الحلقة السابعة عشر والأخـيـرة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه
الحلقة السابعة عشر والأخـيـرة من مسلسل مطلقة تحت التهديد بقلم حبيبه
الحلقة(17) والأخـيـرة
في صباح يوم جديد،استيقظت رهف وأيقظت ملك للإستعداد للروتين اليومي،أبدلت ملابسها واتجهت نحو روضة ملك،تركتها وذهبت إلي المكتب كالمعتاد،ولكن بمجرد أنها دلفت انكسر الروتين اليومي بما رأته،باقات كثيرة من أجمل الورود وأذكاها رائحة تملأ جميع أركان المكتب،كثير من البالونات الملونة والمعبئة بغاز الهيليوم مما يجعلها تتطاير أعلي سقف المكتب وتعطي بهجة للمكان
،وأخيراً لافتة كبيرة علي الحائط المقابل لمكتبها مكتوب عليه عبارة
“تتجوزيني؟؟”…
تبلمت رهف مكانها وانتابها الخجل الشديد
،وأخذ قلبها بدوره يخفق سريعاً،حتي خرج مراد من مكتبه وهو مبتسماًً،خطي نحوها ووقف في مواجهتها وقال :موافقة؟
كانت رهف لاتزل متأثرة بالمفاجأة،انتبهت اليه وهي عاقدة حاجبيها في تساؤل فكرر كلمته مرة أخري وقالها متقطعة:م واف ق ة؟
ابتلعت ريقها في خجل وقد صُبغت وجنتيها باللون الأحمر،وظلت تزوغ بنظراتها يمنة ويسرة حتي قالت أخيراً: والله ياأستاذ مراد مش عارفة أقولك ايه،بس…!
صمتت قليلاً فقال وهو يومئ برأسه
متسائلاً: بس ايه؟
قالت في خجل وارتباك شديد:أنا خايفة!
عقد حاجبيه قائلاً:من ايه؟مني؟
أومأت رأسها بالرفض قائلة:لأ طبعاً،يمكن حضرتك الحاجة الوحيدة اللي هتبقي مطمناني لكن أنا خايفة من المبدأ نفسه،
خايفة آخد خطوة تانية أندم عليها في يوم من الأيام،في الفترة الأخيرة حاسة اني بقيت بعتمد علي نفسي وكل حياتي بقت بنتي وبس،معرفش اذا كنت فعلاً محتاجة الخطوة دي ولا لأ…
قال مراد بركوز :رهف انتي صغيرة وحياتك كلها ماينفعش تقف علي ملك وبس ،ملك بكرة تكبر وتتجوز وانتي هتفضلي قاعدة لوحدك،لازم يكون في حد يونسك ويسندك…
_يمكن تكون عندك حق،بس حتي لو أنا فكرت في الموضوع ده،حاسة انه مش هيكون دلوقتي…
_أمال امتي؟
_معرفش بس محتاجة وقت…
_خدي وقتك،احنا مع بعض وأنا مش مستعجل، ثم زم شفتيه ورفع حاجبه في حيرة ناظراً للأعلي قائلاً: المشكلة دلوقتي مين اللي هينزل البلالين دي من فوق؟!
ضحكت رهف رغماً عنها من مزاحه،فقال مراد بعينين لامعتين:نفسي أشوفك بتضحكي كدة دايماً…
خفضت بصرها في خجل وهي مبتسمة فقال مراد بمرح:،في حاجة موجودة حواليكي مخدتيش بالك منها علي فكرة؟
التفتت رهف حوليها وعقدت حاجبيها في تساؤل،فقال مراد وهو يتجه نحو أحد الباقات علي المكاتب من حولهم:السبت ده في حاجة بتحبيها أوي…
خطت رهف نحوه لتجد الباقة محملة بمعشوقتها الشيكولاته ،فرحت كثيراً وابتسمت قائلة:لأ كدة ممكن أغير رأيي…
قال مراد ممازحاً: وأنا موافق…
ابتسمت برقة،ثم قال مراد بجدية مصطنعة:يلا بقا هزرنا كتير واتكسفنا كتير،نشوف شغلنا شوية بقا…
قالت رهف بنفس الجدية:أيون،حضرتك اللي سايب مكتبك يا أستاذ،اتفضل علي مكتبك حضرتك…
حك رأسه بطرف اصبعه قائلاً بمزح:اه صحيح ايه الاحراج ده؟!
ضحكت رهف ودلف مراد إلي مكتبه،جلست رهف علي مكتبها وهي تنظر لما حولها من جو مبهج و جميل فزحفت ابتسامة علي ثغريها رغماً عنها،ولكن تلاشت تلك الإبتسامة وهي تتذكر إحدي المرات التي جاءها ابراهيم في الأيام الماضية لطلب الرجوع اليها مرة أخري قائلاً”أنا مش متخيلك ممكن تبقي لحد غيري،لازم يكون فيه حل”
تنفست شهيقاً عميقاً وهي مغمضة العينين وتهز رأسها وكأنها تنفض تلك الشاردة من ذاكرتها وبدأت تغوص في عملها،أما هو فدلف إلي مكتبه في حالة من الضيق،كان يتظاهر أمامها بالمرح ولكنه كان يتمني لو وافقت وبدأ حياته معها ولكن مازال أمله يتنفس من جديد بعدما انقطعت عنه الحياة…
____________
وفي منزل ابراهيم،كان المنزل كئيباً يفقد روحه وشمسه،كانت فدوي طوال الوقت تجلس علي كرسيها المتحرك في غرفة سلوي، قليلاً ما تتركها،تمسك بمصحفها وتقرأ فيه ودموعها تسيل بغزارة علي فقدان قطعة من قلبها وعين من عينيها،تبكي وتتضرع لله أن يسامحها،تتمني لو يعود بها الزمن من جديد وتري ابنتها وتستمع إليها ولا تصدها في الحوار كما كانت دوماً تفعل معها،
سبحان من أبدلها من أم قاسية غليظة القلب
،الي أم حنون،أم بمعني الكلمة،سبحانه له في خلقه شئون…
دلف اليها ابراهيم،انحني علي رأسها وقبلها فرتبت هي علي كفه بحنان،قال ابراهيم: وبعدين يا ماما،هتفضلي قاعدة في الأوضة كدة،تعالي أنزلك تغيري جو ،أخرجك في الشارع شوية…
قالت بوهن:معلش يا ابني،أنا مرتاحة هنا،
حاسة بروحها حواليا…ثم أطرقت في حديثها قائلة بحزن:مفيش أمل رهف ترجع؟
أجابها بحزن متبادل:والله يا ماما أنا عايز بس هنعمل ايه…
هدهدت علي كتفه وقالت:ماتزعلش نفسك يا حبيبي،المهم انها مش حارمانا من ملك،
ووقت ما بنعوز نشوفها بتجبهلنا علي طول، رهف بنت حلال واحنا ظلمناها كتير…
_فعلاً،معرفتش قيمتها غير لما ضاعت مني خالص ومش قادر أرجعها…
هدهدت فدوي علي كتفه لتنفض عنه جزءاً من همومه…
_______________________
خرج مراد من مكتبه واتجه إلي فرحة علي الفور يسرد لها ماحدث وأتبع قائلاً:والله ماعارف أعمل ايه،اصبر شوية ولا كدة خلاص…
قالت فرحة بمزح:سيب الموضوع ده للعبدلله
،أنا هظبطهولك…
قال مراد وهو يتمتم :ربنا يستر…
سمعته فرحة فقالت:بتقول حاجة؟
أجابها بمزح:لا ياحبيبتي سلامتك…
ضحكت فرحة وقالت:طيب اعمل حسابك بقا علي هدايا كتير اليومين دول لزوم الشغل…
_اممم،مش بقول ربنا يستر…
قالت بجدية:بقولك ايه ماتتعبنيش أحسن النونو يطلع نرفوز أنا مش ناقصة…
تفاجأ مراد وقال بفرحة:بجد انتي حامل؟
أومأت برأسها مبتسمة بخجل وقالت:أيون بقا…
قبلها مراد من جبهتها بعيون دامعة قائلاً :ألف مبروك ياحبيبتي،أخيراً هبقي خالو…
__________________________________
كانت رهف في منزلها تحضر وجبة الغذاء لها ولإبنتها حتي دق هاتفها…
_أيوة ياعروسة؟
_عروسة ايه بقا وانتي منفضالي خالص…
_معلش والله يا سرورة ما انتي عارفة المكتب والحضانة بتاعة موكا واخدين وقتي وبرجع أعمل أي حاجة في البيت وهكذا…
_آه اتحججي بقا،ماشي ياستي ،بس أكيد كل ده مش هيأخرك عن فرحي بقا؟
صرخت رهف صرخة خفيفة من الفرحة وقالت:بجد يا سرورة خلاص حددتوا معاد الفرح…
_اه بس لسه شوية،شهر كده ان شاء الله
،ادعيلي بقا يا روفا أحسن مروان مطلع عيني ومابيتكلمش معايا كلمتين علي بعض…
قالت رهف بمزح:ربنا يهديهولك وبعدين بكرة يتكلم ماتستعجليش…
ضحكت سارة وقالت:يارب…
انتهت مكالمة سارة ودق هاتف رهف مرة أخري فأجابت…
_ازيك يا فروحتي؟
_الحمدلله يا ررفا،ازيك انتي؟
_الحمدلله تمام،بعمل الغدا تعالي اتغدي معانا؟
_لأ أنا سبقتك،بألف هنا انتي،بس بكرة بقا نتغدي سوا…
_بجد،ياريت،خلاص هستناكي…
_لأ طبعاً انتي ماصدقتي،أمال أودي جوزي فين،أنا أقصد انتي اللي هتيجي تتغدي معايا…
_لأ معلش يا فرحة مش هينفع…
_ليه بقا يعني أزعل منك؟
_لأ متزعليش بس هتحرج والله،بلاش عشان خاطري مش هقدر…
_لأ لازم تيجي عشان عملالك مفاجأة،
وبعدين هتتحرجي من مين ،محمد أصلاً بينزل الشغل تاني يعني مفيش حد…
_اممم خلاص اوك هجيلك بعد المكتب،تمام؟
_تمام جداً،هستناكي يلا باي…
_باي…
____________________________________
وفي اليوم التالي كانت رهف في المكتب منغمسة في قراءة إحدي الملفات أمامها حتي تفاجئت بمن يضع وردة وواحدة من الشيكولاته أمامها علي الملف،انتفضت ورفعت رأسها لتجد مراد مبتسماً وهو يقول:كل سنة وانتي طيبة…
عقدت حاجبيها في استغراب وقالت
:وحضرتك طيب،بس بمناسبة ايه؟
قال مبتسماً:النهاردة آخر أيام عدتك،اعتبريه عيد الحرية يا ستي…
ابتسمت رهف وقد احمرت وجنتيها خجلاً في صمت،فقال مراد:يلا بينا؟
عقدت حاحبيها مرة أخري،فقال مازحاً:ايه يا رهف حالة الاستغراب اللي انتي فيها دي،كل ما أقولك حاجة تستغربي كدة…
ضحكت رهف مرة أخري وقالت :ماهو حضرتك اللي عمال تفاجئني بحاجات غريبة…
_ماشي عليا أنا المرة دي،أنا أقصد يلا عشان الأكل مايبردش…
وتوالت عقدة حاجبيها فقال ضاحكاً:شفتي بقا هتستغربي تاني أهو…
رفعت حاجبيها مع إبتسامة وقالت:حضرتك بردو اللي بتقول حاجات عجيبة والله…
_ولا عجيبة ولا حاجة،انتي مش معزومة عالغدا عند فرحة؟
_اه…
_طيب ما أنا كمان معزوم،وبقولك يلا عشان نعدي ناخد موكا ونروح لفرحة…
زمت رهف شفتيها في خجل وأومأت برأسها،خرجا معاً وأحضرا ملك من روضتها ثم اتجها بالسيارة ناحية منزل فرحة التي فتحت الباب في ترحاب شديد…
دلف الجميع،واستئذنتهم فرحة بالدخول إلي المطبخ لتحضير الأطباق،تبعتها رهف ووكزتها في ذراعها قائلة:تصدقي انتي عليكي حركات عايزة تضربي عليها…
ضحكت فرحة بشدة قائلة:ليه يا حبي؟
قالت رهف في غيظ:ماقلتليش يعني ان أستاذ مراد هييجي يتغدي معانا،أينعم هو أخوكي بس بردو عرفيني يعني…
قالت فرحة بمزح:يا شيخة ارحمي الرجل بقا طلعتي عينه،والله شكلكوا تحفة وانتوا داخلين من الباب مع بعض…
ابتسمت رهف في خجل شديد وقالت: خايفة أوي يا فرحة من الخطوة دي،أنا بكلمك زي صاحبتي مش انك أخته والله،بس بجد مرعوبة…
_من ايه بس؟
_خايفة أتسرع وأرجع أندم،أنا كدة حاسة بإن نفسيتي اتغيرت تماماً وبقت أحسن الحمدلله وملك كمان،خايفة أخسر كل ده تاني…
_يا بنتي الكلام ده تقوليه لو حد متعرفهوش
،انما مراد انتي عارفاه وحافظاه كويس وأنا أضمنهولك برقبتي كمان…
أخذت رهف شهيقاً عميقاً وهي تفكر ،فقالت فرحة بإلحاح:هاه قولتي ايه بقا ،والله تعبتيني وتعبتيه معاكي،نفسنا نفرح بقا…
ابتسمت رهف في صمت فقالت فرحة:
السكوت علامة الرضا صح؟
وسعت ابتسامتها وقالت محاولة الهروب :تؤ خلصي بقا هاتي الأطباق…
أصدرت فرحة زغرودة خفيفة وقبلت رهف قبلة قوية واحتضنتها بعمق وهي تقول:مبروووك يا مرات أخويا
،أيوة بقا…
قالت رهف محاولة إخفاء خجلها:هي دي المفاجأة اللي قولتيلي عليها؟
_لأه،المفاجأة ان في نونو جاي في السكة عشان موكا تلعب بيه…
صرخت البنات بفرحة واحتضنتا بعضهن البعض حتي دلف إليهم مراد فقال:طيب ماتفرحوني معاكوا…
انتفضت رهف وأخذت الأطباق علي الفور وخرجت في صمت ووجنتيها يشعا بالإحمرار…
غمزت فرحة مراد فأشار إليها بيده فيما يعني:ايه في ايه؟
همست له:مبروك وافقت…
قفز من فرحته وقبل أخته من جبهتها وخرج سريعاً ليجد رهف تحضر مائدة الطعام فأمسك معها الأطباق وأخذ بمساعدتها مع نظراته العاشقة وهي تذوب خجلاً في نفسها…
شرعوا في الطعام وتبادلوا أطراف الحديث في مواضيع متعددة حتي انتهوا ،كانت فرحة تقوم بتحضير الشاي،وملك كانت تلهو ببعض الألعاب ورهف ومراد في شرفة المنزل حتي قال مراد: منورة يا رهف…
ابتسمت قائلة:ده نور حضرتك…
_حضرتك ايه بس احنا مش في المكتب يارهف…
ابتسمت في صمت وخجل،قال مراد في جدية:علي فكرة عندنا قضية مهمة جداً بكرة…
_ربنا معانا ان شاء الله…
نظر في عينيها بعمق وقال مبتسماً:طول ما انتي معايا كل حاجة في الدنيا هتمشي…
هربت بنظراتها من عينيه حتي أنقذتها فرحة وهي تدلف إليهم قائلة:الشاي وصل…
بعد قليل،اعتدلت رهف لتستعد الرحيل فقالت فرحة:انتي بتهرجي يا رهف،لسة بدري واقعدي في موضوع مهم هنتكلم فيه…
نظرت لها رهف في تساؤل فضغطت فرحة علي كتفي رهف لتجلسها عنوة قائلة:
اقعدي بس كدة وهقولك…
جلست رهف فقالت فرحة:يارهف أخويا الأستاذ مراد عايز يتقدم لباباكي امبارح قبل النهاردة ومستني رأيك قلتي ايه؟
ارتبكت رهف وتسلل الدم إلي وجنتيها وهي تتلعثم بالكلام ولم تقل جملة واحدة مفيدة…
هربت من الشرفة إلي داخل الشقة وتظاهرت أنها تهندم ملابس ملك فدلف إليها مراد وقال بمرح:ملك،ايه رأيك نروح أنا وانتي وماما عند جدو بكرة؟
أجابت ملك ببراءة:ليه ؟
قال مراد وهو ينظر لرهف:عشان أقول لجدو أنا عايز ملك تعيش معايا علي طول عشان أنا بحبها أوي…
قالت الصغيرة:وهنسيب ماما وحدها…
أجابها بمكر:ماهي ماما مش راضية يا موكا اعمل ايه؟
ورهف تذوب في نفسها خجلاً،قالت ملك :ماما تعالي معانا…
ابتسمت رهف وهي تعتدل فقال مراد بنبرة هادئة:ها يا رهف هتيجي معانا ولا لأ؟
رفعت نظرها إليه مسرعة ثم خفضت رأسها مرة أخري وأومأت برأسها،ابتسم مراد ابتسامة لم تطأ شفتيه من قبل وقال :بجد يارهف؟
قالت في خجل:أنا بجد اتأخرت ولازم أمشي…
دلفت إليهم فرحة عندما رأت رهف تمسك بحقيبتها،وقالت:ايه فيه جديد بقا أنا تعبت؟
أومأ لها مراد برأسه جعلها بلاشعور تصدر صرخة عالية وهي تقفز…
ركضت نحوها رهف في خضة وهي تقول:بس حرام عليكي البيبي يابنتي…
احتضنتها فرحة بحب وقالت:يارب عقبال النونو بتاعكوا بقا…
ابتعدت رهف عن حضنها ورمقتها بنظرة…
ودع الجميع بعضهم…
قام مراد بتوصيلها بسيارته حيث قال لها:ان شاء الله هكلم بابا أول ما أروح وآخد منه معاد بكرة، هتبقي موجودة؟
قالت في خجل وهي تلهو بحقيبتها ولم توجه نظرها إليه:معرفش بس أكيد بابا هيكلمني…
_ماشي…
وبالفعل تحدث مراد إلي والدها وحدد معه موعداً الغد المقبل،أجري والد رهف اتصاله بها وأخبرها بأن تأتي إليه هي الأخري…
وجاء الغد واستقبل عبدالمنعم مراد بحبور وتناولوا أطراف الحوار حتي خرجت إليهم رهف بإطلالة رقيقة بفستانها البني وحجابها الذهبي،اعتدل مراد فور رؤيتها وعيناه تلمع مع ابتسامة عشق تذيبها خجلاً،حتي اتفقوا علي موعد كتب الكتاب وكان بعد خمسة أيام فقط…
بدأت رهف تحضيراتها وشراء ما يلزمها و بدأ مراد بترتيب منزله وإضافة بعض اللمسات إليه بمساعدة فرحة حتي أصبح المنزل يليق بإستقبال العروسين،حتي جاء اليوم الموعود وامتلأ منزل عبدالمنعم بالأقارب والأحباب والفرحة تغمر قلوب البعض والغيرة تنهش قلوب الآخرين…
كانت رهف في غرفتها ومعها سارة وعبير وفرحة ومنال وايمان يساعدونها في وضع لمساتها الأخيرة بفرحة،حتي خرجت بخطوات صغيرة وقلبها يكاد يقفز من موضعه،وهي بفستانها الأبيض البسيط وطرحتها البيضاء المرصعة بأرق الفصوص البراقة،صفق الجميع فور ظهورها واعتدل مراد بنظراته الجريئة العاشقة،حتي تم كتب الكتاب،قبل جبهتها وقلبها يختلج خجلاً،بدأ المنزل ينفض من المدعويين حتي قال عبدالمنعم بمزح:يلا ياعريس خد عروستك وعلي بيتكوا…
قالت فرحة:ايه رأيكوا ملك تبات معايا النهاردة؟
قال مراد بجدية:لألأ،ملك مش هتبات بعيد عن مامتها،صح يا موكا؟
قالت ملك ببراءة:لأ أنا حاوزة طنط فلحة…
ضحك الجميع وقالت فرحة: والله عمري ماسمعت اسمي بالجمال ده، ووجهت حديثها لرهف قائلة:ها يا رهف،آخدها؟
أومأت رهف برأسها حتي رحل الجميع وذهب العروسان إلي منزلهم ،دلف مراد وتوقفت رهف مكانها في خجل فقال لها بمزح:اتفضلي يا عروسة،هتفضلي واقفة علي الباب كتير…
دلفت هي الأخري ليقترب منها مراد قائلاً: البيت ده الحياة فيه كانت وقفت من زمان ،بس أول ماخطيتي فيه دلوقتي،رجعتله روحه ودبت فيه الحياة من تاني…
ابتسمت رهف في خجل وهي تتظر للأسفل،أمسك جبهتها برقه ورفع وجهها لتتقابل الأعين فقال: بحبك يا رهف…
زاغت نظراتها وهي تبتلع ريقها وتقول:أستاذ مراد؟
رفع حاجبيه قائلاً بمزح:أبوس ايدك نفسي أسمع اسمي منك من غير أستاذ،ها يلا خدي نفس عميق وقولي مراد مراد…
ابتسمت رهف وقالت في خجل:مراد…!
فرك جبهته بإصبعه ومسح علي شعره وهو يقول:لأ لأ مشيها أستاذ مراد ،كده هنهار منك…
وفجأة حملها وظل يدور بها في الصالة وهي تصرخ وتضحك ليقعا معا ً علي الأرض حتي أدركت شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح……
كان إبراهيم قد علم بطريقته زواج رهف مما جعله يدخل في صراع مع الإكتئاب وكاد شيطانه يخرج منه ليخطف ملك بعيداً عنها ويحرق قلب رهف عليها ولكن منعته فدوي من هذا التصرف ونهرته وهددته أنها ستختفي من حياته نهائياً لو فعل فعلته هذه،فتنحي عنها وظل وحيداً كئيباً…
جاء ميعاد حفل زواج سارة،وكان في قاعة كبيرة،استقبل الجموع العروسين بفرحة حتي دارت إحدي الموسيقي الرومانسية ،بدأ العروسان بالرقص معاً وسحب مراد رهف من يدها ليرقصا معاً،كان مروان يختلس نظراته إلي رهف التي كانت في قمة سعادتها مع مراد ولا تري غيره،أيقن أن هذه هي النهاية،تزوج بغيرها وتزوجت بغيره،رأي الفرحة بعينيها، أفاقته ساره بكلمتها:سرحان في ايه يا مروان،حتي في فرحنا واحنا بنرقص مع بعض مش معايا،نظر إلي عينيها بصدق ليجد جمالاً لم يراه من قبل فقال لها “بحبك يا سارة”،حملها فجأة وأخذ يدور بها لتطير سارة من فرحتها وتدمع عينيها لتطلق صافرات وزغاريد مدوية في أرجاء القاعة…
النــهـايــة…