
31. الاخيرة ( الجزء الاول )
طائف بذهول : آسر
ظل آسر على صمته و صدمته من سماع ما تفوه به طائف منذ لحظات ليتمالك الاخر نفسه و يعود لتماسكه قائلاً
طائف : آسر .. انت هنا من امتى .. ودخلت ازاي ؟
ابتلعت آيات ريقها بقلق و خوف و تحركت نحو طائف تتمسك بذراعه فى توتر لينظر لها بثبات ثم سرعان ما يعيد انظاره الى آسر والذي اخيراً تدارك نفسه ليقول
آسر : الخدامة فتحتلى و قالتلى انكم هنا
طائف بهمس غير مسموع : غبية
آسر : مش عايز تقول حاجة ؟
تحرك طائف برتابة حتى جلس بهدوء على احدى المقاعد فى حين ظلت آيات بمكانها تراقب الوضع بحذر
طائف : اقول ايه ؟
تحرك آسر مقترباً منه
آسر : مثلاً بخصوص اللي سمعته من شوية
اسودت عينا الاخر ليهتف بلامبالاة مصطنعة
طائف: مش فاهم
آسر بحدة : بلاش لف و دوران انا سمعت انت قولت ايه كويس …. شغلك مع البوليس؟؟؟؟
همت آيات بالحديث
آيات بتوتر : آسر … طائف كان يقصد انه آ………
طائف مقاطعاً بحدة انتفضت على اثرها
طائف : آياااااات …… ثم اردف بهدوء مفاجئ ……. ممكن تقوليلهم يعملولنا حاجة نشربها ….. وجه حديثه لآسر يسأله …. قهوة مظبوط زي ما انت صح ؟؟
نظر له آسر بغيظ من بروده ليومأ بنفاذ صبر و يتحرك ليجلس هو الاخر على مقعد مواجه له
اومأت هى بتوتر لتهرول للخارج هرباً من هذا الجو المشحون
ظل الصمت رفيقاً لهم بعد خروج آيات ليحيطهم جو من التوتر و الشد العصبي يقطعه آسر بنفاذ صبر
آسر : ممكن تفهمني بقى يعني ايه اللى سمعته ده ؟
اشعل طائف احدى سجائره بهدوء لينفخ الدخان بلا مبالاة قائلاً
طائف : يهمك ؟
انفجر آسر غيظاً من بروده
آسر : طائف بلاش اسلوب البرود ده معايا انا عارفك كويس و عارف انك لما تتوتر او تبقى قلقان بتخفيه ورا برودك و سيجارك
اطفأ سيجاره لينحنى للامام قائلاً بتركيز بعد فترة
طائف : مش عايز تنضف ؟
ارتسمت ابتسامة على محياه لتتسع شيئاً فشيئاً لتصبح ضحكات عالية …. نظر نحوه طائف بدهشة ليتوقف الاخر عن الضحك قائلاً بتهكم
آسر : عااايز انضف ؟ ثم حدق بطائف بسخرية ليكمل ……. انا مش عايز فى حياتى كلها غير ده
كانت تقف بالشرفة المخصصة لجناحهم بالفندق تنظر للامام بشرود و حزن .. لا تدري متى يمكنها التحرر من هذا الاسر .. ملت و استاءت من وضعها فلم تعد تحتمل نفيها بعيداً عن احبتها طوال هذه السنوات … اكتفت من اشتياقها لهم و حرمانها من حنانهم
شعرت بمن يقطع خلوتها و يقف بجانبها يطالعها ببسمة حانية اغرمت بها منذ خمس سنوات … تتذكر اتيانه مع طائف و مقابلتها له … حينها كانت بصدمة موت والدها و بعدها كان ضرورة ايهام الجميع بموتها و اخفاؤها بعيداً عن الاعين ….. تذكرت حديثه الجدي معها لكن رغم جديته شعرت بإنجذاب خفي نحوه …. كان يشرح لها حقيقة وضعها الجديد و ضرورة الالتزام بالاوامر حينها ظنت الامر بسيط و سيستمر لفترة قصيرة لكن خاب ظنها عندما كانت تمر السنة تلو الاخرى و هى بمنفاها وحيدة … فقط هو من كان يأتيها كل فترة للاطمئنان عليها و طمأنة طائف على حالها ….. لم تدرك من هو او ما عمله .. كل ما كانت على علم به هو انه يدعى طوني و يعمل برفقة طائف فتتدمر احلامها و تنهار ….. لتتضح الحقيقة مع قربهم و كثرة حديثهم ويفاجئها هذا بإعتراف بحبه لها …. صدمت و انهارت و نبذته بعنف فهو طوني وهي علا محمد الرفاعي ….. رفضته مرة تلي الاخرى و هو مازال على جهله لسبب رفضها له رغم عشقه و الذي يراه بعينيها طوال الوقت …. حتى نفذ صبره ليهتف بها
طوني بصراخ : بلاش جنان و فهميني ليه لأ انا بحبك … وانتى….. انتي بتعشقيني …… يبقى ليه لا
علا بصراخ : ليه لا ؟؟؟؟؟؟؟ اقولك انا ليه لا …. انت اسمك ايه …. طوني …. وانا انا اسمي ايه ….. علا محمد الرفاعي …….. طوني و محمد … فهمت
ظل يحدق بها بذهول بأعين متسعة و فم مفتوح ليدخل بعدها بنوبة من الضحك طالعته هي بدهشة على اثرها ليتوقف عن الضحك و يضطر اخيراً لشرح الامر بأكمله لها بعد تردد عدة مرات لكن اليوم لن يدع سره هذا يقف بطريق حبهم ….. و هكذا بدأت حكايتهم و التي ينتظران بفارغ الصبر لبدئها بطريقة صحيحة بالعلن
استيقظت من شرودها على يده تربت على كتفها بقلق
طوني : علا مالك ….. بكلمك من فنرة و مش بتردي ؟
نظرت نحوه بحب لتردف
علا : مفيش بس سرحت شوية
طوني بغموض : طب ممكن تدخلى تغيري هدومك فى ضيف مستنيه و لازم تقابليه
عقدت ما بين حاجبيها بقلق و دهشة
علا : ضيف واقابله …. انا ؟
اومأ مكملاً
طوني : ده هو جاي مخصوص عشانك
علا : مخصوص عشاني؟
نظر نحوها بمكر لتتسع عينيها فور ادراكها لهوية هذا الضيف لتهتف بتوجس
علا : قصدك انه …… ثم اردفت بصراخ و بكاء ….. آسر ؟؟
اومأ لها بفرح لتتحرك نحوه و بدون وعي احتضنته بسعادة مقبلة احدة وجنتيه فى حين تصلب جسده من المفاجأة و قبل ان يهم بلف ذراعيه حولها انطلقت هى نحو غرفتها مبتعدة عنه بسرعة ليهتف
طوني بوعيد و غيظ مضحك : بقى كده ….. مااااشي يا بنت الرفاعى ان مطلعتش كل ده على جتتك مبقاش ادهم التوهامي … صبرك عليا بس
تم اللقاء وسط فرح و بكاء و حنين لتظل داخل احضانه لفترة لم يعلمها احدهما ربما دقائق و ربما ساعات …. انسحب ادهم بهدوء فور حضور آسر ليترك لهم المساحة الكافية
ظل آسر بأحضان اخته الكبرى علا لتسمعه يهتف
آسر بحنين : مش قادر اصدق بعد كل ده انتى معايا و فى حضنك … متتخيليش ايه حصلي فى بعدك
مسدت شعره بحنان لتردف
علا بندم : عارفة يا آسر … اخبارك كانت بتوصلي اول بأول …. كنت بتقطع من اللى بيحصلك بس اللى كان مطمني ان طائف كان دايماً فى ضهرك
ابتعد بهدوء عن احضانها لينظر امامه بشرود
آسر بتنهيدة : طائف
علا : ايوة طائف يا آسر
آسر بوهن : طلعت غبي اوي ….. صدقت انه حرمني منك و نسيت انك روحه من قبل ماانا اوعى على الدنيا
علا : انسى يا آسر انسى و اعرف كويس مين عدوك ومين صديقك ……. انا متأكدة ان طائف مستحيل يكون شايل منك
ابتسم بسخرية
آسر : شايل مني …….. طائف وسخ نفسه عشانا يا علا … رضا بوضعه ده عشان يحمينا ……. عمي ابو طائف سلم نفسه و اعترف بكل حاجة وكان شغال مع البوليس قبل ما يموت … بس الاستاذ ابونا رفض ينضف زيه …. وبعد ما ماتو … بعد ما ماتو طائف كان برة الدايرة دي …… واحنا كنا وسط النار انا فى نار البوليس و انتى فى نار المافيا ….. قِبل يدخل الدايرة عشان عارف ثقة الكبار فيه و فى نفس الوقت كان مع البوليس مقابل خروجنا بأقل الخساير ……. ثم اردف بعيون دامعة …… تفتكري انا استحق اخ ذي طائف يا علا …. ندل زيي يستحق ؟؟
اعادته بقوة الى احضانها لتردف بثقة
علا : تستحق يا آسر ….. تستحق …. انت نضيف من جوة و طائف عارف ده …. طائف عارف انك اخوه الصغير الطايش المتهور اللي دايماً كان يعمل المصيبة و يستخبي ورا ضهره …… ولا نسيت
زاد من عناقه لها ليردف
آسر : منستش يا علا بس فوقت متأخر اوي
علا بحنان : لسة فيه وقت يا آسر … لسة فيه وقت تقف فى ضهره و تبقو سند لبعض ……. لو عايز تردله حاجة من اللي عاملها معانا
اومأ بهدوء ليشرد بأنظاره مردداً بإصرار
آسر : هيحصل … هيحصل يا علا … ولو كان التمن عمري .. هيحصل
آيات : انت كويس ؟
هتفت بها علا بعد مغادرة آسر لمنزلهم … فمن حينها جلس طائف شارداً بأمر ما و احتل الصمت المكان لتقطعه هى بسؤالها عن حاله
تنهد بتعب ليفاجئها فجأة واضعاً رأسه على قدميها و انحنى بباقى جسده على الاريكة … حركته اجفلتها لكن سرعان ما اعتادت الوضع ممررة يدها على شعره بهدوء ليتنهد بعمق
طائف : قلقان
آيات : ان آسر عرف ؟
حرك رأسه بنفى ليردف مغمضاً عيناه
طائف : بالعكس حاسس كأنه حمل و انزاح او على الاقل حد ساعدني فى شيله …….. بس الهدوء ده مش طبيعي
آيات : قصدك ايه ؟ … ثم تساءلت بحذر …. ميشيل؟
فتح عيناه فجأة يطالع السقف و يردف بغموض
طائف : سكوته مش طبيعي ……. اللي اعرفه عنه انه مش بيستسلم بسهولة
آيات : يعني هيعمل ايه ؟ انت مش قولت ميقدرش يعملنا حاجة بما ان فى ناس اكبر منه ممكن يقفو له
طائف : اللى اكبر منه ميعرفوش اي حاجة عن المشاكل اللى بتحصل … هما ميعرفوش غير بشغلنا معاهم
هتفت بعد صمت
آيات : طائف حبيبي ؟
نظر نحوها من الاسفل ليردف بحب
طائف بإبتسامة : عيونه ؟
بادلته ابتسامة قلقة لتردف
آيات بخجل : تسلم يا رب …..ثم اردفت بحذر …. هو انت بعد ما كل ده ما ينتهي … ناوي على ايه ؟
نهض جالساً ليطالعا بتساؤل فتكمل هى موضحة
آيات : اقصد شغلك و حياتك
تنهد بتفهم قائلاً
طائف : زي مانا
آيات : يعنى ايه ؟ …… طائف انا يمكن متكلمتش معاك فى ده قبل كده لكن انا مش هبدأ حياتى بفلوس و املاك كلها حرام فى حرام
طائف : حرام ؟
آيات بقوة : ايوة طبعاً حرام …. حتى لو شغلك كان مع البوليس متقدرش تنكر ان فى فلوس حرام دخلتلك و بطرق غير شرعية
طائف : انا مش مستغرب من كلمتك قد ما مستغرب من تفكيرك …. يعنى اقصد موضوع الحرام و الحلال
آيات بدهشة : ليه شايفنى ايه قدامك …. ممكن اه مكونش ملتزمة و متزمتة بس الحمد لله بعرف ربنا و مداومة على الصلاة ….. عارفة انه مش كفاية بس بإذن الله هحاول اغير من نفسي
راقبها بصمت و هدوء لتردف بقلق
آيات : طائف انا عارفة اني ممكن اكون ضايقتك بكلامي بس انا مش هتنازل عن رأيي ….. مينفعش تكمل حياتك زي زمان …. لازم وقفة ببداية جديدة
تحرك من جلسته متجهاً نحو غرفته الخاصة وسط مراقبتها له و غيظها من تجاهله و همت بالتذمر و البدء بالصراخ لكن قاطعها خروجه من الغرفة حاملاً صندوق فضي متجهاً نحوها
عاد لجلسته امامها و بيده الصندوق لتهتف بتساؤل
آيات : ايه الصندوق ده ؟
طائف بإبتسامة غامضة : صندوق الدنيا ….. هيكون صندوق ايه يعنى ….. افتحيه
مد لها الصندوق لتلتقطه فى وجل و تهم بفتحه لتطالعها عدة اوراق و مجلدات نظرت نحوه بتساؤل عن ماهية تلك الاوراق ليستمر فى صمته …. تنهدت بقلة حيره والتقطت احدى الاوراق تقرأها بتركيز لتجدها اوراق بحسابات بنكية تحوى الملايين … التقطت اخرى تلو الاخرى لتجدها كذلك ….. اخذت تتنقل بين الاوراق بجنون و صدمة لتلتقط اخيراً الملفات الاخري فتجدها تخص صفقات للاستيراد و التصدير مسجلة بإسم شركات العمري …. طالعته بدهشة
آيات : ايه دول ؟
طائف بإبتسامة : الحلال
آيات : نعم ؟
طائف موضحاً : دي حياتى و جهدي ….. دي بداية حياتنا الجديدة …. ثم اردف بسخرية و غرور ……. رغم اني مظنش انه ينفع تتقال عليها بداية
آيات : يعنى ايه ؟
طائف : دي كل الصفقات و الاملاك اللي كسبتها بشغلى النضيف ….. اكيد مكنش كل شغلى تبع المافيا و كان ليا شغل خاص بيا ….. رغم ان شركات العمري كانت ستار لحجات تانية بغض النظر عن شغلى مع البوليس بس برضو كانت ليها شغلها الخاص الطبيعي و الشغل الخاص ده فلوسه هي اللي بتعامل بيها
آيات بعيون باكية : يعنى مفيش فلوس حرام
ادخلها بأحضانه ليهتف بمرح و سخرية
طائف : يااااااه يا آيات بتفكيرك القديم ده انا شكلى اتخميت …… مفيش فلوس حرام …… او على الاقل الفلوس ده كانت بتروح للبوليس على دفعات … يعنى دخلت خزاين الدولة ….. واللى يدخل جيب الحكومة
صمت لتكمل هى ببكاء و مرح بنفس الوقت
آيات : ميخرجش حتى بالطبل البلدي
طائف : بالظبط كده يا يويو
آيات هامسة : فى داهية … مش عايزين منه مليم واحد
اومأ بهدوء لترتفع بإنظارها نحوه هامسة بحب
آيات : بحبك يا طائف …….. بحبك يا ابويا و يا امي …. بحبك يا سندي … بحبك يا اوسم و احلى و انضف راجل فى العالم
شد عليها بأحضانه ينظر نحوها بحب و لهفة ليقرب وجهها من وجهه شيئاً فشيئاً لتختلط انفاسهم معاً ….. حتى اتت اللحظة و التى فيها لم يعد بإستطاعته تمالك نفسه ليزيد من اقترابه منها ملتقطاً شفتيها بشوق و جوع …. فى حين تفاجئت هي فى باديء الامر من انتهاك احدهم لعذرية شفتيها ثم سرعان ما تجاوبت معه تبادله قبلته على استحياء …. ظلا هكذا لفترة ليست بالقصيرة لتشعر به يحملها فجأة متجهاً نحو غرفته استفاقت من غيبوبتها اللذيذة عليه يضعها بحنو فوق الفراش منحنياً نحوها محدقاً بها برغبة …… حاولت الاعتراض
آيات بهمس : طائف… احنا اتفقنا على ايه ؟
طائف بلهفة : سيبك من الاتفاقات دلوقتى و اقفلى بوقك ده
آيات بتذمر : لا مينفعش يا طائف … بعد الفرح
طائف بغياب عقل : هعملك احلى فرح بس بطلى كلام دلوقتى
انحنى نحوها ليلتقط قبلة قاطعتها هى بتذمرها
آيات : بس لازم اشهار
هتف بنفاذ صبر مكبلاً يدها التى استمرت بإبعاده
طائف : مازن و علا و آسر و ادهم … اشهار ده و لا مش اشهار … اتهدي بقى دوختيني معاكي
همت بإعتراض آخر لكن اماته هو بقبلة اخذتها لعالم اخر بعيداً عن اى اعتراضات او حواجز … ليسبحا معاً منعزلين عن واقعهم ذاك … محلقان بسماء العشق و الغرام …. ليصبحا اخيراً زوجان قولاً و فعلاً
و بمكان اخر بعيداً قليلا عن بطلانا
آسر : تفتكر الموضوع ده هيخيل عليهم ….. ميشيل مش سهل
طوني : مقدمناش حل غيره …. لازم البضاعة تتمسك بالجرم المشهود …. يعنى لازم طائف وانت تكونو موجودين فى المكان و يتقبض عليكم و بكده تقدرو توصلونا لاندريه و ميشيل
علا بقلق : يتقبض عليهم ؟ امال شغلهم معاكم لازمته ايه
نظر طوني نحوها بإبتسامة مطمئنة
طوني : ده جر رِجل بس …. احنا هنفضل متحفظين عليهم فترة لغاية ما نقدر نوصل لميشيل و اللى تحته و بعد كده هما بيقومو بالباقي
آسر بتفهم : قصدك يعترفو على بعض
طوني بتفكير : مش كلهم …. فى اللى بيعرف انه كده كده ميت و فى اللى بيخرج عن شعوره و دماغه بتقف … فأول حاجة بيتجهلها هو الاعتراف و تلبيس كل بلاويه لغيره
آسر : اندريه مش هيستحمل و هيجيب رِجل ميشيل
طوني بإيماءة : و ميشيل هو العاقل اللى هيكتفى بالصمت و للاسف مش هنعرف نوصل للى فوقيه
اومأ آسر و عم الصمت لفترة لتهتف علا بتساؤل
علا : بس بخصوص القبض عليهم ….. هيحصل ازاى و هما هنا و فى روما … يعنى برة حدود مصر
طوني بتوضيح : ده فعلاً فكرنا فيه و حاولنا ننزلهم مصر لأي سبب و للاسف اي تصرف مش مقنع من ناحيتنا ممكن يخليهم يشكو … بس الحمد لله عرفنا نتواصل مع الانتربول و هيساعدنا فى عملية تحويلهم هنا
اومأوا جميعاً بصمت ينتابهم القلق و التوتر من القادم لكن قطع صمتهم صوت طوني قائلاً بتردد
طوني : آسر معلش كنت عايزك فى موضوع كده
آسر بقلق : خير
طوني : لوحدنا
اتجهت الانظار نحو علا لتتنحنح بحرج متجهة الى الخارج متمتمة
علا : عن اذنكم
خرجت ليلتفت آسر نحو طوني بقلق
آسر : خير يا طوني
طوني : ادهم …. العقيد ادهم التوهامي
آسر بحرج : اعذرني لسة متعودتش…… خير يا ادهم
طوني بتوتر : الحقيقة يعنى و بدون اي مقدمات او لف و دوران … انا طالب القرب منك فى علا
صمت حل بالمكان تبعه خوف و قلق بداخل ادهم ليردف بعد لحظات
طوني : ساكت ليه …. بص يا آسر انا عارف انك مش بالع وجودى الكتير معاها و دماغك ممكن تروح لبعيد بس صدقنى انا بحب اختك و انا طبعى انى بحافظ على الحاجة اللي بحبها لغاية ما تبقى ملكى و تخصني …. واقسملك انى حافظت على الامانة … ثم اردف بحرج ….. رغم يعنى صعوبة ده عليا
طالعه آسر بصمت ليهم ادهم بالحديث لكن سرعان ما قاطعه الاخر قائلاً بسخرية
آسر : اخيراً نطقت
طوني بدهشة : يعنى ايه ؟ كنت عارف
آسر : اكيد يعنى هعرف بعد الهمزات و اللمزات دي ….. وبعدين طائف كان حاسس و لمحلي …. عارف لو كنت مشيت النهاردة من غير ما تنطق كنت علقتك و ذليتك عليها
طوني بتوجس : يعنى افهم من كده ايه …. موافق ولا لا ؟
آسر بتنهيدة : لو هى موافقة فأنا معنديش اي مانع …….. بس نخلص من الموضوع ده و كل حاجة هتبقى تمام
طوني بسعادة : هيخلص متقلقش … هيخلص و كل حاجة هتبقى تمام
انتهى اليوم بسلام ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة
استيقظ على صوت هاتفه يرن بإلحاح ليلتقطه بعد تأفف و يجيب دون النظر لهوية المتصل
آسر بنعاس : الو
وصلها صوته الباكي تصرخ به و تسبه بمختلف الشتائم لينهض فجأة يجلس على فراشه و يبعد هاتفه لينظر الى هوية المتصل ثم يعيد الهاتف لاذنه هامساً بجدية
آسر : ممكن تهدي و تفهميني في ايه
لينا ببكاء : فى انك معندكش دم و لا بتحس بحد غير نفسك
آسر بغضب : الله ما تقولى فى ايه بقى بدل مانتى داخلة بزعابيبك كده و نازلة تهزيق فيا
لينا : كنت فين من امبارح يا استاذ … تليفونك مقفول و لما فتحته كلمتك كتير و مردتش عليا
آسر ببرود مفتعل : كنت نايم
لينا بصراخ : بطل برود و استفزاز
آسر بحدة : ليناااا
لينا بجمود : انت فين دلوقتى ؟
آسر : فى اوضتى و لسة صاحـ………..
قاطعته بإغلاقها الهاتف ليبعده عن اذنه ينظر اليه بصدمة …. و سرعان ما استيقظ من صدمته تلك على طرقات على باب غرفته ليتحرك بتكاسل لفتحه فيجدها تقف امامه بأعين حمراء منتفخة يحيطها السواد و الارهاق
نظر لها بصدمة و سحبها من كفها الى الداخل ….. اجلسها على احدى المقاعد قائلا ومازال كفها اسير يديه
آسر : ممكن افهم ايه حصل لكل ده
طالعته بعيون غاضبة متقدة ليردف بتحذير
آسر : و بهدوء عشان مش هسمحلك بأي تجاوز
نظرت نحوه بدهشة يتبعها بكاء حار ازعجه بل جعله يستشيط غضباً و اوجعه بداخله ليردف بحنو
آسر : اهدي عشان خاطري و بلاش عياط .. انا آسف
لينا ببكاء : قلقت عليك … خفت يعملو فيك حاجة ….. افتكرتك سلمت نفسك بجد
آسر بمكر : و فيها ايه لما اسلم نفسي …. يا حضرة المقدم نهي السيوفي
…………….
32 . الاخير ( الجزء الثاني )
سر بمكر : و فيها ايه لما اسلم نفسي …… يا حضرة المقدم نهى السيوفي
صمت يليه صمت ……. تنظر له بأعين متسعة جاحظة و فاه مفتوح لا تستوعب ما قاله…….. أنعتها للتو بهويتها الحقيقية ؟؟؟؟ لتردف بصدمة
لينا : انت …… انت عرفت ازاى ؟
آسر بضحك : بتبرقي لي و فاتحة بوقك و تقولى عرفت ازاى …. بقى ده برضو رد فعل طبيعي لعميل سري اتكشف …… لا انتى كده هتقلقيني عليكي فعلاً … ملكيش انتي فى الشغل ده
رمشت عدة مرات تعيد ترتيب حديثه لتعقد حاجبيها و تضيق عيناها بتركيز
ثم ما لبثت ان قفزت بمكانها كمن لدغته افعى
لينا : انت بتقول ايه مقدم ايه و نهى مين ؟
صفق بيداه وسط ضحكاته ليجيب بسخرية
آسر : ايوة هو ده ….. بس جه متأخر شوية … الحقيقة انا حابب ارد على اول سؤال …… عرفت ازاى
ثم هم بالصمت للحظات زادت بها وتيرة انفاسها
آسر : طوني … او ادهم التوهامي …….. سمعتي عنه ؟
ابتلعت ريقها بوجل و اخفضت انظارها للاسفل فيبدو انه صار على علم بالحقيقة بأكملها
عاودت الجلوس بجانبه لتجده يردف بهدوء
آسر : ادهم هو اللى حكالي بنفسه
تنفست الصعداء لكن مازال هناك ما يؤرقها و مازالت تخفي عيناها عن عيناه ليمد هو يداه اتجاها يرفع رأسها اليه
آسر : ممكن افهم ساكتة ليه
لينا : هقول ايه ؟
آسر : طب بلاش ساكتة ليه ……. بتداري عيونك مني ليه ؟
لينا بدهشة : انت مش متضايق ولا زعلان مني ؟
اخفض يداه عنها ليتنهد بتعب
آسر : اتصدمت و اتضايقت مش منك بس … منهم كلهم … تقريباً كل اللى يهمني امرهم كانو عارفين كل حاجة الا انا بس منكرش ان زعلي منك كان غيرهم كلهم و فى الحقيقة مكنتش فاهم ليه
نظرت له بإستفهام لحثه على الحديث
آسر : قولت لنفسي يمكن عشان انتي اكتر حد كنت بثق فيه الفترة الاخيرة
لينا بخوف : كنت ؟؟؟؟
آسر متجاهلاً تعليقها : و يمكن برضو عشان انتي اكتر حد كنت برتاح معاه
طالعته بندم ليكمل
آسر : بس لاقيت ان السببين دول مش كفاية للي حاسه و فضلت طول الليل بفكر فى السبب ….. عشان كده مكنتش برد على مكالماتك
لينا بحزن : و وصلت للسبب ؟
حرك رأسه اتجاهها يومأ بالايجاب و على وجهه ابتسامة غامضة تراها لأول مرة
آسر : لاني اكتشفت ان بين المليون بنت اللي بيتمنونى … انتي بس اللى ممكن تكوني نصي التاني و اللى يكملنى
تململت بالفراش اثر مداعبة اشعة الشمس لجفونها و ملامحها الطفولية لتمد يداها الاثنتان بجانبها تستشعر وجود احدهم يجاورها لكن …. لا احد …… استمرت بإغماض اعينها عاقدة حاجبيها تعيد تحسس جانبه الفارغ لكن دون فائدة و اخيراً فتحت عيناها بضيق تبحث عنه بأرجاء الغرفة لكن لا وجود له …… زمت شفتيها ناظرة للسقف لتردف
آيات : امال فين صباحية مباركة يا عروسة و كنت سهران اتأملك و لا مش هسيبك تقومي من السرير طول اليوم …. الله يخربيت الروايات اللي لحست عقلنا
جاءها صوته الاجش قائلاً
طائف: يعنى طلعتي زي بقية البنات التافهة اللي بيقرو روايات
انتفاضة حلت بجسدها اثر صوته المفاجئ لتنظر بإتجاه باب الغرفة فتراه بهيئة خفق لها فؤادها …. شعره المشعث و نصف العلوى العاري و وقفته المائلة مستنداً على جانب الباب
هبت جالسة تغطى جسدها شبه العاري بمفرش السرير تنظر ناحيته فتجده متجهاً نحوها بهدوء حتى وصل اليها و جلس بجانبها
طائف : متزعليش يا ستى صباحية مباركة يا عروسة ….. اما بخصوص انك مش هتقومي من السرير النهاردة فده شيء مفروغ منه
احمرت وجنتاها خجلاً من سماعه اياها تهتف بهذا الكلام …… ليستلقي بجانبها ساحباً اياها بأحضانه لتزداد خجلاً فوق خجلها
ظلا على هذا الوضع لفترة هو محتضناً اياها بقوة مشتماً عبيرها و يمسد خصلاتها بحنان فى حين هى تدفن رأسها بصدره ….. سمعها تهتف بإسمه ليهمهم
آيات : طائف
طائف : ممم
آيات : هو احنا هننزل مصر امتى ؟
توقف عن اللعب بخصلاتها ليشرد لحظات ثم يجيب بصوت جامد
طائف : لسة شوية مش دلوقتى
ابتعدت قليلاً عن احضانه لتهمس
آيات : ازاي … و الشحنة الي اتكلمتو عليها ؟
تنهد بضيق ليعتدل بجلسته
طائف متأففاً : الكلام اتغير …. الشحنة هتخرج من هنا
جلست هي الاخرى تقابله بتعجب
آيات : طب وليه ؟ ايه الفرق ؟
طائف : معرفش الاخبار جاتلي من شوية
آيات : طب و طوني عارف ؟؟؟
طائف : بلغته …… بس فيه حاجة غلط .. مش طبيعي الكلام يتغير فجأة كده
آيات بقلق : تفتكر ايه السبب ؟
طائف : مش عارف بس لازم ناخد بالنا
نظرت له بقلق و توتر لتهم بإحتضانه بقوة
فاجأته فعلتها تلك ليرفع يداه يحيط جسدها بهدوء شارداً بأفكاره ليردف فجأة
طائف : آيات …. انتى لازم ترجعي مصر
حازم : انتي بتستهبلي يابت انتي ….. يعنى ايه طائف مسافر و متقوليش
صرخ حازم بتلك القابعة امامه بإحدى المطاعم لتنظر نحوه بقلق و تردف بثقة مزعومة
سهام : ياباشا كنت بكلمك ومكنتش بترد عليا مش ذنبي بقى و بعدين كان مالى انا و مال الهم ده
حازم : بت انتي …. تتكلمي عدل انتي فاهمة
ابتلعت باقي كلماتها لتسمعه يتساءل
حازم : و البيه مسافر فين ؟
سهام : باريس ….. اه و مستر طائف كلم مستر مازن النهاردة طلب منه يجيبله ورق و يحصله على هناك
حازم بلهفة : حلو اوى … و مازن مسافر امتى ؟
سهام بتذكر : على اول طيارة …. ثم نظرت لساعتها قائلة ……هتكون تقريبا كمان ساعتين
طوني : فى حاجة غلط
علا : قصدك ايه ؟
طوني : كون ميشيل يطلب ان طائف و آسر يشرفو على الشحنة من هنا فده مش طبيعي
علا : تفتكر شك فى حاجة ؟
طوني بحيرة : مش ممكن …. ازاي بس ….. لالا مستحيل
علا : طب و بعدين … كده كل حاجة هتقف ؟
طوني بتصميم : مينفعش … دي فرصتنا الاخيرة ولازم ننفذ
علا بقلق : ربنا يستر
بعد عدة ساعات و بفيلا طائف بباريس
مازن بغيظ : ممكن تفهمني جايبني على ملا وشى كده ليه
طائف ببرود : شغل …… جبت الورق اللي طلبته منك ؟
مازن : اتفضل اهو
التقط منه الورق اللازم لاتمام خروج الشحنة من باريس و بنفس الوقت دلفت آيات الى الداخل بيدها كأسين من الشراب ….. مدت بأحدهما نحو مازن مرحبة به فى حين التقط طائف الاخر
مازن : اخبارك يا آيات ؟
نظرة من طائف نحوه جعلته يتنحنح بحرج مصححاً
مازن : اقصد آنسة آيات ؟
وضع طائف كوبه على الطاولة بقوة مصدراً صوت عالٍ
طائف : اعدل لسانك و عدي ليلتك
مازن بخنوع : اخبارك يا مدام ؟
ظلت لحظات تراقب الوضع .. تكتم ضحكتها بصعوبة لتخرجها اخيراً بعد نعته لها مدام
آيات بضحك : الحمد لله يا مستر
ظل الصمت حليفهم ليقطعه طائف بعد تفحصه للاوراق هاتفاً
طائف : كده حلو اوي ….. مازن … عايزك تنزل مصر و آيات معاك
آيات بإعتراض : طائف
طائف بقوة : انتهى الكلام … هتنزلى معاه …. مش هكون مطمن عليكي لوحدك هنا
آيات : لوحدي ليه … مستر مازن معايا اهو
مازن : انت نويت خلاص ؟
اومأ طائف بهدوة لتحدق بهم آيات فى دهشة
آيات لمازن : كنت عارف ؟
اومأ الاخر ليردف طائف
طائف : مازن محدش يعرف بشغله معايا هو كان بيساعدني لكن شغل رسمي معايا لا
اومأت بهدوء لتردف بحذر
آيات : قررت ايه … عشان خاطري يا طائف و هنفذ كلامك اول بأول بس خليني هنا
نظر لها للحظات يفكر بالأمر فى حين كانت تطالعه برجاء و تصميم ليذفر فى استسلام موافقاً على بقاءها
مر هذا اليوم ليأتى صباح جديد تأهبوا له جميعاً
استعد طائف صباحاً للتوجه الى الميناء المفترض خروج الشحنة منه …. كان يستعد بغرفته لتدلف آيات اليه تراقبه من الخلف اثناء وقوفه امام المرآة يعدل من هيأته
لاحظ وجودها خلفه ليلتفت نحوها ماداً يده لها يدعوها للاقتراب
اقتربت منه فى صمت تمسك بيداه بقوة …. حتى صارت امامه مباشرة يحيط وجنتاها بكفيه قائلاً بحنان
طائف : وحشتيني
آيات بدموع : هتوحشني
طائف بإبتسامة : مش مسافر على فكرة
آيات : هتبعد عني
طائف : فترة صغيرة و ان شاء الله لما ارجع حاجات كتير هتتغير
آيات ببكاء : ان شاء الله
طائف : ششششش بلاش عياط بقى …. ثم اردف بجدية …. آيات مهما حصل مش هتخرجى من هنا .. انا مش عارف ازاى وافقت انك تفضلي .. هتسمعي كلام مازن و تنفذيه مش عايز جنانك ده يشتغل
اومأت و قد ازداد بكاءها و نشيجها
طائف : لو حصل و اترحلنا لمصر ادهم هيقوم باللازم عشان ترجعو انتو كمان … انتى و علا … و مازن برضو هيكون معاكم … تمام؟
آيات بحزن : تمام ….. ثم نظرت له برجاء …. خلي بالك من نفسك عشاني
طائف : وانتي كمان ….. لا اله الا الله
آيات ببكاء : محمد رسول الله
ثم سمع نداء مازن يحثه على الخروج ليكون هناك بالميعاد المحدد … اجابه ثم سرعان ما اتجه نحوها مقبلاً اياها بعمق كوداع مؤقت تلاه تحركه الى الخارج
لينا : سلاحك معاك ؟؟؟
نظر لها بدهشة اثناء استعداده للرحيل
آسر : اول مرة اشوف فرد شرطة بيأكد على مواطن طبيعي انه يشيل سلاحه معاه
لينا : مواطن طبيعي ….. انت لا مواطن و مستحيل تكون طبيعي
آسر : اعتبر كلامك ده مدح
لينا بقلق : اعتبره زي ما تعتبره المهم بلاش تهور …. لو حصل اي اشتباك حاول متشاركش فيه احنا هنتدخل و نغطيكم
آسر بتهكم : و لو حد قالى تعالى اديك حاجة حلوة مروحش معاه
لينا بضيق : انت بتتريق
آسر واضعاً سلاحه ببذلته
آسر : انتي اللى كلامك غريب كأنك امي و خايفة اتوه
اقتربت منه تنظر نحوه بقلق
لينا : آسر خد بالك من كل حاجة حواليك احنا منعرفش الاوامر اتغيرت ليه
اومأ لها بهدوء ليردف متسائلاً
آسر : انتي هتشاركي بنفسك فى العملية دي؟
لينا : لازم غصب عني …. احنا القوة اللى معانا هنا مش كبيرة و الانتربول مش داعمنا كفاية
نظر نحوها بقلق لتردف سريعاً
لينا : متفكرش حتى توجهلى اي نصايح ……. وفرهم لنفسك
اقترب منها بسرعة ليفاجئها بمحاصرة رأسها بين يديه طابعاً قبلة عميقة على جبهتها هاتفاً بعدها
آسر : فى أمان الله
لينا بتنهيدة : في أمان الله
وصلو جميعاً الى الميناء ليبدأ كلاً من طائف و آسر الاجراءات اللازمة لدخول الشحنة على دفعتين كلاً منهم يشرف على احداها ….. تم الامر و كان من نصيب طائف شحنة الاسلحة فى حين كان فى نصيب آسر الهيروين …….. مضى كل شيء بسلاسة اثارت القلق بنفس طائف ليصلو الى اخر خطوة قبل التحرك بالشحنتين ….. التفتيش لاخر مرة و فحصها … والتى من المقرر ان يتم القبض عليهم بعدها
بدأ ايقافهم و الشروع بفحص الشحنتين و النتيجة كانت …….
شحنة من الملح الانجليزي من نصيب آسر بدلاً من الهيروين المتفق عليه
و شحنة تحوي اسلحة حقاً لكنها عبارة عن لعب اطفال كانت من نصيب طائف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تجمد الجميع و ساد التوتر الجو لفترة ثم سرعان ما تم السماح للشحنتين بالتحرك و اكمال الاجراءات الباقية
نظر كلاً من آسر و طائف لبعضهم البعض و قد تأكدا اخيراً من كشفهم لدي ميشيل و ربما من يعلوه مكانة
توجه طوني و الينا نحو آسر للحديث و محاولة احتواء الموقف فى حين بحثوا جميعاً عن طائف بلا جدوي
تحرك هو بجنون نحو مكان واحد ……… قصر ميشيل … ليقتحمه بهوجاء و اعصاب فقدها لأول مرة … ففرصته الوحيدة للنجاة و بدء حياة جديدة قد فسدت تماماً بكشفهم جميعاً بل و تلك الرسالة التى قد وصلته بخبر وقوع آيات بين يدي ميشيل كان لها الفضل الاكبر بفقده لآخر ذرة من تعقله
فور دلوفه للداخل ادرك اخيراً عدم ممانعة اياً من افراد الامن له حتى وصل لداخل القصر ….. وقف بمنتصفه يصرخ بميشيل ليأتيه هذا الاخير هابطاً الدرج بهدوء مستفز و على وجهه اكبر ابتسامة
طائف بغضب ناري : ميشيل
ميشيل : اتأخرت ….. كنت متوقع توصل من عشر دقايق … بس المهم انك جيت
حدق به طائف بشراسة و غضب ليتجه سريعاً نحوه يمسك بتلابيبه هاتفاً بصراخ
ميشيل : فين آيات ……. مراتي فيييييين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجميع بمنزل طائف
طوني : انت بتستهبل يا مازن يعنى ايه خرجت … وازاى اصلاً تسمحلها تخرج ؟؟؟
مازن : جالها مسدج من ساعة بالظبط و اتوترت فجأة و بعدين قالتلى انها من طائف و طلب منها تقابله
آسر بغضب : و انت غبي عشان تصدق حاجة زي كده
لينا : ياجماعة ممكن تهدو شوية عشان نعرف نتصرف و بعدين ما يمكن فعلاً هي مع طائف
طوني : وادي التاني كمان مختفي و مش عارفين له سكة
علا : حاول معاه تاني كده يا ادهم يمكن يرد
اخري اتصال اخر بطائف لكن دون رد
طوني بغضب : مفيش فايدة برضو مبيردش
لينا بتفكير : تفتكر ميشيل له دخل
آسر : مفيش غيره اصلاً بعد اللى عمله معانا فى المينا
همت بالوقوف قائلة
لينا : يبقى مفيش حل غير اننا نروح و نتأكد بنفسنا
آسر : و انا معاكي
طوني : انا هفضل هنا و ابلغكم لو فى اى جديد
اومأ الجميع ليتحرك كلاً منهم الى خارج الفيلا و قبل ركوب السيارة و جدت من يهتف بإسمها
لينا : حازم ؟؟؟؟؟؟
اتجه نحوها لا يصدق رؤية حبيبته بمثل هذا المكان
حازم : لينا …. انتى انتي بتعملي ايه هنا ؟
لينا : انت اللى بتعمل ايه هنا ؟
آسر : حازم ؟
حازم : آسر ؟
لينا : انتو تعرفو بعض
آسر : كان هو و طائف صحاب
حازم : انتي بتعملى ايه هنا ؟
لينا : قضية
حازم : فى بيت طائف ؟
لينا : مش وقته يا حازم هفهمك بعدين …… لازم نتحرك دلوقتى لازم نلاقيها
حازم : السكرتيرة بتاعته ؟
انتبه الاثنان لحديثه ليردف مكملاً
حازم : فى عربية جت خدتها من هنا
نظر لينا و آسر لبعضهما البعض
لينا : متعرفش على فين ؟
حازم : انا استغربت من اللى بيحصل و حسيت ان فى حاجة غلط فمشيت وراهم …. راحو لمخزن قديم
آسر بسرعة : يبقى تعالا معانا و كفاية تضييع وقت
استقلو السيارة جميعاً لتتحرك لينا و تبدأ بالقيادة و بنفس الوقت اجرت اتصالاً بطوني
لينا : عرفت مكان آيات …. ميشيل خاطفها و اكيد طائف عنده ابعتلى قوة و روحله انت
ابعد ميشيل يد طائف عن ملابسه ليردف ببرود
ميشيل : تؤتؤتؤ ينفع كده برضو …… مش عيب تمد ايدك على اسيادك برضو
طتئف بغضب : اسيادي … الظاهر انك صدقت نفسك …… ده انا افعصك تحت جزمتي ……. واضح انك نسيت طائف العمرى يبقى مين و اللى يجي على حاجة تخصه ممكن يعمل فيه ايه
ميشيل : ومين قال انى جيت على اللى يخصك … كل الموضوع انى عايز مبادلة
طائف : مبادلة ؟؟؟
ميشيل : آيات قصاد حياتك و اني اعفو عنك و عن شغلك مع البوليس ولا فاكرني نايم على وداني
طائف بسخرية و غضب : و المفروض انى اقبل و اتمني العفو و السماح
ميشيل : التمنى ملوش داعي …. ثم اردف بخباثة …. آيات كفاية
طائف : عند امك
ميشيل بصدمة : افندم ؟؟؟
طائف : فين آيات ؟ عايز مراتي و اللي عندك اعمله
تحرك ميشيل ببرود ليجلس بأريحية
ميشيل ببساطة : يبقى مسيبتليش خيار تانى
شعر برجال ميشيل يحيطونه بالاسلحة من كل جانب ليحاول ان يستل سلاحه من خاصرته لكن اوقفه تقدمهم اكثر نحوه مهددين اياه بتصوبيه ان هم بأي حركة
طائف : طول عمرك جبان …. عمرك ما بتواجه راجل لراجل
تحرك ميشيل من جلسته ليقترب نحوه و يقف امام طائف قائلاً
ميشيل : مش بقف الا قدام اللى يستاهل ….. لكن اللي زيك …… ثم استخدم كلامات طائف قائلاً ….. افعصه بجزمتى …… آيات ليا و انت للموت
فاجأة طائف بلكمة اسقطته ارضاً لينقض بعدها عليه و يكيل له الكثير و الكثير منها وسط تأهب الرجال لاطلاق النار فى حين علت صرخات مختلطة من رجاله تخالطها اصوات اخرى تهتف بتوقف الجميع عن الحركة …… هدأ الجميع و جذب هذا الهدوء اهتمام طائف ليتوقف عما يفعله و يلتفت للخلف فيجد طوني و معه قوة من الشرطة تحتل المكان …….
طوني : كله مكانه …. المكان كله متأمن و محاصر اي حركة بموتكم كلكم …. ثم وجه انظاره لميشيل الملقى ارضاً غارقاً بدمائه ليردف بسخرية …….. الظاهر ان حظك وحش اوي برغم فشلنا معاك بس برضو وقعت
وقف طائف ينظر لطوني بتساؤل ليجيبه بتحركه ناحية ميشيل ليرفعه واضعاً يده خلف ظهره بقوة هاتفاً
طوني : حضرتك متهم بخطف السيدة آيات رأفت حرم السيد طائف العمري + تورطك بأعمال مشبوهة لا تعد ولا تحصى … من حقك تتكلم فى وجود محاميك … ثم اردف بسخرية ….. رغم انى مظنش انه هيجي بفايدة …. حكم الاعدام مستنيك
ميشيل بغضب و ثوران : ملكوش سلطة هنا كل ده باطل
اشار طوني بإتحاه افراد الشرطة ليردف
طوني : شايف دول …… دول الانتربول بنفسهم ….. شوفت بقى انت مهم ازاى عندنا
ثم دفعه بقسوة ليتحرك الى الامام …. ظل طائف يقف بمكانه يراقب الوضع بذهول فكيف تم اصدار الامر بالقبض عليه رغم فشلهم بخطتهم و كشفهم لكن سرعان ما فاق من صدمته معترضاً طريقهم بقوة هاتفاً
طائف : آيات ….. مش هيمشي من هنا غير لما اعرف مكانها
طوني مطمئناً : اطمن عرفنا مكانها و هي دلوقتي فى الفيلا
بفيلا طائف
مدت علا بكأس من شراب دافئ نحو آيات لتلتقطه الاخرى بأيدي مرتجفة شاكرة
جلست كلاً من علا و لينا بجانبها فى محاولة لتهدئتها
علا : خلاص يا حبيبتي كل حاجة انتهت و انتى فى امان
ارتشفت آيات القليل من الشراب لتهتف بعدها بقلق
آيات : طائف ؟
آسر بحنان : اطمنى … ادهم لسة مكلمني و طمنى انه بخير و انهم قبضو كمان على ميشيل
نظرت نحوه بدهشة لتردف
آيات : ازاى بعد اللى حصل ؟
لينا : و احنا فى الطريق ليكي رئيسنا كمال بيه اتصل و بلغني انهم مسكو شحنة حاول اندريه انه يهربها بنفسه من ايطاليا و بعدها حاول يهرب من هناك … شكله عرف بخصوص كون طوني من البوليس و اتوتر …. الغبي اتمسك فى المطار فى نفس الوقت اللى الشحنة بتاعته اتمسكت فيه
علا : و طبعاً بغباءه اعترف بكل حاجة و جاب سيرة ميشيل
آيات بدهشة : معقول بالسهولة دي
لينا بضحك : ربنا مش بيسيب …. سبحان الله
سمعت صراخه بإسمها بمجرد دلوفه الفيلا لتنتفض تاركة الكوب من يدها متجه نحو الصوت و فور ما رأته امامها سليم معافى ارتمت بأحضانه باكية ليشتد هو على عناقها و قد احتلت ملامحه الراحة و الهدوء لوجودها اخيراً بين ذراعيه بأمان
بعد عودة طائف بسلام و مراقبة الجميع لهم بأحضان بعضهم البعض همس آسر للينا بالخروج معه للحديث … امتثلت لأمره و استأذن كلاهما للذهاب
خرجا معاً ليستقلا السيارة …. قادها لفترة حتى توقف بمكان ما …… و اتجه نحوها بحديثه ليردف بجدية
آسر : ممكن بقى يا انسة نهى و بكل هدوء كده افهم ايه علاقتك بحازم؟
لينا بثقة : كنا زمايل فى الكلية و كان بيحبني
آسر : و انتي ؟
لينا : كان شعور من طرف واحد بس
آسر بتوجس : افهم من كده ان مكنش فيه اى حاجة من ناحيتك
حركت رأسها بالنفي متجاهلة وقوعها حينها بحب طائف و تسببها بخلاف بينهم و كراهية من طرف حازم نحو طائف استمرت حتى هذا اليوم …. ظل ينظر نحوها بقلق لكن نظرة الثقة و التى وجدها بعيناها وضعت بداخله ثقة مماثلة ان ما تنطق به هو الحق
تحول قلقه لابتسامة واسعة قبل ان يعيد تشغيل السيارة مردفاً بحماس
آسر : عايزك اول ما ننزل مصر تخديلي ميعاد من السيد الوالد عشان نحدد ميعاد الفرح
نظرت نحوه بدهشة لتردف ببلاهة
لينا : نععععم ؟
اخيراً انتهي الامر ليبقى امر واحد هو اخذ اقوالهم بمجرد العودة الى البلاد ….. غادر الجميع لتظل آيات بأحضانه قبل ان تجده يبعدها عنه قليلاً هاتفاً بتأنيب
طائف : ممكن اعرف بقى انتي ايه اللى وداكي لميشيل ؟
اخفضت انظارها ارضاً لتتحرك بعدها ملتقطة هاتفها حتى فتحت رسالة ما به و دفعت به اتجاه طائف
قرأ طائف فحواها لينظر نحوها بغضب
طائف : وانتي زي الهبلة صدقتي
آيات بدفاع : عايزه يقولى انك فى ايده و ممكن يإذيك وانى السبيل الوحيد فى مساعدتك و ارفض
طائف بتهكم : لا .. تروحي ترمي نفسك فى النار
ظلت تنظر له بأسف لتعود لاحضانه هامسة
آيات : المهم اكون معاك
طائف : ده جنان …. رغم انى حذرتك اكتر من مرة لكن مفيش فايدة فيكي
آيات برجاء : خلاص بقى
تنهد بإستسلام ليحيطها بذراعيه مقبلاً اعلي رأسها هامساً …. مسترجعاً مشاعره و خوفه الذي تملكه لاول مرة من فقدان احدهم ….. اغمض عيناه بقوة ثم سرعان ما فتحهم و قد امتلأتا بالدموع