زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الرابعة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الرابعة من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى


الفصل الرابع

كان بعيدا يتابع المشهد في صمت،شعر بنيران الغيرة تأكل قلبه حينما رأها تقف لتتحدث معه،هو يعلم أن عماد يحبها وكان يتمني الزواج بها،ولكن كيف لها الآن أن تقف لتتحدث مع غيره وقد صارت ملكا له وحده،إنها معشوقته التي لطالما تمني أن يفتح قلبه ليضعها ويغلقه مرة اخري فلا يراها أو يشتم عبيرها غيره،أو أن يضعها داخل عينيه ثم يطبقهما فلا يستطيع احد حتي مجرد النظر إليها.
بعد قليل غادر عماد بعد ان انهي حديثه مع أسماء،وعادت أسماء إلى حيث تقف يمني وشيرين وقد اصطبغت وجنتاها باللون الأحمر وتعالي صوت دقات قلبها وكأنه صوت طبول تقرع إستعدادا لحرب قادمة،لاحظت يمني إرتباكها فبادرتها قائلة:مالك يا أسماء،شكلك مش علي بعضك كده ليه،هو عماد قالك إيه بالظبط عمل فيكي كده?

همت أن تجيب لكن صوته استوقفها وهو يقول:ازيكم يا بنات،ها أخبار الإمتحان ايه النهاردة?

شيرين وأسماء:الحمد لله يا دكتور

عمرو:طيب كويس،اشوفكو علي خير إن شاءالله،يلا بينا يا يمني

يمني:علي فين

عمرو:انا أستأذنت من دكتور رفعت اننا نخرج نتغدي سوا النهاردة بما إنه أخر يوم ليكي ف الإمتحانات

ودعت يمني صديقتيها لتذهب بصحبة عمرو،همست لها أسماء قائلة:هاكلمك بالليل في التليفون عشان عايزاكي ف موضوع مهم.

يمني:ماشي هاستني تليفونك،مع السلامة يا بنات،اشوف وشكو ا بخير
**************************************

جلست يمني بجوار عمرو في المقعد الأمامي لسيارته،كانت معالم الضيق مرتسمة بوضوح علي وجهه،حتي أنه لم يتفوه بكلمة طوال الطريق،فقط كان يقود السيارة وينظر إلي الطريق أمامه،حاولت هي أن تبدأ حديثا معه فقالت:مالك يا عمرو ?من ساعة ما خرجنا من الكلية وانت مانطقتش بكلمة واحدة،هو أنا عملت حاجة زعلتك?

رمقها بنظرة ساخرة ثم عاود النظر أمامه دون أن يجيب

يمني:يااااه،ده الموضوع باين عليه كبير اوي

عمرو(دون أن ينظر إليها):عارفة يا يمني،الأسوأ من اننا نغلط،اننا مانحسش واحنا بنغلط اننا بنعمل حاجة غلط

امتدت أناملها تتلمس كفه التي يمسك بها المقود ثم قالت بحب:طيب ممكن عشان خاطري ما تسوقش وانت متنرفز كده،ممكن تركن علي أي جنب عشان نتفاهم واعرف ايه اللي مزعلك مني اوي كده.

استمع إلي رجاءها فأوقف السيارة بالفعل ثم التفت إليها ونظر في عينيهاقائلا:يمني اعتقد ان أنا فهمتك قبل كده أنا بغير عليكي ازاي ،بغير عليكي حتي من نفسي،من شفايفي لما بتنطق اسمك،من الهوا لو عدي عليكي ولمس شعرة من شعرك.

يمني:طيب ممكن اعرف انا عملت إيه بس عشان كل ده

عمرو:ولما تقفي تتكلمي مع واحد أنا عارف كويس انه بيحبك وكان عايز يتجوزك من غير ما تعملي أي إعتبار لوجودي وإني ممكن أكون شايفكم،ده غير زملائكو اللي كانوا شايفينكوا وانتو وافقين مع بعض وهما عارفين انك مراتي ،ممكن تفسريلي ده يبقي اسمه ايه?

يمني:ماتنساش ان الواحد ده يبقي ابن خالي مش اي واحد وخلاص

عمرو:يعني ايه يا يمني

يمني:يعني مش معقول اني اقاطع ابن خالي لمجرد انه كان عايز يتجوزني قبل منك،وبعدين هو كان بيباركلي يعني الموضوع خلاص مابقاش ف دماغه

عمرو:حتي لو كانت رغبتي يا يمني

يمني:مش فاهمة ،ممكن توضح كلامك

عمرو:يعني لو انتي بتحبيني بجد بلاش تتكلمي مع عماد مرة تانية ولا تكوني حتي موجودة ف مكان هو موجود فيه

اعتلت الدهشة ملامح وجهها وهي تردد:معقوله للدرجة دي

عمرو:واكتر،يظهر انك لسه ماتعرفيش انا بحبك اد ايه

يمني(برجاء):بس يا عمرو كده ممكن ماما وخالو ومراته يزعلوا مني

تنهد عمرو قائلا في ضيق:وطبعا دول كلهم زعلهم أهم من زعلي

يمني:أنا ماقلتش كده يا عمرو بس….

قاطعها عمرو قائلا:هي لسه فيها بس يا يمني

يمني(بإستسلام):خلاص يا عمرو اللي تشوفه،عشان خاطرك انت بس

أمسك عمرو يدها ورفعها إلي فمه مقبلا إياها بحب:انا دلوقتي اتأكدت انك بتحبيبي زي ما بحبك،ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك

************************

أسدل الليل ستائره السوداء علي مدينة دمنهور حين جلس شاب في منتصف العقد الرابع من عمره بشرفة منزله ،ذلك المنزل الذي يدل تصميمه علي ثراء أهله علي عكس منازل القرية الأخري التي تمتاز ببساطة تصميمها ويلتصق كل منزل فيها بالأخر وكأنه كل منهما يحتمي بالأخر من السقوط،كان يراقب صفحة القمر وهو يبدو مختنقا خلف السحب وكأنه يشاركه ضيقه وإكتئابه حين اقتربت منه زوجته قائلة في حنو:مالك يا فؤاد،من ساعة عمي رفعت ماكلمك في التليفون وانت متضايق كده ليه

فؤاد(بضيق):بقولك إيه يا صفاء،أنا مضايق دلوقتي ومخنوق ومش عايز اتكلم ف حاجة،فياريت تسيبيني ف حالي أحسن

صفاء:طيب مش تفهمني ايه اللي مضايقك بالشكل ده بس ?

فؤاد(بنفاذ صبر):حاضر هافهمك،البيه أبويا عايز فلوس

صفاء:البيه أبويا! مافيش أسلوب احسن من كده تتكلم عن ابوك بيه

فؤاد:ماتزعليش نفسك،البيه الدكتور أبويا عايز فلوس،كويس كده

صفاء:طب ودي فيها إيه يعني،هي يعني دي أول مرة عمي يطلب فيها فلوس،وبعدين مش المفروض انك تستني لما يطلب اساسا،المفروض توردله فلوس المحصول والمزرعة أول بأول.

فؤاد:لا بس المرةدي محتاج مبلغ كبير عشان جهاز الست أختي،طبعا لزوم الفشخرة ادام البيه دكتور الجامعة واهله.

صفاء(بإندهاش):أما امرك غريب يا فؤاد،المفروض انك انت كمان تبقي عايز اختك تتجهز احسن جهاز تتشرف بيه ادام عريسها وأهله مش تتفشخر زي انت مابتقول

فؤاد(بتهكم):آه يا أختي ،ماهو ماحدش خسران حاجة ولا حد دافع حاجة من جيبه

صفاء:أمال من جيب مين يعني،وبعدين من حكم ف ماله ماظلم يا آخي،وده مال ابوك وهو حر فيه

فؤاد(بإنفعال):ماله،ماله من إمتي إن شاء الله?!يعرف إيه أبويا عن ماله،ما أنا هنا اللي شقيان وتعبان وطافح الدم مابين الأرض والمزرعة عشان ف الأخر كله يتحول علي إسكندرية للبهوات يصرفوا من غير حساب،دلوقتى الست اختي بتتجوز،وكمان كام شهر البيه اخويا يخلص الماجستير اللي بيعمله وبعدين يسافر بلاد بره عشان الدكتوراة،وطبعا الدكتوراة دي مش ببلاش،وادفع يا فؤاد

ربتت صفاء علي كتفه قائلة بحنان:طيب عشان خاطري هدي نفسك ماتنساش ان عندك الضغط،وبعدين تعالي نتكلم بالعقل كده الأرض والمزرعة اللي بتتكلم عنهم دول مش ملك عمي برضه،مش ميراثه من جدك الله يرحمه،مش معني انه سابك تديرهم وتشرف عليهم انهم بقوا ملكك،وماتنساش انك انت اللي اخترت يا فؤاد،ماتجيش دلوقتي تندم خلاص فات أوان الندم

فؤاد:أنا نفسي افهم والله انتي مراتي أنا ولا مراتهم هما

ابتسمت صفاء قائلة:الله يجازي شيطانك يا فؤاد،حلوة مراتهم هما دي كمان،وبعدين يعني هو انا عشان مراتك لازم أقف في صفك حتي لو كنت غلطان،احمد ربنا إنك بتلاقي اللي يرجعك للحق

فؤاد(بتهكم):وبعدين بتقوليلي انا اللي اخترت،اه صحيح انا اللي اخترت،تقدري تقوليلي طفل عنده ست سنين أبوه بيخيره بين إنه يسافر ويقعد معاه بعد مايتجوز أو إنه يفضل مع جده وجدته تفتكري ده يقدر يقرر مصيره،كان لازم وهو رايح إسكندرية عشان يتجوزو يستقر هناك جنب شغله ياخدني معاه ولو غصب عني،لما قلتله لأ كان المفروض ياخدني قلمين ويقولي اسكت انت ،انت مش عارف مصلحتك فين لكن أنا أبوك وادري بمصلحتك،كان كفاية عليا وقتها إن أمي ماتت واتحرمت من حنانها،ماكانش المفروض اني اعيش يتيم الام والأب وأبويا علي و ش الدنيا ،لكن هو زي مايكون ماصدق،اول ما أمي ماتت خد شقة في اسكندرية جنب شغله وا ستقر هناك واتجوزوخلف وعاش حياته وسابني انا هنا لجدي يربيني ويملا دماغي بكلامه ويقنعني إن الشهادات دلوقتى ما بتأكلش عيش،وانها ملهاش لازمة طول ما الفلوس والشغل موجودين.

صفاء:بس انت يا فؤاد لو كنت عايز تكمل ماكانش كلام جدك أثر فيك،انت بنفسك قلتلي ان ابوك هو كمان جدك قاله نفس الكلام بعد ماخلص الثانوية العامة وكان عايزه يسيب التعليم ويشتغل معاه ف الأرض والمزرعة،لكن هو صمم وساق علي جدك طوب الأرض لحد ما وافق

فؤاد:وماعملش معايا انا كمان كده ليه،ده انا لما قلتله بعد ما خلصت الثانوية العامة اني هاسمع كلام جدي ومش هاكمل،كال اللي عمله انه قعد يتحايل عليا ويترجاني ولما لاقاني مصمم كبر دماغه،وانا كنت فاكر وقتها اني باعند معاه اتاريني كنت بعند مع نفسي وانا مش واخد بالي،بقولك ايه انتي عماله تقلبي عليا المواجع من ساعة ماقعدتي،قفلي علي السيرة دي بقي وقومي هاتيلي دوا الضغط احسن حاسس ان دماغي هتنفجر من الصداع

صفاء:حاضر من عنيا

فؤاد:تسلم عينيكي،عارفة يا صفاء،رغم انك يعني لسانك طويل وبتناقريني وبتردي عليا كلمة بكلمة،بس مش عارف ليه برضه بحبك وبموت فيكي ومااقدرش استغني عنك

صفاء:المفروض بقي ان انا افرح وان ده كلام حب ورومانسية وكده يعني

اطلق فؤاد ضحكة عالية ثم اردف قائلا:لا بجد ماتعرفيش ايه السبب

صفاء:عشان انا كمان بحبك وماليش غيرك في الدنيادي .

فؤاد:آه صحيح،ابقي اعملي حسابك اننا مسافرين إسكندرية الأسبوع بعد الجاي عشان الفرح

صفاء:حاضر يا حبيبي،والله ده يمني وطنط نادية وحشوني خالص

فؤاد(بتهكم):وحشوكي،طيب قومي يا اختي روحي هاتيلي الدوا

***************************

يمني:ها يا سمسمتي،موضوع ايه اللي كنتي عايزاني فيه?

أسماء(بإرتباك):اصل…اصل عماد النهاردة واحنا ف الكلية قالي……..قاله إنه يعني…..

يمني:يا بنتي ماتتكلمي علطول قالك ايه?

أجابت اسماء بسرعة وكانها تلقي حملا ثقيلا من علي كتفها:قالي انه عايز يتجوزني

يمني(بفرحة):بجد يا اسماء،ده احلي خبر سمعته النهاردة،وانتي قولتيله ايه?

أسماء:قلتله يديني فرصة افكر

يمني:وهي دي محتاجة تفكير،انتي هتلاقي فين زي عماد يا بنتي

أسماء:ايوه يا يمني بس انا خايفة انه يكون لسه ….

قاطعتها يمني قائلة:لسه ايه بس?لو كان اللي ف دماغك ده صح يبقي ايه اللي يخليه يطلب يتجوزك?

أسماء:يعني،انه يكون مثلا عايز ينسي التجربة القديمة فبيشغل نفسه بواحدة جديدة عشان ينسي

يمني:علي فكرة دي مش اخلاق عماد خالص ومادام قالك كده يبقي فعلا عايز يتجوزك

أسماء:طيب هو لحق يحبني إمتي?ده لسه من حوالي شهرين كان بيفكر فيكي وحالته النفسية كانت وحشة اوي بعد كتب كتابك

يمني(بخبث):آه،ده انتي كنتي مركزة معاه اوي بقي

أسماء:مش اوي يعني

يمني:أسماء خدي وقتك وفكري وقبل كل ده استخيري ربنا،وإن شاءالله ربنا يكتبلكوا اللي فيه الخير

أسماء(برجاء):طيب ممكن اطلب منك خدمة يا يمني

يمني:أؤمري يا حبيبتي

أسماء.:ممكن تكلمي عماد وتقوليله اني مش هارد علي طلبه ده غير بعد فرحك

يمني:مش فاهمة اشمعنا الطلب ده

اسماء:معلش يا يمني انا عايزة كده عشان خاطري ريحيني

يمني:طيب هو لازم انا اللي اكلمه يعني

اسماء:ايوه طبعا امال مين اللي هيكلمه بس

يمني(بإستسلام):ولو إني مش فاهمة سبب الطلب ده بس حاضر من عنيا هاكلمه

************************

كانت جالسة خلف مكتبها تؤدي عملها في همة ونشاط إلا أن جاءها إتصال تليفوني،أجابت المتصل وماهي إلا دقائق وانهت المكالمة وهي تلقي هاتفها علي المكتب في عصبية شديدة،لاحظتها مني فسألتها قائلةمالك يا مشيرة،فيه ايه التليفون ده ضايقك كده

مشيرة:مافيش يا مني مافيش حاجة

مني:ازاي مافيش انتي مش شايفة شكلك،ماتتكلمي يا بنتي قلقتيني

مشيرة:عمرو الألفي

مني(وهي تحاول ان تتذكر):عمرو،عمرو،مش ده المحامي

مشيرة:ايوه هو

مني:ماله بقي عمرو?

مشيرة:هيتجوز كمان اسبوعين

مني:بجد! هو الجاسوس اللي انتي مجنداه في مكتبه لسه بينقلك أخباره?

مشيرة:ايوه يا ستي وهو اللي لسه مكلمني دلوقتي

مني:وانتي ايه اللي مضايقك في حاجة زي كده?انا اصلا مش فاهمة ايه اللي يخليكي تتابعي اخباره وتهتمي بيه وانتي بتقولي انك بتحبي سي هاني بتاعك ده

مشيرة:ايوه بحبه،بس لما بحسبها بعقلي بلاقي ان هاني مش هيقدر يحققلي كل احلامي،اذا كان لحد دلوقتي مش قادر يلاقي شغل

مني:أو يمكن مش عايز يلاقي

مشيرة:تقصدي ايه?

مني:تعرفي يا مشيرة انتي مشكلتك ايه،مشكلتك انك عايزة تاخدي من الدنيا كل حاجة،عايز هاني اللي بتحبيه وعايزة عمرو اللي هيحققلك كل احلامك،وللأسف الدنيا مابتديش كل حاجةلازم تضحي بحاجة قصاد حاجة ،عارفة انتي لو فكرتي شوية هتلاقي نفسك ولا بتحبي عمرو ولا بتحبي هاني

مشيرة:بس كل اللي اعرفه ومتأكدة منه اني بحب مشيرة،وإني عايزة اعيشها ف المستوي الإجتماعي اللي طول عمرها بتحلم تعيش فيه وزي ماقلتلك هاني مش هيقدر يعمل ده،لكن للأسف بحبه ومش قادرة استغني عنه حتي مع احساسي انه ممكن يكون بيضحك عليا،لكن يكفيني انه يكون جنبي وبس،لكن عمرو هو الفلوس والشهرة والمستوي اللي طول عمري بحلم بيهم،انتي اصلك ماشوفتيش مكتبه ولا عربيته ولا لبسه،ده غير شكله ووسامته،يعني جوازة كانت هتعيشني بقية عمري ملكه

شعرت مني بالأسف علي صديقتها فقالت:بتقولي انك بتحبي مشيرة،للأسف انتي بتعذبي نفسك باللي بتعمليه فيها ده يا مشيرة

مشيرة:بالعكس انا عايزة انسيها العذأب والحرمان اللي شافته طول حياتها مع أب وأم انانيين مافكروش غير ف نفسهم وهما بيطلقواويسيبوا بنتهم الوحيدة لجدتها تربيها،وكل واحد فيهم يتجوز ويعيش حياته بعيد ومايفكرش حتي يسأل عنها،ابويا مات وانا معرفتش غير بعدها بفترة،وأمي اتجوزت وسافرت بره مصر مع جوزها وخلفت ونسيت ان ليهابنت سايباها ف مصر عايشة مع جدتها علي معاش جدها اللي يادوب بيكفيهم عيش حاف،اضطريت اشتغل وانا ف الكلية عشان اقدر اصرف علي نفسي واعيش زي أقل واحدة ف زمايلي،ابويا كان بيرفض يبعتلي فلوس قال ايه فاكر انه بكده بيعند مع امي،وأمي كانت بتخاف من جوزها،كل اللي ربنا كان بيقدرها عليه انها تتصل بتيتةمن فترة للتانية تسأل عليا،ولما تيتة ماتت الله يرحمها هي مابقتش تتصل وانا كمان مابقتش اهتم اعرف عنها حاجة وانقطعت اخبارناعن بعض،حتي لما اتجوزت محسن كنت فاكراه هيعوضني عن كل اللي فات قبل ما اعرف انه بيخدعني وان مافيش حيلته حاجة وعشان كده اتطلقت

منى:عشان كده برضه ولا عشان سي هاني

مشيرة:اهو هاني ده هو اللي لخبط كل حاجة ف حياتي،ايوه كنت بكره محسن عشان خدعني ،بس كرهته اكتر لما عرفت هاني،ولما قابلت عمرو قلت هو ده اللي هيحققلي احلامي،لكن ماقدرتش ادوس علي قلبي وانسي هاني واجري ورا عمرو،وادي النتيجة اهو خلاص هيتجوز،يعني خلاص مابقاش ادامي غير إني استني اشوف اخرتها ايه مع هاني

مني:وانتي كنتي ضامنة انك هتقدري توقعيه اوي كده?

مشيرة:عيب عليكي تشككي ف قدراتي،ياحبيبتي كل راجل وليه مدخل تقدري تدخلي منه،لو عرفتيه تقدري توقعيه بكل سهولة

مني: انا مش عارفة دماغك دي هتوديكي لحد فين يا مشيرة،ربنا يستر

**************************

اكتظت القاعة بالمدعوين،ودقت طبول الفرح معلنة بدء حفل الزفاف،ودخلت يمني القاعة تتباطأ ذراع عمرو الذي قبل جبينها واجلسها بجواره في المكان المخصص لهما،تألقت يمني في فستان زفافها الأبيض وبدت وكأنها أميرة قد خرجت للتو من إحدي قصص الأساطير القديمة،بينما جلس عمرو بجوارها وهو يرمقها بنظرات ملؤها الحب والإفتتان
وعلي إحدي الطاولات جلست شيرين بصحبة اسماء ووالدتها وشقيقتها،بينما جلس علي طاولة اخري كل من نادية فريدة ورفعت،وعلي اخري مجاورة لهم جلس يحيي بصحبة شقيقه فؤاد وزوجته واولاده،بجوارهم جلس كل من محمود وفاطمة ومروة

بعد فترة مال عمرو علي يمني قائلا بهمس:شوفتي اهو ماجاش الفرح،عشان تبقي تقوليلي ان الموضوع خلاص مش ف دماغه

يمني(بتساؤل):هو مين ده

عمرو:هيكون مين يعني ?عماد طبعا

يمني:انا مش فاهمة انت حأطه ف دماغك ليه كده بس،ماهو كان ادامي قبلك ،لو كنت عايزة اتجوزه كنت اتجوزته،يا حبيبي انا مافيش حد مالي عقلي ولا قلبي غيرك انت .

ابتسم عمرو قائلا:طب بالراحة عليا شوية،انا مش اد الكلام الحلو ده،خليه لما نروح بيتنا بلاش ادام الناس احسن بعدين مش هيحصلك طيب.

خفضت يمني بصرها ارضا وهي تبتسم في خجل

*************************

كانت تجلس إلي طاولتها وعيناها لا تفارق باب القاعة،فقط تنظر الي ساعتها ثم تعاود النظر إلى الباب مرة أخري،لاحظتها شيرين فمالت عليها قائلة بهمس:ماتتعبيش نفسك،اللي بتدوري عليه مش جاي

أسماء:ومين قالك إني بدور علي حد

شيرين:طب عيني ف عينك كده

أسماء:بس بقي يا شيرين،طب انتي عرفتي منين انه مش جاي?

شيرين:اديكي اعترفتي اهوه،عشان يا ستي باباه ومامته واخته موجودين لو كان جاي كان جه معاهم،مش كده ولا ايه?

أسماء:هو انتي تعرفيهم

شيرين:ايوه شفتهم مرة عند يمني،هما اللي قاعدين هناك دول،واشارت الي حيث يجلسون

قامت أسماء من مكانها قائلة:ماما انا هاخرج اشم شوية هوا بره القاعة عشان حاسةإ ني مخنوقه شوية

شيرين:آجي معاكي

أسماء:لأ بلاش خليكي انتي عشان يمني ماتاخدش بالها

ما أن خرجت خارج القاعة حتى سمحت لدموعها الحبيسة بالتساقط كحبات لؤلؤ انفرط عقدها،لقد كان زفاف يمني بمثابة إختبار فشل فيه عماد فشلا ذريعا،ربما هو لم يأت لأنه لم يتحمل أن يراها تزف لغيره،كان هذ ا في إعتقادها دليلا كافياعلي انه مازال يحبها ولم يستطع نسيانها بعد،لقد اجلت حسم قرارها لما بعد الزفاف حتي تتأكد من شكوكها،والآن لم يعد الأمر مجرد شكوك بل صار حقيقة ملموسة،وبينما هي في شرودها إذ
شعرت بشئ ما يتحرك خلفها،استدارت لتجده واقفا خلفها وعلي وجهه إبتسامة عذبة وهو ينظر إليها قائلا:بتدوري علي حد…….

زر الذهاب إلى الأعلى