ترفيهمسلسل على بياض

الحلقة الحادية عشر من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

الحلقة الحادية عشر من مسلسل على بياض للكاتبة مي حُريز

 

الفصل الحادي عشر:

الكل كان متفاجيء و مصدوم سابوا ليلى تنزل محدش راح وراها ولا حتى سوسن… ما هي على ما استوعبت اللي بيحصل كانت ليلى خلاص مشيت
دخل ياسر لشريف البلكونة
ياسر: ايه يا شريف الفضايح اللي بتحصل دي!!
شريف بهزار: مش انت قلتلي اصارحها بمشاعري
ياسر و هو بيضحك: ايوه صارحها بينك و بينها مش تفضحوا نفسكوا قدام أمة لا اله الا الله!!! و عمال تقولي هتسيحلي لو قلتلك.. انت مش محتاج حد يسيحلك انت بتسيح لنفسك بنفسك
ضحك شريف و مردش
ياسر: و بعدين هو انتو كنتو بتتخانقوا ولا ايه؟
شريف بترقية: متاخدش في بالك دي شوية خلافات عائلية.. ادخل انت شوف ضيوفك و سيبني لواحدي شوية في اللي انا فيه ده…
سابه و مشي وبعد شويه دخله مصطفى… اول لما شريف شافه ودى وشه الناحية التانيه و جاتله كريزة ضحك كان مضطر يقلبها ضحك بدل ما ابوه يهزأة قدام الناس و هو كبير كده فضل يضحك و هو مخبي وشه بين أيديه و بيحاول يكتم الضحك و مصطفى يضحك معاه و بعدين سقفله و قاله: براڤو عليك يا ولا أوسكار احلى love confession شوفته في حياتي و شريف مكمل ضحك
ضحك لحد لما مبقاش للضحك معنى خلاص فبطل ضحك
مصطفى: ما شاء الله عليك شحط طول بعرض مدير شركة كبيرة و بيزنيس مان ناجح و مش عارف تختار المكان و الزمان و الطريقة المناسبين عشان تعترف بحبك
بصله شريف و وشه في الأرض و مردش
مصطفى: ما كنت تاخدها قلمين بالمرة… هو ايه اللي حصل ده؟؟
شريف: متسألنيش.. متسألنيش يا بابا عشان انا نفسي مش عارف ايه اللي حصل ده…
مصطفى: ايوة يعني ايه اللي وصل الأمور لكده و للخناق بالطريقة دي؟؟
شريف: غبائي يا مصطفى غبائي…. قعدت سنين ادور على ليلى و هي قدامي و لما لقيتها أخيرا ضيعتها بغبائي و لما حاولت اصلح الأمور نيلتها اكتر
ضحك مصطفى نص ضحكة و قاله: ده النصيب يا شريف لما بيبقى مفيش نصيب بتلاقي كل حاجة جاية معاك بالعكس
شريف و هو بيحاول يبتسم: متهونهاش عليا يا درش… النصيب ملوش دعوة…. هي الغباوة…
بقولك ايه! ما تغطي عليا وأنا بنزل من هنا لحسن سوسن هتاكلني…
—————
دخلت سوسن البيت و قبل ما تقفل باب الشقة كانت بتنده على ليلى
سوسن: ليلى….. يا ليلى
خرجتلها ليلى من أوضتها بكل هدوء واخدة شاور و لابسه البرنس: نعم يا ماما
سوسن بغيظ: نعم يا ماما؟؟ يا برودك و روقانك يا شيخة… سايبة الدنيا تولع و قاعدة مروقة دماغك هنا
ليلى: ليه هو ايه اللي حصل بعد ما نزلت؟؟
سوسن: ايه اللي حصل؟؟؟ هو انتي عاوزة ايه اللي يحصل تاني اكتر من اللي شوفناه و سمعناه كلنا!!!
ليلى: ايه اللي حصل يعني لكل ده؟؟ شدينا شوية مع بعض و ده العادي بتاعنا يعني.. بس صوتنا علي شوية المرادي… متكبريش المواضيع
سوسن: و حياة امك انتي هتستهبلي… ده كان بيقولك بحبك؟؟؟
ضحكت و قالتلها: طب ما يقول؟؟ هو انا اللي قولت؟؟
سوسن: انتي عاوزة تفرسيني يا بت انتي… ايه اللي حصل ده؟؟ فهميني؟؟
ليلى: محصلش حاجة يا ماما و الله كنا بنرخم على بعض بالكلام كالمعتاد و صوتنا علي شوية و بعدين لقيته قال كده.. انا ذنبي ايه؟؟ انا حتى اول ما قال كده من خضتي روحت ماشية على طول…
سوسن: يعني عاوزة تفهميني انه أول مرة يقولك كده؟ مفيش بينكم حاجة؟
ليلى: و الله العظيم اول مرة
سوسن: طب ايه اللي خلاكو تتخانقوا كده
ليلى: ده العادي يعني
سوسن: ده احنا مش هنخلص من الاستهبال ده… ماشي يا ليلى ان ما وريتك انتي و هو عالفضايح اللي عملتوها دي مبقاش أنا.. ده انا بقيت مش عارفة اودي وشي فين من خالاتك و بناتهم ولا عمتك و هي بتبصلي بصة معرفتيش تربي
ليلى: و انا مالي بقا؟؟؟ انا عملت ايه؟؟ شريف طول عمره بتاع فضايح.. انا ذنبي ايه؟؟
سوسن: غوري من وشي دلوقتي روحي اتخمدي ياللي شايفاني هبلة
دخلت ليلى تنام و مسكت سوسن التليفون و اتصلت بشريف بس طبعا مردش عليها و قفل تليفونه بعدها و فضل قافله لحد يوم الحد الصبح مهو هيرد يقول ايه؟ عارف انها عاوزة تبرير للي حصل بس هو معندوش اي حاجة يقولها…
———
يوم الحد راح الشغل و كان متاكد ان ليلى مش هتروح بس الغريبة انه لاقاها قاعدة على مكتبها و بتشتغل عادي جدا وقف يبصلها مش مصدق نفسه اللي هو ايه اللخبطة دي بقا؟؟
راح يكلمها و هو مش عارف هي هتعامله ازاي… دخل براحة قالها: صباح الخير
ردت و هي مبتسمة ابتسامة موظفين الريسيبشن بتوع الفنادق: صباح النور يا شريف
استغرب اكتر… قالها: ازيك يا ليلى
ردت بنفس الابتسامة: الحمد لله… هطلبلك القهوة و اجيبلك الشغل المستعجل حالا…
زاد استغرابه و مشي على مكتبه و هو كل شويه يتلفت وراه يبصلها يتأكد ان دي ليلى مش حد تاني و انه مش بيتهيأله
بعد خمس دقايق دخلت و معاها الشغل المستعجل و دخل معاها عم هلال بالقهوة…
ليلى: حط القهوة هنا يا عم هلال.. شكرا
حط القهوة و خرج
أدت لشريف فايل فيه الشغل المستعجل اللي لازم يمضيه
قعدت قدامه متكلمتش في اي حاجة برة الشغل
راجعوا الشغل مع بعض حاجة حاجة لحد لما وصلوا لآخر حاجة
شريف بإندهاش: ايه ده؟؟!!
ليلى بابتسامة: دي استقالتي
شريف: استقالة ايه؟؟ ما تستهدي بالله… احنا لازم نتكلم مع بعض
ليلى و هي بنفس الابتسامة العريضة: انا هادية اهو و الحمد لله.. متقلقش عالشغل خالص… بص تاريخ الاستقالة بعد شهر اصلا يعني معاك لحد ما تلاقي حد تاني و اعلمه الشغل و لو عاوزني ادور معاك على حد مفيش مشكلة
شريف: ليلى من فضلك متدخليش الأمور الشخصية في الشغل.. دي حاجة و دي حاجة…
سكتت و خدت نفس عميق قبل ما تتحول و فجأه قلبت في ثانيه لواحدة عصبية و مجنونة.. صرخت فيه و قالتله: ما انا مكنتش بدخل ده في ده بس بعد الفضايح اللي انت عملتهالي مفيش اختيار تاني
اخدت نفس تاني و حاولت تهدا شوية و كملت كلامها بنبرة صوت اهدا: شريف انا ببذل مجهود خرافي عشان اضحك في وشك و اتعامل معاك عادي عشان ده شغل لكن انا اصلا مش طايقاك و لا طايقة ابص في خلقتك فيستحسن انك متقاوحنيش و تسيبني في حالي الفترة اللي جايه لحد ما امشي على خير… كفاية سيرتي اللي بقت على كل لسان بسببك.. أنا… ليلى… اللي عمر ما حد قدر يقول عليا ربع كلمة بقيت لبانة في بق الناس بسببك
قاطعها و قالها: ناس مين؟؟ دول اهلنا و اخواتنا و قرايبنا… مفيش حد غريب… متديش المواضيع اكبر من حجمها …
ليلى: امضي الاستقالة من فضلك يا شريف انا مش هدخل في جدال عقيم
شريف: طب نتكلم مع بعض الاول
ليلى: مفيش كلام يتقال… امضي الاستقالة
شريف : لا في كلام كتير لازم يتقال ارجوكى اسمعيني
ليلى: الكلام مش هيغير حاجة من فضلك امضيها خليني اروح اشوف شغلي
شريف بعصبية: امضي الاستقالة امضي الاستقالة في ايه… اهو مضيت الزفت ارتاحتي!!!
قال كده و هو بيمضيها
قامت و قالتله: متشكرة جدا هروح اشوف شغلي بقا
نده عليها و هي ماشية: ليلى… استني.. انا مضيت الاستقالة عشان انتي ترتاحي بس احنا لسه لازم نتكلم
ليلى: مفيش كلام يا شريف خلاص … ملوش لازمة… مش هيصلح اللي حصل ولا هيلم الفضايح
شريف: لا ليه لازمة… تعالي ننزل نقعد في اي مكان نتكلم
استفذت من كلامه اوي و قالتله: لسه هننزل و نقعد؟؟ يا شريف مفيش بيننا كلام يتقال عشان نعمل كل ده لو عندك كلمتين محشورين في زورك ارميهم هنا و اخلص ورايا شغل كتير
شريف بعصبية: هتخليني ارفدك مش هستنى الاستقالة بتاعتك عشان متقوليليش شغل تاني… و بعدين هدي شوية و قالها… بصي وحياة العيش و الملح و العشرة اللي بيننا اسمعيني مرة واحدة بس و بعدين اعملي اللي انتي عاوزاة
—————
ريهام: لا انا خلاص مش هفكر و اتعب نفسي تاني… ليلى خلاص هتمشي هتمشي بعد اللي حصل يوم الجمعة
نادر: ايه اللي مخليكي متاكدة كده؟
ريهام: اصلك محضرتش الموقف ده كان فضيحة بكل المقاييس و انا عارفاها كويس مش هتستحمل
نادر: طب و لو ما مشيتش؟!
ريهام: هتمشي… و لو ما مشيتش انا هفكرلها في اي مصيبة تمشيها
——————
شريف: ليلى انا بطلب منك قبل ما اتكلم انك تهدي ما انتي مش هينفع تسمعيني و انتي متعصبة كدة
ليلى: انت هتتأمر عليا كمان مش كفاية اني رضيت أجي معاك و اسمعك اساسا
ضحك و قالها: ايوة انتي كده رجعتي لطبيعتك دلوقتي ممكن نتكلم
ضحكت برخامة و قالتله: بس في الإنجاز بقا عشان انا تعبانه و مصدعة
شريف: خديلك قرصين اي حاجة و لا اتشقلبيلك في فنجانين قهوة المهم تسمعيني كويس
ليلى: ما تقول و تخلصنا هو انت هتغني
شريف: حاضر هقول … انا طبعا مقدر المشكلة اللي حطيتك فيها و عارف اني اتسببتلك في احراج قدام الكل
شاورتله بصباعها: لخص
نفخ من خنقته منها و قالها: حاضر يا ليلى هلخص… أنا اسف عاللي حصل في العيد ميلاد و اسف علي اللي حصل في ايطاليا و اسف انك شوفتي الصور اللي بتقولي عليها خادشة مع انها عادية و اسف اني مقولتلكيش قبل كده اني بحبك بس انا بحبك و بحبك جدا جدا و انتي بقيتي كل حياتي و مقدرش استغنى عنك و متاكد ان انتي كمان بتحبيني .. ارجوكي حاولي تديني فرصة عشان اثبتلك اني ندمان و اتغيرت و هتغير اكتر على ايدك
ليلى: خلصت كلامك… قلت اللي انت عاوزه و شايفه من وجهة نظرك!! تسمحلي بقا ارد عليك؟
شريف: اتفضلي
ليلى: اللي حصل في العيد ميلاد ده مش مشكلة ولا احراج ده كان فضيحة و الناس مش هتبطل تتكلم طول ما احنا شغالين مع بعض عشان كده انا سيبت الشغل على أمل ان بعد فترة الناس هتنسى وتبطل كلام… اللي حصل في إيطاليا مليش دعوة بيه انت حر في حياتك انا مليش فيه بس الصور بالنسبالي خادشة و صدمة كمان مهما كنت بسمع عنك بس غير لما اشوف بعيني
شريف: يا ليلى متكبريش الأمور دول هما كلهم كاسين في بار و كنا بنهزر بعدها مفيش حاجة حصلت اكتر من كده
ليلى و هى بتحاول تداري دمعة لمعت في عينها: ميخصنيش… مش عاوزة اسمع ولا اعرف حاجة متخصنيش… خليني اكمل كلامي بس… حتة انك بتحبني و بحبك و الكلام ده.. بيتهيألك يا شريف احنا مفيش بيننا اي حاجة.. عشان أكون منصفة ففعلا احنا في الفترة الأخيرة قربنا من بعض شوية.. كل واحد فينا شاف حاجات في التاني مكنش شايفها قبل كده… جايز تكون حسيت نفس احساسي اني كنت ظالماك طول السنين دي و انك مش وحش اوى و فيك حاجات حلوة كتير يمكن الحلو اكتر بكتير من الوحش.. الإحساس ده خلاني احس بعاطفة ناحيتك فعلا مش هنكر… بس مش حب… أكيد مش حب… ممكن تكون صعبت عليا عشان ظلمتك او اتعاطفت معاك و جايز أكون لقيت صاحب كنت محتاجاله من زمان بس مش حب يا شريف… انا مبحبكش عشان مينفعش… احنا الاتنين مننفعش لبعض ولا عمر هيكون لينا مستقبل مع بعض فارجوك شيل الموضوع ده من دماغك
شريف: ازاي يا ليلى؟ ازاي مبنحبش بعض؟؟ لو اللي بيننا ده مش حب أمال الحب يبقى ايه؟؟ انا مش هجبرك انك تعترفي ليا بحبك و لو اني متاكد منه بس اللي في ايدي اني اقولك اني بحبك و بعشقك يا ليلى… بحبك حب عمري ما حبيته لحد قبلك و لا هحبه لحد بعدك…
ضحكت بتهكم: لا و انت بسم الله ما شاء الله صنت الحب ده اوي
شريف: و الله يا ليلى هما كاسين و سكرت فهيست عشان بقالي كتير مشربتش.. مفيش اي حاجة تانية حصلت
ضحكت اكتر قبل ما عينها تدمع و تقوله: كفاية يا شريف.. كفاية كلام في الموضوع ده عشان كل حاجة فيه بتعصبني و بتقرفني منك اكتر.. على فكرة مجرد الكاسين اللي بتتكلم عليهم ببساطة كده كافيين اوي انهم ينهوا علاقتنا ده بفرض ان في علاقة اصلا… و اللي حصل بعدهم ده محدش في الدنيا بيعمله و بيعترف انه حصل حتى لو اتمسك متلبس….كفاية اهانة لذكائي و كرامتي من فضلك…
حط وشه في الأرض مقدرش يبص في عينها
سكتت شوية و قالتله: اه حبيتك… حبيتك و انا عمرى ما حبيت حد قبل كده… ارتحت!!
بصلها و انتبهلها اوي عشان تكمل كلامها
بدأت تعيط و كملت: طول عمري عارفة انك قذر يا شريف و مع ذلك قلبي ضعف و حبك… بس انا مش ضعيفة زيه… انا أقوى منه… الحب ده لازم يموت حتى لو هيموت معاه قلبي… مش هينفع اتخان… مش هستحمل… مش انا… مش انا اللي لما تحب اوي كدة يبقى ده جزاءها في الآخر … ربنا أدانا عقل نميز بيه..
انت وجعتني أوي ربنا يسامحك بحاول امثل اني عادي و بضحك و باكل و بتكلم و بشتغل بس لا… انا مش عادي و انت متستاهلش حتى اني احسسك اني كويسة و ارحمك من عذاب ضميرك… انا مش كويسة انا موجوعة اوي حاسة انك غرست سكينة في قلبي. احساس صعب اوي عمرك ما هتقدر تعرفه غير لو جربته بنفسك و انا هرتاح اوي لو خليتك تجربه…
كان بيسمعها و هو في حالة من الذهول و الصدمة و كان بيتقطع من كل كلمة بتقولها مكنش قادر يحط عينه في عينها و كان حرفيا ابتدا يكره نفسه
كملت كلامها و قالت: لو كملنا زي ما انت عاوز هتكون دي النتيجة يا شريف… هتخونني و توجعني فانا كمان هخونك عشان اردهالك و اوجعك هتوسخني معاك… هتخليني ابقى زيك… و انا مش زيك و لا ينفع ابقى زيك… ارجوك لما اقولك نقفل الموضوع ده و احنا مبنحبش بعض خدني على آد عقلي و قولي حاضر خلينا نحافظ على الحد الادني من الصداقة اللي كانت بيننا عشان لما نضطر نتعامل مع بعض نقدر نتكلم و نبتسم في وش بعض حتى لو من ورا قلوبنا…
مكانش عارف انه دبحها اوي كده كان فاكر انها عادي و جامدة و مش فارق معاها و ممكن تسامح لو وعدها انه هيتعدل و يتصلح حاله بس بعد كلامها ده أتمنى انه كان يموت قبل ما يغلط غلطه زي دي و يعذبها بالشكل ده… قالها و هو لسه مش قادر يحط عينه في عينها: انتي صح… انا مستاهلكيش… فعلا هوسخك معايا و انتي نضيفة اوي يا ليلى انتي انضف و أنقى إنسانة قابلتها في حياتي مش هقدر اشيل ذنب اني أوجع قلبك ده ولا ألوث حياتك باستهتاري… ارجوكي انسي كل اللي قولته و اعتبريني مقولتش حاجة… انا اسف… اسف اني عرضتك لكل ده بس جايز يكون ربنا عمل كده عشان يعرف كل واحد فينا حقيقته و يوريكي كل حاجة بعنيكي قبل اي حاجة عشان انتي طيبة و متستاهليش حد زيي..
ساد الصمت فترة مش قصيرة و بعدين قالها: يالا أوصلك… قامت مشيت من سكات ركبت العربية سألها هتروحي البيت ولا الشغل ردت بصوت يتسمع بالعافية: الشغل
وصلها الشغل و طول الطريق محدش فيهم نطق بحرف بس كان كل واحد جواه مليون كلمة نفسه يصرخ بيها… وصلوا و نزلها قدام الباب… سألته:انت مش طالع؟
قالها: لا هروح ابص عالشغل… هزت راسها: طيب و طلعت
وقفت قدام باب مكتبها و سالت نفسها: هو انا بعمل ايه هنا؟!! متعرفش… بس دخلت بردو و قعدت على مكتبها حاولت تعمل نفسها بتشتغل عشان تلهي نفسها و تسكت دماغها اللي مش مبطلة تفكير و تنسي قلبها وجعه ماهو مفيش للوجع ده دوا عشان تاخده… مفيش غير الوقت و النسيان… دخل ياسر و استغرب بردو لما لقاها كان هو كمان فاكرها هتختفي كام يوم بعد اللي حصل
ياسر: ليلى!!!! انتي جيتي؟؟
مكنتش قادرة تتكلم اكتفت انها تهز راسها: اه
ياسر: انتي كويسه؟؟
ردت بصوت طالع بالعافية: الحمد لله
ياسر: هو فين شريف مش في مكتبه.. هو جه النهاردة؟
هزت راسها: اه
ياسر: انت كويسة؟ مالك؟؟
خدت نفس و بصتله و قالتله: شريف نزل يشوف الشغل و انا الحمد لله كويسة
ياسر: متاكدة؟ متاكدة انك كويسه؟
ليلى: الحمد لله
ياسر: طيب انا هروح مكتبي لو احتاجتي اي حاجة كلميني اجيلك او تعالي حتى لو كانت الحاجة دي انك تتكلمي…
ابتسمتله و هزت راسها: حاضر
مشي و وقف تاني عند الباب و بصلها و قالها: متكتميش في نفسك يا ليلى…
ابتسمتله و قالتله: هجيلك… شوية و جيالك
ابتسم و قالها: مستنيكي
——-
عايدة و هي متفاجأة: شريف؟؟!! ايه اللي رجعك دلوقتي؟ في حاجة؟
شريف: تعبت شويه فقلت ارجع اريح
عايدة و هي مخضوضة: تعبت ازاي؟؟ مالك يا حبيبي حاسس بايه؟
شريف: مفيش يا ماما… مخنوق شوية و عاوز اقعد لواحدي
عايدة: مخنوق من ايه؟؟ ايه اللي حصل يا حبيبي؟
شريف بعصبية: زهقان و عاوز أبقى لواحدي… ممكن ولا ده صعب؟؟
عايدة: ممكن.. ممكن يا حبيبي.. اطلع اوضتك و انا مش هزعجك خالص..
شريف: هو بابا فين؟
عايدة: نايم… بعد ما فطر قالي انا تعبان و هنام شوية
شريف: طيب انا طالع اوضتي
عايدة: طيب مش عاوز حاجة؟ اعملك اكل؟
شاورلها لا و طلع اوضته
——————
ياسر: ده ايه النور ده تشربي ايه بقا؟
ليلى: ولا حاجة؟ كفاية اللي انا شارباه
ضحك و قالها: طب اجيبلك حجرين شيشة عشان تحبسي بقا
ضحكت و قالتله: اه و الله يا ياسر الواحد من كتر الخواذيق بقا يشوف الخاذوق داخل عليه و يقعد حاطط رجل على رجل و يشرب شيشة و يقوله اتفضل معانا
ياسر: ايوه كده خليكي جامده زي ما انا عارفك… ولا يهمك من حاجة
ليلى: عاجبك عمايل اخوك دي؟؟ شفت فضحني ازاي؟؟!!
ياسر: ايه الجديد يعني؟؟ شريف طول عمره غاوي فضايح و ان ما كانش يعمله كل شويه فضيحتين تلاته ميتكيفش
ضحكت براحة
كمل و قالها: بس احنا ممكن نلم الفضيحة المرادي عشان نخرس الناس كلها
ضحكت تاني و قالتله: اه زعقلي و قالي بحبك يبقى لازم يكتب عليا
ضحك و قالها: اه احنا معندناش بنات يتزعقلها و يتقالها بحبك قدام الناس
ضحكوا سوا و بعدين قالتله: انا استقلت على فكرة
ياسر و هو متفاجيء: ايه؟؟ ليه؟؟؟
ليلى باستغراب: ليه؟
ياسر: احنا ناس كبيرة بلاش ندخل الشغل في الحاجات الشخصية
ليلى: مينفعش… بتيجي عند نقطة كده و بيبقى مينفعش و ملوش معنى انك تفضل مكمل…
ياسر: طب شريف وافق؟!!
ليلى: وافق و مضى
ياسر: ايه؟؟؟ هو ايه اللي بيحصل ده انا مش فاهم حاجة!!!
ليلى: مش لازم تفهم.. ساعات بيبقى كويس اوى انك مش فاهم
ياسر: طب هو احنا ممكن نتكلم بصراحة؟ اعتقد العلاقة اللي بيننا تسمح بكدة.. انتي بالنسبالي مش مجرد أخت مراتي انتي اختي و صاحبتي من ييجي ٣٠ سنة كده
ليلى و هي عاملة نفسها زعلانة: ٣٠ سنة ده ايه هما ٢٥ بس انت هتكبرني؟؟
ضحك و قالها: لا يا ستي هما ١٩ بس انا مبعرفش اعد
ضحكوا سوا و بعدين قالها: ليلى في ايه اللي بيحصل؟ انا من موقعي هذا و بصفتي اخو شريف من زمان اوى اقدر اقولك و انا واثق في كلامي مليون في المية شريف بيحبك بجد… و اللي انا شايفه و حاسه ان انتي كمان بتحبيه… ليه كده؟؟ ليه عاوزة تبعدي و تهربي ده الواحد ما بيصدق يلاقي نصه التاني بيمسك فيه بايده و سنانه عشان يكمل حياته معاه
ابتسمت… بذلت مجهود كبير عشان تبتسم… تقريبا الابتسامة في الوقت ده خدت كل طاقتها فمقدرتش تكمل فيها… فجأه عنيها اتملت بالدموع و هي بتحارب عشان تفضل مبتسمه و فجأه انهارت من العياط بطريقة هستيرية
ياسر و هو مخضوض: ايه ده؟؟ في ايه يا ليلى؟ ليه كل ده؟ اهدي ارجوكي!!!
عيطت شوية… كانت محتاجة تعيط… ارتاحت شوية بعد العياط و ابتدت تهدا… قالتله من بين دموعها: شريف اللي فيه فيه… عمره ما هيتغير… و الخيانة بتوجع اوي يا ياسر… بتوجع اوي
ياسر: ايه!!! هو لحق يخونك؟؟
ليلى: تخيل بيعمل كده من دلوقتي يبقى بعدين هيعمل ايه؟؟
ياسر: بس شريف ممكن يتغير… انا شايف انه اتغير اصلا من ساعة ما حبك يبقى في أمل
قاطعته: انت بتقول كده عشان هو اخوك لكن لو نسيت انه اخوك شوية و فكرت بحيادية هتلاقيه مينفعش… فعلا مينفعش و لو جالك واحد زيه عاوز يتجوز أختك مش هترضى بيه
——————
عايدة: قوم شوف ايه الحكاية انا قلبي مش مطمن؟ منك لله يا بنت سوسن هتقهري الواد
مصطفى: تقهر مين بس ده انتي ابنك يقهر بلد
عايدة: لا ده يا حبة عيني من ساعة ما رجع قافل على نفسه و لا خرج ولا اتكلم و المصيبة اني شامة ريحة سجاير… اللي عملنا فرح لما بطلها اهو رجعلها تاني
مصطفى: ياااه للدرجادي.. لا حول ولا قوة الا بالله.. أما اروح اشوف ايه الحكاية.
——————
ريهام: اهو شوفت مش قلتلك مش هتستحمل و تستقيل
نادر: بس الغريبة ان شريف وافق بسهولة كدة
ريهام: و مش هيوافق ليه؟؟ دي شكلها نفضتله تنفيضه سودا… و أكيد خد الموضوع على كرامته
نادر: بس انتي بتقولي انه بيحبها يعني أكيد مش هيسيبها بسهولة كده
ريهام: يابني اصلك متعرفش شريف… مبيبقاش على حد يعني واحدة تروح في ثانية يشوف غيرها
——————
خبط مصطفى عالباب و فتحه براحة لقى شريف ممدد عالسرير و بيدخن سجارة… اول لما شاف باباه داخل قام بهدوء طفى السيجارة و فتح الشباك و وقف يبص من الشباك فراح مصطفى وقف جنبه… حط ايده على كتفه و طبطب عليه ابتسمله شريف و قاله خلاص خلصت كده…
ابتسمله و قاله: عملت اللي عليك و ربنا مش رايد؟؟
حاول شريف يبتسم بس مقدرش فقاله: عملت اللي عليا عشان ابعدها عني
مصطفى: يمكن مش أوانه!! أوانه لسه مجاش…
شريف: أمال أوانه امتى بس
مصطفى: متستعجلش كل حاجة بمعاد و كله مكتوب
شريف: لا لا.. انا مستاهلهاش… و هي متستاهلش أكون أنا آخرة صبرها
مصطفى: لا حول ولا قوة الا بالله… ليه يابني بتقول كده؟؟!!
شريف: انا تعبت… تعبت من كل حاجة…تعبت مني و من غبائي و من أخطائي اللي هي هي بتكرر كل مرة… حاسس ان ربنا مبيحبنيش.. مش عاوزني اتوب.. كل ما بحاول اتوب برجع تاني…
مصطفى: متقولش كده يابني… “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” ده كلام ربنا يبقى ازاي تقول اللي بتقوله ده… متيأسش… متتعبش… توب حتى لو بترجع للذنب.. توب و لو الف مرة… و ربنا مادام شايفك بتعافر هيغفرلك و يقويك…
رد و هو باصص في الارض بخذي: أنا مستاهلش اي حاجة في حياتي ولا اي نعمة ربنا مديهالي… عارف ان ربنا هيعذبني بعد كده بكل النعم دي… هيقولي اديتك كل حاجة و انت بردو عصيتني … انا مش عارف ليه ربنا بيرزقني اصلا… ليه بيزودني و يوسع عليا في النعم… انا بقيت بكره نفسي لدرجة إن لما بلاقي حد بيحبني ببقى عاوز أقوله انت بتحبني ليه؟ انا زبالة و مستاهلش حبك ولا تقديرك…
حضنه مصطفى جامد و حاول يقاوم دموعه و هو بيقوله: يا ابني مجرد احساسك ده معناه انك إنسان كويس… مفيش حد وحش هيبقى جواه كل الندم ده… انا ربيتك كويس و عارف ان ربنا مش هيضرني فيك… مش بقويك عالغلط بس بقويك عالتوبة و متاكد ان هييجي اليوم اللي ربنا يقبلك فيه… قوم يا حبيبي قوم اتوضى و صليلك ركعتين و أنوى توبة نصوحة لربنا و ان شاء الله ربنا يقبل توبتك و يرفع عنك الابتلاء اللي انت فيه ده.

زر الذهاب إلى الأعلى