ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا ج2 الحلقة 1و2و3و4

على ذمة عاشق _الجزء الثانى (شهد الحب )

الحلقة الأول))الجزء الثاني((حصريا

اقتحمت الغرفة صابحة بوجها عابثا وبيدها كفنا اسود
قدمته اليها وهتفت بسخط :

• خدى البسي دا يا اللى ينجطع خبرك
حدقت فرحة اليها بتعجب ونظرت الى امها

وهى تلوى فمها :
• وتطلع مين دى

لتهتف زينات بهدء :
• دى عامتك صابحة ام عزام يا فرحة

اشاحت فرحة بيدها بعدم اكتراث:
• تصدقى كنت عارفة ، نفس السحنة اللى تسد النفس

وضعت زينات يدها سريعا على فم ابنتها لتكممه بل ان تهدر المزيد
بينما اتسعت عين صابحة وقذفت ما في يدها بغير اهتمام

وانطلقت نحوها بغضب جم واطبقت اصابعها على ذراعها وادارتهم
وهى تهدر بغل :

• سحنة مين اللى تسد النفس يا مقطومة الرجبه دانتى ايامك سودة ولدى انا زينة الشباب يتجال علية سحنه زينة الشباب يا بت الهاملة

ازاحت يد امها عنها بصعوبة وحكت ذراعيها بتالم وهدرت
بضيق :
• اااااى يعنى هو زينة الشباب وانا بنت ابو قردان ما تهدى يا ست انتى وايام سودة مين اللى تورهالي انتى ما تعرفنيش ولا اية

شهقت زينات وهى تدفها من امامها كي تتحاشي غضب صابحة الذى بدا جليا على وجهها كالبركان

***************************************************

رحلت حنين عن ذلك القصر الذي قضت فيه اياما متعبه رحلت وبقلبها ايمانا بحب ذلك العاشق الذي

تركته هناك يقاسي من اجل ان تتقبلها عائلتة واستعد للمعركة الشرسة التى سيخوضها بعيد اعن حنين لا يرهقها بما ستسمع او تتأذي بحرف فبرغم من تركها المكان الذي اوجعها اياما وليالي الا انها فى قلبها غصة لا تدري من اين جاءت

قد اتصل اياد على زوج خالتها فتح لله كي يتصل بعمها برهام ان يستقبلها وهى الان على مشارف الوصول حدقت بأعين جامدة ذلك الطريق الذي رحلت منه طفلة بائسة ضعيفة تركها والدها لتقاسي وجع الحياة وحيدة وترك فى نفسها اثرا مشوها

ترجلت عن سيارتها عندما توقفت رفعت رأسها لترى تلك الملامح التى تشبة والدها قليلا وعلى ما تذكر انه عمها برهان ،باسما فاتحا

ذراعية لها وهتف عاليا بفرحة عارمة :

• يا اهلا يا اهلا بريحة الحبايب

تحركت حنين نحوه ببطء وحذر ولكنها تغلبت على ذلك الخوف وطمأنت نفسها بتلك القوة التى مدها بها اياد اقبلت علية واندثرت

فى احضانه لتنعم بدفء ابوى لم تحظى به من قبل

بينما ربت برهان على كتفها بحنو وهو يهدر بتعجب :

• سبحان الله الخالج الناطج امك ربنا يحميكيي يا بتي

رفعت رأسها عن كتفه بعدما شعرت بالصدق النابع من بين شفتيه والذي يظهر عدم التشابه بينه وبين والدها الجاف الصلب الذي لا تذكر مرة انه احتضنها

همست الية بصوت ضعيف :

• ربنا يخليك يا عمي

لوح بيده مشيرا نحو الداخل :
• يلا يا بتي ادخلي شكلك مرهج وتعبان تعالي ندخل جوة تريحي بدنك شويه على ما يعملولنا لجمه هنية

اومأت براسها بإبتسامه وتبعته في صمت

*******************************************************

في فيلا الاسيوطي ،،

احتضت فريال ابنتها رودي بشوق جارف وهى تهدر ببكاء :
• هتوحشينى يا قلب ماما

ربتت رودي على ظهر امها بحنان وهتفت :

• جرى اية يا ماما هي اول مرة اسافر وبعدين معاذ مستنيني هناك ما تقلقيش بقي

احضنتها بقوة اكبر مما مضت :
• عارفة حببتى ، بلاش احزن على فراق بنتى حببتى

ازاحتها رودى بصعوبة ونظرت فى وجهها بإبتسامه :
• خلاص بقي يا ماما ما تخلنيش ازعل وانا مسافرة وبعدين أول مرة تعملي معايا كدا

حركت فربال يدها على صدرها وهى تجيبها بشئ من الضيق :

• مش عارفة يا ورودي حاسة بوجع فى قلبي المرة دى مش عارفة ليه ؟ يمكن عشان المشاكل اللى حصلت منها لله بقي اللي كانت السبب الللي ما تتسمي حنين

لوت رودى فمها ونظرت لاعلي وهى تهتف بتأفف:
• ماما بطلي تعلقي كل حاجه على شماعة حنين خفي شوية يا فريوله

رفعت يدها فريال بإعتراض :
• يا سلام بقت هي ملاك وانا الوحشة يا ست رودي ودا من امتي ؟

ابتسمت رودي وامسكت خديها بأطراف اصابعها لتداعبها :
• انتى وحشة انتى قمر يا فريولا يا قمر بلاش شغل الحموات البلدي دا مش لايق عليكي انتى ارقي من كدا

دفعت فريال يدا ابنتها وهتفت بضيق :
• بت انتي ،انتى اتعملك غسيل مخ زي اخوكي ولا اية

ادارت رودى وجها في المكا ن لتسيطر على انفعالها النسبي وهتفت معلله :

• خلي بالك يا ماما انا رايحة اتفسح واخد بريك من كل الضغط اللي هنا انتى عارفة انى ما بحبش الجو المشحون سالبيات دا ،وانا رودى حببتك وهفضل حببتك ما حدش يقدر يغسل مخي من ناحيتك

لتبتسم فريال عندها وتبتهج اثر ضمان ابنتها في صفها
استرسلت رودي وهى تسند يدها الي كتف امها :
• وبعدين ، انا بقولك وجهة نظري ،بلاش يا ماما تضيقيها على اياد .اياد بيحب حنين مش مجرد نزوة ومش هيسبها ومهما حصل وعملتي ودا ما يقلش من حبه ليكي انتى بيحبك بس قلبه معاها ومش هيعرف يكمل غير معاها فسبيهم يعيشوا حياتهم تحت عينك احسن ما يعشوها بعيد عنك

وقبل ان تصب فريال غضبها الذي اعتلي قسماتها عليها قبلتها رودي وسارعت بالخروج وهى تهدر :

• سلام يا فريولا هتأخر علي الطيارة

بينما كزت فريال على اسنانه بضيق :
• بقا كدا يا رودي ،ماشي اما اشوفك ..ثم ساورتها تلك الغصة مجددا وهتفت بصوت عال

لا اله الا الله ،خلي بالك على نفسك يارودي

*****************************************************

في منزل القناوي

كانت تتمطع فرحة فى سكون محدقة للفراغ بين اليقظة والنوم بقلب ينزف ولا يكف لا تغيب صورة بطلها الخاص ومنقذها عن

مخيلتها وهلة واحدة لقد احبته حبا يوازى عمرها وخذلها هو خذلان مبينا وتركها تواجه مصيرها المحتوم باعين باردة وقلب اخفي

تأججه قد افلت يدها الممدودة ولم يبالي برجاءها المتكرر في بقاؤها معه واضافة الي ذلك انه لم يصرح بأي مما رائته في عينه ولا

بشعورا واحدا مما شعرت به في فى اللحظات الاخيرة او حتى احضانه ،،،،

سكون تام اجتاح نفسها وبدت مستسلمة للامر وان كانت ترفضة بداخلها ولكن من يدري ماذا ستفعل المتمردة

دخلت اليها أمها ووجدها على تلك الحالة التي تركتها فيها من وقت ما مضت بالقوة على عقد قرانها من عزام

اقتربت منها ومسحت على رأسها بهدوء وهي تتذكر كيف اقنعتها لكى تقبل بالامر بعد اصرار عزام على تنفيذ ما اراد

دخل اليها عمها امين وهو يقدم لها دفتر ويهتف بنبرة جافة :
• خدي امضي هنا

حولت نظرها الى امها فى تساؤل ليجيبها عمها :
• دا عقد الجواز ،بتعرفي تمضى ولا هتبصمي

همت لتصرخ عاليا بأنها علي ذمة عاشق وعدها بأعينه انها له ما بقيت وسيأتى وان تاخر ولكن قطعتها امها وهى تلتقط الدفتر من يد
امين وتقول :
• حاضر يا حاج بس سبنا شوية مع بعضينا البنت مصدومة مش فاهمة حاجة

دحجها امين بنظرات ساخطة وخرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه
التفت زينات نحو ابنتها بعدما وضعت الدفتر جانبا ،وهتفت بحنو

امومي لتخفف من دهشتها

وحالتها السيئة التى وصلت اليها الان :
• فرحة ، انا عارفة انك اتظلمتى وابوكي الله يسامحه اللي دبسنا الدتبيسة دى لكن انتى كدا كدا في النهاية كنتى هتتجوزى وعزام مش وحش ارضي بنصيبك وحاولي على قد ما تقدرى تحبيه ،امضي على الورقة دي انتى ما تعرفيش انا اتبهدلت قد اية بسبب غيابك دا واتأذيت قد اية

حدقت فرحة فى وجهها مليا وهتفت ببكاء مرير :
• مش عايزة اتجوز ،حرام يا ماما انا من حقي اختار شريك حياتي

كففت زينات دموع ابنتها بيدها وهتفت من جديد :
• امضي دلوقتى وبعدين ارفضي لو رفضتي دلوقتى هتاكدي شكوكهم ان انتى مش بنت ومش بعيد يقتلوكي دلوقت
يابنتى

نظرت فرحة لامها في صدمة وهدرت بتعجب :
• ليه هو حد شاكك اني مش بنت

• ليه هو انتى مفكرة لما عروسة تهرب من عرسها قبل الفرح بايام بتفسر بإية وخاصة هنا لو كنتى سليمة امضي وارفعي راسك وراسي قدام الناس دى كلها ،امضي يا فرحة خلي ربنا يستر في اللي جاي

قدمت لها الدفتر ونظرت لها برجاء لتمسك القلم بأيدي مرتعشه ،نقشت حروف اسمها التعيس بجوار اسم عزام

لتثبت لامها انها كما هي وتطمئن قلبها ،وان كانت ليست عذراء ولم تعد كما رحلت ،،،فعذرية الجسد شئ وعذرية القلب شيئا اخر ،،،،،

عادت من شرودها الي ابنتها التى لم تستجيب لاي مما حولها بعدما مضت تلك الاحجية اللعينة التى تثبت ملكية عزام لها
وهتفت بهدوء:

• فرحة مش هتقومي يا بنتى بقاك كتير على دا الحال قومي يا حببتى

لم تجيبها فرحة بل ظلت كما هي وكأنها تسبح في عالم اخر

كررت زينات عليها السؤال من جديد:
• قومي يا فرحة ، حرام عليكي قلب امك ما بقاش مستحمل كفايا عليا كدا يا بنتي
وكأن كلمات امها المرهقة انتشلتها من شرودها فأولتها انتباها وقفز الي ذهنها سؤالا لم جد له اجابة وسط فوضي الافكار وتسائلت بدهشة :
• ماما انتى ليه اتطلقتي من ابويا بعد السنين دي كلها
زفرت زينات بتألم :
• المفروض ، تستغربي انى صبرت السنين اللي فاتت دي كلها
اسندت فرحة راسها الي صدر امها واستكانت لتهتف بهدوء:
• عارفة اجابة دا صبرتى عشاني وعشان حنين

مسحت زينات علي ظهر ابنتها وهتفت من جديد :
• واهي حنين اتجوزت وما فضلش غير انا وانتي انشاء الله ربنا يهدي سرك

****************************************

على الجانب الاخر ،،،
في غرفة الجلوس حيث يجلس كلا من عزام وابيه وعمة امين يتناقشون حول امر معين

جلست صابحة بجوار زوجها وابنها تتسائل :
• يعني ما رضيوش بركة انها جات منهم كفايا علينا بلوى واحدة

تأفف وهدان وهدر بزنق:
• انتى ما عتحسيش يا ولية ابنك اكدة ممكن يروح فيها لو الجوازة دي ما تمتش

تسائل امين بضيق :
• اباه مش هما الي ما رضيوش ،نعملولهم ايه يعني

هتف وهدان بشرود :
• الشرشيري رفض عشان ينتجم مننا

لطمت صابحة صدرها بذعر وهدرت :
• يا مصبتي

اعتدل امين في جلسته وهتف :
• خلاص نسوج عليه كبرات البلد يمكن يختشي

نفخ وهدان بضيق :
• كانت واجعة سودة دي يا عزام

هتفت صابحة بنواح :
• يا ميلة بختك يا عزام ،،ياحظك الجليل(القليل ) يا ولدي ،حسدوك يا نن عيني

عندها صرخ فيها عزام عاليا :
• امـــه بطلي نواح ، ارحميني انا ما نجصكيش

هتف وهدان بضيق :
• ما تبطلي ياوليه هتولولي على ولدك وهو جدامك ،اشحال مكلها ايام وفرحه يتنصب

ازدات نحيبا وهدرت :
• هي دي جوازة ودي عروسة الهي ينجصف عمرها قبل الفرح وما تجوم من رجدتها

لطم امين كفيه ببعض بينما انصت عزام الي حديثها جيدا وتسائل بجدية :

• رجدتها ،هي راجدة ولا اية ؟

استرسلت في البكاء واجابتة بعدم اكتراث :

• ايوة ،ما عتنزلش واصل من اوضتها والوكل والشرب بالعافية ،يلا على الله عزارئيل يدخل عليها

هتف وهدان بضيق :

• انا فيتهالك ، خلي لسانك الزفر دا ينضف ،،

وغادر المكان وقف عزام وهو يحك فمه بشرود وكأنه غير مستوعب تلك الفكرة التى طارئت الي رأسه

وخرج بهدوء ونبضة يتسارع وهو يصعد درجات السلم المؤدي الي غرفتها فلم يدرك ماذا سيكون عواقب اول لقاء بينهم ،او حتي اي من الوجوة سيظهر ،،ايكون لطيفا ذهب ليسأل على حالتها ،ام فظا متطفلا اتي ليفسد مزاجها ،،،،تابع السير فى تخبط بين اللين والشدة

***************************************************

في منزل برهام ،،،

اعد من الولائم ما يكفي لاستقبال جيشا للترحاب بإبنة اخيه العائده اخيرا وقف يتفقد المائد ان نقصت شيئا ام لا

ولا يخلو من باله صورة امينة ام حنين التى رحلت مبكرا عن عالم الزيف والخداع ،،فقد كانت انسانة بمعني الكلمة

كانت تواسي المهموم وتمد يدا العون للمحتاج وطالما فعلت الخير الوفير فى البلدة وكانت نقيض زوجها ذا القلب القاسي المتحجر ،لم ينسي لها ابدا معروفها ودعمها المادي

في فترة من فترات حيا ته عندما تعثر ماديا ودفعت عنه ديونه من وراء زوجها حتى وقف من جديد على قدمه وسدد معروفها دون علم عبد المجيد بنقصان ايا من ماله

وهتف بوفاء :
• الله يرحمك يا امينه

نادته زوجته :
• يا حاج ،يا ابو سعيد

التفت لنادئها وتسائل :
• ايوة يا حاجة في حاجة

حركت رأسها نافيه :
• لع كنت بسال هو الحاج عبد المجيد ومراته ما جوش ليه

تحرك لامام وهتف مطمئنا :
• عاياجي انا اكدت علية ياجي يتغدي ويانا وهو جالي جاي الباب اها مفتوح على وسعه ،،ثم تسائل بإهتمام
البنية مرتاحة اوعي حد يكون ضايجها

استنكرت بلوم :
• لع ازاى ودي تاجي يا حاج ، ما خلتش حد يدخلها واصل وسبناها ترتاح باينلها تعبانه راحت في سابع نومه من قت ما جات

حرك رأسه بإطمئنان ،وزفر انفاسة بإرتياح ليقطع اطمثنانه ذلك صوت عبد المجيد الاجش

وهو يتنحنح عند الباب بصوت عال :
• احم حم يا ساتر

تحرك برهام نحوه بترحاب :
• يا اهلا يا اهلا اتفضل يا خوي انت محتاج اذن

• انشاء لله يخليك يا اخوي المفروض العزومة دي تكون عندي
وسارعت زوجته فى استقبال سناء زوجة عبد المجيد وابنتها بدر والتى ارتسمت ابتسامة عادية وهى تهتف :

• اهلا اهلا يا ام جواد ازيك يا بدر يا بتى كيفكم

تحركت سناء للداخل وهى تدور بعينيها تبحث عن غايتها المنشودة :

• احنا زنين زيك انتى يا ام سعيد
وقلبت وجنتيها بتودد زائف وتسائلت بإهتمام بالغ :
• اومال فين حنين اتوحشتها والله

لم تخفي ام سعيد تعجبها من ذلك الشوق الجارف الذي بدى مصطنعا

واجابتها متعجبه :
• وانتى كنتي تعرفيها عشان تتوحشيها يا ام جواد

ابتسمت بسخافة :
• هههههه اومالي مش بت جوزي واخت ولادي

قاطعتا حنين الكلام بخطواتها الثابتة القادمة من الدرج رفع الجميع ابصارهم الي تلك الحورية التي تهبط

بعباءة مشمشية اللون واسعة الاجناب وضيقة الاساور وحجابا من نفس لونها بل يخف عنة درجة حريرى

علقت سناء بصرها بها في انبهار اذا بدت اكثر جمالا مما توقعت ،واقع اقدمها وصل الي مسامع والدها الذي

كان يطرب اثر اقتراب الصوت ولكنه يأبي الالتفات برغم اشارة اخية له بترحاب بها :

_اهلا اهلا تعالي انتى نورتينا انهاردة

ابتلع عبد المجيد ريقة في توجس فجميع مخاوفه تتحرك خلفه يخشي الانهيار فور رؤيتها

هي التي تركها صغيرة لكي لا تذكرة بشناعة ما فعله ،، بينما هي حدقت في عرض منكابيه

بجمود هي ايضا تخشي الانهيار ولكن شيئا بداخلها يقويها كان ذلك الحب الذي زرع اياد بذوره فى داخلها تقدمت نحوه غير مباليه بالعواقب كل ما تريدة هو رؤية ذلك الوجه المشوه

بأفعالة المشينة لتري في عينة الدهشة من حد القوة التى وصلت له بعدما تركها وهي في اضعف حالاتها

توقفت من خلفة هىى تستعد لالتفاتته وصمت الجميع ليري ذلك المشهد الذي لم يكررا ابد

التف عبد المجيد ببطء عندما وصل عطرها المالوف الي انفه فقد كان طيبا وهادي تماما كالذي كانت تضعه من قبل امينه ،ولم تكن

مصادفة فقد وضعته حنين عن عمد فهي ايضا لم تنساة ارادت فقط لترية وجه امها القوي وليس الساذج الذي اعتاد عليه لتريه
امينة وليست حنين
استدار ببطء و
كانت الصاعقة الكبري عندما وقعت عين عبد المجيد عليها اتسعت عيناه في صدمة كبري

وكأنما تجسدت امامة صورة زوجته المتوفيه وتمتم بخفوت :
• امــيـنــه

ابتسمت حنين ابتسامة ساخرة فقد استطاعت ان تصل الى غايتها بسهولة

فهتف برهان مقاطعا ذلك السكون :
• ايوة يا خوي كأنها هي امها الله يرحمها

تقدمت نحوها سناء واحتضنتها بتودد زائف وهى تهدر بحقد متخفي :
• يا مشاء الله يا مشاء الله حركت يدها بحرية على عباؤها ،،

،لم يكن شيئا يفسد سعادة حنين اللحظيه فى العالم اجمع سوى تلك الحرباء التي تحتضنها بهذا الشكل الواضح وضوح الشمس انه مزيف استنكرت حركاتها ،،ونظرت حنين لها شرزا

واسترسلت هى دون اكتراث :
• بص يا عب مجيد بتك عروسة زينا ازاى ،يامشاء الله يا مشاء الله بت بندر ولا ريحتها ريحتها مسك وعنبر ،،

كان عبد المجيد يفهم جيدا ما تعنية زوجته ولكن باله مشغولا بتلك القوية التى يري في عينيها

نظرات التحدي وليس الانكسار نظرة استعلاء وليست ذل على عكس ما كان يري من امها وكأنها

عادت لتنتقم وتؤرق نومه ،،،دفعتها زوجة ابيها دفعا نحو احضان ابيها دفعا ،،

وهي تهدر بسعادة :
• مالك متخشبة كدا ليه سلمي على ابوكي دا اتوحشك جوي

اقتربت منه وتفاجات بأنه فتح ذراعيه ليحتضنها ،وبرغم دهشتها من فعلة الذي لم يقدم عليه وهي طفلة حتى ولكنها استجابت واندثرت فى احضانه بهدوء

اطبق هو ذراعية عليها وبداخله الف توعد بأنه سيسحقها كما سحق امها فقد تغلغل عشق امينة قلبة وسكن خلجاته ولكن

بداخلة جرحا غائر منها لم يشفا منه حتى بعد موتها وسار يتنقل من امراة
الي اخري كي ينسي عشقه لها ولكن ابت الذاكرة ان تنفضها وبقيت صورتها في كل من حوله

*************************************************************
في منزل القناوي ،،،
دق الباب بعد صراع داخلي نشبه داخلة لتجيب من ورائة زينات :
• ادخل يلي بتخبط

فتح عزام الباب على استحياء فهو لم يهد ان يدخل غرف نساء المنزل خاصة غرفة عروستة المنتظرة والتى لم يقابلها منذ اول مرة رائها حينما اتت للمنزل

تنحنح عاليا وهتف :
• اححم ،يا ساتر

اتسعت عين فرحة اثر وجوده وانكمشت علي نفسها بذعر فى طرف الفراش

بينما تسائلت زينات في تعجب :
• خير يا عزام يا ولدي جاي عندي ليه ؟

تقدم خطوتان للامام وهتف بنبرة جافه :
• خير يا مرات عمي ،جاي اطمن على مراتي بيجولوا تعبانه

اندفعت فرحة في الحديث وهتفت بسخرية بالغه :
• بيجولوا ،، انا مش عيانه انا كويسة اهو ،،

وكزتها زينات كي تحد من ردود افعالها التي ستؤل اليها بشر فيما بعد
وهتفت مقاطعه :
• لا الحمد لله يا بنى كانت تعبانه بس من السفر

كانت عيناه تلمع بنيران مشتعلة وحسم قراره الاخير حيال معاملتة لتلك ، المتمردة التي لا تعبأ بوجودة

وتسخر من لغتة وحديثة وزمجر بضيق :
• سبينا لوحدينا يا مرات عمي

اتسعت عين زينات بتوجس وتخبطت افكارها وهتفت بتوتر :
• يا بنى ما …ينفعش ،،كدا ما يصحش

اعاد كلماته بثبات وبلهجة امرة هتف مجداا :
• جولت اطلعي وسبينا لوحدينا

ما كان من زينات الا ان شرعت في تلبية طلبه وتقدمت نحو الباب
امسكت فرحة في ذراع امها في قلق وتحركت معها بخوف بالغ ،حتى مرت الي جواره

وبدأت بتجاوزة وهي تحدق الي وجه الغاضب ونظراته القاتمه التى تعلقت بأثرها

ليلتقط هو ذراعها دون التفات او حتى ترمش له عين وهدر بغموض :
• رايحه فين ،،اطلعي يا مرات عمي وخدي الباب في يدك

تعلقت عين زينات بقبضته المحكمة على يد ابنته بتوجس وهمت لتهتف :
• عزام يا ولدي ،،استهدي بالله البت لسة صغيرة وما تعرفش عوايدكم حقك عليا انا هعلمها ،،وهــ،،،،،،،،،،،

قاطعها عزام بجمود :
• جولتلك اطلعي يا مرات عمي وخدي الباب مراتي و اني اللي هعلمها

همت لتهتف برجاء اخير ،،،،ولكنه هتف من جديد :
• ما بعتش كلامي مراتين اطلعي يعني تطلعي

تحركت زينات نحو الباب وهي لا تملك الا الدعاء ان تنجوا فلذتة كبدها من يدا ذلك الغاضب ولن يستمع ولو لحرفا مما هدرت بأنها جاهلة لا تدرك اي امر يخصهم

واغلقت الباب عين فرحة تراقبها بصدمة لقد تركتها والدتها في ايدي من لا يرحم ،،،

*************************************************************
في ايطاليا
كان تألم زين قد خلف اثرا عميقا على وجه من حيث الشحوب والهالات السوداء العميقه
ووجه المرهق من كثر تعرضة الي ذلك الصداع الذي يعتريه خيلة وجود فرحة

حولة فقد ارهقه التفكير بطيفها وضحكاتها وتعلق بشقوتها ومشاكستها وجنونها

لا يذكر كم مرة دخل الي المنزل وهتف مناديا بإسمها ليتذكر فيما بعد انها في مخيلته فقد

كم مرة ركض نحوة الغرفة الخاصة بها ليدثرها واكتشف فراشها المرتب الذي لم يمسسة احد

فراغا كبيرة خلفتة تلك الصغيرة الشقية قارورة العسل الذي انسكبت في حياته لتزيح علقم حياته

من فمة مازل رائحتها تتعلق بأنفه ابتسامتها العذبة دوما نصب عينه لمستها لم ينسي شيئا واحد يخصها

برغم من انهماكه في عملة ووشوكه من تحقيق غايته ووصولة الي اكبر عدد من المتأمرين

الا انه ظل يفكر مرارا وتكرا را فيها لم تغب عن فكرة لحظة
ليكتشف متأخرا انها لم تكن نقطة ضعفة بل كانت نقطة قوتة وهو لم يدري لقد ختمت علي قلبة
صك ملكيتها ،،

*********************************************************
الحلقة التانية

في شركة عاصم الاسيوطي ؛؛

وقف اياد في شرفتة مكتبة يتابع حركة السير في شرود تام افاق منه على صوت قرع الباب

هتف وهو مستمر بالتحديق :
• ادخل ،،

دلف عماد وتقدم نحوه متسائلا :
• خير يا اياد طلبت المحامي ليه ؟!

اجابة بهدوء بهدوءوهو ينظرالي تلك القطعة المستديرة الامعه التى حول اصبعه:
• عشان اريح لينا من الفراغ اللي عندها

مال عماد الي وجه ممازحا :
• هتقتلها !

التفت اياد مبتسما وهتف موضحا :
• لا هرفع عليها قضية سب وتشهير

هدر عماد بضيق :
• ما تتقابل وياها وتحل الموضوع بشكل ودي يا اياد لينا ليها كتير يخرجوها من القضية ومش هينوبك غير الشوشرة

جلس اياد الى كرسي مكتبة وهدر بتحدي :
• والله لما تمسك القمر ما هقعد معاها وهسحلها من قضية لقضية لحد ما اخليها تلعن اليوم اللي فكرت تقرب فية من اسم اياد الاسيوطي

نفخ عماد متبرما :
• بص يا اياد حقك تكرها وحقك كمان تعمل اكتر من كدا ،بس بلاش شوشرة الموضوع دا هيخلي شكلك وحش قدام العاملين و العملاء

ربت اياد على سطح المكتب بعنف وهدر بغضب بالغ :
• يتحرق دول على دول ، ويا كدا يا اقتلها

اشار اليه عماد ليهدئه :
• خلاص يا اياد اهدي وانا هتصرف في الموضوع دا

********************************************************************************************************

في منزل برهان البدري

التف الجميع حول ما ئدة الطعام الكبيرة وساد الصمت الا من صوت الاطباق والمعالق ،،كان هناك شيئا من التوتر حيث ان عبد المجيد ظل

يحدق بابنته مليا وكأنه يضمر لها شيئا كبيرا من العتاب واللوم بينما حنين اختلست إليه النظر عدة مرات لتري كم خط الزمن على وجه علامات

سوداء دفقت من قلبه الي وجهه ،كانت سناء تتابع نظراتهم بإهتمام تريد ان تسمع حديث اعينهم حتى تاكد من تحقيق غايتها ، فهتفت بإبتسامه مزيفه :

• اها ،،كان نفسنا اول عزومه تبقي عندنا والله يا بتى

هتف برهان بزنق :
• وعندنا وعندكم ايه يام جواد مش واحد ولا ايه

لترد بإصطناع الخجل :
• طبعا يا حاج اومال طبعا واحد

ثم ابتسم وهو يوجة وجهه نحو حنين وهتف بسعادة :
• دا دارنا نورت بالغالين ،ما تجعدى عندنا يمين (يومين ) ولا سبوع (اسبوع)

ابتسمت حنين لحنان عمها الجارف وحسن استقبالها وهمت لتجيبه
ولكن قاطعها في ذلك عبد المجيد وهدر بنبرة ضيقه :

• لع ،يمين ايه ،هتاجي معايا بعد الغداء على طول علي بيتى
تضايف واتآنس بيها

نظرت حنين الي عمق عينية وهتفت :
• لا

اتسعت عين عبد المجيد الذى اعتاد على السمع والطاعة من كل من حولة
لتهدر سناء بسرعة وقلق :

• لع ازاي ،يا بنتى اااا ودي تاجي دا حتى اختك بدر نفسها تجعد معاكي دا انا حضرتلك اوضة شرحة وبرحة و،،،،،،

قاطعتها حنين بتبرم :
• عايزة اروح الاول لخالتى زينات اطمن عليها

زفر عبد المجيد انفاسه التى احتبسها من الغيظ

بينما هتف برهان بإعجاب :
• اصيلة وبت اصول يا بتي

ابتسمت حنين وشكرته :
• ربنا يخليك يا عمي

هدر عبد المجيد دون اكتراث :
• دا حتي بيجولوا بتها فرحة رجعت

اتسعت عين حنين وسارعت بالقول فى لهفة :
• بجد

اجابها عبد المجيد :
• بجالها كام يوم

********************************************************

في منزل القناوي ؛؛؛

وقفت فرحة بشجاعة زائفه امام ذلك الذي يحدق بها بغل

افرج عزام عن الكلمات بعد دحجها بنظرات مميته وهدر بغضب ملجم :
• اما تكلمي مع جوزك تتكلمي بأدب واما انا اتنازل واجي اسأل عليكي تجولي زينة ونحمده عشان انتي لساتك (لسة) مش جد (قد)غضبي سامعه ولا لع

ابتعدت عنه قليلا حتي تتفادي ردة فعله عما ستنطق به وهتفت بصوت
متماسك بعض الشئ :

_بص انا كل اللي بتقوله دا ماليش فيه ،انا مراتك على الورق ووافقت اننا نكتب الكتاب عشان اعدي الموقف وعشان الهري اللي بتقوله انما انا

هنزل اقول لعمي اني مش عايزة الجوازة دي وانا مش موافقه

حملق بها بغضب وبدت بوادر الانفجار على وجه وزمجر وهو يتقدم نحوها :

• اتجنيتي وزودتيها يا بت عمي ، جوازة اية اللي انتي مش عايزها انتي بجيتي مراتي وما عتخلصيش مني الا بموتك

كانت تتراجع من اثر تقدمة حتي توقفت اذا انتهي بيها المطاف اوقفها الجدار ،نظرت اليه بتوجس وشعرت بضيق المكان بينما هو لم يلاحظ ابدا

التلاشي التدريجي للمسافة وظل يتقدم حتي اسند يده الي الحائط واحتجزها بين يديه،وشعر باقترابه الشديد منها واتسعت عينيه بشكل مخيف كي يرعبها زيادة

سارعت فرحة واغمضت عينها وابتلعت ريقها لتحاول اخفاء رعبها المتجلي في عينها

هتف بصوت اقرب للفحيح :
• شفتي الدنيا صغيرة ازاي ،انتي بجيتى مراتي خلاص وما حدش هيخلصك من يدي واصل

كانت تنكمش تحت طولة الفارع تكاد تضيع بين يديه مال بجبينه حتي

يتلذذ برؤيتها انقباض عينيها من فرط الرعب وعرف تمام المعرفه انها كانت تتحلي بالشجاعة الزائفه وانها ترهب من اقل الاشياء كما تاكد من شيئا مهما ،،ذكره لنفسه ،،،،

ساد الصمت وشعرت ببرودة فى اوصالها واخيرا قررت ان تفتح عينيها لتجد الفراغ نظرت حولها

بقلق ومسحت الغرفة باعين لامعه فلم تجده ،كادت ان تفقد عقلها وظنت انه كان كابوسا لا اكثر

ولكن اقتحمت امها الغرفة و هرولت نحوها جعلها تتاكد انه كان حقيقيا
اقتربت منها امها ومدت يدها لتحضنها ولكنها صرخت بهستريا :

• لا ابعدوا عني ،انا يستحيل اتجوزه هموت نفسي هموت نفسي اقسم بالله

لطمت زينات وجنتها لطما خفيفا وهدرت بقلق :
• في اية يا بت حصل اية ؟!

انكمشت الي طرف الفراش وراحت تنتفض من هول ما رائته فكان متجلي بهيئتة المرعبة

ونجح في بث الرعب في نفسها بشكل كبير وبأبسط الاشياء

*****************************************
*****************
في فيلا الاسيوطي ،،،

دخل اياد الي غرفتة وجال بها فقد كانت تسكن معه حورية تضيئ المكان وتدفئه

تمدد الي فراشة وامسك هاتفة ليبحث عن صورها وتهللت اساريره عند رؤيته صورتها الملائكية وهي نائمة تلمس شاشة هاتفة بنعومة وكأنه يداعب طفلته

وتذكر كم مر عليهم من عثرات ومحن حتي تهتف تلك الحورية بحبه وكم عاني الي ان تملك قلبها

ووصل الي تلك النقطة تحديدا وبقي شيئا واحدا كي يضمن بقاؤها الابدي الي ابد الابدين

اعتدل في نومته قليلا وخرج الا ملف الاسماء وبحث اسم معين قد وضعه في قلبة قبل هاتفة

(عيون قلبي ) وضغط زر الاتصال

وانتظر الاجابة علي احر من الجمر فقد اشتاق الي صوتها الحاني ودفئها الذي تبثه الي قلبه حتى وهي بعيدة

لم تطيل انتظاره وهتفت في سرعه :
• ايوة السلام عليكم

ليجيبها مبتسما:
• وحشتينى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،هو دا اللي اتفقنا علية يا نونتى

اتسعت ابتسامتها وهتفت :
• انا اسفة يا حبيبي كنت جاية مرهقة ونمت كتير واما صحيت كانوا جهزوا الغداء

ابتسم وهدر بتساؤل :
• قابلتي باباكي

ابتلعت ريقها واجابته :
• ايوة

ثم عاد يسـألها بتوجس :
• الموضوع كان عامل ازاي اوعي تكوني انهارتي

حركت رأسها نافية :
• لا لا ،،بس مش عارفة يا اياد خدني في حضنة وحسيت بخنقة

توتر قليلا وهتف:
• معلش دا من اثر اللي فات انا كلمت المحامي واول ما هيمشي في اجراءات القضيه هجيلك على طول اخدك ونمشي

اجابته بهدوء :
• وانا هستناك ،انا هروح دلوقتي لفرحة وخالتي في بتهم واما ارجع هكلمك

اجابها بفضول :
• اية دا هي فرحة رجعت
• ايوة
• كانت فين دي
• مش عارفة اما اروح هسألها
• طيب يا روحي حتوحشي العاشق اللي مش هينام الا لما يسمع صوتك

ابتسمت وتوردت وجنتيها وهتفت بسعادة :
• وانت كمان هتوحشني يا قلبي

• بقولك اية انا هجيب طيارة واجيلك دلوقتي

ضحكت حنين عاليا ولم تكن تدري بتلك الاذن التي تتصنت عليها وتتبع كل كلمة بمكراوخبث ،،،،

هتفت حنين :
• سلام يا حبيبي

• سلام يا حببتى وزي ما قولتلك اثبتي على قوتك يا حنين اوعك تضعفي واي حاجة اتصلي بيا وانا هكون في ضهرك

• حاضر يا حبيبي
• لا اله الا الله
• محمد رسول الله

دخلت فريال غرفة اياد
فأطفأ هاتفه ونظر الية بتبرم

لتجلس الي طرف الفراش وسألتة بتود :
• ما اتغدش ليه يا حبيبي

نهض من الفراش واجابها بضيق :
• ماليش نفس

وقفت الي جواره وربت على كتفة بحنو:
• انت لسة زعلان مني يا حبيبي

صمت اياد ولم يجيبها ،،وقفت بوجه لتبرر موقفه :
• يا حبيبى احنا عايزين مصلحتك واحنا كان نفسنا ومني عنينا انك تتجوز بس بردو يا اياد مش دي اللي تجوزها ولا دي اللي تدخل بيتى وتتعامل زينا ،،،،

وكادت لتهدر بالمزيد ولكن اوقفتها نظرات اياد الحادة

• ماما انا ما اسمحش لاي حد يقلل من مراتي او يحط من شأنها من شأني وقيمتها من قيمتي وانا اقسمت ان لو ماحترمتوهاش انا هسيبلكوا البيت وامشي

اوقفته فريال بيدها وهدرت مهدئته اياه :
• خلاص يا اياد ،ما حدش هيدسلها على طرف بس ما حدش هيحبها العافية

ادار ظهرة لها وهتف بثقة :
• مش مهم كفايا انا بحبها ،احترموها وبس مش مطلوب منكم لحد دلوقت الاحترام اية كتير على مراتي

حركت فريال قدمها بعصبية وبدتت بالتوتر اثر ذكر عدوتها اللدودة ومدافعته عنها بهذا الاصرار وهتفت بضيق :

• بقا كدا يا اياد ماشي ،هنحترمها ونعملها معاملة الهوانم بس يارب فى الاخر ما تطلعش ذي اللي اختارتها قبل كدا وترجع تشوه سمعتك

التف اليها واشهر اصبعة بضيق :
• ما تقارنيهاش بالينا لو سمحتى

_طيب انكر او على الاقل اثبت العكس ،،هتف بها والده الذي كان يقف على اعتاب غرفته

انتبة اياد الي صوته وحول نظرة الية

واسترسل قائلا :

• اطلعي يا فريال وسبيني مع ابنك

استجابت فريال وخرجت وهي تهتف عاليا :
• يارب فك الكرب ،،مش ممكن الدنيا اتقلب حالها

**************************************************************

في منزل فتح الله
دخل بعد يوما شاق من العمل محملا بالاكياس
ونادا عاليا :
• يا عواطف ،يا ام ابراهيم ،،انتى فين

تقدم الي الداخل بخصي رتيبة ولم يكن يشعر باي قلق حيث انه اعتاد عدم تواجدها في المنزل في بعض الاحيان ،تقدم الي غرفته

وبدء فى خلع عنه قميصة وهو يتافف من الحر ولكنه لاحظ شيئا جعل عينة ونهضت

يبحث بين اغراضه عن نقوده الذي ادخارها لسنوات من مال حنين كي يتنعم بها

ولكن لا فائدة فقد فرغت محتوي الخزانة بالكامل وسرقتة نقودة كاملة وراح يفتش كالمجذوب وذهب الي درفتها الخاصة بالملابس ولكن

خيب اماله اذا كانت هي ايضا فارغه
صرخ عاليا :
• يابــــت الكلب ،،سرقتينى

********************
في منزل القناوي

دخلت حنين الي المنزل وسلمت علي من فية بتودد فهي تذكرهم جيدا فقد عاشت هنا في الصعيد اكثر من فرحة رحب بها وهدان وامين واستقبالها استقبالا حسنا ،

بينما ظل عزام يرمقها بنظرات غاضبة لا تفهم سببها استاذنت منهم حتي تصعد لفرحة وخالتها واذنوا لها بترحاب
**********

في الاعلي

كانت زينات تحتضن ابنتها وتقراء عليها ما تيسر لها من القران الكريم
بينما كانت فرحة في حالة من الاستكانه بعد ما عاشتة من قليل

طرقت حنين الباب طرقا خفيفا ودلفت في شوق لرؤية احبائها ،،كان احب مما وقعت علية عينها ذلك اليوم هرولت نحوهم واحتضنتهم بينما قفزت

فرحة من اعلى الفراش لتصطدم بها وتحتضنها في شوق جعل اعينهم تفيض بالدمع

وانضمت اليهم زينات ومالت اليهم واحتضنتهم بذراعيها وتمتمت بصوت منخفض :
• الحمد لله يا رب

فقد شعرت بالراحة اثر تجمع ابنتيها معا تحت انظارها وبين ذراعيها فقد ظنت انهم لم يجتمعا معا الا في احلامها

*************************************************************

في فيلا الاسيوطي ،،،،

جلس عاصم بمواجهتة ابنه واستند بمرفقية الي ركبته وهتف :

• دلوقتي انا لازم اعرف كل حاجة يا اياد انا في الاول والاخر ابوك ولازم اطمن عليك وتثق فيا

اتسعت عين اياد وهدر بضيق:

_نعم ،،،انت مصدق واحدة رخيصة زى لينا وجاي تقولي اثق فيك ،بابا انت هدمت الثقة اللي ما بينا من زمان من يوم ما صدقتش اني تعبان ومش قادر اتواصل مع العالم

من يوم ما استهترت بجرح قلبي من ناحية لينا ووقفت ضدي ،فقدت الثقة ما بينا من يوم ما بقيت بتشك فيا وبتمشي ورايا جواسيس والنهاردة مش

واثق فيا عشان اشاعة مغرضة انا وانت ما عادش فيى ثقة بينا عشان تطالب بيها انهاردة .

اغمض عاصم عينيه في محاولة للسيطرة على غضبه وهتف بنبرة هادئة :

• بلاش ثقة يا اياد طمني عليكي وانفي الاشاعة دي

ابتسم بسخرية واجابة :

_ اعملك اية يا بابا , ابتسم ابتسامه ساخرة وعقبها ….. بجد انتوا اية ؟!

سارع عاصم بالقول :

• انا عرفت انك لما كنت فى الساحل كنت بتستخدم اوضتين وو عايز اعرف السبب

نظر اياد الية نظرة مستهترة :
• اة صحيح بنثق في بعض ،ما حدش يدخل في حياتي الشخصية والكلام فيى الموضوع دا خلص ،،،

صاح عاصم ببغضب وهو يقفز من مكانه :

• ايــــاد ،، ما تجننيش ،،رضينا بالبت وريحناك ريحنا انت بقي

هدر اياد بضيق:
• اريحكوا اعملكم اية ،،

اجابة عاصم بغضب :
• هاتلنا طفل يا اخي

اغمض اياد عينه وحاول السيطرة على غضبه :
• بابا قولت قبل كدا محدش يدخل في حياتي الشخصية

هرول للخارج كي ليفقد اعصابة هدر اصم بغضب واجم :

• ماشي يا اياد انا هوريك هفعص الحشرة اللي جبتها ازاى تحت رجلي وابقي وريني عداوتك معايا هتنفعك بإيه

********************************************************

في ايطاليا ،،،

كان زين يتحدث الي الهاتف بصوت مرهق للغاية :
• كدا تقريبا كلهم وقعوا هنجمعهم في نقطة (س)

واللي ليه حاجة يتعامل معاها وكدا مهمتنا تكون خلصت دا تقريبا اكبر عدد جواسيس قدرنا نجمعه

ليجيبة ياسين بسؤلا :
• انت مالك يا زين صوتك مش طبيعي

سحب نفسا مطولا واجابة :
• انا تمام

• فرحة ،، تفوه بها ياسين في سرعة كي يربكة

حاول زين جاهدا ان يمنع فضوله ولكنه فشل وسارع بالقول :
• مالها

عندها ادرك ياسين سبب حزنه وصوته المتألم ، وهتف بهدوء :

• اتكتب كتابها من يومين

سكت زين واغمض عينة جاهدا ليستوعب تلك الصدمة الم رهيب اجتاح قلبه

ثم اغلق الهاتف دون مقدمات حتي يصرخ بحرية
• ااااااااااااااااااه

نوبة اهتياج رهيبه اعترته ظل يحطم كل شئ بلا وعي ويصرخ ،مال الي جنبه بعدما ترك كل شيئا حوله محطم وانحدر في نحيبا وقهرا لم يعانيه من قبل
فقد اعز ما يملك وسلبت منه روحه واصبح الان يحتضر

************************************************************

في الصعيد،،،
تجاذبت الفتيات وزينات اطراف الحديث حديثا طويلا حتي وصلو الي تلك النقطة

هتفت حنين بحماس :
• يعني هلحق احضر الفرح ولا لا

لوحت فرحة بيدها في غضب :
• لا لا فرح اية مفيش فرح

وزعت حنين نظرها بينها وبين زينات بتعجب

فهتفت زينات وهى تلوى فمها :
• اصل مش عاجبها العريس

ضيقت حنين عينيها وهدرت :
• بت يا فرحة انتي اتكتب كتابك انتى مغيبة ولا اية ؟

عندئذ نهضت زينات معلله :
• اها ،،هسيبكم بقي يا بنات واقوم اصلي العشاء

وتحركت نحو الباب دون انتظار رد ،واغلقت الباب من ورائها
التفت حنين الي فرحة وسئالتها بشك :

• بت يا فرحة ،في اية ؟

توترت قليلا واجابتها :
• اية اللي اية ما بحبوش ،،

ابتسمت حنين ابتسامه ناعمة وهتفت :
• بكرة تحبيه ،مش انتي قولتهالي قبل كدا

حركت رأسها بأسي :
• لا مش هينفع

تشنجت قسماتها وسئالتها بجدية :
• ومش هينفع ليه ؟

لم تقاوم فرحة حزنها الذي حملته في قلبها اياما وهدرت ببكاء مرير :
• عشان انا قلبي مش ملكي

وانفجرت في البكاء وضعت يدها على فمها لتكمم شهقاتها المتتالية
تمعنت حنين في وجهها بدهشة وسألتها :
• مين دا ؟!

حاولت فرحة التوقف عن البكاء ولكنها لم تستطع كلما تذكرت جمود مشاعره تجاها ولحظات فرقاهم ازدادت بكاءا وحسرة نبثت كلمات من وسط بكاؤها سريعه :

• بحبه يا حنين هو بيحبني مرضيش يقولها او انا بيتهيألي مش معقول كان بيتهيألي دا دا كان يخاف عليا اخدني معاها سافرت انقذني ،،كنت بحس معاها بالامان

احتضنتها حنين وظلت تربت علي ظهرها حتى تهدأ لم تراها من قبل بهذا الانهيار

دخلت زينات في تلك اللحظة وهتفت دون ان تلقي نظرة عليهم ظنا منها انهم سعداء

• ابوكي تحت يا حنين وعايزك ،،،،،تمعنت قليلا فوجدت ابنتها ترتمي في احضان حنين وتبكي وبادلتها حنين البكاء

اقتربت منهم وهدرت بقلق :
• في اية ؟! عيطت تاني ليه ؟!

مسحت حنين عبراتها وهتفت وهي تنهض :
• مش عارفة ،بس شوفي حل في الجوازة دي لاحسن بشكل دا هتموت

كانت فرحة مستمرة في البكاء ولم تعي حرفا قلبها لا ينبض الا بإسمه
احتضنتها زينات وهتفت بأسي:

• ما باليد حيلة يا بنتي

القت حنين نظرة متحسرة الي صديقتها التي تعرفها حق المعرفه وتعرف انها عشقت

وهتفت في نفسها :
• عشقتي يا فرحه والعشق بيكويكي

***************************************************************************
على ذمة عاشق 2 (شهد الحب )

بقلم /سنيوريتا ياسمينا احمد
الحلقة الثالثة (حصري)

تركتهم حنين وغادرت لتذهب هي ايضا لمصيرها الذي ينتظرها تحركت حنين مع والدها في عربته كان عقلها معلق بفرحة وبكارثتها الجديدة لم تركز

حتي في ثرثرت زوجة ابيها المملة وتوددها الزائف او حتي وجه ابيها الشارد ونظراته القاتمه

،حتي انتهي الطريق وترجلت عن السيارة بهدوء وقفت الي بوابة البيت الكبير وتذكرت اخر مرة وقفت بة واخر رجاء رجته لوالدها هنا سحلت

والدتها دون شفقة حتي لفظت انفاسها الاخيرة ،،وحاولت السيطرة علي ذلك الدوار الذي اصابها قليلا ولكن يد والدها امتدت الي كتفها وهتف بنبرة جافة : –

اتفضلي يا بت امينه ،ما عتجضيهاش واجفه اهنه دحجتة بنظرته استياء وتحركت للداخل وهي تحاول التماسك والصمود والتحلي بالقوة

**************************************************************
في ايطاليا

سكن زين يحدق في اللاشيئ الا من نقطة ساكنه في شاشة هاتفه الهدوء والسكون اصبح يقودانه الي

الجنون اغلق عينيه ليهدء من لوعته ،،فقد اختل توازنه في الفترة السابقة وصار في غير سجيته

ولكنه رتب افكارة وعقد العزم علي انهاء مهمته سريعا والعودة الي حيث ترك قلبه

*********************************************************
علي الجانب الاخر

احتضنت فرحة الجاكت الخاص بزين لتستمد الامان من رائحته العالقة به كم ذرفت بحورا من

الدموع عليه واغرقته تترتجي وصاله الذي اصبح فقط في الاحلام واخيرا اغمضت عيناها وسكنت

***********************************************************************************

فى امريكا ,,,,

وقف امام المطار تنتظر اخيها معاذ بضجر وظلت تنفخ وتتمم :
• ااوووف بقى ايه دا المفروض هو اللي هيستناني مش انا
اخيرا هداها الله ان تمسك بهاتفها وتتصل به
– الو ايوة يا معاذ اتاخرت عليا كتير وانا بقالي ساعتين واقفة قدام المطار
ليجيبها اخيها باسف :
• للاسف يا رودي انا برة امريكا دلوقت
ساورها القلق وهتفت بتعصب :
• يعني اية برة امريكا انت بتهزر هو انا مش قايلالك اني جيالك
اجابها معاذ بلا مبالاة :
• اعملك اية جاتني رحلةfree وما اقدرتش اقاوم دي لاس فيجاس حببتى
هدرت بضيق :
• يعني اية بقي وانا هعمل اية
ظل بنفس هدوءة وهتف ببساطة :
• ما تعمليش حاجة مش انتى عارفة شقتي روحي هناك وانا سايبلك المفتاح
مع واحد جاري روحي اقعدي وخدي راحتك علي ما اخلص وارجعلك انجوي يا قلبي
اغلق الهاتف بينما هي كانت على وشك الانفجار سحبت حقائبها وتقدمت توقف عربة لتنقلها الي هناك
تعرف المكان جيدا ولكن هى اول مرة فعليا يغيب اخاها عن مرافقتها

*********************************************************************************************************************************************

مازالت فرحة تسجن نفسها في غرفتها ولا تريد المغادرة عن فراشها
دلفت اليها زينات التي اشفقت الي حالتها التي لن تتغير منذ ان مضت تلك الورقة اللعينة المسماه بكتب الكتاب ، اقتربت منها في محاولة لتخفيف حزنها

وهتفت بحنو:
• قوامي يا قلب امك اطلعي من الخنقة دي وحتي انزلي الجنينه اقعدي وسط الخضرة وفي الهواء خلي الغمة اللي عندك دي تنكشف حرام عليكي نفسك

اجابتها فرحة بصوت حزين مرهق مما تنحبة كل ليلة :
• مش عايزة اخرج ،لو خرجت هصرخ واقول للدنيا تقف

عضت زينات شفاها ومدت يدها لتمسح علي شعر ابنتها وهتفت بهدوء وكأنها طفلة صغيرة تروضها :

• فرحة حببتى انتي عرفتي كل اللي حصل في غيابك واللي ابوكي عمله المفروض انك تبقي اعقل من كدا احنا ما عدش لينا مكان تاني نروحه

حدقت اليها بعينها التى اصبحت في الفترة الاخيرة مرعبة من فرط الاحمرار
وهدرت بتالم :

• مش عايزة اتجوز ، مش عايزة سبوني هنا في الاوضة دى واقفلوا عليا ليوم الدين مش هشتكي ولا اقوللكم خرجوني ،،انا ماليش ذنب ان

ابويا قالهم يجوزوني،،ماليش ذنب انه اتفق يتخلص مني معاهم حرام عليكوا كفايا كدا ظلم فيا

كادت زينات ان تنطق لها اخر ما تبقي في جعبتها واخفته عنها كي لا ترعبها
،كانت على امل لعلها تجد حالا مع عمها بعيد عن تلك الفكرة المؤلمه

اوشكت ان تهدر ان عمها سيطلقها بعد زواجها باشهر معدودة بعدما يتأكدوا بطريقتهم القديمة ، انها عذراء ،اطبقت شفاها جيدا حتي لا تهدر بحرف حتى لا تزيد الامر سوء

احتضنتها بحنان جارف وهمست في:
• يا حببتى يا بنتى

طرق الباب بطرقات متسارعة فإبتعدت قليلا عن ابنتها
ونادت بالقبول :
• ادخل

كان هو عزام بهيئته التي تبغضها فرحة صكت اسنانها فور رؤيته
بينما هو لم يكترث لامرها وهدر بنبرة جافة بها شيئا من السيطرة :

• كيفك يا مرت عمي كيفك يا بت عمي عجلك رجعلك وعرفتي عتردي عليا كيف

دفعت فرحة امها وقفزت فوق الفراش وهدرت بصوت عالي وهستريا :
• انا مش خايفة منك ، وانت مالكش عليا كلام واذا كان على والورقة الى مضتها دى بلها واشرب مايتها انا مش هبقي مراتك لو اخر في عمري

كممت زينات فمها بقلق مما ستجري به الامور بينما وجه عزام نظرات اجرامية و لمعت عينيه بنيران الغضب التى ستحرقها مؤكدا علي ماتفوهت به

زمجر عاليا وهو يقترب من فراشها الذي انتصبت علية

وهدر بصوت حاد :
• شوفتيلك شوفه يا بت عمي ونسيتى الي علمتهولك من جبل بس نعيدوه يا فرحة طالما انتى مااتعلمتيش من اول مرة

مد يدة ليمسكها ولكنها ركضت من الاخري

وصرخت عاليا ،،

****************************************************************.

في منزل البدري ،،،،،

كانت حنين تحاول التقاط شبكة دون جدوي فنفخت
في ضيق لتلاحظ اختها بدر تدخل اليها برغم براءتها

ووجها البرئ الا ان حنين تشنجت قسمات لرؤيتها كونها ابنة
زوجة ابيها فقط ولكن سرعان ما انقشع ذلك العبوس عندما ابتسمت
لها بدر وهتفت بهدوء :

• اوعي يكون ازعاجتك (ازعجتك)

بادلتها حنين الابتسام واشارت لها بيدها ان تاتى :
• تعالي

تقدمت نحوها في تود و سارعت بالسؤال الذي اتت من اجلة :
• انتى متعلمة مش اكدة

اجابتها حنين وهي تعدل بجسدها كي تجلس بوجهها :
• اة معايا معهد خدمة اجتماعية

ضيقت عينيها وتسائلت فى حيرة :
• اللي هو بيدرسوا فيه ايه دا ولا بتاع ايه دا

ابتسمت حنين ابتسامة واسعة من بساطتها وطيبتها التى لا تعرف
من اين اتت بجيناتها وهي ابنة عبد المجيد وسناء

اجابتها بسؤل :
• انتي فى سنة كام

اخفضت رأسها في اسئ وهتفت بحزن :
• انا ما كملتش علامي

اختفت ابتسامة حنين ومدت يدها لتمسك يدها وسألتها من جديد :
• ليه؟

رقرقت الدموع فى عينها وهدرت :
• ابويا ما رضيش وطلعت من الا بتدائية

شردت حنين في حياة اختها التي اوشكت ان تكون حياتها لولا موت امها ورحيلها مع خالتها

بينما استرسلت بدر بحماس :
• بس اني بعرف افك الخط وبقراء في الجرانين اللي بتجينى فيها طلبات الدر
و …….

ظلت تثرثر عن شغفها للقراء وتطلعتها بينما كانت حنين تنظر لها بأسي عن حرمانها من ابسط حقوقها وانتزاع احلامها دون رحمة وزجها في اربع جدران كشاه وعزلها عن العالم بسب جبروت ابيها الذي لم يعرف قلبة الرحمة حتى لاولاده

انتشالها بدرمن شرودها بسؤالها الفضولي :
• عايزة اتعلم الانجليزى

قضبت حنين حاجبيها وهتفت فى شرود :
• هااا

اعادتة سؤالها بإستحياء :
• عايزكى تعلمينى كيف اجراء (اقرا) الانجليزي اصل نفسي اتعلموا جوى(اوي)

ابتسمت حنين لها وامسكت يدها فى حنو وهتفت بعطف :
• انا ححاول اخلي ابوكي يرجعك المدرسة تاني

التمعت عين بدر بفرحة وهدرت بسعادة بالغة تليق بطفلة :
• بجد يا ابلة حنين ربنا يسعدك انتي طيبة جوي جوي يا ابلة حنين ربنا يهنيكي ويسعدك اني عمري ما هنسالك الجميل دا واصل

كانت حنين تشرد في سعادتها وتتمني لو انها تستطيع تحقيق امنيتها او تنجح في طلبها في نيل موافقة ابيها

قاطعهما صوت الهاتف برنين وبشاشة مضائة بإسم (اياد)

مالت بدر على الهاتف تستهجي ذلك الاسم بصعوبة وهي تحدق في صورة الفتي
الوسيم الذي قفز الى الشاشة
– ا…اي…اد ثم نطقت الاسم كامل ….اياد
ابتسمت حنين لمحاولتها وهتفت بإبتسامة :
• شاطرة
ثم سألت من جديد :
• هو مين دا يأبلة

حركت راسها بمزاح :
• دا حبيبي

اتسعت عينها في دهشة طفولية وهمت لتتحدث ولكن حنين قاطعتها بالرد على اياد

القت نظرة الي بدر وهتفت :
• ايوة يا حبيبى ،،،، وانت كمان

***************************************************************

في ايطاليا ،،،

رفع زين هاتفة الي اذنه ليجيب ياسين بإهتمام
هتف يا سين بنبرة متوجسة وسريعة :
• انت تخلص مهمتك. وترجع في اسرع وقت

سئالة زين بتعجب :
• ليه ؟

اجابة في تحذير خطر :
• جالنا معلومات ان جماعة المافيا بيدوروا عليك انت وفرحة والموضوع بقا تار بايت

ومش هيهدوا الا لما يلاقوا البنت دي ودافعين فلوس كتير اوي عشان حد يدلهم معلومة واحدة عنهم

اتسعت عين زين بقلق وهدر بسرعة :
• انا لازم اوصل لفرحة باسرع وقت

هتف زين متبرما ؛:
• سيبك من فرحة دلوقت المهم انت هي في امان هي ما حدش يخطر علي باله مكانها ارجع انت

دار حول نفسة وهدر بجنون :
• لا انا مش هطمن عليها غير وهي معايا انا ….

قاطعة ياسين بغضب :
_ انت هتلكك ما تقول انك بتحبها يا عم وخلصنا

كانت كلماته صادمه لزين اذا وضح الامر الذي طالما انكره ولم يجد اى مفر من ذلك ،،فتنحنح بحرج وحاول جاهد ايجاد رد مناسب او دبلوماسيا ولكنه لم يستطع

فباغته صديقه قائلا :
• ارجع مصر وانا هوصلك بنفسي هناك ربنا يجعلها من نصيبك يا عم

اندهش زين من طريقته وسؤالة بعجب :
• نصيبي انت مش قولت انها اتجوزت

اجابة صديقة بتسلية :
• اة ماهي ما اتجوزتش اوى يعنى ، انت ما سبتنيش اكمل اتكتب كتابها بس ولسة ما اتحددش الفرح

زفر زين بأريحية فقد اضاء امامه بصيص امل بالظفر بها
استرسل صديقة بسعادة :
• ارجع انت بس وانا هوصلك هناك

هتف زين فى ثقة :
• لا انا عارف المكان

اغلق الهاتف وترك صديقة يتسائل بحيرة :
• عارف ازاى ؟!

*************************************************************
في منزل القناوي ،،

صراخ فرحة الحاد اجمع اهل الدار عليهم والجو المتوتر خلق عنفا زادا داخل نفس عزام الذي جاهد الي الوصول الي فرحة التي حال بينها وبينه

زينات وهنية بإستماته بينما وقفت صابحة تتابع بغليلا لم ينطفي ولن ينطفي ابدا الا بخروجها من المنزل

هدر عزام بغضب واجم :
• ما حدش يدخل بينى وبين مراتي انا هربيها من اول وجديد

صرخت فرحة بهستريا :
• لا لا ما تقولش مراتك دي انا مش مرات حد انا اصلا مش عايزاك

حاول التقدم ناحيتها ودفع زينات وهنية دفعا حتى هجم عليها

وامسك شعرها بيده وكأنه سيقتلعه من جذوره بينما امسكت هى يدة كي تزيح يده عنها

لتخلص من الالم وصرخ في الجميع
• اطلعوا برة بره

اشفقت زينات على ابنتها وهتفت برجاء :
• يا ابني حرام عليك ، البت مش عارفة حاجة و….

قاطعها في ذلك صابحة وهي تهدر بسخرية :
• اية هتمنعى انه يربي مرته كمان يا زينات يظهر عليكي نسيتى عوايدنا

بينما تأفف عزام من حوارتهم السخيفة وصرخ بعنف :
• اباي على حديتكم الماسخ ، طالما مش عايزين تطلعوا

انا اللي هطلع ، كانت فرحة ترتجف في يده كعصفورة في برد قارس
وابت التحرك بينما هو اصر على التحرك بها للخارج

لكنه توقف عندما اصطدم بجسد والده نظر الية وهدان شزرا فترك شعر فرحة بهدوء التى هرولت الى احضان امها تنتفض وتنحب

وساد الصمت لصوت وهدان الغاضب :
• اية بيحصل هنا ، وانت يا عزام عتجرجر فرحة من شعرها ليه

ابتلع ريقة بتوجس وهتف في احترام لهيبة ابية :
• عتبجح فيا يا ابويا وتجل ادبها

ضاق صدر وهدان من اجابتة وهدر بتعصب :
• وانت اية يجيبك عنديها اهنه ، ايوة كتبت الكتاب لكن لسة ما دخلتش

عشان تجاي اوض الحريم هتهجم عليهم ولايه يا ابنى على اخر الزمن

اجاب عزام بحرج :
• كت جاي اطمن عليها و…

قاطعه وهدان بنبرة تهكميه :
• بس بس بلاش رط. (كلام ) فاضي …الاوضة اهنه ما تعتبهاش الا لما تبجا مراتك جدام الخلج (الناس) ونعمل فرح غير اكدة الكلام ناهي

هتف عزام بإصرار وتعند :
• واحنا مستنين اية ..العفش جاهز بجاله كتير والكتاب اتكتب فضونا بجا من السيرة دى وتمموا الجوازة

سكت وهدان لتدبر ما قاله عزام ثم هتف موافقا :
• خلاص نعملوا الفرح السبوع الجاي

نهضت فرحة من على صدر امها وهدرت ببكاء :
• عمي انا عايزاك ،،

نظر لها بسخط وهتف ببرود :
• بعدين نبجا نتحدت (نتكلم )

تقدمت نحوه بإصرار :
• لا انا عايزة اتكلم وياك ارجوك

زفر انفاسة ونظر حولة وحرك راسة نافيا :
• اني مش فاضي دلوجك. بعدين هنبعتلك ونتحدت ،،

دار على عقبية ليقاطع محاولة حديثها وهدر بتعصب :
• يلا فضونا من اللمة دي

القي عزام نظرة غاضبة على فرحة وخرج مسرعا بينما.تابعته هنية ووقفت صابحة

تتامل فرحة وكأنها تدبر لها امرا شردت قليلا ثم دارت على عقبيها وخرجت فى صمت
**********************”””*****************
**********************
في فيلا مازن خليل شهدي ؛؛؛
دخل خليل علي والده يسئاله بنبرة تهكمية :
• قاعد ولا علي بالك ولا اتحركت بارد ولا بيهمك
اعتدل مازن بهدوء وازاح الاب توت عن قدمة وهتف ببرود :
• خير يا بابا في اية
جلس الي جوارة خليل بأريحية وهدر بضيق :
_ اية اللي في اية مش قولتلى هعمل وهسوي و عملت فيها تنين واخرتها قاعد هنا بهدوء
ابتسم مازن ابتسامة شريرة وغمز بعينة :
• ما كل حاجة ماشية حلو اهئ اصبر انت بس وكل حاجة هتبقي تمام
ليهدر ابية متسائلا :
• ماشية حلو ازاي وانت قاعد مكانك
نهض عن فراشة وتحرك في الغرفة باريحية وهتف متفاخرا :
• انا اصلي بخطط لحاجة ما تخطرش علي بال ابليس نفسه
رمقة والدة بإستهزاء
• واية هي الحاجة دي انشاء الله
اقترب منه وربت علي كتف بترحاب وحدثة بنبرة غامضة :
• اصبر انت بس عشان الحاجات دي بتنظر
لم يواليه ابيه اي اهتمام وهتف ساخرا :
• لما نشوف يا اخويا على الله تفلح في حاجة
الحلقة الرابعه

في شركة عاصم الاسيوطي
جمع مديرين الشركة وكل من له شأن في اجتماع طارئ
وجلس على قمة الطاولة يهتف بصوت مسموع ليلفت انتباهم
الصفقة اتاجلت لاسباب غير معروفه
تهامس الموظفون بقلق
فإسترسل عاصم مطمئنا :
لكننا هنبص للجانب الايجابي هنراجع كل حاجة بدقة ومش هيفوتنا حاجة طبعا زي ما قولت قبل كدا انى مش عايز غلطة لان المناقصة دي هترفعنا السما ولذلك هنرفع حالة التأهب القصوي
سكت قليلا ليتفرس بوجوهم وتسائل :
اي اسئلة
ليجيب الجميع بهدوء :
لا يا افندم
اشار بيده وهتف :
تمام كل واحد على شغلة
تحرك الموظفون للخارج ماعدا اياد ظل يجلس مكانه
رمقه والده بنظرات ساخطة واستدار بكرسيه المتحرك في ضيق ، بينما تابع اياد خروج اخر الموظفين بأهتمام حتى يضمن عدم سماع احد من ذلك الحوار المحتد
وهتف واثقا :
انا عايز اسافر الصعيد
كور عاصم يدة بغضب وضغط بها على راسة بتشنج
التفت اليه عاصم وهو يحاول كبح زمام غضبه وهدر بتعصب وهو يعامله كاقل من من مواظف عادي داخل شركته :
يابنى انت مش سامعني بقول اية مفيش اجازات
لوى اياد فمه بتافف ونظر لوالده بتعند وافرج عن اخر ما وصل اليه قائلا :
هتف اياد بغيظ :
خلاص يبقي هستقيل
عندها قفز عاصم عن كرسية فى غضب واجمع وعلي صوته بإنفعال :
يا ابني حرام عليك كل مرة بحتاجك جانبى ما بلاقكش بقول وبشدد عندنا صفقة مهمه ورافعين حالة التأهب القصوي ، وانت عايز تستقيل مرة واحدة من نفسك كون سندي انا تعبت فعلا من تصرفاتك وما بقتش عارف اتصرف ازاى معاك
لم يتحرك لاياد جفن من غضب والده فهو لا يري والده سوي الة بشرية تتنافس كونها الافضل فى عملها وتحقيق الانجازات دون الالتفات لانجاز واحد داخل منزله وبين اولاده
ومع ذلك فهو لا يزال والده سيفعل ما يريد وبعدها سيترك تلك الامبراطوريه ويتمرد
هتف ببرود تام :
_- خلاص يا بابا هستني لحد المناقصة وبعد المناقصة هستقيل من الشركة ومن البيت هستقل بذاتى وهعيش لوحدي انا وحنين
دقق عاصم بالاصرار الذي ولد فى عينه ولده والذي بدي جليا انه لا تراجع فيه
وهتف متوعدا :
ماشي
******************************************************************
في منزل الشرشيري
نادا بصوت عالي على احد الخادمات
بت يا لوزه الشاي لعمك سالم
كان سالم رجل كبير السن وكبير العائلة يدر المجالس العرفية بمهارة شديدة ويفض النزاعات المستعصية
هتف :
يدوم كرمك
كان الشرشيرى قد اكتشف ماهية الحوار قبل ان ينبث فمه بكلمة وهدر متبئا :
اياك تكون جاي عشان الموضوع اياه ، اني مش عارجع عن جراري(قرارى )
هتف الحاج سالم وهو يهدؤه :
وافرض محتاج توعية ما عتوعاش
هدر بضيق طفيف ،
انا ما عيزش كلام في الموضوع ده تاني الكلام خلص
عندئذ هم الحاج سالم بالنهوض وهدر بغضب :
يبجا الجاعدة ما لهاش لازمة
سارع الشرشيري بمسك طرف جلبابة قائلا :
والله ما يصير تطلع من داري زعلان اجعد واستهدي بالله
جلس سالم وهو يتمتم :
لا اله الا الله
ليسترضية قائلا :
جول ما عندك واني سامعك بس ما عتغصبنيش على حاجة
حدثة الحاج سالم بحمة بالغة :
ما حدش غاصبك حادثة وحصلت لبتك جضاء وجدر نعترض على امر ربنا
صاح مندندا :
ما عتراضتش رضيت
استرسل قائلا:
والبت اتعرفت جصتها وجم جالو طالبين يدها ايه يخليك ترفض عتلاجي احسن من عزام فين جدع مجتدر وزينة الصعيد كله
هدر الشرشيرى متبرما :
وانا ما عايزش اجوزها
البت كبرت يا شرشيري دي في بلدنا تبجي بارت (عنست) ايه يمنع الجواز واحد وكسرها وجة يصلح اللي اتكسر نجوله لع ,,,,,,,,,,,بتك عندها ٢٥ سنة يعنى ال جاده (قدها)مخلفين عشرة وبعد الحكاية دي كمان محدش هيجولك بكام,,,,,,,,,,,,,,,,,, تميل انت بختها وتاجي على اللى جالك انا شاري بعيبها وتجوله لع الرجل سايج كفر عليك وانت مصلب رائيك ليه
شعر الشرشيري بقريه من الاستمالة بعد كل هذة الحقائق المؤكدة خاصة ان طبع زهرة الناري سببا رئيسي في نفور الرجال منها ومنذ ان كانت في سن العشرون ولم يتقدم لها احد بسب طباعها الحادة
ولسانها السليط
هتف اخيرا بقليل من اللين :
خلاص هنسأل البت ونشوف رايها
هدر سالم بحزم :
وان مارضتش تكسر دماغها خليها تتكن فى ضل راجل بدل ماهي جاعدة زي البيت الوجف
سكت الشرشيري وحدق في الفراغ بشرود
*******************************************************************
في منزل البدري
كانت بدر لا تفارق حنين ابدا سعيدة باختها التي حطت بها الاقدار
الى منزلهم كي تؤنس وحدتها ووحشتها وكا عادة بدر تثرثر كثيرا :
الصراحة يا ابلة جوزك جاميل(جميل ) خالص زي نجوم السيما وشكله
ابن حلال
ابتسمت حنين لها وهتفت بفرحة :
الحمد لله ربنا يرزقك انشاء الله لما تكبري تجوزي بواحد زيه
انطفأت عيناها وازداد بريق الحزن اثر سماعها كلمة زواج ، وهتفت بإرتباك :
دا في الاحلام يا ابلة
قضبت حنين حاجبيها متسائلة وهى تربت على كتفها بحنو :
ليه بس كدا يا حببتى
زاغ بصرها وتسارعت انفاسها مع الدموع وهتفت بحزن:
ابويا ، ،،،
قاطعت ذلك الحوار سناء والتى كانت لا تغفل ابد ا عن مراقبة حنين او تبعد عن ظلها هدرت بحزم قائلا:
بــدر ، امشي انجري على المطبخ
اطاعت الابنة الاومر وهى توزع نظرها بينهما فى توجس وخرجت مسرعة
رمقت حنين سناء بنظرات نارية وسألتها بضيق :
انتى بتزعقلها ليه
ارتخت قسماتها المتشنجة وهتفت متصنعة البراءة :
انا غرضي انها ما ضيكيش ، البت لكاكة ولكها يوجع الدماغ
اشارت اليها بإصباعها :
ما تقوليش عليها كدا على فكرة مسليانى خالص
ابتسمت ابتسامة خبيثة وهتفت بلؤم :
طيب مينفعش اساليكى اني ، من وجت ما جيتى وانا ما اتحدتتش (اتكلمت) وياكي
اجابتها حنين بلا مبالاة :
وهنتكلم في اية ما فيش حاجة نتكلم فيها
ازدادت لؤما وهدرت :
اهئ عنتحدد عن جوزك كيفه اسم الله
لم تشعر حنين بالارتياح نحو ابتسامتها او ذكرها كلمة جوزك بهذا الشكل وتوترت وهى تجيبها :
ماله
جلست الي طرف الفراش كطريقة لاخبارها انها لن ترحل دون اجابة عن كل اسألتها
وتسائلت بمكر :
مرتاحة وياه
تفحصتها حنين جيدا كي تستشف ما وراء ذلك القناع فهي ابدا لن تنطلي عليها خدعة ان زوجة ابيها البغيضة تريد الاطمئنان عليها ، ولكنها فشلت تماما ان تعرف ماذا تخبي تلك الافعي في جعبتها
********************************************************
في منزل القناوي
الجميع منشغل بتجهيز الي الفرح الذي اتي على فجاة انتقص وزن فرحة بشكل ملحوظ وبات تصرع بإستمرار من نومها بسبب الرعب الذي بثة عزام بداخلها ومن جهة اخري رائحة زين التى تختفي شيئا فشيئا من الجاكت الخاص بة هو كان ما يطمئنها ويواسي روحها المجروحة
لم تفارق امها غرفتها تجلس الى جوارها وتقراء القرآن وتدعوا لها بأن يريح قلبها وان يسعدها مابقي من الدهر نهضت من الارض واتجهت نحو سريرها الذي تنكمش علية اغلب الوقت
هتفت بحنو :
فرحة يا بنتى ، قومي صلي ركعتين لله وهدي نفسك
لم تجيبها فرحة وظلت تحدق للفراغ عضت امها شفاها متحسرة على حالة ابنتها التى وصلت لها ولكنها وقعت عينها على ذلك الجاكت الذي لم تفارقه واحيانا ترتدية وتغفو به وكأنه يحتضنها نسيت زينات كل هذا من فرط شوقها لابنتها وما حدث مؤخرا من طلاق بينها وبين فتح الله تارة ومن تارة اخري ما نوي عمها فعله وبين عزام الذي اصبح فزعها الاكبر من معاملته الحادة معها والتى لا تبشر بخير
هتفت وهى تحدق بالجاكت وتتسائل :
هو البتاع دا بتاع مين ؟
التفت لها فرحة واحكمت قبضتها علية وهدرت فى سرعة :
بتاعي
لم تشفيها اجابة ابنتها بل ازدادت فضولا وتمسكا بمعرفة كل شئ الان :
فرحة محدش لحد دلوقت يعرف انتى روحتى فين ولا اختفيتى فين ولا انا سألتك انا عايزة اعرف كل اللى حصل فى غيابك زى ما عرفتى كل حاجة
تراقصت مقلتى فرحة بتوجس ولم تعرف بماذا ستكذب وعينايها بعين امها ، جف حلقها
وارتفعت حراراتها وهتفت بتوتر حاد :
ااا….ااا…مـ ـا ا نـ ـا قولتلكم انا خفت وجريت على العربية وهو خطفنى
لم تنطلى الخدعة عن قلب ام تعرف وجه صغيرتها عند الكذب حدقت فى عينيها بحدة
وهدرت بغضب واجم :
عرفت دى اية اللى حصل فى فترة غيابك قاعدتى مع المجنون والمطرب نفسيا ازاى
هنا قد خارت قواها واوشكت على الانهيار شيئا ما سقط فوق رأسها ، ودت البوح انها كانت مع رجل حماها حتى من نفسه ، ودت الصراخ بأسمه باعلى صوت لعلة يسمعها وياتى اليها هرولا
لتختبئ فى احضانه عن كل ذلك الخوف
نفضت سريعا تلك الافكار من اثر نظرات امها الفاحصة وحاولت ان تبدوا طبيعية تماما
وهتفت بتماسك زائف :
هيكون اية ياما اهو عشت زى ما عشت
هنا امسكت امها ساعدها بقسوة واوقفتها عنوة على قدمها وهى تهدر بتعصب :
ازاى عشتى زى ما عشتى ،انتى اتجننتى والمجنون هو اللى بهت عليكى طول المدة دى وانتى عايشة معاه ومقفول الباب عليكم وجاية تقولى عشت زى ما عشت
انطقى لاحسن ما انا اللى هسيح دمك مين دا وحصل اية وياه ثم سحبت الجاكت المتروك الى جوارها وهتفت بتساؤل منزعج ،،، ودا محضنه فية ليل نهار ليه ؟ نايمة قايمة بيه ليه ؟
كانت تحركها بيدها بعنف في حركات سريعة ارهقتها
هدرت فرحة من وسط دموعها التى انهمرت بشكل متسارع :
كان ظابط ، وحبيته
اتسعت عين زينات وهى تفلت ذراع ابنتها ببطء وتمتمت بذهول :
يا مصبتى ،
بعد ان استوعبت فرحة الكلمة هدرت بغير وعي وكأنها ترجوها :
انا مش هتجوز غيره ومش هكون غير ليه
امسكت امها يدها من جديد وصرخت فيها غاضبة :
حصل بينكم اية عشان تحبيه ، عملك اية انطقي ، شاف شعرك شاف ضافر رجلك طمنينى هتموتينى وانا واقفة
انتحبت فرحة بهستريا وهى تجيبها وكانها تستدعى ذاكرة الماضى نصب عينيها :
ما لمسنيش ، برغم انى كنت مستسلمة فى ايده ما لمسنيش كنت مغيبة عن الدنيا واصحى لاقى نفسي بلبس تانى وبرغم من كدا ما لمسنيش كا ن بيحمينى وبس
هوت زينات بصفعة قوية على وجها ودبت مخالبها فى فروة رأسها وهى تصرخ بها :
كان اية يا فاجرة ، يا صايعة ياللى ما عرفتش اربيكي ، كنتى بتنامى بلبس وتصحى بغيروا وتقوليلى مالمسنيش كنتى عايزة تبقى فايقة يا بت ال***. ضحك عليكى ونيمك ونام معاكي
وبتقوليلى بحبه
صرخت فرحة وهى تحاول النفاذ من تحت يدها :
محصلش ، محصلش
اوقعتها امها ارضا وظلت تصرخ بها وهى تهوى بصفعات متكررة على وجهها بانفاس لا هثة:
وانتى اية ضمنك واية عرفك مش بتقولى كنت غايبة عن الوعي
تركتها زينات جانبا وجلست بتعب تربت على راسها بهستريا الحزن :
يا مصبتى يا مصبتى يا خسارة مدفعتى عليكى يا ريتك ما رجعتى يا ريتك ما رجعتى كان عليا بإية دعايا برجوعك جبتيلى الحسرة والخزى معاكي كان كفايا عليا ابوكي وبلاش انتى
بلاش انتى ،،
حاولت فرحة التقرب الي امها ومواستها ولكنها كانت غارقة فيما قالته هل حقا زين فعل ما ارد في غيبوبتها فقد غابت عن الوعي لايام وهو من اهتم بها ، كيف قاوم فكرة انها عارية امامه
ولم يمسسها ، هل امها محقة ام ان زين ارفع وانبل من ذلك
****************************************************************

في امريكا ،،،
دخلت رودى بعد يوما متعب من السياحة بحرية ودون قيود وارتمت بجسدها على الاريكة
براحة كانت تطوق اليها ،،
اغمضت عينها لتنعم بذلك الهواء البارد القادم من التكيف لعلها تريح جسدها الذى انهكة الشمس والحرارة المرتفعة ليقاطعها هاتفها بإسم امها
امسكت الهاتف بين يديها بحيرة وهى تحدث نفسها بصوت مسموع :
دلوقتى انا لو قولتلها ان معاذ مش هنا وانى قاعدة لوحدى هتقلب مودى وتصر انى ارجع انا مش هجيب سيرة الموضوع دا خالص وهكلمها عادى
تاهبت لتمسك الهاتف وهتفت :
مامى حببتى I miss youا حبى
لتجيبها امها بصوت عاطفى :
رودى حببتى I miss you عاملة اية يا قلب ماما يا عين نن عين ماما
مش عارفة اقعد من غيرك يارودى البيت من غيرك كئيب يا رودى
انتى كمان يا مامتى يا حببتى
سألتها فريال بشوق :
معاذ عامل اية وحشنى بدل ما الاجازة تيجى وهو يجى ما يرضيش بقى كدا والله لاشدله ودانه
حاولت رودى التغطية على الامر وهتفت فى سرعة :
مش كنتى تيجى يا فريولا ،معايا كنتى هتبسطي قوى
اجابتها بحسرة :
اجي ازاى ، والمشاكل كلها على دماغنا مش راضية تخف يلا ربنا المسهل
لم تكن رودى تحتاج شرحا لكى تسطنبت ما ترمى بة امها او ماذا تريد
وهتفت بقلق بالغ :
هي حنين عاملة اية
هدرت فريال بتعصب :
عملها اسود ومنيل يارب خدها وريحنا الهى ماترجع من مكان ماراحت
لوت فمها رودى ولعنت نفسها انها ذكرت اسمها فقط هى توحشتها وارادت الاطمئنان عليه
خلاص ياماما اعصابك حببتى كدا غلط عليكي
لتتنهد فريال بضيق :
مش ممكن البنت دى بترفعلى ضغطى لسماء ، انا هقفل معاكى واروح اقيس الضغط دماغى هتنفجر ، خدى بالك على نفسك وعلى اخوكي يا نن عينى ربنا يحفظك
ابتسمت رودى لانها ستوقف اخيرا عن السؤال عن معاذ وتغلق بسلام
وانتى كمان حببتى مع السلامة
اغلقت الخط وزفرت انفاسها باريحية وهى تتمدد الى الاريكة الناعمة براحة
******************************************************
فى ايطاليا ،،
بدء زين فى الاستعداد للايقاع النهائي بكافة الجواسيس الباحثة عن
ذلك الميكروفيلم المسروق فى المكان النهائي والاخير بدأ فى حزم
اغراضة حتى يرحل من ايطاليا الي الصعيد مباشرا
وقف وسط اغراضها المتناثرة يلهبه الشوق اليها يود الان اعتصارها بين احضانه او ليدثرها داخل اضلعه الى ابد الابدين لايدرى منذ متى وهو يحتاج امراة الى جانبه ولا يدرى متى احتلت قلبه مازالت ضحكاتها ترن فى اذنية ما زال يخيل له وجودها عرف جيدا معنى الضعف فى فراقها وتاكد انها كانت مصدر قوته لا ضعفه
وعلية ايجادها فى اسرع وقت حتى وان اختطفها لا يهم لا بد ا ان تبقى معه ولا تفارقة ،زفر انفاسة التى تلاحقت بسبب افكاره الاجرامية وزفر مهدئا نفسه:
_ يستحيل تكونى لغيرى ويستحيل حد يلمسك .. ولازم يبقى كل الناس شاهدة على كدا عشان مش هسمح لحد يطاردنا او يقلق راحتنا او اخليكى تخافي من اي حد انا امانك وحمايتك لاخر نفس فيا
انكسر بابه واشهرت بوجه كم لا حصر لة من الاسلحة ليضغط على اسنانه بتعصب لقد وقع فى قبضة ذلك الذي يبحث عنه ولا حيلة لدية ان تحرك قيد انملة سيتغربل في لحظات
رفع يده مستسلما وسكنا تماما ،،،،
****************************************************************
في منزل البدري ،،،
بعد اسئلة متفحصة ومدققه من زوجة ابيها عن زواجها وحياتها التي ارهقتها كثير
واشعرتها بالغثيان توقفت اخيرا وهى تهم بالنهوض بإبتسامة زائفه :
انا هنزل اجهز الغداء لاحسن جايلنا ضيوف الحاج زهير راجل واصل ومجتدر وابوكي عازمة عندينا عشان في شغل بناتهم ،،اسيبك انتى تسبحي وتغيري خلجاتك وتلبسي حاجه من حاجاتك الحلوة دهى
دققت حنين في عينيها وهتفت :
وانا مالي واحد جاى يتغدي عشان شغل يقعد مع بابا مش معانا
اجابتها بلؤم :
لا ماهو راجل كبير ومش غريب وما فيهاش حاجة
اما نجعد على وش بعضينا ابوكى ما عايزش ياكل من غيرك
اسيبك انا ومش هوصيكي البسي حاجة حلوة انتى بت الحاج عبد المجيد ما عيزينش يجول انه هاملك
حركت راسها بايجاب
ما كانت تتركها سناء الا لما تتاكد من قبولها بالامر
دارت على عقبيها وهى تحول وجهها الناعم الى حية برية متوحشه
لترك حنين تتخبط من مبراراتها العجيبه ومن حنانها الغير طبيعي بالمرة
***************************************************************
في منزل القناوي
جلست فرحة فى الارض فى انهيار مشوشة تماما
مما القته على مسامعها تتدلى من عنقها تلك القلادة الخاصة بزين نظرت لها وكأنها تواسيها وتقسم لها بحبه الخالص الشريف لها
ولكن لا احد ينفي او يؤكد الحدث من عدمه الا الكشف اقسمت بداخلها انه لو فعلها ستمحي ذكرها من مخيلتها للابد ولن يبقي بين عينيها رجل فقط احبته لامانته وحمايتها كيف يخون ويغدر بها وهى مسلوبة الارادة كيف ينصاع وراء رغباته. وان كان فهي لن تصدق ابدا اذا كان ما حدث حقيقي وانها تتعرض لعملية خداع ممنهجة
فعليها ان تتاكد انها مازالت عذراء حتى ترى ان كان هناك معنى لعشقة ام لا
زحفت على قدامها وتقدمت نحو امها التى سكنت تماما وتوقفت عن النحيب والنواح ومالت برأسها الي يديها تدفنها في خزي وحسرة
وهتفت بصوت منهك حزين :
ماما ، قوامى وانا هريحك
لم تستجب لنداها وهتفت من جديد وهى تحرك بهدوء :
ماما انا هريـ……………. وقبل ان ينبث فاه بباقى الكلمة سقطت زينات ارضا
هنا صرخت فرحة واخذت تناديها بهستريا :
مـّـا مـــا ما ما , الحقونا امى بتروح منى ما ما فوقى
لتقتحم الغرفة عليها صابحة والتى نادت عاليا بسخرية :

عملتها تانى اوووف نادى الحكيم يا هنيئة
***************************************************************
في منزل البدري
وقفت تتابع خلية النحل التى ترص الاطباق بسرعة وانتظام لم توافق زوجة ابيها مشاركتها فى العمل بحجة ان العاملات كثيرات ويعرفون اشغالهم جيدا

انتهوا من رص الاطباق وسمعت قرع الباب والتى سارعت احدى الخادمات بفتحة
دخل عبد المجيد ومعه زهير رجل كبير فعلا لم تكذب زوجة ابيها ضيق العينان ذوا انف طويلة وراس اشتعل الشيب به ومتوسط الوزن ولكنة يبدوا علية الاعتناء بنفسة
دخل مطاطئ الراس بحياء حتى هتف والدها عبد المجيد :
الدار دارك
رفع وجة ليتفرس بوجهم وكانه عرض علية النظر تنقل نظره بين سناء وبدر وحنين
وانفرج فمه عن رؤيتها وكان عينيه وقعت على فتنه كانت الحورية فى تلك العباء البيضاء التى تزينها الورود من اعلى الصدر
شابة فى مقتبل العمر ذات عيناين عسلية مخلوطه بالاخضر ساحرة وفم مكتز كاحبات الكرز جمال ريفي ممتزج بالغربي بالطبع شيئا جديدا علية ان يرى تلك الزهرة فى مستنقع الوحل
كانت زوجة ابيها تتابع نظراته بسعادة فقد بدئت خطتها بالنجاح
اما حنين كانت مستائة للغاية من تحديقة الغير لائق بعمره ابدا وتحيرت اين توجه وجهها منه
حتى هتف والدها من جديد :
اتفضل يا حاج زهير الوكل (الاكل ) هيبرد
جلسوا جميعا الى الطاولة يتناولوا العشاء الشهى والمعد بسخاء
لم تألف حنين ذلك الزهير نظراته كالذئب الجائع الذى ينتظر وقت الافتراس وزعت نظراته الساخطة بينه وبين والدها الذى كان ينظر اليها بجمود حاد شعرت بالتقزز ونهضت عن الطاولة حتى تبتعد عن ذلك المجلس
لتتبعها زوجة ابيها فى تعجل وتلحق بها عند المطبخ
امسكت ذراعيها بقسوة فسرعان ما حدقت بها حنين بغلظة فتركت ذراعيه وهى تبتسم ابتسامتها الصفراء:
جراى اية ياحنين جومتى لى يا بتى
اجابتها حنين بضيق جلي :
شبعت
عضت شفاها وهى تتصنع الحرج :
يا عيب الشوم تجومى اكده وتسيبى الاوكل حتى اجعدى عشان الضيف بجولك الراجل ليه مصالح كتير جوى عند ابوكى
حدقت لها حنين بضيق وهتفت بغضب :
_ يعنى ايه لية مصالح عند ابويا اكل بالعافية يعنى هو مش جاى عشان الشغل يقعد مع ابويا بس
هتفت من جديد لتقنعها بالامر :
ده مش من الذوق ومش انى اللى هعلمهولك يانضرى (عيونى ) مهما كان دا ضيفنا مش معجول هنسبوه يجعد لوحدية

لم تقتنع حنين بحجتها وان بدت مقنعه وهتفت متعندة :
انا هطلع اوضى وانت اقعدوا معاها
لم تنتظر اجابتها واستدارت نحو الخارج لتهرول الى غرفتها
علت نظرات الاصرار وجه سناء وتركتها تفعل ما يحلوا لها الان ولكنها حتما ستصل لغايتها بمكر

*******************************************************************
على ذمة عاشق (الجزء التانى ) _شهد الحب ((حصريا ))
بقلم /سنيوريتا ياسمينا احمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى