ترفيهمسلسل مليكتي

مسلسل مليكتي الحلقة 25و26

الحلقه الخامسـه والعشرون

ظلـت تصرخ في هيستيريـا،عنـدما سلـط سيـف السلاح أمـام والدها،ومـا أن أطلق النـار عليه حتي هتـفت في صـراخ دوي في أرجـاء المكان،بعد أن فقـدت القدره علي الوقوف ثم سقطـت أرضـاً ،صارخـه….
-دادي!
نظـر لها سيـف في ألـم وهو يجـول ببـصره بينهـا وبين والدهـا،المُلقي صريعاً علي الأرض،وهنـا هتف سيـف بنبرآت مزمجـره وهو يوجـه حديثـه لمعتـز قائلاً….
-هـا أرتاحـت ،،خلصنـا بقا من أم المخطط دا،،عاوزين أيه تاني!
رمقـه معتـز بنبرآت متوتـره وهـو ينظـر لعين سيـف الحمـراوتين متابعاً…
-لسـه المقبـره…واللي مفتـاحـها مـراتك.
ألتفـت سيـف ببصـره إلي مليـكه الملقـاه علي الأرض،متابعـاً وهو يهرول ناحيتهـا قائلاً….
-ومـراتي هي بقا اللي هتوصلـك للمقبـره.
أردف معتـز متابعاً في ثقـه وهو يقترب منهم ثم جثي علي الأرض،قائلاً…
-دي هي الأسـاس.
في تلـك اللحظه قام سيـف بضمها إلي ذراعيه في قـوه وهو يـردف قائلاً…..
-وأيه الدور اللي هتقـوم بيه.
نظـر له معتـز متابعـاً في شـرح….
-دا دورها كبير أوي،يا سيـف..أنا بقـا هفهمـك،،السؤال اللي محيركـم من زمـان..اللي هـو أيه علاقه مليكـه بإكتشـاف المقبره،،بصي يا سيـدي.
رمقـه سيـف بنظـرات ترقب وهو يتحسـس جيب بنطالـه في هـدوء،بينما أردف معتـز قائلاً…
-السلسله اللي كانت لبساها مليكـه،،بتكون مفتـاح المقبره الأم،،بس المشكـله هنا أن مش أي حد يقدر يوصلها،ودا اللي توصلنا ليه مؤخـراً،لأن السلسله ببصمـات أيد الحلـوه..حاولنا مع السلسلـه بكل الطرق،،بس الواضح أن حيـاه كان عندها مخ عبقـري،وقدرت تقرأ المستقبل،،وعلشان المقبـره دي تتفتـح لازم مليـكه تضغط علي العيـن السحـريه الموجـوده جـنب السلسلـه،لأن في إحتمال من الإتنين،أن يكون السلسله دي جـواهـا حاجـه،،أو فيها إشاره زي البوصلـه لمكان المقبـره،هـا عرفت عاوزين من مـراتك أيه،بس مجـرد ضغطـه علي العين السحريه الموجـوده في السلسله وإحنـا هنقـوم بالباقي،وساعتها هنكافئـك علي حُسن تعاونك معانا وهتخرج من هنا بأمـان أنـت وهـي.
جحظـت عيناي سيـف بشـده ممـا يسمـع ،ثم أردف متابعاً من بين ذهوله….
-يـا ولاد الكلـب.
في تلك اللحظه أطلـق معتـز ضحكـه عاليـه متابعـاً في خبـث…
-إنت فاكـر،أن مفيش حد ذكـي غيرك!.،،لا تبقي غلطـان.
رمقـه سيـف بنظـرات ناريه ،ثم حـاول إفاقـه زوجته بينمـا هتف معتـز قائلاً في جمـود…
-مفيش داعي أنك تفوقها حالياً،،ودلوقتي مطلوب منـك تتخلص من جثـه جلال في أي مكان.
صـرخ سيـف بنبرآت متشنجـه وهو يهتف قائلاً..
-عاوزني أمـوته وكمان أرميـه في أي حتـه.
-دا أمـر ولازم يتنفـذ وترجع تاني في خلال ربع ساعـه،أمـا بالنسبـه للحلـوه ف أحنـا هنستضيفها لحد ما أنت ترجع ونفـذ المهمـه.
تابـع سيـف مكملاً بنبرآت صـارمـه…
-هاخـدها معايا،وهترجـع بردو معايـا.
أردف معتـز متابعاً وهو يواليـه ظهره مبتعـداً عنه..
-أنا قلـت اللي عندي،لو باقي علي حياتك وحياتهـا.
نظـر لها سيـف في إشفـاق وهو يربت علي خصلات شعـرها في آلم متابعاً بهمسـاً في أذنها ،وكان صوته غير مسموع بالمـره قائلاً…
-سامحينـي،،أحيـاناً الظـروف بتجبر الإنسـان أنـه ينحنـي ليهـا،وبيضطـر يرضي بالذُل لمجـرد أنـه أرتكـب خطأ في حياتـه،،ورغـم أنه مبيكنش قاصـد يرتكبـه،بس بيضـر ناس موجـوده في حياته لمجـرد أنهم حبوه،،بس صدقينـي وحياه ضعفـي وقله حيلتي قـدامهم علشان أحميكـي ونظـرات الإنكسـار اللي وجهتيهالـي،،لأبكيهم بدل الدمـوع حسـره.
كـان يدرك جيـداً أنهـا لا تستمع مطلقاً إلي حديثه ولكنه أراد أن يُفرغ ما بداخله من وجـع،ثم قام بإدخال يده في جيب بنطاله،وقام بإلباسهـا خاتماً في أحد أصابعهـا وهو يضـع قبله علي جبينها،متابعاً وسط نظرات معتـز المُستغربه لما يفعل،قائلاً….
-عاوز مكان أحطـها فيه ومحدش يدخله،لحد ما أرجـع،ولو عاوزني أنفذ اللي إنت عاوزه بالحـرف،متحاولش تثير غضبـي.
أردف معتـز متابعاً في هدوء وهو يُشير إلي أحـد الأبواب قائلاً…
-هنـا.
نظـر سيـف إلي حيث يشير ثم قام بحملها بين ذراعيـه متجهاً إلي داخل هذه الحجره البسيطـه ثم دثرها في الفراش وهو يُغلق جميع النوافـذ في هدوء،،ثم دلف خارج الغرفه بعد أن أحكم قفلـه بالمفتاح،وما أن أنتهي حتي وضـع هذا المفتاح في ستـره بنطاله وهو يتجـه ناحيه جلال المُلقي علي الأرض،وهنـا قام بحمله بيـن ذراعيـه وقبـل أن يتجـه إلي سيارته،سمـع صوتاً يردُف في ذهـول….
-عمـي جلال!!!…سيـف أيه اللي بيحصـل دا!
أردف مـازن بتلك الكلمـات في حيـن نظـر سيـف له بذهول وهو يتابـع ،بنبرآت متسائلـه…
-مـازن أيه اللي جايبك هنا!..وتعرف المكـان دا منين أصلاً!.
وقبـل أن يُجب مـازن علي سؤالـه،هتـف عـادل متابعاً وهو يتجـه داخل هذه الساحه…
-مـازن ابني…جـديده عليك دي، أنا عارف.
نظـر سيـف له متابعاً في شـك…
-وإنت مين بقـا.
أطلق عادل ضحكه عاليه وهو يتابع قائلاً…
-انا قاتل حياه،وانا اللي امرتهـم يقتلوا جلال من خلالـك،وكُل دا بأمـر من الريس الكبيـر،،بس دا بقا محدش يقدر يشوفـه غير اللي هو راضـي عنه،،وعلشان تقدر تقابله لازم تنفـذ تعليماته كُلها بالحـرف.
شـرد سيـف في حديث هذا الرجل للحظـات ثم تابع وهو يجـول ببصره بينهم….
-وكلكوا بقا طابخينهـا مع بعض،وإنت يا مـازن بتستغفلنا،وداخل بينا علشان تنقلهم معلومـات.
هـتف مـازن متابعاً بنبرآت مختنقـه…
-صدقني يا سيـف انا معنديـش علم ،بأي حاجه بتحصل هنا،،أنا أتجوزت مـايا علشان بحبها ،صدقني عمـري ما فكرت أتجسس عليكـم.
نظـر له سيـف في ثبـات ثم تابع بنبرآت جامـده،وهو يتجـه بجلال القابع بين ذراعيه ناحيه سيارته..قائلاً….
-هخلص من جثتـه وراجع،ومحـدش يفكـر ،يقرب ناحيه الباب دا.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أتجـه مسرعاً إلي سيارتـه وقادها منطلقاً….
——-
-مش بيـرد يا أمي ،مبيردش.
أردفت مادليـن بتلك الكلمات وهي تهـزي داخل حجره والدتها ذهاباً وإياباً،وقد بدي التوتر جلياً علي ملامحها ونبرآت صوتها،بينمـا تابعـت السيـده ألفـت قائله في هـدوء….
-أهـدي يا مـادلين ،مش هو أكدلك أن جلال برا الموضـوع،وبعدين دا أنا يـاما حذرتك أنك تبعدي عن الموضوع دا،ومسمعتيـش كلامـي.
زفـرت مادلين في ضـيق وهي تصرخ بها قائلـه…
-أنا في دلوقتـي يا ماما ،،ومش قادره أستحمل غيبـه جلال،وبعدين الحيوان اللي اسمـه عادل قافل تليفونه ليه.
نظـرت لها ألفت في ضيـق وهي تهتف متجهـه خارج الغرفه..
-ربنا معـاه،،ويهديكي من اللي بتعمليـه.
——
-ياربي كُلهم تليفوناتهم أتقفلت مره واحـده كدا!
أردفت مايا بتلـك الكلمات وهي تحتضـن طفلتها في قلـق متابعـه….
-استـر يارب،،وإنت يا مـازن يا تـري رحت فين وسبتني في قلقي عليـك دا!.
——–
قـام عـادل بجذبه من ذراعه متجهاً بـه إلي غـرفه مكتبه الموجوده داخل هذا المبني القديـم،وهنـا هتف مـازن متابعاً في ضيـق….
-إنت أزاي بالقسـاوه دي،،ذنبه أيه جلال علشان تقتلـه..وذنب مليـكه أيه ،تدفـع تمن حقدكم هي ليه!،،وبعدين من أمتـي سيـف بيتعامل معاكـم!.
نظـر له عادل في ثبـات ثم أردف بنبرآت حـازمه،قائلاً…
-هيتعـامل معانا من النهاردا ،ومتدخلش نفسـك في الموضـوع دا يا مـازن،وخاف علي مراتك وبنتـك،،واحنا عاوزين من مليـكه مهمـه واحده وهنفـكر نسيبها.
رمقـه مـازن بنظـرات غاضبـه،متابعـاً…
-ويا تـري أيه المهمه دي يا بابا!.
تابـع عـادل حديثه وهو يُخرج القلاده من جيب بنطالـه مردداً….
-بصمـه من صوابعـها الحلوين للسلسلـه دي.
ظـل مـازن مُسلط نظـره إلي هذه القلاده وهو يهتـف في تساؤل قائلاً…
-وأيه السلسلـه دي!
-دي يا سيدي سلسله مليـكه اللي هتمكنـا من الوصول للمقبـره.
أردف عـادل مكملاً لحديثه،بينمـا تابع مـازن قائلاً وهو يتجـه خارج الغرفه….
-لو سمـحت يا بابا ،،كفايه أذيـه،،وسيب مليـكه في حالهـا،،هي عاشت طول حياتها من غير حُضن أم بسببك،لا ومكتفتش بكـدا ،أنت استكترت عليها حُضن أبوها كمان فقتلـته،،ولعلمك لو مسيبتش مليـكه في ظرف يوم واحد انا هبلغ البوليـس،،ها هتقتلنـي أنا كمان زيهم،،سلام.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أتجـه مسـرعاً خارج الحجره،وهو يعـزم علي تنفيذ ما هـدد به والـده…
——
إستعـادت مليـكه وعيـهـا وهي تجول ببصرها في جميـع أنحـاء الغـرفه،وقـد تذكرت مـا حدث لوالـدها قبل قليـل فأخـذت تصرخ في نحيـب وهي تُهرول ناحيه باب الحجـره متابعـه بنبرآت منكـسره….
-بابا…أفتحـولي الباب دا،،أنا عاوزه بابا حالاً…أفتحـوا البـاب،،أفتـح يا سيـف،صدقنـي هقتلك يا حقيـر،،كلكوا كلاب،،أفتحولـي.
ظلـت تنتحـب علي حال والدها وهي تطرق الباب بقبضـه يدها ،طـرقات متواليـه،وما هي إلا لحظـات حتي قدم أحـد الرجال متابعاً بصوتـاً رخيمـاً…
-أخـرسي يا بـت إنت،مسمعلكـيش صوت.
أردفـت مليـكه متابعـه بطريقه هيستيريه …
-بقولك أفتحلي البـاب دا،،حـرام عليكم بقا كفايه أخدتوا ماما وبابا منـي ،،ربنـا ياخدكم،،وحسبي الله ونعم الوكيـل.
ومـا أن أنهت حديثها حتي أنهـارت أرضـاً وهي تضع يدها علي فمهـا متابعـه بصريخ،ونبرآت غير مستوعـبه….
-سيـف!،،سيـف يقتـل بابا طب أزاي!.
فـي تلك اللحظـه إتخـذت هي وضـع الجنيـن في تلك الغرفه المُظلمـه والتي تسلل إليها الضـوء خِلسـه،وهي تبكي وعلي صوت شهقاتها متابعـه في وهـن….
-كنت عارفه إني هحبـه بجد في يوم من الأيـام،كنت واثقـه أنه عمـره ما هيـخـذلني،بس هو خلاني عشقتـه ولمسـت النجوم بإيدي،كنت حاسه إني شبـه بنت علي حافـه الموت والضعف قتلها،وفي لحظـه انقذها هو وكأنـه روح ودبـت فيها…صح هو كان الروح وفجأه جرحني وباع جـروحي علشـان الفلوس؟!..وأخـر المطاف أذاني في الحاجـه الوحيده اللي كانت بقيالي في الدنيـا دي “بابا”… بس أنا هنتقـم منه لازم يعـرف أن الضعيـفه دي فاقت،من غيبـوبه ضعفـها بجبروت،وهـو أول هدف لإرضاء جبروتها!!.
ومـا أن أنتهـت من حديثها،حتـي مسحت وجنتيها في جمـود وهي تنهـض من جـديد،ثم أخذت تطـرق مجدداً علي هذا الباب في عنفـوان…..
——–
-قـام سيـف بإلقاء هـذا التابـوت في النهـر،وهو ينظـر في شـرود إلي ما حـدث قبل قليل ،،ثم ألقي نظـره أخيره إلي التابوت والمـاء تبتلعـه وهو يـزفر في ألـم قائلاً…
-سلام.
فـي تلك اللحظه أسرع سيـف متجهاً إلي سيـارته،ثم قادها مجدداً إلي ذاك المكان ،حتي لا يترك زوجتـه بينهم ….
——
-مـازن إنت كـنت فين!!!..وفين أونكـل جلال!.
وهنـا جلس مـازن علي أقرب مقعـد قابلـه،واضعاً رأسـه بين يديه،ثم هتـف بنبرآت مختنقـه….
-أونكـل جلال مات يا مـايا،،مش قـادر أصـدق!.
نظـرت له مايـا في ذهول ثم هتفـت بنبرآت صارخه…
-مـات!..أيه الهبل اللي إنت بتقـوله دا،،دا لسه كان بيكلمنـي،،بصلي يا مـازن وقول أنك بتهزر!!
أردف مـازن بنبرآت مختنقـه وقد فرت عَبره علي وجهـه في ضـيق…
-لا مش بهـزر يا مـايا…واللي قتلـه سيـف وبضغط من أبويا،وحاليـاً هم خاطفين مليـكه،أنا مخي وقف مش قـادر أفكـر ،ولازم ألاقـي حل وأساعـدهم في أسرع وقـت.
ظلـت مـايا تنظـر له في صدمه دون أن تنطـق بكلمـه واحـده،في حيـن تابع مـازن قائلاً…
-سـاعدينـي يا مايا،،مش قـادر أفـكر.
جلسـت مايـا بجانبه علي الفراش وهي تـردف في نبرآت مختنقـه…
-عمي جلال مات وسيـف هو اللي قتلـه،ومليـكه أتخطفت،،وعـاوزني أفـكر يا مـازن وأبوك القـاتل.
وهنـا هتفت بصريخ وهي تضرب بقبضـه يديها صدره قائله..
-أبوك هو القاتل الأول يا مـازن…من ساعه ما دخلتوا حياتنـا وإحنا بنتوجع بسببكـم،،أنا بكرهك..بكـرهك وهاخد بنتي ومش هخليـك تشوفها لحظـه واحده،ولو أختي مرجعتليش في أقـرب وقـت هبلغ البوليس عنكم،أنت فاهم.
وفي تلك اللحظه نهضت من مجلسـها،ثم قامت بحمل أبنتهـا متجهه إلي خارج الغـرفه،في حين أسرع هو إليـها ثم جثي علي ركبتـيه ،ممسكاً كفيها في بنبرآت متألمـه..
-بالله عليكِ،متسيبينيـش يا مـايا ،أنا ما صدقـت لقيتك،أقفـي جنبي وساعدينـي أكشف الحقيقه وأنقـذ مليـكه،،بس بالعقل علشـان هي متتـأذيش.
شـردت مايا قليلاً في حديثه ثم أردفت متابعـه ،ببكائاً مريراً،،قائلـه…
-ونـاوي تعمـل أيه يـا مازن.
عـدّل مازن من وضعيته وهو يُغلق باب الحجـره متابعاً في حسـم…
-أنا هقولـك.
——
دلـف سيـف مجدداً داخل هـذا المـكان المهجـور ،وهـو يتجـه داخل أروقته ناظـراً له في تأمـل وتركيـز واضـح وكأنـه يُفكر في شيئـاً مـا،،وفي تلك اللحظـه نظـر سيـف إلي أحـد الغرف في هـدوء،ثم أتجـه ناحيتها وشـرع في فتـح المزلاج،وهنـا قام معتـز بإمسـاك كفه متابعاً في جمـود…
-ممنـوع.
نظـر له سيـف في ثبـات،ثم أردف وهو يُزيح يده قائلاً….
-وممنـوع ليـه!.
-علشـان دي أوضـه البوص الكبيـر،ومينفعش حد يدخلها غير بأمـره،وأنصحـك أنك متحاولـش.
أردف معتز بتلك الكلمـات وهو يبتعـد معه بعيداً عن هذا البـاب في حين أكمل معتـز قائلاً بثبـات…
-ودلوقتـي تقدر تستريح في الأوضـه اللي موجـوده فيها مراتك،وياريت تهديها شويـه علشـان،مش عاوزه تبطـل صريـخ،وبـكرا هنبدأ ننفـذ مهمتـها.
رمقـه سيـف بنظـرات شـك وهو يواليـه ظهره متابعاً في صـرامـه…
-ماشي.
إنطـلق سيـف متجهـاً إلي الحجره التي تجلـس بها مليـكه،وما أن دلف داخلها حتي هرولـت هي ناحيتـه بأعينناً يتطايـر منها الشرار،متابعـه في صـريخ…
-لسـه عاوز أيه تاني يا حقيـر …دا أنا هقتلـك ،زي ما كسرت قلبي علي بابا ،،أنت أقذر بني آدم عرفتـه في حياتي.
وأثنـاء حديثهـا وجدت أمامها سكينـاً موضوعاً علي أحد الطاولات ثم أمسكـته متابعـه في صريخ وهي تتجـه ناحيه سيـف،قائلـه….
-لازم تموت دلوقتـي،لو فاكر إني هعيطلك علشان تسيبني أمشـي تبقي غلطـان.
ثم شرعت في مـد السكيـن أمامه مباشره في حيـن قام هو بإمسـاك يدها ثم القي السكيـن منـه أرضـاً وهو يهتف في حنـو قائلاً…
-مليـكه أهـدي.
أخـذت مليـكه تصـرخ بـه وهي تحاول جاهده أن تحرر يدها من قبضتـه،،ثم تابعت بنبرآت ناريه…
-سيـب إيـدي يا قذر.
قـام سيـف بضمـها له في ألـم،وقبل أن يردف هاتفاً ،لمـح أحد كاميـرات المـراقبه،في جانب من سقـف الغرفه،كانت الكّاميره ضئيلـه الحجم وبالقرب من المصبـاح الكهربي،ولكـن أستطاع سيـف بذكائه لمحها،وهنـا أردف متابعـاً بنبرآت مزمجـره…
-أه انا قتلـت والدك،،وقريب أوي هقتلـك ،،وهـاخـد كل فلوسـك،،وهسـاعدهم في إكتشـاف المقبـره،،إنتِ فاكره إني بحبك والكلام دا،،لا يا حلـوه الحب مش بيأكل عيـش،،بس الفلوس بترفعنـا لفوق أوي.
وهنـا قامت مليـكه بالبـثق علي وجهـه متابعـه في صـريخ…
-اه يا زبالـه،،ربنا ينتقـم منك،،أوعـي تكون فاكر أنك هتنتصـر كدا لمجـرد أنك أستقويـت عليا وقتلـت بابا لا يا سيـف لازم تعـرف أن كسـره القلب،ليهـا قصاص،وربنـا قال ولكـم في القصاص حياه،،فأنا مش زعلانـه علي أي حاجه خسـرتها،لأنـي واثقـه أوي في جبروت ربنا علي كل ظالـم وتنفيـذ عدالتـه مهما كـان الظلـم دهـر.
ومـا أن أنهـت حديثـها حتي أتجهـت إلي أحـد زوايا الحجـره ،ثم جلسـت بها وتنسـاب الدموع علي وجنتيها مجدداً ولكن بنبرآت مكتومه،،بينما قام هو بالجلوس إلي أحـد المقاعد وهو مُسلـط عينيـه عليها في حـزن….
——
-زي مـا سمعتـي يا مـادلين هانم،،جـوزك مات،،واللي قتلـه الزفت اللي إنتِ أجرتيـه.
أردف عـادل بتلـك الكلمـات في حين هتـفت مادلين بصريـخ وهي تسقـط أرضـاً من شده الصـدمه متابعـه….
-لا يا عـادل أنـت بتكذب عليا،،جلال ممـاتش،وأنت وعدتني أنه هيرجعلـي بخير.
أسـرعت والدتها متجـهه إليـها ثم قامت بإحتضـانها في فـزع مـردده بعد أن وجـدت أبنتها بتلك الحاله وقد سقط منها الهـاتف أرضـاً….
-مادليـن،،بنتـي!….أيه اللي حصـل!.
نظـرت لها مادليـن في صـدمه وهي تلطـم وجههـا في صريخ….
-جلال ممـاتش،،مماتش لا…عـادل الكلب دا كذاب،،مستحيـل ،،هم بيكذبوا عليا صح يا ماما.
نظـرت لها ألفـت في ذهول وهي تضـع يدهـا علي فمهـا متابعـه….
-جلال مـات!.
——-
نظـر عـادل إلي الهاتف ليجد الإتصال قـد إنقطع وهنا قـام بإخـراج تلك القلاده من ستره بدلتـه،متابعاً في خبـث…
-كدا اللعبـه أحلـوت،،ومـادلين هتقـدر تاخد ميراث جوزها المرحـوم وتحل عننـا،،وإحنا بقا نركز مع اللي هنحصـده من المقبـره.
ومـا أن أنهـي حديثه حتي قام بتقبيـل القلاده في خبـث،،ثم وضعـها داخل الدرج الخاص بمكتبـه،وأتجـه علي الفور إلي غرفتـه….
——-
أستمـع مـازن إلي كل مـا دار بين والـده وتلك الأفعـي وما أن رأي والده يشرُع في الدلوف خارج الحجره،حتي قام بالإختبـاء علي الفـور ،،بينمـا هتـف مـازن متابعـاً في صـدمه…
-مادليـن!!!.
ولكـنه أفاق من صدمته مجدداً وقرر الدلوف داخل مكتب والده ،،وبالفعـل دلف داخل المكتـب بكل سهوله فهو علي علم بكل ما يخص والده،وفي تلـك اللحظـه بدأ بالبحـث عن هذه القلاده في عجالـه من أمـره وبعد عـده دقائـق من البحـث وجدها في أحد أدراج والـده المُخصصـه بكل الأوراق الهامـه به،وهنـا قام مـازن بوضعـها في جيب بنطاله ثم أتجـه مسـرعاً خارج المكتب وهو يلتقـط أنفاسـه أخيراً،،ثـم أسرع الخُطي إلي غرفته مجدداً،وما أن أغلق الباب حتـي هتف بنبرآت مضطربه قائلاً….
-الحمدلله،،وصلت للسلسلـه.
نظـرت له مـايا في ذهـول وهي تنظر في مُقلتي عينيـه مباشـره،،متابعـه بنبرآت متوتـره…
-بجد يا مـازن.
أبتسم لها مازن في هـدوء من بين قلقـه متابعاً في ثـقه،وهو يمـد يده لها قائلاً….
-اهي يا مايا،،بس أنا لازم أنزل حالاً الحق سيـف ومليـكه،،انا متأكد أن سيـف ملوش ذنب في كل اللي بيحصل دا وهو اللي هيساعـدني أني أنقذ مليـكه،،وإنتِ أقفلـي الباب عليكي بالمفتـاح ،،هرجعلك علي طول مش هتأخـر.
أومـأت مايا برأسها إيجاباً وهي تهتف له بنبرآت أمتنـان…
-شكراً أوي يا مـازن.
وهنا قام مازن بطبع قبله سريعه علي جبينها ،،ثم أتجـه عائـداً إلي هذا القصر المهجـور…
——
ظـل جالسـاً علي هذا المقـعد وهو شارد الذهن في الوصـول إلي حلاً لتلك المعضلـه في أسـرع وقـت وبينمـا هو شارد الذهن وجـد هاتفـه يُعلن عن إتصالاً وما ان رأي المُتصل حتي هتف في خـفوت وهو ينظـر إتجـاه مليـكه التي كانت شارده في عالمـاً أخـر…
-مـازن!.
زفـر سيـف في ضـيق وهو يجـز علي اسنانه،،فهـو يظن أن مـازن دبر مع والده للإيقـاع بهم،،فقرر علي الفـور تجاهل إتصالـه حتي لا يكشف عن غضبـه العارم وكلماته المنتقمـه أمام تلك الكاميرا ،التي وبلا شـك تسجل كل ما يحدث داخل الغـرفه….
ظـل مـازن يُكرر إتصاله،وما ان يأس من عـدم إجابته حتي قام بإرسال رساله نصيـه له،،يُخبره فيها أنه في طريقـه لمساعدتهم علي الهـرب وبحوذتـه تلك القلاده الخاصـه بمليـكه….
ذُهل سيـف مما يري من فحـوي هذه الرساله ثم اردف متابعاً في نفسـه….
-معقـول كلامـه دا صحيح،،طيب وليه مازن عاوز يساعدنا،،وهو اللي ساعد باباه علشان يوصلولنـا.
وهنـا فكر سيـف لبعض الوقـت ثم خطـرت في ذهنـه فكـره،في تلك اللحظـه أتجه مسرعـاً إلي الكابل الخاص بالإضـاءه ثم قام بإطفائـه علي الفور ،وهنا ألتفـتت مليـكه متابعه في قلـق…
-أنت بتعمـل ايه!
-عادي هنام ومبحبش النـور.
هتف سيـف بتلك الكلمـات في حين قـام بإحضار مقعـداً ثم صعـد إلي مصبـاح الإناره وقام بوضـع أحـد الأقمشـه الموضوعه داخل الحجره علي كاميره المراقبـه تلك وما أن هبط إلي الأرض مجدداً حتي عاود كبس المصبـاح ليُنير مره أخري وهو يضع أصبعـه علي فمـه وهو ينظـر لها قائلاً بحركات الإشاره….
-هششش.
إستغربت مليـكه ممـا يفعل ،،ولا تعلم أنه قام بحجب الرؤيـه عن كاميره المراقبه تلك،،ليظـن المراقب أنه مازال غالقاً لأضـواء الغـرفه….
—–
أتجـه مـازن إلي هذا القصر مجدداً ،،ثم أحذ يُهرول إلي تلك الغـرفه،وهو يهتـف بنبرآت خافتـه قائلاً…
-أفتـح يا سيـف بسرعه،،قبـل ما يرجعوا.
وهنـا قام سيـف بالإقتـراب من باب الحجره،،ثم قام بفتحـه في هدوء شديد ليجد مـازن واقفـاً أمامه وهو يهتـف بنبرآت متوتـره….
-هات مليـكه ويلا بسـرعه يا سيـف.
نظـر له سيـف بإستغراب شديد علي ما يفعلـه،،ثم أكمل متابعاً بنبرآت متسائلـه…
-أمال فين الرجاله اللي كـانوا بيحرسوا المكان!.
-جبتلهم أكل وقولت أن والدي اللي باعتـه،وحطيت فيه مُخدر.
رمقـه سيـف بهـدوء شـديد ثم أتجه مجدداً داخل الغرفه وهو يقتـرب من مليـكه،،متابعاً وهو يضـع يده علي فمها ليمنعها من الهتـاف….
-مليـكه أوعي تعملي صوت علشـان أنا هخرجك من هنا.
ظلـت مليـكه تتلوي بين ذراعيه وهي تحاول جاهـده أن تُزيح قبضه يده من علي فمها،،بينمـا قام هو بسحبهـا خارج الحجـره وأنطلقـا مسرعيـن بصحبـه مازن خارج هذا المنـزل المهجور،،ومـا أن دلفـوا خارجه ،حتي ركبوا السيـاره منطلقين،وهنا قام سيـف بتحرير يده من علي ثغرها متابعاً في ثبـات،وهو ممسكا. بها…
-ممكن أفهم يا مـازن أنت بتعمل كدا ليه!..وبتساعدنا نهرب من باباك.
نظـر له مـازن من مرآه السيـاره متابعاً في ضيـق..
-علشـان انا يا سيـف مش بالشـر دا،،كُل حلمي أعيش حياه سعيده مع مراتي وبنتـي،،ومليـكه بتمثل لمراتي الحيـاه،،وانا مقدرش أشوف مراتي بتروح مني،والأهم أن بابا لازم حد يوقفـه عند حده،وهو أكيد لازم يتحاسـب علي كُل اللي عمله.
نظـر له سيـف في تفهم في حين تابعت مليـكه في صريـخ ونبرآت جامده…
-كلكم زباله،،وخاينيـن ،،وأنت كلب يا سيـف،،ولو عاوز تقتلني نزلنـي هنا.
شرعـت مليـكه في فتح باب السيـاره وهي تصرخ في حين قام سيـف بٱحتضانها مـردداً….
-صدقيني أنا مش كدا…أهـدي لو سمحتي.
ولكنها لم تتوقف وظلت تضربه بقبضـه يدها في صـراخ قائلـه…
-أنـت واخـدني علي فين سيبني بقا،أنت أيه مش بني آدم!.
نظـر لها سيـف في ثبـات وهو يجذبها أكثر إلي أحضانه بنبرآت هادئه مـردداً…
-لا أنا عـاشق.
ظلـت مليـكه تصرخ به في وجـع وهو لا يرد علي حديثها أبداً فقد أخذ ما يستحق من السبـاب،ولكن هذا ردها الطبيعي علي قاتل والدها كما تظن…
-وبعد مـرور النصـف ساعـه هتف سيـف متابعاً بنبره ثابتـه لمازن،،قائلاً…
مـازن أدخل من الطريق دا واول عمـاره هتقابلك أقف عندها.
أنصـاع مـازن لحديثه،،وبالفعل وقف مباشـره أمام تلك العماره،ثم ترجلوا من السيـاره مسرعيـن،داخل تلك البنايه القديمه الأزل،،وسط نظـرات مليـكه الخائفـه،،بينمـا قام هو بفتـح أحد الشقـق داخل تلك البنايه،،ثم دلفـوا داخلها،وهنا هتفت مليـكه في صريخ….
-أنت جايبنـي هنا ليـه يا حقير أنت…
وقبـل أن تُكمل حديثها وجدت والدها يخرج من أحـد الغرف متابعاً بنبرآت حنـو…
-مليـكه حبيبتـي.
جحظـت عيناي مليـكه في صدمه وهي تقف أمامه مباشـره،،فكيف لوالدها أن يكون علي قيد الحياه،وقد قام سيـف بقتله أمامها،ولم تكن صدمتها بأقل من صدمـه مـازن الذي يقف فاغـراً شفـاه،،بينمـا تابعت مليكـه وهي تتحسس جسد والدها قائلـه،والدموع تنساب علي وجنتيها….
-دادي،،إنت بجد مش كدا!…أنت عايش علشان عارف أني مقدرش أعيش من غيرك صح!…بس أنا شـوفت الحقير دا وهو بيقتلـك.
جـز سيـف علي أسنانه من حديثها،،ثم أردف قائلاً….
-حتي لسانك طويل وإنتي فرحانه،،خيراً تعمل ،ضرب وشتيمـه تلقي.
في تلك اللحظه قام جلال بإحتضانها في حنو وهو يربت علي شعرها قائلاً…
-انا حقيقي فعلاً يا حبيبتي،،بس مينفعش تغلطي في جـوزك،،تحبي تعرفي دا مين!
وقبل أن يُكمل حديثه قاطعـه سيـف متابعاً وهو يضع يده امام رأسـه كالتحيه البوليسيـه قائلاً…
-أنا المُقدم سيـف خالد الشيمي!.

 
الحلقه السادسه والعشـرون
——–
جحـظت عيناي مليـكه في صـدمه وهي تنظـر لسيـف الواقف أمامها مباشره ،واضعـاً يده في جيب بنطالـه،وهنا قطعت الصمت الذي سيطـر عليهـا جراء الصـدمه،هاتفـه….
-إنت قلت أيه كدا تاني؟!.
أبتسـم لها سيـف في هدوء ثم تابـع بنبرآت ثابتـه قائلاً…
-بقـول أنا المُقدم سيـف خالد الشيمـي!،،مالـك مصدومـه!.
في تلك اللحظـه نظرت مليـكه لوالـدها متابعـه في دهشـه ونبرآت تساؤل…
-دادي،،إنت سامع اللي بيقـوله!
أومأ جلال برأسـه في تفهم وهو يجـذبها من يدها ثم جلسا سوياً علي أريكه كبيره قائلاً….
-أقعـدي وهتفهمـي كل حاجه دلوقتي.
وبالفعـل جلس الجميـع بجانب جلال،وقبل أن يُتابع جلال حديثه هتف مازن قائلاً في هـدوء….
-عمي جلال ،لو مش محتاج وجـودي أنا ممكن أمشـي.
أبتسم له جلال في هدوء ،وهو يشير له بالجلوس مـره أخـري متابعاً..
-لا يا مـازن أكيد محتاجـلك،،واثـق فيك جداً وبجد شكراً علي تعاونـك مع سيـف في أنه يخرج من القصر هو ومليـكه.
-شكـراً يا عمي جلال،،بس مستغرب أزاي سيـف ضربك بالنـار قدامنـا وأزاي حضرتك عايش،انا مبقتش فاهم حاجه!.
أردف مـازن بتلك الكلمات في حين تابع جلال حديثـه بنبرآت ثقه قائلاً..
-أنا هفهمـكوا،يوم الإحتفال بعيد زواجـي أنا ومـادلين،لبستهـا خاتم سوليتير شيـك جداً يغري أي حد بجمالـه،وطبيعه مادليـن بتحـب المظـاهـر،فقولت لازم أستخدم نقطه ضعفها دي،وحطيت في الخاتم جهـاز تصنُت ضئيل جداً علي أنـه فص ألمـاز في الخاتم،وأنثـاء كلامها مع معتـز وعادل ،قدرنا نعرف كل المخطط ونيتهـم في قتلـي عن طريق سيـف،فقررنا أنا وسيـف نتفيـذ خطتنـا البديله ألا وهي إني هلبس بدله واقيه سيـف عملهالـي بنفسـه دا غير أكياس ضخ الدم الموجوده مع العازل الصـدري اللي انا حطيته،بس وفعلاً قدرنا ننفـذ المهمـه علي أكمل وجـه،ولما قالوا لسيـف يتخلص من الجثـه،سيـف قرر يجيبني للمكـان دا،،ودا بقا المكـان اللي بنتقابل فيه من شهـور كتير اوي،،بس طبعاً بحكم أنه ظـابط شرطه قدر يعرف أنهم بيراقبوه علشـان يتأكدو أنـه تخلص من الجثـه،فطلب مني أخرج من التابـوت وأفضل مكاني في شنطـه العربيه،وهـو خرج التـابوت بعد عنـاء شديد من ثُقل الجثه اللي هي مش مـوجوده أصلاً ورمـاه في البحـر،ولمـا ركب عربيته تاني لقاهم بردو لسـه بيراقبوه ،فقـدر بذكائـه يهرب منهـم لحد ما قابـل صاحبه الرائـد إبراهيم منصـور وهو اللي أخدنـي علي العمـاره هنا،وفي الوقت دا سيـف قرر يرجـع علشان يكون جنـب مليـكه.
فغـرت مليـكه فاههـا وهي تنظـر لوالدها في إنـدهاش قائلـه…
-يعني سيـف أصلاً ظابط!!!…طيب أزاي وهو ابن أخو مادلين يا دادي ،خلاص هتجنـن.
هتـف سيـف في تلـك اللحظه متابعاً في غيظ وهو يلتقط كفهـا قائلاً…
-ابن أخـو مين!..أرحمـي أمي ،أنا مش عاوز عيالـي يطلعوا أغبيـه.
رمقتـه مليـكه في غيظ ثم أردفت بنبرآت متضايقـه….
-أنا غبيـه ياسيـف.
وهنا أومأ سيـف برأسـه إيجاباً وهو يهتـف…
-أيوه يا روحـي،،أصلي كررت الجملـه مرتين وإنتِ ولا أي إندهاش،،بقول سيـف خالد الشيمـي…وصلت!.
أسـرعت مليـكه في وضع يدها علي فمها وهي تهتـف في ذهـول قائلـه…
-أونكـل خالد!.
ضحـك جلال بشـده علي تعبيرات وجـه ابنتـه متابعـاً في هـدوء…
-بالظبط كدا،،سيـف ابن خالـد صاحبي،،طول عمـره واقف جنبي وعمـره في يوم ما خـذلني.
-طب أزاي،فهمـني!
نظـر لها جلال في هـدوء ثم أردف متابعاً بنبرآت ثقـه….
-أنا هفهمـك.
#flash_back من شهور فاتـت
-يعنـي هي يا دكتور هتكون كويسـه ولا الوقعـه هتسببلهـا أي مشاكل!!!.
أردف جلال بتلـك الكلمات في حين تابـع الطبيب المختـص بحالـه السيده زينب قائلاً…
-أنا مش قادر أقرر حالتهـا في الوقـت دا ،لأنها فاقـده للوعـي تماماً،،وإن شاء الله،بكرا هفحصهـا وهبلغـك بالنتايج.
نظـر له جلال في إمتنـان ثم أردف متابعاً في هـدوء…
-شكـراً يا دكتور تعبنـاك معانا.
أردف الطبيب متابعاً في هدوء…
-انا مش بعمل غير واجبي.
في تلك اللحظـه هتفـت مادلين متابعـه في عجالـه من أمـرها قائلـه…
-انا هوصل الدكتور يا جلال خليـك مع ماما زينب.
أبتسـم لها جلال في هـدوء ثم أردف متابعاً…
-تمام.
إنطلقت مادلين بصحبه الطبيب خارج الغـرفه،بينمـا أتجـه جلال ناحيه السيـده زينب ثم جلس بجانبها إلي الفراش وهو ينظـر لعينيها المغمضتيـن في وهـن،قائلاً….
-لو أعـرف حالتك محتاجـه أيه صدقيني مش هتأخـر،بس أنا جبتلـك كل الدكاتره ومفيش حد عارف يوصل لحل خالص،،أنا نفسي أرجـعك زي ما كنتي وأحسـن عارف أن فراق حياه أثر عليكِ أوي ،،بس فعلاً كنت محتاجـك جنبي يا ماما زينب،وهنـا قام جلال بطبع قبلـه علي جبينهـا،ثم شـرع في الدلـوف خارج الغـرفه،ولكن في تلـك اللحظـه سمـع صوتهـا يهتف في وهـن ونبرآت متقطـعه قائله…
-ج جلااااال.
صُدم جلال من سمـاعه لهذا الصوت ،فقـد ظن أنه يتخيـل ما يمُر به الآن ولكـنه ألتفت مسـرعاً بعينيـه إليها ليجـدها تنظـر له في ألم،وهنـا هتف جلال متابعـاً في ذهول…
-مامـا زينـب!.
هـرول جلال ناحيتها في ذهول ثم قام بإمسـاك يداها وهو يقبلهما في حنـو ونبرآت غير مُصدقـه….
-إنتِ بتتكلمـي بجد!…أنا مش مصدق ،،أتكلمـي تاني كدا،،خلينـا أسمع صوتك.
نظـرت له زينـب في هـدوء شـديد ثم تابعـت قائلـه…
-أقفل باب الأوضـه بالمفتاح يا جلال وتعالي،،عاوزه أتكلم معاك في موضـوع ضروري.
اردف جلال متابعاً في تفهُم ونبرآت متـرقبـه…
-حاضر يا أمـي.
وبالفعل قـام جلال بإغلاق باب الحجـره في هدوء شديد ثم أقتـرب منها مجدداً وهو يهتف في حنـو…
-أتكلمـي يا أمي وقولي كل اللي عوزاه، أنا سامعك.
أبتلعـت زينب ريقهـا في صعوبـه ثم أردفـت متابعـه ببعض الرعشـات التي أصابـت أطرافها،التي لا تقوي علي تحريِكهم قائله…
-مادليـن يا جلال،هي اللي زقتنـي من علي السلالـم.
نظـر لها جلال في صـدمـه ثم هتف متابعـاً بنبرآت مصدومـه…
-مادليـن!..أزاي،مستحيـل ،،أكيـد مكانتش تقصد!.
أبتسمـت له زينب في هـدوء من بيـن شعورهـا بالألـم هاتفـه…
-وتفتكـر مكانتش تقصد لما،أتفقـت مع عادل المنشـاوي ومعتز علي قتل حيـاه،،ولا مكـانتش تُقصد لما خلت عادل يبعـت ابنـه علشـان يوقع مليـكه في امريكا ويتجـوزها،علشان فلوس مليكـه كلها تبقي ليهـا!..ولا مكانتش تقصد وهي بتقـولي بكل ثقـه علشان عارفـه إني بكمـاء،أنهـا هتقتـل مليـكه لو فكرت ترجـع القصـر،ولا مكانتش تقصـدي وهي بتبعد حفيدتـي عني من 13 سنـه!..رد عليـا يا جلال مكانتش تقصد في أي واحـده فيهـم.
ظـل جلال ناظراً لها في صـدمه ألجمت لسـانه عن الحديـث بينما أكملت زينب قائلـه في خفـوت…
-رجعلـي حفيدتي حالاً يا جلال،،كفايـه بُعد،،سواء في أمـريكا او هنـا فهي مُستهـدفه،،فاحنـا نحميها بطريقتنـا وهي بينا،أحسن ما يقتلـوها وهي بعيد عننـا،،صدقني مادلين مش هتسيبهـا،وانا قلبي موجـوع عليها،لازم يا جلال تتصـرف مش هسمح أن مليـكه تحصل حياه أبـداً،،مش هقدر أخسرها هي كمـان.
ومـا أن أنتهت من حديثها حتي أجهشت بالبكـاء في حـزن ونبرآت منكـسره،،بينمـا أستطاع جلال وأخيـراً انا يتحـرر من صدمته تلـك متابعاً في ثبـات…
-مـادلين!…قتلت حياه وعاوز تقتـل بنتي!.
ثـم أردف متابعاً وهو يُزيل الدموع المنسـاب علي وجنتي السيده زينب قائلاً…
-أسمعينـي دلوقتـي يا ماما زينـب،، إنتِ دورك حاليـاً هو إنك تتعاملي علي أنك مش بتقـدري تتكلمـي،وتسمعـي منها كل كلمـه،وتعرفيني كل حاجـه أول بأول.
وما أن أنهي حديثـه حتي بادرها بطبع قبلـه علي جبينها ثم أتجـه إلي باب الحجـره ليفتحـه وقد قرر تنفيـذ شيئاً خطـر في ذهنـهِ،بينمـا أسرعت زينب هاتفـه في حـزن…
-هترجـع حفيدتي لحضنـي مش كدا يا جلال!.
-في خلال يومين مليـكه هتكون في حُضنك وأوعـد مش هتفارقك أبـداً.
أردف جلال بتلـك الكلمـات وهو يبتسـم للسيـده زينب في حنـو ،ثم دلف خارج الحجـره مسـرعـاً…
ومـا أن دلف خارج الحجره حتي هبـط الدرج وأتجـه مسـرعاً إلي خارج القصـر….
—–
إتجهـت مادليـن إلي حجره السيـده زينـب، بعد توجـه جلال إلي شركته،وما أن دلفت داخلها حتي أتجهـت ناحيـه الفراش ،وهنـا أغمضت السيـده زينب عينيهـا وكأنها مازالت في غيبوتها،في تلـك اللحظـه هتفت مـادلين في غيـظ…
-يعني زقيتـك من علي السلـم ومموتيش،،أعمل فيكي أيه علشان أخلص منك إنتِ وحفيدتك،هتفضلـوا أزمـه في حياتي،لحـد أمتي!.
وأثنـاء إستكمـال حديثهـا قامت بوضـع جرعـه من السُم في قاروره الدواء الموضوعـه علي الكومـود ،بجـانب السيده زينب هاتفـه ،بصوتاً أشبـه بفحيح الأفعـي…
-بالهنـا والشفا يا مـاما زوزو،،وشوفي مين هينقذك المـرادي من جـرعه السم اللي هتدمر كل أجهزتي،،مع السلامه يا غاليـه.
ومـا ان أنهت حديثهـا حتي دلفت مسـرعه خارج الغـرفه،وترتسـم علي ملامحـها علامـات النصـر،بينمـا فتحت السيـده زينب عينيهـا في صـدمه وهي تنظُـر للقاروره الموضوعـه جانبها في ذهول….
——-
-اللي سمعتـه يا مجدي،أنا بجد مصدوم معقـول مادلين تعمل كدا!..طيب ليه،دا انا حبيتها أوي وببذل كل جهدي علشان أسعـدها،،دا حتي الأوضـه الخاصه بحياه بطلت أدخلها رغم تعلُقي الشديد بيها،،علشان بس مجـرحش مشاعـرها،،يعني أيه أحب وأتجـوز قاتله مراتي ،هي كانت بتستغفلنـي أنا وحياه،،حياه اللي حبيتها ووثقـت فيها وكأنهـا أختـها،لا وكمـان عاوزه تقتل بنتي!!!…أنا هتجنن يا مجـدي خلاص مش قـادر.
أردف جلال بتلك الكلمـات وهو يضع رأسـه بين يديه في ضيـق،بينمـا أكمل مجـدي متابعاً حديثه في ذهـول…
-دي طلعت مش سهلـه أبداً،معقول في ناس بالشـر دا،،طيب فهمنـي يا جلال هتعمـل أيه!.
رمقـه جلال بنظـرات منكسـره ،،ثم زفـر في ألـم قائلاً….
-كلم خالـد يا مجدي وخليـه ياخـد أول طيـاره راجعه مصر بكرا.
نظـر له مجدي في تفكيـر وهو يومـيء برأسـه قائلاً….
-لحظـه هكلمـه.
وبالفعـل قام مجدي بالإتصـال علي صديقـه خالـد،ليُجيبـه هاتفاً بنبرآت إشتيـاق…
-مجـدي،وحشتني أوي يابني،وفونـك كان مقفول إمبـارح ليه!.
أردف مجدي متابعاً في هدوء ونفس نبرآت الإشتيـاق…
-وإنت وحشتنـا أوي يا خـالد.
بـادره خالد متابعاً بنبرآت متسائلـه…
-مجدي مال صوتـك متغيـر ليه!..في حاجه حصلت،،وجلال كـويس!
-جلال مش كويس خالص يا خـالد،إحنـا محتاجينـك بكرا ضـروري،،لازم تحجـز أول تـذكـره راجعـه مصـر بكـرا فوراً.
أكمل مجدي حديثـه بهذه الكلمات في حين تابـع خالد حديثه بنبرآت قلقـه…
-حاضر ،بكرا هكون عندكم ،بس فهمنـي جلال حصلـه أيه!،،هو كويس يعني!.
أردف مجـدي متابعاً في هـدوء ونبرآت مطمئنـه…
-جلال كـويس بس محتاجـك ضروري في مـوضوع مينفعش التأجيـل،هنستنـاك بكرا سلام.
-تمام.
أردف خالد موافقـاً ثم أغلق الهاتف،بينمـا نظر مجدي إلي جلال القابـع علي تلك الأريكـه في شرود،ثم هتـف قائلاً….
-خالـد هيكون موجود بكرا إن شـاء الله.
هتف جلال قائلاً ،بنبرآت هـادئه بعض الشيء وهو ينهض من مجلسـه…
-إن شـاء الله،أستـأذنك انا بقا.
وبالفعـل إنطلق جلال عائـداً إلي القصر مـره أخـري ويكـاد الصداع أن يفتـك برأسـه من شده التفكيـر والصدمات المتواليـه عليه…
دلـف جلال داخل القصـر ليجد مادليـن تقترب منه،،ثم أحتضنتـه في هـدوء قائلـه..
-جلال حبيبي،،أتأخـرت كدا ليـه!.
نظـر لها جلال في هـدوء،وهو يستشيـط غضبـاً بـداخلـه فكيف لها أن تظـهر بتلـك البرائـه وهي من الداخل كالحيـه،،ولكـن لـم لا فالحيـه معـروف عنها الخيـانه،وأيضـاً معـادن النـاس لا تظـهر إلا في المواقـف الصعبـه التي خـرجت عن سيطرتهـم،ولكن غير ذلـك تجدهم يُظهرون لـك ما يريدون أن تعلمـه عنهم فقط،،حقـاً أنـها حقائق البشر.
وهنـا أفاق هـو من شـروده علي صوتها هاتفه في حنـو..
-جلال،تعرف أن ماما زينب فاقـت من ساعه بس.
نظـر له جلال في هدوء وهي يمتثل للإنـدهاش،قائلاً..
-ايه دا بجد!،،طيب يلا لازم نشوفهـا.
وبالفعل إنطلق جلال بصحبـه مادلين مسـرعاً إلي حجره السيـده زينب ليجدها مستلقاه علي الفراش،في تلك اللحظـه هتف جلال وهو يُسرع ناحيتها ،قائلاً..
-ماما زينب حمدلله علي سلامتـك،،بجد فرحت جداً إنك بخير.
نظـرت له السيـده زينب في هدوء،وهي ترسم علي ثغـرها إبتسـامه هادئه،بينما هتف جلال متابعاً في ثبـات..
-أيه دا ،إنتِ لسه ما أخدتيش الدواء،لا احنا مش عاوزين دلع،،عاوزينك كدا تخفي وتكوني بخـير.
بينمـا ظلت السيده زينب تنظـر له نظـرات مُلمحـه لشيئاً مـا وهي تجول ببصرها بينـه وبين الدواء الموجـود بين يديه،وهنـا هتف جلال متابعاً بصوتاً مـرحاً.
-مـادلين حبيبتي،ممكن تفتحـي الستاير دي والشبابيـك،خلي هوي الأوضـه يتجدد.
أبتسمـت لـه مـادلين في هدوء،ثم شـرعت في فعل ما طلبـه منها وهي تواليهـم ظهـرها،بينمـا قامت السيـده زينب بإلقاء نظـره علي الدواء ،ثم تحولت بنظـره إلي الارض،في تلـك اللحظـه فهم جلال ما تحاول قولـه فقام بإلقاء قاروره الدواء أرضـاً،حتي تحطمت إلي قطع صغيره جداً،جعلـت مادلين تلتفت في ذهـول وهي تري زجاجه الدواء قد تحطمـت تماماً،وهنـا أردف جلال متابعاً بنبرآت تتماثـل للإستياء،قائلاً…
-اوه،،الأزازه وقعـت مني غصـب عني.
جـزت مادليـن علي أسنانها بطريقه غير واضحـه،بينمـا هتف جلال قائلاً…
-اسف يا امي بكرا بإذن الله،هجيبلك غيرها.
ثم قام بتقبيلها من جبينها وهو يتجه بصحبه مادليـن خارج الغـرفه…..
—–
“في صبـاح اليوم التالـي”
كـان يجلس داخل مكتبـه شارد الذهن،وهو يتنهـد في ضيـق،ليجد هاتفـه يُعلن عن إتصالاً،قام جلال بإلتقاط هاتفـه في سـرعه شديده وهو يهتف متابعاً…
-ايوه يا خـالد،،أنا بخير الحمدلله،إنت فين!
بـادره صوت صديقه متابعـاً في إشتياق،قائلاً…
-كويس إني أطمنت عليك،وانا دلوقتـي في بيت مجـدي،يلا تعالي بسـرعه انا مستنيـك.
-مسـافه السـكه.
اردف جلال بتلك الكلمات ثم أغلق الهاتف مع صـديقـه وأنطلـق مسرعاً إلي بيت مجدي…
وبعد مـرور الربع ساعـه وصل جلال إلي بيت صديقه،ثم دلف داخله وهو يُهرول ناحيه صديقه ويقوم بإحتضـانه قائلاً..
-وحشتنـي اوي يا خالد.
أحـس خالد بنبرآت الإنكسـار التي تخرج من حلق صديقه في تلك اللحظـه قام بالربت علي ظهره وهو يهتف متابعاً في حنـو..
-عمـري ما شوفتك كدا يا جلال غير مره واحده بس،،يوم وفاه حيـاه.بس متخيلتش أني هشوف أحساس الكسره دا في صوتك تاني!.
نظـر له جلال في هـدوء قائلاً…
-خالـد انا محتاج مساعدتك.
وهنـا قام خالد بالجلوس علي الأريكه بصحبه جلال،بينمـا أحضر مجدي أكواب الشاي وهو يجلس بجانبهـم متابعاً..
-انا حكيتله علي كل حاجـه يا جلال،لا وكمـان وصلنـا لحل.
رمقهـم جلال بأعيناً مندهشـه وهو يهتـف قائلاً…
-أيـه هو!
—–
“ننتقـل إلي مكاناً أخـري بل بالأحـري خارج مِصر نهائيـاً،حيث أحد الڤيلل المتواجـده في العاصمـه الفرنسيـه ،باريس…
-يابني قـوم كفايه نوم بقا إحنـا واخدين الأجـازه من مصر والأقسـام والمجـرمين ،علشـان نيجي نتخمـد هنا.
أردف مايـكل بتلك الكلمـات وهو يرفع الغطـاء عن صديقـه القابع في فراشـه،بينمـا زفر سيـف في ضيـق ونبرآت صارمـه قائلاً…
-أقسـم بالله لو مخرجتش برا يا مايكـل،وقفلت النور ،لأعاملـك معامله مجرمين!.
ضيـق مايكـل عيناه في غيظ وهو يهتف قائلاً…
-طيب أستني عليا هوريـك انا بقا معاملـه المجرمين!.
في تلك اللحظـه قام مايكـل بإمساك قدمي سيـف ثم أخذ يجرهمـا إلي أن اوشـك سيـف علي السقوط أرضـاً،وهنا هتف سيـف،بنبرآت مزمجـره…
-وحياه أمك ما هسيبـك ياواطـي!.
وقبل أن يُمسك به سيـف دلفت والده سيـف داخل الغرفه مـردده….
-مش هتبطلوا الجنان دا يا ولاد.
أختبـأ مايكـل خلفها متابعاً في قلـق…
-أبعديـه عني يا خالتـي.
رمقتـه هنـا في غيظ متابعـه وهي تضع يدها حول خصـرها…
-مايكـل بطل تقولي يا خالتي دي،،أيه الألفاظ السوفاج دي،،اللي مش بتنطقوا غير بيها.
“هنـا هي زوجـه خالد الشيمـي،أيضـاً مصريه الجنسيـه ولكنها سيده عصريه جداً،البروتوكول والعـادات هم أولي إهتماماتهـا،ولكنها تمتلـك قلباً نقياً جداً يشبـه كثيراً لزوجها وابنـها،،فقد تزوجهـا خالد قبل سفـره إلي فرنسـا،،ثم أصطحبها معـه إلي هناك،،حيث أنـه طُلب بالاسـم لحمايه السفير المصـري بفرنسا،،فخالـد يُعرف بشـده ذكائـه وحنكتـه،وبالفعل حصل علي الجنسيـه الفرنسيـه بعد إنجابهما لسيـف مبـاشره،كان سيـف لا يقل عن والـده ذكائاً وشديد الميول لكليه الشـرطه ،وبالفعل قرر والده العوده إلي مصر،و إلحاقـه بكليـه الشرطه المصريه،ثم عاد مجدداً إلي فرنسا ليُباشـر عمله،وبفضل مجهودات سيـف عقب تخرجـه مباشره من كليـه الشرطه توالت عليه الترقيـات حتي أصبـح مُقدماً،هو وأصدقائه الأخـرون الأقل منـه رتبه،إبراهيم ومايـكل،ويستغل سيـف فترات أجازته للعوده إلي فرنسا لرؤيـه والدته بصحبه صديقه ،الرائد مايكل حواس.
نظـر لها مايكل في تلك اللحظـه متابعاً في غيظ..
-حاضر يا خالتي.
أستشـاطت هنا غضباً منه ثم تابعت قائلـه بنبرآت حاسمـه…
-بطلوا شغل الأطفال دا ويلا الفطـار جاهز.
-حاضر يا مـزه.
اردف مايكل بتلك الكلمات،،بينمـا نظر له سيـف في وعيد ،قائلاً..
-إنت بتقول لأمـي يا مـزه،دا انا هنفخـك!.
أردفـت هنا في ضيـق قائله وهي تنظـر لسيـف…
-أمـي يا سيـف هو دا اللي انا علمتهولك،،تصدقوا الكلام مينفعش معاكم،،انا هنزل وخمس دقايق والاقيكم قاعدين علي السفـره.
وبالفعـل إنطلقت هنا خارج غرفه سيـف بينمـا اردف مايكل في غيـظ…
-يابني احنا واخـدين أجـازه،علشان نتفسح ونيجي نشوف مـزز فرنسا مش ننـام.
رمقـه سيـف بنظـرات جامـده وهو يهتف قائلاً…
-قلتلك مليش في جـو البنات دا،،وبعدين مش بيملـي عيني أي واحده.
اردف مايكـل متابعاً في غيظ…
-اه امال مين اللي يملي عينك…البنت اللي لسه بتحبها وانت مشوفتهاش غير وهي طفله عندها خمس سنين،ومحتفظ بصورتها،،دا انت لو شوفتهـا دلوقتي مش هتعرفهـا.
أردف مايكل بتلك الكلمات بينما أكمل سيـف متابعاً وهو يسحب تلك الصوره لفتاه صغيره قائلاً…
-مكانش صعب عليا أشوفها ،دي بنت صاحب بابا..يعني سهل جداً إني أوصلها بس للأسـف مينفعش،لأني معرفش إذا كان في حد في حياتها ولا لا،،وبعدين انا مبسوط بحياتي كدا،،بتدخـل ليه يا عيـل يا غتت.
نظـر له مايكل في هـدوء ثم تابع بنظرات مستفـزه يشوبها بعض التهكم…
-دا علي أساس انها لما كانت طفله،هتعرف أنك بتحبها!..خليك يا خويا مع صوره مليـكه هانم،،والحب الخيالي اللي بينكم دا ،إنت والصـوره.
ومـا أن أنتهي من حديثه حتي أنطلق مسرعاً ناحيه باب الغرفه،بينمـا جز سيـف علي اسنانه وهو يلتقط وسـادته الصغيره ويُلقيها عليه قائلاً…
-طيب غور.
إتجـه مايكل مسرعاً خارج الغرفه،ثم تبعـه سيـف مباشـره…
جلسوا جميعاً إلي مائـده الطعام ،ثم شرعوا في تناوله،دون أن يخلو حديثهمـا من المناقـره بينهم،وأثنـاء حديثهم رن هاتف سيـف،ثم قام بإلتقاطـه لينظُر إلي المُتصل قائلاً…
-بابا!.
في تلـك اللحظـه أجاب سيـف علي الفور قائلاً في هـدوء…
-أهلاً يسطي وحشتني أقسم بالله.
بـادره صوت والده متابعاً في غيظ…
-في ظابط شرطه يقول يسطي،وكمان لأبـوه،تصدق أنت خساره فيـك لقب مُقدم.
أطلـق سيـف ضحكه عاليه وهو يهتف متابعاً في مـرح…
-بهزر معـاك يا غالي،،دا أنت الخيـر والبركه،،تصدق لازم أحييك تحيتي الخاصـه.
وقبل أن يرد خالـد علي حديثه معتـرضاً،أقترب سيـف بالهاتف من صديقه قائلاً…
-حيي ياض حضره الظـابط معايا.
في تلك اللحظـه بدأ سيـف يهتف هو وصديقه قائليـن…
-هو اللي مأكلنا،هو اللي مشـربنا،هو اللي مفسحنـا.
وهنـا ضحك خالد بشـده علي مُزاحهمـا ثم أكمل متابعاً بنبرآت حـازمـه،قائلاً…
-أسمع ياسيـف باشـا ،،أنت لازم تنـزل مصر بكرا ،ضـروري،،محتاجـك في مهمـه سـريه وياريت متعرفش هنا بموضـوع المهمـه دي لتقلبها مناحـه.
أنصـت سيـف لحديـث والـده في تـركيز شديد ثم تابع بنبرآت متضايقـه…
-حتي الأجـازه مش عارف اتهني بيها،،حاضر يا خالـد باشا ،،تصدق والله ما انا واكل.
ضحـك خالد بشده علي حديث ابنه،ثم أغلق الهاتف معه،وهنا أردفت هنا متابعـه في تساؤل…
-سيـف،حبيبي،،هو خالد كان عاوزك في أيـه!.
أردف سيـف متابعاً في هـدوء…
-عاوزني أنزله مصر،،علشان في حفلـه تكريم ليا ولازم أحضـرها.
-طب وانا!
أردف مايكـل بتلك الكلمـات في حين تابع سيـف حديثه وهو يُمسكـه من ياقـه قميصه قائلاً…
-أنت لازق في أي حاجه،،طيب أنا بضحك عليها.
فغـرت هنا فاههـا في إستغـراب قائله…
ها!
بينمـا أكمل سيـف حديثه قائلاً..
-يا ماما يا حبيبتي،،باخـده علي قد عقله،،أصل دا من فصيلـه المتخلفين.
ومـا انا انهي حديثه حتي قام بجذبه من ياقـه قميصه متجهياً خارج الفيلا…
-وبالفعل قام سيـف بإخبار صديقه بقرار سفـره،ثم طلب منه أن يظل في فرنسـا بجانب السيـده هنا لحين عودته هو ووالده،فقد ظن أن والده يريده في مهمـه قد تستغرق أيامـاً ولكنه لم يكن علي علم بما ينتظـره.
——
“في صباح اليوم التالي وخاصه في مـطار القاهره”
أردف سيـف متابعاً وهو يترجل داخل السيـاره التي تنتظـره أثناء محادثه والده هاتفياً ،قائلاً…
-أيوه يا بابا ،انا خلاص خرجت من المطار وربع ساعـه وهكون عندك إن شـاء الله.
وبعـد مرور الربع ساعه وصل سيـف الي العنوان الذي املاه له والده وما ان دلف داخل المنـزل حتي وجـد والده يجلس بصحبه أصدقائه،في تلك اللحظـه أردف سيـف متابعاً في إستغراب…
-السلام عليكم،،أزيك يا بابا!.
أبتسـم له والده وهو يحتضنـه ويري علامـات التساؤل علي وجهه،قائلاً…
-حمدلله علي سلامتك يا سيـف باشـا،،طبعاً أنت عارف عمـك جلال ومجدي،بس مجـرد اسماء،وجـه الوقت اللي تشوفهـم.
أقتـرب سيـف منهما ثم بادرهم التحيه هاتفاً…
-وأخيـراً ،،شوفت الناس الحلوين اللي خالد باشا مبيبطلش يجيب سيرتهم.
أبتسـم له جلال في هـدوء ثم أردف متابعاً….
-والله وكبرت يا سيـف وبقيت المُقدم سيـف،أخـر مره شوفتك كنت في الثانويه،بس معلش يابني مشاغل الحياه بتاخدنا.
سعـد سيـف كثيراً لحديث جلال،فهو والد من عشقها قلبـه،رغم عدم رؤيتها منذ أن كانت طفله،وهنا هتف سيـف متابعاً في هـدوء…
-ولا يهمك يا عمي،الأهم انكم متجمعين علي خير.
وهنـا اردف خالد متابعـاً في هدوء ونبرآت ثابته قائلاً…
-تعالي يا سيـف أقعد جنبي،و اسمع كويس اللي مطلوب منك،علشـان تحمي مليـكه بنت جلال من ناس بيطاردوها.
جحظـت عيناي سيـف في ذهول،،لم يكن يعرف أيسعـد لذكر أسمها وان مهمتـه التي قدم لأجلها تخصها أم يتضايق لمعرفتـه أنها مطارده من قبل أشخاصـاً ما…
في تلك اللحظـه قدم سيـف جالساً بالقرب منهم وهو يردف في ترقـب…
-قولوا أنا سامـع
——
“نعـود إلي الوقت الحالـي”
حيـن أردف جلال متابعاً في ثقـه بعد ان أنهال بالحقيقه كامله علي مسامـع إبنته،وهو يتداول الحديث بينـه وبين سيـف…
-بس دا كُل اللي حصـل ،وعلشان كدا ،خليته يقع في طريق مادليـن ،علشان انا عارف تفكيرها كويس،بعد ما عرفت بفشل مخططها في ان مازن يتقرب من مليـكه وأن مليـكه رفضت تماماً دخوله لحياتها،فلمـا شافت سيـف فكرت ان ممكن يكون دا البديل عن مـازن ومتعرفش أن البـديل هو المُنهـي.،،وانا اللي خليتـه يسمع كلام مادلين ويروح يشوفك في المطـار بس سيـف بقا لازم يُحط التاتش بتاعـه،فخطف الشنطـه بتاعتك علشان تلاحظي وجوده،وتركزي في معالم وشـه.
ومـا ان أنتهي من حديثـه حتي نظـرت له مليـكه في ذهـول…
-كُل دا حصل يا دادي،وانا معرفش حاجه..وكمان نانا بتتكلم وانا معرفش!
أبتسـم لها جلال في هـدوء وهو يهتف بحنـو…
-حاولت كتير تقولك،،لما كانت بتشـوفك بتعيطي،،كان نفسها تكلمك وتخفف عنك بس أنا كنت بمنعهـا،،علشان خفنا لا من فرحتك ،تغلطي قدام مادلين بالكلام وتبـوظي خطتنا.
وهنا أسـرعت مليـكه بإحتضـان والدها متابعـه في عشـق وقد سقطـت عَبره من عينيها،قائلـه…
-حبيبي يا دادي،،أنا بحبـك اوي..للدرجادي شايل كُل دا جواك وساكت.
ربت جلال علي خصلات شعـرها في حب بينما أردف سيـف متابعاً وهو يرفع أحد حاجبيه قائلاً..
-طيب مفيش حاجـه ليا يا روحـي،دا انا زي جوزك بردو،،وبعدين عمل أيه عمي جلال يعني،،دا انا اللي مفحوت شتيمـه وضرب ومستحمل غتاته مادلين،وفي الأخـر أخرج من غير حُضن ولا حتي بوسـه!.
رمقتـه مليـكه في كسوف بينما ضحك جلال بشده علي حديثـه قائلاً…
-ربنا يهنيكم ببعض.
وهنا أسـرعت مليكـه ناحيته ثم قامت بإحتضانه في حـب قائلـه…
-أنا أسفـه يا سيـف لو كنت غلطت فيك،بس أنت أكيد مقدر ظروفـي وعارف ان الموضوع كان صعـب عليا!.
أبتسم لها سيـف في هدوء ثم تابـع وهو يهمس في أذنهـا…
-بحبـك.
تنحنحـت مليكه في إحراج وهي تبتعد عنه قليلاً مردده…
-وانا علي فكـره بحبك اوي.
-بس أنا بحبـك اوي من زمـان،وتعبتيني أوي علشان أوصلـك.
أردف سيـف بتلك الكلمات وهو يُقبـل كفيها،مـردداً…
-ودايمـاً الحاجات اللي بنوصلها بعد صعوبـه وعنـاء،هي اللي بنتمسـك بيها لأخـر العُمر لأننا بذلنا مجهـود كبير علشان نمتلكـها.
أبتسمـت له مليـكه في عشق،في حين أكمل سيـف قائلاً…
-وطبعـاً ملقوش غير مراتي هي اللي تفتحلهم المقبره،،يعني كان لازم يا عمي يكون هي أول حد
يلمس السلسلـه،،ما كنت لمستها أنت وخلاص.
ضحك جلال في شده فين حيـن قامت مليـكه بضربه علي صدره،بقبضـه يدها الصغيره في حنـو،وهي توجه حديثها لسيـف،قائلـه…
-بطل رخامه
ومـا أن أنتهي سيـف من حديثه حتي أردف جلال متابعاً في ثبـات ونبرآت مستغربـه،قائلاً…
-بس تعرفوا أيه الغريب في الحكايـه دي يا ولاد!
أردف الثلاثـه متابعين في صوتـاً واحداً….
-أيـــه!!!
نظـر لهم جلال في هـدوء وهو شـارد الذهن قليلاً،قائلاً…
-من خلال جهاز التصنُت في خاتم مـادلين،وأثنـاء حديثها مع عادل ورئيـس العصابه،أكتشفت أن رئيـس العصابه ،واحده سـت!.

———–———-———————-————
ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة
 الى اللقاء في الحلقات القادمة
بقلم الكاتبة:علياء شعبان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى