ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا الحلقة 17و18و19و20

الحلقة السابعة عشر

تعمد زين تجاهل اجابتها تماما ،واسترسل قائلا :
– هما قالولك اية تاني ؟!
تفحصت وجه جيدا وهتفت :
– هما مين دول ؟ اشرار ؟!
ابتسم زين وهتف بمرح طفولى :
– اوى اوى يا فروحة
اعتلى وجهها الحيرة وهتفت بضجر :
– يعنى انت مش من الاشرار ؟!

اطلق زين ..ضحكات عاليه لم يستطيع ايقافها
هدرت هى بتصميم طفولي…

– انا عايزة اعرف انا بسمع كلام مين عايزة اعرف انت مين ؟ صقر ولا زين ولا جو ولا الشبح

سكت عن الضحك زين فجأه نطق بجدية:
_حاضر يا فرح هقولك

رفع ساعدة فى وجها مشيرا نحو الساعة التى تحيط معصمه
تابعته بتردد…ودهشه:

– بيجروا وراك عشان دى ؟!

اطلق ضحك ضحكة صغيرة ساخرة ….

وفجأة تحولت نبرته الى الجدية التامة.:
– اوعدينى الاول انى اللى هقوله دلوقت مش هتنطقى بيه لحد ولو تحت اى ضغط …اللى هقوله دلوقت معلومات

مهمه وخطيرة وصعب تخرج من بينا ….واعرفى أنى لو قولتلك ان حياتك بقت فى خطر ولا تقل أهمية عن حياتى …ثم اردف متسائلا …
– عندك القدرة على تحمل عواقب اللى هقوله ؟!

ابتلعت ريقها فى توتر …وهتفت بتوجس :
– ايوه
– انتى متأكده ،،قالها جاد
اجابته بإصرار :
– ايوة هقدر احافظ ع السر …زيك

ضغط على زر الساعة الجانبى ..ومن ثم تبدلت الساعة وانفتحت قافزة منها شئ صغير مستدير يشبه افلام الصور …..

كانت فرح تحدق كالبلهاء… وهتفت بدهشه :
– ايه دا ؟

امسكه بيده وهتف بجدية تامه:
– دا ميكروفيلم مهم جدا عليه حاجات تخص نقطة مهمه فى جهاز المخابرات الخارجى …وكلوا محتاجه ومستعد يعمل المستحيل عشان يوصلوله
مازالت فرحه تحدق وفمها فاغر :
– طيب ما تديه للبوليس

حدق فى عمق عينيه وهتف بهدوء:
– .طيب ما اهو انا البوليس
عند اذن عقد حاجبيها بدهشة:
_.ازاااى ؟!
تقدم نحوها وحك انفه بطرف اصبعه تحدث بنبرة حذرة .:

– انا ظابط مخابرات يا فرحه ..واحد مهم جدا عشان اكون مسؤل عن حاجه زى دى مهمتى محددة هى التلاعب برجالتهم بتوع المخابرات وتسليمهم للسلطات المعنيه …ودى حاجه صعبه جدا خصوصا انى لوحدى ومافيش اى دعم من فرقتى …انا لوحدى

كان نصب عيناها شئ واحد يسعدها ..هو أنه ليس مجرم بل حامى الارض فى نظرتها هو بطل خارق سقط الى عالمها ليحقق ماعجزت عنه احلامها …عادت لرشدها .واخيرا نطقت ….
– يعنى انت مش مجرم ؟

هتف بالايجاب :
– لا يا ستى …انا نبهت عليكى والحقيقة دى بينى وبينك والمفروض ان مكان الميكروفيلم دا ماحدش يعرفه غير انا وانتى …هويتى الحقيقيه ما حدش يعرفها غير انا وانتى …امسك يدها فجأة …انا وثقت فيكى ما تخيبيش ظنى ارجوكى.
اجابته وهى تنظر الى عينيه …ما تقلقش ما حدش هيعرف حاجه ،بس انا عايزة اعرف انت ايه اسمك الحقيقى

.لوى فمه ..وعقد حاجبيه :
– زين
اجابته بتعجب :
– ..وفين التمويه فى كدا ؟!
تفحصها بدهشه وهتف :
– تمويه ايه ما انا قولتلك كل حاجه ..ثم اشار بإصبعه نحو راسها
– يأم مخ ذكى
ازاحت يدة وهدر ت بجدية :
_ ..لا اقصد .ليه اسمك زين ..وهما عارفين انك زين
جلس الى الاريكة وتمطع بذرعيه:
– .اسمى ليهم صقر …مرتزق مجرد مرتزق ..زى ما قولتلك ماحدش يعرف انى ظابط مخابرات
تسائلت بحيرة :
– طيب لى قولتى اسمك الحقيقى ..ما قولتش اسمك الحركى

حرك كتفه بخفه :
– ما اعرفش …كان تهور منى ..زى ما كان تهور انى اوقف العربيه ..وانقذك

اخفت شبح الابتسامه عن وجهها وسألت باصطناع اهتمام …
– ومين سرور دا

اجابها بجديه :
– دا ظابط برده بس مش مصرى .. واسترسل بمرح
– دا يبقى من الاشرار

ضحكت بعفويه على طريقته ..وقالت دون وعىى:
– الرجل دا كان بيقولى انى نسخة صغيرة منك

وان ريحتى كلها انت ما كانش يعرف ان القميص بتاعك باين
انفجر زين ضاحكا …من حديثها عن قميصه للمرة الثانية ..بعد ان اول مارأته هناك اشتكت له انهم سلبوه منها
كا الاطفال

تحرك نحو غرفته … فتحركته من ورائه

وظلت تحادثه بفضول كبير :
– جينا ازاى
حرك رأسه بفراغ صبر
– الطياره
سئلته بمرح :
– انت عندك طياره
زين بإختصار .
– لا

تسائلت فى حيرة ازاى جيت هنا من غير باسبور ولا فيزا
التف نحوها وهو يقهقه عاليا :
– ههههههههههه انتى هتجننينى ..يا بنتى هاربانين …هاربانين مش جايين فسحة
ثم استطرد قائلا ..

– ولا اقولك تعالى افسحك ..يلا اهو ناخد ثواب عشان ربنا يكرمنا فى العمليه اللى داخلين عليها
فرحه قفزت فى الهواء بمرح طفوالى …yas ! Yas!

جعلت زين ..ينظر لها بشغف حقيقى لتلك المتمردة المجنونه توقفت عندما لاحظت ثبات نظرة اليها وارتبكت ، بينما هو شعر بملاحظتها فتنحنح قائلا:
– انا سيبلك هدوم جوة فى الدولاب ادخلى اجهزى ويلا بينا
اجابته بسعاده :
– حاضر
اتسع فمه بإبتسامه ، وهتف ساخرا
– ما بسمعش حاضر دى غير فى الخروج غير كدا لا ههههههههههه
لم تجيبه وولجت الى غرفتها بسعادة انستها لما هى هنا

********************************************************************************

فى فيلا حنين واياد ،،،،،،

التزمت حنين الفراش واثار الهدوء الخارجي تعتريها ،بينما فى داخلها اجيج نار وبراكين مما خلفته تلك الكلمات التى القاها اياد على مسامعها شعور الذنب يلاحقها
انها سبب فى معانه لشخص اخر شيئا يأذيها نفسيا ،ما عانته من ظلم فى الماضى حولها الان لشخص لا يثق بسهولة بعدما تركها من هم أهل لثقه ولأمان

دخل اياد لحنين الغرفة ممسكا بصنية طعام
قدمها فى صمت بدون اضافة شئ كان يشعر بضيق حيالها
والدهشه من نفسه انه ابدا لم يصنع لنفسه كوبا من الحليب كيف تجرؤ قدماه على الدخول للمطبخ مرة اخرى بعد ذلك اليوم المسمى بالصباحيه عندما احضر لها الافطار وهو يدندن طربا ..لابقاؤها معه

وضع الصينية جانبا على الطاولة وراح يسندها فى نومتها لتعتدل دون اى كلمه …وضع خلف ظهرها الوساده ليضمن راحتها وعاد للطاولة ورفع الصنية واتجه بها نحوها ووضعها على قدمها …

وهتف بجمود :
– كلى كويس …عشان تاخدى الدواء
ودت ان ينبث فمه بكلمة واحدة اولها ظهره وتحرك نحو شرفة الغرفه ودس يده فى جيبه وراح ينفث فى صمت
شعرت حنين بالاسي فى ذلك الوقت …لم تأكل لقمة واحدة وهى تعلم انه لم يدخل جوفه شئ منذ ان كان بالقارب …..تنحنحت فى هدوء وكافحت فى اخراج صوتها
وهتفت بخفوت :
– تعالى كل معايا ……
لم تسمع ردا ربما لان صوتها المنخفض لم يستطيع انتشالها من افكارة وشروده نادته مرة اخرى بصوت مرتفع فى محاوله اخرى لجذب انتباه :

– اياد
استطاع صوتها المتحجرش ايقاظه من دومه التفكير التى كادت تغرقه

اجابها بهدوء تام :
– هــاااا……

تبا لصوته الهادي الرخيم الذى يستطيع اخفاء معانته و اجابتها بهذا الكم من الهدوء

توترت قليل قبل أن تستوعب كيف ستواجهه ثم هتفت بنبرة متحشرجه:
– انا مش عـاوزه اكل …

اغمض عينه بألم وكأنه يحاول جاهدا الكلام وشعوره انه على وشك الانفجار ارهقه ، تنفس بعمق وتابع بهدوء مماثل لما سبق:
– براحتك….. انا ماعدتش اغصبك على حاجه
دار بجسدة والتف نحو الباب وخرج من الغرفه متألما

بينما هي تابعته بنظرات حزينه تحركه امامها بهذا الجمود ينم عن كم المعاناة التى يعانيها تواري عن ناظريها سريعا وابتلعت

هى غصتها المريرة ،رفعت الصينيه جانبا ….وراحت تكتم شهقاتها ببكاء مرير ..وراحت تتسائل لما تعلثم لسانها فيما

ارادت قوله لما لم تكمل جملتها وتقول انها لن تأكل الا معه انه الكبرياء الاعمى وعقلها المتمرد الذى ذاق اشد الخيبات ودفعها
لتبلد مشاعرها وعدم تقبل الجنس الاخر ،،اندثرت تحت الغطاء ..تستجدى النوم ليريحها من تلك العذاب

*************************

فى ايطاليا
دقائق نعم زين بالهدوء من أسئلتها التى لا تنتهى من وقت ما علمت انهم مشتركان فى نفس السر ..، تمطع بجسده فى ارتياح على تلك الاريكة الجلدية واغمض عينيه بارتياح من تلك الطفلة المشاغبه لدقائق

الا وقفزت امامه مجددا بوجه محتد ومحتقن
وهتفت بضيق وبنبرة غاضبه افزعته:
– ايه اللبس اللى انت جايبه دا

اعتدل زين فى نومته بفزع ، ثم اغمض عينيه وهو يحك جبينه بيده بعد استيعابه سبب غضبها عندما تذكر انه اتى لها ببنطال جينز وبلوفر صوفى وجاكت ذو فراء
هاتف بنبرة هادئة :
– امم ما عجبكيش …

وضعت يدها فى خصرها بتحدى ..واجابته بتعنت :
– انا ما بلبسش الحاجات دى بلبس جيب وعبايات وطرح ولا نسيت
اجفل زين وتنهد بضيق وحاول كبح غضبه قدر المستطاع:
– فرح لازم تتعودى تلبسى كدا الفترة دى واذا كان علي الطرحه حطى مكانها ايس كاب

بينما هى احتدد وهتفت بغضب:
– يا سلام وما البسش ليه اللى انا عايزاه

وضع زين راسه بين كفيه وبدء بتمرير يده على شعرة بضيق وهتف من بين اسنانه :

– عشان زى ما قولتلك احنا مش فى رحلة ومطلوب مننا التخفى والبعد تماما عن اى مشاكل تانية ممكن تكشف

هويتنا او ديانتنا او حتى اصولنا ..والبسي اللى جبتهولك دا المناسب عشان لو حبينا نجرى او نهرب ما يبقاش فى حاجه تعيقنا ..وبدأ شرحه هادى وسلس الى فرحة بينما احتدت نبرة،فجاة ونهض من امامها بخفة وهدر بضيق

جلي:
– مش عايزة افضلى قاعدة هنا وما تخرجيش ….استنى الايادي الطايلة لما توصلك وساعتها ابقى اتلخمى وانتى بتعدلى الطرحه وما بين ضغط الزناد

تحركت من امامه بضيق ولم تبدى رفضها من عدمه
زفر زين بقوة حتى كاد ينفجر ….فهو اخر ما يريده هذا ولكن مضطر لسلامتها

********************************

اسدل الليل ستائره فى سكون على كل الاطراف فبرغم السكون كان الجميع فى حالة من الارق والتفكير فى القادم والمجهول فى

ايطاليا حاولت فرحة النوم بكل الطرق ودارت فى فراشها عدة مرات وعدلت وضعها بعشوائيه ولكن لا أمل وعلى زفيرها

الضيق وخرج زين وتحرك فى شوارع ايطاليا وهو يدس يده في جيبه فى شرود تام وتوتر فيما فعله فقد انعدمت رؤيته وفقد

رصانته المعهودة امام تلك الطفلة المجنونة التى قلبت حياته رأسا على عقب

وكذلك كان اياد وقف فى شرفته يتطلع الى بزوغ القمر فى وسط السماء وقد بدى له اقرب من نيل رضاؤها ،كاد يفقد صوابه

من ارهاق التفكير فيما سيتبع مازال يعشق تلك الحورية التى سقطت فى قبضته كمكافاة لا يستحقها ولكنه اقسم على ان

يبرها ولكن فى النهاية هو بشر مقيد بطاقة اوشكت على النفاذ
بينما غاصت حنين فى نوما عميق للغاية وان رسم على وجهها
الهدوء وبدت راضيه ،فهى تدفن خيباتها فى داخلها وتتلوى حزننا بداخلها ولكنها تابعت هروبها،فهى اضعف من الجميع وتحمل الما يفوق قدرتها على التحمل

،فأضعف من الساهرين حزننا اولئك النائمين هربا

******************************************************************

فى الصعيد
اختفي فتح الله من الارجاء ولم يهتم احد بوجوده من عدمه حتى زوجته كان كل ما يشغل بالها هو ابنتها الغائبة ،وما

ستعانيه اذا عادت ،لما هو القدر قاسى معها لما هو يجرعها معها مرارة الأيام ولم يتيح لها فرصة واحدة كي تنعم بحياة هادئة

قاطع شرودها طرقات باب غرفتها المنتظمة
عدلت حجابها
وهتف بهدوء :
– ادخل

فغرغ فاها حينما انفتح الباب وولج امامها عزام وساورها القلق اثر قدومه فى هذا الوقت

تنحنح عزام ،وقضب حاجبيه واقترب من زينات وجلس الى جوارها بالاريكة

لم تخفى زينات دهشتها من وجودة وايضا صمته
بينما هتف عزام بنبرة جامدة :
– ما جانيش نوم ،قولت اجى اسألك لو عايزة حاجه او ناقصك حاجه

لم تنطلى عليها محاولات اهتمامه وبدى الامر اعمق واهم من ذلك ولكنها تصنعت التصديق وهتفت بهدوء :
– لا الحمد لله ،وانا هينقصنى ايه يعنى ؟!
– بتـــــك ،هتف بها عزام وهو يرمقها بنظرات قاتمه

اتسعت عينها وبدا عليها التوتر وتعلثمت وهي تجيبه :
– ااااا….طبعا بتى ….هو ..انا ليا غيرها

بينما هو تفحص رد فعلها بإهتمام بالغ ثم هدر بجمود :
– انا مستعد اساعدك وارجعلك بتك لو انتى عايزة

امسكت ذراعه هى فى لهفه وهتفت بتوسل :
– ياريت ..انا فى عرضك

التف نحوها بجسدة كاملا و اظلمت عينيه وتابع :
– جوليلى بتك هربت مع مين ؟!

فغر فاها واتسعت عينها وهتفت:
– انت بتقول ايه؟!
اجابها فى بإصرار:
– بجولك بتك هربت مع مين مين الجدع اللى ركبت وياه

تحيرت عينها بين عينيه المظلمة وسالته:
– وانا اعرف منين ؟! مش انت اللى شوفته

امسك بكتفيها وبدء يحركها بعنف :
– الجدع دا كان متفج وياها وجالها ، وبتك سمعت كلامه وهربت وياه قوليلى اى حاجه تعرفيها عنيه وانا اجيبلك بتك لعنديكى

ادمعت عينيها وشعرت بدوار خفيف ،قد كان منذ قليل يبدو اليها مسالما يريد المساعدة كيف تبدل الى كل هذا الغضب والشراسة

دفعت يده عنها ودفنت وجهها فى كفيها وهتفت بنحيب :
– انا ما اصدقش كل اللى بتقولوه دا انا بتى مربياها على ايدى عمرها ما عملت حاجه غلط

لم يبالى بنوبت بكاؤها بل ظل يرمقها بسخط :
– لازم استغفلتك

صرت اسنانها وكتمت غيظها وهدرت بإنفعال:

– انتوا اية ؟! منكم لله كلم يا ظالمة ربنا يكشف الحق من عنده ويرجع بنتى سالمة غانمه

نهض من جوارها وهو يتمتم :
– انشاء الله

واندفع الى خارج الغرفة فى ضيق من فشل فى محاولت استدراجها والحصول على معلومات عن ذلك المجهول الذى اغوي عروسته

*************************************************
فى ايطاليا ،،،،،

طرق زين الباب الذى يفصل بينه وبين فرحه وهتف بهدوء :
_ فرحة ،صحيتى

استمعت الى صوته فإنتفضت من فراشها واجابته بلهفة:
_ايوووة

ابتسم اثر سماع صوتها وتحدث بجدية :
_ يلا بقي يا فرحة قومي البسى عشان نخرج

القت نظرة سريعه على ملابسها المعلقة هناك ولوت فمها بإمتعاض :
– امممم هفكر

هتف هو ساخرا :
_قومى البسى ،احسن من الروب اللى انتى لابسها دا

اتسعت عينها وحدقت الى ملابسها جيدا ، ثم هتفت بخفوت :
– يا ابن ال……. ،طيب يا زين
_ بتقولى حاجة يا فرحة

اجابته بضيق مختصر:
_لا
ابتعد عن الباب وهو يهدر :
– اخلصى بدل ما انزل واسيبك

ارخى جسده الى الاريكة وعقد اصابعه ووضعهم خلف رأسه ،وبدء يحدث نفسه
_ انا اية خلانى جبتها ،ليه يعنى الاصرار دا كله ،يمكن الوحدة؟ ويمكن الخوف؟

هتف مستنكرا….خوف ايه ؟ وانا اعرفها منين ؟ طب ليه وقف على الطريق لما شفتهم بيضربوها معقول ؟! لا لا اوعك يازين احنا ما ننفعش للعلاقات اى علاقة هندخلها هنخسر وهنخسر الطرف التانى معانا الا الحــــب

خرجت فرحه امام زين والذى كان يأس من انها سوف تفعلها
ارتسم ابتسامة مسليه على وجهه عندما شاهد مظهرها

وقد كانت ترتدى نظارة شمسيه كبيرة والايس كاب واختفت معالم وجهها داخل الفراء البنى الكثيف لا يظهر سوى انفها فقط

تسائل بمرح :
– ايه انتى بردانه للدرجادى
اجابته بصوت جاد :
– لا دا عشان التخفى
انفجر زين ضحكا
– تخفى دا انتى كدا هتموتى قبل ما توصلى للباب
تابعت بجدية تامه :
– ايش فاهمك انت ..كدا امان

نهض ووقف بوجهها وامسك السحابة الخاصة بالجاكت وهو يهتف بإبتسامه :

– طيب هجهز واجيلك ،كدا عشان ،ما تكمكميش
ابتسم فمها وتابعت خطواته وهو يتحرك نحو الغرفة

******************************************************

فى الساحل

نهض اياد عن فراشة بتعب داخلى يفوق التعب الخارجى بعد ليلة لم يذق فيها طعم النوم او الراحة ،وانزوى من جديد فى

غرفته تاركها حنين في غرفتها لتعود من جديد عشقة ووجعه
وان كان يدفعه قلبه دفع نحو احتضانها ولكن قد قطع عهد

على نفسه ان لا ينصاع لرغبته فيها الا اذا طلبت ،..،
اتجه نحو المطبخ واعد الافطار بهدوء اعد كوبا من الحليب

وطبقا من البيض و خضروات وجبنه بيضاء وجهز الجميع بتفاخر لانجازه ذلك العمل الجديد عليه

وهتف متفاخرا :
– يا جمالوا يا جمالو

ثم تابع صعوده نحو غرفتها ممسكا بيده الصنية بحذر ،وصل الى الممر الخاص بغرفتها دلف اليها
كانت تجلس على سجادة الصلاة بعد انهت صلاة الضحي
تأمل هيئتها قليلا وهو يرتسم الجمود ،فقد اثار مشاعر لهفته

وبدى عليه البرود

ثم حول نظره الى الطاولة ليتحرك نحوها
فضيق عينيه بضيق عندما لا حظ انها لم تلمس اى شئ

صاح عليا بصوت غاضب محتد :
– حنين !

التفت اليه بعد تسارعت نبضات قلبها بدرجه كبيرة
استرسل اياد بحزم شديد

– مش قولتلك كلى لى وخدى دواكى ….كلامى ما بيتسمعش ليه ولا انتى مش بتحترمى كلامى

اعتدل حنين فى جلستها .. ورمشت اثر الفزع الذى انتبابها
استرسل هو بعنف بالغ وبنبرة عنيفة :
– وكمان مش بتردى عليا

تعلثمت حنين …وجف حلقها وبدأت فى القول بحذر
– ايه اعمل ايه

هتف بحزم اياد مشيرا اللى الصينيه الموضوعة امامها .
– تكلى الاكل دا كله وتاخدى دواكى …ولو ما نفذتيش انتى حرة انتى مش قد قلبت اياد الاسيوطى

جذبت الصنية اليها بشئ من الخوف قد بدا للتو شخص لاتعرفه شخص تهابه بينما خرج هو بعدما تاكد انها تنفذ اومره

كامله ،ثم وضع يده على فمه ليطلق ضحكة كان يكتمها على طفولتها وانطلاء الخدعه عليها واتت بنتائج مثمرة،،فقد كان

على وشك فعل المستحيل لتأكل كى لا تخور قواها

*********************************************************************
فى ايطاليا ،،،،،
وقف امامها زين …الحسن الطالة بمظهر ساحر جذاب جعل
فمها يفرغ وكأنها شاب فى الثانوية يريد ان يصفر لفتاه اعجبته

كان يقطر حسنا من حلته السوداء وبنيته الانيقه ،،وصدره العريض الذى يصف مدى قوته وصلابته عيناه البندقيه

وشعره البنى اللامع سحرا لايمكن تجاهله رفعت نظارتها السوداء واسبلت عينها

ابتسم هو من تسبيلها له ،…..
– هـــاااا مش يلا
هتفت فى شرود..
– يــــلا ااا ه

لوى فمه زين ضاحكا وهتف بصوت محتد بعض الشيئ :
– يلا اا ايه ؟! حددى

فاقت من شرودها ، وتنحنحت فى ارتباك

لوى فمه زين ضاحكا مغتر بنفسه …ولفته لانتباها بابسط الاشياء لديه،،ثم رفع ساعدة فى تأهب ان تتعلق بيده

ولكنها سبقته دون ان تلتفت كا البلهاء كأنها لم تفهم
بينما هو وقف فى حالة من الاندهاش وهتف بدهشه:

_مجنونه دى ولا اية ؟!

**********************************
فى المطعم
كانت فرحة تتابع كل شي بدقه فى ذلك المطعم البسيط تلتفت يسار ويمينا ،كان المكان هادئ ولطيف

طرقع اصباعيه ببعض ليأتى اليه النادل وتحدث اليه باللغة الايطالية

وانحنى الية بإبتسامه وهو يهتف :
– صباح الخير سيدى ماذا تريد

اجابة زين باتقان الى اللغه وبثقة كبيرة :
– صباخ الخير عزيزى ،اريد بيتز اللحم ومشروب طازج
تابعت فرحة المشهد بصمت بينما كان بداخلها سعادة لوجودها

الى جواره ولم تخفى ارتياحها له منذ علمت انه ليس بمجرم
انهى النادل كتابة الطلب فى نوته صغيرة ثم دار على عقبية لتنفيذ الامر

بينما هتفت فرحة بتحفز شديد:
– هاااا ….وهنعمل ايه دلوقت

رفع بصره زين اليها بدهشه ؛ وهدر ساخرا :
– وهنعمل ايه ؟…. اسمها هعمل ايه ؟

خلعت نظارتها وتشنجت قسماتها وهدرت بضيق:
– لا انا ماليش دعوه …انت جبتنى من مصر لايطاليا ليه ؟ وما تقوليش عشان خايف على حياتك حياتى تفرق ايه معاك ،،ماا انت قتلت كتير

حاول ان يسيطر على غضبه وفقدانه اعصابه امام صوتها العالى تحدث من بين اسنانه وهو يحرك مقلتبه يمينا ويسار

– ما تعليش صوتك ،وما تفرجيش الناس علينا ،،
اعتدلت فى جلستها بحذر وهتفت بتوتر :
– وبعدين انتى عايزة ايه ،قولتيلى خدنى بعيد عنهم خدتك ،واما شوفتينى تانى ،خدنى معاك بالله عليك ،واما خدتك

وياي مش عاجبك ،،اعملك ايه قلبتى دماغى
ابتلعت ريقها وزاغ بصرها بتوتر :
بينما استرسل هو محذرا :
– قولتى هتسمعى الكلام يبقي تنفذى اللى اطلبه وصوتك دا ما اسمعوش

هتفت بصوت متقطع :
– طيب يا كابتن خلينى مساعده ليك بدل ما انا حاسه انى عاله عليك

اتسعت عيناه وهتف فى دهشة :
– كابتن

وضعت يدها على فمها بفزع لتكتب شهقاتها:
– اوووه …اقصد يا حضرت الظابط

التفت حوله ،بريبه
– هششش ،،،هتسيحلنا اسكتى ،،

ي هى بملل :
– امال اقولك ايه

– قولى اى حاجه بس بلاش حضرت الظابط دى
اغمضت عينها ببمزحه ،،

– وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
– بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب

_لالالالالالا……………….

**********************************************************
الثامنه عشر

فى الساحل ،،،،،

كان يجلس اياد فى الحديقة شارد الذهن ،بينما ملئ الصمت صوت هاتفة فتحرك ببهدوء ودس يده الى جيبه ، وسحب هاتفه
وحدق اليه بدهشه

فكان الرقم لزوج خالة حنين ….
استجاب اخيرا لجرسه المتواصل ؛ثم نفخ فى ضيق وهتف:
– اهلا ازيك يا عمى

كان صوت فتح الله غير جيد بالمرة يوحى بان هناك كارثة حلت به
اجابه بإيجاز :
– كويس …بس قول لحنين تبقي تروح لأهلها فى البلد ،،اه ومتنساش تروح معاها عايزين يتعرفوا عليك ،

اندهش اياد من حديثه المتسرع وعدم دخوله فى تفاصيل خاصه بحنين او اهتمامه بالسؤال عنها

ومع ذلك سأله بتوجس :
– طيب تكلمها
اجابه نافيا :
– لا أنا مش فاضى ،البركة فيك إبقى سلملنا عليها انت
واغلق الهاتف دون أن يزيد كلمه واحدة

امسك اياد هاتفة ونظر اليه مطولا ولا يخفى عن وجه ايا من علامات الدهشة ،من تلك المكالمة التى أتت له على غرار وانتهت

بلمح البصر ،فهتف مستنكرا :
– دا ايه الراجل العجيب دا

*************************************************************

ايطاليا،،،،،،،

– وابقي المساعد بتاعك
ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :
– بتلوى دراعى ..هاااا
حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب

_لالالالالالا……………….

اقترب منها زين بحذر ووضع يده على مسدسه من تحت الجاكت فى حالة تأهب للاسوء ليكون بالقرب منها ،ويرى ما ترى

قالت وهى تضع يدها على فمها بصراخ حاد جعل االزبائن تلتف حوالها بقلق فقد كان صوت صراخها عاليا وصاخب

– اقتله ،اقتله ارجوك
ظل زين يوزع نظره اليها والى ما تنظر فى توجس وهتف متسائلا:
– فى ايه ؟ مين اللى اقتله ؟ مافيش حد ؟

اشارت بأصابع مرتعشة نحو طاوله جانبية وحرك بصره نحو ما تشير بقلق ،على ما يبدو امرا هام

وهتفت بصوت متقطع فزع :
– فــ ــ ــ ــأ ر …..

لطم جبهته بعنف بالغ والجم غضبه وهو يهتف من بين اسنانه :

– الصبر يارب ،هقتلها

ترجته بصوت مبحوح :

– اقتله ارجوك

بدء الهمهمات من حولة ،فى تساؤل الناس من حولة عن سبب هلعها الى هذة الدرجه تحدث لمن حوله بالايطاليا ليهدئ الهرج والمرج الذى حدث على فجأه

– اعتذر ،،، لديها فوبيا من الجلوس صامته !

تحرك الناس من حوله وهم ينعتوهما بالجنون ،اثر حالة التوتر الذى انتشرت بسبب صراخها،بينما امسك هو يدها وانزلها من
على الكرسى ، وهدر بنبرة متعصبه :

– اعمل فيكى ايه ؟!

تابعت بنفس نبرة الخوف
– اقتله ،ارجوك

هدر بضيق بالغ وقد بلغ الغضب لدية مبلغه :

– اقتل ايــه ؟ دا جالو سكته قلبيه منك حــرام عليكى

اخرج بطريقة سريعة الحساب ووضعه على الطاوله وجذبها خلفه بعنف ،،وتمشى بجوارها بخطوة سريعه ولاحظت فرح سكوته

تحدثت بتوتر وقلق فملامحه جاده للغايه :

– معلش اصلى بخاف من الفيران

حرك فمه بسخريه تامه ..وهتف دون ان ينظر اليها
– فيران هو احنا فى بدروم بيتكوا

تطلعت الى وجهه فى دهشه:

– اه فار هو انا مش بشوف ولا ايه

اجابها بجمــود :

_.دا هاميستر بتاع صاحب المحل ياجاهله

اجفلت عينيها لمحاولة الايستعاب ،لتهدر بتساؤل:

– مش هو اسمه ماوس بالانجليزى ؟!

نظر لها زين بجانب وجه وهو يتابع السير نظرة مستهترة :

– دا لا هو فار ولا هو ارنب نوع لذيذ وبيتربى عادى ،،واسترسل بمزحه وممكن يتاكل

اشاحت وجها وعلامات الاستياء علت وجهها :

– يععععع …..هرجع

ابتسم زين ومن ثم قهقه عاليا حتى توقف عن السير وانحنى الى الامام من كثرة الضحك وقفت معه فرحه ، ونظرت له جيدا

لمحاولات استشاف اى امر جعله منتشيا الى هذه الدرجه
وسئلته بإهتمام :

– فى ايه !!!! بتضحك على ايه ؟

تمالك نفسة وهدر وهو يحتفظ بإبتسامته :

– اصل انا مش متخيل انك عايزة تبقى المساعد بتاعى واما يجوا يعذبوكى عشان يعرفوا المعلومات يقولوك اتكلمى احسن هنحطك فى اوضة الفيران ،،وتعترفى

وضعت يدها على وجهها، واحتقنت نبرتها وهتفت:
– لا يعملوا اى حاجه غير الفيران ،انا بترعب منها فعلا

توقف زين عن الضحك ونظر لها بتعجب ،وسئلها :

– نعم ،بتقولى ايه ؟! يعملو اى حاجه

ازاحت يدها وقد تنبهت لما لفظته ،وهتفت بتوتر :

_لا مش اى حاجه اى حاجه ،انت فهمت ايه ،الا( دي ) والفيران وحاجه كمان وبلاش الضرب

كشر زين عن انيابه وهدر بسخريه
– نبقي نعملك اوبشن ساعتها ،ياما نذنبك وخلاص ،
وضيق عينه وقال فى غضب ،

– عليا النعمه انتى ما تنفعى كومبارس حتى ،انتى هتشلينى
لوت فمها بضيق وهتفت بتذمر :

– ليه كدا كنت قربت اقنعك ، منه لله الفار يارب ينقرض
زين رفع حاجابيه فى تعجب وشار بإصبعه نحوها:

– بردوا فار ..امشى يابت من قدامى

سبقته وهى تركل الارض بقدماها كالاطفال وظلت تهمهم
– بت انا مش بنت ومش بحب الفيران

تبعها زين مبتسما على تلك الطفلة المتمردة المجنونه التى ترفع ضغضه فى ثانية وتضحكه دون ادنى مجهود منها بعفوية

مر منتصف النهار وشعر اياد بالضجر فقرر الذهاب الى حنين التى صنعت بينها وبينه الاف الحصون المنيعه وهى الى جواره

صعد بإتجاه غرفتها،،وتوقف ليهدئ انفاسه الاهثة ،ثم طرق الباب عدة طرقات،،جعلت دقات قلب حنين تتسارع ،واتجهت نحو الباب بسرعه

و فتحت له سريعا :
كان لا يريد شيئا كل ما اراده هى ، اتى ليراها فقد اشتاق لها وهى تحت نظرة تنحنح فى حرج من ذلك الصمت

وحاول تصنع الجدية بقدر المستطاع :
اياد،،احمم ااممم ،مش هنتغدا ولا ايه ؟

اخفضت راسها واجابت بهدوء
– حاضر هنزل احضره فورا

كان يطلع اليها بشوق يريد رؤية عيناها الذى اشتاق اليهم حقا ، ابتلع ريقه وهتف بصوت لاهث:

– لا اجهزى هنتغدي برة ،ما تتاخريش

وجذبه نفسه عنوه كى يبتعد عنها ،وحتى لا يخطى ويجذبها الى احضانه ،بقوة وشوقا

بينما هى ،،،
علقت بصرها به ونظرت الى ظهره ،بخيبة فقد ذهب وهو غاضبا منها لاتعرف كيف ترضيه ولا حتى كيف تحبه

*************************************************************

فى الصعيد ،،،،،

فى منزل عائلة البدرى الكبير

كان برهان يتحدث مع اخوته على الافطار ،بضيق وتأفف:

_راح الخسيس ولا سأل وانا جولتله يجيب البت وجوزها نتعرف عليه ،دى البت من وهى عندها عشر سنين ما نعرفوش شكلها ايه

تحدث اليه اخيه الاخر سعيد بضيق مماثل :

– احنا اللى غلطنا اننا طلعناها برانا ،الله يسامحك يا عب مجيد يا خوى

تنحنح صوت اجش اتيا من باب السراية المفتوح وكان ذلك هو عبد المجيد،،جسم ضخم ملامح قاسية شارب اسود وانف طويل

وعيون حادة وكتف عريض يتدلى من اعلاه وشاح بنية ، يبدو علية القوة والقسوة تغلفة هيبه خاصة وهو ممسك عصاة الابنوسية ويحركها فى الارض بجلال واستعلاء

وهتف بسخط ،وهو يتحرك نحوهم :
– اهو جاه عبد المجيد اللى ربنا هيسامحه ،عشان بتحدته فى سيرته

التفت نحوه برهام …وهدر بنبرة ساخره:
– اهلا يا اخوى والله عشت وبتاجى ع السيرة زى ولاد الحلال

هتف عبد المجيد فى غضب :
– يوووه ..بكتنى يا خوى كل ما تشوفنى

باغته برهام بنبرة غاضبة ومحتدة:
– ما ببكتكش بس اديلى ياجى شهرين ما شفتكش

شرع عبد المجيد فى الجلوس وتأفف قائلا:
– بشوف مصالحى يا اخى تزعلك دى

لقد كان برهام اخيه الاكبر ويقدره عبد المجيد ولا يجادله كثيرا:
– لا ما تزعلنيش. يزعلنى ان بتك اتجوزت وانت نايم فى العسل اهناك مع السنيورة الجديده

علا وجه الدهشه وظهرت علامات الصدمة عليه و هتف بغضب بالغ :

– بتى اني ،،،،،، بدر بتى اني والله لااقطع خبرها م الدنيا كلتها
ضحك سعيد بسخريه وهو يهدر :

_كانو ما فكرهاش
استكمل برهام بسخرية :

_بتك ،الكبيره حنين نسيتها اياك

استوعب حروف اسمها التى كاد ان ينساها واحتقن وجه اثر مرور ذكرى امها الحزينه وشعر بأحاسيس مختلطه فقد غرق فى

ملذاته ليدفن تعذيب ضميره واشك على نسيان ….ولكن الان عاد يبتسم اليه ماضيه فى انتصار

ادار وجهه بتبرم
– انا مالياش بنات غير بدر

عض سعيد على شفتيه ونهض وهو يهدر :
– انا جايم يا خوي بدل ما عيحصل خناج

ورحل مسرعا تاركا نصيبه الدهشة والاستنكار لاخيه برهان..الذى صاح متعجبا :

– واه واه ،عترميها تانى بعد السنين دى كلتها

الجما غضبه فى وجود اخيه الاكبربرهان والذى يحترمه بشدة:

– حد جالها ما تسالش على ابوها كل السنين دى كولتها ..

صاح فى وجه برهان وحرك يده بعنف فى وجه

– ما بكفياك ظلم بقى يا عب مجيد ،البت مالهاش ذنب فى حاجه ،فى اللى انت عاملته

هدر غير مبالى:
– ومين جالك انى عملت حاجه

صاح برهان مؤكدا :
– لع عملت ،والبت دى بتفكرك بالى عملته ،وما عايزش تشوفها عشان ما تفكركش بعملتك السودة

بزياداك ،بجى يا اخوى ،هى مش اتجوزت خلصنا

قالها بنبرة رجل لا يعرف لذنب اثر رجلا قاسيا نزع قلبة وخلف مكانه حجرا

لم يتوقف برهان برغم حديث اخية الغير مبالي وهتف فى استنكار:
– اكده من غير سؤالات .البت دى لحمنا ودمنا برضك ،ويتيمه الام ومش هتبقى يتيمه الاب كمان مش هنسبها لحد

يستغلها ولا يجول عليها من غير اهل واعمامها يسدوا عين الشمس ،ومين جوزها…. فتح الله وانت خابره زين ،لازم

نعرفوا اتجوزت مين ونعرفوا احنا مين وان ليها ضهر

شرع عبد المجيد بالقيام فى وهدر فى تأفف وغير مبالاة :

– اما تعرفو ابجوا جولوا ،سلام عندى مصالح اقضيها

************************************************************

فى الساحل

انتظرها اياد بجوار المسبح يتذكر تعلقه برقبته عندما اوقعها هنا ،احببها نعم حد الجنون ولكن هى اطفأت شعلة حبهم برفضها
قاطعت شروده بصوت هادئ
– انا جاهزه

استدار ..بخفه وتأمل هيئتها بشغف حقيقى حيث كانت كالفراشة فى فستانها البمبى بحزام ابيض نفس لون طرحتها وعقدا متدلى بالون اللبنى الهادى يخلطه بعض من حبات الخرز الصفراء والفضيه

وقفت تفرك اصابعها بتوتر اثر تفحصه المطول لها

فاق من شروده وادرك ارتباكها و هتف بإيجاز :
– يلا …

خرجا معا دون ان ينبث بكلمة دخل العربه اذا كان حشد من الحراسه حوله كان يرعب حنين فإلتصقت به

نظر لها نظرة جانبيه استشف منها رهبتها حتى وان اختلاف مازال قلبه معلق براحتها

فأشار لهم ان يبتعدوا فإستجابوا سريعا

تقدم احداهم بفتح باب السياره ولكن تحدث هو بنبره صارمه :
– انا اللى هسوق خليكوا هنا

حاوط خصرها وادخلها العربه ليتاكد من طمئنيتها

وتحرك نحو الباب الاخر ودخل العربه وادار المحرك وانطلق
ظلت تفرك اصابعها ببعض ونتظر اليهم وهو يختلس النظر بينها

وبين الطريق من تحت نظارته السوداء ،كان يفكر كيف يخبرها
بمحادثه زوج خالتها ويخشى انزعاجها من عدم محادثته هو شخصيا

وقد اخترع تلك الحجة خصيصا ليهيء لها جو مناسب لالقاء عليها الخبر

وصلا الى وجهته اخير وقف و ترجل من السيارة …واتجه نحو الباب الاخر ليفتحه نزلت عنه حنين وفى صمت

امسك يدها بعد تردد منها و اتجه نحو المطعم المكشوف اذا رحب به العاملين بحفاوه ..وقادوه بإهتمام نحو افضل طاوله من حيث الموقع حيث انها تطل مباشرا على البحر

نظر لها مطولا ولكى يقدر على الافصاح المكالمه السريعه وتوتر اذا يخشى ضيقها واخير افرج عن الكلمات بهدوء:
– …عمك .بابا فرحه اتصل

رفعت رأسها بإهتمام والتمعت عينها ببريق وهتفت :
– بجد ،كنت فاكراهم نسيونى

ابتسم اياد ابتسامه مبهمه وسكت عن الكلام
اردفت هى اثر سكوته بقلق :

– هما فيهم حاجه ،كويسين يعنى
حرك راسه فى نفى :
– لا هما كويسين ،كان متصل بس عشان يقول ان عمامك عايزينك تروحى البلد عشان عايزين يتعرفوا عليا

رقت عينيها بالدموع واشاحت بوجها بعيد فى صمت
بينما ،تفحص وجها اياد وقال مستفهما:
– انتى زعلانه عشان ما كلمكيش

عادت من شرودها واجابت فى لامبالاه :
– عمى فتح الله ما يتزعلش منه انا عارفة انه عمره ما هيسأل

استطرد سؤالا جديدا طرحه هو بإهتمام :
– اومال مالك سرحتى لى لما قولتلك

اختذلت انفاسها ومرت كل الذكرى السيئة من جديد امامها ،وتحدثت بأسئ :

– مش عايزة ارجع هناك تانى
تحمس اياد وقال مندفع :
– ما تخفيش من حاجه وانا معاكى ،واذا كان على والدك انا على اتم الاستعداد بمقابلته

لم تخفى دهشتها من رد فعلة الحاضر والذى دفعها لسؤالة:
– يعنى انت موافق تروح هناك

اسبل عينيه وبدئت عينيه فى التحدث عن عمق عشقه ومحاولة لفعل المستحيل فى رؤيتها سالمه ، واجابها بصدق :

– مستعد اروح وياكى اخر الدنيا

اخفضت رأسها وسكتت تماما
نظر بعيدا نحو البحر وتلاعبت به الافكار نحو ها طاره يرى فى عينها عشق وطاره يرأى ظلمه يتخبط بها ، يعشق تلك التى تاخذه الى سماء وتهوى به الى الارض دون سابق انذار

تناولا طعام الغذاء فى صمت تام من كلا الطرفين
*************************************************************

فى ايطاليا ،،،،
عاد زين وفرحة من الخارج

اتجهت فرحة الى غرفتها بتبرم ،بينما هو تمدد الى الاريكه لتابع عملة عبر هاتفه الخلوى

جلست فرحة الى طرف فراشها
بأسي فقد افسدت عليهم رحلة التنزه ،بسبب الفأر

وتجسدت امامها صورتها الغاضبة ليبدأ الحوار بين شد وجذب وصاحت بها :
– انتى اية ما عندكيش دم

حركت قدمها بعصبية :
– يوووو ه انتى تانى
تانى وتالت وعاشر مانتى اتجننتى ،تقدرى تقوليلى انتى رايحة معاه على فين !

– يا بنتى ما انتى شايف اهو طلع ظابط ، زى الفل

– بتعملى اية يا فرحة فى نفسك مش كفاية هربتى من اهلك ،كمان قاعدتى هنا بإردتك

– وانا هعمل اية ؟ اديكى شايفة اللى بيحصل هربت و من غير اخطط لحاجه ظهرلى هو ونجادنى اقولة لا وكمان طلع ظابط ومش اى ظابط دا ظابط مخابرات

اسيبه لى دا هو الامان بالنسبالي

– حبتيه يا فرحه

تنهدت بعمق وهتفت ….. ايوة
– كدا يا فرحة خليه ينفعك
اخرجت لسانها وهتفت

– هينفعنى

***************************************

فى الساحل ،،،

خرج حنين واياد من المطعم

و تمشى الى جانبها وقال بهدوء :
– تحبى نتمشى شويه

اجابت بإيجاز :
-ماشى

ظل يعتصر رأسه ليخلق معها حديثا ..فلم يجد يعاندة كبرياؤه ويدفعه قلبه ،اما حنين كانت تفكر فأن تخبره ان ما حدث لها

مجرد حادث ليس الا ولم تكن محاولة انتحار فهى تشعر بالذنب حيال حالة الصمت الذى تعتريه الان لقد كان دائم الحماس وهو الى جوارها

ولكن قاطع تفكيرهم صوت مستفز
– ايااااااد ،ازيك ،وحشتنى موت .

انها لينا السعدى

ملكة جمال وخطيبة السابقة ذوا القوام الممشوق والشعر البنى اللامع

ترتدى فستانا ابيض مزركش بالورود الحمراء لا يتعدى الركبه ومكشوف الكتفين وقبعة مستديرة حمراء

ملامحها منتظمه بداية من العيون الناعسة والانف المنحوت والشفاه المنتفخة وبشرتها البرونزية اللامعه اقتربت منهم وهى

تضع عطرا نفاذ واقبلت على اياد تحضنه بميوعه وتطبع قبلة ناعمة على وجنته بإستفزاز

لم يمانع اياد بسبب تيار الضيق الذى اعتراه عندما رأها وقف متصلب جامد التعبير يصك اسنانه من فرط غضبه

و بينما حنين تابعتها وهى تشتعل غضبا من تللك الوقحة

جذب اياد حنين الى احضانه وقال من بين اسنانه ليحرج لينا :
– اقدملك حنين مراتي

دفعته حنين وابتعدت
ابتسمت ابتسامة ساخره ونظرت لها بتفحص مستفز من اعلى رأسها الى اخمص قدمها وقالت :

– مش بطاله يا دودى ،تأخذ يومينها
نظر لها اياد شزرا وزمجر بغضب فى عينيه يسبق حديثه :
– لـــينا ،متتجاوزيش حدودك واعرفى ان انتى بتكلمى عن مرات اياد الاسيوطى

قاطعته قائلة ببرود مستفز :
– براحه يادودى ما تنساش انى انا كمان كان ليا نصيب فى الاسم دا ….

لوى فمه بضيق :
– اديكى قولتيها بنفسك ….كان فعل ماضى
تركته يقول ما يقوله ومالت الى كتفه بدلال مستفز

جعل حنين تندهش وابتعدت عدت خطوات فى تأكل داخلى لم تفصح عنه غير بإحتقان وجهها

تحدثت لينا فى اذن اياد بصوت هامس :
– طيب احنا عاملين بارتى صغير بمناسبه تصوير الاعلان بتاعى الجديد ،تعالي ومش هيبقى كان وضع اياد يده الى جيبه ونظر لها من تحت نظارته السوداء ومال قليلا لأذنها وقال مبتسما متصعنا البرود :

– مش هاجى ،عارفه ليه؟عشان بقرف منك

حاولت لينا ان تسيطر عن غضبها ،لكى تنجح خطتها فى احراق تلك المسكينه التى تقف بعيدا وترى المشهد حميمى للغايه

…ابتسمت من جديد لينا وداعبت بإصبعها ارنبه انفه :
– بس ما تقدرش تنسانى ،هستناك عشان اثبتلك

احتضنت حنين نفسها اثر شعورها بالاستياء من تلك التى اغتصبت حقوقها واقتربت من زوجها بهذا الشكل الحميمى

واوجعتها وتسببت لها فى الم لم تدرك بشاعتها وشعرت بتكرار المعاناه، اذا رأت تلك اللعوب لينا كما شاهدت ابيها وزوجته الجديدة فى نفس المشهد المماثل

ابتعدت عنه ملوحة وهى تهتف بصوت عالىا:
– هستناك ،ثم عادت للخلف وكأنما نسيت شيئا ..

نظرت لحنين مرة اخرى وملئت فمها سخريه وقالت :
– مبروك يا مدام ،وامالت قليلا الى اذونها

لتهمس بصوت فحيح :
– اللون مش لايق عليكى على فكرة .افتكر انى بنصحك نصيحه غاليه لازم تعملى بيها

كان اياد ادار وجهه ينفخ فى ضيق ويمسح وجهه فى غضب ويهمهم بكلمات غير مفهومه ….اما حنين كادت ان تنفجر فى البكاء

التفت اليها اياد محاولا تمالك اعصابه وهدر بعصبية :
– يلا بينا

ادارت وجهها الى بعيد وقالت بنبرة متحشرجة :
– لا ….عايزة ارجع
وضع يده على جبينه ،ونفخ فى ضيق :
– احسن

…………….،،…………

عادت حنين الى الفيلا بوجه غاضب ، حاولت اخفاؤه
القى بثقل جسده على الأريكة كان متعب للغايه،ومستاء

وبدء فى فرك شعره بعصبية وهتف بصوت واهن :
– ااااخ

صكت اسنانها بعنف :
– انا عايزة امشى

التفت اليها وكأنه لم يسمعها
– قلتي ايه ؟!

اغمضت عينها واعادت ما قلته :
– عايزة ….امشى

نهض من مكانه وهو يكور يده محاولا السيطرة على غضبه المشتعل :
– حنين ….فى ايه ؟

ابتعدت عنه قليلا وهى تبتلغ غصة مريرة :

_احنا قاعدين نعمل ايه !مش خلاص كدا ؟ عملت اللى انت عايزة !قاعدين نعمل ايه تانى رجعنى تانى لاهلى !

ضغط اياد بقوة على راسه يقاوم كم الصداع الذى غزا رأسه بعنف

وقال بضيق متناهى :
_انتى لسه فاكرة انى مقعدك معايا …عشان الاتفاق بس ،لسه مش مقتنعه بيا ،لسه رافضانى بسبب اللى عمله ابوكى ،

وازدا غضبا وعلا صوته وصرخ

– انا مش هو انا مش هو مش عبد المجيد البدرى

اجفلت عينها بحزن وسقطت من عينيها الدموع رغما عنها لمجرد ذكرى ابيها الاليمه والذى شاهدتها منذوا قليل شبيهته من قبل

اخير انفرج شفتيها بعد صمت ليس بقليل قالت بألم

– اومال اتجوزتنى لي ؟

صدمت اياد دون وعي منها فقط كانت نواياه خبيثه ..لم يتوقع هذا السؤال الذى جمد الدم فى اوصاله وزاد توتره :

– …………

التوى فم حنين بسخريه والتفت اليه وقالت بنبرة متحشرجة :
– شفت …يبقى احنا كدا خلصنا

التمعت عينيه بشرارة غضب وامسك ذراعها بعنف :
– انتى ازاى تقولي كدا …..انتى عايزة ايه ؟

قالت بنبرة بارده :
– رجعني ….لأهلي

اتسعت عيناه بضيق :
– انتى عايزة ترجعي الصعيد عايزة تسبيني وترجعي لابوكى شايفانى اسوأ من ابوكي

رفعت رأسها …..ونظرت للفراغ
هزهها بعنف وبغضب :

– لا ردى ، ردى عليا

ازاحت يده ،ببرود متناهي وهتف بإصرار :
– قولت عايزة امشي

ضيق عينه واشتعلا غيظا ،وهتف بحنق بالغ وعند لحظى فى ايلامها كما المته :
– ماشي …يا حنين عايزة تمشى هنمشى عايزة ترجعى الصعيد هرجعك الصعيد

نظرت اليه وأولته اهتمامها ..

امسك ذراعها بقسوة وعلق بصره فى بؤبو عينها و استرسل كلامه بحدة

– ومش هطلقك … واذا كان على اتفقنا يبقى انا كمان لسه ما اخدتش كل اللى عاوزه لما ابقى اما اشبع منك.هــســيبــك

ترك يدها بقوة كادت ان تسقط .ولكن تمالكت نفسها سريعا واستندت الى الكرسي

بينما هو انطلاق نحو الدرج فى سرعه وصارخ بكل عنف:
يـــــــــلا

انتهى صوته عند بداية السلم وسمعت صوت تحطيم عالي قادم من غرفته ..افزعها بدأ اياد نوبة غضبه

حطم كل ما فى الغرفة بغير ترتيب تلك المزهريه الزجاج التحف والميداليات ومن ثم كل ما اعترض طريقه…..

المته من اطمئن اليها ،المته تلك التى كان مستعد ان يواجه العالم من اجلها المه فاق صبره جعله يتمزق ،صرخ بصوت ضائع فى صوت التحطيم

– عايزة تمشى …تمشي

تمشى…بس تسيب قلبي ….امشي يا حنين بس سيبي قلبي …

كان اياد فى زورة غضبه فهو ايضا يعانى من الخيانة بشكل اخر

………………………………………………………………………………………..!!!!!!!!
التاسعة عشر

ركب اياد سيارته واتجه نحو المطار بصمت قاتل ..،يبدوا على وجه القلق وايضا الالم ….تذكر ما قاله لها ولام نفسه كثيرا

لايعلم كيف قال هذا الكم من الحماقات …انها الشيطانة التى ظهرت امامه اليوم وقلبت تفكيره وجعلته يصبح عدوانى

اوقف العربه فجأة ،وخرج منها كانت حنين تنظر حوالها فى دهشه اصبحت تخافه بعدما شعرت معه بالامان سلبه منها فى

لحظات ليثبت ما تفكر فيه انهم جميعهم يشبهون بعضهم البعض وانه النسخه المكررة من والدها .حتما سيرميها ،بعد ان يفرغ منها ….

قاطع تفكيرها اياد وهو يغلق باب السيارة بعنف .
بيده علبه فتحها بآليه،وكان هاتف نقال وادخل الشريحه

وفتحه سجل رقمه ومدا يده نحوها
وزعت نظراتها بينه وبين الهاتف وهتفت

– ايه دا ؟

اجاب بحنق :
– زى ما انتى شايفه ،تليفون عشان نتكلم عليه

اشاحت بوجها بعيدا :
– انا مش عايزة حاجه
تأفف اياد وهدر بضيق :

– كلامى مش هعيدوا مرتين ،انتى هتنزلى من الطياره على بيت خالتك ،ومش عارف هوصلك ازاى فدا عشان اعرف اوصلك

عقدت يدها إلى صدرها ولم تجيبه
امسك ساعدها وجذبه عنوة ووضع الهاتف براحة يدها ثم هدر بضيق

– بتعرفى تستخدميه
ادارته بين يدايها لتتعرف وجهته ولكن فشلت وكررت العمليه لاكثر من مرة

تابعها اياد
وصاح بصوت عالى جعلها تنتفض :
– سألتك بتعرفى ولا لا جاوبى ؟

حركت رأسها نافيه وقالت بخفوت :
– لا

امسك يدها فانتفضت اثر لمسته الفجائية ، وشعر بذلك اياد فنظر لها واتسعت عيناه
وهدر ربضيق :

– لاحظى اننا فى الشارع ،مش هكلك انا
استكمل ما بدأ بعدما دحجها بنظرات ضيقه

امسك اصباعها ونقر بها على الهاتف فأضاء ثم اتجها الى علامه الاتصال الخضراء

واشار الى اسمه ونقر بإصبعها مرتان بعد لحظات اضاء هاتفه الشخصي

اعاد النظر اليها وقال بنبرة عاديه :
– كدا تقدرى تطلبينى فى اى وقت

ترك يداها وادار المقود انطلق دون ان يضيف كلمة واحده

*****************************************************

فى الصعيد

فى منزل عبد المجيد البدرى
حيث تجلس سناء زوجته ام بدر وابنه جواد
بدر
صغيرة الوجه؛ مستدير ابيض تمتاز بعينان بنيتان وانف صغير وشفاة ورديه تعلو ملامحها البرائة ابنة الحادية عشر عام

اما سناء كانت فى عمر التسعه وثلاثون اليوم ومازالت تحتفظ بقوامها المتناسق

وملامحها الشرقية البسيطه من العيون الواسعة الى الشفاة الرقيقه والانف الطويل و كانا امراتان معذبتان جديدتان من ضحايا عبد المجيد

كان عبد المجيد غير ودودا مع اولادة ابدا دائما لا يجالسهم ،بل ويغيب عنهم بالاشهر ويعود بزوجه جديدة

وحجته واضحة ( الشرع محلل له اربعه ) ولكن دائما ينسى ان الشرع الذى يحلل له اربع شرع المودة والرحمة ايضا اساسا
للعلاقه سناء زوجته هى تلك اللعوب التى دخلت الى منذ اعواما وكنت سببا فى قهر امينه وطردها من المنزل وماتت على اثرها

بعدما بدت الشماته لها الان دارت عليها نوائب الدنيا

وصارت لاحول ولا قوة لها امام جبروت ذلك القاسي (عبد المجيد البدرى ) الذى لا يعرف له صاحب ولا حبيب عاشت معه أعواما من الظلم والمعاناه اشد مما قاست

أمينه التى اختصرت معاناتها بالموت وذهبت الى رحمة اوسع مما عانتها هى واولادها كانت بدر ابنتها لا تشعر بحنان الابوة ولا اخوة حيث ان جواد اصبح نسخة ابشع من والده وتخطاه بمراحل

هتفت سناء بتعب لابنتها بدر :
– يلا يا بدر ،نعمل الغدا و نشوف حالنا

اجابتها بقبول هادى :
– حاضر يامه

تنحنح عبد المجيد وهو يركل باب منزله بقدمه :

– اححمم …

صوت الاجش نبرته الباردة كانت تلهب الجو وتجعل الجميع يقف بإعتدال وريبه

تشنجت قسمات سناء وهى تهدر بسخط :
– حمد لله على السلامه ،الحمد لله انك فاكرنا

جحظت عينيه فى تحذير :

بينما اندفعت بدر لتنحنى على يده لتقبلها كي تطفأء الشرارة المشتعلة فى عينه

– حمد لله على سلامتك يا ابوى

لم يلتفت اليها ودفعها بعصاه بلا مبالاة ،واقترب بخطوات ثابته نحو سناء التى ادركت انها نهايتها من الشر المطاير فى عينه واندفعت للوراء منكمشة على نفسها

امسك هو ذراعها بغلظة ونبش اظافره به حتى تعالت شهقاتها وتالمت فى صمت

هدر من بين اسنانه بغضب عارم :

– اني ،،،اجي وقت ما احب ،وامشى وقت ما احب ، طالما بتاكلوا فى خيرى وعايشين فى بيتى تبجوا تحافظوا ع النعمة بدل ما ارميكوا كلتكم فى الشارع

ابتلعت بدر غصتها واندفت نحو امها وامسكت يده بتوسل :
– خلاص يا ابوى كان غرضها تطمن عليك

دفع سناء من يده وزمجر عاليا وهو يجلس على الكرسى بتعالى
– غورى ، نسوان كسر ، بتك جايلها عريس

لطمت سناء على صدرها فى فزع بينما وزعت بدر نظرها بين امها وابيها بعدم فهم …..

صاحت سناء :
– عبد المجيد حرام عليك ،كفايا علينا ذل اكده البت لسة صغيرة ماعجزوجعاش ولو فيها جاتلى كفايا انك ما خلتهاش تكمل علامها

اصطتنع البرود وهو يهدر :

– بجا اكدة ماشي ،ان كان اكدة يبجا بلا منها جاعدتك انتى وهيا اهنا وروحي ولمى خلجاتك ولا سبيها ما هي كلها بمالى وهملى عيشتى واطلعى من دوارى اللى مالى بطنك ومخليكى تجفى تعارضينى

اغمضت عينها لتهدأ…

تهديداته المتواصلة عن الطرد لم تكن هذة الاولى عانت منها كثيرا وحاولت ان تحتفظ برباطت جاشها حتى تتفادى الموقف بذكاء والا لن تنجوا ابدا من الضياع المنتظر

التفت الى بدر وامرتها بالدخول ،والتفت اليه وجلست فى مواجهته وهو تهتف بصوت هادئ وحنون :

– مين العريس ؟! يا ابو جواد

لوى ثغرة بإبتسامه ماكرة ؛حيث يستطيع شراء رضاء الجميع بالمال وهتف مغترا:

– ايوة اكده ،اتعدلى

لم تجيبه حتى لا تثير حنقه بعدما استطاعت تهدئته

امسك عصاه وبدأ يلطمها فى يدها الاخرى بضربات خفيفة على وتيرة واحدة :

– واحد ليا مصلحه معاه ،والمصلحة ما عتجديش الا بنسب
تسائلت فى هدوء:

– مين هو

– زهير عصران تاجر المواشى لكبير ،عايز اشاركه

رجل بعمر عبد المجيد ويزيده فحشا وسلطانا يفوق عمر بدا بخمسة وعشرون عاما

ابتلعت ريقها بتوجس امام تصميمه وهتفت بتوتر :

– بس …ااا…البت لسة صغار دي١١سنه يا عبد المجيد ما تنفعش وزهير جد جدها

اتسعت عيناه عندما علم سنها ولكنه لم يكترث كما انه لم يكترث بمعرفة عمرها من قبل

وهتف متبرما:
_ما يضرش

مالت للامام وهى تتقنع قناع الشيطان :
– هو يعنى ما فيش الا بدر

عقد حاجبيه فى تساؤل :
– تجصدى ايه

رفعت راسها وهى تهدر بهدوء:
– بتك حنين ،،،زمانها بجت عروسة زينه دى الاى تنفع

ابتسم ساخرا :
– اتاخرتى ،البت اتجوزت واخوى برهان لسه مكالمنى انها متجوزه واحد من البندر وهيجبها وياجى

عضت شفاه من الغيظ فقد احبطت فكرتها وكانت على وشك البكاء ،ولكن قفز الى راسها فكرة اشد شرا:

– وهى دى حكايه البت طول عمرها بعيدة عنك ،اما تاجى طالجها وجوزها زهير ما هش جصة يعنى اللى متجوزاه

عيكون احسن منه واهى تطلع منها بمصلحة بعد العمر اللى عدى وهى لا تعرفك ولا تعرفها

دارت فى رأسه افكارا لا تعد عن اخر مرة رئها وعن كيف اصبح شكلها وعن عمرها كان اكثر ما يخشاه هو مقابلتها

شرد وسكت تماما حتى ظنت سناء انها اقنعته

**”**********************************************************
فى ايطاليا ،،،،

خرجت فرحة من غرفتها ووقفت فى الشرفة بملل واستندت الى دربزون الشرفة

وزع زين نظرة بينها وبين حاسوبه الشخصى
فزفر بضيق لتشتته فى حضورها

نهض الى جوارها ونظر الى عيناها التى تلمع بسعادة وهى تنظر الى الشارع بإنبهار

ثم هتف بهدوء :
– تحبى نخرج

التفت الية وحركت رأسها بالايجاب ،وعينها تلمع كالاطفال او كأنها مراهقة دعاها صديقا لموعد اول مرة

دفعها بيده ليزيحها من وجه فقد كاد يفقد السيطرة اثر طفولتها ويضمها الى قلبة

وهتف بتوتر :
– روحى اجهزى

ركضت الى الداخل بمرح تابع غروبها من عينه والتفت لينفخ بإرتياح

……………….

نزل معا زين وفرحه كان زين يمشى كثيرا وعينه معلقة بأماكن معينه وكأنه يدرسها

اخيرا خرج زين عن صمته وقال دون النظر لها:
– تشربى عصير
اجابته بإيجاز

_لا

هتف بإصرار :
– لا هتشربى .تشربى ايه

حركت كفها بإستسلام :
– ان كان ولابد ،يبقي ليمون

اتجه نحو كافتيريا صغيره بالجوار وطلب بالايطاليه :
– من فضلك ،اثنان ليمون

اجابة النادل :
– امرك سيدى

دقائق احتسبها وهو يطرق بأصابعه الطاولة بتوتر
واتى النادل يحمل الليمون وقدمه نحوهم بإبتسامه لطيفه

،،،،،،،،

ظل يرتشف وهو محدق مليا امامه نحو مبنى معين
انهى العصير معا ووضع على الطاوله مبلغ وقدره

اتسعت عيناها بتساؤل :

– كل الفلوس دى على كوبيتين لمون

رفع حابيه مستنكرا :
_ايه ما يستاهلش

اشارت بأيدها نحوهم بإستحقار:
– دول فى مصر ب٣جنيه

سخر زين منها :
_هههه ،اكيد كان عصير ورق ليمون

استنكرت هى بتافف :
– اصله ما يستاهلش المبلغ يعنى

تشنجت قسماته بضيق:
– خالينا فى اللى احنا فيه ،مش جايين نفاصل هنا

ونهض وهو يهدر :
– يلا لسه قدمنا لفه طويله

تبعته فرحه بإحباط فكانت تحاول اشعارة بأنها تخاف على اموالة ليس الا بينما هو لم يشعر بذلك وعاملها بجفاف

*********************************************************

وصل اياد ومعه حنين الى المطار القاهرة
كان بإنتظارهم الحراسه …الخاصة بوالده

التفت حوله لا تدرى لما كلما رئتهم حنين شعرت بوخز فى قلبها

اقتربت منه واحتمت بذراعه …يشعر دوما بها دون ان تتكلم … يؤلمه اقتربها منه لاستشعار الامان بينما دائما تنكره وتعامله

بجفاء اشار للجميع ان يبتعدوا واستجابوا فورا
ركب سيارته الخاصة وانطلق ،

بات الطريق طويلا خاصة بعدما ساد الصمت اقترب من منطقة سكنها واوقف السيارة

تنحنح قائلا :
– هنزل اطلعلك الشنطه

حركت رأسها نافيه :

– حنين لا مفيش لزوم ..انا هطلعها بنفسى

اغمض عينيه قبل ان ينطق :
– هسيبك تقعدى معاهم يومين ،وروحى وياهم الصعيد

اغمضت عينها بألم اذا انها ستذهب وحيدة الى ابعد نقطه تود الذهاب اليها بحثت عن مقبض السيارة لتخرج

امسك يدها قبل ان تفتح الباب ، وهتف برجاء ناعم :

– ابقى اتصلي
حركت رأسها بالايجاب

ترجلت من السيارة بالم ،

تبعها هو بعيون متحسرة كأنما ترك روحه تغادره اغمض عينيه وحرك يده على وجهه بغضب اثر شعوره القاتل بإنسحاب

روحه وتعنيف عقلة فى رغبته الشديدة فى اعادتها جبريا الى احضانه ،ابتعدت حنين بخطوات بطيئه بمشاعر مختلطة بدوامه من الافكار

تلاشت عندما ،،،
اندمجت فى زحمة الشارع وانطلقت بلهفة للقاء فرحة وخالتها والبيت الذى تربت فية وتبنتها خالتها فى الاعوام الخالية بحنان

وصلت الى البيت ،،وانطلق اياد فى سرعة ليخلف ورائه صرير عاليا

صعت الدرج بخطوات سريعه ، فى شوق ولهفه وصلت الباب ودقت الجرس

لم يستجب احد …..انتظرت قليلا ..وعادت الكره مرة اخرى
استمعت الى صوت غريب يأتى من خلف الباب

يهتف بضيق :
– استنى يلى برة هو ايه مفيش صبر

لم تسعها اللحظة لتندهش فتُح الباب واتسعت عين حنين بدهشه

تقف امامها امراة فى عقدها الثالث سمينه ترتدى قميصا عارى الاكتاف يبرز مفاتنها بفظاظه ….ظلت حنين تنظر لها غير

مصدقه عاودت النظر الى الخارج وراحت تعد الدرج التى صعدته لتتاكد انها على الباب الصحيح

لم تمهلها السيدة فرصه بل صاحت بعنف :
– جراى ايه وليه ،انتى جايه تنحى هنا ولا ايه ،انتى مين وعايزة ايه

بعدما تأكدت حنين من ان هذا منزل خالتها لوحت يدها فى الهواء وسألتها بصوت عالى

– انتى اللى مين وايه اللى جابك هنا
ودفعتها لتدخل

،تقدمت لدخول وهى تهدر بغضب:
– اوعى كدا فين خالتى وفرحه

تنهدت السيدة بصوت مصحوب معه

– .اااايوه ،انتى البت حنين اللى فتح الله قالى عليها
اتسعت عيناها ،وزاد فضولها لتعرف من هذة المرأة

لم تمهلها بل ربت على صدرها بإبتسامة سمجه قائله :
– انا ابلتك عواطف …عروسته الجديدة

كانت هذة الصدمه الكبرى التى عقدت قدم حنين وجعلتها تترنح قليلا ولكن سرعان ما تمالكت نفسها امام تلك البغيضه التى كانت تتابع رد فعلها بغل

وضعت يدها على رأسها وغمغمت بصوت هامس
– اااا زاى ،،حصل ؟! وخالتى وفرحة راحوا فين ؟!

ادركتها عواطف سريعا وقالت ..وهى تضع اصبعها على طرف ذقنها ..

– لاهو انتى ما تعرفيش

انتبهت لها حنين وهى مترقبه الاسوأ من بين شفتيها
لوت فمها بسخط .

– البت فرحه هربت ،وهما رايحين البلد وجابتلكهم فضيحة والصعيد كله مقلوب عليها

اتسعت عينها بقلق وحركت حنين رأسها بعدم استيعاب ..
– فرحــه

امسكت عواطف يدها وحاولت جذبها الى الداخل عنوة
– تعالى بس وانا هحكيلك ،دانتى فاتك روايات

سحبت حنين يدها منها وامسكت حقيبتها ،واستدارت عائدة للدرج

نزلت رويدا رويدا فى شرود ،نادتها عواطف

بنبرة خبيثه :
– مش هتشربى حاجه

لم تجيب حنين و وواصلت النزول
لوتت فمها عواطف بسخط :

– هو ايه اصلو دا ؟

خرجت حنين من باب العمارة تمشى ببطء دون هدف دون وعي

***********************************************************

فى ايطاليا ،،،،
تنزه زين بصحبة فرحة واخذها الى مكان بديع للغاية فى مدينة فينسيا

او مدينة العشاق حيث تعتبر واحدة من أكثر المدن الرومانسية في العالم.

تزخر بالممرات والقنوات المائية التي يمكنك السير بها بواسطة القوارب الكلاسيكية لمشاهدة المباني المعمارية التاريخية والقصور الجميلة. .

استقل قارب صغير وتجول فى القنوات المائية فى سعادة غامرة
هتف نفسها :

– ياااااا ياحنين وحشتينى ، وحشتى ايامنا وضحكنا وهزرنا ما كنتش اعرف انكوا هتوحشونى اوى كدا وكمان امى ياترى عامله ايه !يارب تكونى كويسه !
اطمنى يا مه بنتك فرحانه فرحانه اوى !

حولت نظرها الى زين الذى يجلس الى جوراها الذى تراه منقذها وبطلها الخارق الذى سقط من السماء لينقذها عشقته

لمعت عيناها ابتسامتها الهادئة كل انشنا فيها يعلن حبها الذى يدق ناقوس الخطر فى نفس زين ،،،،،

**********************************************

على الجانب الاخر ،،،

فى القهوة كان سعيد يتحرك بخفة وسط الزبائن ليلبى الطلبات بسرعه ويضع ما فى الصنيه لاحدى الطاولات

اشار احدى الرجال نحو حنين وهتف بتساؤل لسعيد :
– واد يا سعيد مش دى البت حنين بت زينات

رفع سعيد نظرة سريعا الى مكان اشارة فور سماع اسمها
وبدون تفكير اتجه نحوها

اقترب منها ولاحظ شرودها وهتف باهتمام بالغ:
– ست العرايس ازيك

لم تتوقف وتابعت السير وتمشى هو الى جانبها
كانت فى عالم اخر بعدما هوى على رأسها خبر انهدام منزلها وتشتت العائلة التى تأويها

قضب وجه وتسائل بقلق وهو يمسك كتفها :
– خير يا ست حنين حصل حاجه ،لا قدر الله فى حاجه

حرك كتفها بهدوء وهو يناديه :
– ست حنين

فإستجابت ،وهتفت بألم
– هــاااا

– ها ايه ياست الكل بقالى مدة بكلمك ،شكلك تعبانه تعالى ارتاحى على الكرسى هناك

تحركت معه وهى شاردة…اجلسها الى الكرسى وناولها كوب ماء
امسكته بيد مرتعشه وارتشفت منه القليل

بعد برهة من تمالكها اعصابها هتف سعيد متسائلا :
– احسن دلوقت

حركت حنين راسها لاعلى واسفل بهدوء
بينما هو سألها بإهتمام :

_خير يا ست حنين .حصل حاجه لقدر الله
هتفت بقلق وامسكت يده دون وعى ،

_صحيح فرحه هربت وعمى فتح الله اتجوز
حرك سعيد رأسه فى اسى

– ايوة من تانى يوم جوازك مشيوا ورجعوا بعديها دوروا عليها ،وبعديها بشويه جه عمك فتح لله فتح الشقه وجاب فيها مراته الجديدة

سالت باهتمام :
– وخالتى زينات

مسح كفيه ببعض وهو يهدر :
_ما نعرفوش عنها اى حاجه من يوم ما مشيت

هتفت هى فى شرود :
– انا لازم نرحلها

– تروحى ازاى وحدك ؟

وضعت يدها على راسها بضعف وتذكرت انها لا تملك المال الى سفرها ولا حتى مكان ترتاح به بعدما احتلت تلك البغيضة

الشقه ،اعتصرت راسها فى البحث عن حل واخيرا تذكرت الهاتف

نادا احدى الزبائن بإسم سعيد ************** على الفور
وتنحنح ومال اليها قائلا:

– هشوفوا واجيلك

امسكت حنين الهاتف وتذكرت الخطوات التى علمها اياه اياد وبدأت فى الاتصال

………….

كان اياد يقود بضيق اضاء هاتفه بإسمها ،واعتلى وجه دهشه من سرعة اتصالها به

ضغط على زر الايجاب وقال بإهتمام :
– حنين

كان امرا مؤسفا لها ان تستجير به فى فجيعتها ولكن هى لا تعرف سواه ، استمعت الى قلقة الجلى الذى يقطر من بين

حروف اسمها اجابته بصوت حزين متألم حائر
– ايــ ــــ ـاد

شعر على الفور بألمها التى لم تستطيع الافصاح عنه ،ادار المقود بسرعه فى الطريق المعاكس و احدث ضجة من العربات الخلفيه

علا وجه قلق غير مبرر لمجرد سماع صوتها قلق وحزين
صاح بتوتر :

– حصل ايه ؟!

اجابت حنين والدموع فى عينيها :
– عمى اتجوز وفرحه هربت

هتف بقلق :
– خليكى مكانك وانا جايلك حالا

وانطلق نحوها ……..

*************************************************************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ،،،،،،

امسك عاصم الهاتف بينما هو جالس الى مكتبه يستمع الى المحادثة بإنصات تام

يؤمم بهدوء :
– اممم ،عال ،عال

دلفت اليه زوجته ناريمان وهى ترمقة بإستفسار
واشار لها بالجلوس فإنصاعت لرغبته

انهى المكالمه بصوت رصين

– لو فى حاجة بلغونى

اغلق الهاتف وسئلته ناريمان :
– مين يا عاصم ؟!

تحدث الاسيوطي بجمود الى زوجته :
– ابنك جاي ،فى السكة ومعاه ،ثم اضحك ضحة صغيرة ساخرة هههه مراته

هتفت ناريمان متبرمه :
– بليز عاصم ،ما تقوليش ان البنت دى هتدخل القصر

نهض عن مكتبه وهو يهدر بضيق :
– جراى اية يا ناريمان هو احنا اللى هنعيدوا نزيدوا ،قولتلك لازم تفضل على ذمته لحد ما العين تنزل من

عليه ، ما ينفعش يطلقها دلوقت وكمان ما ينفعش ياخدها بعيد عن عينى

وبعدين ياستى زعلانه ليه اهى خدامة جديدة فى القصر

تذمرت ناريمان ووقفت بوجه :

– انا ما بشغالش غير فلبينات ، انا مش عايزة الاشكال دى تدخل عندى هنا

نفخ عاصم بنفاذ صبر وهتف بضجر :
– ناريمان قولتلك فترة وتعدى وبعديها همسح البت دى بأستيكة من الوجود وانتى عارفة لما بقول حاجة بنفذها

– ماشى يا عاصم
اجابت بها ناريمان لتهدئ الحوار المحتد

ربت عاصم على كتفها :
_ مش عايز دوشة ارجوكى والموضوع دا يخلص بسرعة وابنك يتعلم الادب بقى

********************************************!!!!!!
العشرون
فى الصعيد ،،،،،،
ذهب عبد المجيد الى بيت اخيه الاكبر برهان
اقتحم منزله ببرود
فهتف بصوت اجش :
– السلام عليكم
قضب برهان حاجبيه وهتف فى تعجب ساخر :
– واه ،، خير يا عب المجيد
جلس على الاريكة البسيطه باعتدال وهو يهتف :
– الله وفيها حاجه لما اجي اطمن على اخوى
حرك رأسة برهان بإستنكار :
– جياتتك دايما مش خير يا اخوي
رفع ذقنه بلا مبالاة :
– خلاص يا اخوي ، ما دام مامصدجش انا عايز بتي
علا وجه برهان بدهشة وهتف بتعجب :
– بتــك ،،مين ؟!
اجابة بقوة وثبات :
– حـــنيــن
فتح كفيه وتوقفت علامات التساؤل وبدي فى حيرة وتعجب وفغر فاه
من ذلك العجيب الذى رفض ابنته ونبذها عن عالمه لاعوام كثيرة والان يريدها بهذة القوة والتحدى
وسئلة بإهتمام :
– واية اللى جد لعوزتك ليها
حرك عصاة بين يده وهدر بغموض مثير :
_عايزها ….عايز اشوفها
*************************************************************
على الجانب الاخر ،،،
اقترب من ممر قصره العالى والذى كان يفزع حنين هيئته اذ ظلت تنظر اليه من الشرفة مطولا بتوجس وتوتر
عض اياد شفاه بضيق
اثر الحالة التى وصلا اليها
وود احتضانها ليطمئنها انه يعشقها ويكره رؤيتها خائفة متحيرة حزينه
مدد يده نحوها والتقط يدها التى بين قدمها وقبض عليها بخفة ليهدئها ويعطيها الامان التفتت له وكأنها تخبره بعينها ان هلعها اكبر من قبضته وانها لن تهدأ الا اذا عاد بها الى ابسط بقعه فى الارض ولكن لسانها المعقود دائما افسد حياتها
فتحت لة البوبات على مصراعيها وتقدم هو نحو بعد معين واوقف المحرك ونزل عن السيارة
والتف ليفتح لها
ترددت كثيرا فى النزول وبدت اكثر شحوبا وشعرت انها على وشك الانهيار
نادها بصوته الدافئ :
– انزلي يا حنين ،ما تخافيش وانتى معايا
زفرت انفاسها المتقطعه ومدت يدها المرتعشة نحوه يده الممدودة ونزلت ببطء
تحرك هو وتحركت هى من ورائه ترتعش خوفا
بدأت تلتفت بريبه حولها وكأنها تدخل الى عرين الاسد او بيتا للاشباح اذداد الامر سوءا عند رؤيتها كلب حراسة ملون بالبنى طويل الجسم يتدالى لسانه منه ويركض نحوهم وينبح
اتخذت مكانها خلف اياد وامسكت بظهره وهى تغمض عيناها برعب
بينما اياد تخلي عنها ومال بجذعه فاتحا ذراعيه الية ليحتضه بصورة وديه كما لو كان يرحب به هتف اياد بإبتسامه :
– ركس وحشتنى
لم يفرغ الكلب منه حتى نبح بوجه حنين وحاول الوصول اليها ولكن منعه اياد فاردا ذراعيه
وشكل حائط متحرك تتبعة حنين برعب
نادهه هو ملوحا :
– هيى هيى دى تبعى
مال براسة للخلف وكأنة يتعمد ان يوصل اليها رسالة معينه :
– اهدى عشان انتى استفزتيه بخوفك دا
لم تستطيع الاجابة وقبضت بقوة على قميصه وجذبته اليها من خلفه
حتى اوشك على اختلال توازنه وكاد يسقط
نادي بصوت عال ضيق :
– ابراهيم
ظهر رجل متوسط العمر يرتدى بدلة وهتف
– اوامرك يا باشا
تابع هو بنبرة امرة :
– خد ركس دلوقت
شرع فى تنفيذ الامر وامسك بطوقه بينما لم يتوقف عن النباح
– حاضر يا فندم
****************************************************
فى ايطاليا ،،،،
فى شوارع ايطاليا الهادئة تجول فرحة وزين والذى كان يتابع اماكن معينه بحرص ودقة ،وهى تتبعه كما لوكانت فى رحلة تنزهيه غير مكترثه بماضيها او بمستقبلها
ظل يتقدم فى السير ولا ينظر اليها هتف بشرود :
– مفيش غيرك قدامى
دارت بوجهها لتتاكد انه لم يحادث نفسه و رمقته بنظرة استفساريه…… وهى تنعته بالجنون
بينما هو وجه نظره نحوها ،بغضب وكأنما قرأ افكارها
واتسعت عيناه وهو يهتف لها بهدوء:
– عايزك تدخلى المحل الجاى دا وتشترى منه اشيك واغلى فستان جوه
ابتسمت فرحة وتورددت وجنتيها اذا شعرت بأهميتها لديه لاهدائها هديه وهتفت بخجل :
– متشكره ،انا مش محتاجه
صك اسنانه بضيق ،واغلق قبضته قبل ان يخنقها بيده :
– هو انا بعزم عليكى ،انا بقولك امر
تعجبت من ضيقة وهدرت معانده :
– الله ما قولت مش عايزه
توقف فجأه وامسك كتفيها بضيق :
– اللى اقولهولك تنفذيه ،فى حد مهم عايز اقبله ومش هينفع اوصله من غير مساعدتك
حدقت الية فى محاولة استيعاب :
– ايوه مش تقول ،وافقت ابقى المساعد بتاعك اخيرا
قال بنبرة جاده .:
– فرحه مش عايز هزار ولا غلطه ،روحنا احنا الاتنين تمن غلطه واحده ؛الغلطه الاولى هى الغلطه الاخيرة
تنفذى المطلوب من غير اسئله من غير عيب من غير حرام
لمعت عينها بقلق اذا يبدو عليه الجدية .ويتضح انها مقبله على ما هو اسوأ وهتفت بتوتر :
– ايه ….المطلوب
شرد بعيدا وقال بصوت جاف؛
– بعدين ،هقولك يلا الاول تنقى الفستان
***********************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطي
وقفت ناريمان هى وابنتها رودى التى تمتلك نفس عينان اياد ووالدتها الرمادية بشعرها المتعرج بنعومته الجذابة وملامحها الهادئة الرقيقه والتى ايضا فى نفس عمر حنين فى استقبال اياد
والذى ظهر الان يقترب منهم يدا بيد مع حنين التى ارتعشت يداها وتخدرت اوصالها اثر اقترابه من عائلته بهذا الشكل
والذى فشل اياد فى تهدئتها
ركضت اليه رودى بإبتسامه وهى تهتف بمرح :
– يويو ،حبيبى وحشتنى ،كفارة يا جدع كل دا
احتضنها اياد وهو يبتسم فهى مدللته :
– ازيك ،يا ام لسان طويل مش قولتلك بطلى تقوالى يويو دى
هتفت ممازحه :
-ىمش هبطل الا لما تجبلنا نونو
تدخلت نريمان بنبرة مترفعه :
– ازيك يا اياد حمد لله على السلامه
كانت حنين متخشبة فى يده من تجاهل الجميع وجودها بينما سحب اياد يدها المعلقة فى يدة والتف حول كتفها دافعا اياها الى الامام وبهدوء حذر هتف:
– مش هتسلموا على حنين
حركته المابغته وفرضها عليهم ادهشتهم وبالاخص فريال التى تعمدت احراجها بالتجاهل فغر فاه وهتفت بحنق:
– الوقت قدامنا طويل ،بكرة نتعرف ،اتفضل انت اوضتك جاهزة ،بينما تحرك هو دون اضافة شئ امسكت رودى يد حنين وهتفت مرحبة :
– اهلا بيكى ياحنين فى وسطينا
ابتسمت لها ابتسامه رقيقه وحركت رأسها بهدوء
ابتسم اياد فى نجاحه فى كسب تعاطف اخته التى تخشى غضبه
– خلى حد يطلع الشنط ،هتف بها اياد وهو يصعد الدرج
المؤدى الى الفيلا القت حنين نظرة سريعه على ذلك المكان الواسع ذو الاضاءة الخافته والجو الهادئ والاثاث الراقى الموزع فى الاتساع الهائل بحرفية والذى يتصف باللون الابيض ينعكس علية لون زهريا من اثر الستائر الزهرية المعلقة على الشرفة الزجاجية الكبيرة التى تطل على مسبح مذهل على شكل بقعة زرقاء فى وسط الارض الخضراء
اتبعت اياد نحو وجهته المحدة كان متعب وايضا يهرب من مواجهة والده الساخنة والذى لن يتوارى ابد فى تبويخه كما اعتاد منه
اخيرا وصل الى غرفة هاربا من افكارة المشوشة وبيده عشقه الذى اتعبه دخل الغرفة معا وترك يدها اخيرا وتحرك نحو فراشه وجلس الى طرفة وتمدد بتعب وهو يمرر يده على رأسه متألما بصوت خفيض
بينما وقفت حنين فى جانب الغرفة تتأمل المكان الموحش فى مخيلتها والذى تخشاه وتخشى ما قد يصيبها فيه من اذى نفسى وروحى خاصا عندما اصبحت معه فى غرفة واحدة فى عرينه الخاص رهبتها تزايدت الان عن ما مضى فلم يعد يتودد اليها كالسابق بل اصبحت مشاعره جافة مغلفة بالبرودة تجاها وخاصة نوبة غضبة وافصاحه عن ما يدمرها لها وزجها بلا رحمة خارج حياته بعد ان يفرغ منها
لاحظ هو هدوء المكان فإستندا الى مرفقة وهو يهتف :
– مالك وقفه عندك لي ؟
ابتلعت ريقها فى توتر واجابته بنبرة متحشرجه :
– اااا….اومال ..اروح فين
جلس مستقيما ومسح وجه بكفيه،وزفر بضيق من وضعهما ؛ فأشار بيدة الى طرف الفراش
كى تجلس الى جوارة ،
تحركت ببطء وسارت نحوه ،ومن ثم جلست بحفظ شديد
هتف وهو يحرك وجه بحركة غير مكتملة ،وبدأ على صوته الارهاق :
– انتى طبعا فاهمة ان ما ينفعش هنا ان كل واحد ينام لوحده
حركت رأسها بالايجاب
استرسل هو بثبات :
– مش عايز حد يعرف اللى ما بينا ولا حتى رودى ؛ رودى ممكن تقول لماما وساعتها مش هنخلص
امسك كتفها برقة وهتف:
– وما تقلقيش انا لسة عند وعدى
ترك كتفها وتبدلت نبرته الى الاسئ
– خليكى على راحتك ولعلمك انا عايز راحتك
*****************************************************
فى ايطاليا
فى داخل احدى المتاجر ،،،،،
كانت فرحة تشاهد الملابس الباهظة الثمن وهى تعقد حاجبيها بدهشه ،بينما انتظرها زين فى احد الزوايا على اريكة منمقة داخل المحل مخصصة للانتظار
خرجت الية فارغة اليد
حدق اليها بدهشة وهدر بضيق :
– ايه….كل دا وما جبتيش حاجه ؟! انا كان مالى انا ومال الشغلانه دى
هتفت بتذمر :
– الحاجات دى كلها ما تناسبنيش …
نهض وهو يحاول ان يتمالك اعصابه وسحب نفسا عميقا ليهدئ من روعه :
– بصى يا فرحه …سامحينى انا محتاجك ضرورى عشان ادخل بيكى صالة اللورد عشان ممنوع منعا باتا ادخل بدون ست ….لان دا بيعارض القوانين هناك ..وبيعتبر تطفل ..وعشان تدخلى هناك مش هاخدك بعبايه ولا بحجاب المكان هناك ..يعتبر معقل المافيا .ووارد قوى يتشك فينا ، فلو عايزه تيجى معايا وتَساعدينى اتنازلى لو سمحتى
ابتلعت ريقها وحركت راسها بالايجاب ،ولم ينبث فمها بأى كلمة
ولكن عينها يملأها حزن عميق اثر تخاليها عن عادتها واحتشامها الذى اعتادت علية منذو نعومة اظافرها ،قاومت بشدة رغبتها فى البكاء وتحركت بين الالبسه لتلبى طلبه ….حتى يتثنى لها مساعدته على اكمل وجه
*************************************************************
فى الصعيد
نزلت زينات الدرج فى اتجاه غرفة الجلوس الخاصة بالمنزل لوهدان
هرولت الى الغرفة حينما رأت طرف عبائته البنى من الخارج
نادت بصوت متحشرج حزين :
– سلام عليكم يا حاج
لكنه لم يكن وحيدا كان معه ولده عزام وزوجته صابحة
اعتدل من جلسته الممليه واجاب باهتمام :
– وعليكم السلام يا ام فرح ،تعالى
زاغ بصرها وتوترت من وجود عزام وصابحة التى ظلت ترميها بنظرات ساخطه تعلثمت فى البداية ومن ثم استطاعت جذب الكلام على اطراف لسانها:
– انا ….اااا ….كنت …عايزة يعنى اسأل عن .. وابتلعت ريقها فى توتر ..عن فـ ــ ـرحـه
اغمض وهدان عينه بضيق وتمسك براجحاته كى لا يفقد صوابة وهدر بصوت حاد :
– الله …اعلم يا ام فرحه
بينما تنحنح عزام قائلا :
– بالمَناسبة ، كنت كلمت مدير الكافتريا اللى وجفنا فيها ،عشان يطلع الفيلم بتاع الكاميرات الخارجية
واهو وصلنا لرجم العربيه اللى ركبت فيها
ثم اغلظ صوته واحتدت نظرته بينما هو ينظر نحو زينات وهدر بنبرة مخيفه جافة :
– ما تجلجيش فرحــة راجعــه
اتسعت عينها واذداد توترها وشعرت بان الارض تميد بها ،اذا كان نبرته لا تبشر بالخير ابدا
وبدأ المكان خالى لهما ولا وجود لوهدان وصابحه الذين كان يستمعوا للحوار بدهشة ويتبادلان النظر لبعضهم فى دهشة ،من اصرار ولدهم على العثور عليها
حركت زينات راسها بقلق وهى تحاول اطراء حلقها الذى جف تماما من فرط الصدمه
وزفرت انفاسها الاهثة على مهل وهى تؤمء برأسها :
– انشاء الله ،ربنا يجيب العواقب سليمه
ودارت على عقبيها ،لتخرج من تلك المشنقة التى رئتها فى عيناى عزام معلقه
بينما اطلقت صابحة ضحكة عالية ساخرة وهتفت بصوت يصل الى مسامعها:
– هتيجى سليمة ازاى ،،،،وامسكت خصلة من شعرها وهدر بقسم
– وحياة دا البت دى ما هى شريفه
امسك عزام عبائتة وانطلق فى ضيق يبدى حجم النيران التى اشتعلت بداخلة
بينما لوت صابحة فمها وهى تميل رأسها للوراء وهى ترمق وهدان بنظرات ضيقة
************************************************************
ايطاليا ،،،،،،
خرجت فرحة من غرفة القياس
ومددت يدها نحوه وهى تهتف بهدوء :
– اخترت دا
التقطته منها وهو لا ينظر الي ما بيده كان ينظر لها والى عينيها تحديدا وهى محدقه امامها تنظر الى الفراغ
دفع زين ثمن المشتروات
وخرجا معا ….
كانت فرحه طوال الطريق تتذكر يوم اشتركت فى شراء الفستان مع حنين وسقطت دمعة حارة رغما عنها حقا اشتاقت لها
تضاربت افكارها عن ما حدث لها اخذها الحنين بعيدا الى اوطانها الى حضن امها الدافئ والى مزاحها مع حنين ،حتى غضب والدها الدائم على كل شئ وزحف الحزن الى قلبها
كان زين يتابعها بطرف عينه وهى تمشى الى جانبه
شعر بها رغم سكونها و ارتعشت يداه فى جانبه قليلا قبل ان يمدد يده الى يد فرحه ،التقط اطرفها الباردة واطبق عليها ،لشعوره انها تحتاج الى ذلك الآن ….
اتسعت عينها اثر لمسة الى اطرفها وادارت رأسه نحوه كى تتاكد مما تشعر ،وجدته جامد التعبير يحدق امامه ويبدوا انه فى غير وعية او يتقنع البرود ولكنها كانت فى اشد الاحتياج الى ذلك
لذا لم تعارض واستسلمت لتلك القبضة الحانية بلا سبب
وصارت معه مسلوبة الارادة لا تعلم اين وجهتها
شعورها بالامان والسكينه هدأ من روعها وجذبت تفكيرها الى عالم اخر من الاحلام اليقظة
**********************************************************
فى فيلا الاسيوطى ؛؛؛؛
كانت الامور تجرى بهدوء خاصة فى غرفة اياد انزوت حنين فى شرفة الغرفة تتابع العصافير
المحلقة فى السماء بأعين لامعة تمنى نفسها بالحرية التى لم تعرف ابدا مذاقها سبحت ربها فى خفوت
_ســـبحـــــان الله
على ابداع المنظر وقدرت الطير وكانما اول مرة تراه ولكن معاناتها جعلتها اشد رهفا وخاصتا فى وجودها فى منزله اذداد شعورها بالاسر واصبحت ترى الطير بعين اخرى بل تراه اكثر حرية و سعادة منها
فتح اياد عينية ببطء الى تلك الحورية التى تقف فى الشرفة تحت ضوء القمر فى ظلام الغرفة بإسدالها الفيروزى المطرز بالالى اللامعة ازدادت بريقا مع الضوء الساقط عليها وجعل حولها هالة من النور وبدت حرفيا كالحورية التى سقطت من السماء بملامح البريئه الناعمه
اسبل عينيه وتأمل هيئتها بشغف قد عشقها وذاب عشقا فيها ، تغلل بداخله شعورا لا يمكن تجاهلة
وراح يتسائل بحيرة تلك الجميلة كيف اقنعها انى احبها )
نادها بصوت خفيض عيون قلبى وسحب نفس عميقا اختذله بداخله
فإلتفت نحوه واعتدلت فى وقفتها
بينما نادها بهدوء:
– تعالى ياحنين
تحركت نحو الفراش ببطء وحذر تخشاه المواجهه والضعف وعدم مقاومتها لمشاعرها التى تنجرف نحوه بمجرد نظرة فى عمق عيناة الرمادية الساحرة
اعتدل فى نومته ومسح عن وجه اثار النوم
بينما وقفت هي الى جواره فى تحير ،جذب يدها لتجلس الى جواره واستجابت الى جذبته القويه حدق الى عيناها وهو يتسائل بإهتمام :
– ما نمتيش لي ؟
ابتلعت ريقها وتوترت اثر دنوه منها وكأنها المرة الاولى :
– ااااا….اصل ..لسة بدرى احنا المغرب هصلى العشاء وانام
قضب حاجبية وتراجع للخلف متسائلا :
– ياااه .انا نمت كتير اوى كدا ؟
طأطات راسها وهتفت بهدوء:
– اكيد كنت تعبان
امسك طرف ذقنها بأطرف اصبعه ورفعها الى مستواه لتغريه انفاسها الدافئة ويقترب من ثغرها
ولكن يدق الباب
وبصوت عالى نادت رودى
– يويو ممكن ادخل
تنحنح اياد وهو يمسح فمه
– تعالى يا رودى
دلفت رودى بإبتسامتها الشقية
– يويو ، ماما بتقولك الغداء جاهز والنهاردة القوانين مكسورة عشان انت كنت راجع من السفر
لكن بعد كدا انت عارف النظام هنا زى الساعه
ابتسم اياد بسخط :
– كرم اخلاق والله
جذبت ذرعة وهى تهتف :
– يلا بابا مستنيك
اااة هتف بها اياد بضيق
بينما نظرت رودى الى حنين
– يلا يا حنين شدية معايا
اشاحت وجها بتعجب وهى لا تدرى اى جهه تنظر من اثر خجلها
تحرك اياد ودفع عنه يدها :
– خلاص انا قايم وحدى
وابتسم وهو يلقى نظرة سريعة على حنين
************************************************************
ايطاليا ،،،،،
دخل زين الى فرحة
وجدها تغفوا كطفل برئ تعب من اللعب ونام مكانه دون وعى
سحب الغطاء ودثرها بعنايه ،وقف جوارها للحظة ينظر الى وجهها الهادئ الحسن
وخرج هدوء
يخطوا فى الردهه ابملل واتجها نحو الشرفه
وهو يحدث نفسه بصوت رنان :
_وبعدين معاكي يا بنت الناس ،لفيت بيكي ومش عارف اسيبك لي ،عامله زى اللعنة مش عارف اخلص منك وقلبى مش طاوعني اسيبك ….حبس انفاسه وزفرها دفعة واحده ،بس هانت هرجعك سليمه لأهلك تانى …لازم ترجعي لأهلك…
*********************************************************
فى الصعيد
كانت هنية تتحدث الى زوجها امين وهو يبدل ملابسه
هدر بضيق :
– يــااا …هنية بجى ، خلاص راسى اتخوتت
ناولته جلبابا اخر واخذت منه الاخر ودرت :
– يوه ..هو انى جولت حاجه ،مش بجول الحج
التقط عباؤة و نفخ فى ضيق :
– عايزنى نجولها اية نكرشها من البيت كانك اتجنيتى
وضعت طرف اصباعها تحت طرف ذقنها وهدرت مستنكرة :
– ليه وهى كان ليها حاجة اهنه ، مش خادوا حجاتها وفارجوا من سنين وادى الجوازة اللى كانت هترجع تسبت بيها رجلها باظت ،فاضل اية تانى جاعدة ليه
جلس الى طرف الفراش واعتلا ملامحة الضيق بينما اثر الهدوء وهو يهتف :
– ام عثمان ،ما تخليش ام عزام تلعب بدماغك هى مش طايجاها عشان جوازة ولدها اللى باظت ومن جبل سابج
عشان هى اجل منيكم ،فامتعميش على عومها والتفى لحالك ولولدك
عاودت الكلام وهى تجلس الى جواره :
– اصل انا كنت بجول لازمتها اية جاعدتها طالما ما فيش جواز وجوزها كمان مشي
احتدت نبرته وهدر بتعصب :
– اخويا سابها وهى عيانه واستندل معاها ،اية نجل احنا بأصلنا اوعى لروحك ولولدك
صابحة ما تجدرش تجول اكده لوهدان عشان اكدة سلطتك عليا وانا بجولك اها ما تجلبيش مزانى وخليكى فى حالك
لوت فمها فى اسف اثر محاولتها الفاشلة فى تغير قرارة
******************************************************
فى قصر الاسيوطي ،،،،،
نزلت حنين بصحبة اياد الى عالما جديدا لم تألفه ابدا بل زادها رهبة وتوتر
بينما تابعتها فريال بنظرات متفحصة بضيق
وتبعته فى استحياء الى غرفة الطعام
تابعت الخادمة توزيع غرف الطعام على السفرة الكبيرة التى تشبة قاعة الاجتماعات
حك اياد راسة فى تعب واستند الى طرف الطاولة
بينما دلف عاصم الى الغرفة يدس يدة الى جيبه ويحدة بغضب نحو اياد تحديدا
ونبث من بين شفتيه كلمات باردة ساخر :
– حمد لله على السلامة يا سعادة الباشا
اتسعت عين اياد بينما هتف بقلق وهو يرفع رأسه نحوه:
– بابا
ابتسم عاصم بسخرية ،وتقدم نحو رأسة السفرة وهو يهتف :
– هههه ،،،سلامتك
ابتلع اياد ريقة فحضور والده ورؤيته بعدما احرجه يوم زفافه
كان صعبا
تابع ابيه تقدمه وهو ينظر الى حنين اللتى ترتجف الى جواره بنظرات ساخرة وجلس على كرسيه المعتاد وهتف وهو يفتح ذراعيه على طرف الطاولة بتفاخر :
– اهلا بيكوا فى عالمي
واردف بخبث
– ازيك يا عروسة انشاء الله تكونى مبسوطه
التفت نحوة وابتلعت ريقها بتوتر :
– الحمد لله ،،
اشار الى فريال براسة وتحدث بنبرة امرة :
– ااا ،،ابقى شوفى اللازم مع العروسة مش عايزها تحتاج اى حاجة هاتيلها لبس وشوفى كافة احتياجتها
ثم التفت لاياد بخفة وهتف :
– احنا يهمنا راحة ابننا بردوا
وزع اياد نظرة الى امه وابيه بقلق وهم ليتحدث:
ولكن قاطعه بحدة :
– هااا مش هنشوف شغلنا بقى
عض اياد شفاة بضيق وخرجت شخصيته العنيدة ونظرة بحدة نحو ابيه ليخبره انه لم ينكسر بعد ولن يسمح بإزلاله
تابع طعامه وهتف دون اكتراث :
– بكرة هروح
تناولوا الطعام معا وان كانت حنين لم تعرف طعم للاكل وظلت تعبث فى الطبق لتوهمهم بانها تاكل وتتحاشى نظرات فريال الباردة
ناد اياد احدى الخادمات والتى استجابت على الفور
– نعم سيدى
– خدى الهانم واشار الى حنين ،بينما رفع عاصم حاجبيه مستنكرا
استرسل اياد بعدما تأكد انه اوصل رسالته جيدا الى والده
– عرفيها الحمام فين عشان تغسل اديها
نهضت حنين فى توتر وتحركت نحو الخادمة التى اجابت فى ادب:
– حاضر سيدى ،يلا يا مدام
نهض اياد وناد اخته رودى
– رودى تعالى عايزك
رفعت حاجبها مستنكرة :
– خير يا يويو
رمقها بجدية فإندفعت نحوه ،وخرجت معه الى الفرند
التفت اليها اياد والتفت نحوه كى يتاكد ان لا احد يسمعهم
وهتف بجدية تامه :
– رودى انا عايزك تاخدى بالك على حنين ،من ماما ارجوكى ما تخليهاش تضايقها
ركنت ذراعها اليه وقالت بمرح :
– واية المقابل ؟!
دفع يدها بحنق :
– خلاص مش عايز حاجة منك
امسكت كتفه وهى تهدر بجديه :
– خلاص يا يويو ،هخلى بالى بس تقولى ايه الحكاية وغمزت له بطرف عينها فى مرح
امسك اياد طرف ذقنه بحنان وحدثها بحنان :
– بعدين المهم دلوقتى تفتحى عينك وما تخليهاش تنفرد بيها
واسترسل ،،،و حاولى تدمجيها فى عالمك شوية حنين بنت طيبة وانا واثق انك هتحبيها
قضبت قسماتها وهى تهدر :
– انت عارف انى طول اليوم فى الكلية ومش هعرف اكون متواجدة معاها طول اليوم ،بس هحاول
عض شفاة واشاح وجهه بعيدا وهو يفكر ويتمتم بخفوت :
– اممم ربنا يستر
********************************************!!!!

بقلم /ياسمينا احمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى