ترفيهمسلسل شيطان العشق

مسلسل شيطان العشق الحلقة 19و20و21

26. اعتراف صريح

ظلت تحدق بدهشة و اضطراب من تواجد هذا الغريب لتتقدم منها علا تقطع دهشتها تلك متسائلة بقلق

علا : طمنيني يا آيات طائف عامل ايه و حالته وصلت لإيه …. لسة فى خطر على حياته ؟؟؟؟

ظلت على سكونها و لم تعطي بالاً لتساؤلات علا لتهتف الاخرى بنفاذ صبر

علا : ما تردي يا آيات و طمنيني

لكنها وجدت هذا الغريب يهتف فى علا بنبرة حانية

طوني : اهدي يا علا ما انا قلتلك ان حالته استقرت

واخيراً خرجت عن صمتها لتهتف بحدة

آيات : مين ده وازاى يعرف بموضوعك وانك لسة عايشة … ثم انتي ازاى قدرتي تيجي مصر .. ايه مش خايفة يوصلولك

طوني بثقة : بوجودي هنا فمفيش داعي ليهم عشان يحطو اى مراقبة

آيات بثقة مماثلة : ايوة مفهمتش برضو حضرتك تبقى مين ؟

علا بنفاذ صبر : طوني يبقى اقرب واحد لطائف بعد آسر و هو ساعدنا كتير عشان نغطي على موضوعي …….. و موضوعك

آيات : يعني انت آآآ…….

طوني : ابقى الدراع اليمين لاندريه و مساعده

اتسعت حدقاتها لمقابلة مثل هذا الشخص بل و معرفته الخاصة بطائف و قربه منه لكن ظل بداخلها هاجس انه ربما يخدعهم فأمثاله لا يمكن الوثوق بهم

تنحنحت لتردف مطمئنة تلك القلقة

آيات : طائف الحمد لله احسن بس للاسف لسة مفاقش انا جيت ابدل هدومي وراجعة المستشفى تاني

تنفس كلاهما الصعداء ليردف طوني قائلاً

طوني : تمام وانا هخلص شوية مشاوير كده و هحصلك على هناك وانتي يا علا هتستني هنا و متتحركيش

نظرت آيات نحوه بقلق وتحركت نحو الدرج للذهاب غرفتها و تبديل ملابسها سريعاً لتجد علا تهتف

علا بحزن : انا للاسف مش هعرف اشوفه ولا اروحله بس هبقى على اتصال معاكي عشان اتطمن عليه ………ثم اكملت بتساؤل حذر ……آيات هو حقيقي آسر هو اللى عمل كده فى طائف

التفتت آيات نحوها لتومأ على مضض فتتحول نظرات الاخرى الى ندم و حزن دفين وتكمل آيات طريقها الى الاعلى بصمت

فى غرفتها و اثناء تبديلها لملابسها وجدت رنين هاتفها يتصاعد لتلتفت فى الغرفة بحثاً عنه حتى وجدته ملقى بإهمال ارضاً التقتطه لتجد ان آسر يهاتفها تنفست بهدوء لتجيب بعدها

آيات : ايوة يا آسر

آسر بلهفة صادقة : طائف عامل ايه دلوقتى يا آيات طمنيني

تنهيدة عميقة خرجت منها لتجيب بإبتسامة صغيرة

آيات : قلقان عليه يا آسر على العموم هي حالته استقرت الحمد لله

آسر بضعف : صدقيني يا آيات لولا اللى فرق بينا زمان مكنش ده هيبقى حالنا دلوقتى

آيات بحذر : متأكد ؟؟؟ يعنى دلوقتى معندكش اي سبب للعداوة اللي بينكم

آسر : عداوة لا … انا دلوقتى اتأكدت ان طائف لسة زي زمان متغيرش و لسة اخويا بس …… بس ده مش معناه انى هستسلم

آيات بتساؤل : تستسلم … تستسلم لأيه بالظبط

آسر : مش هسلمك ليه يا آيات …. انتي ليا انا … هو صاحبي و اخويا بس ده ميمنعش انى ابقى منافس ليه ….. وهعمل كل اللى فى ايدي عشان اكون انا اختيارك

آيات بحزن : سلام يا آسر لازم اقفل دلوقتى

آسر بتفكير : سلام

اغلقت هاتفها لتنظر لنقطة ما بالفراغ هامسة

آيات بإبتسامة : بس انا خلاص اخترت يا آسر ….. ثم وضعت يداها ناحية قلبها لتكمل ……. ده خلاص اختار …. انا آسفة

ثم تحركت سريعاً الى خارج الغرفة لتعود مرة اخرى لمرافقة من انتقاه قلبها

وصلت الى المشفى واتجهت نحو غرفة العناية المشددة تنظر بداخلها لتجد الحجرة فارغة فتصيبها حالة من الفزع و الرعب و تبدأ بالبكاء و النحيب ….. و اثناء هي على هذا الحال وجدت مازن يهرول ناحيتها بملامح قلقة لتسرع اليه هاتفة

آيات ببكاء : طائف فين جراله ايه ؟؟؟؟

مازن بهدوء : اهدي اهدي يا آيات كل الحكاية انه الحمد لله فاق و نقلوه اوضة عادية ….. يااااه كل ده عشان ملقيتهوش فى الاوضة …. خضتيني يا ستي

تحولت حالتها تماماً لتهتف بسعادة

آيات : يعنى هو فاق و كويس ؟ طب هو فين عايزة اشوفه ؟

مازن : حاضر يا ستى هتلاقيه فى اوضة رقم …… انا هروح للحسابات وارجع اغير و اجي

اومأت بسعادة لتتجه سريعاً نحو غرفته حتى وصلت امامها …. وقفت قليلاً بالخارج تمسك بمقبض الباب فى توتر و قلق و قد زادت وتيرة انفاسها ثم حزمت امرها لتطرق الباب فتسمع صوته الضعيف يسمح لها بالدخول .. ادارت مقبض الباب لتدلف الى الداخل

وجدته يجلس نصف جلسة على فراشه وفور دخولها رفع انظاره نحوها لترتسم ابتسامة خبيثة على محياه بمجرد رؤيتها تدلف لغرفته … فى حين ظلت هى مسمرة مكانها اسيرة لرؤيته بخير معافى و قد عادت ابتسامته الخبيثة الماكرة والتي اعتادتها منه مؤخراً

صدح صوته المتعب يردف

طائف بصوت أجش : تعالي واقفة عندك كده ليه …….. قربي

ابتلعت ريقها بتوتر …. و بعد ان كانت تتلهف لمقابلته ها هى الان تقف بتردد على عتبة باب الغرفة

اومأت بهدوء لتتحرك ببطئ نحوه وسط مراقبته لها حتي وصلت الى فراشه تقف بجانبه بصمت

طائف : ايه ساكتة ليه ؟ مالك؟

اجابت بتردد

آيات بتلعثم : حمـ …. حمد لله على السلامة

ابتسم بإتساع ليردف بمرح

طائف : الله يسلمك … بس ايه يعنى ؟ بتردهالي ؟؟ ( قصده لما ناداها فى المستشفى قبل كده حبيبتي و بعدها قال انه بيقولها حمد الله على السلامة ^_^ )

نظرت نحوه بتساؤل ليوضح قائلاً

طائف : اصلي بيتهيألي انى سمعت كلام تاني اتقال غير حمد لله على السلامة

عقدت حاجبيها دون فهم

آيات : كلام تاني ايه ؟

طائف بجدية زائفة : يعنى كلام عن اني مغرور و شايف نفسي …. ثم هتف بمكر قائلاً …. وايه تاني يا طفطف … اه وانى مجرم و قتال قتلة و …….

آيات مقاطعة بخجل وقد احمرت وجنتاها : و اني بحبك

نظر نحوها بصدمة فبرغم ما سمعه اثناء غيبويته عن مشاعرها و توسلاتها له بالاستيقاظ لكنه توقع نفيها لكل ما قيل و عودتها لمشاكساتها و عنادها الدائم

حدق بها بدهشة ليجدها اصبحت كحبة الطماطم فى احمرارها لتتسع ابتسامته ويمد يداه بضعف يمسك بكفها فيشدها اكثر نحوه قائلاً بحنو

طائف : يعني مكنش تهيوءات

نفت بحركة من رأسها لتهمس

آيات : ولا تخاريف

ضحك بصوت عالٍ قليلاً ليكرر

طائف : ولا تخاريف

اومأت بهدوء ليظل يحدق بها بحب لفترة فى حين كانت هى تنظر ارضاً بخجل ………. زادت فترة تحديقه بها و صمته لتنظر نحوه بتوتر متسائلة

آيات : ساكت ليه مش المفروض تقول حاجة ؟

طائف بغباء : حاجة زي ايه ؟

آيات بغيظ : يعنى اي حاجة ترد بيها عليا … ولا هو ايه البعيد مبيفهمش

اطلق سراح كفها ليحدق بها بذهول هاتفاً

طائف : بسم الله الرحمن الرحيم انتى ايه يا بنتي بابور بتهبي فجأة كده

آيات بغيظ : ماهو انت اللي ساكت …. واحدة اتكلمت واعترفت انها بتحبك الرد الطبيعي انك يا تقبل يا ترفض

طائف : والله فى حالتي حالياً و كونك انتي اللى مستنية الجواب فالرفض شيء اخاف من توابعه .. وبعدين يا هانم الراجل هو اللى بيعترف والست هي اللى بتقبل او ترفض

آيات بغيظ : ما انا قولتلك … اصل البعيد مبيفهمش فلازم انا اللي انطق

طائف بتهكم : لا اله الا الله …. تصدقي بوظتي ام الجو الرومانسي

نظرت نحوه بحقد و غضب لتحاول التحرك للخارج فيفاجأها بحركة سريعة و يمسك بكفها صارخاً بألم اثر حركته المتهورة تلك لتتقدم اكثر نحوه هاتفة بقلق

آيات : ايه مالك …. ثواني هنادي الدكتور ارتاح وثواني وراجعة

حاولت سحب كفها منه لكنه شدد علي مسكته له

طائف بألم : متتحركيش من هنا

ثم حاول التنفس بهوء ليقل المه بعد لحظات قضتها هي بالتحديق به فى قلق وبعد ان زال الالم قليلا وجدته ينظر نحوها بجدية هاتفاً

طائف: البعيد بيفهم و بيقدر بس مستني الوقت المناسب عشان يكون ساعتها يستاهلك فعلاً … حالياً مقدرش اربطك بيا بكلام ووعود الا لما حياتى تبقى احسن …. لكن دلوقتى انتي عارفة ايه اللي جوايا

آيات بتفهم ولكنها ارادت مشاكسته : يعنى لو حد سبقك و شاف انه يستاهلني و ……..

طائف مقاطعاً بحدة : هقتله …… واللى عمله آسر معايا عشانك هيكون نقطة فى بحر اللى هعمله فى اي حد يحاول يقرب منك او يخدك مني حتى لو كان آسر نفسه ….. انتي هتفضلي معايا و ليا لحد ما يجي الوقت المناسب ….. فاهمة

اومأت بإبتسامة ليكمل هو بمرح

طائف بوعيد : بقى انا مغرور و شايف نفسي

اومأت بخبث قائلة

آيات : طبعاً وانا لسة عند كلامي ومستحيل اغيره الا لما تتغير …. شوف نفسك من شوية قلت ايه يابني دي كمية تحكم و غرور مشوفتهاش فى حد …. الله يكون فى عوني بقى من اللى هشوفه

طائف بغمزة : بس على قلبك زي العسل مش كده

آيات بخجل اخفته بمشاكساتها : ماشاء الله متواضع اوي حضرتك

طرق على الباب اجفلهم ليعتدل هو بجلسته فى حين سحبت يدها من كفه …… سمح للطارق بالدخول ليجده الطبيب المشرف على حالته و قد جاء لفحصه

الطبيب بإبتسامة : تمام اوي كده ماشاء الله انت جسمك قوى و بيتعافى بسرعة هنحتاجك معانا يومين كمان و تقدر تخرج بعدهم ان شاء الله

اومأ بهدوء و ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها قبل ان يكمل الطبيب حديثه قائلاً

الطبيب : كان فيه ضابط جه عشان التحقيق لما وصلت المستشفى بس ساعتها حالتك مكنتش تسمح لكن حالياً انا بلغتهم انك مستعد عشان تديهم اقوالك …. هما فى الطريق

ابتلعت ريقها بصعوبة فى حين نظر طائف نحو الطبيب بهدوء وصمت ليومأ بعدها وينصرف الطبيب بعدها لمتابعة عمله

نظرت نحوه بصمت لتجده شارد بأمر ما …. تنحنحت بهدوء لتلفت انتباهه لها قبل ان تردف

آيات : بخصوص التحقيق ….. كان فيه ظابط جه وسألني شوية اسئلة وانا جاوبته

طائف : اسئلة ايه ؟ وبعدين مقولتليش ازاى قدرتى تجيبيني هنا لوحدك ….. و آسر فين ؟

آيات : آسر هو اللي ساعدني انقلك للمستشفى …. نظر نحوها بصدمة قبل ان تكمل هي ……. بعد ما قولتله ان علا عايشة

طائف بصراخ : نعععععععم

لينا بدهشة : معقول آسر باشا بنفسه مشرفني فى بيتي المتواضع

هتفت لينا بتلك الجملة بعد ان كلنت تجلس بمنزلها بهدوء محاولة اعداد شيء ما لتتناوله على الغداء لتجد من جاء بزيارة لها فتفتح الباب و تتفاجيء بآسر يواجهها

تنحنح و تململ بوقفته قبل ان يردف بتساؤل حرج

آسر : هنفضل واقفين على الباب كده

لينا : اسفة اتفضل اتفضل

افسحت له الطريق ليدلف الى الداخل متفحصاً بعيناه المكان فيجدها تسير خلفه تدعوه للجلوس

لينا بترحيب : قهوة ؟

اومأ لها لتتحرك نحوه مطبخها و تعود بعد فترة و بيدها فنجان ساخن من القهوة تضعه امامه

جلست بالمقابل له بصمت ليردف هو بهدوء

آسر : اسف اذا كنت جيتلك بدون ميعاد بس كنت ….. كنت محتاج نتكلم شوية

لينا بإبتسامة : وانا تحت امرك فى اي وقت

تناول فنجانه ليرتشف منه القليل ثم يُرجعه لمكانه مرة اخرى

آسر بهدوء : كنت محتاج شوية معلومات عن اندريه و ميشيل و افهم ايه شبب الاستدعاء المفاحيء دن … بس قبل كل شيء ممكن افهم انتي ليه بتعملى كده

لينا : بعمل ايه بالظبط مش فاهمة

آسر : ليه بتقربي مني

لينا بإبتسامة : بيتهيألي انت اللى فى بيتي دلوقتى

آسر : و قبليها اقتحمتي مكتبي

نظرت نحوه بصمت لتردف بعد لحظات

لينا بهدوء : انا كنت متبعاك من فترة و اخبارك كلها بتوصلي من طوني .. اكيد يعنى مفيش حد ميعرفش مين آسر الرفاعي ….. اعجبت بشخصيتك و اصرارك انك تنتقم لأختك بس مشكلتك الوحيدة هى التسرع و التهور ……. وتلخيصاً لكل ده فتقدر تقول اني معجبة بيك وبحاول اتعرف عليك اكتر و اقرب منك ده اذا مكنش عندك مانع

ظل يستمع اليها محدقاً بها بدهشة لكنه اثر الصمت و قد قرر بنفسه انها فرصة قد اتت اليه دون بذل اي جهد يُذكر …. رسم ابتسامة صغيره على محياه ليردف
آسر : اكيد معنديش اي مانع فيه حد يقول للقمر لا برضو

بادلته بإبتسامة ماكرة و تدعو اياه بعدها لاكمال قهوته

حازم : يعني ايه يا فندم القضية تتسحب مني … هو لعب عيال

كمال ( رئيسه ) : حازم اتكلم عدل و متنساش انى رئيسك و بقولك خلاص ملكش دخل بقضية المينا او طائف العمري … انا مش عايز مشاكل

حازم : ياباشا مينفعش كده القضية دي انا بذلت فيها جهد كبير جداً … مينفعش مجهودي ده يروح لغيري

كمال : و مينفعش برضو ندخل مشاكلنا الخاصة فى الشغل يا سيادة المقدم

حازم : بس ياباشا ………

كمال مقاطعاً : حازم النقاش انتهي و القضية مبقتش بتاعتك …… اتفضل على مكتبك

حازم بغضب مكبوت : علم و ينفذ يا افندم

ثم قدم له التحية العسكرية مغادراً الغرفة الى مكتبه

آياتبعد مغادرة الشرطة : مكنش هو ده

طائف : مين ؟

آيات : الظابط …. مكنش ده اللى حقق معايا

طائف: اياً كان المهم ان كلامنا واحد وخلاص و مجبناش سيرة آسر و تهوره فى الحكاية

آيات : بس تعرف ده احسن .. الظابط التاني ده مرتحتلهوش

طائف بغضب : عملك حاجة ؟ جه جنبك ؟ ضايقك ؟

نظرت نحوه بعدم تصديق لتهتف مازحة

آيات : بقى آسر هو اللي متسرع … لا يا سيدي معملش حاجة بس هو تحسه منفعل زيادة كده و عدواني

طائف بتفكير : متعرفيش اسمه ؟

بدا عليها التفكير للحظات قبل ان تهتف يدون ثقة

آيات : اسمه تقريباً حازم ….. اه صح المقدم حازم نشأت

نظر نحوها بدهشة ليردف

طائف : اهاااا قولتيلي بقى عشان كده

آيات : ليه هو انتو تعرفو بعض

طائف : ده اللى بعتلى استدعى قبل كده يوم ما خرجتى من المستشفى

همت بالحديث لكن قاطعها طرق على باب الغرفة لتتحرك تفتح الباب فتجد هذا الغريب الذي سبق ان قابلته بفيلا طائف

طوني : ممكن ادخل ولا برضو مش مصدقة انى صاحبه

نظرت نحوه للحظات قبل ان تفسح له الطريق للدخول فيدلف الى الداخل و هي تتبعه لترى رد فعل طائف على مجيء هذا الشخص و التأكد من كونه صديق لا عدو

فور رؤية طائف لطوني انتصب جسده لينظر نحوه بقلق هاتفاً

طائف : طوني … انت بتعمل ايه هنا …… وجيت امتي ؟

طوني بمرح : استنى بس و مش وقته تتفاجئ دلوقتى ….. ياريت الاول تفهم اللى هتاكلنى بعنيها دي انى صاحبك فعلاً و مش ناوي اخطفك ولا اقتلك

نظر طائف نحو آيات ليجدها تحدج صديقه بنظرات نارية ابتسم على اثرها قائلاً

طائف : آيات احب اعرفك … طوني صديقى الصدوق و هو اللى ساعدني عشان اعرف مكانك بعد اللى آسر عمله

اومأت بهدوء لتردف

آيات : و كمان على علم بحكاية علا و جه معاها هنا

طائف : علا ؟ و جه معاها هنا ؟

طوني : علا قلقت بعد اللى حصلك و صممت ترجع مصر فوراً و شبطت فيا

طائف بتهكم : وانت قلبك رهيف و جبتها معاك ….. ثم اكمل بحدة …. انت بتستهبل يا طوني

طوني : اهدى بس و اطمن كله متظبط و متأمن … بلاش قلق بقى

تنهد طائف بقوة ثم نظر لصديقه فرأي بعيناه انه يريد الانفراد به للحديث بأمر ما ليردف

طائف : آيات … ممكن تجيبلنا حاجة نشربها و تطلبيلى الدكتور عايز اسأله فى شوية حاجات

تبادلت النظرات نحوه هو و طوني لتومأ على مضض متجهة لخارج الغرفة

ظل كلاً من طائف و طوني على صمتهما حتى تأكدا من ذهابها ليبدأ طائف بالحديث

طائف : ايه الاخبار ؟ عرفو ؟

طوني : الاخبار وصلت كاملة و الكل عرف باللى حصل معاك و مع آسر

طائف : و آسر ؟ هيقع فى مشكة مش كده ؟

ذفر طوني بنفاذ صبر ليردف

طوني : انت مبتزهقش من حمايتك له… كفاية بقى

طتئف بتحذير : طوني ……. كل حاجة وليها مقابل ولا ناسي

طوني : مش ناسي يا سيدي و فاهم … شغلك معانا قصاد حماية علا و آسر و اظن انضم ليهم آيات دلوقتي كمان مش كده

اومأ طائف بهدوء ليكمل

طائف : و الباقي ؟

طوني : اتطمن كله متظبط و جاهز للتنفيذ اخر شحنة دي هتبقى اكبر واحدة تدخل مصر ولو حصلت اي مشاكل الكل هيروح فيها ….. الميعاد هيتحدد بكرة و هبلغك بالجديد اول بأول

طائف : و آآ ……..

طوني : اطمن … كمال بيه عرف بكل التفاصيل دي و هيعرف بالجديدة كمان …. هانت يا صاحبي هانت و ننضف من كل ده بقى .

……………………

27. اهتمام و غيرة

ايات : طائف بلاش تهور انت معداش عليك يومين هنا و عايز تخرج ده جنان

هتفت بها ايات بإعتراض محاولة ايقاف ذاك الذي استعد فعلياً للرحيل و قد اتم ارتداء ملابسه ليهتف بهدوء

طائف : انا مش فاهم عاملة كل الهيصة دي ليه مانا قدامك اهو زي الفل

ايات هامسة : قصدك زي القرد

طائف : افندم ؟

تنحنحت بهدوء لتكمل

ايات: طب ممكن افهم ايه الحاجة المهمة اوى دي اللى مخلياك مش طايق تقعد هنا اكتر من كده و مصمم تخرج وانت جرحك لسة جديد

تنهد بتعب ليعاود الجلوس على طرف الفراش وينظر نحوها باهتمام قائلاً

طائف : حاجات كتير اولهم انى لازم اجهز مكان كويس و بعيد لعُلا اللى مكنتش متوقع رجوعها دلوقتى غير انى لازم الحق الدنيا قبل ما تقوم فوق دماغ اسر وده كله كوم و اني………………

ثم توقف عن الحديث لتنظر نحوه بتساؤل

ايات : انك ايه ؟

مد يداه نحوها يدعوها للاقتراب فتمتثل هى الى طلبه ذاك مقتربة نحوه فيمسك بكفها بين يديه هامساً

طائف : غير انى الصراحة يعنى مش عارف استفرد بيكي هنا … شوية طونى وشوية مازن غير الدكتور الفقري و الممرضات المزز …… بصراحة حاجة صعبة

نظرت نحوه بحنق تلكزه بكتفه فيصرخ متألماً اثر فعلتها تلك لتتحول نظراتها من الغضب الى القلق

ايات : اسفة اسفة نسيت ان الجرح بيوجعك …. ثم اكملت بغيظ …. بس ما هو انت اللي بتجيبه لنفسك تستاهل

نظر بعيناها بخبث ليغمز ضاحكاً

طائف : و يرضيكي طفطف حبيبك يتوجع

احمرت وجنتاها اثر نطقه باللقب الذي سبق و اطلقته عليه لاثارة غضبه لكن و كما يبدو انه اصبح يستلطفه آتياً على ذكره كلما اراد المزاح معها

نظر نحوها بدهشة مصطنعة

طائف : معقول ….. ايات بنفسها بتتكسف و وشها بيحمر ……… لا وكل ده عشان قولت طفطف حبيبك …… لاااااا انتى المفروض تتعودى على كده ده احنا لسة بنسخن

ايات بحنق : شكلك عايز ضربة كمان عشان تتكلم عدل

طائف : يا ساتر يارب خلاص ياستي بلاه الكلام الحلو كنا خدنا منه ايه يعني يلا خلينا نتحرك فى حاجات كتير لازم نعملها

اومأت على مضض قبل ان تتحرك بجانبه ليستند عليها ويسيرا ببطيء الى الخارج

فور خروجهم من باب المشفى وجدوا مازن بسيارته الخاصة في انتظارهم و فور رؤيته لهم توجه نحوهم ليساعده على التقدم نحو السيارة و استقلالها

بدأ مازن بالقيادة نحو المنزل حتى ووصلو جميعاً ليردف طائف فجأة بعد ترجله من السيارة

طائف : مازن .. علا وطوني فى مصر .. عايزك تشوفلى مكان يختفو فيه ويكون امان

مازن بدهشة : علا هنا …. طوني اتهف فى عقله ولا ايه

طائف بتململ : مش وقته دلوقتي … عايزك تنجز فى المكان ….هستنى منك خبر كمان نص ساعة

مازن : نعععم … طائف بلاش جنان .. متعمليش زي موضوع الولا اللي اتكلم فى التحقيقات

طائف بتذكر : اه صحيح عملت ايه معاه ؟ هو فين ؟

مازن : فى الحفظ و الصون يا سيدي خلص امورك وبعدين نتفاهم

اومأ بهدوء ليتحرك مازن بسيارته ويتركهم يقفان وحدهم خارج باب الفيلا … نظر نحوها فوجدها تحدق به بذهول لتردف بتهكم

ايات : مافيا مافيا يعنى مش اي كلام

حدق بها بصمت للحظات للتتنهد بعدها و تقترب نحوه مرة اخرى تساعده على السير و الدخول للمنزل و اثناء سيرهم هتفت

ايات : ولا مين ده و تحقيقات ايه ؟

نظر على يساره اتجاهها للاسفل محدقاً بها ليجيب بعد فترة

طائف : عيل جاب سيرتي فى تحقيق بخصوص الشحنة اللي اتمسكت

شهقت بقوة و توقفت عن السير ليتوقف معها

نظرت نحوه بدهشة و قلق ليجيب بهدوء

طائف : بلاش البصة دي …. محصلش حاجة هو معهوش اي دليل يثبت بيه كلامه يعنى كلامه قصاد كلامي

حدقت به بخوف لتهمس

ايات : بس ……

احاطها بذراعه ليردف بحنان

طائف : مفيش بس ….. مش عايز النظرة دى فى عينك انا موجود معاكي يعنى مفيش داعي للخوف او القلق و بعدين يا ستي متقلقيش انتي ملكيش اي علاقة بالقصة دي كلها

هتفت باستنكار

ايات : انت … انت ازاى تفكر فى كده … فكرك انى خايفة على نفسي … انا .. انا خايفة عليك انت … مرعوبة من اللى ممكن يحصلك لو حد عرف حاجة ….. انا عارفة ان الطريق ده كله غلط والغلط نهايته وحشة …. حاسة كأني فى كابوس …. كأن فى قنبلة و متوقعة تنفجر فى اي لحظة

حدق بها بحب و امتنان …. مضى وقت طويل على رؤية مثل هذا القلق و الاهتمام بعين احدهم …. ظل وحيداً لفترة طويلة حتى نسي معنى وجود شخص ينعى به

تنهد بارتياح و حب ليردف

طائف : اهدي يا ايات انا مش هسمح ان نهاية الحكاية تبقى سبب دمعة واحدة من عيونك .. كفاية اوي اللى شوفتيه معايا و صدقيني … صدقيني هعوضك عن كل اللى عدى … و عشان كده النهاية هتكون فى صالحنا احنا تأكدي من ده………. ثم هتف بمرح …. بس قوليلي هنا منين كنتي مش اخدة بالك من حبك ليا و منين كل الكلام الحلو ده دلوقتى ….. ايه ماسورة حب انفجرت

ايات بشرود متجاهلة سخريته: مكنتش حاسة … كنت دايماً حواليا … كنا دايماً ناقر و نقير .. محستش انى مفتقداك او انى ممكن اخسرك ….. الواحد فعلاً مبيعرفش قيمة الحاجة الا لما تضيع منه …. ثم نظرت نحوه بحب …. بس انا ربنا كان لطيف بيا و مخلهاش تضيع مني ….. مخلكش تسيبني لوحدي

كوب وجهها بكفيه ليردف مطمئناً

طائف : و مش هسيبك …. مستحيل اسيبك

اجابته بابتسامة ليبادلها اياها و يسرحان معاً بعالمهم الخاص الذي سرعان ما قاطعه نحنحة خشنة اجفلتهم معاً و جعلتهم يبتعدان عن بعضهما البعض لينظرا نحو مصدر الصوت فيجدوه يقف امامهم

طوني : اسف على المقاطعة بس تقريباً انتو المفروض كنتو تدخلو من فترة …… بقالنا ساعة مستنيين و اللي جوة دي هتموت و تطمن عليك

تنحنح طائف بحرج في حين هي قد احمرت وجنتاها خجلاً من رؤية طوني لهم بهذا القرب ثم تحركا معاً بهدوء نحو الداخل

دلفا الى الفيلا لتقابلهم عاصفة من القلق و الهتاف يصاحبها البكاء فرحاً … كل هذا كان استقبال علا الخاص بطائف بعد اصابته و قلقها المبالغ به عليه ….. شعور ارق بال ايات و جعلها تتساءل عن حقيقة علاقتهم … فعُلا تبدو اكثر قرباً لطائف عن اسر و هذا يبدو محير … اسر يكون شقيقها بالدم فى حين ان طائف ليس كذلك

حاولت اخفاء امتعاضها من تصرفات علا المبالغ بها لكن لاحظ طائف ملامحها الغامضة وصمتها المقلق بالنسبة له

لينادي باسمها عدة مرات وهى مازالت على شرودها حتى انتبهت اخيرا لهتافه باسمها و نظرت نحوه بتساؤل عما يريد

طائف : علا و طونى ماشيين … لو ممكن توصليهم للباب

اومأت بهدوة لتتحرك معهم نحو الخارج حتى وصلو جميعاً الى باب الفيلا فيسبقهم طونى للخارج فى حين توقفت علا قليلاً تحدق بآيات لتردف

علا: متشكرة اوي يا ايات انك اخدة بالك من طائف و بتهتمي بيه … انتى عارفة ظروفي ولولا انى لازم مظهرش دلوقتى كنت فضلت معاكم

ايات بضيق : مفيش داعى تشكريني ……… انا بعمل ده باختياري مش مغصوبة على حاجة وبعدين مفيش حد هيهتم بطائف قد مانا ههتم بيه

علا بدهشة : مش فاهمة قصدك ايه …. ثم اردفت بلهفة ….. هو …. هو اتكلم ؟

ايات : مش فاهمة

علا بفرح : لالا ولا حاجة واضح ان كل حاجة بقت تمام ومفيش داعي اقلق فعلاً لان مفيش حد هياخد باله منه زيك

اومأت ايات بابتسامة مقتضبة قبل ان تتحرك علا الى الخارج فى حين اغلقت هي الباب لتستند عليه بظهرها هامسة بحنق مقلدة لهجة الاخرى

ايات : مفيش داعي اقلق لان مفيش حد هياخد باله منه زيك ………. وانتى تقلقي ليه اصلاً

طائف بمرح : حبك ليا جننك للدرجة دي … بقيتي تكلمى نفسك يا ايات .. عليه العوض و منه العوض

انتفضت فزعاً لرؤيته امامها فجأة لتنظر نحوه بضيق قائلة

ايات بحنق : مش بكلم نفسي ولا حاجة ده انا كنت بكلم اختك و بطمنها عليك …… ثم اردفت بضيق … الا يعنى علا مطلبتش انها تشوف اسر يك …. هو مش اخوها والمفروش اقربلها منك

طائف بتفهم : علا هتموت وتقابله بس مش عايزة تطلب مني انا دلوقتى عشان فاكرة انى مش طايق سيرته بسبب اللي عمله معايا

اومأت بتفهم لتكمل

ايات : طب و هما دلوقتى هيروحو على فين

طائف : مانتى لو كنتي منتبهة معانا واحنا قاعدين كنت اخدتى بالك ان مازن اتصل و دبرلهم مكان ….. ايه شاغلك؟

حركت رأسها تنفي وجود امر ما

ايات : مفيش بس يمكن تعبانة شوية من قلة النوم ….. خليني اساعدك تطلع اوضتك وبعدين هحضر الاكل عشان تاخد علاجك وبعدين ننام شوية

اومأ بتفهم لتتحرك بالفعل نحوه تعاونه على السير ليستند عليها باستسلام وقد ارتسمت على وجههة ابتسامة رضا و امتنان

باحدى المطاعم الراقية على النيل

لينا بضحك : بتهزر … معقول جاتلك الجرأة تعمل كده عشان تسافر مصر مع باباك

هتفت بها لينا بمرح اثناء تناولها وجبة الغداء برفقة اسر بعد دعوته له … ففي اليومان الماضيان تقاربا و كثر حديثهم و حكاويهم و نمت علاقتهم بشكل ملحوظ

اسر بمرح : كنت صغير و نزول بابا مصر كانت احلى فسحة ممكن اروحها

لينا بتفهم : عشانها مش كده ؟

تنهد قائلا بابتسامة حنونة

اسر : ايات اكتر واحدة بتفهمني و بفهمها كنا زي التوأم رغم اننا دايماً كنا بعاد عن بعض بسبب سفري المستمر … بس كانت على طول متابعاني وانا كنت متابعها بكل طريقة

لينا بهدوء: و دلوقتى ؟

اسر بحزن : مفيش حاجة بتفضل على حالها.. بعد اللى حصل من خمس سنين مقدرتش انزل مصر و بعدنا عن بعض الفترة دي كلها …. اهلها اتوفو ومكنتش جنبها … هي اتغيرت وانا كمان اتغيرت

لينا بفرح خفي : يعنى خلاص استسلمت ؟

اسر : اكيد لا بس لازم الفترة دي اهدى شوية خصوصاً بسبب تعب طائف …… عايز المنافسة تكون شريفة المرة دي …. عايزه بصحته

لينا : ولو كان اختيارها انها تفضل معاه

اكفهر وجهه و اسودت عيناه ليهتف

اسر : لازم الاول اخد فرصتي كحبيب مش كأخ زي ماكنت بالنسبالها طول الفترة اللي فاتت ولو بعدها اختارته فمش هقدر اتدخل اكتر من كده

لينا : و طائف ؟

اسر : ماله ؟

لينا : لسة مصمم على الانتقام لو هى اختارته …. هتقدر تأذيها بأذيتك له

نظر اليها بدهشة …….. لم يفكر بالامر من تلك الناحية …. ليس لانه لم يتوقع ان ايات ستختار طائف بل لانه لم يتخيل انه حقاً يستطيع اذيته او قتله كما كان يهدد ….. ضغطه على الزناد وقتها و اصابته كانت لحظة جنون و تهور … يعلم انه ان كان بكامل وعيه لم تكن ستأتيه الجرأة لفعلها ………. اذاً حمداً لله ان شقيقته مازالت على قيد الحياة والا كان سيكره نفسه على عدم استطاعته الاخذ بثأرها

اسر : مش عارف …. مش عارف

مضى هذا اليوم بأحداثه ليأتى يوم جديد بأحداث اخرى

بشركة العمري

دلفت الى الداخل لتجده يقف مولياً اياها ظهره و يمسك الهاتف يحادث شخصاً ما …… انتبهت لتسمع حديثه بدقة

مازن : يعنى انت تمام دلوقتى ….. مانا قولتلك يابني بلاش تطلع دلوقتى من المستشفى …. يا طائف دي رصاصة و فى صدرك لولا لطف ربنا كنت ممكن لاقدر الله تروح فيها ………… طيب ياسيدي عيش براحتك ….. ماشي ماشي متقلقش .. يلا سلام

اغلق هاتفه ليلتفت من فوره فيجدها تقف بمكانها تنظر نحو ببراءة فيهتف بها

مازن بحدة : ايه يا ست سهام انتى هنا من امتى … وبعدين اخيراً شرفتينا بحضورك …. ممكن افهم مكنتيش على مكتبك الصبح ليه لما جيت ؟

سهام بتوتر : اصل …… اصل بصراحة كنت …. اه كنت فى الحمام

نظر نحوها بشك .. تبدو غريبة الاطوار بالفترة الاخيرة خصيصاً بعد غياب ايات المتكرر

مازن بجدية : طب من غير رغي كتير خدى الورق ده و ابعتيه لمحسن خليه يراجعه و بعد كده خليه يبعته للشركة الفرنسية

سهام : تمام يا افندم عن اذنك

مازن : اتفضلي

تخرج من الغرفة لتتنفس الصعداء فور وصولها لمكتبها فتجد هاتفها يرن بإلحاح لتلتقطه سريعاً تجيب

سهام بتوتر : الو ….. ايوة ياباشا …. لا لما دخلت كان بيتكلم فى التليفون ….. تقريباً مستر طائف …… لا كل اللى قاله انه مكنش ينفع يخرج من المستشفى …….. صمتت قليلاً تستمع اليه ليمتعض وجهها بعد ثوان وتجيب بضيق …. حاضر ياباشا …. حاضر هحاول ……. سلام

اغلقت هاتفها لتذفر فى ضيق قبل ان تهمس محدثة نفسها

سهام : كان مالي انا ومال الغلب ده لما نشوف بقى اخرتها ايه

بفيلا العمري

اثناء وجودها بمطبخ الفيلا تعد الطعام بهدوء وراحة بال فى حين كان هو بغرفة مكتبه يتابع اعماله على حاسوبه وجدت جرس الباب يعلن عن قدوم زائر .. ذفرت بضيق قبل ان تترك ما بيدها متوجهة لرؤية شخصه …… فور فتحها الباب قابلتها فتاة حسناء ممشوقة القوام ذو جمال تُحسد عليه …… تفحصتها ايات بدهشة وتعجب لتردف بعد فترة

ايات : ايوة اي خدمة ؟

……… : مش دي فيلا مستر طائف العمري

تغيرت نظرات ايات لتشوبها بعض الحدة لتهتف

ايات : ايوة مين حضرتك ؟

فور تفوه ايات بانه بالفعل منزل طائف اقتحمت الفتاة المكان ودلفت الى الداخل دون استئذان .. تنظر للارجاء باحثة عن شيء ما او ربما شخص

تبعتها ايات تنظر نحوها باستهجان لتهتف بها

ايات : تعالى هنا انتى فاكرة نفسك رايحة فين ؟

………. : امال هو فين ؟

عقدت ايات ساعديها امام صدرها لتهتف بحدة

ايات : هو مين ؟

…………. : طائف

ايات : و حضرتك تبقى مين عشان تسألي عليه ؟

طائف بدهشة : لينا ؟

التفتت الفتاة فور نطق طائف لاسمها لتتوجه نحوه سريعاً و على وجهها ابتسامة واسعة

لينا : طائف واحشنى جداً … حمد لله على السلامة

طائف : لينا …. الله يسلمك يارب…. يابنت الايه جيتي امتى ؟

لينا : ياااه من زمان … طونى مقالكش

طائف : ولا جاب سيرة الندل

تنحنحت ايات بضيق و حنق ليلتفتا اليها الاثنان وقد نسيا مشاركتها اياهم المكان ليردف هو

طائف : ايات اعرفك دي لينا .. صديقة ليا من زمان و شغالة مع طوني ….. لينا اعرفك دي ا………

لينا مقاطعة : ايات ….. اشهر من نار على علم مش محتاج تعرفني بيها

رفعت ايات احدى حاجبيها بتهكم واضعة احدى يديها بخصرها و رسمت ابتسامة ملتوية على شفتيها قائلة

ايات : تشرفنا

لينا بثقة : الشرف ليا

ثم وجهت حديثها نحو طائف

لينا : طائف محتاجين نتكلم سوا … ثم نظرت اتجاه ايات قائلة …… لوحدنا

نظر طائف نحوها ليومأ بتفهم فى حين كانت الاخرى ترجو ان لا يصرفها و يجعل تلك الحرباء تنتصر عليها فى تحدى لا تعرف هي نفسها اساسه لكن خاب املها حين سمعته يقول

طائف : ايات معلش ممكن تعمليلنا حاجة نشربها …. لو مكنش يتعبك

نظرت نحوه بجنون وغضب لتهتف بحدة

ايات : لا تعب ايه … تعبكم راحة …have fun

ثم تحركت سريعاً نحو المطبخ فى حين نظر هو نحو لينا قائلاً بجدية

طائف : اتفضلي اقعدى

اومأت بهدوء لتجلس على احدى الارائك و يجلس هو مقابلاً لها ليردف

طائف : خير بقى ؟

لينا : اخر حوار حصل بينك وبين اسر الناس عرفت بيه وعاملين مشاكل ……. واخيراً الكلام وصل لميشيل نفسه

طائف باهتمام : و بعدين

لينا : و بعدين ؟ هو طوني مبلغكش ولا ايه ؟

طائف بتساؤل :مقاليش ايه ؟

تنهدت لتردف

لينا : طائف.. ميشيل عايزك بنفسك فى باريس و اسر كمان

اومأ هو بهدوء ليردف

طائف : كنت متوقع طلبه ده … بقاله فترة هادى

لينا بحذر : بس مش كده و بس

طائف : ايه تاني ؟

لينا : هو طالب يشوف ايات كمان

انتفض واقفاً ليهتف بحدة

طائف : نعععم ….. مستحيل .. ينسي انه يلمحها حتى

هبت واقفة هى الاخرى لتنظر نحوه بثبات

لينا : انا كنت متوقعة رد فعلك و اظن طونى كمان عشان كده مرضاش يقولك …. طائف انا معاك انها مش صح انها تقابله بس ايه الحل ……… حاول تتصرف وتلاقي مبرر لرفضك طلبه ده لانه مش هيسكت ولا هيسمح بكلمة “لا” خصوصا الفترة دي

نظر نحوها بصمت ومازال بداخله يشتعل غضباً و قلقاً من مثل هذا الطلب الاخير

لينا: انا مضطرة امشي دلوقتى بس انجز يا طائف انا معطلاه لغاية دلوقتى بس بعد كده مش هعرف اساعدك

اومأ لها لتتحرك هى بعد ذلك للذهاب و تتركه وحيداً ينظر للفراغ

قاطع شروده ذاك صوتها الساخر

ايات : هى راحت فين ؟ ايه لحقتو تشبعو من بعض

نظر نحوها بدهشة

طائف : افندم ؟

ايات بغيرة : انت و السنيورة

تحرك نحوها ليقف امامها ينظر اليها ويرفع يداه يمسك بوجنتاها قائلاً بمرح

طائف : يويو يا قلبي انتى بتغيري يا بطة

ابعدت يداه لتنظر نحوه بغضب

ايات : بطل هزار الله يرحم ساعة ما كانت التكشيرة مش بتفارق وشك

نظر نحوها بحب ليمسك يداها بصمت و يجرها وراءه يجلسها على الاريكة ويجلس بجانبها ومازال كفها بيده

طائف بجدية اثارت قلقها : ايات خلينا نتكلم جد شوية

ايات بقلق : خير في ايه؟

طائف : ايات انتى واثقة من اختيارك …. اقصد انك تبقى معايا مهما حصل؟

ايات : طائف متقلقنيش فى ايه ؟

طائف باصرار : جاوبيني بس

اومأت بقوة

ايات : طبعاً متأكدة في ايه بقى ؟

طائف بتنهيدة : فاكرة فى المستشفى لما قولتلك انى هأجل اعترافي باللى انا حاسه ناحيتك لغاية لما اكون استاهلك فعلاً

اومات ليكمل

طائف : ايات المواضيع اتعقدت ولازم ناخد خطوة عشان نقدر نواجه اللى هيحصل

ايات : طائف بلاش مقدمات كتير وقول على طول فى ايه

نظر نحوها لحظات … صمت مريب عم المكان قبل ان يحدق بعيناها بقوة و يردف بثبات

طائف : ايات ….. احنا لازم نتجوز

……………………………
28. ادهم

رمشت بعيناها عدة مرات فى محاولة لإستيعاب ما نطق به منذ ثوان لينظر نحوها بتساؤل قلق

طائف : ايات … سكتي ليه ؟

حدقت به بدهشة لتهتف

ايات : مش شايف انك نطيت للجواز على طول ……. مش المفروض يكون فى خطوات قبلها

طائف بتوتر : انا عارف انى فاجئتك بس انا ليا اسبابي اللى دفعتني لكده

هبت واقفة لتنظر نحوه بجنون قائلة

ايات بحدة : اسبابك ؟ و ياترى ايه اسبابك ….. اقولك انا ….. قبولي بوجودي معاك فى بيتك …. قبولي اني اقعد مع واحد غريب فى بيته ……. اسبابك هي اني نطقت وقولتلك عن مشاعري ناحيتك قبل ماانت تتكلم ….. خلاص افتكرتني سهلة و رخيصة مش كده

قفز واقفاً يواجهها بعيون متقدة ليصرخ بها مقاطعاً

طائف: آيااااات …. انتي اتجننتي … الظاهر دماغك فوتت … انتى واعية للي بتقوليه

آيات بدموع : واعية ….. للاسف انا دلوقتي بس اللى بقيت واعية للي بيحصل … حبي ليك كان عاميني عن الصح و الغلط بس كل ده هيتصلح

ثم تحركت سريعاً من امامه متجهة الى الاعلى نحو غرفتها ليتبعها بغضب هاتفاً بها

طائف : انتي رايحة فين كده …. ايااات

وجدها تدلف الى غرفتها ساحبة احدى حقائب السفر و تشرع بملئها بملابسها بحركات سريعة غير عابئة بترتيبها

نظر نحوها بقلق ليهتف

طائف : انتي بتعملي ايه .. ممكن افهم ؟؟

تجاهلته تماماً و مازالت ترمي مسلتزماتها فى الحقيبة بعصبية ليتجه نحوها يمسك بها من مرفقها هاتفاً بغضب

طائف : لما اكون بكلمك تنتبهيلي و تردي عليا انتي فاهمة

توقفت عما تفعله لتحرر مرفقها من بين يديه بقوة لتنظر نحوه بغضب يراه بعيناها لاول مرة

ايات بتهكم : اسفة يا طائف بيه الظاهر انى نسيت نفسي ……. ازاى طائف العمري بنفسه يكون بيكلمني و مردش عليه ……. اؤمرني يا بيه

طائف : من غير تريقة يا ايات … ممكن افهم بتعملى ايه .. مشيتي وسيبتيني قبل ما اخلص كلامي

ايات بغضب : و هو لسة فيه كلام بعد اللي قولته

طائف : لسة فيه السبب …… سبب انى طلبت اننا نتجوز

ايات بتهكم : و ياترى هو ايه ؟

طائف : حمايتك …… رئيسي طالب يشوفني انا و اسر و طلبك انتي كمان وانا قلقان من الطلب ده …. لازم حاجة رسمي تربطنا عشان محدش يقدر يقربلك

نظرت نحوه بصمت بعد انتهائه من حديثه لتدخل بعدها بنوبة ضحك هستيرية لينظر نحوها بدهشة و تعجب

ايات بعد لحظات : ده بقى سبب طلبك عشان نتجوز

اومأ دون تفكير لتهتف بحسرة

ايات : ده انت حتى معترفتليش بحبك .. مقولتهاش صريحة .. و ساعة مافكرت تعرض عليا الجواز كانو ناس تانية هما السبب …. مش قولتلك .. انا اللي رخصت نفسي

ثم همت بإكمال ما بدأت به حتى انتهت لتغلق الحقيبة بعشوائية و تسحبها وراءها مغادرة الغرفة لتسمعه يهتف بجمود

طائف : اعرفي يا ايات لو خرجتي من هنا مفيش رجوع

ابتسمت ابتسامة حزينة لتلتف نحوه قائلة

ايات : تفتكر هبقى على حد شايفنى مجرد لعبة فى ايده

ثم التفتت مرة اخرى لتكمل طريقها الى الخارج لكن قبل خروجها من الغرفة وجدته قد سبقها بخطوات واسعة يغلق باب الغرفة امامها….. التفتت نحوه بدهشة و حدة

ايات : انت بتعمل ايه ؟

ظل يتقدم نحوها لتعود هى بخطواتها الى الخلف حتى اصطدم ظهرها بالجدار ليحاوطها هو بذراعيه من كلا الاتجاهين و ينحنى نحوها هامساً بحدة

طائف بخشونة : لسة متخلقتش اللي تمشي كلامها على طائف العمري مهما كانت اهميتها عندي ….. و الظاهر زي ما انتى قولتى … شكلك نسيتي نفسك و نسيتي انا ابقى مين ………. فوقي لنفسك يا ايات و اعرفي مين اللي قدامك و ايه اللى يقدر يعمله و مش كوني سكت على حاجات عملتيها قبل كده و تجاوزاتك الكتير معايا انى هسكت دلوقتى على لعب العيال اللى بتعمليه ده … مشيان من هنا مفيش و جواز هنتجوز …. برضاكي او غصب عنك هنتجوز فلايميها كده و هدي اللعب عشان انتي مش قدى

ثم اقترب اكثر نحو وجهها حتى اختلطت انفاسهم و زاغت انظارها إثر قربه المميت منها …. ظنت انه على وشك تقبيلها وقد كان حقاً مقدماً على ذلك لكن تراجعه بآخر لحظة اجفلها لتنظر نحوه بضياع و يهتف هو بصوت مملوء بالرغبة حاول جعله اكثر تماسكاً و جدية

طائف : عشان تعرفي….. لو شايفك سهلة زي ما بتقولي كنت مستحيل اتراجع فى اخر لحظة رغم كل اللى جوايا ليكي …. اعقلي يا آيات و افهمي الوضع اللي احنا فيه

حركت رأسها بنفي و اعتراض لتهمس بضعف

آيات : كفاية اوي لحد كده … لغاية امتى هتفضل تقلل مني …. عشان مليش اهل …….. عشان بحبك

طائف بحدة : لا عاش و لا كان اللى يقلل من ملكية لطائف العمري … انتي تخصيني واللي يخصني كرامته تبقى من كرامتي

آيات بشراسة : مغرور

نظر نحوها بإبتسامة ليكمل اثناء تحركة باحثاً عن شيء ما

طائف : و شايف نفسي و مجرم و قتال قتلة …. حفظتها خلاص … ثم امسك بهاتفها قائلاً …. و اخيرا لقيته ….. اعذريني بقى يا زوجتي العزيزة مش مآمن ليكي الصراحة انه يكون معاكي فهحتفظ بيه مؤقتاً

ثم اتجه مغادراً الغرفة ليغلق الباب خلفه بالمفتاح و يحتفظ به لحين عودته من الخارج

فى حين كانت هى تراقب تصرفاته بدهشة و جنون

آيات : ده خلاص عقله فوت …….. ماشي يا طائف يا انا يا انت لما اشوف اخرتها ايه معاك

تحرك هو الى الخارج و اثناء ذلك اجرى اتصالاً هاتفياً بمازن صديقه ليردف فور اتيانه صوت صديقه

طائف : هو فين ؟؟

كان بمكتبه يفكر بالقادم و ما سيفعله عند رؤية رئيسه ميشيل ليتفاجئ بضجة صادرة من خارج الغرفة يتبعها اقتحام احدهم لمكتبه و شخص ما يسقط ارضاً

كان هذا طائف .. قد جاء برجل آسر و الذي وشى به لدى الشرطة فبعد تعذيب و ضغط من ناحيته اخبره بعمله لدى آسر ليمسك به و يذهب بعدها الى فيلته مقتحماً غرفة مكتبه وسط اعتراض من مؤنس و رجاله

نهض آسر فجأة هاتفاً

آسر : طائف !!!!!!

طائف بتهكم : و الراجل بتاعك … ايه هترحب بيا لوحدي ولا ايه

نظر آسر نحو رجله الملقى ارضاً غارقاً بدمائه و التي تركت اثراً واضحاً على ملابس طائف

تنحنح آسر بضيق ليشير لرجاله بأخذ هذا الملقى ارضاً و مداواته ليتركوه هو و طائف على انفراد

تحرك طائف بحرية ليجلس على احدى الارائك قائلاً بهدوء

طائف : اقعد … اقعد يا آسر

نظر نحوه بتوتر ليتحرك و يجلس بالمقعد امامه لا يستطيع رفع عيناه بعين صديقه

آسر بخفوت : طاااائف …. آآآ…. حمد لله على سلامتك

طائف بتهكم : الله يسلمك ……. فى مثل بيقول يقتل القتيل و يمشي فى جنازته

آسر بتوتر : طائف انا ………..

طائف : اسر انا مش جي اعاتب او اقلب فى اللي عدى … انا جي اوضح الامور و ارتبها معاك اظن بكفاية اوي اللي حصل و في نفس الوقت مينفعش الجو يهدى مرة وحدة لازم تمهيد

اومأ آسر بجدية ليردف بتفهم

آسر : قصدك بخصوص اللي عرفته

طائف : بالظبط كده و كمان بخصوص ميشيل

آسر : طالبنا عنده

طائف : مش احنا بس

عقد آسر ما بين حاجبيه بتساؤل ليردف الاخر قائلاً

طائف : آيات كمان

آسر بفزع : ايه ؟

طائف بجدية : ده اللى وصل ليا ….. طلبنا كلنا وانت عارف ميشيل محدش يقدر يتوقع اللى فى باله

آسر : مستحيل نسمحله يقرب منها

طائف : الا اذا كانت فى حماية حد فينا

آسر بضيق : هي حالياً فى حمايتك

طائف : كلام بس … وانت عارف ميشيل ملوش كلمة فى الامور اللى زي دي

آسر : يعني ؟

طائف : يعنى لازم رابط رسمي يلزمه بقوانين المافيا …….. و محدش بيتعرض لزوجة اي عضو … خصوصاً لو العضو ده كان VIP

كمال : معقول العقيد ادهم التوهامي بنفسه مشرفني

ادى المدعو ادهم التحية العسكرية لسيده فيأخذه الاخر محتضناً اياه بشوق و ابوة

ادهم : الشرف ليا يا افندم بمقابلة حضرتك

كمال : افندم و حضرتك … لا لا واضح ان شغلك غيرك يا سي ادهم الله يرحم فى بداية شغلك لما كنت بتناديني يا اونكل

تنحنح ادهم بحرج ليردف بمرح

ادهم : ماهو حضرتك مازلت اونكل برضو

ضحك كمال بقوة ليردف بجدية

كمال : و الله و ليك وحشة يا ادهم … خمس سنين مرجعتش مصر فيهم غير كام مرة و معرفتش اشوفك فيهم

ادهم بجدية : الشغل بقى ياباشا

كمال : بخصوص الشغل ايه الاخبار ؟

ادهم : كله تمام يا افندم واخر حاجة وصلتني بلغتها للجهاز و هما حالياً بياخدو الاجراءات اللازمة

كمال بإيماءة : وصلني كل ده بس عايزين الجديد عايزين اللي يوقعهم يا ادهم … خلينا نخلص بقى

ادهم : اللي قاهرني ياباشا اننا رغم كل الوقت ده موصلناش للراس الكبيرة و اخرنا ميشيل بس

كمال : انت مستقل بيه .. ده بلوة … و بعدين انت بتتكلم عن سلسلة كبيرة …. ده شغل الانتربول مش شغلنا

اومأ بحسرة ليردف بجدية

ادهم : و فى حاجة كمان ياباشا

كمال : حاجة ايه دي ؟

ادهم : فى حد بيدور ورا طائف و شكله هيبوظ الدنيا

كمال بدهشة : حد مين ؟

ادهم : اسمه حازم … فى الوحدة هنا …. مجند سكرتيرة مازن تنقله الاخبار اول بأول

كمال بغضب : حازم تاني …… ماشي يا ادهم متقلقش انا هظبط الامور

اومأ ادهم لينهض مستعداً للرحيل

ادهم : معلش بقى اعذرني يا باشا لازم امشي دلوقتى … سلامي للاسرة الكريمة

نهض كمال هو الاخر ليردف

كمال : يوصل ان شاء الله …… خلاص هتسافر ؟

اومأ الاخر ليردف

ادهم : خلاص ياباشا لازم ارجع زي ما كنت ……… واستغني عن كوني ادهم تاني و ارجع ك طوني دراع اندريه اليمين

هتف كمال بثقة واضعاً احدى كفيه على كتف الاخر ليردف

كمال : بالتوفيق يا ابني ووصل سلامي لطائف و لينا

كمال : تمام يا افندم …. عن اذنك

عاد للفيلا اخيراً واتجه من فوره نحو غرفتها للاطمئنان عليها لكن بطريقه استمع لضجة تصدر من المطبخ ليعود ادراجه و يغير طريقه اليه …. تحرك بتوجس و قلق سرعان ما انقلب الى دهشة وحيرة فور رؤيته لها تعد طعام العشاء بهدوء و استجمام ليهتف بدهشة

طائف : انتي ازاي ……. ازاى طلعتي من الاوضة .. انا قافل عليكي بنفسي

التفتت نحوه تطالعه بسخرية قبل ان تخرج دبوس شعر من رأسها و ترفعه نحوه تخبره انه كان وسيلتها للفرار من زنزانته ليبتسم بإعجاب

طائف : لا ده الواحد يقلق منك بقى

ابتسمت ابتسامة ملتوية و كادت ان تهم بإكمال ما بدأت به لولا انتباهها لبقعة من الدماء مازالت عالقة بملابسه لتتسع عيناها بقلق و تتحرك نحوه بسرعة

آيات بفزع : دم …. ايه اللى حصل …. حصلك حاجة .. الجرح فتح تاني

طائف مطمئناً : اهدي اهدي ده مش دمي

نظرت نحوه بإستهجان لتبتعد عنه بحدة

آيات : نعم ؟؟؟؟؟

طائف بلا مبالاة : واحد غلط واخد اللى فيه النصيب … ثم اكمل بتهديد .. فخافي على نفسك بقى

آيات بسخرية : لا تصدق خوفت

تحرك يجلس على مقعد موجود بالزاوية و يردف بجدية

طائف : ها فكرتي فى اللى قولت عليه ؟

آيات بغباء : و انت كنت قولت حاجة عشان افكر فيها

طائف بغيظ : الجواز

نظرت نحوه بضيق

آيات : لما تشوف حلمة ودنك

اكمل بإبتسامة

طائف : ولما ده رأيك .. ايه اللى خلاكي تفضلي هنا رغم انك قدرتي تطلعي من الاوضة

نظرت نحوه بحنق و غيظ

آيات : ايه عايزني امشي … خلاص زهقت

طائف : انا قلت انا عايز ايه .. الدور عليكي

آيات بتحدي : و انا مش موافقة … شوفلك حل تاني

ظل ينظر لها بصمت قبل ان يحرك رأسه يميناً و يساراً بقلة حيلة ثم تركها مغادراً غرفته دون كلمة

لتظل هى تنظر فى اثره بدهشة و تردف قائلة

آيات : ايه ده هو مش هيزن عليا كعادته ………. طيب يا طائف شوف مين اللى هتعبرك بقى هاااا …. ثم تركت ما تعده من طعام هاتفة بحنق …. ومفيش اكل كمان خليك تموت من الجوع

بعد يومان

ميشيل : Bonjour à Paris Taïf ( مرحباً بك فى فرنسا .. طائف )

هتف بها شاب يبدو بمنتصف العقد الثالث من عمره ذو ملامح رجولية فذة وجسد رياضي جذاب و بنية صحية تتهاتف عليها النساء .. جذب مظهره ذاك انظار كلاً من طائف وآيات واللذان بمجرد وصولهم الى باريس اصطحبهم شخص ما من المطار ليوصلهم مباشرة الى قصر ميشيل ……… فور دلوفهم للداخل انبهرت آيات بما تراه من فخامة و ضخامة المكان بينما كان الاخر يراقب المكان بحذر و توجس … واثناء انشغالها بتفحص المكان حولها جاءها صوت من يفوق جماله كل ما رأتها عيناها منذ قدومها الى هذا البلد الخيالي

انتصب طائف بوقفته ليشد على كف آيات الموضوع بين يداه مراقباً لخطوات ذاك الذي رحب بهم فور وصولهم للقصر وهاهو الآن يسير بأريحية اتجاههم

تقدم نحوهم لينقل انظاره من طائف الى آيات ثم يمد يده ليلتقط كفها الحر منحنياً نحوه يقبله برسمية و ود

ميشيل : Bonjour belle Bansta (مرحباً آنستي الجميلة )

اشتعلت النيران بعينا طائف ليجز على اسنانه بغيظ و ضيق هاتفاً

طائف مصححاً : dame ( سيدة )

رفع ميشيل انظاره نحو طائف ومازال كف آيات بيده والتي ذهبت بعالم اخر إثر ما يدور حولها من شد وجذب

ميشيل : désolé !!!! ( عذراً )

سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة

طائف : آيات ………… مراتي

……………………

29. باقة ورد

سحب طائف كفها من يده بعنف ليضمها بأحضانه قائلا بحدة

طائف : آيات ………… مراتي

رفعت انظارها نحوه بدهشة لتجده يحدق بالآخر فى غضب و غيظ لتسمع ميشيل يهتف بدهشة

ميشيل : مراتك ؟

عدل طائف من وضعيتهم معاً ليجعلها تقف بجانبه فى الجهة البعيدة عن ميشيل … يحيطها بذراع واحدة في حين ان انظاره مازالت معلقة بالآخر ليهتف بتصميم

طائف : بالظبط كده …. مراتي ….. فرحنا كان امبارح

امتعض وجه ميشيل لينظر نحوه بغيظ و احباط … واخيراً نجح في رسم ابتسامة صفراء على وجهه ليردف

ميشيل : félicitations ( مبروك )

طائف بغيظ : merci ( شكراً )

راقبت الاجواء المحيطة بوجل و توتر .. تنقل انظارها فيما بينهم فتجد هذا الغريب يرمقها بنظرات متفحصة مريبة لم ترتح لها لتقترب اكثر من جسد طائف محاولة الاحتماء به

تنحنح ميشيل ليردف

ميشيل : بما ان آسر لسة موصلش فيشرفني انى استضيفكم فى بيتي المتواضع لحين وصوله

آيات بهمس : كل ده و متواضع الله يرحم يا آيات .. بيتك كله مكنش يجي ركنة فى المكان ده

نظرا نحوها بتساؤل عما تهمس به …….ميشيل لم يستطع سماعها فى حين كان طائف قد استمع لكل حرف خرج منها ليبتسم بداخله على تعليقها المفاجئ ذاك فلا المكان او التوقيت مناسبان لمثل تلك الافكار ……. همس بداخله ” مجنونة “

عاد بأنظاره نحوه ميشيل ليجيب عرضه بجدية

طائف : اعذرنا مش هنقدر نقبل عرضك المتواضع ده …… شدد على كلمة المتواضع تلك لتفهم آيات استماعه لحديثها و تبتسم فى خبث و تسمعه يُكمل ….. زي ماانت عارف عرسان جداد بقى … ده غير ان الفيلا بتاعتي هنا جاهزة و فى انتظارنا

نظر ميشيل نحوه بحقد و غيظ اثار غضب الاخر …….. اومأ لهم قائلاً

ميشيل : زي ما تحبو و على العموم آسر هيوصل بكرة .. يبقى اجتماعنا هيكون بكرة …. و طبعاً حضرتك هتشرفينا بوجودك

ابتلعت ريقها بتوتر لتنظر نحو طائف بحيرة و قلق فيشتد هو على احتضانها قائلاً

طائف : تمام …. عن اذنك

ثم تحركا معاً نحو الخارج لتبتعد عنه فور خروجهم هاتفة

آيات : فرحنا كان امبارح ؟؟ شهر عسل ؟؟ طائف … انت وعدتني انه كتب كتاب بس و الفرح بعدين

اكمل سيره بصمت ليتجها نحو السيارة والتي اتت بهم من المطار الي القصر ….. هتف قبل الصعود

طائف : كان لازم يبقى فيه سبب عشان ارفض استضافته لينا …… ثم نظر بإتجاه السائق و اعاد انظاره نحوها مرة اخرى ….. نكمل كلامنا لما نوصل

ثم تحرك ليستقل المقعد الخلفي للسيارة و تبعته هي الاخرى لتفعل المثل .. واثناء رحلتهم تلك الى فيلته عادت لاحداث اخر يومان لهما بالبلاد

فلاش باك

استيقظت فى اليوم التالى من عرضه للزواج منها و رفضها المستمر ….. تحركت بخفة لتأخذ حماماً ساخناً اتجهت بعده الى الاسفل لتفاجأ بعودة الخدم و على رأسهم منى لتتقدم نحوها هاتفة

منى بإبتسامة : صباح الخير يا هانم

آيات : منى ؟ انتي رجعتي امتى ؟

منى : طائف بيه كلمني و طلب مننا نرجع فرجعنا

اومأت آيات بلا اهتمام لتردف بتساؤل

آيات : طب هو فين ؟ فى المكتب ؟

نفت منى بحركة من رأسها لتجيب

منى : الباشا راح الشركة من بدري و طلب منى اسلمك دي

نظرت لما تمسك به لتجده صندوق اسود متوسط الحجم مربوط بشريطة حريرية سوداء … تطلعت نحوه بفضول قبل ان تلتقطه و تتجه به نحو غرفتها لفتحه فى حين تحركت الاخرى لاستكمال عملها بإبتسامة غامضة

و بغرفتها بدأت بنزع الشريطة و فتحه ليطالعها فستان قصير اسود اللون و بجواره جميع مستلزماته من اكسسوارات و مكياج و الحزاء الخاص به

وقفت تطالع محتويات الصندوق بدهشة و تعجب لتلاحظ ورقة صغيرة بداخله التقطتها لتقرأ ما دون بها

” ياترى ممكن اكون محظوظ لدرجة انك تقبلي عزومتي على العشا الليلة !!! “

طالعت الورقة بذهول و فرح فى باديء الامر لترتسم ابتسامة ملتوية على فاها بعد فترة قائلة

آيات : فكرك كده هقبل يعني .. بس فيه تقدم ….. كويس انه مخلاش العزومة امر واجب التنفيذ

مر الوقت سريعاً و لم تراه بالفيلا طوال اليوم لتستعد اخيراً لموعدها معه و بعد انتهائها وجدت مني تستأذن للدخول

منى بإعجاب : ما شاء الله يا هانم زي البدر فى تمامه يا بخت طائف باشا بحضرتك

طالعت آيات نفسها بالمرآة لتهتف بخجل و توتر

آيات : بجد يا منى …. طالعة حلوة

مني : تجنني يا هانم ….. يوووه نسيت ابلغك ان طائف باشا فى انتظارك تحت

زاد توترها و اضطرابها لتعيد النظر لهيئتها للمرة الاخيرة قبل ان تلتقط حقيبتها متجهة الى الاسفل

كان بإنتظارها اسفل الدرج يرتدى هو الاخر حلة انيقة سوداء اللون اعجبت بها فور رؤيتها عليه لتظل تحدق به لفترة مبهورة بوسامته و جاذبيته القاتلة فى حين كان هو بعالم اخر لا يرى امامه سوى حورية سقطت من السماء لتكون ملكاً له وحده دون شريك

لاحظت نظراته و تحديقه بها لتكتسي وجهها حمرة الخجل و تردف بصوتها الرقيق والذي اصابه وقتها فى مقتل

آيات : احم احم … مش هنمشي بقى

اومأ بهدوء ليتحرك نحوها ممسكا بكفها واضعاً اياه على ذراعه ….. و اتجها معاً الى وجهتهم المجهولة بالنسبة لها

ظل يقود السيارة بصمت و لفترة ليست بالقصيرة حتى وقف امام مرسى لليخوت لتنظر نحوه بدهشة

آيات : احنا ايه اللي جابنا هنا …. مش قولت عشا؟؟؟

نظر نحوها بغموض قائلاً

طائف بمرح : متخافيش هأكلك مش معقول اسيبك جعانة

ثم ترجل من السيارة و دار حولها ليفتح الباب لها فتترجل هى الاخرى منها

امسك بكفها و سار بها قليلاً حتى وقفا امام يخت ضخم الى حد ما و توجه نحوه …… صعد اليه اولاً ثم ساعدها هي الاخرى على الصعود ….. ظلت تحدق بالمكان بإعجاب حتى وجدته يسحبها الى درج صغير صعدته برفقته لتجد طاولة معدة برومانسية شديدة و على ضوء الشموع تحوى اكلاتها المفضلة و التى ظنت انه على جهل بها

تسمرت بمكانها تطالع الطاولة و الجو المحيط بها بدهشة لتجده يسحبها معه و يبعد احد المقاعد ليسمح لها بالجلوس و قد فعل المثل هو الاخر

طائف بهدوء : بتحبي النيل مش كده ؟؟ عارف انك بتحبي البحر اكتر بس للاسف احنا فى القاهرة يعنى نيل و بس

ظلت تحدق به ببلاهة ليكمل

طائف : اكلاتك المفضلة بيتزا و شاورما ………. حقيقي ولاول مرة مكنتش عارف اتصرف ازاي …. يعنى المفروض عشا رومانسي و فى الاخر …. بيتزا و شاورما …… ثم همس …… مجنونة … حسبي الله و نعم الوكيل

آيات بغيظ : سمعتك على فكرة

طائف بغيظ : يعنى ساكتة على شرحي للي عملتهولك و مسكتي فى اخر كلمتين

تنهد بإستسلام ليكمل بهدوء

طائف : ناكل بقى

اومأت بقوة و فرح ليبتسم لطفولتها و التى تظهر فقط بوجود احدى قطع البيتزا او الشاورما …… لاحظ عشقها لهاتين الوجبتين خصيصاً اثناء فترة تواجدها معه بمنزله لذا قرر استغلال ذلك فى مهمته الليلة

انتهو من تناول العشاء لينهض بنفسه لإحضار شرابهم

آيات : هو مفيش حد هنا ولا ايه ؟

عاد طائف بكأسين من العصير يمد بإحداهما نحوها و يعاود الجلوس

طائف : مفيش غيرنا هنا

اومأت بهدوء لتتحرك من مكانها نحو حافة اليخت تراقب حركة الماء الهادئة لفترة …. وجدته بعدها يتقدم نحوها بهدوء يحمل شيئاً ما بيده

نظرت له بذهول تلتقط ما بيده ساخرة

ايات : ياااااه بوكيه ورد ….. لا و كمان بتلات وردات بس …. كتير عليا والله

نظر نحوها بصمت لتراقب هي الورود بدهشة زادت حين لاحظت ذبول احداها الواضح و الثانية يلزمها بعض الوقت للذبول هى الاخرى فى حين كانت الثالثة تمتاز بجمالها الاخاذ و لونها الاحمر الزاهي

التقط طائف تلك الوردة الذابلة ليردف بهدوء

طائف : دي وردة دبلانة بسبب اهمال و قسوة و كره و حقد و ظروف ملهاش اي ذنب فيها …. اتحطت فى مكان مكنش مكانها بس حاولت تعيش لكن زي مانتي شايفة …… كانت دي نهايتها

ثم التقط الوردة الاخرى ليردف

طائف : ودي …. دي بتحاول تعيش و لسة عندها امل تفضل موجودة وترجع زي الاول … بتقاوح و تعافر بس محتاجة اللي ياخد بإيديها و يسقيها عشان تفضل موجودة

ثم التقط افضل الورود والتى فور اخراجه لها من الباقة لاحظت تدلي شيء لامع منها …. و الذي ماكان سوي خاتم ؟؟؟؟؟

طائف : و دي …. دي نتيجة الاهتمام و الحب .. نضفت من لونها الدبلان الاسود …. رجعت زي الاول و احسن ….. بس من غير مساعدة و حب مكنتش هتبقى كده

آيات بحيرة : طائف انت … انت قصدك ايه ؟

طائف بهدوء : آيات …… الوردة الدبلانة دي الماضي بتاعي بكل سواده …. و دي
ثم التقط الوردة الثانية قائلاً

طائف : دي الحاضر بتاعي … دي انا دلوقتى……. و وجودك هو السبب اللي خلاني مبقاش زي الاول

ثم التقط بعدها الوردة الثالثة و حرر منها الخاتم ليكمل بحب

طائف : اما دي بقى ….. دي مستقبلي ….. مستقبلنا سوا ….. حياة نضيفة و جديدة بعيد عن الماضي و الحاضر …… بعيد عن كل السواد ده ….. و كل ده هيتحقق بكلمة منك دلوقتي ……ثم انحني على احدى ركبتيه قائلاً بحب …… آيات … تقبلي تتجوزيني ؟؟؟؟؟؟؟؟

نظرت نحوه بذهول و شرعت ببكاء لا يعلم احداً سبباً له لتومأ بقوة دليلاً على موافقتها على عرضه لينهض من فوره معانقاً اياها بقوة مردداً بمرح

طائف بفرح : بحبك … بحبك يا مجنونة …… طلعتي عيني معاكي بس وماله هطلع كل اللي عملتيه ده فيكي اصبري عليا بس

اخذت تلكمه بصدره وسط بكاءها فى حين ازدادت ضحكاته صخباً … لتفاجأ بعدها بحضور المأذون و مازن و معه احد الرجال لعقد القرآن و سط صدمتها من فعلته تلك

نهاية الفلاش باك

استيقظت على صوته ينبئها بوصولهم للفيلا لتنظر نحوه بحب هامسة

آيات : مجنون

بإحدي فنادق باريس

آسر : ممكن افهم انتي ليه رفضتي اننا نروح لميشيل النهاردة و ليه اجلتيها لبكرة ؟

هتف آسر بإعتراض على قرار لينا بإخفاء حضورهم الى فرنسا بنفس يوم حضور طائف و آيات لتردف مبررة

لينا : ممكن تهدى شوية … اهو عشان عصبيتك دي انا اجلت المقابلة ….. آسر انت مش شايف نفسك مش طايق كلمة من حد من امبارح … ممكن اعرف مالك؟

تنهد بحزن ليردف بعد فترة

آسر : آيات و طائف

لينا بحزن : مالهم ؟

آسر : امبارح كان كتب كتابهم

انفرجت اساريرها فرحاً لكن سرعان ما تمالكت نفسها و اردفت محاولة مواساته

لينا : عشان كده متعصب من امبارح …….. آسر ممكن تسمعني شوية

نظر نحوها بإنتباه لتردف

لينا : انا هفترض معاك انك بتحبها فعلاً وقبل ما تعترض على كلامي انا قولت نفترض لإن فى احتمالات كتير للي انت حاسه ناحيتها …. ممكن حب فعلاً بس ممكن برضو يكون اخوة …. مسئولية ….. صداقة …. فى مسميات تانية غير الحب ….. بس فالنفترض انه حب …. هل هتقبل على نفسك انها تكون معاك و هى قلبها مع غيرك …… و متقنعنيش انها مش بتحب طائف

احتلت عيناه معالم الحزن و الانكسار لتتحرك نحوه تمسك بيداه فى حنان و عطف

لينا : انا مش بقول كده عشان اجرحك بس ……. بس كل واحد فينا ربنا خلق له اللى يكمله و آيات شافت ان طائف هو اللي بيكملها مش انت ….. وده مش عيب فيك بالعكس .. انت …. انت مليون واحدة تتمناك بس برضو فى المليون دول مش هتلاقي الا واحدة بس هى اللى هتكملك …. فاهمني

نظر نحوها بصمت و قد استعاد بعضاً من هدوئه ليردف بعد فترة

آسر : انتي ليه بتعملى كل ده رغم … رغم انك اكتشفتى انى كنت بحاول استغلك الفترة اللى فاتت

لينا بحب : لاني اكتشفت انك انت اللى بتكملنى … و بخصوص الاستغلال فإنت قررت فعلاً من اول مرة جيت ليا فى بيتي … شوفتها فى عينيك … بس ده محصلش

آسر : مقدرتش ….. كنتي …. كنتي ……

لينا بإبتسامة : كنت ايه ؟

نظر نحوها بصمت و اردف بإستسلام بعد لحظات

آسر بهدوء و ارتياح : ملاك …. كنتي ملاكي

كمال : كام مرة طلبت منك تطلع طائف العمرى من دماغك يا حازم ؟

حازم بكذب : كتير و حصل ياباشا

كمال : حااازم … فكرك انى معرفتش اللي بتعمله من ورا ضهري مع البت اياها سكرتيرة مازن

حازم بدهشة و تبرير : ياباشا طائف ده وراه مصيبة كبيرة و هيوصلنا لناس جامدين اوي

انتفض كمال من جلسته يضرب بكفه سطح المكتب

كمال : حااااازم ….. لاخر مرة هقولهالك طائف العمري لأ

حازم بتسرع : من امتى ياباشا بنغطي على ناس عشان مركزهم و مكانتهم

كمال : سيادة المقدم … اعرف مكانك و اعرف انت بتتكلم مع مين …… متخلنيش اخد تصرف مش هيعجبك

حازم بغضب : يعنى ايه يا افندم ؟

كمال بصرامة : يعنى حضرتك موقوف عن العمل لأجل غير معلوم …. اتفضل سلم شارتك و سلاحك

حازم بذهول : يا افندم

كمال : نفذ الاوامر يا حضرة المقدم

حازم بغيظ : اوامرك يا افندم

ثم هم بإخراج شارته و سلاحه واضعاً اياها على المكتب ثم ادي تحيته متجهاً الى الخارج ليجد هاتفه يرن برقم سهام …. ذفر بضيق ليغلق الهاتف تماماً هامساً

حازم : كنت ناقصك انتي كمان

ابدلت ملابسها لترتدي ملابس بيتية مريحة مكونة من بنطال قصير ( برمودا ) و تيشيرت قصير و رفعت شعرها القصير لاعلى رأسها بإهمال ….. خرجت من غرفتها و التى استقرت بها بمجرد وصولها لفيلته الخاصة بباريس …… و فور خروجها من الغرفة اخذت تتجول بأنحائها حتى وصلت لغرفة المعيشة لتجده هناك يتابع شيئاً ما على حاسوبه النقال …. اتجهت نحوه و جلست بجانبه تنظر نحوه بصمت ….. ظلت تنتظر اي التفاتة منه اليها لكن دون جدوي تنحنت بغيظ لتردف

آيات : طائف

همهم يحثها على الحديث و مازال يحدق بحاسوبه

آيات : انت بتعمل ايه؟

طائف بإقتضاب : شغل

اجابها ثم عاد الى صمته لتزم شفتيها بضيق طفولي لتردف بعد تفكير محاولة نشأ حوار بينهم

آيات : هو احنا لما نرجع مصر هرجع شغلي تاني صح؟

و اخيراً رفع انظاره عن جهازه ليوجهها نحوها قائلاً

طائف : لا

آيات بإعتراض : ليه بقى يعنى اكون موجودة و تعين واحدة غيري و بعدين انا مقدمتش استقالتي ولا اترفدت

طائف وقد اعاد انظاره نحو حاسوبه مرة اخرى : بسيطة … ارفدك حاضر

نفخت اوداجها بغضب لتعتدل بجلستها تطالع ما امامها بغيظ …. ثم سرعان ما عادت بأنظارها نحوه لتهمس من جديد

آيات : طائف

همهم بنفاذ صبر لتجيب

ايات : هو احنا هنقعد هنا قد ايه ؟

طائف دون النظر نحوها : بكرة هنعرف لما نقابل ميشيل

ايات : هو انت تعرف ميشيل ده من قبل كده ؟

طائف : من سنة

آيات : هو ده رئيسك بقى يعنى هو المسئول عن كل حاجة ؟

طائف: تقريباً

ايات : طب هو ميشيل ده مـ……………

قاطعها بإغلاقه الحاسوب بقوة ناظراً اليها بحدة لتبتلع باقي كلامها

طائف : انتي ايه حكايتك بالظبط ؟

آيات بخوف : حكاية ايه ؟

طائف : اسئلتك كترت عن ميشيل ؟ ايه معجبة حضرتك ؟

طالعته بدهشة و سكون ليهتف بها

طائف بصراخ : ايه ؟ معجبة بجد ولا ايه ؟

ابتلعت ريقها بتوتر و رمشت بعيناها عدة مرات لتحرك رأسها تنفي ما قاله

ظل يحدق بها بصمت ثم تنهد بضيق و ابعد عيناها عنها للحظات …. شعر بعدها بتحركها فى محاولة لمغادرة المكان و بالفعل تركته وحيداً بالغرفة ليذفر بضيق و تحرك هو الاخر بحثاً عنها ليجدها بعد فترة تعد شيئاً ما بالمطبخ توليه ظهرها و الذي من انتفاضته استنتج حقيقة بكائها

فى حين كانت هى تتنفس بصعوبة اثر بكائها من عصبيته المفاجئة و صراخه عليها لتهمس وسط شهقاتها

آيات : بتاع كلام و بس لكن فعل لأ …. ثبتني بكلامه عشان اوافق على الجواز و بعدين رجع زي ما كان …..

وسط تذمرها ذاك شعرت بمن يحيط خاصرتها من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً بأذنها

طائف بندم : آسف

ازدادت شهقاتها ليلفها نحوه فيرى وجهها و الذي اكتسى باللون الاحمر لا غضباً او خجلاً بل بسبب حزنها و بكائها مما فعله ليمد يده يمسح دموعها و يهمس برجاء

طائف : ششششش دموع لا عشان خاطرى …. بلاش عياط … انا اسف انى زعقت جامد بس انتي جننتيني بصراحة يعنى عايزانى اسمعك بتسألي عن راجل تاني و اقعد عادي كده و بعدين كله الا ميشيل ده

آيات بإغاظة : ليه يعنى عشان هو مز و قمور ؟؟؟

طائف بحدة : اهو شوفي …. انتي اللي بتجيبيه لنفسك و ترجعي تزعلى لما اتعصب

آيات : تستاهل عشان انت غلس و سايبني لوحدي عمالة اكلم نفسي

طائف بخبث : اخس عليا معقول اسيبك لوحدك كده …. ده حتى يبقى عيب فى حقي

ثم زاد من اقترابه منها حتى صارا متلاصقين تماماً لتهتف به بخجل

آيات : طااائف … ابعد عني انت بتعمل ايه ؟

انحنى نحوها ليهمس بجوار اذنها

طائف : الله .. يعنى ابعد تقولى سايبك .. اقرب تقولى ابعد …… دوختيني معاكي

ثم ابتعد عن اذنها قليلاً ليطبع قبلة طويلة على وجنتها لتزداد اشتعالاً فوق اشتعالها من قربه المميت …. ظل يطبع قبلات متفرقة على وجهها حتى وصل الي شفتيها ليتذوق من شهدها فترة غابا فيها عن عالمنا ذاك لينتقل من بعدها نحو عنقها فيزداد اشتعالاً و تُنتزع هي من عالمها ذاك بفزع لتدفعه عنها بقوة

ابتعد عنها اثر دفعها له لينظر نحوها برغبة و ذهول مما كان سيقدم على فعله فى حين كانت هي تنظر ارضاً بخجل و توتر لتسمعه يهمس بخشونة

طائف : على اوضتك

رفعت انظارها نحوه بدهشة ليعيد حديثه

طائف : على اوضتك يا ايات و متورنيش وشك قبل بكرة … يلاااا

فرت من امامه سريعاً كالاطفال …. راقبها حتى دلفت لغرفتها … ليمسد شعره بيداه بعصبية هامساً بتعب

طائف : و بعدهالك يا طائف حتة عيلة بتعمل فيك كده …. ثم رفع انظاره للاعلى هامساً بتضرع …. صبرني يااااارب

باليوم التالي استعد الجميع للذهاب للمقابلة و تلقي الاوامر الجديدة و قبل خروجهم من الفيلا نجده يهاتف شخص ما

طائف : انت فين ؟

طوني : لسة واصل باريس دلوقتى …. عملت اللي قولتلك عليه؟

طائف : كله تمام متقلقش

طوني : و آيات ؟؟؟؟

طائف: مالها ؟

طوني : لسة مقولتلهاش

طائف بتنهيدة: قلقان ….. آيات متسرعة …. ذكية اه بس مش هنسى لما قالت لآسر على موضوع علا …. فى لحظة تسرع ممكن كل حاجة تبوظ

تنحنح طوني بتوتر ليردف

طوني : احم … بخصوص علا ؟

طائف بقلق : خير ؟ علا كويسة ؟

طوني بسرعة : لا هي كويسة متقلقش بس يعنى ……. بصراحة علا معايا

طائف بغباء : معاك ؟ معاك فين ؟

طوني : هنا فى باريس

طائف بصراخ : انت بتستهبل يا ادهم … جايبها لحد عنده

طوني : اعمل ايه هي لما عرفت بوجود آسر هنا قالتلى مش هصبر كل ده و عايزة تقابله

طائف : انت مش هتهدى الا لما نروح فى داهية

طوني : متقلقش انا مأمن الجو هنا

طائف بتبرم : لما نشوف … المهم انت هتبقى معانا اول بأول مش كده

طوني : متقلقش انا متابعكم كلكم … يلا سلام لازم اقفل دلوقتى

طائف بتنهيدة : سلام

اغلق هاتفه ليتحرك خارج الغرفة فيجدها امام الباب …. نظرت نحوه بتوتر ليردف بهدوء

طائف : انتي هنا من امتى ؟

آيات : لسة جاية … مش يلا ؟

طائف : يلا

ثم سبقها بعدة خطوات و هى تتبعه فى هدوء لتردف من خلفه متسائلة

آيات : طائف ….. مين ادهم ؟؟؟؟

علا : قالك ايه؟

طوني : اتنرفز عليا كالمتوقع و كان رافض وجودك هنا

علا بحزن : تلاقيه متضايق مني اصلاً عشان عايزة اشوف آسر رغم كل اللي عمله

طوني : مش ده تفكير طائف وانتي عارفة …. و بعدين هو قلقان عليكي مش اكتر

تنهدت علا بحيرة لتهمس

علا : يمكن ………ثم اكملت بقلق …. ادهم … تفتكر الحكاية هتخلص بجد و كلنا هنرجع زي ما كنا

طوني مطمئناً : اطمني يا علا كل حاجة هترجع زي الاول ماعدا حاجة واحدة بس

نظرت نحوه بتساؤل ليردف

طوني بإبتسامة : لقبك من الانسة علا الرفاعي لحرم العقيد ادهم التوهامي

نظرت نحوه بخجل و توتر لتبادله ابتسامة صغيرة خجولة و ايماءة بسيطة زادت من اتساع ابتسامته

ساد المكان جو من التوتر و القلق فور رؤيتها لآسر بإنتظارهم بمنزل ميشيل ترافقه تلك الفتاة و التى سبق ان رفعت لها ضغط دمها عند زيارتها السابقة لفيلا طائف

ابتلعت ريقها بتوتر عند رؤيتها تقدم طائف ناحية آسر ماداً يده له بالسلام …. بقيت يداه معلقة بالهواء لثوان قبل ان يمد آسر يداه هو الاخر لمصافحته

كل هذا وسط مراقبة ميشيل الصامتة و الذي دعى الجميع بعد ذلك للجلوس

ميشيل : وصلني اخبار من فترة عن شوية مشاكل بتحصل فى مصر بين اتنين من اهم و اكبر افرادنا فقولت لازم استضافة عندي عشان اعرف فين المشكلة .. خصوصاً و ان المشاكل دي كانت هتنتهي بموت واحد فيهم

استمع الجميع لحديثه بصمت …. هم بإكمال ما بدأه لكن قاطعه دخول احدى الخادمات توزع على الجميع مشروبهم و اثناء مناولتها لآيات الكوب سقط بمحتوياته على ملابسها لتنتفض واقفة محاولة تنظيفها … عاونها طائف لكن دون فائدة لتهتف الخادمة بإعتذار بلكنة فرنسية صحيحة تبعها قول ميشيل

ميشيل : مش هينفع كده … تقدري تروحي معاها للحمام تنضفيها على راحتك

نظرت نحو طائف تستشيره فى الامر ليومأ لها على مضض و تتوجه برفقة الخادمة نحو الحمام فى حين عاود الجميع الجلوس لاستكمال حديثهم

ميشيل : نرجع لموضوعنا …….. و سؤالي هو …. هل في اي مشكلة سببت عداوة بينكم فى الفترة اللي فاتت

لم يتلقى اى رد من احدهم لتردف هي

لينا : كان فيه يا بوص .. بس حالياً الامور بقت تمام

ميشيل : هتغاضي عن السبب و هدخل فى المفيد على طول ….. نظر الجميع نحوه بتركيز ليردف …… شحنة كبيرة هيروين و اسلحة و ادوية منتهية الصلاحية كلها هتدخل مصر من عدة اتجاهات عشان كده مش هينفع تدخل عن طريق شركة طائف و بس انا عايز لها مساحة اكبر و حماية اقوى … عشان كده هتتقسم عليكم انتو الاتنين و لازم اضمن انتهاء اي عداوة بينكم …. لان الخيانة من فرد واحد هتغرق المركب بكل اللي فيها

…………………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى