ترفيهمسلسل عناد الحب

مسلسل عناد حب الحلقة 13و14و15

هلاوس

تمر الايام عليهم ببطيء شديد امتلأ فيهم القصر مرة اخرى بالحزن والكآبة .. يتجاهل كلا منهما الآخر لا يجلسان سوياً الا على مائدة الطعام الذي مازال آدم يقوم بإعداده نظرا لما آلت اليه حالتها من ضعف وذبول ملحوظ.

فبعد اخر حديث لهما ساءت حالتها بالتدريج حتى اصبحت تنسى معظم الاشياء حولها .. متقلبة المزاج .. عصبية اغلب الاوقات … ولكنها مازالت تتحجج بالعمل … مما دفع آدم لتجاهلها وتجنبها نهائيا فلا حديث بينهم سوا بخصوص العمل والذي توقفت عنه منذ فترة ليست بالقصيرة حتى انه جهز غرفة ينام ويعمل بها وتركها وحيدة فى غرفتهم .

ها هو الان يجلس وحيدا على سريره فى غرفته يفكر فى “ماذا بعد؟” فهى لا تستجيب لأى محاولة بإقناعها للذهاب الى الطبيب فقد حدث وان طلب المساعدة من امه وصديقتها كارول للحديث معها بهذا الخصوص لكن دون جدوى.

ليبتسم بسخرية عند تذكره طلبه من والداها التحدث معها قليلا واقناعها لينصدم من ردهم .

فلاش باك

آدم : أسيل فى الفترة الاخيرة متغيرة ، ليست على طبيعتها تنسى كثيرا واغلب الوقت شاردة كما ان شهيتها ضعيفة و اصبحت متقلبة المزاج بشكل يثير الشكوك . عرضت عليها الذهاب الى الطبيب ولكنها تصر ان هذا بسبب ضغوطات العمل ولم توافق على الذهاب للإطمئنان عليها لذا اظن من الافضل إن تحدثتم معها قليلا لإقناعها.

نور الدين بإبتسامة مستفزة وبعدم اهتمام : ربما من ضغط العمل فعلا ، لا تقلق سيد آدم فلابد انها بخير .

ليفكر قليلا ويتبادل النظرات مع زوجته ويكمل حديثه بإهتمام

نور الدين : لكن بما انك اتيت على ذكر هذا فأظن ان اسيل لم تعد تتحمل ضغط العمل مع مسئولية الزواج الضخمة لذا فأنا اقترح بأن اتولى بنفسي إدارة الأسهم الخاصة بأيمن رحمه الله فأنا اُقَدّر انك لا تقبل بوجود غريب بينكم .

آدم وقد فهم المغزى من حديث والدها

آدم بسخريه : لا داعي لذلك فأنت قلت بنفسك انها بخير وتعبها سببه ضغوطات العمل لذا فقليل من الراحة وستكون بخير وعافية كما ان الاولىٰ الآن بتولي أسهم ايمن والتى اصبحت ملكاً لاسيل هو انا ….. على كلٍ شكرااا لضيافتكم لكن علي الذهاب الآن .. وداعا

ليقول جملته الاخيرة و هو يهب واقفا بنية الذهاب فيقفا معه ليرافقاه الى الخارج نادمين على ضياع هذه الفرصة الثمينة من ايديهم .

نهاية الفلاش باك

ينهض بعد فترة من التفكير متوجها الى دولاب صغير بالغرفة قد نقل اليه معظم ملابسه وحاجياته ليرتدي ملابسه سريعا مغادرا غرفته بل المنزل بأكمله.

نجدها هى فى غرفتها المعتمة تتوسط سريرها ضامة قدميها الى صدرها مغمضة عيناها يرتجف جسدها بقوة من الخوف ….. لكن هى مريضة فقط لذا لما العتمة ولما الخوف ؟؟؟؟؟؟؟؟

حسنا هذا تفسيره بسيط جدااااا فإن صمتها المستمر مؤخرا وشرودها ليس الا وسيلة لتجاهل ما تراه حولها من هلاوس ….

نعم هلاوس فلقد وصل بها الحال الى تخيل اشياء حولها لا وجود لها بل تسمع ايضا بعض الاصوات المخيفة بالطبع بجانب اعراض اخرى قد اتطلع عليها آدم حيث لم يكن بإستطاعتها اخفائها امامه .

لتنتفض فزعاً عن سماعها صوت سيارة آدم مغادرة محيط القصر فيزيد ارتجافها وخوفها ويعلو صوت بكاءها فوجود آدم فى القصر وان كان فى غرفة اخري يطمئنها قليلا لكنها الآن وحيد وسط ما تراه وتسمعه من اشياء لا وجود لها من الاساس

ماذا حدث لها ؟ وكيف وصل بها الحال الى هذا ؟

لا تدري

لكن ما تعلمه الآن بالفعل وعلى ثقة منه هو انها مستعدة لفعل اى شئ ودفع كل ماتملك لإحضار آدم الآن الى القصر وتنعم بالامان مرة اخرى.

لم يعد آدم الى قصره الا فى السادسة صباحا وبالطبع لم تذق بطلتنا طعما للنوم هذه الليلة فلقد كانت تحارب اشخاص واصوات لا وجود لها سوى بعقلها فقط
مازالت تجلس بنفس الوضعية وقد تبدلت عتمة الليل بنور الصباح لتسمع طرقا على الباب فتظنه من مخيلتها ايضا و تتجاهله فهو امتنع عن دخول هذه الغرفة منذ فترة لتواجدها بها

لكن على عكس ما توقعت فها هى تراه الان يقف امامها بعد ان فتح باب الغرفة و تقدم نحو السرير عدة خطوات ليجلس على طرفه متأملا اياها لتري فى عينيه نظرة لم تفهمها

ليقطع هذا السكوت صوته الرجولى

آدم بخفوت : كيف حالك ؟

أسيل بسخرية : كما ترى انا بأفضل حال

آدم بهدوء متجاهلا سخريتها : لا أسيل انتى لستى بخير حتى لتكونى بأفضل حال .. اخبريني بماذا تشعرين بالظبط ؟

أسيل : هل ذهبت الى الخارج الليلة الماضية لتدرس الطب وتأتى تطبق ما درسته علي ؟

آدم بيأس : لا أسيل لم اذهب لدراسة الطب بل ذهبت لأختلى بنفسي بعيدا عن جو العمل و المنزل .. ذهبت بعيدا لافكر بحل لحالنا هذا … الا تنظرين للمرآة لتري كيف صار وجهك و كيف نحل جسمك ؟

لتبتسم هى بسخرية وتتذكر آخر مرة نظرت للمرآة منذ اسبوع فرأت شخصا خلفها يبتسم لها ثم تحول شكله الى وحش بشع بعد لحظات

أسيل : لا مزاج لى لأتجمل ثم لمن سأتجمل وانت تقضي كل وقتك ما بين الشركة و غرفتك اللطيفة تلك

آدم بحدة بسيطة : لم اتجنبك بدون سبب ، سأجن من تصرفاتك تلك لما لا تقبلين ذهابنا الى الطبيب لمعرفة مابك ؟ فقط استمعى الى لن آخذك الى طبيب نفسي اظن ان ما بكي مرض عضوي انتى متعلمة ومثقفة تدركين ان كل مرض وله علاج لما اذن الرفض ؟ ها ماذا قررتي اآخذ لكي موعد مع الطبيب؟؟؟؟

لتهز رأسها يمينا ويسارا رافضة .. خائفة هى ان يكون بها شئ لا علاج له فييأس منها ويتركها وحيدة هو الآن كل عائلتها بل هو عائلتها الوحيدة التى حظت بها بعد وفاة أيمن

فيهب واقفا ويكمل فى غضب

آدم : لقد سئمت منك حقا لا اعلم ما يجب علي فعله معك … انا تعبت لم اتزوج لاحصل على طفلة لم اتزوج ل……………… ليصمت قليلا محاولا تمالك نفسه وعدم التفوه بما يندم عليه فى وقت لاحق

تبااااااا

يصرخ بها آدم قبل مغادرته الغرفة الى خارج القصر وتنهار هى فى نوبة بكاء مرير لتجعل حالها لا يختلف عن ما كانت عليه قبل وصوله والتحدث اليها.

مرت ثلاث ايام ولم يعد الى القصر اتصلت بالشركة مساء اليوم الذي غادر فيه لكن اخبرتها كاميليا انه لم يأتى للعمل وكان اليومين التاليين لا يختلفان عن اليوم الاول فلم يذهب فيهما ايضا
الى الشركة .

تكاد تجن ان لم تكن جنت فعلا … تركها وحيدة لثلاثة ايام لم تذق فيهم طعما للنوم خوفا من هلاوسها بالاضافة الى قلقها عليه .

تجلس على الاريكة فى الظلام لتشعر بباب القصر ينفتح ثم يغلق فتهب واقفة تراه يتقدم نحو السلم متجها الى الاعلى فتهتف بإسمه فى خفوت ليتسمر مكانه لحظة ثم يلتفت اليها بإستغراب ويتحدث محاولا جعل نبرته غير مهتمة

آدم : لما مازلت مستيقظة حتى الآن ؟ ثم لماذا تجلسين فى الظلام ؟

أسيل : اين كنت هذه الايام ؟

آدم : لا اظن ان هذا يهمك .. انا متعب وارغب فى النوم تصبحين على خير

ليستدير مكملا طريقه الى غرفته ليسمعها تهمس بكلمة

أسيل: موافقة

يتوقف مكانه ويلتفت اليها مرة اخرى

آدم : ماذا قلتي ؟

أسيل : موافقة…. انا موافقة على رؤية الطبيب

لتكون هذه اخر جملة نطقت بها قبل ان تقع مغشيا عليها واخر ما تسمعه هو هتافه بإسمها
…………….
شهر عسل

فى غرفة ما بإحدي افضل المستشفيات الخاصة نجد بطلانا يجلسان امام طبيب شاب بيده بعض الاوراق والتى ما كانت سوى نتائج تحاليل اجرتها أسيل للتعرف على حقيقة ما بها .

ينتظرا على أحر من الجمر ما سيقوله الطبيب والذي كانت ملامحه لا تدل على ما يدور فى باله ظلا هكذا لفترة قبل ان يترك الاوراق على مكتبه و يُعَدّل من جلسته ليتكلم بإهتمام

ياسر موجها حديثه الى أسيل : ما نوع المهدئ الذى تتعاطينه ؟

لترمش هى للحظات وتنطق بدهشة

أسيل : انا لم اتناول بحياتى كلها اى مهدئ او حتى منوم

ياسر : لكن التحاليل التى امامي لا تدل على ذلك ابدا بل انها تثبت تعاطيكي مهديء منذ فترة ليست بطويلة

لتهز رأسها يمينا ويسارا رافضة صحة حديثه وترتسم علامات الدهشة على وجه آدم

آدم : ياسر ماذا تقول انت ؟ أسيل لا تتناول اى مهدئ كما انه لا حاجة لها اليه
ولكن لنفترض انها تناولته ولو حتى بدون قصد أهذا يتسبب بما وصلت اليه حالتها

ياسر مفسراً : بالطبع اى مهديء عادي لا يتسبب بهذه الاعراض لكن المهدئ الظاهر فى هذا التحليل واحد من المهدئات الممنوع تداولها حيث انه تم تصنيفه ضمن المواد المخدرة هذا غير انه يعد من الادوية المسببة بشكل رئيسي للهلوسة .

لتزداد دهشتهم ويسود المكان الصمت المخيف كلا منها تراوده افكار مخيفة عما سمعوه من ياسر ليكمل هو حديثه قائلا

ياسر : والان اجيبينى عن بعض الاسئلة …. هل تنسين كثيرا هذه الفترة ؟ هل ترين اشياء حولك لا وجود لها فى الواقع او تسمعين اصوات غير موجودة ؟ هل قلت شهيتك للطعام ؟ ايصيبك اضطرابات فى النوم ؟ ماذا عن تقلبات مزاجك ؟

لتومئ هى بالايجاب على كل سؤال ويصمت ياسر قليلا ثم يوجه حديثه الى آدم المذهول مما سمع فهناك اعراض اخرى تعانى منها و لم يعلم عنها شئ

ياسر : آدم ضميري المهني يحتم علي اخبار الشرطة بحالة زوجتك فهذه تعد جريمة ، اما نفي زوجتك تناولها هذا الدواء يقودنا الى منحنى آخر وهو ان هناك مؤامرة تحاك ضدها .

ليومئ آدم برأسه وهو فى حالة لا يحسد عليها ويكمل ياسر حديثه

ياسر : لكنني لن افعل ذلك على شرط … اعطائي وعد منك بإدخال المدام الى مشفى نفسي للعلاج من آثار هذا المخدر .

آدم بإمتنان : اشكرك يا صديقي على مراعاة موقفنا فنحن لسنا فى حالة للدخول فى متاهات الشرطة والتحقيقات فقط أسيل تشفى مما هى فيه وسأحرص بنفسي على ايجاد من فعل بها هذا

واخيرااااا تكسر أسيل صمتها

أسيل : اريد الرحيل

آدم : حسنا حبي فقط سأتفق مع ياسر على بعض الامور وآخذ منه اسم مشفى جيد تقضي فيه فترة علاجك

لتعيد كلامها مرة اخرى

أسيل بعصبية : اريد الرحيل الآن

ينظر لها آدم وياسر بإستغراب ويستأذن هو وهى للمغادرة على اتفاق ان يهاتف آدم صديقه ياسر لإنهاء اجراءات دخولها للمشفى .

فى مكان اخر بعيد قليلا عن بطلانا نجد رجل فى العقد الستين من عمره يجلس على كرسيه بهيبة يمسك فى إحدى يديه سيجاره وباليد الاخرى كأس من الخمر .. ماهو الا مروان العيسوى رجل اعمال معروف عنه اعماله المشبوهة خاصا فى مجال تجارة الممنوعات لكن لا يستطيع احد اثبات امرا ضده …. نجده ينظر الى الماثل امامه متحدثا اليه بترفع وتكبر

مروان : قل لى الى متى سأنتظر ؟ اخبرتك حاجتى الى رجل اعمال ذو سمعة لا تشوبها شائبة لاتمام الصفقة القادمة لتخبرنى انه موجود و بأقرب فرصة سيكون طوع بنانك ..انتظرت وانتظرت وحتى الآن لا شيء

………. : رجل الاعمال هذا موجود فعلا لكن اقناعه ليس بالامر الهين فهو لم يكتسب سمعته النقية تلك من فراغ لكن حدثت بعض الامور والتى لم تخدمنى فى الوصول اليه واقناعه واهم هذه الامور هو موت هذا المغفل

مروان بحدة : هذا المغفل لو انك استطعت اقناعه بالعمل معنا لما خسرته من بين ايدينا هكذا …ايمن بذكائه وحنكته ان لم يكن ميتا لكان فى مكانك الآن

ليذفر محدثه فى ضيق ويجيبه بنظرة مكر على وجهه

………. : لا تقلق فقط بعض الوقت وسيكون آدم حلمي الشناوي بأيدينا بل سيكون افضل حلفائنا.

نعود الى بطلانا لنجدهم جالسين فى غرفتهم ويعم الصمت المكان ليقطعه آدم قائلا

آدم : حبيبتي متى ترغبين بالدخول للمشفى تعلمين انه يجب ان نبدأ العلاج فى اسرع وقت

أسيل بملامح جامدة : لن افعل

آدم بتساؤل واستغراب : لن تفعلين ماذا ؟

أسيل بصراخ وبكاء : لن ادخل المشفى لن ابقى فى مكان مخصص للمجانين انا لست مريضة مثلهم

آدم: بل انتي مريضة وتحتاجين للعلاج لا تكابرين أسيل لا نقاش فى هذا الموضوع لقد قررت وانتهى الامر

لتعود للرفض مرة اخرى لكن يقاطع رفضها هذا صوت رنين هاتف آدم ليتأفف مخرجا اياه ناظرا لاسم المتصل فيعقد حاجبيه بإهتمام وينظر لها بإرتباك ثم يخبرها انه سيعود بعد قليل ويخرج من الغرفة للرد على هاتفه .

لا تزال تحدق بباب الغرفة متعجبة من تصرفه هذا لم يسبق وان امتنع عن الرد على هاتفه وهى بجانبه اذا ماذا حدث لما الارتباك والمغادرة لمجرد الرد على الهاتف

لتتوقف قليلا عن التفكير وتدق اجراس الخطر فى عقلها وتحاول تجميع بعض النقاط الضائعة

1. تزوج حديثا ولم يلمس زوجته

2. تأخره ليلا كل يوم

3. غيابه لثلاثة ايام .. غير موجود خلالهم بمنزله او عمله

4. واخيرا … زوجته مدمنة وتهلوس بل وترفض العلاج

اسباب اكثر من كافية لخيانته لها حسنا احتمال انه يخونها هو الاحتمال الاكبر الآن ماذا تفعل ؟ تستسلم ؟!!!!

لاااا و ألف لاااا لن تكون أسيل نور الدين ان فعلت هذا وفقدت زوجها.. رجلها .. حبيبها

ليقطع تفكيرها صوته وقد عاد اليها بعد فترة لتسارع هى بالحديث وتسبقه قائلة

أسيل : حسنا اوافق على العلاج بالمشفى

لينظر اليها متعجبا من موافقتها..الم تكن منذ دقائق رافضة للأمر ماذا الآن ؟!لكنه استسلم لهذا منذ مدة فقد اعتاد على تقلبات مزاجها السريعة

آدم : حسنا حبي لكن لنفعلها بطريقة اريح لي ولك فأنا لن اقدر على مفارقتك وتركك وحيدة بالمشفى وانتى رغم موافقتك هذه اعلم انه امرا عسيرا عليك لذا لنفعل هذا …. لنسافر الى تركيا لدي منزل هناك منعزل قليلا سنذهب اليه و نبدء علاجك .. سنكون فقط انا وانت وبعض من ارشادات الطبيب اليومية عبر الهاتف
ثم بعد علاجك ان شاء الله سنقضى افضل شهر عسل هناك او فى اى مكان بالعالم فقط اختاري انت ِ…. ما رأيك ؟؟؟

لترتسم ابتسامعة واسعة على شفتيها قد غابت عنها لفترة طويلة وتومئ له بسعادة موافقة على اقتراحه هذا …

فى مكان آخر ليس ببعيد وتحديدا فى منزل السيد نور الدين وزوجته الفاضلة نجد السيدة حنان تخطو الى داخل منزلها فى سعادة لتتفاجأ بحال زوجها المشعث الشعر ذو ملابسه المجعدة و عيونه الذابلة يجلس ارضا محدقا امامه فى اللاشئ

لتسرع اليه بخوف محدثه اياه

حنان بقلق : ما بك ؟ ماذا حدث ؟

ليجيبها بيأس بعد لحظات من التحديق بوجهها

نور الدين : لقد انتهينا …. انتهينا

حنان بخوف : ماذا تقصد بإنتهينا ؟ تكلم

نور الدين : اموالنا منزلنا كل املاكنا ضاعوا …. الشركة التى وضعت بها كل ما املك …. شركة وهمية لا وجود لها من الاساس

افلسنا

صُلح

نور الدين : اموالنا منزلنا كل املاكنا ضاعوا …. الشركة التى وضعت بها كل ما املك …. شركة وهمية لا وجود لها من الاساس

أفلسنا

لتتسمر حنان مكانها دون حراك تحاول استيعاب كلام زوجها واردفت بعد فترة

حنان بصدمة : ماذا تقصد بأفلسنا ؟ الم تكن واثقا من هذه الشركة ؟ …. ثم اردفت بصراخ ….. ماذا تعني بكونها شركة وهمية ؟

ليطأطأ رأسه للأسفل قائلا

نور الدين : بعد ايداعنا كل ما نملك بهذه الشركة علمت بان لا وجود لها من الاساس وان جميع من بها مجموعة من المحتالين

حنان بغضب و صراخ : اضعت كل مانملك ، انتهينا و كل هذا بسبب تسرعك و غباءك

ليصمت نور الدين فى خزي فزوجته على حق .. لقد اعماه طمعه عن التأكد من هذه الشركة قبل ان يستثمر بها وها هو ينتهي حاله بالإفلاس

لتكمل زوجته فى شرود و هستيريا بكاء

حنان : دمرتنى اخذت كل ما املك وأضعته ماذا افعل الآن ؟ …لتكرر بصراخ …..اخبرني ماذا افعل الآن ؟
تزوجتنى صغيرة واعداً اياي بالنعيم والثراء قبلت ان اتزوج بأرمل لديه طفلان ولم اعترض اكبرهم كان الفارق بيني وبينه ثلاثة عشر عاما فقط … قمت بتربيتهما وحدي متحججا انت بعملك ومسئولياتك التى لا تنتهي ….. والآن ……..لتصرخ فى غضب …. ضااااااع كل شئ ضحيت من اجله

نور الدين بصراخ هو الآخر : من تخدعين بكلامك هذا .. ابنائي لم يشعرا بلحظة بأمومتك هذه … طمعك وجشعك هو من دفعك بتلك التضحية كما تسميها …. ثم اننى لم اجبرك على الزواج مني ، طوال سنوات زواجنا لم تطلبي شيئا الا و احضرته لك ، اصبحتِ سيدة مجتمع تغار منها كل النساء …أتسمين كل هذا تضحية ؟ ثم انك …………..

ليقطع صراخه هذا رؤيته لأسيل على باب الغرفة تحدق بهما فى صدمة لاتصدق ما سمعته للتو ايمكن ان يكونا خدعاها كل هذه المدة لن تنكر انها لم تشعر للحظة بحنان الأم المعروف او حتى ايه مشاعر حب تملكها حنان لها لكن لم تتوقع للحظة ان تكون تلك هى حقيقة الحال

يقطع الصمت هذا صوت نور الدين القلق

نور الدين : اسيل عزيزتى متى اتيتي ؟ لما تقفين هناك هكذا ؟

لتطالعه هى فى ذهول .. كيف له ان يحدثها وكأن شيئا لم يكن كيف تأتيه الجرأة للنظر بعينيها كما يفعل الآن؟!!!!

أسيل بذهول : لماذا؟؟؟

ليبتلع اباها ريقه بصعوبة

نور الدين بإرتباك : لماذا ماذا ابنتي ؟

أسيل بهدوء مخيف : لماذا لا تحبني ؟ لماذا تكذب علي دائما ؟ لماذا لا تعاملني كمعاملة اي اب لابنته ؟ دائما ما ترى الابنه اباها هو فارسها المغوار .. تراه حاميها .. يكون هو اول رجل تقع فى غرامه لماذا لم اشعر بهذا معك ؟ ماذا ينقصنى ؟ قضيت كل فترات حياتى ارجو منك نظرة اهتمام .. فخر .. حب … لما اتيت بمثل هذه المرأة لتمثل دور امي ؟ علمي بوفاة امي الحقيقية اهون علي من تلقيب تلك الجشعة بأمي …….. لتكمل بضعف وبكاء ……..لما تكرهني ؟

لتنطق اخر كلماتها وتدخل فى نوبة من بكاء مرير

لتغادرهم حنان بغضب تاركه اياهم وحدهم ليقترب نور الدين من ابنته محدثا اياها بدموع فى عينيه ويركع على ركبتيه امامها ممسكا بيديها الاثنين

نور الدين ببكاء : سامحينى .. ارجوكي اغفري لي ..ظننت ان واجبي نحوكم هو جمع المال فقط لتعيشوا هانئين …. لكن اعترف لقد اعمانى الطمع … اهملتكم و وضعتكم بين يدين غريبة لم تشعركم بالأمان قط ….. وقعت ضحية لطمعي كنت فريسة سهلة للشيطان … ارجوكى سامحينى … سبق وفقدت أيمن لن اقوى على فقدانك انتي ايضا .

لتركع هى امامه وسرعان ما ارتمت بأحضانه ولأول مرة تشعر بحنان ابيها وحبه ودفئ عناقه
ليقضيان فترة على هذا الوضع ثم تبتعد عنه بهدوء

أسيل : لما تشاجرتم ولما كانت تتحدث معك بهذه الطريقة ؟؟ هذه اول مرة اراكم هكذا ؟

نور الدين وقد فهم انها لم تستمع لحوارهم منذ البداية

نور الدين : مشاكل حدثت بيننا لا تهتمي لها … ويردف بإبتسامة … والآن اخبريني لما أتيتي ؟؟ منذ زواجك ولم نراك فلقد انساك ايانا سيد آدم ؟؟؟

فيتملك أسيل بعض الارتباك

أسيل بإرتباك وخجل : اتيت لأودعكم واخبركم اننا مسافران لقضاء شهر العسل وربما سنمكث اكثر من شهر بالخارج

نور الدين بأبتسامة : هذا رائع فأنتم لم تتمكنان من الذهاب سابقا واضطررتم لمباشرة العمل سريعا حسنا ابنتى اذهبي واستمتعي … واحرصي على اسعاد زوجك آدم رجل لا يعوض و يحبك بجنون

لتبتسم أسيل بسعادة : اعلم ابي وسأعمل على اسعاده وراحته …. آسفة لكن يجب على الذهاب الآن حتى استطيع التجهز لرحلتنا

ليومئ والدها موافقا فتهب واقفة مقبلة اياه من وجنتينه بسعادة مودعة اياه .

فترتسم ابتسامة رضا وسعادة على ثغر والدها لم تُرى على وجهه منذ زمن ….

بعد يومان يصل ابطالنا الى الاراضي التركية ذات الجمال الخلاب والطبيعة الساحرة سبحان الخلاق فمن يرى الاراضي والزروع والجبال لظن انه فى جنة فما ادراك بحقيقة الجنة التى وعد الله بها عباده

بعد هبوطهم من الطائرة انهى آدم اجراءات وصولهم وكان فى انتظارهم سيارة بسائقها امام بوابات مطار انقرة ليحتلها كلا من آدم وأسيل المسحورة بما حولها من جمال

تلاحظ أسيل ابتعادهم عن زحام و صخب المدينة لتجد السيارة تسير فى مكان منعزل قليلا لا يخلو ايضا من الطبيعة الساحرة حتى وصلا الى مكان ما توقفت السيارة ليهبطا منها جميعا حتى السائق فيحدثه آدم بلغة لم تفهمها أسيل فخمنت انها التركية لتجد هذا السائق يتجه الى سيارة ما قابعة امام منزل ليس بكبير ولا بصغير ليركبها ويقودها مغادر المكان بأكمله

يلتفت آدم نحوها

آدم بإبتسامة : ما رأيك؟؟

لترد أسيل بدون فهم مبادلة اياه بأبتسامة غبية

أسيل : رأيي بماذا ؟

آدم وهو يشير للمنزل : بمنزلنا .. سنقيم هنا فترة علاجك

أسيل بذهول : اتمزح معي ؟ لا يمكن ان تكون جاداً … هذا المكان يحتاج لمعجزة ليكون صالح للعيش فيه

آدم بإبتسامة ماكرة : وهذا ما ستفعلينه بالضبط لقد قلتى بنفسك انك معتادة على خدمة نفسك بنفسك

أسيل : قلت هذا فعلا لكن هذا …. مشيرة للمنزل ….. مستحيل

آدم : للاسف نحن امام امر واقع الآن لا نستطيع سوى تقبله والعمل على اساسه
أسيل بغضب مكبوت : حسنا ولكن ستساعدني

آدم : سنرى بخصوص هذا

وبدأت معاناة أسيل فى تحويل مقلب النفايات هذا الى مكان صالح للعيش به
مضت عدة ساعات لنجد أسيل مستلقية بتعب على اريكة متواجدة فى غرفة واسعة بعدما اخذت حماما دافئا ليريحها من الم جسمها بعد هذا المجهود الخارق
ونجد بطلنا ايضا يقف فى المطبخ ليعد لهما طعام الغداء لتصيح قائلة وهى على هذا الوضع

أسيل بصوت عال: لم اعلم انك طباخ ماهر فمنذ زواجنا وانت من تعد الطعام دائما

آدم بصوت عال : منذ زواجنا وقد كان اهلك من يرسلون الطعام لنا بإستمرار فقط كنت اعد بعض الاطباق الجانبية لكن بعد قدومنا هنا فلا تتفاءلين كثيرا

لتبتسم ابتسامة صغيرة عند تذكرها لوالدها وينتهي آدم بعد فترة من اعداد الطعام ليتناولاه ثم يذهبان للنوم متفقين ان غدا سيكون بداية رحلة علاجها.

يمر يوم .. يومان … ثلاثة …. حتى انقضى الاسبوع الاول من العلاج وأسيل فى تحسن ملحوظ الهلاوس قلت جسدها بدأ فى التعافى من ذبوله ثم بعد مرور شهر ونصف بالتمام والكمال عادت أسيل الى سابق عهدها ولكن مازالت تعانى من بعض الآثار و لكن طمأنهم ياسر بأن هذا طبيعى وستتعافى منها بمرور الوقت

لم يغادرا تركيا بعد و فى يوم ما بعد انتهاءهما من تناول الغداء نجدهم جالسان امام التلفاز يشاهدان فيلم كرتون بالطبع بناءاً على رغبة أسيل هانم
بعد انتهاء الفيلم كانت أسيل على وشك الذهاب للنوم لكن اوقفها آدم

آدم : أجلسي قليلا اريد التحدث معك بأمرٍ هام

أسيل وقد فهمت ما يرمي اليه

أسيل بإحراج : اعلم ما تريده آدم ولا مانع لدى فأنت تعلم انى اصبحت بأفضل حال كما ان هذا حقك لكن اردت فقط ان تنتظر حتى نذهب لشهر العسل فعلياً

ليحرك هو رأسه يمينا ويسارا قائلا

آدم بإبتسامة : لا لم اقصد ما فهمته ولكن لامانع ايضا من هذا الشيء…… ثم اردف بإهتمام ……. اريد الحديث فى امر آخر

أسيل بإهتمام : ماذا هناك؟

آدم : تعلمين ان معاناتك الفترة السابقة و تناولك لهذه الحبوب غير طبيعي انا اعلم انك لم تتناوليها بملئ ارادتك لهذا يجب علينا البحث فى ذلك و معرفة من اراد اذيتك بمثل هذه الطريقة البشعة وما هى دوافعه

لتومئ أسيل موافقة

اسيل : انت على حق لكن كيف سنعلم هذا ؟

آدم : أسيل لقد استفسرت من ياسر عن طريقة تعاطى مثل هذا الدواء وقد اخبرني انه إما ان يُتعاطى بالحقن او الحبوب وبالطبع فى حالتك لا وجود لآثار حقن لذا فلابد انها حبوب

أسيل متابعة حديثه بإهتمام : اذاً؟

آدم بإرتباك: وهذه الحبوب لا توضع الا بالطعام

ويسود الصمت المكان قليلا لتنظر أسيل له منتظرة منه متابعة كلامه

آدم بهدوء وحذر : أسيل .. منذ زواجنا وأسرتك من تأتي لنا بالطعام

لتتسع مقلتا اسيل فى اندهاش وذهول مما يقوله …..هل قام زوجها العزيز للتو بإتهام اباها انه من يضع تلك الحبوب فى طعامها

زر الذهاب إلى الأعلى