ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا الحلقة 5و6و7و8

الحلقة الخامسة ( علي ذمة عاشق)


يوم الفرح
ذهبت فرحه بصحبة حنين الى البيوتى سنتر كان يوحي بأنه قاعة امراء وليس بمكان عاديا اتسعت عينى فرحة وهتفت بإعجاب
– دا شكله ابهة اووى
– حنين :ايوة تلاقى صاحب الشغل . وسكتت فجأة لشعورها بعدم الاطمئنان
– قالت فرحة ممازحة :
– طيب ما تخليه يعرفنى صاحب الشغل
– حنين ضحكت :
– وربنا انتى مجنونه

اتجهت الي مواظفة الاستقبال التى استقبلتها بإبتسامه رقيقه واصطحبتها الى الدور العلوى

لبدء التجهيز
… فى ظرف ساعات استخدمن الفتيات مهارتهم فى وضع الكريمات للبشرة ولليدين وخبيرات الشعر فى خدمة حنين …وقد نجحنا فى اتقان عملهن واصبحت حنين شيئا اخر

وازيل عنها اثار الاجهاد التى اعترتها الفترة السابقه

اتجهت الى غرفة منفصلة لترتدى فستان زفافها خلعت عنها عباؤتها السوداء واتدته بحرص ووقفت امام المراة الكبيرة بالغرفة وتغنجت بفستان زفافها الامع ودارت حول نفسها بسعادة عدةمرات سريعه حتى طار ذيله كم كان جميلا براقا يأخذ العقل بذيل طويل ولون زاهىي رفعت يدها الى السماء فى تمنى ان يصلح الله احوالها وتعيش حياة راغدة مستقرة مع زوجها

خرجت للفتيات لاتمام زينتها …وارتدت حجابا مناسبا وارتدت عليه تاجا فضى اللون لم تفرط فى زينتها بل انتقت الهادى اتممن الفتيات عملهن وهتفت المباركات والتهنئة من الجميع

– :بسم الله ما شاء الله اجمل عروسة دخلت البيوتى
– الف مبروك يا جميل
– مبروك يا عروسه
– مبروك ياقمر
احتضنتها فرحه بشوق ،وذرفت الدموع على فراقها فهى اختها واقرب صديقة لها اكثر من كونها أبنة خالتها فهى تعنى لها الحياة مسحت دموعها بطرف اصباعها

– الف مبروك يا حببتى ربنا يسعدك
– سيطرت حنين على دموعها قدر المستطاع حتى لا تفسد زينتها وقالت بنبرة متحشرجه
– الله يبارك فيكى حببتى ،وربنا يسعدك انتى كمان
– لوحت فرحه يدها بهدوء
– بس اوعك تعيطي هتبوظى الدنيا
– حركت حنين راسها بالإيجاب

– مش هعيط بس قوليلى هو كدا حلو
تأملتها بإعجاب
– طالعه زى القمر ماشاء الله عليكى مش لايقة للفقر ابدا يا حنين شكلك زى نجوم السيما اللى بنشوفهم

هزت رأسها غير مباليه وقالت بخفوت
– انا راضيه بنصيبى وانتى اكتر واحدة عارفة ان دا اللى كنت بتمناه
ربتت على كتفها بحنو
– عارفة ….ربنا زى حقق مناكى يسعدك معاه ،وحبيه يا ياحنين عشان خاطرى الولاة شكلة بيحبك

– همست بشرود

– هآآآ،بيحبنى

– فتحت احدى العاملات بالخارج الباب وهتفت :

– وقالت بسعادة

– العريس وصل ،يلا يا عروسة

– نهضت حنين من مقعدها وساعدتها فرحة فى ضبط فستانها

– وضعت حنين يدها على صدرها وقرات احدى الايات الكريمة مما تحفظ لتخفف من تواترها وقبضة قلبها التى ساورتها فجأة

– فى الخارج
كان اياد اليوم فى ابهى حالاته ارتدى حلته السوداء وقميصا أبيضا لامع وصفف شعرة بعنايه اضافة له جاذبيه مع وجهه الحسن ، وكان معه صديقه عماد فقط فهو لم يخبر والده بموعد زفافه حتى لشعوره ان الامر ما هو الا تمثيلة هزلية ليس الا وليس بالامر الجدى


وقف مبتسم ابتسامة نصر على ثغره فالامور تجرى كما يشاء ما هى الا ساعات وستصبح ملكة بمجرد ورقة يستطيع تمزيقا فى اى وقت لم يجرؤاحد على الالتفوه بكلمه واحدة فهى كما يرى ليس لها سند او ظهر تحتمى به

– ظهرت امامه حنين برفقت فرحة
– كانت فى عينه كأنها حوريه سقطت من السماء مكافأة لا يستحقها تعلق بصرة بتلك الاميرة التى تقترب منه فى خجل وتأسرهه رويدا رويدا فالنظرة فى وجها البريئ نعيما لايستحقة الشياطين

– مال اليه عماد وهمس فى اذنه ممازحا

– كدا اقولك مبروك صح والله ياواد وعرفت تنقى والله يا واد خدت السنيوره

ابتسم اياد بتفاخر
_ما بوقعش الا واقف
وغمز بطرف عينه
وتركه مهرولا نحوها

اقترب نحوها وتسارع هى نبضها حتى وصل مسامعها

وبرقة شديدة قبل جبينها وتبعها هامسا برقه مستعاره:
– مبروك يا عروستى
تتدرجت وجنتها بالون الاحمر وهمست بخفوت
– الله يبارك فيك
– تدخلت فرحة بمرح
– يلا بقا كل سنة وانتو طيبين ..اقصد الف الف مبروك ضحك اياد على مزاحها
– عقبالك ياستى
– وانت طيب بقي

مداياد يده نحوحنين لتضع يدها فى يده دون تردد واتجها معا نحو السيارة المزينه التى تنتظرهم فى الخارج قادهم عماد حيث منزلها بالوراق فى سرعة

انحنى اياد بكتفه نحو حنين هامسا
– انا كان نفسى اعملك فرح كبير يلقيق بالجمال دا كله واقوال للعالم كله انى متجوز احلى بنت فى العالم كله

– ..عضت شفتيها بخجل
– انشاء الله هعوضك ،وهعملك كل اللى انتى عايزاه تنحنحت حنين بحرج شديد
– حنين..ممكن اروح البحر

– قضب وجه بدهشة
– اسرعت قولا :
– لو مش يضيقك
– هز كتفه بخفه
– لا ما يضيقنيش ابدا
ناد علي عماد

_عمده
_ايوة نعم
_اطلع بينا ع النيل
قضب وجه وسئال بإندهاش :
_دلوقت
غمز اياد بطرف عينه الى صديقة لينفذ المطلوب دون اعتراض او سؤال

هتف مغمغما عماد
_اااايوه قولتلى

وبالفعل تم
*********************************

وقفت امام المياه بشرود دائما البحر يمثل لها مخاوفها ،كلما احتاجت ان تهدئ اعصابها من ضغط ما مرت به او يشتد عليها ذكرى ماضيها المؤلم تأتى اليه لتستعيد قواها ولكنها ابدا ما حاولت النزول اليه كان هو الفوبيا الخاصه بها

كان اياد يتابعها بنظرات خبيثة عازما على تنفيذ ما ارد تتحت ما يسمي ال الزواج
فابينه وبين ما نوى عدة خطوات

أقترب أكتر منها الى إن تلاشت المسافة واصبحت معدومه همس فى أذنها برقة
– فى واحدة تيجى البحر بفستان فرحها
– اربكها قربه المفاجى الذى قطع سيل تفكيرها وهتفت بشرود
– اها …. طيب يلا بينا
– عادت معه الى السيارة

– وكانت فرحة تعرفها اكثر من نفسها تشعر بالمها وتشعر بما تعانيه و تمنت فى نفسها أن يسعدها زوجها وأن ترتاح من معانتها التى خلفت فيها أثر لايمحى
*******-

إنطلقت السيارة سريعا نحو منزلهما البسيط واستقبلها جيراانها بزغاريد وفرحه الا شخصا واحد

– كان سعيد القهوجى الذى لم يحوز على رضاء حنين وقبوله زوجا لها وقبل ان يندمل جرحه
– تزوجا باخر حتى قبل محاولة لمرة اخرى ليظفر بها فهى كانت فتاة احلامه
– من حيث الجمال والادب والاخلاق العالية كما انها وحيدة مثله


**************-
– صعدت منزلها البسيط لتودعه
– لتستقبلها زينات بفرحة ممزوجه بدموع اتجهت اليها بخطوات واسعه و
– احتضنتها زينات وتمالكت دموعها وقالت
– مبروك يا بنتى ،ربنا يسعدك قادر يا كريم والتفت نحو اياد توصيه برجاء امومى حانى بالغ العطف
– خلى بالك عليها يابنى حطها فى عنيك

استشعر اياد مدى حقارته بما ينوى فعله مع تلك المسكينه التى اؤتمن عليها وفجاة اصبحت فى ذمته وفى رقبته يوصى عليهاقاطع الشرود صوت جاف لفتح الله

– مبروك يا حنين يا بنتى مبروك يا اياد يابنى
– اشهر اصبعه فى وجه حنين محذرا
– خلى بالك جوزك واسمعى كلامه ،مش عايزك تيجى غضبانه بيت جوزك اولى بيكى وشدد على تلك الكلمه

وللحظه واحدة كان كل شئ على ما يرام والامور تجرى بسلاسه الى ان دخل رجل ذو هيبه فسكتت الاصوات والتف الجميع اليه يتسائلون بهمس من …هذا ؟
دار بعينيه فى المكان بنظرات استحقار تامه وبعلامات وجه غضب عارم هتف بنبرة ساخرة وهو ينظر نحو اياد
– مبروك يا عريس ..مش تعزمنى
– اتسعت عين اياد بدهشة وغمغم بصدمه
– بابا
– ايوة بابا .. نظر الى حنين نظرة استحقاريه وتحدث بتعالى
– مبروك يا عروسه عرفتى تلعبى عليه
– صح تزايدت دهشتها وتعلثمت
– العب عليه
– تحدث هازئا
– ايوه ولا انتى ما تعرفيش انك متجوزه اياد الاسيوطى
ابن اكبر مجموعة فنادق المعمريه
كانت الصدمة الاكبر من نصيب العروس المسكينه

تعالت شهقات فرحة وزينات وضعنا يدهم على فمهم من فرط الصدمة

وساد الصمت للحظات لادراك هذه الكلمات التى صدمت الجميع

تدارك فتح الله حجم خطاؤه الان فى عدم البحث عن هواية الشخص الذى سلمة الامانه وزوجها بلا رحمة وزجها خارج منزله كى يتسع اليه المكان ويفعل ما يريد ،ولكنه لن يعترف بذلك الخطا سيستمر فى عناده وقسوته بلا قلب

اما حنين شعرت بأن الارض تدور بها ودت الان ان تبتلعها الارض ويخفى ذكرها للابد ، ما كانت ابدا تود الوقوع فى نفس المأذق الذى وقعت فيه اقرب الناس اليها من زمن بعيد،وكأن القدر يلعب معها لعبة اخرى لن تتحملها

تدخل فتح الله..وعلا صوته غاضبا
– احنا ما كناش نعرف ابن حضرتك الاستاذ جالنا وقلنا انه سواق على قد حالاته وبعدين يا حاج الجوازة تمت وكتبنا الكتاب تم ايه المطلوب نعملك ايه احنا نفركش الفرح ونفرج خلق الله علينا والبت اليتيمه دى يوقف حالها

كان كل ذرة فى جسد حنين تبكى الا عينيها ،الم لدرجة الموت ،للحظات شعرت ان الدنيا وردىه وفجأة تبدلت واصبحت عواصف ورعد ،
دوما كرهت تلك الطبقات العاليه وكرهت معاشرتهم لما يعيد الماضى نفسه حتى تنفتح جراحا عميقه داخلها لن تندمل ابدا مدى الدهر
لوح والده غير مبالايا بجلبته الذى احدثها
– خلاص انا اصلا مش جاى ابوظ الفرح انا اجى اصحح الوضع .. التف الى اياد امره
– تعالى يلا وهات عروستك امك مستنياك فى القاعه واهلنا هناك اتسعت عين اياد بصدمة جديدة اكبر من توقعه
– ااايه بتقوال ايه
– ابتسم فم والدة بتلذذ وقال معللا
– بقا ابن الاسيوطى يتجوز كتيمى الصحافه والاعلام فى انتظارك يلا ياعريس
صفع اياد جبهته على سخرية القدر منه وعلى تخطيط ردة فعل والده الغير متوقع بالمرة الذى اربكه وتسلل الخلل الى خطته

صاح والدهة بنبرة حازمه
_يلا يا عريس

تسمرت قدم حنين بالارض كشجرة ثابته تأبى التحرك

صاح بصوت محتد عالى فتح الله غير عابئا بصدمتها

– يلا يا بت مع جوزك
– استنجدت عطفه فرحة
– بابا …استنى ..حرام عليك
– اجاب هو بعنف
– حرمت عليكى عيشتك اخرسى انتى كمان ،لية غبره

– امسك ذراع حنين بقسوة ودفعها دفعا للامام
– يلا يا محروسه اتفضلي
كانت حنين فى عالم اخر ..كأنه يدفعها نحو الهاويه اما اياد كان يدور حول نفسة حائر لا يفكر سوى بالكارثة التى حلت عليه الان وسيصبح مرة اخرى حديث الصحف

تدخلت زينات وابعدت يدا فتح الله عنها قائلة بضجر
– كلة بسببك

– رفع يده عليها وصاح محذرا
– ما تخلنيش اتغابي عليكى يا زينات ونفرج خلق الله علينا
– امسكت فرحة يده دفاعا عن والدتها
– خلاص يابابا ،اهدى
انزل يده وزمجر بصوت غاضب
– ماشى يا بت الناقصة هديت .اسمعي بقى منك ليها جوازة وتمت ، خلصونا

تهامس الجيران الذى تابعوا المشهد بصمت عجيب فى تساؤل اما ان كانت حنين على علاقة مع هذا الفتى او ما شابه لزواجها بهذة الصورة واصرارة العجيب فى اتمام الزيجه حتى وان كانت فيها مراوغة وشك
فهى فى موقف لا تحسد عليه

ربتت زينات على ظهر حنين وهى تحبس دموعها وهمست بحنو
– يلا يا بنتى ..ما تفرجيش الناس علينا

نظرت حنين اليها نظرة ترجى بأن ترفض تلك العرض وتعود ابنة اختها المطيعه التى طالما احبتها ولكن قابلتها هى ايضا بنظرات استعطاف اشفاقا على حالتها وخشية من ردة فعل فتح الله

حركت رأسها باستسلام ،فليس لها الحق فى الرفض

اخيرا تحركت قدمها …وخطت نحو الباب بحزن

تبعاها فرحة وزينات فى اسى مماثل

صاح فتح الله مناديا فرحة وزينات
– رايحين فين العروسة للعريس والجرى للمتاعيس ادخلو
تركها تواجه مصيرها واحدها و خرجت حنين تحبس فى عينيها شلالات الدموع ، تساق فى يد مشتريها بلا وعى ولا شعور

انتظر والد اياد ابنه و تأمل هيئته بعينه بهدوء و دحجه بنظرات تشفى ولوح بيده وهو يستدير قائلا

– يلا

************************

ونزل معا ركب سيارته الفارهة ..

شعرت حنين بالاختناق ساد الصمت التام على الجميع ، كان اياد يفكر فى مكيدة والدة

المدبره والمقصود بها اذلاله وجعل منه عبرة ..واعطاؤه درسا لا يمكنه نسيانه فطالما كان منتظر الفرصة تسنح له لفعل هذا واليوم اتت اليه الفرصة بعد قراره الزواج من حنين التى هى بالنسبة الى طبقتهم الراقيه بنت العشوئيات التى لا تناسبه سينعته الجميع بالجنون وبميوله الى الصنف الركيك من وجهة نظرهم بعدما كان مرتبط بملكة الجمال السابقه (لينا السعدى) وتركها بفضيحة لاتقل عن التى ستحدث اليوم وسيظهر اليوم بمظهر لا يليق بتكبره وتعاليه على كل بنات طبقته ورفضه الارتباط بهم فلا احد يعلم ما كان نواياه وليس لديه مبرر ليفعله ولن يجول بخاطرتهم ما كان ينوى فعلة بتلك المسكينه وماذا سيفعل الان بعدما انقلب السحر على الساحر

توقف عماد بالسيارة ليقطع حبل افكارهما
سريعا ترجل اياد من السيارة متجها نحو الباب الاخر ليفتح الباب الى حنين

قاطع طريقة عماد متسائلا
– انت ناوى تكمل فى المهزلة دى روح يا اياد اعتذر لابوك والغي كل حاجه

ضغط على اسنانه بقوة وزاغ بصرة فى المكان

– خلاص اتورطنا بص هناك

.واشار نحو باب الفندق حيث توافدت الصحفيون والكاميرات فى خطوات واسعه نحوهم لا لتقاط الصور الاولي لزفاف

كور عماد قبضته نحو فمه بتوتر

-كدا اتدبست رسمي وهيتقال عليك بتاع بنات شوارع وش
نفخ اياد بضيق
وتحرك نحو حنين ليساعدها فى النزول فتح الباب

كانت حنين تحدق للفراغ لا تدرى اى وجه من الضياع وصلت

تشنجت قسمات اياد بعدما وقف ممسكا الباب بيدها للحظات ولم تستجيب هى هتف بتوتر

– يلا
لم تتحرك هى وبدت كأنها لم تسمعه تزايد شعور اياد بالضيق وغمغم بخفوت
– ياربى مالها دى ،نادي مرة اخرى …
– يلا يا بنتى
– ابتعلت غصتها المريرة فى حلقها ونزلت من السيارة وتوالت الاضواء بالصور عليهم غير محدده العدد ازعج حنين الضوء اكثر وجعلها تجفل مرارا وتكررا فهى اول مرة يسلط الضوء عليها او يكترث احد لامرها
– تبطأت ذراع اياد ورسم هو ابتسامه زائفه محاولا ان يكون طبيعيا

– وتحرك بخطوات سريعا نحو القاعة لينهى كل هذة الضجة التى سببت له الانزعاج هو ايضا دخلا معا
– والدة كان مهتم بالقاعة للغاية من حيث الفخامه والتزيين وبدئ كأنه امرا عاديا زواج ابنه
– وصل اياد وحنين لباب القاعه

– وتوقفت الموسيقي وساد الهدوء تماما كل
– الانظار صوبت نحوهم خاصتا حنين ،رفع اياد راسة متمسكا بكبرياؤه ووزع نظره على الجميع بتعالى وهو يعلم كل ما يدور فى عقولهم ،ثم ابتسم ابتسامة ساخرة عندما راي كل اصدقاؤه وافراد عائلته جميعا وغيرهم لم ينسى ابيه فردا ليزيد من اذلاله ويصغره امام الجميع

– اما حنين كانت مستاءه للغايه فكل الموجودين يرتدون سوريهات لا تناسب اعمارهم ولا طبعها هى الدينى ثم انهم يحدقن اليها بنظرات استحقار صامته جعلتها تشك فى هيئتها وشعرت بالعرى امامهموتلتفت الى انعكاسها فى مرآة الفندق لتتاكد من طلتها

– اقتربت عليه والدته فريال مغتصبة الابتسامه على وجهها النضر الذى يكسوه الزينة المفرطه عرفتها حنين من الوهلة الاولي لانها تحمل نفس العينين الرماديتان التى يمتاز بهم اياد وكذلك بعض الملامح
– احتضته بهدوء وامسكت يده
– حلو كدا يا اياد تكسر بفرحتنا كلنا
– نفخ فى ضيق :
– خلاص بقي يا ماما اللى حصل حصل
– ثم قالت بإستسلام
– خلاص يا اياد ،مبروك
– لم تكترث لحنين او تبدى اهتمامها فقد تفحصتها جيدا

اقبلت امراة فى عمر حنين هي اخته رودى احتضنه وقالت مشاكسة
– مبروك يا ديدو،كان نفسى اشمت فيك من زمان ابتسم اياد ابتسامة ساخره
– ما هو مافيش اكتر من كدا شماته
– استرسلت بمزاح
– ما انت اللى بتجيبه لنفسك يلا يا حبيبى على الكوشة عشان تتزفت اقصد تزف
– وكزها اياد بمرح
– وسعلنا الطريق يا اختى

– لا احد يعير حنين الاهميه مما بعث فى نفسها الحزن علاوة على ما مرت به منذوا ساعات سارت معه على ممر طويل فى نهايته كرسيين مزينين بأبهى زينه لم يتوقف الهمز واللمز عليهم الذى وصل الى مسامعهم

– اياد الاسيوطى متجوز محجبه دا ما بيركعهاش ….
– غاوى رمرمه
– بيئة
– طويلة
– قصيرة
– بيضاء
– سمراء
– وحشه وحشه وحشه
استمعت حنين الى كل التعليقات بأسى ،وكذلك اياد الذى دفعه شيئا قويا الى طمئنتها ،مال اليها بجذعه واطبق كفه على كفها الرقيق وهمس قائلا
– مش عايزك تهتمى بيهم ثقى فى نفسك …انتى دلوقتى حرم اياد الاسيوطى واللى هيبصلك بعين هقلعهالوا

– لم يكن كلامه مطمئنا لها بل كان يقلقها اكثر ويؤكد لها ظلمة مصيرها فقد اثبت نفوذه وسيطرته الكاملة تماما كوالدها قبل بداية حياتها معه

– بدء الحفل واتت المباركات عمدا ليدحجوا العروس بنظرات حاقدة مغلولة لتزيد من ضيقها وتوتوها
– وكان الصخب عاليا ولكن لم يتوقف نظراتهم نحوهم والغمز سار اياد وعروسته حديث الموسم للطبقة الرفيعه التى لا تقبل اى جديد ولا تعترف سوى بالمظاهر الخادعه
– احرص اياد على ضبط نفسه وحاول التعامل بحذر
– وضاق انفاسه وشبعت اذنه مما سمع فقد نجح والده فى افساد خطته ومزاجه وشاهده
– يقف بعيدا يتابع المشهد بتسلية عجيبه وهدوء مخيف
بعث الضيق فى نفسه وجعله يتنفس بصعوبه
– احكم قبضته على الببيون وحرك رأسة يميا وشمالا ليتنفس براحة
– فوقع بصرة على حنين الشاردة وتلمع بأعينها دمعه براقه

– اخيرا لاحظ وجود ها ،لكنها لم يشعر بتلك التى سحبها الى عالمه ،مستغلا ضعفها وقللت حيلتها وعدم قدرتها على الرفض

– نفخ فى ضيق ،لنفى شعورة بالذنب
– امسك اياد يدها بتودد وحدثها اخيرا
– كفايه كدا يلا بينا

!…………………………………………….

الحلقة السادسة

أحكم إياد القبضة على يد حنين ونهض بها يغادر تلك القاعة التى سئمها وسئم مشاهدتهم لهما
اتجها نحو الباب ممسكا بيدها ،في تفاخر مزيف وقف بجوار ابيه الذى كان فى انتظار قدومة بصبر
اشار له بالتوقف :
– ها هتقضى شهر العسل فين يا عريس قالها من بين اسنانه
هتف اياد بضجر :
– يوووه يا بابا بقى
– ارتسم ضحكة صغيرة ساخرة وقال بسخرية :
– انا يهمنى راحتك ،ثم اظلمت عينية وتحدث بنبرة آمره:
– تقضي يومينك ،وتجينى الفيلا ،فاهم ولا لا
علا وجه الاستفهام ماذا ينوى به ابيه وماذا يخبئ فى جعبته له اكثر من ذلك
عاد ابيه يعنفه :
– سمعت ولا لا
ابتلع ريقه فى توتر :
– حاااضر يا بابا
ثم التف نظره نحو حنين بإستحقار :
– وما تنساش الحلوة دى هاتها فى ايدك
دب القلق فى نفس حنين وسرت فى جسدها رعشة خفيفه
وبدى التوتر عليها جليا
– اوعك تفكر تطلقها ،من غير اذنى ،فاهم ساعتها ما تلومش الا نفسك
ودار على عقبيه فى شموخ وفرحه غير مسبوقة بتأديبه لإبنه اخيرا
وجعله فى حالة من الضعف غير مسبوقه
ذهب راضى الى زوجته التى كانت فى انتظاره خارج القاعة بتوتر
– ما كانش ليه لزوم اللى عملته دا يا راضى الولد كان قاعد مش على بعضة وشكله مخنوق اووى
تحدث غير مبالايا :
– سبيه خليه يتربي ،كدا كدا اعدئنا فى السوق كانوا هيعرفوا انه اتجوز
والصحف والموقع الإلكترونية مش هتبطل تتكلم انه متجوز من ورايا
– تقوم تعمله فرح زى دا والدنيا كلها تعرف
حرك رأسة بضيق :
– مش قولتلك ،بعلمى افضل من غير علمي افضح نفسك قبل ما حد يفضحك
وكفايا علينا فضيحة لينا السعدى ما عداش عليها سنة،الحاجات دى بتأثر على شغلى
رفعت اصباعها بتعالا :
– بس انت عارف ان ابنى ما لوش ذنب هي ال……
قال مقاطعا :
– ابنك اللى متهور ما تنسيش دا ،وانا بقى هربيه من اول وجديد
**************
فى السيارة الفارهة
كانت حنين تقاد بلا رغبة فى الحديث ولا حتى الحياة كان يمر من امامها شريط حياتها المليئ بالذكريات المؤلمه ….عوضا عن قلبها الذى يبكى دما اما اياد فكان شاردا فيما ينويه ابية فطالما كان هو مصدر ازعاجه ,على عكس اخته رودى واخيه معاذ الصغير الذى يدرس بادارة الاعمال فى الخارج
ومختفى تماما عن الانظار يفعل ما يحلو له
توقف عماد عن القيادة تحت شقة اياد التى كانت منذ زمن معقل لنزواته
فقد جهزها صديقه بكافة اللوازم وأعد لحنين بها قدرا كافيا من الملابس
نظر اياد لعماد بدهشه وقال متسائلا
– وقفت ليه ؟
لوى فمه بضحكة قصيرة
– هههه ،وصلنا
نزل اياد من السيارة ونزل معه عماد
ليقابله عند مقدمة السيارة
ليسارع اياد بالقول بضيق:
– بابا مش ناويلى على خير ،عايزنى أرجع اعيش معاه فى الفيلا
قال ساخرا
– ابوك هينفخك ،الحق عيشلك يومين قبل ما يسود عشتك
دس يده فى جيبه وقال :
– احجزلى انت بس فى حته حلوة لشهر العسل وما تقعدش تنطلى كل شوية اتصالات ما توترنيش
قهقة عماد عاليا :
– خلاص ندالة وش مش هكلمك يا خويا بس وربنا لو انت كلمتنى ما رادد عليك وابقى شوف مين هيطلعك من مصايبك
لوح له غير مباليا واتجه نحو حنين ليفتح لها الباب
كانت فى عالم اخر من الذكريات والالم وتأبى النزول الى هلاكها الحتمى
نادها اياد …..
– يلا يا حنين
والتفت نحوه بهدوء ومد هو يده نحوها ليساعدها فى النزول وقعت عينها فى عينه راى فى عينيها الخوف والكبرياء والضعف والقوة التوسل والعزة فى ان واحد فهى تسحره بشدة ,ازاحت يدة جانبا ونزلت وحدها الى مصيرها وحيدة بلا مساعدة احد
************
دلفت حنين الشقة بلا وعى ودلف هو من ورائها واغلق الباب بقوة….صوت اغلاق الباب افزعها
جعلها تنتفض بصورة لا ارادية
اقترب منها اياد بخطوات ثابته كانت تواليه ظهرها ولا ترى نظراته الوقحة انعدمت المسافة فرفع يده نحو رأسها وملس على حجابها فى حنو وكأنه يروض قطته
– مبروك
تقدمت للامام بردة فعل معادية
قال فى تعجب :
– مالك ؟
نظرت اليه بحنق وقالت بإستخفاف :
ما لي !! انا صحيح مالي ضحكت علي وطلعت كداب وابوك اتهمنى انى لعبت عليك ،وجاى تقوالى مبروك
مبروك على اية بالظبط ؟على المقلب اللى اخدته ؟ ولا مبروك انى صدقتك ؟!
فرك وجهه بعصبيه وغمغم بخفوت :
– يارب عدى الليلة دى بقي
وقال ببرود مسطنع:
– اديكى عرفتى ،وطلعت حاجة ما تحلميش بيها
قضبت وجها وبدت مستعدة للهجوم وقالت بإنفعال :
– ما كا نش فى احلامي ،لانى ما كنتش عايزة اتجوز كداب وخاين
علت علامات العجب على وجهه وقال بفتور:
– خاين ..ما تحسبى على كلامك …يا بنت انتى …ايه خاين دى كمان احنا لسه متجوزين من ساعات لحقت اخونك امتي مع المأذون
اجابت وهى تتعقد ذراعبها امام صدرها بضيق :
– حنين ..مش محتاجه اجرب انا عارفه ..انكواكلكم خايين زى بعض
هتف بعجب مصحوب بإستخفاف :
– كلنا زى بعض ..وانتى كان حد قالك تجربينا كلنا
صاحت بإنفعال :
– احترم نفسك ..انا اشرف منكوا كلكم
تحرك نحوها ببطء وقال بسخريه
_اه عشان كدا جوز خالتك زقك على طول ، مفكرش حتى يسال عليا يا شيخة دا ما صدق وقال يسترك بدل ما يقتلك

_بلعت اتهامه بضيق ،فهو لا يعرف كم سبب جعلها تحت براثنه الان
استرسل اياد وامسك كتفها بقسوة :
– بقولك ايه …الليلة اصلا من اولها ملخبطه استهدى بالله كدا وخليكي زى العرايس الحلوين وتعالى نتعشى ،وبعدين نتأكد من الموضوع دا
فهمت على الفور مقصدة وسحبت ذراعها من يده بعنف وقالت بحدة :
_ ما بنى على باطل فهو باطل
نظر لها بحيرة واجاب بلا مبالاه :
– يعنى ايه ؟
اجابت هى بثبات :
– يعنى انت ما لكش حقوق عندي !
رفع حاجبيه فى دهشة وركز نظراته على عينها التى تسحره بقوة الان وهتف بتعالي:
– انتى بتقوالى ايه ؟ انتى عارفه انتى فين انتى ؟
وانا ابقي مين ؟
لم تجبه وبدتت مصره على اقوالها
فانفعل هو وهدر بضيق :
– اقولك انا ،انا جوزك شرعا ،وقانونا، وانتى فى بيتى
تشنجت قسماتها رافضة ما يقوله
تشنج هو بعنف وكور يده فى غضب :
– انتى عرفتى انا ابقى مين واقدر اعمل ايه ،فأرجوكى ما تخليناش نلجأ لطرق مش هتعجبك و مش من مصلحتك تتحديني على فكرة
– وانت مش هتلمس منى شعرة ولو كان اخر يوم فى عمري ،قالتها بإصرار عجيب
حرك راسه يمينا ويسارا وهو يفك الببيون بضيق وبدى اكثر ارهاقا ولا يريد المجادله:
-ماشى …ماشى الصبح نتفق ، غيرى هدومك و روحى حضريلى حاجه اكلها عشان جعان
تعجبت حنين من ردة فعلة الغير متوقعه ومن هدوئة الحذر
جلس على الاريكه بتعب وزفر تنهيدة حارة :
– آآآآآه ،ثم اغمض عينيه وضع طرف اصبعه عليها بتعب

ظلت هى ثابته تحدق به بذهول
فتح عينيه فجأه ليجدها تحدق اليه ببلاهه رفع حاجبيه بدهشه
– فى حاجه ؟
فاقت من شرودها :
– هااا لا ،،ااا……ااااا …فين الاوضة
اشار بطرف بنانه على نهاية الممر
لتمسك ذيل فستانها وتمشى نحو الغرفه ……..
غرفة ورديه حالمه سرير ابيض كبير مرآة ودولاب غرفة متناسقة الالوان يبدوا عليها الذوق العالى
اتجهت نحو المرآه لتخلغ عنها طرحة حجابها المزينه وتضعها جانبا

……………..ّ………….

فى الخارج
خلع هو سترة وجلس علي الاريكه ومدد قدمه على الطاولة المقابله لها ،شرد ذهنه فى كل ما حدث وما سيحدث كان يريد هدوء لا اكثر لمراجعة حساباته وتعديل أوراقه من جديد وماذا سيفعل

حرك راسه بضجر وهتف بتساؤل :
– تؤ اتاخرت ليه دى كمان
كانت حنين تحاول ان تصل الى سحابة الفستان الخلفيه ،ولم تسطتع ابدا ،فكرت فى تمزيق الفستان ولكن كان صعب فقماشته متينه هتفت بصوت منخفض فى ضجر :
– ييوووو انا هستني البت فرحة الصبح لما تيجى تفتحها بقى
ناد اياد بصوت عالى من خارج الغرفه :
– خلصي ،عايز اكل
وضعت يدها على رأسها لمحاولة الوصول الى فكرة ،وزاغ بصرها فى الغرفه الى ان توصلت الى الفكرة الضائعه
فتحت باب الغرفه بقدر بسيط ونادت :
_لو سمحت …لو سمحت
وقف على اول الطرقه وضعه يدا على يد بضجر :
– نعم ..ليا اسم على فكرة
تعلثمت بتوتر :
– ما فيش مقص ؟
اجاب هو بفتور :
– لا ما اعتقدش ..وخلصي عشان جعان ..وعايز انام!
وجدت حنين انه لا مفر من ذلك ويجب عليها اطاعته وتنفيذ ما يريد بهدوء ولا تثير غضبه حتى لا يعاملها بسوء او يطلب اكثر من ذلك
خرجت من الغرفه واتجهت نحو المطبخ وامسك بذيل الفستان الطويل بيدها
فقد كان المطبخ اميركانى مكشوف الى الصاله
راقب اياد حركاتها المتوتره والمتعثره وكتم ضحكاته الساخرة وارتسم الجمود :
– الاكل عندك فى التلاجه جاهز ع التسخين
دارت فى المطبخ بحثا عن الثلاجه وكان فستانها عائق كبير لحركاتها
نهض اياد واتجه نحو طاولة الطعام وجلس يراقبها بإهتمام وكأنه يتابع مشهد كميدى حي فالان فهم لما كانت تريد مقصا

انهت التسخين وبدأت فى غرف الطعام فى الاطباق واتجهت نحو السفرة بحركات ثقيلة متخبطه من ذلك الفستان الثقيل الذى ينشبك فى كل الاثاث بينما هى تمضى ، تعثرت خطواتها واوشكت على الوقوع
فكانت يد اياد سابقه وحائل بينها وبين الارض اذا توقع ذلك من قبل
لوى فمه بسخرية :
– اسم الله عليكى
خجللت من قربه المفاجئ محاصرته لها بذراعيه فإنسحبت من احضانه ،لتنجز عملها وتكمل رص الاطباق وتوارى عن ناظرته المحاصره لها ،بينما هو عاد الى الطاوله موليا اهتمامه لها
حتى عادت من جديد ووضعت اخر طبق الى السفرة وزفرت بارتياح
وبدون اى مقدمات امسك اياد بخصرها وجذبها نحوه وأرغمها على الجلوس على ركبتيه ,, تلاشت المسافة بينهما اربكها اما هو بدء غير مبالي وعلا ملامحه الجمود
و تلوت بين ذراعيه محاولة لنهوض فكانت قبضته محكمه صاحت هى بضيق :
– سبنى …
امسك الشوكة دون اكتراث وغرسها فى احد الاصناف وقدمها الى ثغرها تململت بضيق و هى تحاول التخلص من يده وهدرت :
– مش عايزة
ابتسم اياد وهو يقدم ما بيده على ثغرها وقال بخبث :
– ما بعرفش اكل لوحدى ،انتى مفكرة انى مقعدك على رجلى لى ،وغمز بطرف عينه وقال هامسا
– ولا انتى مش جعانه
كان شعورالقشعريرة يسرى بداخلها اثر دونه الى هذا الحد وصوته الناعم وايحائاته المربكه
التى جعلتها تلتهم ما في يده بتوتر حاد
راقب اياد حراكات وجهها بتأمل وبابتسامة صغيرة فكان رؤيتها عن كثب يحلو له ويثير داخله احاسيس رائعه
سحب الشوكه وغرسها فى صنف اخر وقدمها نحوها مرة خرى
هتفت بضجر :
– شبعت
اجاب ساخر :
– ازاى ؟بأكل عصفورة !
– شبعت سبنى اقوم لو سمحت
اجاب بغير وضوح :
– لما اشبع انا
تململت من بين يديه وهتفت بضيق
– وانا مالى ما تاكل
اقترب اكثر منها ونظر فى عمق عينها وبإيحاء شديد :
– مــش …عـــارف !
شعرت حنين الان بالخطر وحاولت التملص من قبضته بكل قوة فجذبها نحوه وعاد الى عدم اكتراثه بها ليدفن شعوره بالارتباك امامها فى اعماقه ويبدى النقيض تماما
اقترب منها اكثر وحاصرها بين ذراعيه ،ليأتى بصنف اخر من بعيد لتضيع المسافة بينهم ويلتصق اكثر بها
دفعتها بكلتا يديها بعيدا وتأفأفت بضيق
– ابعد وسبنى بقى ،وحاولت القفز من على قدميه
ولكن هو باغتها بحركة سريعه وجذبها نحوه بكل قوة وبجرءة اكبر من الماضية وضع يده على ظهرها وضمها بقوة اليه وقبلها قبلة طويلة عميقه شلت حواسها واوقفتها المقاومه وجعلتها فى عالم اخر وعرفت نوعا جديد من الخطر من وجودها معه الا وهو انها لن تقاومه ولا تخفى انجذابها نحوه
ابتعد عنها بصعوبه واغمض عينه بقوة وكأنه كان فى عالم مسحور …وبهدوء شديد دفعها للقيام
كانت فى حالة استسلام وهدوء ودهشة لقد تذكرت انها لم تفلت من يده
وكان اياد مثلها ينظر الى عينيها فقط فى حالة من التخبط
كاالدومه تجذبه بلا مقاومه
التفت لتحرك من جوارة حيث بدء وقوفها غير معلل سوى انه دعوة للمزيد
امسك اياد يدها فى سرعه ،وخفق قلبها بشدة ونظرت نحوه
ارتسم هو ابتسامه جذابه وتحدث برقه :
– ايه ما فيش شكرا ؟
انعقد حاجبيها بتساؤل …وحركت راسها بعدم فهم
اتسعت ابتسامته على خفة يده :
– ع السوسته ،وغمز بطرف عينه فكتهالك
فرغ فم حنين بدهشة واحمر وجهها خجلا وركضت نحو غرفتها فى سرعه فى تساؤل كيف
كيف انها لم تشعر
وهى تشعر الان ببرودة ملحوظه فى ظهرها
تاكد الان شكوكها نحوة فهو محترف فى الاحتيال وكما يقولون يسرق الكحل من العين وعليها ان تضع عينها فى منتصف راسها اغلقت بابها بالمفتاح وتاكدت من ذلك بمحاولة فتحة مرة اخرى فٱطمئن قلبها بأنها الان فى امان
خلعت عنها الفستان وفتحت دولابها واخرجت بعشوائيه دون نظر منامه زرقاء وارتدتها
اتجه نحو غرفتها فى الرواق وحاول فتح الباب ولكنه موصد من الداخل
هتف بنبرة عدائيه :
_يابت الــ….بس اما اشوفك الصبح
!!!!………………………….ّ…………………………………..
الحلقة السابعه
تململت حنين فى الفراش براحة عجيبه فقد كان السرير مريحا للغايه ولاحظت الساعه التى إلى جوارها وأغمضت عينيها وفتحتها مرة أخرى لتتاكد من الساعة فكانت تشير الى الحادىة عشر
نهضت بسرعه وبحثت عن إسدالها الذى أتت به معها وارتدته وفتحت غرفتها لكى تتوضاء ،ولكن صدمت بسد منيع كان هو اياد تعالت شهقاتها بفزع …..
امسك بكتفيها بقوة وهدر ساخرا :
– وقعتى ولا الهوا اللى رماكى
أغمضت حنين عينيها وهى وتغمغم باستغفار وحاولت التملص من قبضته المحكمه كان مندهش فى بادئ الامر من صوتها المنخفض ،وسرعان ما اختفت دهشته حينما عاود النظر الى مظهره فقد كان يرتدى ملا بسه الداخليه فقط
– بقا امبارح تقفلى الباب بالمفتاح..على هدومى وما تفكريش فيا ..طيب ما تعرفيش انام فين ..
اجابت بصوت رجاء :
– انا اسفه …ما اخدش بالى

– اعمل ايه بأسفك دا انا ..هاااا
حاولت التملص من يده وهتفت برجاء اخر ليتركها
– انا اسفه ..
فقد اوشكت على الاغماء بسبب هذا الكم من الاحراج الذى اعتراها وحل مكان دمها البرود
استجاب اياد ببط وقال بصوت محذر :
– ابقى اغلطى تانى …وشوفى هعمل فيكى ايه
ترك يدها:
– انجزى عايز افطر
اختفت فى لمح البصر من امامه
اما هو فقد كان يقسم بداخله انها ساحرة ..يريد عندما يقترب ان يرهبها ولكن هى برغم ضعفها تأسره وتجعله مشوش لايدى اى خطوة يأخذ يصبح اضعف منها الاف المرات لها سحر خاص يؤثر على عقله
خرجت حنين من الحمام تنظم انفاسها بصعوبه واتجهت نحو غرفتها وجدت اياد يصفف شعره فى المرآه ..كان يرتدى بنتكور وتيشيرت أبيض ضيق يتناسب مع بشرته البيضاء ويبرز عضلاته ويمشط شعره الاسود الناعم بهدوء
شردت حنين فى هيئته الحسنةوالتى ترى أنه حلم إلى كل الفتيات ولكن هى لم تكن تحلم به ولا حتى تريده هى ترى شيئا اخر يسلب من عينيها سحره وجاذبيته وتراه دميما
لاحظ هو من انعاكسها فى المرآة وشرودها وبصرها المعلق به فقد كان هو ايضا شارد فيها ،ويردد فى نفسه ان تلك الساحرة خطر كبير عليه وان هناك سد عاليا بينهم وشيئا من نوع مختلف لم يدركه اياد يوما حينما لاحظت انتباهها له ادرات وجهها بخجل ،وسألت نفسها لما أتت الى هنا لم تخرج سريعا لما خانتها الاقدام و الخطوات وقبل ان تدور على عقبيها كان هو يقف الى جوارها
وقال بنبرة لئيمه
– طالما انا عاجبك وانتى عاجبانى ..ما تيجى نجرب
اجابت بعدم فهم
– ايه
امسك يدها وقال ممازحا
– تعالى افهمك ..
سحبت يدها من يده بعنف وبحدة بالغة اجابت
– قولتلك ما تمدش ايدك عليا
تشنجت قسماته وهو يهدر:

– وبعدين … بقي؟! خدى بالك صبرى عليكى هيخلص وتلاقينى اتحولت
هتفت بعصبيه
– انا مش هستني لما صبرك دا يخلص ..انا همشى
اجاب هو بسخرية
– اااه هتمشى ..امتى بقى عشان مستعجل
تعلثمت ..من رده المفاجئ:
– انهاردة ….لما اهلى يجوا
امسك بطرف حجابها بخبث
– طيب هتمشي كدا هو دخول الحمام زى خروجه ؟!
اطاحت يده فى الهواء ولم تجيبه
صاح هو بعنف واحتد نظره
– انتى بايته فى شقة اياد الاسيوطى ،،،يعنى عيب اوى فى حقى .،تخرجى زى ما جيتى
اتسعت عينها بدهشة وشعرت بالتقزز من تلك المستغل وهدرت بعصبية زائدة :
– انت قليل الادب وسافل ولسه هتضربوا بالقلم
امسك يدها هو بتحدى سافر واعتصرها بين يده القويه وبنبرة حادة تفزع :
– دى شروطى عايزة تمشى تستسلمى شوفى بقا نفسك
لمعت عينيها بدموع مختنقة فهى تشعر الان بالرخص التام
استرسل هو ولكن بصوت مهزوز وبنبرة مختلفة
– حقى وما حدش يقدر يمنعنى عنه ..فاهمة
وقفت صامته ولم تتحداه ولم تجيب وهو ايضا كان ينظر الى عينيها مسحورا يقاوم شعوره بأن يحتضنها ويطيب جرحها ويعدها بالامان ..قاطع تلك اللحظه صوت الجرس ترك يدها وخرج مسرعا وكأنه الخلاص
وقفت هى ثابته على نفس الحالة حتى يدها التى كان ممسكا بها لم تنزلها شعورها بأنها بيعت من الارض كلها لتصبح مع شخص اخر يبيعها ايضا ،شيئا غير محتمل قد بيعت من قبل زوج خالتها ومن قبله والدها ..اااه والدها نزلت دموعها الحاره
دلف اليها اياد ليخبرها بوجود اهلها فى الخارج
فتعجب من وضعها وساوره القلق :
فاقترب منها قلقا يرفع يده نحو وجهها برقة
– انتى كويسه
رجعت للوراء حتى لا يلمسها واجابت
– ايوه
لم يتعجب من تصرفها فهو من اذاها ووصل بها الى تلك الحالة قال بهدوء :
– اهلك جم
زفر باسي واشفقك على حالتها ،وعاد من حيث اتى يجلس مع خالتها وفرحه وزوجها فى حالة صعبة خرجت بعد قليل واحتضنت خالتها وفرحه بشوق ودموع
ربتت على ظهرها خالتها وقالت بحنو :
– مبروك يا بنتى ربنا يسعدك
ربت فتح الله على ساق اياد بقوة وقال بصوت عال :
– مبروك ياعريس ،نسب يشرف بصحيح
التفت الى حنين والتى باتت تتجاهله وصاح:
– جراى ايه يابت يا حنين مش هتسلمى ولا ايه ؟
التفت اليه حنين ومدت يدها نحوه بفتور
ورقب اياد ذلك الشعور وتحدث بضيق الى فتح الله :
– ما اسمهاش بت اسمها حنين
نظرت حنين نحوه بدهشه وتسائلت فى نفسها بعجب ما ذا يحدث
تنحنح فتح الله واجاب بحرج :
– دا انا اللى مربيها
حرك رأسه اياد بنفى :
– ولو
امسكت فرحه حنين واجلستها الى جوارها فساد الصمت لبرهه
تجاذب زينات واياد حديث عن اهل حنين ومكانتهم فى الصعيد
لم يزحزح اياد نظره عن حنين ابدا
مالت فرحه الى حنين وهمست فى اذنها :
– قمر يا حنين قمر
ابتسمت حنين :
– حببتى يا فروحه
– لا مش انتى انا قصدى على جوزك
قرصتها حنين بغل :
– احترمى نفسك
لاحظ اياد وابتسم ثم نادها :
– قومى اعملى حاجه للضيوف
نهضت حنين ونهضت فرحه من ورائها وهتفت :
– نادتها انا جايه معاكى
تشنجت قسمات وجه حنين وهى تنظر لفرحه :
– عجبك اهو اخد بالو
اجابت بعدم اكتراث :
– ومالوا هو اكيد مش مستنى رأي وعارف انه مز ..وامسكت بطرف يدها بترجى
– بالله عليكى يا حنين اتزوقى وفكى كدا بلاش تعقيد ما ماطيريهوش من ايدك
تابعت حنين ما بيدها من فاكهه وقالت بضيق :
– مفكرة انه بالبس النضيف دا كلو عينه فارغة والنبى مجنونه
– سبتلك العقل على الله ينفعك ..بس برده مش هينفعك وافتكرى انى قولتلك
دفعتها حنين دفعا للخارج وبيدها الفاكها
وخرجا معا
كان فتح الله يتحدث بصوت مسموع :
– ابقى شرفنا فى الصعيد بقا عشان فرح فرحه انت وحنين
اجاب اياد بإيجاز
_حاضر
نظرت حنين الى فرحه فى تعجب وسألت:
– عمى هو الفرح امته
– بكرة مسافرين البلد وبعد اسبوع الفرح
قال اياد ساخرا :
– وضح انكوا ما بضيعوش وقت
اجاب فتح الله متصنع الجديه :
– احنا صعايده ..مافيش عندنا بت تخطب وتروح وتيجى مع خطيبها
لم يبالى اياد :
– طيب ..احنا مسافرين الصبح ..تقريبا كد مش هنحضر
نظرت اليه حنين بترجى
اجاب هو سريعا :
– هنحاول نيجى من السفر ولا ايه رائيك يا حنين
حركت راسها بخجل :
– اللى تشوفه
قالت زينات بفرحه :
– ربنا يسعدكوا ويهنيكوا
اجاب فتح الله بصوت اجش :
– يلا بينا بقي
نهض الجميع ودعت فرحة حنين ببكاء
وكذلك زينات وخرجا معا واغلق اياد الباب مرة أخرى وحنين داخل منزله
ابتسم ابتسامه نصر مرة اخرى ،وعلي صوته يدندن فاتجهت حنين إلى غرفتها واغلقت الباب بإحكام
كانت تستمع الى صوته العالى بتعجب ،لما هو سعيد الى هذا الحد يبدوا انه توقع انه سينالها ،ولكن هى ستتمسك برأيها ولن ينالها ابدا دق اياد الباب برقه ونادها
– حنين
اجابته من الداخل
– نعم
برقة بالغه :
– يلا حببتى عشان ناكل
استعجبت من طريقته ولكن عليها ان تكون مسالمة حتى لا تدخل معه فى معركه ستكون هى الخاسرة
خرجت حنين وكان بانتظارها ،تحركت ورائه تعد الخطوات دلف الى المطبخ ودلفت ورائه وجدت الطعام مجهز على السفرة
ضحك هو ممسك بقنينه مياه باردة :
– ايه اللى جابك هنا ،انا جاى اشرب الفطار جاهز هناك واشار الى الطاولة الخارجية
اجابت ببرائه :
– المفروض انا اللى اعمل
اجاب هو بخبث :
– اذا كان ع المفروض فالمفروض تعملى حاجات كتير
احرجها باسلوبه المستفز وخرجت من امامه الى الطاولة وجلست بهدوء .. تبعها هو ايضا واكل بشهيه وهى تظاهرت بأنها تاكل
امسك هو قطعه من الخبز وغرسها فى الجبن وقدمها نحو ثغرها لتأكل من يده ،ولكن هى اسبهلت وبدت جامدة لم تبدى ردة فعل
ضحك وهدر ممازحا :
– إيه تيجى تقعد على حجرى
أربكها حديثه فقضمت ما فى يده بحرج فرأي هو ان اللعب على اعصابها يؤتي ثماره واستغلال خجلها بصورة جيدة يؤتى نتايج فعاله وكانت حنين بريئة للغاية لم تعلم عن الحياه شيئا طيبة حد السذاجه
مد يده بسرعه وناولها غيرها وتبعها باخرى
لوحت حنين بيدها انها انتهت :
– كفايه شبعت
– بس انا لا
سكتت حنين بحرج
هتف هو مسرعا :
– لا ما تفهمنيش غلط انا جعان بجد ماكالتش
قدمت نحوه الاطباق بآليه وبصورة سريعة
باغتها هو بنظرة شغف واضحه ثم قال بتصنع الألم :
– بس إيدى وجعتنى ممكن تأكلينى انتى
نظرت اليه بضيق :
– لا كدا بتستهبل
قال ساخرا
– ااه ما انا عارف ..زيك كدا ما كنت بأكلك
اجابت بعدم فهم :
– .يعنى ايه
– يعنى لو انا بستهبل يبقا انتى كمان كنتى بتستهبلى لما كلتى من ايدى
توترت وازدات خجلا
– انا اكلت عشان …..
مدت يدها نحو الطعام قدمت نحوه بضيق
– اتفضل ..
امسك هو راسغها وجذبها نحوه بقوة حتى اصبحت على قدمه من جديد
هتفت هى بضيق :
– لو سمحت
تناول ما بيدها قائلا
– هههشش انا جعان من فضلك
حاولت النهوض وهدرت بإنفعال :
– لا اكل نفسك انت ..
جذبها من جديد وباغتها بقبلة سريعة ،فجحظت عينها ،وصرخت
ابعد عنها بهدوء ،وعلق نظره بشفاها وتحدث بجراءة اكبر
– اكلينى يلا بدل ما….
ارتبكت وبسرعه ..دست له طعاما فى فمه
تناول الطعام وهو يهمهم بإستمتاع
– هممممم
وعلق عينه بعينيها التى ثبتتها على الارض وتورد خديها باللون الاحمر تشعر فى احضانه بالارتباك والخجل خوفا من كل ما سيأتى وخوفا من ان تقع فى غرامه ويتركها
جذبها فى احضانه ليستمتع بعبيرها الاخاذ الذى يسحره ويفقده السيطرة على تنفيذ اى مما نوى تململت بين يده وحاولت النهوض والتملص من قبضته ولكن هو حاصرها بفمه لمحاولة تقبيلها مجددا حركت وجهها بعيدا عنه وهو يداهمها
هتفت هى بتقزز
– لالالالالا
توقف هو اشهر اصبعه فى وجهها محذرا :
– كل ما تحاولى تقومى .،،هبوسك وشوفى انتى عايزة ايه بقى ،غمز بطرف عينه
لاتعرف حنين كيفية لتخلص من وقاحته او ردا مناسبا على فظاظته
اشار لها ..بعينيه نحو الطاولة
– اكلينى يلا
قدمت كل ما يأتى فى يدها فى سرعه ودسته فى فمه لكى تنجز وتنهى هذا المشهد المحرج برمته ..حاول اياد التقاط انفاسه وتوقف الطعام فى حلقه وتحدث بصعوبه :
– يا بنتى استنى عليا هتموتين … ..
كورت قبضتها بغل ، وكزته بشدة فى ظهرة عدت مرات
تشنجت قسماته وارخى يده وتحشرج صوته :
– كح كح . ايه يا بنتى الافتراء دا
– مش شرقت
توقف بصعوبه وهتف :
– وهو عندكوا اللى بيشرق بيموتوه ؛بيجبوله ميه يا حببتى
استغلت انشغاله،حاولت التسلل من بين يده
ولكن حاصرها مجددا محذرا
– هااااااا ..هممم وبداء يطاردها
دفنت وجهها بين راحت كفيها وهتفت بإستعطاف :
– كنت رايحه اجيب مايه
وضع يده على ظهره تأوه بالم :
– بس ايدك تقيله اوى
– انت اللى فافى قالتها بإندفاع
هتف مستنكرا :
– فافى ..انتى بتجيبى المصطلحات دى منين ..انتى عايشه فى كوكب لوحدك
اجابت بضجر :
– خلصت اكل
امسك ظهره بتأوه :
– لسه عايز احلى
استغلت يده المنشغله بالمه واندفعت من بين يده وركضت نحو غرفتها
– طيب ماشى انتى فاكرة انى مش هعرف اجيبك هتشوفى ما تلوميش الا نفسك
اغلقت الباب بالمفتاح جيدا وزفرت بإرتياح وراحت تبتسم بإنتصار
دق الباب بعنف وغضب وهدر بعنف :
– افتحى يا حنين ،عايز اتكلم معاكى
اجابته هى بعند وهى تتأكد من وجود المفتاح :
– لا مش هفتح للى فى الباب واعلى ما فى خيلك اركبه
اجاب هو بتوعد :
– بقي كدااا طيب خليكى متبته ع المفتاح بقي
اقتربت من الباب وتاكدت من الهدوء الخارجى وضحكت وهى تخطو بخطوات خلفيه هادئه
اصدتمت بجسم غريب فإلتفت بحذر ولكنها صدمت عندما وجدت اياد وعلي وجه إبتسامه ساخرة
صاحت هى بفرع :
-ياااما … الباب سلاما قول من رب رحيم وتراجعت للخلف
قهقه هو عاليا وهتف ساخرا :
_ههههههههههههههههه بالراحه..انا جيت من البلكونه واشار بسبابته …اصل الحلوة ما تعرفش ان البلكونه دى مفتوحه على بلكونه الاوضه التانيه
اقترب منها وحاصرها بذراعيه ومال بجبهته على جبهتها هاتفا :
– نتكلم ..بقي
دفعته بقوة ،وصاحت عاليا :
– والله العظيم هرمى نفسى م الشباك
اشار لها بيده مهدئا :
– اهدى بس ..اهدى ..احنا مش اتفقنا
هتفت بساؤل :
– على ايه ..هااا على ايه انا ما اتفقتش معاك على حاجه
قضب حاجبيه وغمز بطرف عينه :
– طيب افكرك ..مش قولتلى هتمشى انهارده ما مشتيش ليه
لما اهلك جم ما قولتلهمش ليه ما بنى على باطل فهو باطل والا الكلام والتقطيم ليا انا بس ؟!
تشنجت قسماتها بضيق
امال اذنه لها وعلي صوته وهو يقول :
– هاااا افتكرتى ..قولتلك كمان لو عايزة تمشى …تستسلمى ..صح ..وانتى جم اهلك ومشيوا وكلهم فاكرين اننا ايه اسعد عرسان فى العالم …وقالبتى قطه قدامهم ؟!وحاضر ونعم وناقص تقوليلى احضرك ماية سخنه يا سى اياد!!!
سكتت حنين لانها لا تجد ردا مناسب فقد زجها زوج خالتها وسيزج ابنته قريبا ولا جديد سيذكر اذا رفضت او قبلت فهى اصبحت سلعة سبيه تركت لتواجه مصيرها وحدها
هتف اياد مجددا :
– ماتردى ؟.القطه كلت لسانك ؟! ما قولتلهمش ليه دا كداب وخاين وخدونى معاكم؟! ..ردى !
ابتلعت غصتها المريره بألم واغمضت عينيها حتى تمنع دموعها من الانزلاق واجابت بنبرة متحشرجه :
– حاضر هعملك للى انت عايزه ..بس محتاجه شوية وقت
تفحص وجهها وعينها بدهشة اذا راى لمعة عينيها التى آمته بشدة بداخله رغبة ملحه ان يحتضنها ليخفف عنها يحتضنها لمجرد الحضن ليس الا ،يخشى فقدانها يتعذب لرؤيتها هكذا سحرا فى عينيها يناديه نحو الاعمق وهو سباحا ماهرا وغطاسا كيف يغرق فى تلك العينان ولم يرها لها عمق اكبر من قدراته لما هى مظلمة لهذة الدرجه التى تثير فضوله وحفيظته تزحزحت قدمه واقترب منها خطوة واحدة فانكمشت على نفسها بحذر
تدارك اياد خطورة الموقف وانه اذا فعل لن يجدى الا السوء فدار على عقبيه وخرج بهدوء
…………………………………….
!!!………..
الحلقة الثامنة
كوابيس مفزعه مرت الليلة الماضيه على الفتاتين حنين كوبيسها كانت متعلقة بماضها ومستقبلها صوت أبيها ونظراته القاسيه وصوته الأجش الخالى من أى تعاتطف فى صياحه وانفعاله
– ادفنوها جار امها غرقوها ماليش صالح بيها
يتردد باستمرار يكاد يصيبها بالصمم تعرق وترتجف وتصرخ وتهب فزعه من نومها تنادى بصوت مبحوح :
– لا يا ابوى ،حرام عليك يا ابوى
ينهض اياد على صوتها ويتجه مسرعا نحو بابها ويدق بقوة وبإنفعال:
– حنين افتحي ،مالك
تلتقط انفاسها وتحاول السيطرة على انفعالها :
– انا كويسه ،ما فيش حاجه
– يا بنتى افتحى شكلى وحش وانا بنط من بلكونه لبلكونه الجيران هيقولواعليا ايه ؟
صاحت هى بعنف :
– قولت كويسه
ييأس إياد ويعود من حيث آتى فى اسئ

اما فرحه كانت تخشى الموت هناك وان تكون تلك الزيجه مقبرتها الأخيرة فهى لا تعرف من يكون ذلك الذى اشترها
وايضا مصير امها هل ستظل مع ابيها ام ستستقر معها بالصعيد
هى ايضا لم تنعم بأحلام ورديه أبدا كان نصيبها كوابيس ايضا مفزعه نحو عرسها المفاجئ وضرورة الحضور إلى الصعيد
نادت زينات ابنتها بعطف بالغ لتوقظه من النوم
– قومي يا بنتى عريسك وعيال عمك زمانهم جايين
نهضت فرحة بضيق :
– عرسه اما تاكلة
اغتصبت زينات ابتسامه على وجهها وهتفت لتواسيها :
– معلش يا فرحه بكرة تحبيه
لوحت فرحه بيدها بحركة غير مباليه :
– كنتى انتى حبيتى ابويا
جلست زينات على طرف السرير متألمه :
– ومين قالك انى ما حبتهوش
إعتدلت فرحة بإهتمام :
– لا قوليلى ابويا دا يتحب من اى ناحيه ،أنا عمرى ما شوفته زوج حنين ولا أب عطوف على طول مش بيفكر فينا ومش بيفكر غير فى نفسه
وكزتها زينات فى كتفها بخفة :
– ابوكي يا بت اوعك تقولى عنه كلمه وحشة
حركت راسها بالايجاب :
– ماشى يا امه مش هتكلم عنه انا هتكلم عنك إنتى أنا عايزة اعرف حكايتك انتى
ليه رضيتي بابويا واتغربتى معاه وصبرتى ع الهم دا كل السنين دى نهضت من جوارها ولم تعيرها أى اهتمام
أمسكت فرحة بيدها ونظرت إليها برجاء :
– ارجوكى يا امه انا ما بقتش صغيرة عايزة اعرف كل حاجه جلست زينات فى شرود وحركت رأسها بالإيجاب :
– دلوقتى لازم تعرفى ، انتى كبرتى ،وغمغمت بصوت غير واضح (يمكن ما تضعيش زيي)
عادت زينات بذاكرتها للماضى الأليم وتذكرت عندما كانت هى وأختها أمينه يعملان معا فى بيتهم الريفي الصغير البالي كان هشا للغايه مجرد جدران طينيه أسرة فقيرة تتكون من أم وثلاث أولاد وزينات وامينه الصغيرة كان يتمتعان الأختان بجمال متنوع كانت زينات تشبه والدها من حيث العيون السود والبشرة البيضاء والشعر الاسود تصغرها أمينه بعام واحد كانت عينيها زيتونيه يخالطها بعضا من العسلى تماما كوالدتها كما كان نصيبهم فى الجمال الوافر كان لهم أيضا نصيبا من الآسي الوافر ايضا كانت كل منهما يعملان عملا شاقا
يفوق قدرتهن وطاقتهن من أجل مساعدة اهلهن على أعباء الحياه توفى عنهم والدهما واصبحن تحت تصرف أخيهم الاكبر ….الذى كان متزوج ولدية أسرة اخرى إلى ان جائهم من ينقذهم من هذا التعب ويريح كاهلهم
زفرت بهدوء وتمالكت نفسها وتحدثت بصوت حزين وقلب يبكى على حالتها :
– ابوكى جه اتقدملى واخويا رحب بيه قوى وكان طاير من السعادة انى جانى عريس مقتدر وطبعا هيعيش اهلى
فى نعيم وكان فتح الله أهلوا مبسوطين وقولت اخيرا هرتاح من الخدمه وأعيش حياتى بقى ،وبعديها اتجوزت أمينه أختى عبد المجيد ودا كان ابن كبير البلد وقولت هى كمان هترتاح والباقى انتى عرفاه
حركت رأسها فرحة بآسى …
استرسلت زينات :
– اتجوزت وعيشت فى بيت العيلة وكنت مرتاحه ما انكرش ،لكن ابوكى كان مش بيرضى بنصيبه ابدا وديما مش عاجبه حاله طلب من ابوه يديله فلوس وينزل يشتغل فى مصر ابوه غضب عليه واتخنقوا وبرده نفذ اللى فى دماغه وخدنى معاه ونزلت مصر ،هنا خلفتك وبردوا اما خلفت ما كانش عاجبه انك بنت كان عايز ولد ،بعديها شلت الرحم اتقلبت حياتى جحيم وبقي يقولى ياناقصة ويعايرنى إستحملت عشانك انتى ورضيت بكل البهدلة معاه من فقر لذل ،اخدتك في ايدي ورجعت البلد وحدى كان حصل اللى حصل لامينه اختى وبقت بنتها فى رقبتى زيها زيك رجعتلوا تانى عشان اقدر اربيكوا خصوصا بعد اما اخواتى قفلوا بابهم عليهم بعد ما حنفية الفلوس اللى كانت بتجلهم من وراء أمينه ومن ورايا …..سكتت وبدئت وكانها تذكرت شيئا ……بس أمينه كانت بتحب عبد المجيد انا عمرى ما حبيت فتح الله …..
وهامت فى ذكرياتها البعيدة المؤلمه عندما كانت تعشق جارهما وتواعد على الزواج ولكن كان فتح الله نصيبها وفاز بها من أجل حالة الميسور ورفضوا ذلك الفقير

إنتظرت فرحة ان تحكى لها المزيد ولكنها أطالت الصمت وبدت جسدا بلا عقل غائبة ذهنيا ربتت فرحة على كتفها لتواسيها لقد عانت تلك المرأة لتصل بهم الى شاطئ الامان وهى تعلم مصيرها انها ستقف هناك وحيدة بلا عون تعلم ان والدها صبر طوال السنوات على تحقيق ما أراد الا الفقر وضيق المكان ليس الا .. مالت فرحة على كتف أمها بتعب وقد بدوا كإمرتان بائستان استسلمتا للواقع وسلبتهم الحياة ابسط حقوقهن

************************************
استيقظت حنين بالم فى شى جسمها من فرط سوء حالتها النفسيه حاولت قدر المستطاع الابتعاد عن ذلك المحتال الذى يربكها ويشتت عقلها وانزوت فى غرفتها تضرعا الى الله ان يصلح امورها وينسيها ما ذقته فى ماضيها
اما اياد كان يغدوا المنزل ذهابا وايابا فى ضجر يسال نفسة لما هو قلقا عليها لم يشعر بالفراغ اذ هى مختفيه لما يريد ان يسجنها بين ضلوعه للابد ،من قبل كان يشعر شعور غريب يجذبه نحوها ولكن عندما اقترب منها واصبح ما بينها وبينه بابا واحدا يسطتيع هدمه وجعله ركاما اصبح الامر اسوء مما اعتقد هو يخشى دموعها لا يريد ان يحزن قلبها لا يريد الاقتراب الا بدعوة منها يومان فى بيته وتحت يده وهو لا يسطتيع حتى ان يضع حدا لذلك الشعور الذى يزداد ويتوغل فى قلبه كالمرض

*************************************

جاء الى منزل فرحة أبناء عمها ليصطحبهم إلى الصعيد جاء معهم عزام العريس شخصيا لينقل عروسة وابنة عمه الى بيت العيلة الكبير وتحركوا فى صمت

طالت المسافة فى الرحلة واذاد شعور فرحة بضيق والألم والخوف من ان تكون سبيه اخرى تباع فى سوق الجوارى من اجل اخلاء المكان والمسئوليه منها فقط
وبدأت رحلتها مع الرعب خاصة بعدما رأنت عزام الشاب الصارم معنا وموضوعا يبدو على وجهه قسوة تفزع القلب
.جلست فرحة منكمشه فى امها تتوارى من نظراته المتفحصة التى لم تستحى. عينها السوداء واهدابها السوداء تتحرك بقلق يغريه دون قصد منها عبائتها السوداء البالية اضافت لها جمال فى عينه
مالت فرحة الى كتف امها تستأذنها :
– ماما عايزة اروح الحمام
– ماشى يا فرحة روحى وتعالى
خرجت فرحة وهى تتلفت فى قلق واتجهت نحو باب الكافتريا وخرجت مسرعه

لم تكن تعلم وجة سوى الفرار تفر من مقتلها الحتمى الذى رأته الان
*************************
فى الكافتيريا
مضى وقت ليس بقليل على غيابها
ساور القلق العريس او اشتاق اليها ،فتنحنح بصوت اجش وتسائل :
– أومال فرحة غابت كدا لى ؟
– زينات هقوم اشوفها
نهضت زينات وبحثت داخل الحمام ولكن كان فارغا انقبض قلبها على الفور وهى
تصرخ باسمها :فرحة فرحة
أتى على الفور أبناء عمها وتسائلوا فى قلق :
– جرى اية يا عمة ؟
– حصل ايه ؟
وضعت زينات يدها على صدرها وراحت تربت بقوة وتبكي
صاح بها فتح الله بإنفعال :
– ما تقوالى فى يا ولية يا بومه ..بتك فين ؟
استطاعت بصعوبه نطق الكلمات وأجابت محزونة:
– بنتى مش فى الحمام !

صاح فتح الله بإنفعال:
– يعنى ايه رحت فين بت المركوب دي
التمعت عين عزام بشرارة خطرة وراح يوزع نظره فى المكان الضيق بضيق حتى امسك بالجرسون من كتفه وسأله فى غلظة:
– كان فيه واحده لابسة عبايه سودة وطرحة سودة وصغيرة ما شوفتهاش ..
الجرسون ..
– اة ياافندم كانت بتجرى برة الكافتريا
هتف عثمان واسماعيل بصوت واحد :
– يا واجعه مرابربه
خرج الثلاثة بحثا عن العروس الهاربة والتى استطاع بسهولة تحديد مكانها فكانت تركض بعيدا
كانت فرحة تركض بكل ما أوتيت من قوة ولكن لم تغيب صورة الكافتيريا عن نظرها فى مكان مكشوف كانت تلتفت بين حين والاخر لتتاكد من ان لا احد يلاحقها ولكن حدث ما كانت تخشاه رأتهم يلاحقونها ويركضون نحوها ،ازدادت هى سرعة وأخذت تتعرق وجف حلقها وعبرت الطريق السريع الى الجهة الأخرى بلا وعى غير عابئة بتوقف السيارات المفاجئ والذى كان علي وشك حدوث كارثة وصارت تركض بعشوائية كل ما ترغب به الان ان تختفى عن أنظارهم وان تسطيع الفرار من تلاحقهم
ولم يتوقفوا لحظه بل ازدادوا سرعه نحوها وعبروا الطريق محدثين ضجة مماثله لما هى أحدثتها واقتربت المسافة بينهم جعل فرحة تصرخ بجنون وتزيد من سرعتها الواهية ولكن هيهات تلاشت المسافه وامسكو بها

سيقتلونها بلامحاله ولا احد سيكترث لأمرها بإختلاف الاسباب سواء ان تزوجت من عزام او لا جزاء فعلتها التى لاتغتفر صاحت هى عاليا بكل قوة لعل احد يستمع لها ولكن
جذبها اسماعيل من شعرها بعنف وصاح بإنفعال شديد وهو يدفعها نحو عزام :
– الفاجرة عايزة تهرب قبل فرحهاخد اغسل عارك
ما كان من عزام إلا ان هوى على وجهها بصفعة قوية ادمت وجنتها و زاد وجهه بريقا من الشر جعله تماما كهيئة وحش مخيف :
_كنتى عايزه تهربى ليه ؟خايفه من ايه !
عثمان: يلا ياعزام خدها لابوها ..واسئله
صرخت بهلع :مش هروح معاكوا
هوى عزام بصفعه أخرى على وجهها صارخا تحذير :
– اكتمى لا ادفنك صاحية
اجاب اسماعيل ساخرا :
– ادى اخرت تربية البندر
تملصت من قبضته القوية فى محاولة اخيرة لإنقاذ نفسها من براثنهما الشرسه امسكا بها بسهولة فأبت التحرك وجلست فى الارض ارغهمن على الوقوف وتحدث اليها عزام من بين اسنانه:
– بس اما نرجع البلد هتشوفى ايام اسود من قرون الخروب والله لأعلمك الادب
وجذبها عنوة من ذراعيها بكل عنف ولكن هى خارت قواها وما عادت تحملها قدمها
هتف اسماعيل بحنق :
_ما تخلصينا يا بنت الناس قومى بدل ما ندفنك صاحيه
ووكزها فى كتفها بغل ،وناولها عثمان ايضا وكزة مماثلة فى الكتف الاخر بدت با ئسة بين ايديهم
*********************************
اما على الطرف التانى ….
لم تعرف حنين كم من الوقت مضى وهى تتضرع الى الله وتبكي
دق ايادالباب بنعومه وهتف قائلا :
_ممكن ادخل .
نهضت من مكانها وكففت دموعها وهتفت :
_ثوانى
اتجهت نحو الباب وادارت المفتاح :
أجاب هو :
– ممكن تجهزى شنتطك عشان نسافر
بإيجاز :
– فين ؟!
– رايحين الساحل أوالمفروض شهر العسل
تشنجت قسماتها وتوترت وهى تسائل :
_طيب الدولاب في لبس خروج؟
صفع جبهته بخفة فهو ذكر انه لم يكن فى حساباته ان يخرج معها فكل ما اتى به من ملابس لا تتعدى غرفة النوم فقط الى غرضه فقط حتى أنه لايذكر اين وجدت هى ذلك البيجامة التى ترتديها الان مسح بكفه على وجهه
وهتف بهدوء :
_حاضر هجبلك لبس حضرى الشنط على ما انزل اجيب واجى
حركت رأسها بالموافقه ..
التفت نحو الخزانه لتنجز عملها فتحتها فكانت ملابسه ووجدت الشنطه تحت الملابس سحبتها وبدأت فى ترتيب ملابسه لاحظت ذوقة الذى يدل على اناقة ملابسه اضافة الى عطره النفاذ المتعلق بملابسه اوشكت على احتضان الاثواب وتستمتع بتلك الطمأنينة التى تشعر بها تارة وتارة اخرى تخشها وتخنقها
فهو شابا جذاب ولكنه استغل ضعفها اسوأ استغلال جعلها تنفر منه وتنفض عن راسها اى تفكير بالاعجاب به وتقاومه بشدة ألقتها ما بيدها فى الحقيبه بإهمال
فتحت الجهة الاخرى الخاصة بملابسها وتفاجأت مما راته فكل ملابسها تشف وتصف اذا نيته من البداية كانت هو نيل فقط ما اراد وتركها
تقززت من نفسها لابعد الحدود ولامت نفسها على انها منذ لحظات كانت تالف عطرة تشنجت قسماتها وراحت تلهث بسرعه لشعورها بالاختناق من ذلك العطر الذى علق على ارنبة انفها وشعرت بان مصيرها سيصبح كالماضى
قذفت الملابس بتقزز داخل الشنطه وانهمرت الدموع على وجنتيها لا إراديا كم هو مؤلم شعور الطعن بالقلب يدمى فى صمت .

دخل اياد شقته بعد غياب ودق الباب بهدوء لتسمح له هى بالدخول .
قضب ما بين حاجبيه بضيق عندما راى تورم عينيها وحمرتهم اقترب ليتلامس وجها وكالعادة ابتعدت رافضة كشجرة خاويه تقف شامخة برغم حالتها الرثاء
قدم اليها كيسا ورقيا انيق للغايه ولكنها ابت الالتفات لة تركه على المنضدة وخرج بصمت
متألم ومشفق عليها يؤلمه شعورها بالحزن وكل ما يريده هو ضمة واحدة يبث فيها كل الحنان ويقدم لها العون
* امسكت هى الكيس بلا مبالاة واخرجت ما به بعنف ولكنه وضع لها وردة حمراء رائعه فى المنتصف
فكورتها بين يديها بعنف مماثل والقتها تحت قدميها

ارتدت ما اتى به بلا اهتمام كان كل ما يعنيها هو ان تكون محتشمه
ارتدت الجيب الورديه والبليزر الاوف وايت المزركش بالورود من نفس لون الجيب وارتدت حجابا ورديا لا شك ان ذوقه رائع ولكن هى لا ترى الا انها ترتدى كفن وتساق الى مقبرة حقيقية
خرجت إليه وكان فى انتظارها وما ان انتبه الى وجودها حتى شخص بصره امام تلك الزهرة البديعة التى حولها هالة من النور تؤلم الأبصار وبرغم من أنها لم تضع أي من أدوات التزين التى أتى بها إليها إلا انها كانت مغريه له باحتشامها أكثر من الاف المتبرجات الذين وقعنا فى طريقه
تنحت جانبا وجلست الى الاريكه وهى عقدت ذراعيها إلى صدرها لتحتمي من نظراته وهتفت بضيق:
– اناخلصت
أفاق اياد من غيببوته المؤقته.. وتحرك بجسده نحو الغرفة وعقله معلق بها
اتمت هى كل شئ ووجد الحقائب جاهزة
شمر عن ساعديه وتحرك نحوهم ليحملهم ولكن اثناء سعيه رأي الوردة التى اهداها إليها من لحظات ممزقه شر تمزيقه وملقيه باهمال على الارضيه ..
امال بجسدة نحوها وامسك بشرود وتحدث الى نفسه :
– يستحيل تدينى اى حاجه وهى راضيه عنها …يستحيل اصلا تحبنى

!!!………………………………………………………………………..!
بقلم: ياسمينا أحمد

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى