مسلسل عناد حب الحلقة 20و21و22و23
اعتذار
ظل فى مكانه دون حراك بعد استماعه لما سردته عليه الدادة جميلة ينظر لها فى ذهول
زوجته و طفلته البريئة خائنة
صديقه وشريكه طعنه بظهره
صديق عمره وطفولته مات ضحيتهم بل وصَدَّق عليه اتهامات جعلته يخسر حبه النقى
حبه لأسيل هو الشيء الحقيقي الوحيد بحياته لكنه ضيعه بعناده وانانيته
ليقطع تأنيبه لنفسه هذا صوت جميلة
جميلة : مكنتش عايزة اقولك الحقيقة عشان مشوفش فى عينيك النظرة دي .. انا عارفة اد ايه كنت بتحب ملك لكن يا ابني اللى زي دي متستحقش تدمر حياتك عشانها … فوق لنفسك بقى و شوف مين اللى يستحق حبك و حمايتك ….. لسة الاوان مفاتش … روحلها و اسعى انها تسامحك … مظنش انه مستحيل .. اسيل اه ست قوية بس القوية دي مش بتضعف الا قدام الراجل اللى فى قلبها
ليومئ لها هو فى شرود ومازال تحت تأثير الصدمة …. ليظل هكذا لفترة ثم يمسك بهاتفه ليجري اتصال ما يُعد اول خطوة لطلب السماح منها
آدم بثبات : اظهر حقيقة موت نور الدين للكل ….. و من غير ماتجيب سيرة عن شغله المشبوه …… اثبت بس ان انتحاره ملوش اساس من الصحة ……. نفذ بسرعة يا سيف ارجوك
ليغلق هاتفه ويلتقط مفاتيحه وجاكيته بسرعة متوجها الى الخارج
وفى مكان آخر تحديداً بمنزل الدادة جميلة نجدها تجلس فى مكانها المعتاد لا يعلم احد ان كان المكان المفضل لها ام انها اعتادت فقط الجلوس امام النافذة لتشاهد المارة فى هدوء تام … يخرجها من هذا الهدوء صوت هاتفها الذي لم تسمع رنينه منذ تواجدها بالمشفى وربما قبل ذلك
لتتجاهله متابعة تحديقها من النافذة ليعاود رنينه مرة اخري .. تكرر الامر عدة مرات الى ان قامت من مكانها بعد تأفف لالتقاطه لترى ما الامر الهام لهذه الدرجة مقاطعاً تأملها .. فتجده رقم غريب ليزداد تعجبها فترد فى خفو
أسيل : الو
لتستمع الى محدثها والذي طالبها بتأكيد هويتها فتجيبه قائلة
أسيل : ايوة انا أسيل نور الدين
فتستمر فى انصاتها له ثم تجيب
أسيل بتعجب : هي مش خلاص القضية اتقفلت عل انه انتحار ؟؟؟ طالب حضوري ليه بقى ؟
لتسمعه من الجهة الاخرى يخبرها بتقدم زوجها بطلب لفتح القضية مرة اخري لاشتباهه فى كونها جريمة قتل لا انتحار
يسود الصمت قليلاً قبل ان يتاكد منها المتحدث كونها مازالت معه فتخبره بانها ستكون هناك فى الموعد المطلوب وتغلق الهاتف لتجلس الآن تفكر فيما سمعته للتو
تم فتح القضية مرة اخرى بناء على طلب زوجك … والذي هو آدم ….حسناً لما يطلب آدم فتح القضية مرة اخرى…… ما مصلحته من هذا ؟ ……. أيريد القاء تهمة قتل والدها عليها وهذه المرة ليس معنوياً بل مادياً ايضاً …. ليدب الخوف فى اوصالها … لكنها تخلصت من خوفها هذا سريعاً وقد قررت انها لن تترك له مفاتيح اللعبة بيده يكفيه ما فعله بها الفترة الماضية …. لن تسمح له بالتحكم بها مرة اخرى
اما فى مؤسسة الشناوي للاعمال الهندسية نجد معتز رأس الافعى يرأس مكتبه وعلى وجهه ابتسامة واسعة فلقد ادخل آدم و الشركة للتو فى صفقة تخص اعماله وهذا سيهدئ من غضب مروان عليه قليلاً فلقد اوشك على استنفاذ صبره ليفاجأ بدخول آدم عليه ليقطع سيل افكاره ويغلق الباب خلفه بهدوء ليحتل احدى المقاعد امام المكتب
معتز بتوتر ملحوظ : اهلاً آدم …. مقولتش يعنى انك جتي الشركة النهاردة
آدم بحدة : وانا لازم استأذن قبل مااجى … مااقولك كمان على مواعيد حضوري و انصرافي بالمرة ؟
معتز : اكيد مقصدش ده … مالك شكلك متضايق من حاجة ؟
آدم : انت صح ….. فى شيء مضايقنى فعلاً
لينظر له معتز منتظراً منه اكمال حديه فيردف هو
آدم : قولي يا معتز من امتى وانت تعرفنى ؟
معتز بتعجب : من الدراسة … لكن ليه السؤال دلوقتي ؟
آدم : من الدراسة …. معني كده اننا نعرف بعض من 11 سنة و بتربطنا صداقة اخوية مش كده
ليومئ معتز موافقاً فينهض آدم من مكانه ويسير حول المكتب ليصل بجوار مقعد معتز وينحنى اليه ليكون وجهه مقابل وجه الاخر لا يفصل بينهم سوى عدة انشات قليلة ويتحدث بهمس
آدم بهمس مخيف : 11 سنة عاملتك زي اخويا …. مفكرتش لحظة لما ايمن الله يرحمه رشحك انك تكون الشريك التالت لينا فى المؤسسة …. ايمن اللى مفكرتش مرتين انك تقتله بدم بارد لما كشف علاقتك بالزبالة التانية اللى اسمها ملك … وبعد كل ده باعتلى محقق تبعك عشان يبين لي ان ايمن هو الشيطان اللى عمل المصايب دي كلها …. مش كده ؟؟
معتز بخوف وذهول : انت ….. انت … بتقول ايه ؟
استقام آدم فى وقفته واردف
آدم : بحكيلك عن خيانتك ليا لكن اللى هحتفظ بيه لنفسي هو اللى هعمله فيك انتقاماً منك على تدميرك لحياتى ….. بجد انت صعبان عليا من اللى هيحصلك لكن انت اللى بدأت … اشرب بقى
ليلقى بآخر كلامه هذا مغادراً المكتب ويذهب الى سكرتريته كاميليا يطلب منها تقرير يشمل كل المشاريع التى احضرها معتز للشركة ثم يذهب بعد ذلك مغادراً الشركة بأكملها
مر يومان على هذا الوضع لم يتغير فيهم شئ من الاحداث فآدم مازال يسعى لإثبات مقتل نور الدين وايضاً يبحث خلف معتز فهو واثق ان هناك من يسانده بل يستخدمه لاعماله المشبوهة تلك فمعتز لم يكن يوماً من الايام مستقل بذاته حتى يدير عملاً مثل هذا دون مساعدة من احد
وعلى الجهة الاخرى فلقد اصبحت الان أسيل على علم بالحقيقة كاملة بعد ان حكت لها جميلة ما سبق واخبرت به آدم ليتغير موقفها من الدفاع الى الهجوم فالآن هو يعلم انها على حق وهو من بحاجة للسماح والغفران بل لديها الآن الحق للانتقام منه وبصورة ابشع من انتقامة منها
الان هى فى مركز الشرطة لمقابلة المسئول عن فتح قضية والدها مرة اخري لتجد شخصاً ما يدلف الى المكتب الجالسة فيه يبدو عليه الهيبة يحيه كل من يمر بجانبه ليتقدم منها ويقف امامها فتستطيع تبين ملامحه الجذابة فهو تقريباً فى عمر الثلاثين او اكبر قليلاً يُدعى عمر السيوفي كما قيل لها … حياها ثم دعاها للجلوس
اسيل : اسيل نور الدين … قالولى لازم اجى عشان قضية موت والدي
عمر بإبتسامة : اهلاً أسيل معقول مش فكراني …؟؟ انا عمر السيوفي صديق ايمن الله يرحمه كنت متعود اعكسك و اغلس عليكب وانتى صغيرة
لتتسع حدقتا اسيل عند تذكرها له وتهتف دون وعى
أسيل : عمر الغبي … اوحش واحد فى صحابه
انفجر هو ضاحكاً عند سماعه نفس اللقب الذي اعتاد سماعه منها فى طفولتها
لتعتري وجهها حمرة الخجل عند استيعابها لما نطقت به للتو و كانت على وشك الاعتذار لولا انه سبقها بقوله
عمر : انا عايز منك شهادة حق بقى ينفعةيتقل على الخلقة دي وحشة ؟ حقيقي مش عارف ليه طلعتى اللقب ده عليا وقتها
أسيل وقد ادركت انه لم يغضب لنعته بهذا الشكل فقررت متابعة ما اعتادت عليه فى الماضى
أسيل بخبث : معترضتش على كلمة غبي …. يعنى بتعترف انك كده فعلاً
لينفجر هو ضاحكا مرة اخري فتشاركه هى الضحك هذه المرة
عمر : متغيرتيش .. اسة زي ماانتى سوسة و لسانك اطول منك
أسيل بجدية بسيطة : مفيش حاحة بتفضل على حالها …. وانا اتغيرتةكتير عن الاول
عمر بأسف : عارف انك مريتي بالحجات كتير اصعبهم موت ايمن الله يرحمه .. حقيقي مصدقتش الخبر لما حالى … و بعدها كمان والدك
لتومأ هى فى حزن ويتابع هو
عمر : أسيل بخصوص قضية والدك انا اتضح ليا بعد اعادة التحقيقات انه مكنش انتحار نهائي .. دي قضية قتل و بصراحة مش فاهم ازاى اتقيدت كأنتحار يعنى دي أقل التحريات وضحت انها جريمة .. عشان كده انا ببيتهيألى ان فيه حد بيخفي الحقيقة و من مصلحته يظهرها كإنتحار
أسيل : تفتكر مين ممكن يعمل حاجة زي دي ؟
عمرى : لغاية دلوقتي مش عارف و منقدرش نتهم شخص بعينه لكن التحريات هتظهرلنا حجات كتير و منها اكيد هنوصل للشخص ده …. متقلقيش انا اللى هشرف بنفسي على القضية و هبلغك بكل جديد اول بأول
لتومئ هى وتستأذن للمغادرة على وعد منه باخبارها بأى جديد يصل اليه
وفى طريقها الى منزل جميلة كان ما يشغل بالها سؤال واحد .. لابد ان من فى مصلحته اظهار موت والدها كإنتحار هو القاتل لكن من هو وما مصلحته من قتل والدها ؟؟؟
لولا مقابلتها لصديق ايمن ومعرفتها بانه هو من يشرف على القضية لظنت ان هذا من تخطيط آدم لاظهار انها لا ذنب لها بموت والدها لكن الان الامور جدية وهناك شخص ما استهدف والدها وقام بقتله
لتصل الى المنزل وتدلف الى الداخل فترى آدم منتظراً اياها يبدو منهك وقد نقص وزنه وازداد نحولاً استمرت فى تأمله حتى انتبه من شروده على وجودها فرفع لها رأسه ثم نهض من مكانه و تقدم منها
آدم بخفوت : اهلاً
لترد هى التحية ببرود يعتلى ملامحها
آدم : عاملة ايه ؟ دادة جميلة قالتلي انك روحتى لللقسم النهاردة …. وصلك اخر الاخبلر ؟
لتنظر له فى تعجب ويخطر فى بالها امر ما
أسيل : كنت عارف ؟
ليومئ هو موافقاً وتكمل
أسيل بحدة : كنت عارف انه منتحرش و انه اتقتل ….. خلتني أأنب نفسي على موته و افكر ان كلامي له كان السبب ….. كل ده كان جزء من انتقامك برضو مش كده ؟؟؟؟
ليحرك رأسمة يميناً ويساراً رافضاً اتهامها ذاك
آدم : انا معرفتش حقيقة موته الا من فترة قليلة …. عرفت لما كنتى فى المستشفي
ليصمت للحظات ويأخذ نفساً عميقاً ليردف
آدم : انا جيتلك النهاردة اتأسف عن اللى حصل مني …. عارف ان كلمة اسف قليلة اوي قدام اللى عملته فيكي … بس اوعدك انى هعوضك عن كل ده …. اطلبي اى حاجة و هتكون بين ايديكى
أسيل : اى حاجة ؟
ليومئ هو وتكمل
أسيل بهدوء : طلقنى … اللى عايزاه هو الطلاق ….. عايزة حريتي واعدك انى هسامحك بعدها
لينتفض هو فى غضب ويتقدم اليها ماسكا كتفاها بعنف
آدم بحدة وصراخ : فى احلامك يا أسيل …. في أحلامك ….. كوني حيت لحد عندك النهاردة و طلبي السماح منك مش معناه ضعفي و استسلامي ….. ا بتأسف لانى غلطت فى حقك لكن مش ادم الشناوي اللى يخسر او يتنازل عن شيء ملكه …..انت ليا …. ملكي انا و بس … فمتسرحيش كتير بخيالك و تفكري ان حبي ليكي ضعف
لتنظر له بذهول لا تصدق ما قاله هل افسد للتو اعترافه لها بمشاعره وحبه بكلامه الاناني ذاك …. لما لا يستطيع التعبير عما بداخله دون كلامه القاسي ومعاملته الجافة تلك ……. لتبتسم بداخلها على ان السيد المبجل آدم حلمي الشناوي فاشل فى التعبير عن مشاعره … ولاول مرة تجد ما يفشل فيه
بينما هو ادرك بعد لحظات ما تفوه به للتو ليتركها فجأة ويكمل حديثه بحدة محاولاً تغيير دفة الحديث
آدم بنفس الحدة : كفاية اوي قعاد هنا …. من بكرة تحهزي حاجتك و ترجعى القصر
ليقاطع اعتراضها قبل ان تتفوه به
آدم : من غير نقاش … انا قررت و انتهى الامر
ويتركها مغادراً فيما كانت هى ما زالت لم تستيقظ بعد من صدمة اعترافه لها وقلبها يرقص فرحاً بتمسكه بها ورفضه لتركها او الانفصال عنها
نعم سامحته منذ علمها بحقيقة ما حدث من زوجته و هذا الحقير تحبه …. بكل غباء سامحته على افعاله تلك …. تعلم كم تبدو سخيفة .. ضعيفة .. لكنها و بكل بساطة تحبه ….لكن لن تظهر مسامحتها له .. فعليه دفع ثمن معاناتها تلك ولكن ستفعل ذلك وهى بجانبه
يقطع تخيلاتها تلك صوت ما ، اوقف سريان الدماء فى عروقها لتتسمر مكانها وتتوقف عن التفكير للحظات قبل ان يستوعب عقلها حقيقية هذا الصوت لتهرول الى الخارج داعية ربها خطأ ما تظنه بهذا الصوت
لكن
للاسف كان ظنها فى محله فقد كان هذا الصوت لرصاصة انطلقت من سلاح ما واستقرت بصدر زوجها آدم لتراه مستلقٍ على الارض غارقاً بدمائه
……………………….
اعتراف
نراها تهرول مسرعة اليه وتنزل لمستواه فتجده قد غاب عن الوعي بالفعل فيزداد خوفها من احتمالية فقده وفى اثناء هذا ولرحمة الله بهم وصلت اليهم الدادة جميلة وفور رؤيتها لحالهم هذا تسمرت قليلاً ولكن سرعان ما استفاقت واتصلت بالاسعاف لنجدته فلولاها لما انتبهت أسيل لحالهم هذا بسبب صدمتها بما حدث ولفارق هو الحياة بين يديها
لم يمر الكثير من الوقت وهى تحاول افاقته لكن لا فائدة حتى وصلت سيارة الاسعاف اخيراً واخذته الى اقرب مشفى ليدخلوه حجرة العمليات مباشرة نظراً لحالته الحرجة
خارج غرفة العمليات نجد كلاً من الدادة جميلة وأسيل تختلف حالة كلاً منهما عن الاخرى
فالدادة جميلة قد دخلت فى نوبة بكاء مرير خوفاً من فقدان صغيرها والذي سهرت الليالي على راحته و تربيته فهى امه التى لم تنجبه
اما على الجهة الاخرى نجد أسيل حالها عكس حال الدادة فنراها جالسة بهدوء شديد و مخيف على احدى المقاعد تحدق بشرود فى الباب الذي يفصلهم عن الحجرة القابع بها هو يصارع الموت … مازالت فى حالة صدمة لا ترى امامها سوى نفس المشهد ….آدم مستلقٍ على الارض امامها فاقداً الوعي غارقاً بدمائه
بعد دقائق يصل سيف الى المشفى يبحث عن صديقه فلقد كان على الهاتف معه وهو فى طريقه للخارج بعد مقابلته لأسيل ليتوقف آدم عن الحديث فجأة ويسمع سيف صوت ضوضاء يليه صراخ أسيل بعد لحظات كاد ان يجن لمعرفة مااصاب صديقه ولكن ما من مجيب الى ان اتت الدادة وانتبهت للهاتف الملقى على الارض بجانب آدم لتلتقطه وتخبره بكل ما حدث
واخيراً بعد بحثه عنهم لمح كلاً من الدادة جميلة وأسيل امام غرفة العمليات فأسرع اليهم لسؤالهم عن حاله
سيف بخوف : دادة جميلة ايه اللى حصل ؟ و آدم فين ؟
جميلة ببكاء وانهيار : سيف …… آدم بيموت …. ابني بيموت ….. قتلوه …… ياااارب انجده
لم يفهم منها سيف ماحدث فأتجه الى اسيل الهادئة لعله يفهم منها ماحدث فهدوءها هذا يدل على ان صديقه على ما يرام … اليس كذلك؟
سيف : أسيل قوليلي انتي ايه اللى حصل و آدم فين ؟
لتصمت لحظات جعلته يظن انها لم تسمعه فتجيبه هى بهدوء قبل ان يعيد سؤاله مرة اخرى
أسيل بشرود : آدم كويس ….. جوزى بخير ……. مش عارفة اخدوه جوة ليه ……. مشيرة الى غرفة العمليات ثم نقلت نظرها الى يديها المملوءتين بدمائه واردفت بدموع ……… الدم ده جه منين ……..و من ثم تمسكت بذراعه هاتفة بقلق ……… هو كويس ……. مش كده ؟
القت سؤالها عليه بغباء لينظر اليها بشفقة … هو لم يفهم منها ما حدث لكن اتضحت الرؤية له قليلاً … صديقه اصيب وهو بغرفة العمليات لاجراء جراحة له
استمر حالهم هذا لخمسة ساعات كاملة ولم يخرج لهم من يطمئنهم على حاله .. وبعد انقضاء نصف ساعة خرج اخيراً الطبيب وهو يذفر الهواء من فمه ثم تنهد بإرتياح قبل ان يسرعوا اليه و فى مقدمتهم سيف وهى خلفه خائفة مما هى على وشك سماعه
الطبيب : اطمنو مفيش داعي للقلق .. انا بعترف ان الحالة كانت حرجة جداً و الرصاصة كانت قريبة الى حد ما من القلب لكن الحمد لله قدرنا ننقذ حياة المريض و هيتنقل دلوقتى لغرفة العناية المركزة لغاية ما يصحى و بعد كده هننقله لاوضة عادية …. عن اذنكم
تنفس كلاً من سيف وجميلة الصعداء في حين اغشي على أسيل وسقطت ارضاً بعد اطمئنانها عليه ليحملها سيف سريعاً الى احدى الغرف و اسرعت جميلة لتنادي احد الاطباء لها
يشعر بالالم فى جميع انحاء جسده … خاصاً ناحية صدره … يتنفس بصعوبة ملحوظة بسبب الضمادات…. فيفتح عينيه ببطئ ليطالعه ضوء ابيض مزعج يدفعه لعقد حاجبيه بإنزعاج فيغمض عيناه بسرعة ثم يعاود المحاولة مرة اخري حتى اعتاد الضوء ليرمش عدة مرات يحاول التعرف على البيئة المحيطة به فيستوعب كونه بإحدي غرف المشفى و يتذكر سريعاً ما حدث بعد خروجه من منزل جميلة فقد كان يتحدث مع سيف على الهاتف قبل ان يلاحظ سيارة سوداء واقفة على بعد امتاراً قليلة من المنزل وما جعله يرتاب بشأنها هو ملاحظته انها لم تكن تحمل ارقاماً وقبل ان يُقدم على اى فعل لمعرفة ما وراءها وجد من يخرج يديه من نافذة السيارة يحمل بها سلاحاً ويطلق عليه الرصاص ليسقط هو غارقا بدمائه …. حاول كثيراً عدم فقدان وعيه خوفاً من ان يكون هدفهم ايذاء أسيل ايضاً لكنه لم يستطع البقاء واعياً لمدة طويلة فلقد شعر بالظلام يحيطه من كل جانب الى ان سقط فى اللاوعي
فور تذكره ما حدث بالتفصيل انتفض من سريره سريعاً محاولاً النهوض ليهب كلاً من سيف وجميلة من مكانهما ويسرعان اليه محاولان ايقافه فهما لم يكونا قد انتبها بعد لاستيقاظه
سيف بسعادة : آدم انت فوقت .. الحمد لله يارب … قلقتنا عليك يا عم انت …. حاسس بإيه ؟
جميلة بسرعة : انا هروح انادي الدكتور حالاً
فيحاول آدم النهوض مرة اخرى لكن يعاود سيف ايقافه
سيف : آدم ؟ اهدي شوية … قايم رايح فين ؟ قولى بس عايز ايه و انا اجبهولك ؟
ليرد اخيرا فى خفوت
آدم بتعب : أسيل ….. هي فين ؟ …… حصلها حاجة ؟؟ ….. هي كويسة ؟
ليعقد سيف حاجبيه بإستغراب مجيباً
سيف : أسيل ؟ ايه اللى هيحصلها ؟ متقلقش هي تمام بس………
ليقاطعه دخول الطبيب ويقوم بالفحوص الروتينية ليخبرهم انه على مايرام فقط يحتاج للبقاء اسبوعا ليكون تحت رعايتهم ويتماثل للشفاء ليستأذن بعد ذلك ويغادرهم
آدم بنفاذ صبر : انطق بقى .. هي فين ؟ ولو فعلاً كويسة مش شايفها هنا ليه
لينظر كلاً من جميلة وسيف لبعضهما البعض قبل ان تجيب جميلة
جميلة : حبيبي متقلقش هي مفيهاش حاجة … بس … ضغطها وطي بعد اللى حصلك و الدكتور عطاها دوا و هي نايمة دلوقتى فى اوضة جنبك
ليهدأ اخيراً ويستلقى بهدوء على سريره مرة اخري متألماً بسبب جرحه
بالغرفة المجاورة استيقظت أسيل على صوت ممرضتان يغيران لها المحلول لتنهض بسرعة من مكانها وتشرع بنزع ابرة المحلول من يدها وسط تذمرات الممرضتان معاً لتتجاهلهم متجه الى غرفة آدم فتأخذ نفساً عميقاً قبل ان تفتح الباب وتدخل
جميلة : حمد لله على سلامتك ايه اللى جابك بس مش الدكتور قال لازملك راحة
لتتجاهل أسيل حديثها هذا وتتجه سريعاً بأنظارها نحو آدم تطالعه بلهفة وخوف وقلق فتسرع ناحيته وتردف
أسيل : انت صحيت .. عامل ايه ؟ …. حاسس بإيه ؟؟؟ …. موجوع ؟ ……..مش بترد عليا ليه ؟؟؟ …… لحظة هنادي الدكتور
وتتركه متجهة للخارج لكن اوقفتها يده التى امسكت بمعصمها لتنظر اليه بلهفة فتجد ابتسامة واسعة على محياه ويجيبها بخبث
آدم : قلقانة عليا …. يعنى سامحتني
لتجيب هى دون تفكير
أسيل بدون تفكير : طبعاً سامحتك … كنت هموت من الخوف بعد اللى حصلك
لتتسع ابتسامته وينظر كلاً من جميلة و سيف لبعضهما البعض قبل ان ينسحبا بهدوء من الغرفة
احتاجت أسيل عدة لحظات لتستوعب ما تفوهت به للتو
اتسعت حدقتا عينيها ووضعت يدها الحرة على فمها ثم قامت بسحب يدها الاخرة من بين كفه لتضعها هى الاخري بجانب نظيرتها على فمها ورجعت خطوتان الى الوراء ليتحدث هو بخبث
آدم : مكنتش اعرف انك بتحبيني للدرجة دي …… تعرفي .. طول فترة جوازنا مسبقش انك بينتى قلقك عليا او اهتمامك بيا…… واضح ان الموضوع يستحق انى اتصاب برصاصة فى صدري ….. طلع ليها فايدة اهو
لتقول هى بسرعة محاولة تغيير الموضوع
أسيل : انت جوزي قدام الكل عشان كده كان لازم اقول كده قدامهم ……. سيف بيه و دادة كانو هنا من شوية
آدم بإبتسامة : دادة جميلة و سيف الاتنين عارفين الحقيقة كلها
لتصمت هى لفترة ثم تردف بحدة
أسيل بحدة : و على سيرة سيف باشا ….. حكاية انه مجرد عميل كانت تمثيلية برضو ضمن خطتك مش كده ؟؟؟
ليذفر هو فى ملل
آدم بتهكم : يا بنتى انتى ايه …. وظيفتك هى انك تبوظى اى لحظة رومانسية بينا …… بالله عليكي يا ستى حاولى مرة واحدة بس تنسي اللى عملته و لو لدقايق حتى ……. حطى فى اعتبارك حتى انى راجل مصاب و محتاج اهتمام و رعاية و معاملة خاصة
قال جملته الاخيرة بحب و وله و شغف ليغمز لها بإحدى عينيه عند كلمة ” معاملة خاصة ” لتنظر له فى استنكار تكتم ضحكة تكاد تفلت منها
آدم بمرح : طلعيها طلعيها …. احياة عيالك يا شيخة متحرمنيش منها
لترتسم ابتسامة خجولة على محياها ليهتف هو
آدم بسعادة : طب والله ده يوم سعدي
ليهتف صوت اخر وهو يدلف الى الغرفة مرة اخرى
سيف : آسف للمقاطعة بس فى فرد من البوليس بره جه عشان ياخد اقوالك
لتتحول ملامح آدم العابثة تلك الى اخري جدية ويبدو التفكير مسيطر عليه للحظات ليومأ هو موافقاً على السماح لهم بالدخول وتنهض أسيل للمغادرة لكن يوقفها مطالباً اياها بالبقاء بجانبه
يدلف الى الغرفة عدد من افراد الشرطة يرأسهم شخصاً تعرفت عليه أسيل فور رؤيته لتهتف
أسيل : عمر ؟ ايه اللى جابك ؟
عمر بإبتسامة : اهلاً أسيل … ازيك ؟ ……انا المسئول عن القضية دي وجيت اخد اقوال آدم باشا
لتبادله الابتسامة
أسيل بخجل : اهلاً عمر انا تمام الحمد لله …… اسفة بس انا اتفاجئت بوجودك مش اكتر
عمر : ولا يهمك انا كمان عرفت انها قضية جوزك و انا فى الطريق
ليوجه حديثه بعد ذلك الى آدم
عمر : حمد لله على سلامتك آدم باشا …. ها ياترى حالتك تسمح بالكلام و انك تحكيلنا ايه حصل بالظبط
آدم بسخرية وتهكم غاضب : لا والله السؤال الصح هو هل حضرتك فاضي عشان تاخد اقوالى .. اصل واضح انك مشغول بالكلام مع المدام بتاعتى
ليتفاجأ كلاً منهما من قول آدم ذاك لكن فهمت أسيل سريعاً سبب غضبه وارتسمت ابتسامة واسعة على محياها فلقد وجدت للتو ضالتها
وجدت طريقها للانتقام من زوجها العزيز السيد آدم حلمي الشناوي
……………………
عناق
يتفاجأ كلاً من عمر وأسيل بكلام آدم لتتدارك أسيل الوضع سريعاً وتردف
أسيل بلوم مصطنع : ايه اللي بتقوله ده يا آدم ؟ ده عمر جاى النهاردة عشان ياخد اقوالك …. ثم وجهت حديثها لعمر ……… نبقى نكمل كلامنا بعدين … ماشي يا عمر ؟؟؟؟؟
لينظر لها عمر فى دهشة ثم يوجه حديثه لآدم
آدم : آدم انت مش فاكرنى ؟ انا عمر ال………
فتقاطعه أسيل بسرعة قبل ان يكمل حديثه وهى تنظر له نظرة ان يتوقف عن الحديث ويجاريها فيما تقوله
أسيل : ده يبقى عمر المسئول عن اعادة التحقيق فى قضية بابا …. بجد يا آدم مثال للنزاهة و بيعمل كل اللى بيقدر عليه عشان يوصل للحقيقة
يتبادل كلاً من عمر وأسيل النظارت فى حين يشتعل آدم بينهم غيظاً و غيرة ليقطع نظراتهم تلك موجها حديثه لأسيل بشبه صراخ
آدم : طب حيث كده بقى لازم نكرم الاستاذ عمر و نجيب له حاجة سخنة يشربها …. اسيل حبيبتي معلش روحى جيبلنا كوبيتين قهوة من الكافتيريا تحت و اتأكدى من انها سخنة جدااااااا فاهمة ؟
قال جملته الاخيرة قاصداً جعلها تتأخر بالخارج حتى ينتهوا من عملهم ذاك
لتتحرك هى الى الخارج وتمر ثوانى قليلة لتدخل مرة اخرى اليهم بيدها كوبان من القهوة الساخنة لينظر كلاً منهما اليها بدهشة
عمر ترتسم ابتسامة واسعة على وجهه يحاول قدر المستطاع الاكتفاء بها دون الضحك بصوت عال فقد فهم ما يدور حوله
اما آدم فأقل ما يقال عنه انه حالته الصحية لا تتحمل ما يشعر به الآن من غيظ وغضب
آدم بغيظ : جيتي بسرعة يعنى … واضح ان الخدمة فى المستشفى فوق الممتازة
أسيل بإبتسامة واسعة : مش بالظبط بس سبحان الله بمجرد خروجي من الاوضة لقيت سيف قدامى وفى ايده كوبايتين قهوة سخنين كأنه قرا انت بتفكر فى ايه …. ثم اردفت بنبرة ذات معنى …. دلوقتى بس اتأكدت انكم صحاب فعلاً
قالت جملتها الاخيرة قاصدة ان تزيد من غيظه ليسب هو سيف فى سره
تنحنح عمر فى جلسته قبل ان يقول بجدية حاول بصعوبة رسمها على وجهه
عمر : ممكن نبدأ دلوقتي ؟
ليومأ آدم على مضض موافقاً ويبدأ فى سرد ما حدث بالتفصيل
بعد انتهاء آدم من الحديث سأله عمر
عمر : هل فى شخص معين شاكك فيه و تعتقد انه ممكن يكون ورا الحادث ؟
ليومأ آدم موافقاً ويجيب
آدم : ايوة …. معتز الكومي ….. شريكي بالشركة … عرفت مؤخراً انه متورط بأعمال مشبوهة و واجهته قبل الحادثة بيوم لان وصلني اخبار انه عايز يدخلنى انا و الشركة فى شغله ….. بس حالياً مفيش فى ايدي اي دليل
عمر بتنهيدة : تمام … احنا كده منقدرش نوجهله اى اتهام من غير دليل لكن انا هحط كلامك بعين الاعتبار وسط التحقيقات …. و بصراحة انا حاسس ان في حاجة بتربط بين قضية قتل الاستاذ نور الدين و بين محاولة قتلك
لتجيب أسيل بسرعة
أسيل : قصدك ايه يا عمر ؟ انه هو نفس الشخص ؟
عمر : انا فعلاً شاكك فى كده بس للاسف مفيش اي دليل معايا حالياً بيأكد شكوكي …. على العموم انا هشتغل على القضيتين مع بعض و هنشوف ايه اللى هينتج …….. ودلوقتى اسمحولى …… هب واقفاً يستعد للرحيل …… ومرة تانية حمد الله على سلامة حضرتك يا ادم باشا
ليكتفى آدم بإماءة صغيرة رداً على كلامه قبل ان تسرع أسيل بالحديث
أسيل : عمر استنى .. عايزة اتكلم معاك فى موضوع على انفراد
لتتبعه مباشرة الى الخارج قبل ان تعطى فرصة لآدم بالاعتراض
اما فى الخارج
عمر بغضب : مبروك عليكي الجنان يا مدام …. هتخربي جوازك بإيدك …. انا مش عارف ازاى جاريتك فى اللى عملتيه ده …. لا و بضحك على مين ؟ ادم حلمي صديق الطفولة … ده لو عرف هيعلقنى .. اه وربنا هشوف ايام سودة
أسيل : صدقنى صاحبك ده يستحق اللى بعمله و اكتر بس انا اللى طيبة بزيادة و سامحته بسرعة ….. على العموم متقولهوش انت مين دلوقتي خليه كده شوية لغاية ما يتأدب …….. سيبك بقى من الرغي ده و قولى .. مفيش جديد بخصوص قضية بابا ؟
عمر : مفيش حاجة مهمة … لكن …… ثم تردد فى الحديث فتحثه على الاكمال ليتنهد بعمق قبل ان يردف …….. فى احتمال ان والدك يكون متورط فى شغل مش تمام
لتصمت هى قليلاً قبل ان تجيب بثبات
أسيل : عادي انا مش مستبعدة حاجة زي ده ….. بس لو اتوصلت لأي حاجة جديدة متنساش تبلغني اول بأول
ليومئ هو لها قبل ان يستأذن منها للمغادرة لتعود مرة اخرى الى الداخل وتجده مكفهر الوجه تسأله عن عدم حضور والداه لزيارته فيخبرها ببرود بشأن سفرهم للخارج وعدم اخبارهم بأمر اصابته فتفهم من طريقة حديثه تلك بوجوب تفاديه وهو بهذه الحالة …
مر اليوم الاول يليه يوم اخر وهكذا الى ان مر الاسبوع المحدد له للبقاء فى المشفى لم تتركه أسيل اثناء ذلك ولو ليوم واحد …. اليوم هو يوم عودته للمنزل
يصلا الى المنزل و يساعده سيف صديقه فى ايصاله الى غرفتهم ليعود اليها بعد فترة من هجره اياها واعتزاله فى غرفة اخرى
عادت أسيل الى القصر مرة اخرى وطلبت من الدادة جميلة احضار حاجياتها من منزلها الى القصر و اشرفت هى على خدمة آدم بنفسها و رعايته واستغل هو الفرصة فى التقرب منها لكنها كانت تعامله ببرود ورسمية شديدة
حتى جاء يوم كانت بجانبه تطعمه بنفسها بعد رفضه تناول الطعام الا اذا قامت هى بإطعامه بيديها حاولت معه كثيراً لكن لا مجال ليغير رأيه
اثناء تناوله الطعام رن هاتفها لتتوقف هى عن اطعامه للحظات وتجيب هاتفها ثم سرعان ما رسمت ابتسامة واسعة واجابت
أسيل : عمر .. ازيك ؟ وانت كمان واحشنى والله ……. ياعم خرجنا من المستشفى من زمان ماانت لو بتسأل كنت عرفت …….. لالا طبعاً مفيش مشكلة تنور ……… عارف العنوان ؟؟؟ ….. خلاص تمام بكرة هكون فى انتظارك ان شاء الله ….. سلام
لتغلق هاتفها وتعود بنظرها مرة اخرى الى زوجها الغاضب من طريقة حديثها مع عمر وتحاول اطعامه مرة اخرة لكنه يلقي بالطعام ارضاً ويصرخ بها فى غضب
آدم بصراخ : عاجبك اوي الاستاذ عمر ….. فرحانة اوى وانتى بتكلميه لا و بتقوليله وحشتنى ….. نسيتي انك ست متجوزة و المفروض تحترمي نفسي و تحترمي جوزك و تحافظى على كرامتك ……. بس انا بقول الكلام ده لمين …. انا اللى غلطان .. كلكم زي بعض كلكم خاينين .. ميكفكوش راجل واحد
لتصدم هى من تفكيره ذاك فهى لم ترغب سوى بإثارة غيرته انتقاماً منه لما فعله بها ….. بنظرها هذا لا شيء مقابل معاناتها السابقة بسببه وها هو الآن يقارنها بزوجته السابقة ويشبهها به ….. يتهمها بالخيانة ..
أسيل بغضب وصراخ : اخرس … نقى كلامك قبل ما تتكلم …… اوعى تفكر تقارني بالخاينة مراتك …. مفيش اى شيء مشترك بينها و بيني …. هى حاجة وانا حاجة تانية خالص اياك تشبهنى بيها …. اسمه عمر السيوفي .. مش بيفكرك بحاجة الاسم ده …… لتتغير نظرة عيناه من الغضب الى دهشة تجاهلتها لتكمل …………. ايوة هو نفسه صاحبك انت و ايمن الله يرحمه …. كان دايماً بيجيله البيت يزوره و بكده اتعرفت عليه ساعتها و بقى اخ ليا زيه زي ايمن ….. مشوفتهوش من سنين و كانت صدفة ان هو المسئول عن قضية بابا …. عمر متجوز و عنده طفلين … بيعشق مراته و اللى سبق و اتعرفت عليا و بقيت انا و هى صحاب ……… ثم حل الصمت للحظات قبل ان تهتف بحسرة ….. متخيلتش للحظة انك هتكمل انتقامك بتشبيهي بيها
لتتركه بعد ذلك وتخرج من الغرفة متجهه الى غرفته الصغيرة التى انتقل اليها الفترة السابقة وبمجرد دخولها الغرفة وغلقها الباب خلفها دخلت فى نوبة بكاء مرير
بعيداً عن بطلانا و خلافاتهم نذهب سريعاً الى الشيطان المتسبب فى كل هذا …نراه يتحدث بحدة على الهاتف
معتز بعصبية : وانا ذنبي ايه انه لسة فيه الروح ….. طلبت مني اخلص عليه و بعت ناس عشان ينفذو …. يعنى ايه مش مشكلتك ماهى مصيبة و هنروح كلنا فى داهية كده … ادم مش هيغلب فى انه يلاقي اى دليل ضدي …… لا اصحي و فوق كده .. لو بعتني فأنا مش هخسر لوحدى كلمة منى للبوليس توديك ورا الشمس ….. فكر كويس و قرر هتطلعنا ازاى من الورطة دي
ليغلق الهاتف بعد بتهديده هذا غير مدركاً بتوابع ما تفوه به للتو
نعود الى أسيل والتى لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع حتى سمعت طرقاً خفيفاً على الباب لتمسح دموعها سريعاً قبل ان تسمح للطارق بالدخول والذى لم يكن سوى الدادة جميلة
أسيل بصوت مبحوح : تعالى يا دادة
لتدخل جميلة الغرفة وعلى وجهها نظرة عطف على تلك الفتاة التى لا تخرج من مصيبة لتدخل اخرى
جميلة : ايه اللى حصل ؟ انا سامعة صوتكم العالى من تحت
فبدأت أسيل سرد ما حدث للدادة وسط بكاءها والذي عادت له بمجرد رؤيتها لوجه الدادة الحنون
جميلة : متزعليش منى يا بنتى بس انتى اختارتي العقاب الغلط فى حالته دي
أسيل بذهول : انا ؟….. انا اللى غلط برضو ؟ ….. غلط ازاى بقى ؟
جميلة : انتو الاتنين فى مرحلة اظهار مشاعركم الحقيقية لبعض …. و انك تخليه يغير عليكي فى الفترة دي بالذات غلط و تسرع
أسيل : هو اعترف بحبه ليا و صدقته …. و انا كمان قولتله مشاعري ناحيته .. يعنى مشاعرنا بقت حاجة مفروغ منها .. يبقى ايه المشكلة … ولا هو مش مصدق حبي له
جميلة بإبتسامة : يا بنتى الحب افعال مش اقوال انتى متأكدة من حبه ليكي بسبب تمسكه بيكي و سعيه انك تسامحيه لكن هو معندوش اثبات على مسامحتك فمابالك بقى بحبك له …….. خصوصاً ان قبل الحادثة انتى كنتى رافضة ترجعى للقصر معاه مش كده ؟
لتصمت كلاً منهما لفترة تفكر فيها أسيل بصحة كلام جميلة لتجد انها على حق فهى لم تثبت له بعد مشاعرها نحوه بل تسرعت بالانتقام منه بشكل قد يفقدها اياه
يقطع افكارها تلك صوت جميلة تكمل
جميلة : و متنسيش كمان صدمته فى مراته ملك … هو لغاية دلوقتي مواجهش الموضوع ده و لا اخد وقته فى تقبل اللى حصل … لا ده سعى فى انك تسامحيه زائد انه بيفكر ازاى ينتقم من معتز … تيجي انتى بقى فى الحتة اللى اتجرح منها قبل كده و تستخدميها كأنتقام …. ده الضرب فى الميت حرام
لتومئ أسيل مؤكدة على صحة حديث جميلة مندهشة من عدم ملاحظتها لهذا الامر فهو لم يأخذ وقته فى التعافى من تلك الصدمة بعد لتأتى هى و بكل غباء و تزيد جرحه عمقاً
لتهب واقفة متجاهلة جميلة وتخرج سريعاً من الغرفة متجهة اليه فتدلف الى غرفتهم لتجده جالس على الارض فى تعب فتهرول اليه وتنزل الى مستواه
أسيل : آدم حبيبي مالك ؟ الالم رجع تاني ؟ استنى هنا هكلم الدكتور متتحركيش من مكانك
ليمسك معصمها موقفاً اياها لتنظر اليه فى دهشة وتعاود الجلوس بجانبه مرة اخرى لتتبين فى هذه اللحظة ملامحه و تصيبها الصدمة لما رأته
يبكي … هو يبكي بصمت ….. بكل هيبته وجبروته ورجولته تلك يبكي الآن امامها كطفل صغير يحتاج الى عناق والدته … لم تفكر للحظة قبل ان تدخله فى احضانها تشد عليه العناق لتستمع الى علو صوت بكائه بعد ذلك
بقيا هكذا عدة دقائق قبل ان يهدأ ويسحب نفسه من عناقها لينظر بعينيها للحظات قبل ان يشرع بالحديث
آدم : آسف … آسف لانى شبهتك بيها…… مفيش مجال للمقارنة اساساً …… ثم تنهد بقوة مكملاً ….. فكرت كتير و اكتشفت انها فى الفترة الاخيرة كانت متغيرة معايا لكن حبي ليها خلانى اعمى عن انى الاحظ ده وقتها ….. آسف
أسيل : متتأسفش …. هى غلطتى انا انى اخترت وسيلة مش صح خالص عشان انتقم منك
ليرفع أحدى حاحبيه بتعجب ويردف
آدم : يعنى كانت خطة للانتقام ……. مبروك .. انتى نجحتى فعلاً فيه …. انا كنت هموت من فكرة تفضيلك لراجل تانى و انك ممكن تسيبيني عشانه
لتنظر اسيل له بحب لترفع احد يديها وتضعها على ذقنه وتردف بحنان
أسيل بحب : بحبك و عمري ما هشوف ولا هحب راجل غيرك
ينظر لها بدهشة غير مصدق لما قالته للتو ليأخذها فوراً فى عناق طويل …………. لم يقطعه سوى رنين هاتفه حاولت الابتعاد عنه ليجيب لكنه اعاد ضمها اليه مرة اخرى متجاهلاً هاتفه لكن سرعان ما عاد صوت الهاتف مرة اخرى دالاً على تصميم المتصل على ان يحصل على جواب
ليلتقط هاتفه بعد تأفف مبعداً اياها قليلاً لكنها لا تزال بين احضانه
آدم : خير يا كاميليا ايه الموضوع المهم للدرجة دي ؟
ليستمع الى حديثها للحظات قبل ان يرد بجدية
آدم بسرعة : خليكي مكانك …. دقايق و هكون عندك
………………
حامل
اغلق الهاتف مع كاميليا وَهَم بالنهوض لتنهض هى معه بسرعة
أسيل بإعتراض : على جثتى انك تتحرك خطوة واحدة برة البيت و انت بحالتك دي
آدم بحب : حبي فى موضوع مهم جداً لازم اهتم بيه بنفسي ….. انا خليت كاميليا تراقب كل نشاطات معتز و اتصالها دلوقتي عشان لقت حاجة بخصوص الموضوع ده
أسيل برجاء : سيب موضوع معتز ده و كل حاجة تخصه لعمر و البوليس …. ملناش دخل بكل ده كفاية اللى عملوه فينا … انا مش مستغنية عنك .. عشان خاطرى سيب الموضوع ده للبوليس
آدم : مقدرش … مش هرتاح الا لما اخد بتارى من الحقير ده … متخافيش انا مش هشوفه ولا هواجهه النهاردة انا هروح بس اقابل كاميليا و اخد منها اى معلومات ممكن تفيدنا … و متقلقيش .. هعدي على الدكتور و انا راجع عشان يفك الشاش بقى كفاية اوى كده
لتتنهد هى فى استسلام ويتركها ليتجهز للخروج
يصل الى الشركة متجهاً الى مكتبه ليجد كاميليا تنتظره بالخارج فتحييه وتهنئه على تعافيه ليومأ لها فى هدوء ويتجها معاً داخل الغرفة
آدم : ها ايه الجديد ؟
كاميليا بجدية : انا عملت اللى حضرتك امرت بيه و ده تقرير شامل بكل مشاريع الشركة اللى جابها استاذ معتز بنفسه
ليومأ آدم ويردف
آدم : تمام …… لاحظتى اي شيء غريب فى المشاريع دي ؟
كاميليا : لا بخصوص المشاريع لا لكن …….
قطعت كلامها ليرفع آدم راسه عن الملف وينظر لها بإهتمام
آدم : لكن ايه ؟
كاميليا : فى شيء غريب … اخر مشروع استاذ معتز اشتغل عليه كان محتاج معدات معينة بنجيبها دايماً من شركة امريكية لكن المرة دي الشركة موصلهاش اى مكالمة او طلبية مننا …. انا اتواصلت معاهم بنفسي عشان اتأكد منهم … و بعد بحث اكتشفت اننا اتعاقدنا مع شركة لبنانية اسمها ” ….. ” حاولت كتير ادور عليها لكن اكتشفت ان ملهاش اى وجود و ده اللى خلاني اتصل بحضرتك على طول
انهت كاميليا حديثها هذا و طلب منها الخروج … جلس يفكر قليلاً فيما توصل اليه ثم هب واقفا متجهاً الى خارج الشركة لكن قبل ذلك مر على كاميليا ليسألها عن شيء ما طرأ فى باله
آدم : كاميليا تعرفي ميعاد وصول المعدات مصر ؟
كاميليا : لا لكن ممكن اعرف لحضرتك
آدم : تمام اعرفيلي و بلغيني فوراً
لتومأ هى موافقة ويكمل طريقه الى الخارج
بمركز الشرطة نجد عمر جالس يفكر بشرود فى امر ما قبل ان يدلف اليه عسكري يخبره بوصول السيد آدم حلمى ورغبته بمقابلته ليسمح له عمر بالدخول بسرعة
يقف عمر ليحي آدم
عمر : ادم باشا …. اهلاً … اتفضل اتفضل …….ليجلس آدم بهدوء فيردف عمر قائلاً….حمدا لله على سلامتك وخروجك من المستشفى
آدم بلا مبالاة : شكراً …… ثم اردف بتركيز و جدية ……. قولى يا عمر باشا لو لقيت راجل غريب بيحاول يقرب من مراتك و يتصل بيها يسأل عنها و عن احوالها من غير ما يكلمك او يتعامل معاك … هتعمل ايه ساعتها ؟
عمر بإندفاع وغضب : ده انا كنت ادفنه حي
لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغر آدم ويفهم عمر فوراً غرضه من السؤال فيبتلع ريقه بصعوبة
آدم بخبث : ممم ؟
عمر بخوف وبسرعة : آدم انت مش فاكرني ولا ايه ؟ …. انا ..آآ … انا عمر … عمر السيوفي صاحبك .. ده احنا كنا اكتر من اخوات …. انا وانت و ايمن الله يرحمه …. ليردف بخوف …… والله ده كله كان تخطيط من اسيل ……. حدجه آدم بنظره جعلته يصحح حديثه فوراً …. اقصد تخطيط مدام اسيل …. هى طلبت منى مقولكش انا ابقى مين و اجاريها فى اللى بتعمله
نظر له آدم دون اظهار ايه ملامح على وجهه ليزيد توتر عمر قبل ان يدخل فى نوبة ضحك فتعترى عمر الدهشة على موقفه هذا
آدم بضحك : بص لنفسك كده … مكملتش كلامى حتى و بقيت بتترعش و بتقطع فى كلامك …. يابنى انت بتسوء سمعة رجالة الشرطة كلهم …. الله يرحمك يا رجولة
عمر بدهشة : كنت عارف انا ابقى مين …. اسيل قالتلك ؟
ليتوقف عن الضحك
آدم بجدية : مدام أسيل
فيعود توتر عمر
آدم بضحك : ده انت فى الضياع
ذفر عمر بضيق ليردف
عمر بحنق : متغيرتش ابداً لسة زي ماانت .. بتلاقي متعتك فى التريقة على اللى حواليك …. الله يكون فى عون مراتك
آدم بإبتسامة : و لية اتغير ؟؟ دي متعة اصلاً …. وبعدين ملكش دعوة بمراتى .. دي محظوظة اصلا بواحد زيي …. المهم سيبك من كل ده انا جايلك النهاردة بخصوص معتز
لينظر له عمر بإهتمام منتظراًمنه اكمال حديثه فيبدأ فى سرد كل ما سبق واخبرته به كاميليا ويعم الصمت المكان قليلاً قبل ان يعاود عمر الحديث
عمر : انت عارف كلامك ده معناه ايه ؟
ليومأ آدم قائلاً
آدم : ايوة … اظن انها شحنة عايزين يدخلوها البلد و عاملين شغل الشركة ستار ليهم
فيومأ عمر مؤكدا كلامه ويردف
عمر : ميعاد الوصول ؟؟؟؟
آدم : مش عارف لسة بس هعرف قريب
عمر : تمام بمجرد ما نعرف الميعاد هنقوم باللازم
واثناء حديثهم هذل يرن هاتف آدم ويخرجه من جيبه فيبتسم بسعادة فور رؤيته هوية المتصل ويجيب سريعاً
آدم : حبي ….. انا تمام …. بطلى قلقك ده …… اه خرجت من الشركة …….. ثم اردف بحدة بسيطة …….. حاضر حاضر كفاية زن بقى …. لا مش قصدى اتعصب … بس …. حاضر هعدي على المستشفى متزعليش بقى …. سلام يا قلبي
ليغلق الهاتف ويلتفت لصديقه فيجد ابتسامة بلهاء على وجهه
عمر بإستهزاء : الله يرحمك يا رجولة … انت بتسوء سمعة رجالة مصر كلها ….. خايف من غضب مراتك اللى طولها ميعدين المتر و نص
آدم بجدية مصطنعة : اولاً .. متستخدمش كلامى ضدي ….. ثانياً بطل تريقة على مراتي …….. ثم بقى انت عارف ان كيد النسا ملهوش علاقة بحجمهم ….. يبقى اييييه …..الوقاية خير من العلاج
ليدخلا كلاهما فى نوبة من الضحك بعدها جلسا يسترجعان بعض من ذكريات طفولتهم ثم بعد ذلك غادر آدم مركز الشرطة متجها الى المشفى ليتخلص من الضمادات وليطمئن على جرحه والذى قد اخبره الطبيب انه التئم ويمكنه بعد ذلك ممارسة حياته بطبيعية
عاد الى قصره وبعد دلوفه للداخل سمع بعض الاصوات تضحك بسعادة فأتجه مباشرة نحو مصدر الصوت ليجد زوجته العزيزة جالسة بأحضان والدته يقابلهم ابيه ينظر اليهم بسعادة
لتنتبه زوجته لوصوله وتعتدل بجلستها
أسيل : وصلت اخيراً ….. الدكتور قالك ايه … كله تمام ؟؟؟
آدم بإبتسامة : كله تمام و الجرح لم خلاص الحمد لله و من بكرة اقدر امارس حياتى زي الاول
لتذفر هى فى راحة و يستمع هو صوت والدته المملوء باللوم
ناهد بلوم : تضرب بالنار و تتحجز اسبوع فى المستشفى واحنا اخر من يعلم …. لولا اتصال اسيل امبارح مكناش هنعرف
أسيل بسرعة و تبرير: اكيد مكنش يقصد تهميشكم هو بس مرضاش يقلقكم خصوصاً وانتو فى سفر و كده ….. بعدين الحمد لله هو كويس اهو و بقى تمام
حلمي بهدوء موجها حديثه لإبنه : هنعديها عشان خاطر اسيل بس …. بجد يا ادم يا زين ما اخترت هى نعم الزوجة و حاسسها بنتي فعلاً ….. ليلتفت لها قائلاً ……. ده لو تسمحيلي اعتبرك زي بنتي ؟
أسيل بحب : ده شيء يشرفنى طبعا يا بابا
ليبتسم آدم فور رؤيته مدى انسجام اهله مع زوجته والذي لم يألفه من قبل فبرغم تولى ابيه مسئولية تربية ملك سابقا واعتبارها ابنة له حتى قبل زواجه منها ، فهو لم يشعر بها تعتبرهم كوالديها او بمعاملتها لهم بحب كما تفعل أسيل الآن ….. ليقرر بداخله اسعادها وتعويضها عن كل ما رأته من الم وعذاب
غادر والداه بعد ليلة استرجع خلالها جواً أُسَرياً اشتاق له كثيراً بالآونة الاخيرة والآن نجدهم جالسين على الاريكة امام التلفاز يشاهدون بالتأكيد احد افلام الكرتون التى تعشقها أسيل ، عند انتهاء الفيلم نظر لها وجدها تتثاءب وتفرك عينيها بنعاس
أسيل : ننام بقى ؟ خلاص مش قادرة بجد … هلكااانة
آدم بجدية : هنقوم حاضر .. بس عايز اتكلم معاكي فى موضوع كده
أسيل : انا اللى عايزة اتكلم معاك …. روحت لكاميليا و مقولتليش وصلتو لايه ؟
آدم : هحكيلك بعدين … قوليلي بقى …. احنا عدي علينا اد ايه من ساعة ما اتجوزنا ؟
أسيل بتعجب : خمس شهور .. اشمعنى ؟
آدم بجدية : مش شايفة انها حاجة غريبة انك مش حامل لغاية دلوقتي ؟
أسيل بدهشة : حامل ؟
ليومأ هو ببساطة
أسيل : ازاى ابقى حامل وانا مش …..
آدم ببراءة : مش ايه ؟
أسيل بخجل : انت عارف اننا م …….
آدم : لا حقيقي مش فاهم ليه .. حبيبتي ؟؟؟؟
أسيل بخجل: آدم بطل تكسفني بقى انت عارف انا اقصد ايه
آدم بخبث : اه قصدك انك لسة انسة حتى بعد خمس شهور من جوازنا ….. يعنى هو دي السبب فى انك مش حامل لحد الان
ليتحول وجهها للون الاحمر من شدة الخجل وتومأ بإحراج
آدم بخبث : يبقى المفروض نغير الوضع ده ولا ايه ؟
لترفع رأسها وتنظر الى عيناه بحب و تجيب هى فى غنج
أسيل : وايه اللى مانعك ؟
لينظر اليها فى دهشة فهو لم يتوقع هذا الرد منها ولكن سرعان ما ذهبت تلك الدهشة لتحل محلها ابتسامة واسعة ولم تعي هى ما حدث بعد ذلك فلقد وجدت نفسها ترتفع عن الاريكة الجالسة عليها ويتحرك هو حاملاً اياها متجهاً بسرعة الى غرفتهم يغلق الباب خلفهم لتصبح هى بعد ذلك زوجة له قولاً و فعلاً
…………………
بقلم اسماء الاباصيري