الحلقة التاسعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه
الحلقة التاسعة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه
الحلقة التاسعة
آه…!! ما أوجعها حين تقال في دواخلنا ولا يحسها أقرب من حولنا،،فما أغباهم!!
فتحت رهف الباب لتجد سارة وهي في قمة سعادتها،احتضنتها وهي تدور بها وتقول…
_باركيلي يا رهف باركيلي…
قالت رهف وقد نسيب مابها من حزن…
_مبروك يا سارة بس في إيه فرحيني معاكي؟
قالت سارة بفرحة عارمة:جالي عريس…
صرخت رهف من فرحتها واحتضنت سارة بقوة وهي تقول:بجد،ألف مبروووك…
قالت سارة:الله يبارك فيكي مقدرتش أصبر أول ما اتصلوا بينا نزلت علي طول عشان أفرحك…
ردت رهف بفرحة أنستها همها:بجد فرحتيني أوي…
قالت سارة وهي تضحك:عارفة يا رهف مروان كان بالنسبة لي زي عمر بالظبط والله وماكنش في قلبي حاجة من ناحيته خالص،بس بعد ما طنط اتصلت دلوقتي وطلبت ايدي لمروان حسيت اني بحبه أوي معرفش ليه…
تجمدت ملامح رهف بمجرد سماع اسم مروان ولكن سرعان ما فاقت من صدمتها ،ابتلعت ريقها بصعوبة وابتسمت قليلاً وهي تقول:ربنا يسعدك ياسارة…
_آمين يارب ياروفا أنا وانتي…
تركتها سارة وصعدت ومن فرحتها لم تشعر بدمعة رهف الممسوحة للتو تاركة أثراً بجفنيها وتحت عينيها ولكن ربما بعض من السعادة يعمينا عن رؤية حزن الآخرين ودمعتهم المحبوسة،ظلت رهف متجمدة مكانها اختلطت مشاعرها،هل هي قبيحة كل هذا القبح من الداخل لتنصدم بهذا الخبر أم هي فقط صدمة المفاجأة! هل هي قررت العودة لزوجها ولكنها تريد مروان أيضاً!! ولكن مروان لايعلم قرارها بالرجوع إلي إبراهيم،هل هو خائن لها أم كان يتلاعب بمشاعرها!! ظلت الأسئلة تتصارع داخل فكرها حتي اتجهت ناحية غرفتها كالتائهه،تدثرت في فراشها مرة أخري وهي لا تشعر بأطراف جسدها،ظلت هكذا حتي تسللت أشعة الشمس إلي غرفتها لتغزو عينيها الحزينتين و توجعها،لم تستطع الذهاب إلي عملها ولم تستطع البقاء في هذا المنزل الكئيب فهي تراه كئيباً منذ زمن،لم تشعر فيه أبداً بالحنان منذ وفاة والدتها وهي صغيرة وازداد كئباً منذ زواج والدها،ولكنها آثرت البقاء في غرفتها وظلت علي فراشها،حتي رن هاتفها وكان المتصل مراد فأجابت بصوت يكاد يسمع…
_السلام عليكم…
_وعليكم السلام،ازيك يا رهف؟
_الحمدلله يا أستاذ مراد…
_إيه مجيتيش ليه؟انتي كويسة؟
قالت ويبدو علي صوتها الشجن…
_أنا آسفة أصلي تعبانة شوية…
اضطرب مراد قائلاً :خير مالك؟
_لا عادي بس مانمتش خالص فحاسة اني مصدعة ومش هقدر أشتغل،أنا آسفة…
_لا طبعاً متتأسفيش ،ألف سلامة عليكي أنا بس قلقت عليكي فقلت أطمن…
_ربنا يخليك يا أستاذ مراد…
_طيب لو عايزة أي حاجة اطلبيها ولو عايزة أجازة قولي…
صمتت قليلاً ثم قالت:بصراحة أنا محتاجة أجازة كام يوم لو ممكن…
_اه طبعاً ممكن…
_وبعد اذن حضرتك ممكن رقم فرحة…
أعطاها مراد رقم فرحة وهو يتمني لو يعلم فيما تريدها ،جلست رهف علي فراشها قليلاً مستندة علي ظهرها وهي شاردة لساعات تغفو دقيقة وتستيقظ ساعة حتي أجرت اتصالها بفرحة …
_ألو؟
_السلام عليكم،ازيك يا فرحة؟
ردت فرحة بإستغراب:الحمدلله ،مين؟
_أنا رهف…
تفاجئت فرحة وفرحت كثيراً بإتصالها وقالت:رهف حبيبتي ازيك،ايه المفاجأة الحلوة دي؟
قالت رهف:الحمدلله يافرحة ربنا يخليكي،أصلي مارحتش المكتب النهاردة وخدت رقمك من أستاذ مراد علشان عايزاكي ضروري…
_خير يا رهف،قولي يا حبيبتي،ولا إيه رأيك تيجي عندي أنا قاعدة لوحدي والله…
تلعثمت رهف وقالت:معلش أصل معايا ملك ،ممكن نتقابل برة؟
قالت فرحة بترحيب:بجد؟ طيب هاتيها بقا وتعاليلي عشان خاطري عايزة أشوفها وأتعرف عليها…
استسلمت رهف وقالت:خلاص حاضر بس اوصفيلي العنوان…
************************
وفي منزل مروان،لم يذهب هو الآخر إلي عمله فكان يشعر بالذنب تجاه رهف ولكنه فقط مجرد شعور بالذنب!
دلفت إليه والدته فوجدته شارداً في الشاشة المضيئة أمامه…
قالت له:مارحتش الشغل ليه يا مروان؟
رد بفتور قائلاً:ماليش نفس…
قالت بفرحة:هو في عريس يبقي مكشر كدة؟
اتجه بنظره لها وقال بحنق:أنا مش عارف يا ماما استعجلتي واتصلتي بيهم ليه ما كنتي تصبري لما نروحلهم في فرح عمر وكنا نتكلم ساعتها…
قالت مبتسمة:يا حبيبي خير البر عاجله،وأنا بصراحة ما صدقت لقيتك موافق وقلتلي اللي تشوفيه يا ماما…
_ماشي بس بردو كنت عايز وقت شوية…
ضحكت قائلة:لأ كده أحسن في حموتها،أنا هقوم بقا أحضر الأكل…وقبلته من جبهته واتجهت إلي المطبخ بينما هو إتجه بنظره إلي شاشة اللاب توب مرة أخري…
***********************
وفي مكتبه لم يصبر مراد فأجري اتصاله بفرحة التي أخبرته عن قدوم رهف وابنتها إليها مما جعله يرتبك ويتمني الذهاب إليهم…
ذهبت رهف إلي العنوان الذي أعطته لها فرحة بسهولة ومعها ملك حيث رنت جرس الباب وفتحت لها فرحة بترحاب شديد وهي تحتضنها ثم انحتت للصغيرة وظلت تقبلها وتحتضنها فكانت ملك لها سحر خاص تأسر به القلوب…
دلفت رهف و ملك وجلسوا وجلست فرحة التي لاحظت شحوب وجه رهف فقالت…
_مالك يا رهف،وشك مصفر وعنيكي دبلانة ليه كدة؟
زاغ نظرها يميناً ويساراً وقالت:أصلي مانمتش خالص امبارح…
قالت فرحة:طيب هعمل حاجة نشربها عشان نرغي براحتنا،ها تشربي إيه؟
_ماتتعبيش نفسك…
_تعب إيه قولي بس؟
_أي حاجة؟
_طيب هعمل نسكافيه،بتحبيه؟
_اه اوك…
وأحضرت فرحة النسكافيه و معه قطع من البسكويت وبعض الحلوي و ألهت ملك ببعض العرائس حتي بدأ الحوار بينهم…
فرحة:ها مالك بقا ياقمر؟شكلك مش مظبوط وكمان طلبتي تقابليني؟
ارتبكت رهف وقد اغرورقت عينيها بالدموع وهي تقول:كنت عايزة أقولك اني خلاص هرجع لبابا ملك،وسقطت دموعها…
عقدت فرحة حاجبيها وهي تقول: أنا مش عارفة أقولك إيه يعني المفروض أقولك مبروك عشان ملك هتتربي وسطكوا وفي نفس الوقت زعلانة عشان مراد ،ماصدقت فكر في الموضوع تاني وكمان انتي بتعيطي يا رهف،انتي مش مبسوطة طيب هترجعيله ليه؟
بكت رهف بشدة وقالت:غصب عني والله يا فرحة،أنا تعبت من كتر التفكير وتعبت من تهديده ليا انه ياخد ملك…
قالت بإستنكار:إيه ياخد ملك منك ازاي دي حضانتها معاكي ،أنا اللي هقولك ده انتي محامية و بتشتغلي عند محامي كبير ،ايه يا رهف؟
قالت رهف:مانا عارفة وقلتلوا كدة بس هو مبيهموش قانون ،ده ممكن يخطفها ويسافر برة أنا عارفة إبراهيم…
قالت فرحة بأسف:لا حول ولا قوة إلا بالله،طيب ممكن أسألك سؤال شخصي شوية؟
_اه طبعاً،اتفضلي…
_هو إيه سبب انفصالكوا أصلاً…
شردت رهف قليلاً وكأنها ضغطت علي جرح قد شفي منذ زمن ونزف للتو فازدادت عبراتها وهي تقول…
_مفيش حب،مفيش كرامة،فيه ضرب علي أهون الأسباب وقصاد أي حد،مفيش تفاهم ،من الآخر مفيش أي حاجة حلوة…
قالت فرحة مسرعة:تبقي مجنونة لو رجعتيلوا تاني وتعيشي بنتك في الجو ده وتسببلها عقدة…
_طيب واتحرم منها،ده أنا كنت أموت…ثم صمتت وقالت وهي تمسح وجهها:بصي يا فرحة أنا خلاص بلغته قراري وجيالك عشان تقولي لأستاذ مراد علي قراري ومش عايزاكي تزعلي مني ونفضل صحاب علي طول…
قالت فرحة بنرة حنونة:ده أكيد ربنا يعلم أنا حبيتك قد ايه،بس يا رهف ده قرار مصيري ولازم تفكري فيه مليون مرة قبل ما تنفذيه ،ثم فكرت قليلاً وقالت :انتي لازم تعرفي مراد باعتباره المحامي بتاعك لازم…
ارتبكت رهف قائلة:لا أرجوكي اوعي تقوليله حاجة ،انا مش عايزة مشاكل…
_مشاكل ايه يا رهف،ماهي المشاكل كدة كدة موجودة ومراد فاهم كويس هو بيعمل ايه…
قالت رهف:لا برده،بالله عليكي مش تعرفيه حاجة…
وأثناء حديثهم رن جرس الباب،قالت فرحة بإستغراب:إيه ده مين؟معقول يكون محمد؟
وذهبت لتفتح الباب،اذ به مراد الذي لم يتحمل وأخذته قدميه إليها،تفاجئت فرحة بأخيها فقالت مرتبكة:ايه ده ايه المفاجأة دي يا مراد؟
سمعت رهف من الداخل اسم مراد،انتفضت من مكانها و ارتبكت كثيراً،دلفت فرحة لتستأذن رهف بدخول مراد فأذنت لها واعتدلت هي بنية الرحيل…
دلف مراد بإبتسامته الرقيقة حاملاً معه شنط كثيرة قائلاً:ازيك يا رهف؟بصراحة عرفت من فرحة انك جاية وجايبة ملك مقدرتش أستحمل و جيت جري عشان أشوفها أنا صريح…
ابتسمت رهف لصراحته وضحكت فرحة بينما ملك كانت جالسة علي الأرض رافعة ذقنها إلي أقصي حد لديها لتصل بنظرها إليه وهي مبتسمة،أسرع مراد وانحني إليها رافعاً إياها بين ذراعيه وظل يكبر لجمالها ويقول:ماشاء الله تبارك الله أحسن الخالقين،بصي بقا شايفة الشنط دي؟
أومأت الصغيرة برأسها فقال مراد:دي كلها علشانك انتي،اوعي تدي لماما حاجة ماشي؟
أومأت ملك برأسها مرة أخري وهي سعيدة جداً،نظرت لهما رهف وهي مبتسمة ،ابتسامة تحمل كثير من المشاعر،حتي أنزلها مراد مرة ثانية فقالت رهف:تعبت حضرتك يا أستاذ مراد والله،دي حاجات كتيرة أوي…
قال مبتسماً:دي لملك مش ليكي…
ابتسمت وقالت له:ماشي شكراً ثم أطرقت في حديثها وقالت:طيب هستأذن أنا؟
قالت فرحة بلهفة:لأ استني ده انتوا جيتوا في وقتكوا…
عقدت رهف حاجبيها في تساؤل فقالت فرحة:بس اقعدي بس…
جلست رهف وأتبعها مراد وفرحة التي قالت موجهة حديثها لمراد:بقولك إيه يا مراد ،واحدة صاحبتي عندها مشكلة وعايزة أعرف رأيك فيها بحكم انك محامي بقا وكدة…
ابتلعت رهف ريقها و وجهها تقلب جميع الألوان وقد فهمت نية فرحة ورمقتها بنظرة،لا تبالي فرحة بنظرة رهف وأكملت…
_هي معاها بنت صغيرة و طليقها بيهددها انه ياخدها منها تعيش معاه حتي لو رفعت قضية عليه مابيهموش قواضي ولا قوانين ومن الآخر ممكن يخطفها منها،تعمل ايه بقا؟
قال مراد بثقة:تعمله قضية عدم تعرض لان لو البنت صغيرة يبقي حضانتها مع مامتها وده حكم محكمة مش هزار…
نظرت فرحة لرهف وهزت رأسها بمعني”مش قلتلك”…
نظرت لها رهف بعتاب ثم اعتدلت علي الفور وقالت :أهو أستاذ مراد جاوبك ،استأذن أنا بقا؟
قالت فرحة بتهكم:هقولها علي الله تفهم يا مراد أصلها عايزة ترجعله وهو مايستاهلهاش خالص بصراحة…
شعر مراد بتلميحات من كلام فرحة و ملامح رهف المتقلبة فقال بذكاء…
_وصاحبتك دي اسمها رهف؟!
ارتبكت الإثنتان وقالت فرحة:لا لا مش اسمها رهف…
وزاغت نظرات رهف فمسكت بيد ملك وقالت:بعد اذنكوا…
أوقفها مراد وهو يتجه بخطواته نحوها قائلاً:أمدلك أجازتك كام يوم،ثم أتبع بلهجة ناعمة وقال:بس ياريت ماتطوليش!
قالت رهف بتلعثم:يعني ممكن تلات أيام كمان بعد اذن حضرتك؟
أمسك مراد ذقنه بأصابع يده وكأنه يفكر ثم قال:طيب يومين كويس،كده الملفات هتتعطل وانتي عارفة طارق أنا رجعته بس معتبره سكرتير كدة مش هاخده معايا محاكم…
قالت رهف:خلاص ان شاء الله…
_طيب هوصلك…
ردت مسرعة:لأ متشكرة،هاخد تاكسي،السلام عليكم…احتضنتها فرحة بقوة وقالت:هكلمك بالليل…
ابتسمت رهف وقالت:ان شاء الله…
**********
وصلت رهف إلي منزلها حيث دلفت لعبير في محلها،سلمت عليها وخرجت سريعاً ولمحت ملك شريف في محله فهرولت إليه ،اضطرت رهف لتدلف إليها داخل المحل ،ألقت السلام علي شريف فسألها…
_أخبار الموبايل إيه؟
قالت رهف:لا تمام تسلم إيدك…
في حضور منال التي دلفت إلي المحل ووجدت رهف فقالت:ازيك يارهف؟ايه ده مرحتيش الشغل ولا إيه؟
قالت رهف:لا والله مقدرتش،بعد اذنكوا بقا هطلع؟
قالت منال بتهكم ملحوظ:ليه يا حبيبتي اذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة،ماانتي كنتي واقفة قبل ما آجي؟
قالت رهف بنفاذ صبر:لا عادي أنا كنت داخلة أخد ملك وطالعة يا منال،عايزة حاجة؟
قالت منال بنفس اللهجة:سلامتك يا حبيبتي…
خرجت رهف وقد وترتها منال أكثر مما هي عليه،وقال شريف لمنال: أموت وأعرف انتي بتكلميها كدة ليه،اشمعني هي اللي بتكلميها كدة؟
ردت بعجرفة:عشان دي واحدة مطلقة ومسهوكة كدة في نفسها وبصراحة يتخاف منها!
قال شريف بحدة:حرام عليكي بقا،وإياكي أسمعك بتقولي عليها كدة تاني،فاهمة؟
ردت منال بعصبية:وانت بقا بتزعقلي عشانها،آه يبقي أنا كلامي صح…
_كلام إيه يا مهفوفة انتي،اقصري الشر بقا واغزي الشيطان؟
تزمرت منال وخرجت من المحل وهي تقول:ماشي يا شريف والله ماأنا قعدالك في البيت هه…
*************
وعند فرحة كانت التساؤلات لا تنتهي من مراد فقالت فرحة بحزن بعد أسئلة كثيرة…
_بص يا مراد من الآخر ريح نفسك يا حبيبي واعتبر الموضوع انتهي…
قال مراد ويبدو عليه الأسي:ليه يا فرحة،هي قالتلك إيه؟
قالت فرحة بأسف:قالتلي انها هترجع لطليقها وغصب عنها مضطرة عشان بنتها وبتعتذرلك…
كان مراد صدمته كبيرة فكان يعيش علي أمل موافقتها فقد تعلق بها كثيراً ،ظل شارداً ثم قال فجأة:ترجعله غصب عنها ازاي يعني،انتي لما سألتيني عن صاحبتك كنت تقصديها هي صح؟
ارتبكت فرحة وقالت:ها،لأ،أه…أه بقا هه
_وازاي هي تعمل حاجة زي كدة،أنا لازم أكلمها حالاً…