ترفيهمسلسل على بياض

الحلقة العاشرة من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

الحلقة العاشرة من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

 

الفصل العاشر:

ركب عربيته و قعد يفكر و يكلم نفسه: امسك نفسك شويه يا شريف خليك طبيعي هتفضح نفسك… انت عامل كده ليه؟؟؟ ما هي ليها حق تحس انك متغير و بعدين انت ايه اللي مقلقك اوى كده محدش يعرف حاجة و هي بالذات متعرفش حاجة يبقى اهدا كده و اتصرف عادي… و بعدين من امتى و انت بتخاف اوي كده… ولا ده مش خوف!!! ده تأنيب ضمير؟ ….ضمير!!! هو انت عندك ضمير اصلا؟؟ ده انت لو عندك ذرة ضمير واحدة مكنتش عملت اللي انت عملته ده… ايه خلاص ضميرك صحي فجأة لما شفت ليلى!!! و الله ما تستاهلها و خسارة فيك ضفرها… ايه ده؟ ده انت عندك ضمير بجد بقا؟؟؟ طب ما دام بتحبها كده و لسه في عندك شوية ضمير صاحيين ما تحترم نفسك و تتعدل… اه احترم نفسك الموضوع بسيط و سهل. مش سهل أبداً لا مش سهل انت هتفضل طول عمرك كده مش هتتغير خلاص بلاش تبهدل بنات الناس معاك بلاش… بلاش ليلى بالذات لانك عارف كويس انها متستاهلش كده…
——————
راح شاف الشغل واطمن عليه و بعدين رجع الشركة أول لما شافها وقف يتفرج عليها و يراقبها و هي بتشتغل بنظرة كلها حب مخدتش بالها منه غير بعد شوية اتفاجئت لما شافته بصتله و قالتله: ايه واقف كده ليه يا شريف؟ في حاجة؟
قالها و هو لسه بيبصلها نفس النظرة: مفيش… وحشتيني ابتسمت بكسوف و قالت في سرها: لسه فاكر! و بعدين قالتله ايه راجع من بره مزاجك معدول و رايق؟
ضحك و قالها: الحمد لله اصلي كنت قلقان عالشغل اوى بس لقيته ماشي زي الفل الحمد لله
ليلى و هي مبسوطه: طيب تمام يا رب دايما كل حاجة تبقى زي الفل
شريف: انا هدخل اكتب التقرير و اديهولك تترجميه و ترفقيه بالصور اللي صورتها
ليلى: حاضر و بصت في ساعتها لقت ان معاد الانصراف قرب… بس من فرحتها قالتله انا معاك مش هروح غير لما اعمله و ابعته
ابتسملها و قالها: ربنا يخليكي ليا يا ليلى انا مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
اتلخبطت و قالتله: يالا بس بسرعة بلاش رغي
————
قعدت مكتبها تستناه لما يخلص التقرير و كان تقريبا كل الموظفين مشيوا فجأة دخل عليها علي اول ما شافته ابتسمت و قالتله: علي!!!! ايه المفاجأة الحلوة دي؟ ازيك عامل ايه؟
علي: ليلى!!! الحمد لله بخير انتي عاملة ايه؟؟
ليلى: الحمد لله كويسة. ازاي المدام و ابنك؟ لؤي مش كده؟
علي: اه لؤي الحمد لله كويسين. انا كنت معدي شفت عربية شريف تحت قلت اطلع اسلم عليه هو موجود مش كده؟
ليلى: آه جوه في مكتبه… ده هيفرح اوى لما يشوفك تعالى اتفضل
و مشيت معاه لمكتب شريف و خبطت و شاورتله يستخبى و فتحت الباب و قالت لشريف و هي بتضحك: عندي ليك مفاجأة
شريف: مفاجئة ايه؟
ليلى: خمن كده مين هنا؟؟
شريف: مين؟؟؟ مش عارف؟؟؟
ليلى: حد بيحبك اوي
بلع ريقه و قال في سره: يا رب ما تكون هايدي و كل اللي جه في باله انها واحده من معارفه الناقصين و ليلى بتحفل عليه…
ليلى: اي خلاص غلب حمارك…. اظهر و بان عليك الأمان
دخل علي و هو بيضحك
شم شريف نفسه و خده بالحضن: علي باشا ده ايه المفاجآت دي سيبت ركبي
ضحك علي اوي و قاله: ما انا حسيت قلت ادخل قبل ما يجرالك حاجة
ليلى و هى مش فاهمة حاجة: هو في ايه انا مش فاهمة
شريف: لا متاخديش في بالك ده سيم بيننا
ضحكت و بصت لعلي و قالتله: تشرب ايه يا علي
علي: لا ولا حاجة انا خمس دقايق و نازل
ليلى: لا و الله ما يصحش أبداً ده انت اول مرة تزورنا… تشرب قهوة ولا شاي و لا حاجة تانية؟
علي: خلاص لو كان ضروري يبقى قهوة مظبوط
ليلى: من عنيا هعملهالك بايدي عشان عم هلال روح
شريف: لو مفيهاش تعب لعنيكي و لايديكي ممكن تخليهم اتنين
ابتسمتله و قالتله: يا سلام ده من من العين دي قبل العين دي انت مستني علي عشان تطلب يعني؟ مكسوف ولا ايه؟؟
شريف: مش موضوع مكسوف بس خايف
ضحكت هي و علي و قالت: ايه يابني ما تحسن صورتنا قدام الضيوف شوية… هو انا بكهربك ولا ايه!!
ضحكوا كلهم و قالها: اه ساعات الجنونة بتيجي كده و بتقوليلي انا مش قهوجي و قوم اعمل لنفسك
ضحكت و قالتله: هتطلع عليا سمعة قدام الراجل انا هروح اعملكم القهوة
……..
علي: ايه يابني فينك؟ مختفي اليومين دول؟
شريف: كنت مسافر إيطاليا كام يوم كده بجيب خامات للمشروع الجديد
علي: ربنا معاك و حمد الله عالسلامة عموما مش هاخد من وقتك كتير عشان شكلك مشغول
شريف: لا براحتك
علي: كنت عاوزك تساعدني ألاقي شغل لياسمين
شريف باستغراب: ليه؟ انت محتاج فلوس يا علي؟؟؟ عاوز كام؟؟
علي: لا خالص الحمد لله مستورة
شريف: امال ايه بقا؟ و الله عيب لما تتكسف مني!!
ضحك علي و قاله: يابني اهدا مش عاوز فلوس
شريف: امال عاوز ياسمين تشتغل ليه ده انت طول عمرك ضد شغل الستات و شايف ان الست تربي عيالها و تخلي بالها من بيتها و بس
علي: لا ما انا غيرت رايي… اسمع يا شريف ياسمين لما خلفت كانت انشغلت شوية مع لؤي و بطلت الغيرة و التركيز الزيادة معايا و الحمد لله المشاكل قلت كتير… بس من شهرين كده قالتلي لولو كبر و هنزله حضانة.. نزلته من هنا و رجعت للقرف بتاع زمان من هنا خلاص بقا فضيتلي و بقا كل يوم خناق و نكد بسبب و بدون سبب… فاقنعتها ان الشغل مهم و ان خلاص لولو كبر و لازم تحقق ذاتها و تشتغل بقا
شريف: بتحببني انت في الجواز يا أبو لولو
ضحك علي و قاله: اعمل ايه اكدب عليك يعني!!
شريف: عموما عنيا انت عاوزها تشتغل فين و انا اعينهالك من بكرة
علي: بجد يا شريف؟؟ ده انت تبقى خدمتني خدمة العمر
شريف: طبعا بجد ها عاوزها تشتغل فين؟
علي: مش مهم فين… المهم حاجة يكون دوامها عشرتاشر ساعة في اليوم كده عاوزها ترجع مش شايفة قدامها
ضحكوا سوا و هنا دخلت ليلى
ليلى: احلى اتنين قهوة لأحلى شريف و علي
شريف: تسلم ايدك يا ليلى
علي: انا جاي اتعبك بقا؟ تسلم ايدك…
ليلى: بالهنا و الشفا … بقول ايه يا شريف هات اللي خلصته في التقرير عشان ابتدي فيه
شريف: حاضر هبعتهولك عالميل حالا
ليلى: و الصور كمان
شريف: اه خدي عالموبايل اخر حاجة مصورها ابقي اختاري الصور الواضحة
ليلى: تمام هات
علي: انا هشرب قهوتي و انزل على طول عشان معطلكوش
شريف: لا يا باشا براحتك انا اصلا تقريبا مخلص كنت هستناها تبعته بس و ننزل
—————
بدأت تترجم التقرير و بعدين قالت تبص عالصور عشان تختار منها اللي هيتحط في التقرير. اتفرجت و قلبت فيها و بعدين فجأه رمت الموبايل و صوتت…
—————
علي: ايه يا شريف مش ناوي تاخد خطوة مع ليلى ولا ايه؟
شريف: و الله شكلي كده هتهور و اعملها
علي بسعادة: بجد!!! ده ايه الاخبار الحلوة دي

دخلت ليلى عليهم زي الصاروخ من غير ما تخبط حتى و رمت الموبايل في وش شريف و قالتله: انا مروحة و التقرير هبقى أترجمه بكره انت مشتريتناش
شريف: ايه في ايه يا ليلى؟
ليلى بعصبية: في ايه؟؟؟ مفيش معاد شغلي انتهى و هروح.. قالت كده و مشيت
شريف: ده ايه الجنان ده؟
علي: في ايه؟ انا حسدتكوا ولا ايه؟
شريف: لا انا متعود مش لسه كنت بقولها الجنونة لما بتطلع
علي: بس ضروري في حاجة حصلت
شريف و هو بيمسك موبايله: هكلمها بنت المجنونة دي أما اشوف في ايه…
أول لما فتح موبايله وشه جاب ميت لون و قال يا نهار اسود…
علي: ايه في ايه؟؟
شريف: يا نهار اسود!!
علي:و هو مخضوض: في ايه يابني ما تفهمني!!
شريف: اديتلها الموبايل و نسيت امسح الصور اللي عليه
علي: صور ايه؟؟
شريف و هو في حالة من الذهول: صور ايطاليا. ازاي نسيت انا غبي يالهوي على الغباء
علي: صور ايه دي؟؟؟ شريف انت كنت بتعط هناك ولا ايه؟؟!!
شريف و هو مخبي وشه بايده من الصدمة: يا نهار اسود… يخربيت الغباوة
علي بانفعال: لما انت بتتنيل على عينك و تتهبب في بلد تانية محدش يعرف عنك حاجة فيها بتتنيل تتصور ليه؟؟ بتمسك على نفسك دليل يعني. دي ايه الغباوة دي؟
شريف: انا متصورتش و لا زفت البت هي اللي فضلت تصورنا قال يعني بتهزر و انا سيبتها و قلت ابقى امسح الصور بس نسيت… كان يوم اسود و الله كنت حاسس اني هتفضح
علي بعصبية: مش ناوي تنضف بقا يا اخي!! ذنبها ايه ليلى في القرف ده كله
شريف: ليلى!!!! تفتكر ممكن تسامحني؟؟؟ ولا كده خلاص
علي: هي الصور ايه بالظبط؟؟ وريني كده
شريف: لا كفاية فضايح كنت شارب و مأڤور… انا همسحهم قبل ما حد تاني يشوفهم
علي: يا نهار اسود يا شريف
شريف: اعمل ايه؟؟ قولي يا علي اعمل ايه؟؟ هي ليلى ممكن تسامحني؟؟ ….. تسامحني ازاي بس اذا كنت انا مش مسامح نفسي… انا و الله كنت ندمان و قرفان من نفسي اوي حتى مكنتش قادر أحط عيني في عينها
علي: مش عارف اقولك ايه؟؟ بس سيبها يومين تهدا و بعدين ابقى شوف هتعمل ايه.. شريف لو مش ناوي تتعدل و تنضف بلاش تبهدل ليلى معاك.. حرام عليك… دي بنت ناس و ملهاش في القرف ده
شريف في حاله من الصدمة: يا نهار اسود
——————
حاول يتصل بيها كتير رغم انه مكنش عارف هيقولها ايه بس كان عاوز يطمن عليها كان عاوز يقولها انا مستاهلكيش بس كانت قافلة تليفونها…. نزل روح البيت قفل على نفسه في اوضته لحد تاني يوم.
أما هي فروحت مش عارفة ازاي وصلت للبيت اصلا.. دخلت لقت مامتها
سوسن: ازيك يا حبيبتي احطلك تاكلي
ليلى: لا انا تعبانه هنام. من فضلك سيبيني براحتي متصحينيش
سوسن: تعبانه مالك؟ في ايه؟
ردت بصوت بيترعش: من فضلك سيبيني أنام
دخلت اوضتها و قفلت على نفسها كتمت صوتها في المخدة و انفجرت في العياط
فضلت تعيط متعرفش لحد امتى… الصور اللي شافتها مش قادرة تروح من بالها.. كانت صدمة صعبه اوي. اصعب حاجة انك تتصدم في حد بتحبه حد كنت راسم في خيالك خطط جميلة ليكم مع بعض تيجي تصرفاته توريك انت أد ايه كنت ساذج و على نياتك لما فكرت كده… تكتشف ان في الوقت اللي انت كنت بتبررله فيه أخطاءه العادية معاك عشان تفضل محافظ على مكانته في قلبك كان هو بيغلط غلطات اكبر بكتير في حقك و حق نفسه من غير ما يفكر فيك لو حتى ثانية او يفكر ايه اللي ممكن يحصلك لو عرفت… ده مفكرش فيك ولا حتى خطرت في باله لدرجة انه مهتمش يلم قذارته وراه و سابها عادي و مش بعيد يكون قاصد يخليك تشوفها عشان يوريك آد ايه انت ملكش اي أهمية عنده. فضلت تعيط لحد لما راحت عليها نومه او أغمى عليها مكنتش فاهمة هي كل شويه كانت بتصحى تعيط شويه لحد لما تغيب عن الوعي
———
هو مجالوش نوم و لا عينه غمضت طول الليل كان عمال يجلد في نفسه مش عارف ازاي ضعف و غلط و ليه يتفضح اوى كده و عند اهم حد كان نفسه يتستر قدامه… هل لأن هو زبالة أوي و رصيده من الستر خلص ولا عشان هي طيبه اوى ربنا وراها الحقيقة كلها بعنيها قبل ما تتوحل معاه
ليه دلوقتي!! ليه!! ده انا ما صدقت أوصل لقرار!! كنت ناوي اصارحها بمشاعري و اخطبها لو وافقت
ضحك من همه على نفسه و قال تخطبها!! ده انت بتحلم!! خليك انت في السكة اللي انت فيها دي عمرك ما هيتصلح حالك أبداً خليك مكمل و ان شاء الله آخرتك هتكون سودا… انت معملتش اي حاجة عدلة في حياتك تخليك تستاهل واحدة زي ليلى… انت تستاهل واحدة من نوعك… الطيور على اشكالها تقع صحيح… على رأي علي.. بلاش تبهدل بنات الناس معاك كفاية كده و كويس انك مكنتش صارحتها بحاجة…
—————
تاني يوم راح الشغل متأخر ملاقهاش على مكتبها.. سأل عليها قالوا مجتش و ما اتصلتش و تليفونها مقفول…
دخل مكتبه… طلع تليفونه و فكر شويه و بعدين اتصل بسوسن…
شريف: صباح الخير… ازيك يا طنط
سوسن: صباح النور … ازيك يا حبيبي
شريف: هي ليلى مجتش الشغل ليه؟ في حاجة؟ اصل تليفونها مقفول
سوسن: نايمة تعبانة من امبارح مقامتش من السرير. انا كنت فاكراها كلمتك
شريف: لا متكلمتش. عموما الف سلامة ممكن بس تبلغيها تفتح تليفونها و ترد كنت عاوز اسألها على حاجة مهمة
سوسن: حاضر يا حبيبي هقولها
قفلت معاه و دخلت لليلى حاولت تصحيها و تشوف مالها بس هي مرضيتش قالتلها عاوزة انام و بس.
سوسن: طب كلمي شريف شوفي كان عاوزك في ايه بيقول حاجة مهمة
صرخت فيها ليلى: مش هكلم حد. عاوزة انام هتسيبيني انام في حالي ولا اروح اشوف حته تانية انام فيها
سوسن: حتة تانية ايه؟؟ هو ايه الجنان ده؟؟
و سابتها و خرجت من الاوضة
—————
مبطلش يحاول يتصل بيها طول اليوم و هي مفتحتش تليفونها أبداً
على المغرب كده ابتدت تفوق شوية و حست انها محتاجة تتكلم مع حد قامت لبست و خرجت من اوضتها
سوسن: على فين كده؟ ده انتي تعبانه طول اليوم
ليلى: منة كلمتني و متخانقة خناقة جامدة مع جوزها و محتاجة تتكلم معايا
سوسن: يا بنتي و أنتي مالك انتي مش شايفة شكلك عامل ازاي…
ليلى: مالي ازاي بس مش صاحبتي و محتاجالي
سوسن: طب كلي حاجة قبل ما تنزلي
ليلى: هاكل معاها هناك
—————
ليلى و هي منهارة من العياط: حاجة اخر قذارة. أنا دلوقتي أقصى أحلامي اني أنسى اللي شوفته
خدتها منه في حضنها: طيب اهدي يا حبيبتي. اهدي. طب اتكلمتي معاه؟ مش جايز الصور دي ليها تفسير تاني؟
ليلى: تفسير ايه؟ و بعدين انا لا عاوزة أكلمه ولا اشوف وشه حتى… ربنا ياخده الوسخ القذر ده
كملت و هي غرقانه في دموعها: انا بس بتجنن كل ما بفتكر انا ازاي كنت هبلة و عبيطة و مصدقة انه ممكن يتصلح حاله. ليه يا منة لما جيت احكيلك اول مرة اني حاسة بحاجة ما بيننا مفكرتينيش انه قذر و مينفعنيش
ليه سيبتيني أكمل في وهم ملوش آخر ليه سيبتيني افرط في مشاعري اللي طول عمري محافظة عليها للي يستاهلها و أكيد الشخص ده عمره ما هيكون شريف
منة: اهدي يا ليلى انا سيبتك لأني مكنتش متخيلة انه هيعمل كده… تخيلت انه زي رجالة و شباب كتير بيلوشوا في حياتهم لحد لما يحب بجد و كل العك ده بينتهي. معلش انا محقوقالك مكنتش اعرف انه كده بس مادام طلع كده يبقى تحمدي ربنا و تصلي ركعتين شكر انه بينه على حقيقته من اولها كده و الحمد لله مفيش حاجة صريحة بينكم يعني ملوش عندك اي حاجة. نحمد ربنا و نقفل الصفحة دي تماما و مادام هو طلع كده و ربنا فضحه بالسهولة دي يبقى ربنا بيحبك مش بدل ما كنتي تكملي معاه و تكتشفي حقيقته دي بعدين بعد ما تكوني اتجوزتي و لا خلفتي كمان
ليلى: انا اللي هيجنني اني مش لسه بكتشف حقيقته انا عارفاها كويس من زمان!!! ازاي نسيت كل ده و انجرفت في مشاعري و قدر يخدعني
منة: متسأليش ازاي… ربنا كاتبلك تعيشي الحاجة دي و الموقف ده عشان تتعلمي منه حاجة. حبيبتي احمدي ربنا انك عرفتي كل حاجة و انتي لسه عالبر… المهم هتعملي ايه في اللي جاي؟
ليلى: قصدك ايه؟
منة: قصدي انه مش هيسيبك في حالك و هيحاول يأثر عليكي بكل الطرق… عارفة اللي كان مجننك و مبينطقش ده دلوقتي هينطق و هيقولك بحبك و بعبدك و مقدرش أعيش من غيرك ولما تصديه هيقولك نتجوز و حالي هيتصلح بعد الجواز و أديني فرصة اثبتلك حبي و إخلاصي .. قالت كده و بعدين علت صوتها بنبرة تحذيرية حادة: أوعي تصدقيه تبقي متخلفه لو صدقتيه
ليلى بذهول: انتي ايه اللي مخليكي متأكده من كده؟
ضحكت ضحكة طالعة من وجع قلبها و قالت: عشان ده نفس السيناريو بتاعي انا و هشام و لو رجع بيا الزمن لورا مكنتش هديله الفرصة دي أبداً لانه ميستحقهاش. أوعي يا ليلى تغلطي غلطتي… أوعي
————
تالت يوم كان الجمعة… ابتدت ليلى تفوق من صدمتها و تقريبا عرفت هي هتتعامل مع الموقف كله ازاي… أما شريف فكان لسه مصدوم مش عارف ازاي بغبائه يضيع ليلى من ايده… مش ليلى تحديدا اللي كانت تهمه… اللي كان يهمه الحاجة اللي لاقاها معاها و كان بيدور عليها من زمان و مش لاقيها مع حد… الحاجة اللي هو نفسه مش عارف يحدد هي ايه… الحب جايز … و جايز الأمان و الاستقرار.. و احتمال البهجة و السعادة.. و جايز براءتها و نضافتها كانت بتديله أمل انه ممكن في يوم ينضف… و جايز كل ده و حاجات تانية كتير… بس خلاص كله راح و انتهى و المفروض دلوقتي انه خسر كل خطوة مشيها في المشوار ده… رجع لنقطة البداية بس للأسف ممنوع يمشي نفس الطريق تاني… خلاص مبقاش ينفع رغم انه هيحاول بكل قوته بس هو عارف و متأكد ان الطريق ده خلاص اتسد في وشه.
———-
سوسن: عاملة ايه يا حبيبتي النهاردة
ليلى: الحمد لله أحسن
سوسن: الحمد لله… يعني هتقدري تروحي عيد ميلاد تالية ولا اروح انا و اعتذرلهم
سكتت ليلى شوية كانت ناسية موضوع العيد ميلاد ده… بس قالت لنفسها انا مش عاملة حاجة غلط عشان استخبى…
ردت قالت: لا هروح طبعا.
—————
عايدة: ايه يابني الضلمة دي ما تفتح الشباك خلي نور ربنا يدخل و الاوضة تتهوى شوية
شريف و هو بيخبي عنيه من الضوء: لا يا ماما متفتحيش انا عاوز انام… هو مش النهاردة اجازة ما تسيبوني في حالي..
عايدة: قوم اصحى كفاية نوم مش كفاية حتى صلاة الجمعة مروحتهاش ده انا حايشة ابوك عنك بالعافية…
شريف: معلش راحت عليا نومه
عايدة: طب قوم يالا غير هدومك بسرعة عشان تلحق عيد ميلاد تالية
شريف: ايه؟؟؟ هو النهاردة العيد ميلاد؟؟
عايدة: كنت عارفة انك هتنسى.. خد اديها الهدية دي
شريف: ايه دي؟
عايدة: سلسلة دهب
شريف: و مين اللي جابها
عايدة: هيكون مين يعني؟؟؟ انا يا فالح. عارفة ان الموضوع مش هييجي في بالك اصلا و هتروح من غير هدية و تعرنا
شريف: مش اوي كده. انا كنت ناوي اديها فلوس
عايدة: فلوس ليه هو طهور مش بقولك هتعرنا…
حاول يبتسم بس كانت صعبه عليه اوى الابتسامة.
عايدة: قوم يالا هنتأخر
شريف: حاضر. حاضر هقوم اهو
————
راح على أمل انه يعرف يشوفها و يعرفها هي ايه بالنسباله و هي راحت على أمل انها تعرف تشوفه و توريله حجمه الحقيقي في نظرها دلوقتي
كان خايف منها و مرعوب مش متخيل رد فعلها او ممكن تعمل ايه؟؟ اول لما شافها كانت شايلة تالية و بتلاعبها قرب منها بحذر زي ما خبير المفرقعات بيقرب من القنبلة عشان يفككها و يحاول يمنع انفجارها…. شافته… عملت نفسها مش شايفاه… تجاهلته…. أتردد يقرب دلوقتي و يحاول فك القنبلة ولا ممكن تنفجر في وشه و وش الناس الموجودة كلها؟؟ قرب بشويش و قال انا و نصيبي
شريف: تالية كل سنة و انتي طيبة يا حبيبتي
مبصتلوش حتى و نزلت تالية عالارض و مشيت
اخد تالية و فضل واقف يراقبها و يفكر… لاقاها دخلت البلكونة… شال تالية و راح وراها
باسها و قالها روحي أدي البوسة دي لليلى بس ليلى مخلتهوش يكمل الكلمة الا و قالتلها: تفي على عمو يا حبيبتي
خدها بهزار رغم ان متأكد انه مش هزار… ضحك و قالها: مش هتسمع كلامك اصلي لسه مصيغها و مسك السلسلة اللي تالية لابساها
بصت للسلسلة بتدقيق اوي و قالت: ما هي لو كانت كبيرة شوية كانت بانت… معلش يا توتا اعذري عمك اصله مزنوق اليومين دول وراه كوم لحم بيصرف عليه
ضحك من كسفته و بص في الأرض و قبل ما يتكلم دخلت شيرين: يالا هاتو توتة و تعالوا هنطفي الشمع
خرجت ليلى و هو خرج وراها حاول يقف جنبها و هما بيطفوا الشمع سابته و راحت وقفت بعيد راح وراها تاني مخدتش بالها في الضلمة غنولها و طفوا الشمع و لما النور ولع شافته جنبها اتغاظت و بصتله بغيظ فضل واقف… عمل نفسه بيهزر و مش هيمشي الا لما ياخد حته من التورتة اللي كانت بتقطعها ليلى… طنشته و ادتله اخر واحد بعد الناس كلها
خدت طبقها و راحت قعدت على جنب خد طبقه و راح وراها
ليلى: في ايه يا شريف خيلتني عمال تلف ورايا من الصبح في حاجة معينه عاوزها؟؟!!
اخد نفس و قال لنفسه الحمد لله شكلها مش هتنفجر واضح اني كبرت المواضيع..
ابتسملها و قال: اه عاوز أتكلم معاكي
ليلى: بخصوص ايه؟
شريف: مش هينفع هنا الناس كلها حوالينا… تعالي البلكونة
ليلى: في ايه يا شريف؟ هو احنا في بيننا اسرار ؟ ما تقول اللي عاوز تقوله و تخلص
شريف: من فضلك يا ليلى تعالي نتكلم جوه بعيد عن الدوشة
راحت معاه البلكونة و هى على اخرها
ليلى: نعم اتفضل قول عاوز ايه؟
رد بعد ما سكت شوية مش عارف يبدأ ازاي بس قاوم كتير انه يقولها اقلعي جزمتك و اضربيني بيها انا مستاهلش غير كده. قالها: أنا اسف يا ليلى… انا مش هدافع عن نفسي بس ارجوكى أديني فرصة اثبتلك اني اتغيرت
ليلى باستغراب: ايه الهرتلة اللي انت بتقولها دي انا مش فاهمة حاجة!!!
شريف: ليلى!!! انا بجد عارف انك مش طايقاني و ليكي حق انا استاهل كل حاجة وحشة في الدنيا و الضافر اللي بيطير منك برقبتي
كان بيحاول يمتص غضبها الاول بالكلام ده بس هي قطعت عليه حوارات كتير كان لسه هيفتحها و قصرت عليه مسافات كتير اوي لا دي تقريبا كده وفرت عليه اي كلام ممكن يتقال و قالتله: شريف لو بتتكلم على الصور فأنت حر دي حياتك و انت حر فيها انا بس اللي ضايقني و عصبني ساعتها اني مكنتش احب أبداً اشوف حاجة زي كده… الصور خادشة
فتح بقه و اتصدم من جرأتها او اللامبالاه و تبسيط الأمور اللي هي فيه
قالها: لا انا مش حر في حياتي… عشان انتي ليكي في حياتي… و من فضلك متلعبيش معايا اللعبة دي
بصتله باستغراب اوي و قالتله: لعبة ايه؟
شريف: لعبة اني مش فارق معاكي و انا حر و الكلام ده عشان احنا الاتنين عارفين انه مش حقيقي
ليلى: في ايه انا مش فاهمة حاجة؟؟
بصلها و قالها: عشان انتي عارفة كويس اني مش حر و انا عارف كويس ان الموضوع فارق معاكي فبلاش نلف و ندور على بعض
ليلى بانفعال: نلف ايه و ندور ايه؟ ما تقول عاوز تقول ايه و خلصني.
شريف: عاوز اقولك اني اسف انا مهما قعدت اتاسفلك من هنا لحد اخر يوم في عمري مش هيكون كفاية… انا بشر و ضعفت و غلطت و ربنا بيسامح و بيدي فرص… ارجوكي يا ليلى أديني فرصة تانية
ليلى: فرصة ايه انا مش فاهمة حاجة
شريف: ليلى متستهبليش… كفاية بقا…
ليلى بعصبية: انا بستهبل يا شريف ولا انت اللي بتقول كلام من الصبح ملوش معنى و ملوش علاقة ببعضه
شريف بانفعال: في ايه في كلامي مش مفهوم بالنسبالك؟؟!!
ليلى بزعيق: كله… كله مش مفهوم …انا مالي و مال خصوصياتك ما انت حر يا اخي و اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر على دماغه
شريف بمنتهى العصبية اللي في الدنيا: مالك؟؟؟ مالك اني بحبك… بحبك يا ليلى
و فجأة انتبه ان صوته عالي جدا…. بصوا حواليهم لقوا كل الناس سمعتهم كله فجأه سكت و مستنيين يشوفوا اخرة المشهد ده ايه؟
مصدقتش نفسها من الفضيحة اللي عملهالها… ده العيلتين كلهم موجودين.. بسرعة حطت الطبق و دخلت من البلكونة و خدت شنطتها و نزلت وسابته واقف مذهول من غباوته اكتر و اكتر.

زر الذهاب إلى الأعلى