا وروحي البيت.. مش هسيبه اكتر من كدا
أمسكت رحمه يدها:
يابنتي بنتك محتاجه رضاعه واهتمام لازم تكوني جنبها هي كمان
اكملت تقي ارتداء حجابها علي عجل:
ههتم بالاتنين ياداده هروح لأدم دلوقتي
وهبات معاه وهاجي الصبح البيت عشان سيدرا
رحمه بتعجب:
ومين هيرضع البنت وهيكون جنبها طول الوقت دا ياتقي… وانتي ازاي هتقدري علي كل دا
صرخت تقي بنهيار:
اعمل ايه ياداده اعمل ايه.. لازم اروح لأدم لازم ياداده روحي هتروح مني لو مشفتهوش
اقتربت رحمه منها مره اخري قائله بشفقه:
خلاص متشليش هم سيدرا روحي اطمني علي ادم بيه ياحببتي
اتجهت تقي الي سيدرا النائمه وحملتها وقبلت يدها ورأسها الناعمتين هامسه بدموع:
هروح اطمن علي بابا وهاجي ياحببتي
مش هتأخر انا وبابا
ثم اعطتها لرحمه قائله:
هند وجوزها مستنيني تحت عشان رايحين المستشفي لأدم ياداده
رحمه وهي تحمل الطفله وبيدها الاخري حقيبه صغيره:
يالا يابنتي
………………………………
جالسه في السياره مكتفة اليدين
تفكر في حيات صديقتها… كيف خطفت السعاده منها كيف بقيت وحيده وهي تلد.. تتذكر نحيبها علي زوجها ومدي عشقها له
تخيلت نفسها مثل تقي
مالبست ثوان حتي امسكت يد اياد بقوه واغمضت عيناها متمتمه بصوت منخفض
تفاجأ اياد من موقفها وقال بريبه:
مالك ياهند في ايه
هبطت دمعات من عيناها وهي تقول بخوف :
اتخيلت نفسي مكان تقي يااياد.. اتخيلت انك بعيد عني وتعبان حسيت ان روحي هتروح
قبل اياد يدها ومد يده الاخري يمسح دمعاتها من وجنتيها قائلا بحنو:
ياحببتي ادعي ربنا يشفي جوزها
وحياتهم تبقي احسن.. وكفايه عياط بقا عشان مزعلش منك
مسحت دموعها ونظرت له ببتسامه عذبه:
خلاص اهو
منحها ابتسامه صغيره وانتظر قدوم تقي حتي جائت وذهبوا الي المستشفي
…………………………….
جالسه في الشرفه الواسعه تحتسي قهوتها المره الفاقده لطعم الحياه مثلها تماماً.. تشعر بأن ولدها احمد مات من جديد… لفراغ القصر بدونه وادم
تشعر بالحزن الذي تخفيه بأعجوبه
بقدر ما تشعر بالكره تجاه تق-ي
تلك التي لم تراها بعد رغم معرفتها بأمر والدتها ولكنها ذهبت الي المشفي لترا ابنة حفيدها خفيه
ولكن استشفت أنها حصلت علي قلب ادم بالكامل من تجعله يهلوس في غيبوبته المؤقته يكون عشقها حد النخاع
تلك التي يستيقظ من غيبوبته كل يومان يلفظ اسمها بتعب ثم يغيب عن الوعي مره اخري.. تقي السيوفي
همست بين اسنانها وهي تنزل فنجان القهوه من يدها وتتنهد بثقل
جلست سميه امامها بتوتر ملحوظ لتقول نازلي بجديه صارمه:
جيتي ليه ياسميه… مرضتش اسألك السؤال دا امبارح قدام جواد
سميه بتلقائيه:
عشان ادم ياماما وغير ان تقي لوحدها بردو كان لازم اجي
اجابت نازلي بتعالي:
امممم البنت الي عمها هرب مع فريده
البنت الي اقل مننا ثقافياً واجتماعيا ياسميه
سميه بضيق واضح:
ماما انتي اهو قولتي عمها.. يعني ملهاش ذنب في حاجه ..وبعدين ادم بيحبها والحب مفيهوش مظاهر
اطلقت نازلي ضحكه منتظمه قائلاً :
لسه بتتكلمي عن الحب ياسميه
بعد ما اتجوزتي المدمن قولت بكره هتتعلم.. ولما انفصلتي عنه قولت بقت عاقله.. بس الواضح لسه حتي رغم انك كبرتي علي حجات المراهقين دي
اجابت سميه بحده:
دي حياتي اتجوز انفصل اترهبن دي حياتي انا وارسمها زي ما انا عايزه
ومن حقي اختار شريك حياتي بدون تدخلات
-اممم زي معتز جبر صح
سميه بدهشه:
بردو لس زي ما انتي.. مرقبانا ديما
افتكرتك زهقتي او اتغيرتي
اجابت نازلي بغضب عارم:
اتكلمي عدل يابنت مهما كبرتي مش عليا
انا امك ولازم اعرف حياتك ماشيه ازاي
عشان عارفه تصرفاتك مراهقه ومتعرفيش معني المسؤليه
هبت سميه واقفه وصرخت بغضب:
كفايه بقا انا حره دي حياتي انا
بلاش تحسسيني اني مليش لازمه
طول عمرك مفضله وليد واحمد عليا
طول عمرك بتقوليلي اني فاشله مراهقه
رغم اني دلوقتي عندي45سنه بس بردو بتقولي مراهقه.. بتعامليني علي اني متهم لازم يتعاقب بقيت من اشهر مصممين الأزياء وبردو فاشله ومراهقه
للمره المليون.. دي حياتي اختارها زي ما انا عايزه.. وانا بقولك متحوليش تعملي حاجه لتقي لان ادم بيعشقها
وانتي عارفه انه لما بيبقا عايز حاجه
لو مين هيقف قدامه مش هيفرق
بردو هينفذ الي في دماغه ياماما
انهت سميه كلماتها ودموعها تهبط كالامطار في ليله بارده مظلمه
وانسحبت الي غرفتها سريعه
بينما ملامح نازلي جامده لم تتأثر
وتمتمت بجديه:
كل حاجه هتتعدل.. وكل واحد هيرجع المكان الي جه منه قريب اوي
……………………………………..
جالس علي فراشه شارد بتلك ابنة الاسكندريه تلك متوسطة الجمال التي سلبت عقله بتمردها
اقتربت منه لهفه وهي بكامل زينتها وجمالها وجلست امامه بدلال قائله:
اني الي واخده عجلك ياسبعي ولا حد تاني غير لهفه حبيبتك
نظر لها بجمود لم تعتاده
فااقتربت منه اكثر ومالت عليه لتظهر مفاتنها بوضوح قائله بهمس:
وااه شارد في ايه ياعلي
تلك اللحظه نظر الي وجهها الابيض وشفتيها الحمراء المغويه وعيناها الخضراء المكحله بعنايه
ولكنه لم يرا لهفه بل رأي ابنة الاسكندريه
تخيلها قريبه منه وتبتسم بعذوبه
جعلته يجذب خصرها اليه ويلتقط شفتيها في قبله قاسيه كاعقوبه علي حديثها منذ ساعات كم اراد ذاك العقاب وبقوه
اراد ان يصفعها ويحتضنها ولكن اكتفي بذالك.. حتي كادت انفاسهم ان تنقطع
ويدها تدفع صدره بضعف
أنت لهفه بألم من تلك القبله القاسيه
ليبتعد عنها وهو يلهث قائلاً بهمس :
عشان بعد اجده تعرفي تكلميني زين يابنت إسكندريه
فتحت لهفه عيناها علي وسعيهما
من جملته الاخيره وضربت علي صدرها صارخه:
يامرك يالهفه
………………………………..
فتاة عاهره ترقص امامه بقميص عاري يشف جسدها بوضوح تام
موسيقي صاخبه تعم في انحاء شقته الجديده بينما هو يشرب votki ويتفرس في جسد تلك التي تتمايل امامه بنعومه
قال بصوت لعوب:
كفايه رقص.. اطفي الاغاني وتعالي
ضحكتها الرنانه جعلته يبتسم بخبث
أطفأت الاغاني واقتربت منه بدلال
وجلست علي قدميه قائله بصوت رقيق:
اممممم وبعدين
ضحك بعبث ويداه تتحسس رقبتها
هبوطا علي باقي جسدها قائلاً :
دقايق وجاي
قامت ليقوم هو الاخر متجهاً الي الحمام بينما هي استغلت الفرصه ووضعت ماده سائله في مشروبه سريعاً
وهندمت قميصها وخصلاتها وانتظرته
بينما هو يقف في المرحاض مخرجا شريط ازرق من اعلي رف في المرحاض
واخذ منه حبه وخرج سريعاً
اقترب منها امجد قائلاً بنبره لعوبه:
يالا ياقمر ولا ايه
امسكت الكاس الخاص به واقتربت منه قائله بدلال بالغ:
نشرب الاول وبعدين نيلا
ثم اطلقت ضحكه رنانه
جعلته يتناول الكوب سريعا منها
ثم امسك يدها ودلف الحجره
توقفت عن السير قائله بأنوثه مفرطه:
ثواني بس اظبط مكياجي وجايه
جذبها اليه ليقبل عنقها قائلاً :
انتي كدا حلوه
ابتعدت عنه بدلال قائله:
استني بس ياامجد بيه هظبط نفسي وجيالك مش هتأخر
ابتعدت عنه ودلفت الحمام
بينما هو جلس علي الفراش ينتظرها
بضع دقائق وشعر بأنه يختنق
خلع ملابسه قطعه تلو الاخري والحر يأكل جسده
ظل يأن ويضع يده علي بطنه بتعب
دقائق اخري واسترخي جسده بالكامل
وهبط السائل الابيض من فمه… معلنا الموت.. بأبشع الصور
خرجت الفتاه من المرحاض وهي مرتديه ملابسها بالكامل وبيدها حقيبه سوداء
امسكت الكوب التي امسكته مسبقاً ووضعته في الحقيبه واخرجت منديل قطني ومسحت مقبض الحمام وكل ما لمسته يدها
ثم اخرجت هاتفها والتقطت بعض الصور لأمجد وجثته هامده بلا روح
وخرجت سريعاً من المنزل بدون ان يراها احد….. لتكتب نهاية امجد بخط عريض
………………………….
دلفت العنايه ودموعها تغطي وجهها
التهمته عيناها المشتاقه شعرت بأنها في سكرات الموت وردت روحها اليها..
الدفئ حاوط قلبها عندما رأته
اقتربت منه بشوق ودموع وحسره
جلست امامه وامسكت يده بين يديها الصغيره هامسه بصوت باكي:
ادم انا جنبك ياحبيبي انا معاك اهو
بس انتا الي مش معايا
انهمرت دموعها اكثر وهي تتحسس وجهه بأنامل مرتعشه قائله بصوت متقطع:
وسيدرا كمان جت الدنيا
انا جبت سيدرا ياادم بنتنا مستنيانا
لسه هنعمل حجات كتير اوي مع بعض
حوريتك مستنياك ونجمتك كمان, انا بحبك ياادم
انهت كلماتها وهي تنتحب بقوه
شعور عجز تملكها. تحدثه ولا يجيب
تبكي ولا يحتضنها بين زراعيه القويه… تفصح عن حبها ولا يبادلها ذاك الحب
كل ما يبدر منه هو السكون… السكون المخالف لشخصيته الناريه
وضعت رأسها علي قلبه وظلت تبكي
عله يحتضنها كما اعتادت أمله ان البكاء يكون وسيله لروحها المعذبه
صوتها العذب يدغدغ قلبه
ولكن هي ليست في ظلامه
ليست امامه ولكن يشعر بيدها بلمستها
بالياسمين الذي ينبعث منها
ولكن كلمه واحده جعلت قلبه يقاوم الظلام كارها اياه ظل يركض في احلامه من زكرياته يركض وكأنه خائف من فقدان صوتها الباكي
صوتها جعله يعافر بين زكرياته التي تصارعه
ليرجع علي قيد الاستيقاظ ليرجع ادم الصياد.. ليرجع ذاك المتعجرف ليرج القاسي اللين.. ليرجع لحوريته
لتسمع همسه الضعيف وهو يلفظ اسمها
بين شفتيه الشاحبه لتقول بلهفه وهي تحاوط وجهه:
انا اهو ياادم فتح عينك انا جنبك ياحبيبي

استجاب للهفتها وفتح عينيه ببطئ هامسا بصوت واهن:
تق-ي خلي-كي
بكت وضحكت اصبحت مجنونه لا محال
شعور الفرحه والحزن اجتمعو لأول مره في قلبها المرهق لتقول:
معاك لاخر نفس ياادم بس قوم انتا بس
همس بتعب وهو يحاول رفع يده علي وجهها الشاحب:
انت-ي كوي-سه
مسحت دموعها سريعاً وقبلت يده برقه بالغه :
كويسه ياادم انا بخير قوم بسلامه عشان تشوف بنتنا سيدرا
التقط انفاسه بصعوبه قائلا بصوت متهدج:
سيدرا….
………………………………..
القاسي من جديد
مجتمعون حوله جميعاً.. نازلي التي تفاجأ بوجودها… الجواد بأبتسامته التي تجعله غاضب بدون اسباب.. سميه وحنوها..
وأخيراً تقي الجالسه علي الاريكه البعيده عنه تفرك يدها في توتر ملحوظ تحت نظرات نازلي الصارمه
لوي ادم فمه بضيق, ث-م هتف:
-اقعدي جنبي ياتقي
رمقته نازلي نظره صارمه, ولكنه لم يتراجع, لينظر لتقي المتردده:
-بقولك تعالي اقعدي جنبي
ابتلع-ت ريقها بتوتر, واقتربت منه جالسه علي الفراش بجواره, لتتحول نظراته الحاده, الي نظرة رضا
نازلي بلهجه حاده, وهي ترمق تقي بجمود:
-كأن الايام بتعيد نفسها ونفس سحر فريده علي احمد بيتكرر فيك ياادم
سحبت تقي يدها من قبضة ادم بحرج واخذت الدموع مجراها في خرزتيها البندقيه الامعه
احمر وجهه غضباً, حتي برزت عروقه في رقبته قائلاً بصوت حاد :
-مدام نازلي خلاص بقيت كويس تقدري ترجعي بيتك شكراً لأهتمامك
لوي جواد فمه بضيق من تلك المشاحنات التي اعتاد عليها من صغره
نازلي بصوت غاضب:
-اتكلم عدل ياولد, معندكش ذوق
ضحك بتهكم قائلاً :
-من عاشر قوم سنين يامدام نازلي
دي ميزة عيلة الصياد
تدخلت سميه سريعاً, قائله بصوت رزين :
-الف سلامه عليك ياادم, متعرفش مين عمل كدا… الحرس بيقولو مدبره
وبعدين فين عمار مشفتوش
تنهد ادم بجمود قائلاً :
-حادثه عاديه ياسميه, عمار كان عندي امبارح
جواد ببتسامه بسيطه :
-حمدلله علي سلامتك ياادم
لوي شفتيه بتهكم قائلاً :
-الله يسلمك….
ساد الصمت في الغرفه ولكن لم تتوقف النظرات الناريه بين ادم ونازلي وتوتر تقي وسميه
تنحنحت تقي وهي تقف قائله بخفوت:
-هروح اجبلكم حاجه تشربوها
ثواني وراجعه
امسك يدها بقوه قائلاً بصوت حاد:
اقعدي متروحيش في حته مش عايز حاجه متتحركيش من جنبي
حركت تقي رأسها بأيجاب
وجلست مره اخري, ليلتقط يدها بين قبضته معتصرها بقوه…
قامت نازلي وهي تستند علي عكازها, قائله بصوت حاد:
-مستنياك في القصر ياادم, بينا كلام لازم نحطله حدود
ابتسم بتهكم, ثم اشاح وجهه بعيد عنها
لتخرج بغضب ويتبعها كلا من سميه وجواد
بادرت تقي بالكلام ولكن اسكتها ادم, قائلاً بنبره متعبه خاليه من الجمود:
-اسكتي ياتقي مش عايز حاجه غير انام في حضنك وبس
ابتسمت بحنو ومسحت علي وجنته بكفها الصغير, ليجذبها له معتصرا اياه في ثنايا قلبه المتعطش لها.. بث لها حزنه ووجعه بدون كلام.. فقط عناق يلحم تلك الفجوه… وتلك القلوب المتعبه
لم تتألم من عناقه الساحق
لم تتكلم حرف واحد
بل داعبت خصلات شعره
مسدت علي قلبه بحنانها وربتت علي المه بحنو… هو لم يشفي بعد من وجع قلبه.. وهي لن تيأس من مداواته…
……………………………..
اعدت حقيبتها للرحيل الأمل ابقاها المره السابقه ولكن الان الأمل أيضاً سبب رحيلها …تألم قلبها عندما علمت ان لبيب اخذ ثلاث سنوات فقط… شعرت بأن فؤادها يموت الف مره
سترحل عن مجتمع يعطيها حقوقها وتقتل من اغتصب احلامها وطفولتها
سترحل عن أناس اعطو الحريه للمغتصب جعلوه حر طليق… بينما هي سجينه جسد مدنس بالوجع…
سترحل عن مجتمع يراها مذنبه لا يجوز ان يتزوجها احد لذنب لم ترتكبه
سترحل عن اقارب لم يقفو معها
سترحل عن عمار الذي تخلي بسهوله ويأس من حزنها ذاك
مسحت دموعها المنهمره عن وجهها
ووضعت حقيبتها جانباً وجلست علي الفراش بتعب… البكاء ارهق عيناها وقلبها ..
امسكت هاتفها لتجد الكثير من مكالمات عمار وبعض الرسائل النصيه
فتحت غطاء الهاتف واخرجت الشريحه وحولتها الي فتات.. لكي لا يصل لها احد
شهد بصوت مختنق من البكاء وهي تمسح علي خصلاتها:
-هسافر بكره خلاص,, هرمي كله ورا ضهري وهبدأ من جديد.. كفايه لحد كدا
قامت بتكاسل ودلفت المرحاض
فتحت المرش ووقفت اسفله
لتهبط المياه البارده علي جسدها بالكامل
اغمضت عيناها لتبكي بصمت سامحه للدموع ان تهبط بحريه
وجهها مغطي بالماء والدموع
ملابسها مبتله ومازالت تبتل
خصلاتها لامست رقبتها من فعل الماء
قدميها تهتز من البروده
ولكن قلبها اصبح كالثلج لم يعد يأثر به شئ.. لن يميل مع الهوا.. لن يلين لحب
ستكمل حياتها بهدوء وسكينه بعيد عن الجميع.. الي ابعد نقطه في بقاع الارض
اقفلت الصنبور,, واوقفت دموعها
ثم سحبت مأزرها وارتده علي ملابسها المبتله,, وخرجت من المرحاض بهدوء
سارت الي غرفتها بخطوات ثابته
جلست امام مرأتها ونظرت الي صورتها المنعكسه بشرود..عيناها الفيروزيه اصبحت مرهقه اسفله لون أسود
بشرتها شاحبه.. خصلاتها ازداد طولها
امسكت المقص الموضوع امامها
وقصت خصلاتها لتصل الي رقبتها مره اخري.. مقسمه داخلها انها لن تقصه ابدا يشفي قلبها ويعود بريق عيناها…
…………………………………
في احد المخازن القديمه المليئه بالأتربه والحشرات بأنواعها وبرودة الطقس فيه
مكتفة اليدين والساقين وشريط لاصق علي فمها….
ملقاه بوضع النوم,, عبائتها مليئه بالاتربه
خصلاتها الذهبيه منطلقه بحريه
ححابها بعيد عنها ,,وجهها شاحب كالموتا
ضوء خافت في نصف المخزن المتسع
جالس علي كرسي خشب متهالك
يتفرس في ملامحها الطفوليه
شحوب وجهها لا يمنع فتونها..
تنهد يس بضيق وهو يمسح علي خصلاته السوداء يري عوض فيها رغم عدم التشابه,, ولكن ضميره يقتله الف مره عندما يضع رأسه مستعداً للنوم
والان يجب ان يتخلص منها لكي لا تفتح الاعين عليه,, اما موته او موتها.. ان عاشت سيفارق الحياة علي منصة الاعدام.. وان ماتت سكون حي الجسد
قاطع تأمله بها عيناها المزعوره وهي تحاول التحرك والصراخ ولكن القيود تمنعها
يس بصوت خشن وهو يشيح نظره عنها:
-بطلي حركه كتير انتي مربوطه الحبل مش هيتفك بحركتك دي
أنت بقوه محاوله الصراخ والدموع اخذت مجراها علي وجنتيها المتسخه بفعل الغبار المحيط بها
وقف وسار بعيد عنها وهي مازالت تبكي وتحاول تحرير يدها من القيد
تبكي بقوه,, لا تعرف اين هي او من هذا
كل ما تتذكره انها كانت تجلب طعام
ولكن الان هي في مكان مظلم نوعاً ما
تري خيوط العنكبوت في كل ركن في ذاك المكان وتلك الحشرات التي تسير أمامها.. كل هذا لم يخيفها بقدر ما اخافها وجود ذاك الشخص
كل ما تستطيع ان تفعله هو البكاء فقط
بعد دقائق جاء يس حاملاً بيده صحن وكوب مياه بلاستيكي
اقترب منها واضعا الطعام أرضاً ثانياً ركبته لكي يصل لمستواها
وحاول فك قيدها ولكنها تبتعد برتجافه وبكاء وكلما ابتعدت برزت قدميها البيضاء من اسفل عبائتها التي ارتفعت الي ركبتيها
حدق يس في ساقيها البيضاء وهو يبتلع ريقه ببطئ مد انامله يتلمس ساقاها ولكنها ابتعدت وشهقاتها تعلو أكثر
نظر الي وجهها الباكي الذي اصتبغ بالون الاحمر من الخوف
اقترب منها اكثر قائلاً ببطئ:
-هفك ايدك وبوئك لو طلعتي صوت اعتبري نفسك ميته سامعه
حركت رأسها سريعاً بأيجاب
وهي ترفع يدها له لكي لا يقترب منها
فك قيدها وعيناه مثبته علي قدميها
سحبت يدها من يده سريعاً وسحبت عبائتها للأسفل لتغطي قدميها
ثم ابعدت الاصقه عن فمها بيد مرتعشه
وقف يس بوجه جامد خالي من التعابير
ليسمعها تقول بصوت مرتعش:
-أ انتا مي-ن وانا هن-ا ليه
التفت لها ولوي فمه بتهكم:
-انتي هنا عشان هتموتي ياحلوه
عشان الدوشه الي عملتيها في القسم
وانا بقا قدرك الاسود
صدمت من كلماته الاذعه وتهديده الصريح لتقول بنبره باكيه:
طب انا عملتلك ايه ياخويا ونبي انا مبأذيش حد عشان تموتني
انخفض لمستواها ونظر لها بسخريه قائلاً بصوت خشن:
-مش هتأذيني دلوقتي بس هتأذيني بعدين, طول ما انتي عايشه
شهقت بصدمه وازداد بكاؤها قائله بخوف:
-هأذيك ليه يااخينا انا غلبانه مليش في اذيه الناس ساىق عليك النبي سيبني امشي
ابتسم بسخريه ومد يده يتحسس وجنتيها قائلاً :
-الله دا انا هوديكي لأبوكي حتي
ابتعدت عنه بخوف ولهفه في وقت واحد:
-أبويا! انتا تعرف ابويا
اجاب يس بجمود وهو يتفرس في ملامحها:
-اه اعرفه,, انا الي قتلته
……………………………………
تمعن نظرها في الحاسوب امامها
وهي تتابع عملها بتركيز تام
قبل ان تسمع صوت حذاء يطرق في الارض بقوه.. رفعت نظرها لتجد فتاه تقف امامها بغرور قائله:
-في معاد مع مستر اياد
تفحصت هند هيأتها بزدراء
لتقول بعبوس:
-اقوله مين يافندم
اجابت الاخري وهي ترجع خصلاتها :
-حسناء منصور
سارت هند بحنق الي مكتب اياد
طرقت علي الباب ليسمح لها بالدخول
وقفت امامه بحنق قائله:
-واحده اسمها حسناء منصور بره
وقف اياد وهند بدلته قائلاً بثبات:
-دخليها ياهند
رمقته بنظره ناريه وخرجت ببطئ
لتقف امامها محاوله الهدوء:
-مستر اياد منتظرك جوا
ابتسمت حسناء بتساع ودلفت الي مكتبه بخطوات هادئه
جلست هند علي مكتبها وهي تأكل اظافرها بحنق…قائله في نفسها:
-البت حلوه وهو قام اول ما عرف انها هنا
الباشا ناسي ان انا مراته
قطع تفكيرها صوت الهاتف
لتسمع اياد قائلاً :
ابعتي طلعت ب2قهوه مظبوطه ياهند
اجابت بغيظ وهي تقضم اظافرها:
-حاضر يامستر اياد
ثم اغلقت الهاتف بحنق
ثم سارت خارج المكتب لتجلب القهوه…
حسناء بأبتسامه صغيره:
-انا نفذت خطة المشروع يامستر اياد
وعايزاك تشوفه قريب عشان تديني رئيك
اجاب الاخر بجديه وهو يتفحص الاوراق:
-هايل جدا ياانسه حسناء شغلك مظبوط جدا ناقص اشوف العملي
اجابت بابتسامه واسعه:
-ميرسي يامستر من خبرتك بنستفيد
وهيعجبك باقي الشغل
نظر لها اياد بجديه قائلاً :
-ان شاء الله ياانسه حسناء
قطع حديثهم دخول هند التي ترمقهم بنظرات ناريه ولكن قسمات وجهها متعبه
اقتربت هند من حسناء لتعطيها قهوتها
ولكن في لمح البصر استقرت القهوه الساخنه علي جسد حسناء التي تصرخ بألم.. وقف اياد سريعاً ناظرا لهند بحده
ليجدها تسقط امامه مغشيه عليها
اسرع اليها وسط صراخ حسناء
وحمل زوجته بين يديه واضعا اياها علي اريكة المكتب محاولاً ايقاظها
دلفت حبيبه الي المكتب ليصرخ بها اياد قائلاً بخوف:
حبيبه خدي انسه حسناء معاكي عشان وقع عليها القهوه
خرجت حبيبه برفقه الحسناء التي تبكي بمبالغه كبيره.. بينما اياد يحاول ايقاظ زوجته
اياد بخوف وهو يربت علي وجنتيها:
-هند,,, حببتي فوقي ياهند
لم يتلقي منها السكون.. حملها بين يديه سريعاً واخذ مفاتيحه وخرج من الشركه وسط همسات الموظفين
…………………………………..
تلك المره هو من يجلس اسفل شجره البرتقال بدلاً عنها.. يفكر فيها بعقل غائب عن الرشد, يريدها بقوه يراوضه شعور لم يعتد عليه عندما يراها
يشعر بالمسؤليه تجاهها..يحب لمعة الحزن في عيناها يريد كسر عنادها
لتكسر هي طوقه لها
تنهد بثقل وهو يمسك غصن بيده ويحفر الأرض بعشوائيه.. يتذكر تلك الليله التي نادا لقبها بزوجته لهفه
وبكاؤها ولعنها لها… تذكر حديث لهفه له
………………….
لهفه ببكاء وهي تضرب علي فخذيها العاريتين:
-وجعتك في شباكها ياعلي…لافت عليك ياعلي.. يامرك يالهفه.. ياميلة بختك يالهفه
علي بتشتت وهو يمسك يدها:
-بااه هدي روحك يالهفه اني…اني نطجتها بالغلط يابت اني كان جصدي انتي يابت
نظرت له بخضروتاها الباكيه:
-وانتا جولتها بالغلط ليه ياعلي
لازمن كنت بتفكر فيها سراجة الرجاله دي
هو علي كبت غضبه من كلماتها قائلاً :
-اني جولت اسمها عشان ابري كان بيتحدت عليها من وجت الوكل
وده كان جدامك يابنت الناس
مسحت عيناها بظهر كفها قائله بلهفه:
-حجيجي ياعلي يعني انته مكنتش تجسد تجولي بأسمها …ومبتفكرش فيها واصل
اجاب بنبره شارده :
-كان جصدي اجولها للي سرجت مني عجلي بعيونها الي كيف الجمر دي
ابتسمت لهفه بسعاده:
ابااه اني مش واخده علي الكلام الحلو ده ياسي علي… اني هتعود علي الحديت الحلو دا بعد اجده
نظر لها بأبتسامه والشعور بالذنب يراوضه
هو لم يخونها بالجسد ولكن خانها بتفكيره وهي لا تستحق سوا الاحسان
…………………..
افاق من شروده علي خطوات ثابته
ليرفع عينيه ويراها… تلك التي يخرج من المنزل باكرا ويرجع في وقت متأخر لكي لا يراها
ولكن الان هي تقف امامه وعيناها تزرف الدمع ووجهها شديد الاحمرار من البكاء
وقف امامها بقلق واضح في صوته:
مالك يابت عمي بتبكي ليه
جلست علي الارض بعشوائيه
وظلت تنتحب بقوه واضعه يدها علي وجهها لتحجب عيناها الباكيه
هبط علي لمستواها وابعد يدها عن وجهها قائلاً بقلق:
-ريحي جلبي يابت عمي وجوليلي مين زعلك اني اجطع خبره
سماح بنحيب وصوت متقطع:
-بع-د دا كلو بيتص-ل بي-ا يقولي انه هيتجوز مش عايز يسيبن-ي في حالي
ربت علي كفتيها بحنو بالغ قائلاً :
-اهدي ياحبة الجلب ,متبكيش وابعدي الغمامه الشينه دي عن عينك
لو عيزاني اخلصلك عليه اموتهولك
بس متبكيش ياسماح
نظرت له بين شهقاتها وجدت لمعة حب في عينيه ولكنها كذبت شعورها ذاك
وانزلت وجهها ومازالت تبكي
قرب انامله الصلبه من وجهها, ورفع ذقنها برقه بالغه ليثبت نظراته علي عينيها وشرد بهما… تجذبه عيناها الدامعه
تجعله يعشق ضعفها وعنادها
هرب منها طوال الايام السابقه
لكي لا يقع في حبها مره اخري
ولكن الان وقع في حبها وعيناه الف مره
استفاق من شروده علي حركة جفونها
اقترب منها بهدوء وطبع قبله طويله علي جبهتها قائلاً بتنهيده قويه :
-هياجي الي يعرف يجدرك يابت عمي
ويرجعلك بسمتك من جديد متجلجيش
ثم هب واقفاً وسار بعيداً عنها تحت نظراتها المصدومه من فعلته
ما لبثت ثواني حتي لعنته ولعنت الشيطان واشتعلت عيناها بالغضب
هي لم تسمح لمصطفي خطيبها السابق سوا ان يمسك يدها والان يأتي ذاك الغريب يقبل رأسها…..
………………………………..
تشعر بأنفاسه تلفح صفحة وجهها
تشعر بدقات قلبه تحت كفها الصغير
رفعت وجهها لتجده يحدق بها بصمت
استقامت في جلستها ونظرت له بأبتسامه صغيره:
-ضايقتك بنومي صح
حرك رأسه بنفي وهو يتحسس وجنتيها بسكون, وكأنه يشبع عينيه منها
امسكت تقي يده وقربته من ثغرها ولثمتها برقه بالغه قائله بصوت مرتعش:
-لو كان حصلك حاجه كنت هموت ياأدم
ممكن يحصلي حاجه لو مشفتكش حوليا
امسك يدها قائلاً بصوت هادئ:
-بس لو كنت مت كنتي هتاخدي حريتك مني ياتقي
هبطت دموعها قائله بصوت باكي:
-متقولش كدا ياادم, حريتك معاك وسجني معاك انا معرفش حاجه في الدنيا غيرك ياادم انتا ضهري وسندي
ابتسم بوهن واغمض عينيه بتعب ..كأنه انتظر سماع تلك الكلمات ليرتاح قلبه ويتأكد من حبها له… حبها الذي جعله يعافر لأجلها فقط
فتح عينيه مره اخري قائلاً بصوت مهزوز:
-انا عايز اشوف بنتي ياتقي عايز أشوف سيدرا
ابتسمت بين دموعها لتقول بفرحه:
-هانت ياادم تخلص علاجك وتقوم وتبقا بخير.. وهنرجع بيتنا وتشوفها وتشبع منها
منحها ابتسامه صغيره
ولكن قطع حديثم دخول الطبيب
امسكت تقي حجابها سريعاً ووضعته علي رأسها لتخفي خصلاتها البندقيه
الدكتور بأبتسامه صغيره
وهو بنظر لتقي بأبتسامه
-صحتك عامله ايه يا أدم بيه,بقيت احسن
اجاب ادم بأيجاز:
-انا كويس..
-ديما بخير ياادم بيه,, هنعمل فحص علي حضرتك عشان نطمن علي حضرتك
تنهد ادم بضيق قائلاً بفظاظه:
-قولت انا كويس ,مش عايز كلام كتير
كتم الطبيب حرجه قائلاً:
ااااآ انا اسف ياادم بيه بس لازم نطمن عليك,, بس عمتا تقدر الانسه تيجي معايا وتاخد تشخيص الحاله
اشتعل وجهه غضبا وشدد قبضته علي يد تقي التي تألمت من قبضته
ادم بغضب هادر رغم ألم رأسه الذي داهمه:
-قدامك دقيقه تغور من قدامي والا اعتبر نفسك عاطل مفيش مستشفي
ثوانٍ معدوده وخرج الطبيب سريعاً كاتما غيظه من تعجرف ادم
تقي بهدوء وهي تحاول سحب يدها من يده:
-ياادم براحه الراجل مقالش حاجه عشان تكلمه بالطريقه دي
حدق بها بعينين مشتعله وعروق بارزه:
-ال*** بيبصلك يامدام وبيقول انسه
ايه عيزاني اطبطب عليه ياهانم ولا ايه..
…………………………….

 

*واحببت قسوته* جنون عشقه
الحلقه(30 والاخيره في الجزء الثاني)
حب يهدم واخر يلملم الجروح
والعشق بأصله احتياج واخر اجتياح
وفي الحالتين هو تملك… تملك عشق
استيقظت صباحاً وهي تشعر بالدوار يداهمها بقوه.. اغمض_ت عيناها مره اخري بتعب
شعرت بيد توضع علي جبينها تلمسها بحنو بال-غ ..فتحت عيناها مره اخري لتجد زوجها ينظر لها بقلق
همست بصوت واهن:
-اي_اد عندي صداع وحش اوي
وقف بطوله الفارع وخرج من الغرفه بصمت ليرجع بعض دقائق بيده كوب ماء وكبسوله دواء صغيره
وضعهم جانباً ,ثم اقترب منها مره اخري وعدل وضع جلوسها
اياد بهدوء وهو يعطيها الكوب والدواء:
-ضغطك كان واطي امبارح واغم عليكي ونايمه من ساعتها,, خدي الدوا وهتبقي احسن
تذكرت ما فعلته امس لتغمض عيناها كاتمه ضحكاتها المتعبه,, هي اسقطت القهوه عمداً,, ولكن داهمها الدوار لتسقط
اصطنعت البرائه متحدثه بخفوت:
-الانسه حسناء حصلها حاجه يااياد
اخر حاجه فكراها ان القهوه وقعت عليها
نظر لها بطرف عيناه وابتسم بسخريه قائلا:
-متشغليش بالك ياحببتي الانسه حسناء في حروق في رجليها من القهوه السخنه الي وقعت عليها بس
خرجت عن برائتها لتقول بنفعال وهي تقف عن الفراش:
نعم ياخويا… وانتا شوفت رجليها امتا
لوي فمه بحنق قائلاً :
-غيرتك دي بدأت تخنقني ياهند
ازاي هشوف رجل واحده, انتي مجنونه
وغير كدا انا متأكد انك دلقتيها بقصدك
فتحت فاها بذهول قائله:
-غيرتي عليك بتخنقك يااياد, انتا شايف كدا فعلاً!
صمت ساد الغرفه لتطلق ضحكه صغيره وهي تضع يدها علي وجهها
تنهد بثقل ثم اقترب منها بهدوء
وطوقها بين ذراعيه لتدفعه بهدوء
وتخرج من الغرفه بصمت… جعله يندم علي تلك الكلمات لتتسع الفجوه بينهم وبيدلف الملل الي حياتهم بقوه مقاتل
……………………………..
نظرت لهيئتها في المرأه.. تشعر بالرضا عن نفسها تغلبت علي ذاك الانكسار ورسمت تلك القوه الزائفة
تلك القوه التي اكتسبتها من post نشرته علي موقعها وهي تسب وتلعن في مجتمع الذي اعطا لمغتصب الحريه معترضه علي حكم المحكمه
ثم صورت فيديو تسرد فيه ماحدث فيها والحكم الصادر في حق لبيب… مفجره قنبله موقوته قبل سفرها خارج البلاد
اربعه وعشرون ساعه لتجد ذاك الفيدو له ضجه كبيره علي مواقع التواصل الاجتماعي متضامنين معها والساخرين منها… ولم تندم علي اي كلمه قالتها
أمسكت الكحل وحددت عيناها بعنايه
ابرزت لون عيناها الدامعه ..ثم هندمت ملابسها المكونه من قميص اسود وبنطال جينز ازرق…ثم اخذت نظارتها حامله حقيبتها وخرجت من المنزل بدون ان تلتفت
خرجت وهي عازمه علي حياه وبلد وعمل جديد وستعيش لشهد.. ستعيش لنفسها.. لن تكون تلك الضعيفه التي تحتاج الي أحد
هبطت من البنايه وهي تحمل حقيبتها الكبيره.. لتجد عمار يستند علي سيارته
وضعت الحقيبه أرضاً ونظرت له بجمود
ليقترب منها بلهفه قائلاً :
-شهد اسمعيني ونبي.. صدقيني أنا بحبك بجد وعايز اتجوزك,, انتي فهمتي مريم غلط, اديني فرصه ياشهد
ابتسمت شهد بتماسك قائله:
-مريم عندها حق ياعمار, كل ما تيجي تلمسني هتفتكر اني مش عذراء, هتفتكر ان في واحد اخد جسمي قبلك.. ومش بعيد كمان تزهق مني
انا مش بلوم عليك علي فكره حقك انك تتجوز بنت لسه.. انا بلوم علي مجتمع شايفني رخيصه.. انا منكرش انك وقفت جنبي كتير بس انا من البدايه قيلالك اني مش هبادلك الحب ولا هفكر حتي في الجواز منك
شوف حياتك ياعمار, انا لاهتجوزك لا انتا ولا غيرك, كفايه وابعد عني انتا معجب بيا مش بتحبني انا هسافر دلوقتي اشوفك علي خير
انهت كلماتها وابتسامه صغيره علي شفتيها ولكن نظرة الألم تشع من عيناها
ثم غادرت بهدوء تاركه اياه متصنم محله صامت.. للمره الثانيه لا يمنعها او يتشبث بها.. بل صمت يفكر في كلماتها
بينما هي اوقفت سياره وانطلقت الي المطار والدموع تغطي وجهها.. هي لم تحب عمار ولكن شعور الاطمئنان التي تشعر به بقربه يؤثر عليها
تحب ذاك الاهتمام الذي يلاحقها به
لم تشعر ان احد يهتم لأجلها سوا أن رأته
والان هي وحيده من جديد
افاقت من شرودها علي صوت السائق يخبرها انهم وصلوا الي المطار قائلاً بصوت خشن:
-وصلنا ياأوستاذه
مسحت دموعها ثم اخرجت ورقات ماليه واعطته اياها, ثم نزلت من السياره واخذت حقيبتها ودلفت الي صالة المطار
سارت بهدوء وهي ننظر حولها دموع
ثم توجهت الي شباك الضابط واعطته الباسبور الخاص بها,, نظر لها مطولا
ثم اشار لأمين شرطه قائلاً :
-فتحي تعالي
شهد بهدوء:
-معاد الطياره حضرتك ياريت تديني الباسبور
الضابط بسخريه لاذعه:
-لا انتي مش هتسافري اصلا
عليكي محضر ياانسه وممنوعه من السفر
شهد بصدمه وصوت مندفع:
-نعم بلاغ ايه ياحضرة الظابط
انا مش عليا قضايا ولا حاجه
الضابط بلا مبالاه:
-دا تقوليه في القسم مش هنا انتي مرفوع عليكي قضيه
ثم رفع صوته ليلتفت المنتظرين في صالة المطار:
-تعالو خدوها علي البوكس عليها بلاغ
اقترب فردي شرطه ممسكين
بيدها تحت نظراتها المصدومه
شهد وهي تبتعد عنهم بجزع:
-ابعدو عني اوعو… لا انا مش عليا حاجه
ابعدو عني
احكمو قبضتهم عليها واخذوها علي سيارة الشرطه تحت صراخها ومقاومتها لهم ونظرات الحاضرين الصامته
……………………………….
وقف عن الفراش وهو يستند علي كتف زوجته التي يحاوطها بين يديه
ادم بنبره حاده :
-قولتلك امبارح متجيليش تاني المستشفي جيتي ليه ياتقي
تقي بخفوت وهي تحاول الصمود من ثقل جسده علي كتفيها:
ياادم مينفعش لازم اكون جنبك وبعدين احنا خلاص خارجين اهو
كور قبضته بغضب مكتوم قائلاً :
-ماشي ياتقي مفيش خروج من البيت بعد كدا زي ما كنا الاول بظبط
تنهدت تقي بصمت حاي وصلوا الي السياره فأسرع الحراس اليه ليسندوه
رمق تقي بنظره امره ان تبتعد وتركب السياره… لبت رغبته وتركته
اسنده الحراس حتي ادخلوه السياره
وركب فرد منهم معه السياره والاخرون في السياره الاخري
امسك يدها محتضنها في قبضته
وهو ينظر امامه بشرود
بينما تقي تحدق في وجهه
لم تري تلك الغيره الشديده سوا ان رأت الناس وخرجت من سجن القصر
لم تكن تعلم ان غيرته ناريه هكذا
تنهدت ونقلت نظراتها الي زجاج السياره التي يعكس وجوه الماره وشردت في مستقبلها هي وزوجها وابنتهم
ولكن للمره الثانيه شئ يخيفها من نازلي
حدتها, نظراتها, حديثها مقابله واحده بينهم جعلت القلق يغزو قلبها
بعد دقائق وقفت السياره امام القصر
ليهبطو من السياره سويا وهو يمسك يدها والجهه الاخري يسنده الحارس
دلفو القصر تحت نظرات نازلي وجواد وسميه التي تحمل بين يديها التي جعلت نبضات قلبه ترتفع بقوه
اقترب من سميه بعينين شارده
ويده تشتد علي يد تقي
نظرت تقي له وجدت ملامحه متقلسه
شعرت بتوتره وهو يري طفلته.. سيدرا
اعطته سميه الطفله قائله بأبتسامه واسعه:
-حمدلله علي سلامتك ياادم,, بنوتك زي القمر نسخه مصغره من مراتك
نازلي بصوت حاد:
-المهم انها متاخدش دمها وتاخد دم عيلة الصياد ياسميه
خفضت تقي نظرها أرضاً وعيناها تلمع بالدمع من كلماتها القاسيه دون سبب مبرر تلك الكلمات
رمقها ادم بنظره حاده تعبر عن مدي سخطه منها,, ثم تحولت نظراته الي سكينه عندما حمل فتاته
نظر لملامحها الصغيره ووجهها الاحمر ويداها التي تتحرك في الهواء مصدره صوت طفولي
مشاعر كثيره تضارب داخله
الفرحه والخوف والتوتر والاضطراب
الكثير من الاحاسيس التي لم يفهمها
لمعت عينيه ببريق سعيد وهو يري نسخه الاخر عن زوجته ولكن بعيون خضراء تحمل بين الخليط العسلي والاخضر
امسك اناملها الصغيره جداً بين يده الكبيره وداعبها بملامح هادئه ولكن عيناه فضحت سعادته التي رأتها تقي بوضوح
همست تقي بصوت منخفض:
-دي فردنا التالت ياادم.. سيدرا
……………………………………..
شوقي بتوتر بال-غ:
-ياباشا الحراسه علي اوضته كتيره
دا غير ان مدام نازلي الوزيره السابقه رجعت مص-ر والجو في المستشفي متوتر
ضرب علي مكتبه بغضب ليتحول الزجاج تحت يده الي قطع منفصله قائلاً يصوت صارخ:
ادم الص-ياد وهو مرمي في المستشفي كسب المناقصه والاست-ثمار بقا ب-تاعه
وغير كدا لسه عايش… ايه مش-غل حمير خليت-ني اغضب ياشوق-ي
وان لم-ا بغضب-بتصرف بطريق-ه وحشه
ومصي-رك هيكون زي امج-د بظبط
شوق-ي بتوجس:
-ياباش-ا انا عملت تلي أمرتن-ي بيه
مقص-رتش في حاجه
اغمض الشهاوي عيني-ه قائلاً ببطئ:
-اطلع بره ياشوق-ي
وقف شوقي بت-وتر بالغ
تاركاً الشهاوي يحك جبهته بتعب
ثم امسك هاتف-ه ليتصل بأحدهم قائلاً :
-البت مع-اك دلوقتي
-اه ياباشا معايا ولمينا الموضوع متقلقش مفيش حاجه واحده علينا
اجاب الاخر وهو يغمض عيني-ه:
-انتا اذكي واحد في رجالت-ي من زمان ومقدرش اثق في حد غي-رك
-انا تحت امرك ياباشا راجلك وتحت رجلك في اي وق-ت
-تمام هات الب-ت وتعالي علي المزرعه مزاج-ي بايظ خال-ص
-اجاب الاخر بتوج-س:
-المزرع-ه.. ح-حاضر ياباشا
اجاب الشهاوي بصوت خشن قبل ان يغل-ق الخط:
-نخل-ص من موضوع البت دي.. وبعدين تشوف موضوع ادم الصياد.. يا يس
يس بنبره مختن-قه:
-حاض-ر ياباشا هجيب-ها وجاي
-سلام
اغلق يس الهاتف وهو يضع يده علي رأسه… علم مصي-رها.. سيفرغ به-ا الشهاوي كل شحنت-ه غضبه لتتحول بقايا انثي.. ستتحول مثل الباقي-ات عاه-ره بع-د ان تفقد عذريتها عنوه عنها
تنهد بثقل وهو يت-ذكر كلم-ات عوض عن نور ابنته.. ولكن في النهايه هو رجل الشهاوي ويكن الولاء له رغم معرفته بأن ما يفعله خاطئ… ولكن مستمر فيه
في السابق كان يشفق علي عوض ويعلم انه مجرد اله صغ-يره في يد من اعلي منه كامقوله سمعها سابقاً *ترس صغير في مك-ينه كبيره* لذالك ف-ضل الصمت
افاق من شروده ,ث-م اطلق تنهيده قوي-ه وذهب ليحض-ر تلك الضح-يه الجديده
ن-ور
………………………………….
في منزل ن-ور عوض
علا نحي-ب والدتها وهي تبك-ي بقوه قائله:
-انت-ي فين ياضنايا.. انتي فين يابتي
بنتي ياناس ,مش كفاي-ه ابوها
ااااااا ياقلبي اااه ياضنايا
ظلت تنحب وهي تضرب صدرها ووجهها بحسره وقهر
ربتت علي كتفيها احد جيرانها وهي تلوي فمها بحسره زائفه:
-عيني عليكي ياام نور…جوزك يتحبس في مش عارفه ايه كدا ياختي…وبنتك تطفش وتسيبك
نظرت لها هاجر بصدمه وضربت علي صدرها ببكاء:
-انتي بتقولي ايه ياوليه انتي
تطفش ايه انتي اتجننتي يافايزه
لوت فايزه فمها بحنق قائله:
-اه طفشت ياختي مفيهاش غير كدا
هي مش نغه ولا صباعها في بوئها عشان تتوه البت لقت مفيش راجل في البيت قالت تلف علي حل شعرها
اجابت احدا الجيران بنفي:
-اختشي يامو محمد ايه كلامك دا البت نور اسمالله عليها متربيه كويس ..وانتي نفسك كنتي عايزه تجوزيها لأبنك محمد
تمتمت فايزه بتهكم وحقد وهي تلوي فمها:
-اه ياختي وهي وامها اتنكو علينا وقالو اشي تعليم وهتخش محهد مش عارف ايه وهو في الاخر عيله رد سجون والبت طفشانه
قامت هاجر من وسط النساء صارخه بصوت باكي وهي تشير الي الباب :
-اطلعي من بيتي يامره ياناقصه
انا مربيه بنتي احسن ربايه والكل يشهد بيها وجوزي طول عمره طيب وغلبان وبيساعد الناس شمتانه فينا يابوز الغراب
وقف فايز بجسدها الممتلئ وشهقت يقوه وهي تضع اصابعها علي جبهتها:
شمتانه.. اه ياختي شمتانه وجوزك الي انتي كنتي رافعه مناخيرك عشان بيشتغل في شركة من بتوع الاكابر
وفي الاخر سرقوه وخرج من الحاره بفضيحه والكلبشات في ايده ياعنيا
عيشي علي قدك يادلعدي
ثم تركتها وخرجت من الشقه تحت همسات باقي النساء وسط نظرات هاجر الواهنه… ثم سقطت أرضا مغشيه عليها
لتتجمع النساء حولها محاولين ايقاظها
اسرعت نسمه ودلفت الي المطبخ واحضرت قطعة بصل وانحنت لمستوا هاجر وقربتها من انفها قائله:
-فوقي ياخالتي الله لا يسيئك
قالت احد النساء بحنق:
-يخربيت العيال الي تجيب لأهلها النعيله بت صغيره مكملتش العشرين جايبه الشتيمه لأمها
بدأت هاجر تستفيق بعد دقائق
ومازالت النساء تتهامسن علي نور
نظرت لها نسمه بغضب قائله:
-جرا ايه يامره انتي وهي شافين الست مرميه علي الارض وعمالين تتكلمو الي عنده كلمه عدله يقولها الي معندوش ورينا عرض كتافه
اجابت الاخر بغضب:
-لمي نفسك يابت يانسمه اما عيال قليلة الحيا صح واحنا الي جايين نهون عليهم يالا علي رأي المثل اخر خدمه الغز علقه
ثم غادرت وتبعها باقي النساء وهم يتمتمون بألفاظ بذيئه علي عائلة عوض
…………………………………..
شهد بثبات وهي تشد علي يدها:
-انا معملتش حاجه عشان اكون هنت
وحكاية السرقه دي مش صح ومفيش دليل عليها
ابتسم الضابط بتهكم قائلا:
-وانتي هتبقي هنا ازاي لو مفيش دليل عليكي يااااا انسه شهد
ابتلعت شهد غصتها وقالت بهدوء مفتعل:
انا مسرقتش حاجه من حد
لوي فمه بسخريه قائلاً :
-امال عمتك مقدمه فيكي محضر سرقه ليه قالت انك سرقتي دهبها
لم تتفاجأ من فعلة عمتها.. لانها ابتلعت الصدمه في حكم المحكمه عندما صرخت عليها وشتمتها بأسوء الالفاظ وشهدت زور عليها لتخرج زوجها من السجن
اجابت شهد بثبات وعينان تلمع بالدمع:
-انا مسرقتش حاجه حضرتك وتقدرو تفتشو شنطتي والشقه الي كنت مأجراها
ارجع الضابط ظهره ملتصق بالكرسي وهو يشير الي الذهب امامه:
-لقينا الدهب في شقتك فعلا وعشان كدا قبضو عليكي في المطار.. البواب قال انك مسافره
رددت بصوت ضعيف خارت قواه:
-للمره المليون انا مسرقتش حاجه ومفيش حاجه في شقتي دي بتتبلا عليا عشان حبست جوزها الي اغتصبني يافندم والله ماسرقت
اجاب الضابط وهو يملي علي الكاتب بحانبه:
قررنا نحن احمد حسن حبس المتهمه اربعة ايام علي ذمة التحقيق ويراعه التجديد في نفس الميعاد
هبطت دموعها مره اخري وهي تريد الصراخ بوجع لما حياتها يائسه لتلك الدرجه لما كل هذه الأالام لما كل ذاك الوجع لما كل ذاك الظلم لم تجد اجابه علي يائسها.. قررت الاستسلام لكل شئ لن تعافر… ليأخذ فرد الامن يدها ويسير بها وعيناها يائسه… تائهه.. ميته
……………………………..
في بيت عائلة النجعاوي
علي بغضب مكتوم:
-عريس مين يابوي… البت صغيره
رفع اسماعيل حاجبيه ولو فمه بسخريه:
-صغيره! البت عنديها22سنه وانت متجوز مرتك وهي عنديها18سنه
صغيره كيف ياولدي.. وبعدين العريس الي متجدم دا عرفه ابن الحج عاطف
كور علي قبضته بغضب محاولاً اخفائه
ليقول بين اسنانه:
-رأي عمي ايه يابوي
اسماعيل بشك:
-عمك موافج ياعلي بس هياخد رأي بته
وقف علي وعيناه تشتعل غضبا مستئذنا:
بعد اذنك يابوي هريح شوي عشان تعبان
ثم سار الي الباب ولكن اوقفه صوت اسماعيل وهو يقول:
-اوعاك ياولدي تطب في الحب
هتبجا ضعيف وخيبان زي الهوا
وغير اجده مرتك بتحبك.. يجوزلك واحده واتنين وتلاته.. بس مرتك مش مجصره معاك في ايتها حاجه
اوعاك ياعلي تحبها
عتتغير وعيتغير حالك
العشج هيبان في عنيك عيخليك دايخ
التفت له علي بتشتت هامسا:
حاضر يابوي حاضر
خرج على من غرفة والده وهو يتنهد بثقل لا يستطيع ان يستمر في حبها ولن يستطيع ان يراها من غيره يريدها لعلي المحب ولا يريدها لعلي المتزوج
الجزء المحب لها داخله يريدها بقوه
يريد ان يتمتع برؤيه عيناها في اي وقت بدون قيود او اختلاس نظر
والاخر الشديد منه يمنعه عنها
لا يريدها قويه يريدها ضعيفه منهزمه بلمعة عيناها بالدموع
افاق من شروده علي كلماتها التي جعلته يشتعل غضباً ويلقي بكلام والده عرض الحائط
سماح بصوت مختنق وهي تقف مع والدها في شرفة المنزل:
-الي انتا شايفه يابابا
ثم تركته ودلفت الي غرفتها وعيناها مغرقه بالدموع… اشتعل وجهه غضباً
نظر حوله لم يجد احد يراه.. توجه الي غرفتها وهو يتوعد لها بعقاب شديد
اقتحم غرفتها بدون سابق انذار ليجدها تقف في شرفتها والدموع تغطي وجنتيها
امسك يدها جاذبا اياها لصدره
لتشهق سماح بقوه ويداه ساجنه ليدها قائلا بهمس غاضب جعل اوصالها ترتعب:
-اسمعي يابت السكندريه محدش هياخدك مني واصل انتي لعلي
جحه اولي بلحم طوره
فتحت عيناها علي وسعيهم بصدمه…
…………………………….
تتوسد صدره العريض ويده تعبث في خصلاتها البندقيه التي ازدات طولاً
تقي بأبتسامه صغيره:
-انتا ليه ساكت من ساعة ما سيدرا نامت
كأنك صنم بظبط
اجاب بصوت هادئ وأبتسامه صغيره تحتل ثغره:
-شعور غريب وحلو ياتقي حاسس اني فرحان لدرجة اني مش عارف اعبر
رفعت تقي نظراتها وعبثت في ذقنه النابته الخفيفه:
-فرحان بجد ياادم
تنهد ادم تنهيده قويه:
-فرحان وو
صمت فجأه لتسأله بفضول:
-مالك سكت ليه ياادم
كاد ان يخبرها عن شعوره بالخوف ولكن الي الان لا يستطيع ان يبوح لها بأحاسيسه سوا الحب فقط
ادم بأبتسامه صغيره وهو يعانقها بقوه:
-فرحان وبس ياتقي
تقي بأبتسامه واسعه وهي تبادله عناقه:
-وانا كمان فرحانه ياادم ان اكبر مخاوفي اتمحت… كنت خايفه انك متحبش الطفله كنت خايفه لحبك ليا يروح…
وكنت خايفه الموت ياخدك مني بس الحمدلله انتا حبيت سيدرا وربنا ..نجاك ليا.. ولسه بتحبني.. دلوقتي معتش في الا حاجه واحده
ابعدها ادم عنه ونظر لها بتساؤل لتكمل قائله ببطئ وتردد:
جدتك ياادم دا خوفي الاخير
استوعب ادم خوفها من نازلي
عائلة لا تبشر بالخير سوا سميه
غضبه حقده غروره كبريائه كل هذا ورثه عن عائلته عدا اضطرابه النفسي وخوفه من ماضيه
تنهد ادم بثقل وشرد في تصرفات نازلي الذي تجعله غاضب وتجرح حوريته
شاردا في المستقبل
تمت بحمد الله
الي لقاء اخر في الحزء الثالث من رواية*قاسي ومتملك ولكن احبني3*
بقلم: وسام اسامه
حبك كالقهوه المره ولذتها
متملك.. غيور ..غاضب
ولكنك عطوف.. محب.. عاشق
ولكن يامن قسي علي قلبي والمه
لا تتركني من زراعيك ولكن لا تسجنني فيهم.. اجعلني كاهوائك وليس دائك لأكون حوريتك وليست سجينتك

———–———-———————-———–
بقلم الكاتبة:وسام اسامة

 

زر الذهاب إلى الأعلى