ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا الحلقة 13و14و15و16

الحلقة الثالثة عشر

********************************

خرجت حنين من الغرفة بعد فترة وجيزة
كانت ترتدى جيب صفراء الون وبلوزة جينز مما اتى بهم وانتقت لها حجابا مناسبا
مزركشا بألون هادئة من الاصفر والبترولى لتقف امام اياد الذى هام عشقا بها اذ استطعات سلب عبرات الاطراء بطلتها البسيطه

اجفل عينيه ليستوعب ما يقال فى مثل جمالها وهتف برقة
تناسب برائتها :
_بسم الله مشاء الله اية الجمال دا يا عيون قلبى
طاطات راسها بخجل :
_شكرا
التوى فمه بإبتسامه وهدر ساخرا :
_ شكرا حته واحدة ..دا كرم اخلاق منك

ازدات ابتسامتها تدرجيا عندما فهمت ما يريد فهو يريد كلمة عذبه من بين شفتيها
مد ذرعية ليتتبطأه ذراعيه وهو ينظر اليها ويبتلع ريقه :

_يلا بينا الا انا جوعت
استجابت هى وارتسمت ابتسامه وهى تهتف :
_ .تقريبا انت على طول جعان
وقف بوجهها لينظر بعمق عينيها وينطق بصدق
_احلفلك وتصدقينى ..
ابدت علامات الاهتمام على وجهها وامت:
_ .ااممم

امسك بيدها الاخر وجذبهما نحو قلبة :
_ من يوم ما شوفتك وانا نفسى مفتوحه على الدنيا

_ تؤ و دا من زمان ..فاكر اما جتلى المطبعه

اتسعت ابتسامة حتى ظهرت لمعة اسنانه وهتف :

_اقسم بالله من يومها ..ساعت ما شوفتك جوعت مش عارف لى ؟
مع انى مش بفتكر الاكل خالص ! بس انتى المفروض يستخدموكى بدل فاتح الشهيه

مالت راسها للخلف وهى تقهقه :
_ هههههههههههه نعمل ثورة فى عالم الطب

احتضن يدة جيدا بين احضانه ومال برأسة عند جبينها وهى يرجوا ان تشعر بصدق مشاعرة :
_نعمل ثورة الاول لاياد عشان حنين تحس بيه

اغمضت عيناها وهتفت بإرتباك :
_طيب مش يلا

********************
اما فى الصعيد
فى مجلس الرجال كان امين ووهدان وعثمان واسماعيل وعزام
يتحدثون

قال امين متأسفا على حالتهم :
_هنجعد كدا ونسيب حالنا ومالنا
ليرتفع صوت وهدان بغضب :

فتح الله مشى …مشى وسبلنا العار ..
حرك رأسه امين بأسي :
_ نعمل فيه ايه منه للله بقالو سنين غايب ويوم ما يجى يجى يفضحنا ويوطى راسنا

زمجر اسماعيل بضيق جلي :
_ والله لاقتل بته الفاجرة واغسل عارى بيدى

ودعامه عثمان بغضب مماثل:
_ ونرفع راسنا من تانى وسط الخالق

كور عزام الشارد قبضته ولكم ب بها يده وهتف بوعيد
_ نعطر فيها بس ..
*************
فى مكان مظلم
ينبعث منه ضوء خفيض يظهرنصف وجه شرير ينفث سيجار كوبى فاخر بتفاخر

مال رجل ضخم الجثة بهاتف نقال يحمل صور للزين وحرك اصبعة يأتى بصورة معينه ليتوقف عند صورة فتاة بيضاء الوجه واسعة العينين السمراء الكحيلة بفم ممتلئ وانف صغير منمق كانت هذة هي (فرحة )
هتف الرجل بسؤال جاد :

_هــي دى اللى كانت معاه ؟!

واجاب الاخر بنعم:

_ ايـوة يا باشا ، هى دي اللى الحراسة بتاعتنا شافتها معاه ، ولما دورنا وراها عرفنا انها هربت من

وراء اهلها من فترة ووجدها معاه بيثبت انهم علاقتهم قديمة ومعرفة سابقة واحتمال يكون هو اللى خلها
تهرب

رفع شفتيه بإعجاب وهتف مغتر:

_اااممم ، كدا حلو البت دى تلزمنا

واصبحت فرحة مطاردة من الجميع

***************************
فى الساحل

وصلا معا الى لمرسى
نزل اياد من سيارتة الفارهة وفتح الباب لحنين لشعورة بنفورها من افراد الحراسه التى تتبعهم الى اى مكان

نزلت معه ودارت براسها فى المكان فقد توقف عند شاطئ ميناء
هتف اياد بصرامه الى افراد حراسته :
_ مش عايز حد ،خليكوا هنا

تحدث اليه قائدهم بتوجس :
_ بــس ،اااا….

قاطعه اياد بحدة :
_ اللى اقولة يتنفذ استنونى هنا
طات الحارس رأسه وهتف بخنوع :
_حاضر يا باشـا

التف الى حنين وعقد اصابعه بأصابعها وتحرك يدا بيد الى داخل اللسان المتوغل داخل البحر بخطوات سعيدة
اخيرا قفز اياد الى احدى اليخوت المصتفة بإنتظام
ومد يدة بٱبتسامه براقة
دارت بمقلتيها حولة وهى تسأل :
_ايه دا
هتف هو بسعادة :
_ دى المفاجأه..هنقضى اليوم كله فى البحر

ابتسمت ابتسامه واسعه وهى تهتف بطفولة :
_بجــد
ابتسم لها اياد :
_اهوا انا عامل المفاجأة دى مخصوص عشان اشوف ابتسامتك دى
اخفضت رأسها بخجل
نادها هو بحنان :
_يلا هاتى ايدك

مدت يدها نحوه بلا تردت، فجذبه اليه وامسك خصرها جيدا ورفعا فى الهواء
حاملا اياها الى ارض اليخت بسعادة

لم ينبث فمهة بكلمة كان يتفحص سعادتها بصمت اتجها بها غرفة القيادة واجلسها الى جواره وشرع فى الانطلاق
……………
وقف فى عرض البحر وترك المياه تحرك اليخت بهدوء وتناغم
اقترب من حنين التى كانت شله مسحورة وغائبة عن العالم وهى تنظر الي المياه الامعه تحت اشعة الشمس بإنبهار وشرود من شرفة الغرفه

احتضن ظهرها عندما لاحظ شرودها لتصبح رأسها عند قلبه كما تكون دائما فهى اقصر منه عدت انشات

وتسأل برقةبالغه:
_ لدرجادى بتحبيه
ازاحت رأسها للامام وهى تسأل :
_ هو مين ؟
ابتسم اياد وهتف :
_ البحر طبعا …فى عروسه تطلب تروح البحر فى يوم فرحها
قهقهت حنين :
_ هههههههههه…مجنونه
ادارها بخفة بين يديه لتصبح فى مواجهته وتفحص ملامحها السعيدة بشغف جلى :
_واجمل مجنونه …فى حياتى
طأطأت رأسها بخجل فلا تعرف ما الاجابة على كم الحنان والحب الذى يغدق عليهم بها :
_ اااااا…اااا…
تعلثمت وابت كلماتها الخروج ،بادر هو بمقاطعتها ووضع طرف اصبعه على شفاه الناعمه مسكتا اياها :
_هششش ، ما تقوليش حاجه جذبها الى قلبه واتجها بها الي سطح اليخت حيث المياه والشمس فقط ووقف بها فى مقدمة اليخت ومحاوطا كتفه بذراعيه
واستنشق الهواء العليل البحر الممزوج برائحة حنين الورديه واحتبسة ثم زفره دفعة واحدة
كانت حنين فى عالم اخر بين احضانه شعورها بالامان موجة الحنان الجارفة التى تجتحها تفننه فى اسعادها ودفن ماضيها ترضيها كل ما ترفه ان قلبها فى احضانه مستكين

هتف اياد بشرود :
_ تعرفى انا جبتك هنا لي
رفعت رأسها نحوه بإهتمام :
استرسل بهدوء دون ان يحيد نظره عن امتداد المياه :
_ مش عشان بس اسعدك ،عشان انا كمان بحب البحر والمياه اكتر من اي حاجه فى الدنيا وببقا سعيد وبنسي كل حاجه وانا فى جو زى دا انهاردة انا اسعد واسعد والتف برأسه اليها بعشق تام
لاني جمعت بين افضل حاجتين فى حياتى انتى والبحر
علقت عينها بعينيه الرماديه الصافية التى اعطاها الصدق رونقا جذاب
هتف هو مازحا:
_ ما تيجى اشربك من البحر اهو ما ابقاش وديتك البحر وجبتك عطشانه
اجابت بعدم فهم :
_ تقصد انزل المياه؟!!
حركت رأسها بإستنكار … يستحيل
اجاب هو بتحافز وهو يميل رأسة الى جبينها :
_لى دا الجو جميل ومناسب اوى …وتحت المايه بيقا روعه خاصا فى المكان اللى احنا فية دا متعه ،خاصة لو معاكى سباح وغطاس ماهر زيي

ابتعدت عنه قليلا اثر تواترها من اقترابه الخطر
جذبها نحوه مرة اخرى ولثمها فى قبلة هادئة ورقيقة لم تكتمل
اذا ابتعت وهى تلتف بريبه :
_احنا فى مش فى بيتنا

قهقه اياد عاليا وهتف بصوت ممزوج بسعادة:
_ هههههههههه فعلا، احنا فى البحر بصى حوليكى كدا شايفه حد هنا امن مكان
مافيش ناس مافيش حدود ما فيش غير انا وانتى وبس

واناعامل حسابي نقعد سواء هنا يومين
ابتسمت حنين اذا دائما يفوق توقعاتها ويأخذها من عالم الى اخر
ارخى يده قليلا ..ليبتعد عنها بخطوتين

جثى على ركبة واحدة واخرج علبة قطيفة صغيرة وفتحها امامها اذ لامع الالماظ تحت اشعة الشمس بطريقه رومانسيه واضاق وهو يقطر رقه بلسانه :.
_المفروض انى اجبلك شبكة ، بس انتى عارفة الظروف الاى عدت علينا انهاردة انا بقدملك اقل حاجه ممكنه ،تقبلى

كتمت هى شهقاتها ولمعت عينيها بسعادة اذا لم تستوعب كم هي تعيش قصة حب رائعه مع شخص رائع وحنون لا يضيع فرصة بينهم
وقفت صامته لا تدرى ماذا تفعل قدمت يدها نحوة كعلامة للقبول
ابتسم هو الاخروامسك يدها بنعومه وجذبها نحوه واجلسها على ركبته وتمعن صفاء وجهها وسعادتها وهتف بنعومه :
_اجمل هديه انتى ياحنين
واسند جبينه الي جبينها ليغيب معها فى قبلة مطولة من نوع اخر ، جذبها عنوة الي عالم مختلف لتبادله هي فيض حنانه بحنان ف عطره انفاسه اقترابه منها الى هذا الحد جعلها لا اراديا تحتضنه وتشبث بعنقه
********************
فى الصعيد
مازالت زينات جليست الفراش تهذى بأسم ابنتها بألم وبكاء مرير :
_ فــرحه ،روحتي فين يا بنتي
اقتحمت صابحة وهنية غرفتها دون اكتراث
تتبعها الخادمـة بصنية طعام
هتفت صابحة والدة عزام بضيق :
_ داهية لا ترجعها اللى بتنادى عليها دي
لوت فمها هنية بسخط تأمن :
_امين
ثم لوحت صابحة بغضب :
_ وقف حال ابنـي وخلت سيرتنا على كل لسان
دحجتها زينات بنظرات متألمه كانها غير واعية هدرت بحزن عميق :
_ يا بــتي ، انتي فين ؟ يا بتـي
حركت هنية فمها يمينا يسارا بإزدراء :
_ كأنها اتجنت ،ما تعبيش نفسك واياها
ضيقت صابحة عينيها بغل :
_ لا استني ،يا سلفتي جنانك انتى وبتك هيبقا على يدي
وكورت قبضها بعنف
************************
مضي اليوم غابت الشمس
ولم يأتى زين الى فرحة ومضى اليوم كئيب
دون جديد غدت الشقة ذهابا وايابا واخيرا ذهبت الي الحمام وتؤضات
وارتدت حجابها على قميصة وانزوت فى الغرفة
تضرع الي الله انتهت صلاتها ورفعت يدها الي السماء
تدعوا الله بخشوع :
كانت متحيرة مما يحدث ولا تعرف ما هو الصواب ناجت ربها ببكاء
_يارب انا مش عارفة اللى عملتوا صح ولا غلط ،مش عارفة كنت اقبل الجواز من ابن عمي واعيش باقي حياتى فى سجن ،دا يرضيك يارب ، دا افضلي ،طب رميتى هنا مع الغريب دا ،يارب اهدينى يارب استرها معايا وطلعنى من اللى انا فيه ،لا تعرف لما قفز زين الى مخيلاتها وهي تناجي الله بصدق
_ يارب ….يارب اهديه يارب

دخل زين الي الشقه واستمع الى همس يأتى من الغرفة الجانبيه ترك ما بيدة واتجه بتوجس ليسترق السمع
استرسلت فرحة التى كانت فى لحظة تجلي بينها وبين ربها تعزلها عن العالم وتتحدث بصدق
_ يارب يبقا حد كويس ..يارب هو شكلة مش مجرم خالص
دا باين عليه طيب وشهم وجدع ….يارب يبطل يقتل يارب يبقا طيب

ابتسم زين بسخريه وهمس فى نفسه :
_البت دى مجنونه واللهِ
عاد بإتجاه الباب واغلقه بقوة لتنتبه لوجوده

بالفعل استمعت فرحة انغلاق الباب ونهضت فى عجل وخرجت من الغرفة مسرعه
لتجدة ينظم اكياس بلاستكية اعلي طاولة المطبخ
هتف دون التفات :
_ ازيك …ما داهيه لتكونى كويس ؟!
استاءت من فظاظته:
_ ما تحسسنيش انى عاله عليك ..عايزنى امشى امشى

دلف الى المطبخ وهو يهتف بسخريه :
_ لاتمشى ازاى ،امال انا اخدم مين ؟!
وبدء فى تجهيز الغذاء
وتحركت نحو المطبخ وعبثت بالاكياس بينما هو انشغل بطهو الطعام
صاحت وهى تعبث بالخضروات :
_ما هو انت ما قولتليش اعمل ايه ؟
اجابها وهو يقطع البصل بحرافية على الحامل البلاستكى :
_ عموما انا كدا كدا بعرف اطبخ فمش هحتاج منك حاجه
_هو طبيخ الرجاله دا بيقا ليه معنا قالتها بإندفاع
اذدات دهشته من رودادها المندفعه واجاب بعدم اهتمام :
_ بأمرت ما بقالك يومين بتاكلى منه
حركت كتفها بخفة وهى تنفى براسها :
_ اكيد مضره يعني ،مش معجبه
القى نظرةمحذرة سريعه اليها ثم عاد يقلب الطعام فى المقلاه بمهارة وهو يهتف:
_لسانك طويل ..وعايز قصه
انتبهت لتحذيره وهتفت بتوتر لتشتت تفكيرة عن معاقبتها:
_حاسب الاكل يتحرق
ليجيبها بثقه :
_ما تقلقيش عينى فى وسط راسى
غسلت ما بيدها من خضروات الى جواره واثارت الصمت
ظل يعبث بالاشياء ويضع اضافات متعدة جعلت رائحة ما بيده تعبق المكان وتسيل اللعاب ، ثم التقطت بعضا منه على طرف المعلقة وقدمه نحوها وهو يهتف :
_ دوقى
اقتربت فرحه نحو ما قدم بحذر..
ضيق زين عينها وهو ينظر الى وجهها بتأمل شديد ويتابع قسماتها بدقة
انتبهت فرحة لسكونه الغير معهود فإبتعدت
تنحنح زين لانتبهها
_ اححم ….عجبك
اجابته بعند كردا على تصرفه :
_ لا
تذوق هو مرة اخرى وهو يغلق نصف عينه واسطنع الجديه وهو يهتف :
_ مش ممكن ، دسها مرة اخرى فى المقلاه وقدمها نحوها مرة اخرى
_طيب دوقى تانى كدا
انطلت عليها خدعته واقتربت لتتذوق فروغها وشكل وجها وارنبة انفها بحمرة الطعام ووقف يقهقه عاليا بسعادة
ههههههههههههههه وهو يميل براسه للوراء
بينما هى تذمرة واحتقنت بالغضب وصارت تركل قدمها بالارض
★**************★**************
كان يستلقى الى جورها ثم اعتدل فى نومته بخفه الى وجهها ليتأمل هدوءها العجيب
كانت تاركه العنان الى شعرها البني على الوسادة ليشكل شكلا رائعا الى ملامحة الساكنه ويدها المكوره امام انفها ،تعانق النوم لم يحد نظرها عنها اذا اصبحت هي حبيبته وعشيقته ويعيش معها اجمل الحظات فى احب بعقة الى قلبه
قاومت هي تداعيات النوم وحركت اهدابها لتفرج عن عينها الخضراء الممزوجه بالعسلي الساحرة ،ابتسم اياد واستند الى مرفقه وامسك راسغها برقه وبطرف اصبعة داعب اصابعها المغلقة على شكل بيانوا
ليعزف بفمه معزوف عشوائيه
لتشرق ابتسامتها عن لهوه الطفولى بينما هو اختطف يدها الي فمه ليطبع قبلة فى
راحت يدها ويطلق انفاسه الرقيقه عليها ثم يرمقها بنظرات مستفسره وهو يهتف :
_ تعرفى البوسة هنا معناها ايه ؟!
اجابت بإيجاز :
_ تؤؤ
كرر فعلته وعلق بصره ببصرها وهو يهتف :
_ معناها ان انا ملكك
افرجت اسريرها وسحبت يدها من يده وجذبت راسغه الى احضانها واحتضانته طفلة تحتضن دميتها وغفت لتستمتع بالحنان الذى يهبها اياه
****★****★****************
فى سيناء
تقف فرحة اما م الصنبور لتنظف الاطباق، بينما زين يجلس الى الطاولة الصغيرة يأكل ببطء
هتفت فرحة بتذمر :
_خلصت اكل
هدر بتعجب :
_ الله ما اكل براحتى هو بيتى ولا بيتك
تمالكت اعصابها وهى تنطق من بين اسانها :
_ عايزة اغسل الاطباق ..الصبر ياربى
نهض وهتف بسخريه :
_ هو انتى لى محسسانى انك انتى اللى صابرة عليا
تابعت عملها واجابته بإندفاع :
_عشان انت مستفز
استرسل هو ليزيد غضبها :
_ عايزانى اعملك ازاى يعنى مصيبه واتحدفت عليا فى يوم مش مناسب خالصواتلزقت فيا ايه عايزانى احب فيكى
سكتت فرحة ولم تجيبه و اتجهت نحو طاولة الطعام بتعبير متشنجه وتابعت عملها
مما زاد شعور زين بالندم وبدأ بتأنيب ضميره اثر تعامله معها بفظاظه وتعمد ايصالها الي النفور منه حتى لا تقع فى عشقة وتورطت فى عشق مجرم فهذا هو الصالح لها وعليه ان يقسوة عليها حتى لا تألفه ابد

هتف ليقاطع الصمت :
_ اعملك شاى
اجابته بأيجاز
_لا
عاد ليتسئل بمرح :
_اعملك لمون
اتجهت الى الصنبور لتنظف ما بقى من الاطباق واجابت بإهمال:
_ لا
هتف بعد فشلة فى استدراج مشاكستها :
_لا بس القميص هياكل منك حته وغمز بطرف عينه مؤكدا

لم تجيبه وتابعت كان يتحرك الى جوارها ،فإقترب منها فى غفلة وامسك تلابيب قميصها ،ليجتذبها نحوه
وهو يهتف بصوت بارد :
_ما تجبيه
امسكت ييده بقوة نظرت الى عينيه فى تحذير واضح وصريح
اربكته اثر رؤيته عينها السمراء بهذا التحدى السافر والقوة والجما ل ، واخفى توتره معللا :
_.دا بتاعى هو انا حرامى
ازاحت يده بضيق جلي اتجهت نحو الغرفة واغلقت الباب والتصقت به وهى تنحب بصوت مكتوم
تعلم انها تدفع ثمنا لتهورها حينما هربت حرفيا معه من ابناء عمها وانه قبلت الجلوس معه بإراتها ويحق له استغلال ذلك كل ذلك بسبب غباؤها وعليها ان تتحمل تقلبات احوله وايضا لسلنه السليط ولكن لن تسمح له ابدا بأن يمسس شعرة منها حتى وان كانت روحها الثمن

بينما كان يدور زين فى الخارج حول نفسة كأسد جريح يأنبه ضميرة امام تلك التى ظن انها اسيرته بينما هى الذى وقع فى اسرها وعوضا عن يقلب ميزان حياتها قلبت هى ميزان حياته اتجه نحو باب الغرفة وطرق عدت طرقات متتاليه
جعلتها تنضفض وتحتضن نفسها بقوة
بينما هو طأطأرأسه فى خزى اذا لم يكن ينوى شيئا سيئا كل ما ارده فقط هو المزح معها واثارت مشاكستها كي تبادله المزيد من الردود العفويه
ولكنها كانت شرسة على ما يخصها اكثر مما توقع وقف زين يأنب نفسة على تصرفه م
اعاد الطرق عندما لم تجيبه وهتف بأسمها لاول مرة :
_ فــ …فـــرحـــه
_انا بعترف انك شاطرة اوى فى الدفاع عن نفسك وان اى حد لازم يفكر مليون مرة قبل ما يقربك
عشان ما يشفش البصة اللى بصتهالى دا انا لو حرامى فى سوق الجمعه مش هتعملى معايا كدا
ابتسمت وهى تمسح دموعها بطرف اصبعها
بينما استرسل زين :
_و عشان اثبتلك حسن نيتى ..هنزل اشتريلك لبس …مرضيه
اتسعت ابتسامتها ،ووضعت يدها على فمها بسعادة

هتف زين ممازحا :
_خلاص بقا يا تقيل هجبلك لبس ، وسال بتوجس ،فرحه انتى نمتى ولا ايه ….فرحه
فرحه…هدخل
انتفضت وهى تهتف بتوتر :
_ لا
ابتسم وهتف مجددا :
_ ماشى يبقا هدخل
اعتدلت وهى تحذره :
_ اياك ..مش عايزة اشوفك….
فإختفت ابتسامة زين لفشلة فى ارضائها التى لم يستخدمها من قبل مع احد
فإسترسلت فرحه بإبتسامه وصلت لزين برغم وجود الباب بينهما
_ الا بلبس ، ويكون محتشم
انفرجت اساريرة هدر ممازحا :
_ ماشى يابلة النظرة
ضحكت ولكن انتبهت سريعا الى نفسها فكتمت ضحكتها ووضعت يدها على فمها
تحرك زين وهو يتخيل شكلها وهى تضحك ودا لو ازاح الباب ليرى ابتسامتها ولكنه اقسم لنفسة انه سوف يأتى يوما ويرسم ابتسامتها بيده
واعترف انها متمردة ،عنيده ، مجنون ، تتحداه دائما ،انها حوريته التى ظهرت له من العدم التى قلبت حياته رأسا على عقب ولكنها اتت له فى الوقت الخطأ
وصل الى مسامع فرحة صوت انغلاق الباب من ورائه

لتبتسم اثر محاولة الملحوظه فى ارضاؤها وهتفت بسعادة :
_ ياااه…دا ابن حلال وطيب زى ما قولت

فجأة ظهرت لها شبيها التى تجسدت بوجه غاضب لتلومها بضيق
_ عاجبك اوى قتال القتله
اخرجت طرف لسانها فى الهواء وهى تهتف بسعادة :
_ ايوة
احتد شبيهتها العاقلة امام جنونها
_والله …انتى مجنونه يا بنتى انتى الدونيا مقلوبه عليكى وانتى بتحبى مجرم وفرحانه بنفسك انك قاعدة معاه فى شقة لوحدك
هتفت فرحة بتبرم :
_يووووو بصى انا يوم ما هربت ما كنتش عارفة هروح على فين من اهلى ولا كنت احلم انى اجى هنا هو كتر خيرة نقلنى وجابنى هنا واديكى شايفه المعامله
هدرت شبيهتها بغضب مغلف بسخرية:
_ انا غلطانه حبيه يا فرحه..واشبعى بيه بس على الله ما تفوقيش على قلم على وشك

!!!!!!………………………………………………………………
الحلقة الرابعة عشر

فى سيناء
كانت فرحة فى انتظار زين بفارغ الصبر
خرجت الى الصالة لتتابع السير الذى لا تجد غيره حتى لا تفقد ذاكرة الحركة اثر بقاؤها فى المنزل منذ عدة ايام
اقتطع سيل تحركها اندفاع الباب بقوة وبعنف بالغ ودلف منه رجال عدة متشابهين الزى يرتدون اسود وملثمين فى لحظات انتشروا داخل المنزل واحدثوا فوضى عارمه

لطمت فرحة على صدرها بقوة وهى تهتف برعب :
– يامصبتى ..انتو مييييين
لم يهتم احد لامرها وكأنها غير موجودة

لتصرخ من جديد :

– انتو حراميه؟! حراميه صح !البيت فاضى ..
اقترب منها احدهم وكان ضخم وهيئته مرعبه وكتم انفاسها
ظلت تؤمم فى محاولة لخروج صوتها الى مسامع احد ينقذها

فى دقائق كانت الشقة عبارة عن كومة واحدة ولا شيئ يصلح
خرجوا الجميع ليدلي بنتايج بحثهم لقائدهم الذى كان يقف بمنتصف الصالة ممسكا سلاحه

– ملقيناش حاجة ،يا افندم
هتف بجدية تامة عبر جهاز الهاتف الذى معه
– ايوة يا افندم ،ملقيناش حاجه
استمع الي رد من يحادثه
……….
وهتف مجددا :
_فتشنا كويس .
حول نظرة من النقطة الفارغةالى فرحة وضيق عينه وهو ينطق من بين شفاه: .
– مفيش غير واحدة
توجست فرحة من نظراته اليها وهو يستمع الى من يحادثة بدقه ، ثم صاح للمن خلف فرحة بجديه :
– هــــاتــــهــا
اتسعت عيناها بخوف وحاولت الافلات من قبضة ذللك الملثم ، وحاولت الصراخ ولكن كان مصيره الي جوفها ….

امسك الملثم بمسدسه وكزها فى مؤخرة رأسها …وترنحت هى بين يده وفقدت وعيها ،………..

فى عرض البحر حيث صوت المياه الها دئه وضوء القمر كان اياد واقفا على
رأس اليخت يستمتع بالسعادة التى تملاه نسي بها ماضيه جنونه لا هي ترتدى فستانا كحلي واسع ويكشف كتفيها تحضنه وتهتف بإسمه وتخبره انها تعشقة وقتها لن يدرى ماذا ستكون ردت فعله او كم السعادة التى سيكون بها،ادار وجه واتجه نحو مطبخ اليخت
…..،………..
استيقظت حنين وكأنها كانت تعيش حلما مزعجا اذا سمحت لاياد ان يحقق غايته ويحرك مشاعرها ودفعها الى الاستجابة معه بسلاسة وبدون اي مجهود تقع فى احضانه وتغرق فى معه فى بحر العسل قضبت وجها وهى تذكرت فرحة ،لا تعلم لما تلك الغصة التي اعترتها تجاهلتها لا احساسيسها المتوتر لاتذكر سوى

عندما قالت لها ( حبية يا حنين) فإبتسمت اذ انها لا تعرف سوى ان تحبه وانه لا يقاوم

قطع سيل افكارها اياد اذ دلف إليها بصنيه صغيرة بها اصناف متعددة من الفاكهة وعلى وجه ابتسامة صافية

وهو يهتف بحنان :
– صحيتى يا عيون قلبي
اعتدلت فى نومتها وسحبت طرف الغطاء لتتستر به فى خجل اصبغ وجنتيها بحمرة الخجل جلس على طرف الفراش الى جوارها اقتسم تفاحة الى اربع وقدمها اليها بطرف اصبعه ودسها فى فمها برقة اقتسمت منتصفها بهدوء ليميل هو برقه ليقتسم النصف الاخر

بإبتسامه لتتوتر هي وتزداد خجلا وتخفض بصرها
– حنين ،يهتف بها هو بهيام
فتنتبه له وتجيبه بخفوت :
– ايوه
ارتسم ابتسامه واسعه وتحدث ماكرا:
– ياااا ايه ؟!ايه
عقدت حاجبيها فى تساؤل ؟!
ليجببها هو :
– قولى قولى يا حبيبى يا يويو اى حاجه اعتبرينى زى جوزك

ابتسمت من مداعبته الرقيقة ليعنقها فو بعينيه ويعلق بصره بعينيها قائلا بحنان :
– عارفة يا حنين ، اول ما شوفت عيونك دى ولاقيت فيها كمية الحنان والحنية ،اتخطفت وسألت نفسي ياترى لما جوة عنيكى كل السحر دا !! اومال حضنك يبقي عامل ازاى ؟!

توترت حنين وازدادت ضيق اذا ذكرها دون قصد بنواياه السابقة فى الحصول على ما يريد لم ينتبة اياد لسكونها اذا اعتادها خجولة لا تبادلة الاحاديث واسترسل بحماس :
– بس عرفت ،احساس كدا ما يتوصفش حاجة فوق الخيال كأنى بقي ليا فيكى كتير اووى كأنك نصي التانى نص ما يكملش غير ببعض

اعتدل فى جلسته بحماس وهتف وكأنه تذكر شيئا مهم :
– كان في وحدة ست كبيرة بتبين الودع ، قالتلى مرة ربنا بيخلق الراجل او الست زى نص الفولة بيرمى نص الشرق ونص الغرب يفضلوا يدوروا على بعض لحد ما يتقابلوا زى الارواح ما تطابق منها اتألف وما تنافر منها اختلف .ساعتها قولت دى مجنونه بس دلوقت

تمدت بإرتياح وهو يضع يده خلف رأسه ………..

– يااااه فعلا كلامها طلع صح انا شعورى دلوقت زى الفولة المقسومه اللى بتلتحم فى نصها التانى
ثم تنهد بعشق وهتف برقة :
– واحلي نص
حركت حنين رأسها وزفرت بضيق وهدرت :
– انا عايزة انام

عض اياد شفاه بضيق وتوتر اذ لم يكن صمتها خجل كما تذكر او تعمد ان يقنع نفسة بذلك ، دحجه بنظرات ضيقة ونهض بإتجاه خارج الغرفة فى صمت
***************
امسك يدها عزام بعنف متناسيا امر من حوله من اعمامه واخواته وزمجر بشراشه :

_ بقي تهربي مني يافرحة وتمشي وراء حتة عيل من بتوع البندر اتجنيتى ما كنتيش تعرفي ان ايدى هطولك هطولك لو كنتى فى بطن امك حتي
عندها رفعت فرحة يدها الى وجها وهي فى حالة من الرعب اثر نظراته المخيفة هتفت بتوتر حاد:
– ااا….اانا ، مكـانش قصدي
صاح صارخا بإهتياج :
– غلطي غلطة ،ما تطلعش الا بالدم يا بت عمي
عندها ركعت فرحة تحت قدمه برجاء :
– انا …اسفة ..والله اسفة وعرفت غلطي ومش هكرروا تاني
عندها هتف عمة :
– خلاص يا ابني ،اكتبوا كتابكوا وتمموا الجوازة دي وخلينا نخلص من حديت الناس اللى ما عيخلصش

هتف عثمان وهو يلج من بوابة المنزل الكبير هو وشخص يرتدى عمة وجلبابا وعبائة :
– وانا جبت المأذون اها

ابتسم عزام بشر وقال من بين اسنانه :
– بعديها هربيكي من اول وجديد ، وفتح يده وهو يهدر بجمود ،هربيكي على يدى دى

بينما هي رفعت رأسها ونظرت فى عمق عينه برعب وتوتر
**************************
اقتحمت صابحة غرفة ولدها عزام
المستلقي علي وجهة في فراشه ينعم في حلمة البعيد واقترابه الشديد من تحقيق هدفه ……
هتفت صابحة :
– قوم يا ولدي
لوت فهمها وعلت وجها علامات التأزم :
– الشمس طلعت فى وسط السما وانت لسة نايم ،اية قلب حالك

لم يستجيب ابداء وبدء مستكينا فى نومه
عاودت صابحة مناداته بتافف :
– حسرة عليك يازينة الشباب ، انقلب حالك من يوم ما حصل اللى حصل كنت اول واحد يصحي وينور الدار ، اقول ايه منها لله بت سلفتي

مدت يدها لتحركة بهدوء وهتفت بحنو :
– قوم يا ولدى
استدار و نهض وبدء غير مستوعب قليلا قبل ان يدرك انه فى واقعه المرير ودار بعينيه فى الغرفة وضيق عينيه في ضيق عندما ادرك انه كان حلما ليس الا وقد افسدته امه ايضا

تشنجت قسماته وهدر بتأفف:
– خـير يا امه
لوحت فى وجهه بأسي :
– ومنين ياجى الخير ، ولدى وحالك مقلوب

نهض من فراشة عدل جلبابه فى ضيق وصاح بعنف :
– هتفضلي كل شوية تعددى عليا جولت ماشي لكن انا دلوك نايم اعملك اية يا امه اروح منيكي فين

تشنجت قسماتها وهدرت بضيق :
– لا تروح ولا تجاي يا ولدى ، الشمس طلعت ولساك نايم ودى مش عوايك ،طول عمرك انت الى بتنور الدار وبدخل الشمس فيها دا للى مستغرباله .

– تعبان يامه ،واديكي قولتيها بالسانك اها اول مرة يعني حاجة طبيعيه اني ابجا تعبان واريح يوم من نفسي
هدر بكلماته سريعا وبضيق كي يتخلص من القاء اى تصرف يحدث على شماعة هروب فرحة

وقفت بجوارة تتامله وهمت لتكمل حديثه :
– اصل يا ولدى …..
قاطعها هو قائلا :
– لا اصل ولا فصل .سبينى الله يرضى عنيكي ،خلينى اشوف حالي
امتثلت لاوامره اذا تعلم غضبه جيدا وهتفت بخنوع تام :
_ حاضر ياولدي
غادرت الغرفة بهدوء ، واغلقت الباب

عندها زفر بهدوء ليسيطر على انفعاله وتذكر رؤيته منذ قليل فكانت مبشرة له نوعا ما ….
ليضيق عيناه بحنق ويهدر من بين اسنانه بغضب :
– مش عارف اطولك لا فى الحلم ولا فى الحجيجه يا بت عمي ،والله ليكي روجه

تململت حنين فى فراشها واستيقظت فجأة عندما شعرت بوحدتها في الفراش انتصبت فى جلستها ودارت بمقلتيها في المكان وهى تبحث عن اياد …ودب فى قلبها اليأس عندما تذكرت خروجه غاضبا امس

نهضت من الفراش والتقطت ملابسها من الارض وارتدتها بعجل وتركت لشعرها العنان وخرجت الي السطح لتبحث عنه

كان الجو هادئ للغاية لا صوت الا صوت المياه والهواء التفتت يمينا ويسارا لتبحث عنه تحركت فى خطوات حول نفسها التف

شعرها على وجهها وازدادت قلقا من شعورها بالوحدة المرعبة وظلت تلتفت بتوجس ليزداد هلعها من فكرتها السيئة حول تركه لها فى ذلك المكان الخالي
ابتلعت ريقها وكأن هناك شوكة فى حلقها تؤلمها ونادت بصوت مهزوز وقلق :
– اياد ، اياد
تحركت نحو مقدمة اليخت وبحثت بقلق عن وجوده فى المياه ،ولكن لا اثر يذكر المياة راكدة وساكنة للغاية

بدأت فى ازاحة شعرها الطائر بضيق وصاحت عاليا ونادت عليه بهستريا ليأسها من وجودة :
– ايــــــــــاد ،ايـــــــــاد
جثت على ركبتيها حيث تملك منها اليأس ودفنت وجهها بين كفيها واجهشت فى البكاء بمرارة وهى تهمس باسمه بصوت مرتعش :
– اياد،اياد

فجاة ظهر اياد عارى الصدر يرتدى لباس البحر وتسيل من على جسدة قطرات المياه العالقة بشعرة وجسده ،بدا مندهش من انزعاجها الي هذا الحد وهتف بتساؤل قلق :
– فى ايه يا حنين حصلك ايه
رفعت يديها بإتجاه واحتضنته بدون اى كلمة وزفرت انفاسها المرتعشة براحة اذا شعرت فى وجوده بالامان ، ربت اياد على ظهرها بهدوء ودهشة من فعلتها ،حيث انه تركها نائمة وخرج الى

سطح اليخت ،ولم يقاوم اغراء المياة وخلع عنه ملابسه ارتدى ملابس البحر وقفز الى المياه لينعم بالمياه ومن ثم خرج ليرتدى بذلة الغطس فى المجهزة فى ذيل اليخت وبدء رحلة استمتاعه

هتفت هي بأنفاس متقطعة:
– كنت فين؟!
امعن النظر فى وجهها اذا كانت حالتها غير طبيعية :
– كنت فى البحر
هتفت بإصرار :
– لا انا دورت عليك ملقتكش

ابتسم اياد اذا شعر بأهميته لديها واجاب بإبتسامة :
– كنت تحت المياه ،ماقدرتش اقاوم
كففت دموعها بيدها مثل الاطفال وهى تسألة بلوم :
– ما قولتليش ليه ؟!
اتسعت ابتسامته وهتف :
– سبتك نايمه، ازداد ابتهاجه وتحدث بمرح :
– ايه قلقتى عليا اوى كدا ..ثم اغلق طرف عينه بسرعة ليجذب انتابهها

تيقنت حنين من انها الان انغمست في حبه ،واصبحت امام عينيه لاحول لها ولا قوة ويجب عليها ان تقاوم ذلك الشعور او تخفيه عنه لتأكد من مشاعره
توترت وهي تهتف :
– ااااا…..لا انا بخاف من المياه وانت عارف ..وكنت خايفة يحصلك حاجه ماعرفش اروح

تغيرت قسماته اذا كان يريد ان يسمع كلمة واحدة طيبه من بين شفتيها بعد هذا الكم الهائل من الهلع الذى نفضه عنها بحضوره،اذا دائما ينسي معاملتها السيئة ويقدم لها كل ما بيده من عشق تحت قدميها …حبها المستمر له وشعوره انها مجبورة على تعاملها معه بعد كل مرة يصيب قلبه بالالم
سكت ثم ترك راحت يدها وابتعد عنها فى هدوء كما يفعل دائما ينسحب من جوارها دون ان يتحدث او يلومها
اولاها ظهره وهتف بجمود :
_ كنت حابب نقضى يومين هنا لكن طالما مش حابة خلاص نرجع

الان شعرت حنين بانسحابه التدريجي من حياتها وبألمه الذى يدفنه بين ضلوعة اثر معاملتها القاسية معه شعرت بتأنيب الضمير ودون سابق انذار احتضنت ظهره فى حنو وضعت رأسه الى ظهره وبخفوت شديد :
– انا اسفة ،
اغمض عينيه ليصدق انها حنين نفسها التى يشعر فى احضانها انه يحلق فى السماء ،وفى لحظة تهيل عليه فى مقبرة تحت الارض
وتعامله بقسوة رغم اغداقه لها بالحنان

آثر السكوت ،فهتفت هي بتودد

– اياد والله ما قصد انا بخاف من المياه …و..و..و قلقت عليك

قاطعها بصوت جاف :
– عايزة تصلحينى

ابتعدت عنه اثر المقايضه التى عانتها من قبل حينما قايد حريتها بإستسلامها ، توجست من ان تكون هذة المقايضه اكبر

فهتفت بتوتر حاد :
– اااا…. انا اسفه
اعاد كلماته دون اهتمام لاعتذارها:
– عايزة تصالحينى
ازدادت توتر وهتفت بصوت متقطع :
_ اا ايـــ ..و….ه
استدار نحوها اياد بإبتسامه رجاء :
– تنزلى معايا المياه
تفاجات من طلبه وهتفت فى سرعه :
– ايه …لا طبعا

امسك يدها ونظر الي عمق عينيها وهو يحكيها بتودد :
– عارفة الحب اللى مليان ثقة لدرجة انه ممكن يرميكي فى البحر وتبقى مصدقه انه مش هيأذيكي
مال الى جبينها بجبينه وبرقة تامة استرسل
– اهو هو دا اللى نفسي توصليله معايا ،مش عايزك تخافى من حاجه وانتى معايا

ابتعدت عنه بتوتر من اقترابه منها بهذا الشكل و وسيطرته على كل جوارحها بشكل متوغل
– مش هــقدر انا بخاف ..مش مبحبش دا فرق كبير
ازداد رجاءا :
– معايا مش هخليكى تخافى من حاجه
ثم سألها بشكل حذر …
– بتثقى فيا ولا لا ؟!

صمت حنين برغبتها ،ولم تؤتيه اى اجابة
اثارت غضب العالم نصب عينيه واتضح على وجهه علامات من الضيق غير منتهيه
وكما اعتاد كظم غيظه واصطنع البرود و هدر :
– كدا طيب يلا نمشى

التف بإتجاة غرفة القبادة اذا افسدت عليه اللحظات التى كان يتمنى ان يعيشها معها
تركها تتآكل تتمنى منه مرة ان يصرخ عليها ليخرج اى من غضبه عليها لكى لا يوذى نفسها بهذا الشكل ويخلف لها شعورا من الذنب ، ادمعت عينيها من حالة التخبط الذى افسدت عليها ما ضبها وحاضرها ،معركة قلبها وعقلها تؤلمها بلا رحمه

اشاحت وجهها الى المياة الممتدة اذا شعرت بأن الاكسوجين يختفي برغم الرياح التى تعبث بخصلاتها ، بالامس كانت نظرنتها للبحر تهدئها الان هى فى منتصفه ولكن تشعر بتعب والام تفوق قدرتها،،اقتربت من دربزون اليخت لتلقى نظرة على ما عانت لتقاوم رغبتها الشديدة فى انجرافها نحوه
كان البحر دائما يشكل همومها تأتى لتلقى نظرة عليها لتكشفها نصب عينيها كى تستمد قوتها ممما عانت لتكمل بصلابه زائفه ما تبقى من حياتها وودت ان تجد حضن امها لترتمى به وتخبرها عن ما يحدث لها كاى ابنة تمر بقصة حب ورديه،،تغلغلت الدموع فى عينيها واجشت فى البكاء ،،وانعدمت الرؤيا لديها وانتحبت بصوت

اليم كانت فى منتصف الوعى وانتابتها نوبة من الهلع فى الاستمرار بهذا الالم رفعت يدها عن وجهها وعزمت على مصارحته بكل شي
استدارت على عقبيها ولكن اختل توازنها وتعثرت قدمها وسقطت من اعلى الدربزون
الى عمق المياه الضاحله
جاهدت ان ترفع يدها كي تلامس صورة اليخت من تحت المياه وادركت انها ابتعدت عنه فلوحت مودعه كل الامها وعشقها لاياد ولكن لا امل من ذلك الوداع فإنها تغرق فعليا وليس هناك امل فى النجاه وستكون المياة مقبرتها الاخيرة

***”*****************
فى مكان مظلم فارغ الا من قطع الحديد المنتشرة فى اتساع الغرفه
كانت فرحة مقيدة يدها الى اعلى رأسها تحملها قدمها على القدر البسيط
رمشت عينيها عدت مرات لتحاول الاستيقاظ ولكن الام راسها المزعج ووضعها الغير مريح كان يدفعها للهروب الى النوم
شعرت بالبرودة فقاومت بشدة انغلاق عينيها الغير ارادى
كي تتنبه الى نفسها وزعت نظرتها فى الغرفة بهلع

والقت نظرة على جسدها ببطء اذا كانت بقميصها الاسود ، عاريه الكتف ومنزوع عنها حجابها
صرخت بقوة وانتابها شعورا بهلع جامح
وعلقت بصرها بالباب حيث توقعت الاسوأ وما سيأتى عليها بعد لحظات نحبت بشدة وهى تمنى نفسها ان ينقذها زين وهتفت بصوت لاهث:
– انتوااا مين ….انا فين ….
ونادت بصوت حزين :
– زين …انت فين ..الحقنى
**********************
على الجانب الاخر
دخل زين الى الشقة
والذى تيقن منذ الوهلة الاولي من حالتها الفوضوية ماحدث بها ،قذف ما بيدة من اكياس وصاح بصوت عال :
– فرحه فرحه…
بحث عنها فى الارجاء يمينا ويسارا وتيقن الان انها وقعت فى ايدى من لا يرحم وجحظت عيناة بشكل مخيف وخرج مسرعا
*********************
اقتحم المكان مجموعة من الرجال ضخام الجثة هيئتهم تبث الرهبة فى النفوس اعتلى وجه فرحة بالرعب اثر رؤيتهم وتكورت على نفسها لستر نفسها من اعينهم ولكن ما العمل هى الان تحت انظارهم اينما ذهبت

تنحوا جانبا ليفسحوا المجال الى واقع اقدام لرجل ذو هيبة مريبه يرتدى حلة سوداء وقبعه ويمسك بيدة سيجار فاخرا
تقدم نحوها بخطوات ثابتة زادت هلعها
تفحصها من اخمص قدميها الى منبت شعرها ونفث سيحارة بوجهها ،بطريقة مخيفة
سعلت من رائحة الدخان التى اقتحمت انفاسها بتألم
اما هو فبدى غير مبالي وزفر انفاسه ببطء وتحدث بصوت اجش مليئ بالرعب والتحذير :
– هاااا فين صقر بقى
حاولت الاستيعاب ،وكافحت لتفهم من شدة توترها ما سمعته لتو؛لتجيبه بهلع:
– هااا صقر مين ؟
هتف بصوت هادئ وهو يتاملها :
_ااممم .. ثم اشار الى احد معاونيه بطرقة من اصبعه وتابع تقدمه نحوها
زاغ بصرها وتجمدت اوصالها اثر تقدم ذلك الحارس نحوها ، بينما رفع يده فى الهواء وهوى على وجنتيها بصفعة مداوية خلفتها نزيف من فمها وعاود الكرة عدت مرات
حتى طرقع الاخير بيده ليستوقفه، ويهدر هو بدقة
– اتكلمى …احسنلك ….صقر فين ؟!
********************************
– يا نهار اسود انت كدا بقيت فى خطر …لازم تسافر دلوقت
هتف بها ياسين لزين بتوتر
التفت اليه زين ملوحا بضيق:
– و البت اللى خدوها دى
تأزمت قسماته وهو يقترب منه :
– انت عارف انها كدا كدا ميته ..نصيبها بقي
هتف بغير استيعاب:
– يعنى هنسببهالهم ؟
مرر يده فى شعرة بضيق ونفخ فى ضيق :
– خلاص يا زين ما فيش حاجه فى ادينا ..هى كدا كدا كانت هتموت ..
صمت زين قليل ،ثم تابع بحزن :
– وممكن ما يقتلوهاش
تابع ياسين وهو يضع يده على كتفه فى محاولة لمواساته :
– يبقى ربنا معاها بقى ما تشغلش انت بالك
كور يدة زين وازاح يدة المستندة عن كتفة وهو يزمجر بغضب :
– بس انا صقر ما حدش يفكر يدخل بيتى وياخد حاجه تخصنى
هتف ياسين الية فى تودد :
_ صقر .. المهم العملية تتنفذ دلوقت ،سيبك من اى حاجه انا هجهز كل حاجه وانت حصلنى فى النقطه (أ) نص ساعة وتكون فى الجو ،وبعد كدا ابقى ارجع خد حقك من كله

عض شفتيه وبدى ساكن مستسلما وتحرك من امامه

***********”******************

كانت فرحة تنزف الدماء من انفها وشفتها بغزارة ولم تعد تعى ما يحدث من حولها حيث ان زين لم يطلعها على اى شيئ
امسك ذلك الرجل الذى يبدوا ذو نفوذ طاغي خصلات شعرها بعنف وهدر بغضب من بين اسنانه :
– انتى متدربه كويس اوى ….بس انا ما عنديش وقت ..
هتفت بتألم وبصوت لاهث :
– ما اعرفش حاجه …ما اعرفش عنه حاجه
تامل وجهها بشر يقفز من مقلتيه الجاحظة :
– لو ما قولتيش فين صقر،وقتها انتى هتكونى انتى ما لكيش لازمه فهضطر اخلص منك ،،،ومش عارف اى طريقة هتكون مناسبه ليكى …فساعدينى ان حياتك تكون مهمه
انتحبت بصوت مكتوم وهتفت بتوسل :
– والله ما اعرف عنه اى حاجه
حرر قبضته ودار حولها وهو يهتف ساخرا :
– ازاى ما تعرفيش …جايبينك من بيته ولابسة قميصه ..والشهود بيقولوا انك كنتى معاه يوم الحادثه
يعنى معاه من مدة …ازاى مقلكيش حاجه …اقترب منها ولامس وجهها بنعومه وهو يتسأل بوقاحه
– حتى بينكم وبين بعض
عضت شفاها بالم وانتابها تقزز من لمسته المقززة وحديثه بطريق منحرفه وهتفت بصوت منخفض متالم :
– مقاليش ما اعرفش عنه حاجه
عندها تعاظم الغضب بداخله وجذبها من خصلات شعرها الى الوراء وهدر بعنف :
– انتى ملعونه وكدابة ،،،ريحته طالعه منك…. انتى كأنك هو بنسخة اصغر
تألمت بين يديه وتعالي صوتها بالبكاء وتوسلت له :
– حرام عليك ،ارجوك سيبنى
حرر قبضته عنها ،وهتف محذرا :
– هسيبك تفكرى يا مدام..ههه ..لو ما عرفتيش مصلحتك وقولتى ناوى على ايه ..النهاردة هيكون اخر يوم فى عمرك بطريقتى

انتحبت بصوت عالى وهى تردد
– والله ما اعرف حاجه ،والله ،يارب ،ياربي ..
بينما هو لم يلتف اليها والتفت لمن معه وبنبره امرة :
– ما فيش اكل ولا مياه ..ولا نوم ..فاهمين .
اجاب الجميع بخضوع :
– امرك يا افندم
بينما هي تابعت بكاؤها وتألمها بصوت عالي

………………………………………………………………………………..!!!!!!
الحلقة الخامس عشر
****************

ساعد الهدوء المخيم على المكان وصول صوت انقذاف شيئا ثقيل بالماء فإندفع اياد بكل قوته نحو الخارج فى قلق بحثا عنها بحينيه

فى المكان فلم يجدها حيث تركها تحرك نحو تربزون اليخت ودقات قلبة تتسارع ،،القى نظرة على المياه فكانت صورتها فى الاسفل تختفي شيئا فشيئا لحظات اوقفت قلبة وارعبته

فى وسط المياه الصافية قفز للمياه وحرك جسده بخفة نحو المياة متجها نحو جسدها الذى يتهاوي بسرعة تحت المياة ارتعبت عيناه اثر سكونها التام وحالة الاستسلام التى تعتريها
ظل يتقدم نحوها بشكل سريع والتقتط يدها اخيرا جذبها نحوه وحاول اسعافها تحت الماء بأنفاسه وتابع سبحاه نحو الاعلى وظل متشبثا بها فى قلق .

اخيرا اقترب من اليخت واخرجها من المياه وراح يضغط على صدرها بكلتا يداه ..واخذ يعطيها نفس صناعى

حرك رأسه فى يأس وقلق وهى لا تستجيب وحملها مرة اخرى وضعها بالداخل على اريكة بجوار كرسى القيادة وبدأ فى القيادة نحو الشاطئ ….و وزع نظرة بينها وبين البحر …
كانت حنين تراها ولكن كان اشبه لها بالطيف اذا كانت فى حالة من اللا وعي
نظرته اليها نظرة الحب الصادقة نظرة القلق الباديه على وجهه واضحة تمام الوضوح ….شيئا ما بداخلها جعلها تغفو ولا ترى شيئا بينما التقطت هو سكونها تعاظم بداخلة شعور الفزع
******************************************************
فى مكان مظلم ونائى
تسلل زين من احدى النوافذ .. بخفة شديدة ..وبدءَ يحصر العدد بمهارة ويحدد الاماكن
تسلق احدى المواسير وبدأ الزحف لأعلى وبهدوء شديد وحذر وصل الى الغرفة التى توقع وجودها فيها
والتى كان يقف على بابها رجلان ضخام الجثة بأسلحه وبمهارة وهدوء ينم عن رجل اعتاد تلك المخاطرة و الامر سلس بالنسبة له
…سقط خلفهم وبحركة سريعة جذب احداهم من عنقه واستند الى الاخر بقدمه فى جزء من الثانية كان الرجلان ارضا
هتف هو بسخريه
– معلش يا حبايبى مجرد كسر رقبه بسيط ..تقوموا بالسلامه
فتح الباب فى اليه تامه وبحث عنها بعينيه تقف فى منتصف الغرفة
فى حالة سيئة للغاية حيث اثار الدماء على وجهها المختلطة بالدموع وركض نحوها فى قلق
ونادها :
– فرحه …انت كويسة؟
رفعت بصرها نحوه ،لتصدق ماسمعته أذنيها وارتخت قسماتها اثر رؤيته امامها من جديد

بدء يفك قيدها فى عجل وما ان إنتهي حتى سقطت فى احضانه وانتحبت بشكل هستيرى واشتكت له بألم :
– زين …اهئ اهئ اهئ …خدوا القميص
احتضنها زين بإشتياق ولوى فمه بسخرية :
– والنعمة مجنونه … وربت على ظهرها بحنو
– معلش حبببتى هجبلك غيروا
جذبها تحت ابطة وسار بها الي الخارج وبدء التسلل للخروج …
وهو يتوقع الاسوأ أخرج من وراء ظهره مسدسان وامسك كف فرحه ووضع احداهم فى راحت يدها فرحة ودفعها خلف ظهره
اتسعت عينيها ببلاهه وهتفت برعب :
– اعمل بيه دا ..
لوى فمه بإمتعاض وهو يجيبها:
– سلكى بيه سنانك ….هتكونى هتعملى بيه ايه …احمى ضهرى …يلا
ودفعها نحو ظهره ارتعشت يدها وهى تمسك هذا الشيئ العجيب ، حاولت جمع شتات نفسها وامسكت به كما شاهدت بالتلفاز من قبل وصوبت المسدس نحو ظهره بيد مرتعشة

التفت زين فى توجس اذا شعر بفوهة المسدس ملتصقة بظهره وما ان وجدها حتى فرك وجهه بعصبية وهتف :
– كدا هتموتينى انا
صرخت عاليا برعب:
– اعمل ايه اعمل ايه؟
دفعها نحو ظهره مجددا وبسرعة وهتف وهو يشهر سلاحه للامام :
_ احمــي ظهـــري
اطلاق النيران على عدد من الافراد بحرفية عالية وبلمح البصر
ادار وجهها للخلف والتصق بظهرها ليكونوا رجلا واحدا بوجهين
كانت فرحة تغلق عينيها بقوة اثر اطلاق النيران المتبادل والتصقت بظهره وتبعته اينما خطا
خرج بها من وسط اعدد من الجثث المخلفة من ورائه لتصرخ هي:
– ماتوا كلهم …ماتوا
هدر هو بدهشة وسخط :
– يا بنتى انتى قربيتهم ولا ايه ولا ابوكى حانوتى ..اسكتى
وقفت بوجه وامسكت بتلابيبه وهتفت برعب
– خرجنى من هنا …بالله عليك
نظر الي عمق عينها وهتف بعنف :
– هتسمعى الكلام …
حركت رأسها بسرعة وبخوف بادى على قسماتها:
_هسمع ..حاضر ..
عاود السؤال بجديه :
– هتثقى فيا ؟!
صاحت برعب وبدون وعي :
– ايوة …ايوة
دس يده فى جيبه واخرج حقنة فإلتفت الى ما بيده وقبل ان ينبث فمها بالسؤال ،غرسها فى جانب عنقها ،اغمضت عينيها بألم وبدأت تشعر بالبرودة تدب فى اوصالها تشبثت بملابسه و
هتفت بصوت متقطع :
..ليه …عملت…ك…د..ه ؟
علق بصره بها وتفحص تراخى عضلات وجهها بينما هي وقعت بين احضانه فاحتضن خصرها بقوة واسبل عينيه فى قلق
*************************************************************
فى الساحل
وصل اياد بحنين الي الشاطئ وحملها بين يده برفق
وما ان شاهدوا الحراس قدومه نحوهم بهذا الشكل حتى داهمتهم الدهشة وتوقفوا فى صمت وأبت اقدامهم التحرك اذا بدت لهم
حنين كالجثة الهامدة بين ذراعيه
هدرا اياد بصوت غاضب محتدا :
– انتوا هتتفرجوا عليا افتحوا العربيه
هرولوا بسرعه نحو السيارة بتوتر
ثم اشار براسه :
– عايز دكتور بسرعة
دلف الى العربة واسند حنين الي الكرسي الامامي بقلق وسحب حزام الامان حو ل خصرها،

بينما تابع المشهد بإهتمام وجه جديد ،،،،،،

كانت تقف بعيدا تنظر الى تلك الجلبة الذى طمست السكون ،وتابعت المشهد بإهتمام بالغ عند رؤيتها اياد يحمل امراة ويبدوا على وجهه القلق تابعت العربات وهى تختفى فى سبيلها
وامسكت هاتفها فى سرعه وانتظرت اجابة
– ايوة يا ناني ، اياد هنا بيعمل ايه ؟!
هتفت الاخرى بصياح :
– لينا انتى ما تعرفيش
ازاحت خصلات شعرها الى الوراء وهى تهدر بعصبية :
– لا
هتفت الاخرى :
– اياد اتجوز
جحظت عينها وتحولت لجمرة من الغضب وهى تهتف :
– انتى بتقولي ايه ،ازاى دا يحصل
اجابتها الاخرى بهدوء :
– طبيعى دا يحصل ،يالينا تفتكرى كان هيستني اكتر من سنه
وضعت يدها على فمها بتألم وانتحبت بصمت
– لينا اوعك تكونى زعلتى ؛انسى بقي وخلاص
سحبت انفاسها وهدرت :
– انسى ازاى ،اللى يعرف اياد ماينساهوش
**************************************************

في الصعيد
وقفت زينات من جديد على اقدامها وتمسكت بقوتها للدفاع لاخر نفس عن ابنتها امام عمها وهدان القناوي

الذى تحدث بغضب:
– بتك فضحتنا وحاطت راسنا فى الطين ، وانتى تجولي لا بتى شريفة وابصر ايه ادينى دليل واحد على انها شريفة

هتفت مدافعه :
– بتى اشرف من الشرف هى هربت ايوة مش هنكر بس هى كانت خايفة من ابوها ايوة عمره ما عاملها كويس عشان تحب صنف راجل هي وبت خالتها اتعقدوا من صنفهم مستحيل تهرب مع حد او تثق في حد

لوح بيدة بغير اهتمام :
– احنا ما نفهمش الكلام دا ،احنا فى مصيبة اللى نعرفه ان بتك غفلتكوا كلكوا وركبت عربية مع راجل غريب قصاد عين ولاد عمها ،كانها بتجلهم اها اللى عشجته خلصنى من اديكم

كان عزام يستمع الى الحديث بغضب جم فأنتفض من مكانه مسرعا نحو الخارج

زفر برهام بتأفف:
– اديكي شايفة اها عملت اية فى سيد الرجالة زينة شباب البلد ، خلت الكل يلسن علية وعلى هروب عروسته وياريتها غريبه دى بت عمه ،ولدى اللى كان كييف السبع يعدل المايلة بنظرة قضيت عليه

جف حلق زينات وفرغت التبريرات وهتف اخيرا:

– طيب ساعدونى الاقيها ،واوعدك هاخدها وابعد عن هنا ومش هتجيلكم من ورانا اي مشاكل

اعتدل فى جلسته وزمجر بتعصب :
– احنا عارفين نلاجوها ، وان لاقيناها ما لهاش دية غير الجتل
ركعت تحت قدمه بحزن وتواسل :
– ابوس رجلك ياحاج انا ماليش غيرها فى الدنيا دى اخر حاجة فاضلالي فى الدنيا لو قتلتها يبقي قتلت اتنين مش واحدة ، انت حاجج بيت الله وانا نحلف عن بتى انها شريفة وكانت وزة شيطان
ابعد قدمه وسحبها من يدها ليوقفها وهتف بجمود :
– لو مش الموت هيبقي فيه الاوعر من الموت
شخص بصرها وهى تخمن من نظرات عينيه القاتمه ما هو ولكن فشلت ،هتفت بتوجس وريبة:
– ايـــه ،هـــو ؟!

ترك يدها وتحدث بنبرة مميته اقرب للفحيح :
– الدخلة تبجي بلدى وبعديها تطلج ، سواء طلعت شريفة او لا
وقفت امامه فى تحير تام ، وفرغ فاها من الكلام حيث انها تخبطت ما بين الدعاء لها بالعودة ام بالبعد عن هنا

********************
الحلقة السادس عشر

وقف ياسين ببنطال كافيه يناسب قامته الطويلة وتيشرت اسود بدون ياقه يرتدى نظارة سوداء ببرواز معدني فى نقطة فارغة فى وسط الصحراء يتابع ساعة يده بقلق وتوتر

عقد ساعديه واسند الى سيارته فى ملل فى انتظار رفيقه .
الذى ظهر بعربة جيب عالية تناسب البيئة الرملية التى تحيط بهم . اعتدل سريعا ووقف فى انتظاره .ترجل من السيارة سريعا واتجها نحو الباب الاخر تعجب ياسين من تصرفه

ونظر من تحت نظارته بإهتمام ،اذا بدا لة شيئا مهما بعد كل هذا التاخير

التقطت فرحة الغائبة عن الوعي ،وحملها بين يديه يتطاير شعرها الاسود مع الرياح كاليل اتي فى ضوء النهار
اتسعت عين ياسين وهتف بتعجب :
– ايه دا ؟!
اجابة زين وهو يقترب منه بجمود :
– دي فرحة فتح الله القناوى

صك اسنانه فى غضب وهدر بضيق :
– إنت اتجننت أنا لازم أكلم اللى معانا ،عشان يعرفوا جنانك

دا وصل لحد فين ،ودس يده الى جيبه واخرج هاتفه وشرع فى ضغط الازرار

قاطعه فى ذلك زين بغضب :
– انتوا مش كل اللى يهمكوا العملية ،هتم باى طريقة ودى واشار الى فرح ماحدش لي داخل بيها انا اللى اقرر مصيرها لان مصيرها بين ايدى وبس

وكزه ياسين فى كتفه بتعصب:
– انت غبي من الاول لما وقفت ليها ع الطريق ،وبغبائك دا فتحت العين عليك واديك لسة بتكمل فى اللى هيقضى عليك وعليها انت مش مسافر تصيف انت مسافر لجهنم الحمرة رايح للموت برجليك وياعالم ترجع تانى على رجليك ولا لا

لم يغضب منه زين لان ما قالة هو الحقيقة التامة
اقترب ياسين منه ووضع يده اسفل ظهر فرحة من بين يديه وهو يروضة:
– هاتها يازين هرجعها لاهلها

ابتعد بها لخطواتين للخلف وازاح يده بها بعيدا عن يده :

و اجاب بقوة :
– لا ،هتفضل معايا

عندها هدر ياسين بغضب:
– يعنى اية ؟!هى لعبة دى بنى ادمة يا زين ،وشغلنا كله تحت النار وجودها معاك خطر عليك وعليها ،زمان الدنيا كلها مقلوبة عليها ، قبلك انت ومفكرين انها تخصك ونقطة ضعفك ،احنا فى شغلتنا دى ما ينفعش يبقالنا نقطة ضعف

قبض جيدا على رسغ فرحة الغائبة عن الوعى
وحدق لصديقه بتحدى :
– وانا بقا هعمل العكس وهوريكوا كلكم انى قادر احمي نقطة ضعفى

ضيق عينه ليأسه من اقناع ذلك العنيد المتهور ،واقتحم المكان صوت مروحيه تهبط بإتجاهم حول نظرهما معا اليها

*********************************************
فى الساحل ،،،،،

دخل اياد حاملا حنين الى غرفته ووضعها برفق على الفراش
ثم جلس الى جوارها يتحسس جبينها ويتفحص نبضها بقلق ،اذا كانت روحه تنازع الالم عوضا عنها ،شعوره باحتمال فقدانها هزم كل قواه وجعلة عاجز تماما عن مواصلة الحياة

اقترب منها وامسك يدها ومال جبينه الى جبينها وهمس بنبرة متحشرجه :

– بلاش يا حنين تختبرى حبى ليكي اكتر من كدا ،اوعك ياحنين تودعينى ،وداعك ليا دا كتر حاجه توجعنى بجد حبيتك بلاش ارجوكي تختبرى حبى ليكى

جاهد حتى لا تذرف عينيه تلك الدموع المزعجه ولكن فشل ، طرقات الباب تعالت فى هذة اللحظه حاول تجميع شتات نفسه وهتف

بصوت عالى :
– ايوة ،مين ؟!

اجابه احد افراد حراسته القارع :
– دا الدكتور يا سعادة الباشا
ترك يدها وابتلع غصته المريرة وهدر بجمود :
_خليه ،يدخل

أدار مقبض الغرفة تقدم الطبيب نحو حنين المسجيه على الفراش وتسآل :
– خير

اولاه ظهره ليخفى اثار ضعفه وتظاهر بالقوة وهتف بنبرة متحشرجه :

– وقعت من دربزون اليخت فى المياة ،وعض شفاه بألم

بدأ الطبيب فى الكشف واختلس اياد النظر اليه على حين غفلة ليطمئن قلبه اذا كانت بصحة جيدة ام لا

انهي الطبيب الكشف والتفت نحو اياد وهتف :
– هى كويسة انا اديتها حقنه وهتفوق بعد لحظات
اجابة بنبرة جافة :
– عندها ايه؟!
امسك القلم وبدء فى كتابة الروشته وهو يحادثة :

– المفروض انها ما يغماش عليها كل دا ،لكن بعد وقعها فى المياة نقدر نقول ان الاغماء بسبب حالتها النفسيه يعنى رفضه الحياة

حدق اياد الى الطبيب بدهشة ولم تتحرك اي من قسماته ،بينما تابع هو قائلا بجدية :

– ودى تبقى محاولة انتحار ……
التفت اياد لمحاولة اخفاء صدمته بعيدا عن اعين الطبيب الذى تفحصه هو الاخر بدقة عالية واسترسل وهو يمد يده

تجاة بالروشته ويحادثة بإهتمام:

– دى شويه ادوية مهدئة ،مش عايزين ضغط على اعصابها يعنى بشكل أوضح هى محتاجة معاملة خاصة

قاطعة اياد بغضب :
– خلاص انت هتعلمني اعامل مراتى ازاى ؟!

توتر الطبيب قليلا وهو يجيب عليه بهدوء:
– العفو يا افندم ،بس انا…..
– خلاص اتفضل ….قالها اياد مقاطعا مرة اخرى

يريد اخفاء المه فى غضبة
– استجاب الطبيب وخرج مسرعا

وانهار سقف العالم فوق راسه عند سماع كلمة( محاولة انتحار ) شعر اياد أنه يدفع ثمن أخطاء لم يقترفها لا ذنب له فيها ،معاناه جديدة سيعيشها مع معشوقته

********************************************************

فى سيناء
هتف ياسين محذرا :

– كدا اللى بتعمله غلط ،وهتأذى نفسك
لم يستمع له اندفع نحو المروحيه بثقة وهو يحمل تلك المغيبة عن العالم بين يديه تحرك من ورئه ياسين فى محاولة اخرى
لتغير قرارة ،وامسك كتفه :
– يابنى ،اسمعنى هضيعنا كلنا العمليه كلها هتبوظ بسبب البت دى وياريتها هتنفع ،دانت هضيعها معاك

ابتلع ريقة بقلق واحتدت عيناه وهو يهدر الى صديقه بحدة، احكم قبضته على ذراع فرحة :
– مش هسيبها الا اما اتاكد انها فى امان ، انت عارف كويس انها اتشافت معايا والدنيا كلها هتقلب عليها

اجابة ياسين بنبرة جافة :
– وانت مالك ،مهتم لي ؟!

توتر قليلا وهتف بجديه :
– انا مهتم بيها
لو ى فمه ياسين واجابة بسخريه:
– انا قولت انت مهتم بيها

تأفف زين من مراوغته صديقه وهتف بجديه:
– انا ماشي
باغته ياسين بنظرة حادة ،وهتف بضيق :
– ابقي خلى بالك عليها ،وبلغنى اول باول بالجديد

اتجه زين نحو المروحية وصعد اليها ،وزفر بارتياح ونظر الى فرحة التى بين يديه وتأمل سكونها ازاح خصلات شعرها المتناثرة على شعرها وهتف بهدوء:
– مـــاتـــخــافـــيش ، انتى معايا فى امان

********************************************

فى الساحل

جثى اياد على ركبتيه امام مخدع حنين حيث بدات تفتح عينها ببطء ونظر لها نظرات تحمل الكثير من الاسي والحزن ثم هتف:
– للدرجة دى بتكرهينى …
كنتى قوليلي انك بس مش بتثقى فيا ..وانا كنت هقدر دا ..بس ما تحاوليش تنتحرى يا حنين مش للدرجة انك تحسسينى انك مجبرة على التكيف معايا

حركت ..راسها فى استنكار وهتفت لتنفي :
– اانا ..ااانا..لا
.لوح بيده لها بالسكوت ، واسترسل :
– خلاص ياحنين ..ما تتعبيش نفسك…وتحبينى بالعافيه انتى مش مجبره على حاجه انا حاولت اخليكى سعيدة ..حاولت اعيشك احلامى زى ما حلمت بيها معاكى …لكن

انتى لسه مش مستعدة تقبلينى حبيب …انا تعبت من نظرتك ليا بعد كل مرة بيحصل بينا حاجه ..تعبت من الشعور انى بغصبك على دا …انا مش كدا يا حنين مش انا اللى
اخد حاجه انتى مش مستعدة تدهالى حتى ولو كان حبك ….اوعدك انى مش هقرب ليكى تانى

ومش هطغط عليكى بحبى …هحاول اسيطر على مشاعرى اكتر بس ياريت …تخلى صورتنا حلوه قدام الناس ،خليهم يفتكروا اننا عايشين طبعيين

انتفض من امامها مندفعا خارج الغرفه يحبس فى مقلتيه دموع الالم الذى يعتريه،،

حدقت حنين نحو الباب الذى اصبح فارغ من اثره .. وترقرقت الدموع فى عينيها وهتفت محدثة نفسها:

– دا فهم انى حاولت انتحر…ياربى ..افهمه ازاى انى دوخت ووقعت غصب عنى ..اكيد هيفهم انى بقول كدا عشان استرضيه ……تنهدت قليلا …يلا اهي فرصة ادى لنفسى اعرف حقيقة مشاعرى بعيد عن قربه اللي بيشتتنى دا

***************************************************
في الصعيد

كانت زينات تقف فى ردهة المنزل الكبير الذى يطل على الحديقه المزدهرة

ولازلت بقايا الصدمة التى القاها برهام على مسامع زينات عالقة بذهنها ،جعلتها فى عالم اخر من القلق والخوف ، تريد ان تحتضن ابنتها تريدها الى جوارها ولكن لاتريد لها مصير مظلم كذلك الذى تعانيه زفرت بالم :

– اااه ….يا فرحة ،يارب استرها عيها ،يارب انت عالم بحالي وغنى عن سؤالي

اقتحمت صابحة المكان وهى تهتف ساخرة :
– ادعيله ياخدها ، احسن

تشنجت قسمات زينات عند سماع صوت صابحة وتذمرت وهى تهدر :
– يا ختى حرام عليكي ،سبينى فى اللى انا فيه

اقتربت منها وهدرت ساخرة :
– اللى انتوا فيه ولا اللى احنا فيه ،جيتوا وجبتوا الخراب وياكوا

استدارت زينات لها بغضب:
_ مالك قرشة مالحتى من وقت ما جيت لي ، عايزة ايه يا صابحة سبتهالك مخضرة من سنين حلى عن دماغى وسبينى دلوقتى فى اللى انا فيه

حركت صابحة راسها بطريقة شرسة وهدرت :
_ انا مش قارشة مالحتك يا ختى انا عايزة اجرشك انتى بين سنانى ، رجعتوا انتى وجوزك ليه مش خدتم جاسمكم ورحتوا مصر ما بقالكمش هنا لا بيت ولا ارض رحتوا اتمرمطوا
وسفيتوا التراب اشكال والوان واما شبعتم فقر جيتى رسمتوا على جوازة بتكم اهنه تانى بتزرعلكوا هنا سجرا (شجرة)عشان تنعموا فى خيرها ،،وما تووجعش ميلة البخت الا على ولدى زينة الشباب يتعمل فيه اكدة ،اللى كان يمشى كيف السبع ،كل البنته تمنى التراب اللى تحت رجلة…..بتك انتى تهرب منه قبل فرحها بسبوع

هتفت زينات بمرارة :
_يا ستى حرام عليكي ،احنا مش عايزين كدا منه لله فتح الله هو اللى اتفق وياكوا من ورانا احنا جابنا على عمانا ، وبتى بس تيجى وهعرف منها كل حاجة

لوت فمها بسخريه :
– ايوة ايوة اعملوهم علينا ، مش عايخيل علينا كهن البندر انتى عارفة انى بت الحاج سعفان وانتى يا سلفتى قيمتك مش جمتى عشان تجعدى تتحدتى معايا على الفاضية والمليانه ،انا من الاول جولتلهم الجوازة دى ما هتجبش غير الخراب يلا خليهم كلهم يشربوا من مجايبهم

***********************************************************
على الطرف الاخر
فتحت فرحة عينيها بثقل وظلت تقاوم النعاس المسيطر على عينيها وتداعيات الخطر بدأت ,دق الناقوس لمرور لمحات عما

حدث لها من قبل ،،ضرب ، اسم صقر ،اطلاق نارى ،جثث ، زين ، حقنه ،برودة ،انعدام الرؤيا

وضعت يدها على راسها بتألم
قاومت بعينيها الاضاءة العالية بالغرفة وأخيرا حدقت بالمكان مليا لتميز اين مصيرها هذة المرة

*غرفة بيضاء اثاث راقي وستائر مزهرية جو هادئ تداعبها نسمات الهواء ، اعتدلت فى نومتها والتفت الى نفسها جحظت عينها بفزع

اثر رؤيتها ترتدى روبا من الستان ابيض اللون ونهضت فى عجل بحثت فى الارجاء عن ملابسها ولكن لا اثر

اتجهت الى الخارج بحذر وادارت المقبض بهدوء وتحركت على طرف بنانها ودارت بمقالتيها فى المكان لتخمن اين هي

كانت الردهه بها اريكة جلديه سوداء وطاولة من الزجاج ومزهرية بها ورود طبيعيه بينما لون الحائط كان خليط بين البني الابيض وبروز جبسيه على شكل حجر

وقعت نظرها على شرفة فى منتصف الردهة تسللت نحوها لمعرفة موقعها الان وما ان اقتربت حتى رأت صاحب الشعر البنى وعريض المنكبين موليا ظهره لها مرتديا تى شيرت رياضى على الاكتاف يمثل شكل الاكس ،شعرت بالطمأنينه قليلا

وتحركت نحوه وهى ترفع عنقها الى الشارع لتلاحظ مبانى صغيرة وشارع كلاسيكي واعمدة انارة مختلفة عما رأت من قبل

سألت بدهشة :
– احنا فــين؟
ابتسم زين اثر سماع صوتها وهتف مرحبا وهو يستدير لها شيئا فشيئا :
– ااااممممم …ايطاليا باين

فغر فاها وهى تهتف بذهول :
_ هـا ااااا
ابتسم زين لها قائلا:
– حمد لله على السلامه

ضيقت عينيها فى ضيق ووكزته بكلتا يديها فى صدره وهى تهدر بغضب:

– انت جبتنى ازاى هنا ،انطق ،وكمان عطتنى حقنه فى رقبتى ،انت مين ،انت مين؟!
اعتقل يدها وهتف:
– اية يا بنتى ،مش انتى اللى قولتيلى خرجنى من هنا انتى نسيتى
هدرت بضيق وهى تسحب يدها من بين يديه:
– قولتلك خرجنى من هنا ،مش خرجنى برة مصر

عقد حاجبيه بسخرية :
– على فكرة بقي انتى كل مرة تقولى كدا وتتحايلى عليا وترجعى تتضايقى

اجابت فى تحير :
– يعنى ايه ،مش هرجع مصر تانى وتشنجت عضلات وجهها وهتفت

– انت السبب

اشار لها بإصبعه وهتف بجديه :
– اعتقد انك قولتى انك هتثقى فيا
حاولت تجميع شتات تفكيرها واعتصرت رأسها كي تتذكر ماذا هدرت ايضا:

– ااانا ،قولت كدا

تحرك الى الداخل واستند الى الاريكه وعقد ذراعية امامه:
– واعتقد كمان انك قولتى هتسمعى الكلام
هتفت بدهشه :
– انا ،قولت كدا

حرك كتفه بخفة وهو يهتف :
– دا غير اللى قولتيه تحت تأثير المخدر
التمعت عينيها ببريق الفضول وتسآلت :
– قولت ايه ؟!

دار من حولها وهو يبتسم بخبث :
– كتير ، حاجات زى انا بحبك كدا

اتسعت عيناها وزاغ بصرها وهى متحيرة :
– انا ،قولت كدا
ووضعت يدها على صدرها ثم فجأة جحظت عينها والتمعت عينها بغضب

– هدومى فين هدومى

حك زين راسه وتظاهر عدم الاستماع:
بينما هتفت هى مجدداا:
– مين اللى اخدها مين اصلا اللى لابسنى كدا
ابتسم ماكرا :
– خلاص بقا يا فرحة هو انا غريب

اتجهت نحوه بضيق وبدأت تقذف نحوة كل ما ياتى فى يدها
حتى امسكت المزهريه

فرفع يده محذرا :
– اوعك يا فرحة دى تموتنى
لم تبالى وقذفته فعلا وتفادها هو بحرفيه

ثم زفر بإرتياح اثر تفاديه لهذة الكارثة واطمئن حينما رآها افرغت كل ما حولها
هتفت من اسنانها:
– ياسافل ،يا حيوان ،قليل الادب ،ي…
قاطعها هو بمرح :

– خلاص بقا يافرحة هى اول مرة يعنى
المهم اللى احنا فيه دلوقتى ،احكيلى عن اللى حصل قبل ما اوصلك

اهتزت مقلتيها بتوتر وسئالته بقلق :
– مين صقر
تابع بإهتمام :
– انا
– سألته بحيرة :
اسمــك زين ولا صقر

ضيق عينه غير مبالي :

– اسمى زين وصقر وممكن هنا ابقى جو وكمان شوية شبح تقدرى تقوالى مافيش حاجه تأكد اسمى اى واحد فيهم

اتسعت عينها وهتفت بقلق :
– ااا…انــت مـــجرم …؟!

……………………………………………………………………………………………………!!!!!!!
بقلم /ياسمينا احمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى