الحلقه العاشرة من مسلسل صحوة حب بقلم امونة
الحلقه العاشرة من مسلسل صحوة حب بقلم امونة
*&* الفصل العاشر *&*
انتهينا الفصل الماضى بالحاله النفسيه السيئه التى وصل لها كلا من هاله وايمن …. وكأن قدرهما ان تكون حياتهم متشابها … وكذلك علمنا ان ايمن علم بما دبر ونفذه والداه … لأبعاده عن حبيبته هاله … ولكن بعد فوات الاوان ….كما ذهب البشمهندس حسن والد هاله … لمكتب احمد وايمن … وقابل احمد … وطلب منه التعامل سويا … وان رقيه والده ادهم … كانت مشفقه ع حال هاله … لعلمها بمدى حب هاله وتعلقها بزوجها وابنها … ومن تتوقف حياتها ولم تصاب بحاله نفسيه
بعد انصارف رقيه من فيلا ادهم … ومحاولتها الفاشله للتخفيف عن هاله … ذهبت منيرة لمنزلها … اما هاله فأرادت الصعود لغرفتها مرة اخرى … وعندما طلبت منها احلام البقاء معها بالحديقه رفضت … واصرت ع الصعود … وعندما نهضت من مكانها … شعرت بدوار … ولكنها لم تبالى به … لأنه كان صديقها بافترة الاخير … بعد وفاه زوجها … ولماذا لم تشعر به … وهى تحمل بأحشائها جنينا … ولم تتناول الطعام مطلقا … وكأنها تستعجل الموت للحاق بأحبابها … لكن عندما وصلت لأخر درجات السلم … لم تشعر بنفسها وهى تسقط منه … وكانت بـ ذلك الوقت … احلام ذاهبه للأطمأنان عليها … لأنها تعلم ان حالتها الصحيه سيئه … وعند دخول احلام من الباب … كانت هاله تقع ع الدرجات وهى فاقده للوعى … صرخت احلام صرخات مدويه … واتت لها الخادمه مسرعه … وهاتفو الاسعاف الذى اتى مسرعا … بعد ان فشلو فـ ايفاقتها … واتصلت احلام بزوجها … الذى اتى اليها مسرعا … وكانت احلام تبكى فـ لوعه ع حال ابنتها
حسن : فى ايه يااحلام … هاله مالها … ؟؟؟؟؟
احلام : وقعت من ع السلم وهى طالع … انت عارف انها مابتاكلش خالص … وده غلط ع الحمل … واكيد مش اول مرة تحس بالدوخه دى …
حسن : طالعه ع السلم !!!! وهى ايه اللى نزلها من فوق اصلا ؟؟؟؟
احلام ببكاء : رقيه جاتلها النهاردة … واتحايلت عليها عشان تنزل تغير جو شويه … وحاولت تأكلها … وفعلا اكلت حاجه بسيطه جدا جدا … ولما رقيه مشيت … مرديتش تقعد اكتر … وطلعت … ولما روحت وراها عشان اشوفها … لقيتها بتقع من ع السلم … انا خايفه عليها قوى ياحسن البت هتروح مننا
حسن : بعد الشر … ان شاء الله هتكون كويسه … (اما حسن كان يجاهد فى اخفاء قلقه … حتى يهدء من روع زوجته )
وبعد اتصال حمدى بوالدته ليطمأن ع اخته علم بما حدث وذهب لهم بالمشفى هو وفهد
حمدى بذعر : ماما !!! … فى ايه ؟؟؟؟ … هاله جرلها ايه ؟؟؟؟ …
قصت له احلام ماحدث بالتفصيل بوجود فهد … وبعد ان انتهت … قال فهد بسرعه جنونيه
: ماما قالتلها حاجة ضايقتها ولا ايه ؟؟؟؟؟؟
احلام بتأكيد شديد : لأ ياحبيبى … مامتك جت لما عرفت انها مابترضاش تاكل … ومابترضاش تنزل من اوضتها … جت عشان تحاول معاها … وفعلا كتر خيرها … هاله وافقت تنزل معاها الجنينه … واكلت شويه … ولما مامتك روحت … هاله وقعت من ع السلم وهى طالعه … وده لأنها مش بتاكل خالص … وده غلط جدا ع الحمل … غير ان حالتها النفسيه كل يوم بتسوء عن الاول
فهد : انا اسف ياطنط … بس ماما من يوم ماحصل اللى حصل … وهى كمان اعصابها تعبانه … وبقت بتتعامل معايا انا وبابا بطريقه غريبه … وبقت عصبيه جدا … وع طول صوتها عالى … واعصابها بقت تعبانه قوى قوى … امى تعبت جدا ياطنط بعد وفاه ايمن … وبابا كمان تعب … بس بيحاول يمسك نفسه عشان ماما ماتنهارش لما هو كمان ينهار … ولما سألته … قالى عشانك انت يابنى … لازم امسك نفسى
احلام : فهد ياحبيبى … اي حاجة روكا بتعملها دلوقتى غصب عنها … صعب ع اي واحده … انها تفقد ابنها … وهى فقدت ابنها وحفيدها … وبينى وبينك يابنى … الدكتور قالى اكتر من مرة … ان الجنين فـ خطر … لأن هاله مابتاكلش … يعنى كده ممكن مايبقاش له اي ذكرى حيه … مايبقاش له طفل يشيل اسمه ويخلد ذكراه
وفـ هذا الوقت … كان حسن انتهز فرصه انشغال احلام مع فهد … وذهب لمسجد المشفى … ليصلى ركعتين … ويسأل الله الشفاء لأبنته … وبعد الوضوء … وقف حسن بين يدي الله … وهو يبكى … ع احبائه الذى فقدهم … فهو كان يعتبر ادهم بمثابه ابنه … وكذلك حفيده العزيز … وحين تماسك لكى … يشدد من ازر ابنته … يراها الان وهى تنهار … اااااااااه ياألهى … اتوسل اليك يارب العالمين … يارب المشرقين والمغربيين … ان تحفظ لى ابنتى من كل سوء … اسألك الشفاء لها … كم اشتاقت لأبنتى الورده الجميله … التى كانت تملاء المنزل بالضحكات … وتبث الامل والتفائل لمن ينظر اليها … وبعد ان انتهى من الصلاه والدعاء لأبنته … صعد اليهم … وكانت هاله لاتزال بغرفه العمليات …
حسن : ها ايه الاخبار ؟؟؟؟
احلام : لسه محدش خرج … ولا حتى حد طمنا … بس انت كنت فين ياحسن ؟؟؟ … وعينك مالها عامله كده ليه ؟؟؟؟
حسن : كنت بصلى فى الجامع اللى هنا … وبعدين مالها عينى ؟؟؟؟
احلام : حمرا … ووارمه … مش زى ماكنت جاي الاول
ارتبك حسن … خاف ان تعلم ببكائه … فهو يريد ان يصبرها … لا يجعلها تنهار مرة اخرى
: وارمه !!! … اه اصل وانا رايح الجامع … حسيت ان فـ حاجة دخلت فيهم … وغسلتهم بالميه …. خلاص بقى ماتقلقيش
وعندما نظرو لـ حمدى … وجدوه شاردا يفكر بحال اخته … التى يمكن ان يفقدها بين لحظه واخرى … وان لم يفقدها … بالوفاه … سيفقدها معنويا … فـ هاله الان اشبه يالمتوفيه … لا تريد التحدث لأحد مطلقا … وخاصمت الابتسام … وحرمت الفرح ان يقترب من قلبها … هاله اختى حبيبتى … ورفيقه عمرى … وصديقتى الوحيده … ارجوك لا تتركينى وحدى بالحياة … اعانى الم الوحده … وكانا والداهما وفهد … يعلمان تمام العلم … تعلق هاله وحمدى ببعضهم البعض … وان هاله بمثابه … صندوق اسرار بالنسبه لشقيقها … وبينما حمدى شاردا ويفكر بحال اخته … رن هاتفه بنغمه مميزة … نغمه يعلم فهد صاحبها … ولكن حمدى لم يسمع هاتفه … وذهب له فهد
فهد : حمدى … موبيلك بيرن نورا بتتصل
فاق حمدى ع صوت فهد … وسمع صوت النغمه … فأومأ برأسه لـ فهد … واخذ هاتفه واتجه لأخر الاستراحه … كى يتحدث بأريحيه مع نورا
حمدى : السلام عليكم … ازيك يانورا
نورا بخوف عليه : عليكم السلام … مالك ياحمدى فـ ايه ؟؟؟؟؟
حمدى ولم يتمالك نفسه وبدأ نوبه البكاء : هاله ! … هاله يانورا … هاله فـ المستشفى وقعت من السلم … ولما جينا كانت فى اوضه العمليات … ولسه ماخرجتش لحد دلوقتى خايف عليها قوى
نورا : اهدى بس كده وفهمنى ايه اللى حصل ؟؟؟؟؟؟
حمدى : بقولك وقعت من ع السلم ع تحت … واغم عليها … وهى دلوقتى فى اوضه العمليات من ساعه ماجيت … معرفش بيعملو ايه كل ده … وماما قالتلى انها اغم عليها … ليه العمليات بقى
نورا : اهدى بس ياحمدى … تلاقى بس الوقعه كانت شديده عليها شويه … وحصلها اجهاض … وعشان كده فى العمليات … ان شاء الله خير… وانت بدل ماتقعد وتبقى مخنوق كده … اتوضى وصلى ركعتين … وادعيلها ياحمدى
نورا كانت تستمع لنحيب حمدى … لكنها لم تشأ ان تخبره … حتى لا يشعر بالانكسار امامها فيما بعد … خاصا انه يبكى وهى معه لأول مرة
حمدى : معاكى حق … طيب يلا اقفلى … وانا هروح المسجد اصلى وادعيلها … بس انتى متأكده انه اجهاض بس … يعنى مش هتموت صح
نورا : ايه ياحمدى الكلام ده … انت مؤمن … وان شاء الله خير … ويلا لو سمحت … روح اتوضى وصلى وادعيلها بالشفاء … وانا مستنيه تليفونك عشان تطمنى عليها
واغلق حمدى الهاتف مع نورا … وذهب للمسجد ليصلى ويسأل الله الشفاء لأخته … وبعد انتهاءه … ذهب لهم مرة اخرى … وعلمو منه انه كان بالمسجد … وبهذا الوقت خرج الطبيب من غرفه العمليات
كان حمدى مذعور من سماع اى خبر سيئ عن اخته … فقرر ان لا يذهب للطبيب والبقاء بمكانه … ولكن من هرول للطبيب كانا … حسن واحلام
حسن : طمنى يادكتور ربنا يخليك
الطبيب : اطمن ياحاج … بس فين زوجها ؟؟؟؟
احلام : دكتور لو سمحت … طمنى ع بنتى … وبعدين زوجها توفى من شهور
الطبيب : البقاء لله … اطمنى يامدام … بنتك بخير … بس الوقعه كانت شديده جدا عليها … وللأسف فقدنا البيبى …
حسن : البيبى مش مهم … المهم بنتى … وليه كل ده فى اوضه العمليات … انا عايز افهم
الطبيب : اهدى بس يااستاذ … وانا هشرح لحضرتكم كل حاجة … بنت حضرتك لما وقعت كانت الوقعه شديده قوى … وحصلها اجهاض … وكانت فـ اوضه العمليات … لانه كان لازم تنظيف سريع للرحم … وده اللى تم … والا لا قدر الله كانت ممكن تحصل مضاعفات … وانا معاكم انكم تقلقو … بس المدام ضعيفه جدا جدا … والمفروض تاخد بنج … ولو اخدت الكميه الطبيعيه … كانت هتتعب جدا … فأضطرينا اننا نديها نسبه بسيطه ونشتغل براحه عشان مايبقاش له اثار سلبيه فيما بعد
احلام : كتر خير يادكتور … مش عارفه اشكرك ازاي … ربنا يخليك يارب … انا عايزة اشوفها واطمن عليها
الطبيب : تخرج بس من اوضه العمليات … وتدخلولها كلكم … بعد ازنكم
انصرف الطبيب لمكتبه … وتنفس الجميع الصعداء … بعد الاطمئنان ع هاله … وسجد كلا من حمدى وحسن شكرا لله … ع سلامه هاله … وخرج الممرضات من غرفه العمليات ومعهم هاله … ووضوعها بالغرفه الخاصه بها … ثم جاء الطبيب لتدوين بعض الملاحظات … فسألته احلام عن موعد خروجها من المشفى … وقال يمكنها الخروج بعد يوميين للأطمئنان عليها بسبب ضعف جسدها … لكن هاله كانت تهذى ببعض الكلامات الغير مفهومه … وهى تبكى … وعندما سألهم الطبيب عن سبب حالتها … قص له حسن ماحدث لها … فنصحهم الطبيب … الذهاب بها لطبيب نفسى متخصص … حتى تخرج من هذه الحاله … وتتماثل للشفاء سريعا … وسأله حمدى عن طبيب نفسى ماهر بعمله … واعطاه رقم طبيب صديقه … متخصص فـ الحالات الرافضه للعلاج …
وبعد ان علمت هاله بالاجهاض … اصيب بهستريا بكاء … لأن هذا الجنين … كان مايصبرها ع فراق زوجها حبيبها … وابنها الغالى … ولم يفلح الطبيب النفسى المعالج لها فى اقناعها لتلقى العلاج والاستجابه له … وحدث حمدى الطبيب المتخصص … الذى اخذ اسمه من الطبيب الذى اجرى لها العمليه … وبالفعل حضر الطبيب … وتحدث مع افراد اسرة هاله … وعلم كل شيئ ع حالتها … وقام بوضع الخطه … لكي يبدؤ بالعلاج لهاله سويا … وبدأت هاله تستجيب للعلاج تدريجيا … وبدأت تتحسن حالتها … لكن اكد لهم الطبيب … ان الطريق لازال طويلا … لأنها لازالت رافضا لتلقى العلاج … وماقمنا به حتى الان هو العلاج بالتحايل … والفترة القادمه … لابد من اقنعها بتلقيه عن اقتناع … حتى نجنى ثماره سريعا … وبالفعل استمر علاجها لشهور طويله … لكن كان النجاح حليفهم دائما …
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
اما ع الجانب الاخر … فـ ايمن بعد سماعه لوالديه … ومواجهتهما … قرر الابتعاد عن العالم بأثره لكى يستجمع قواه مره اخرى …. بعد ان صدم فـ اقرب الناس اليه … اكتر اناس يثق بهم … ويعلم تمام العلم انهم يريدون الصالح له … لكن هيهات … فصدق المثل القائل … ومن الحب ما قتل … عندما فكرو به … وتصرفو لصالحه … وضوعو مصلحتهم فوق مصلحته … وضوعو اموالهم … امام سعادته … وخسر الانسانه الاتى احبها من كل قلبه … وتعذب كثيرا لفراقها …
استأجر ايمن شقه مفروشه بمنطقه بعيده اصدقائه ومعارفه … واغلق هاتفه … وهرب من العالم اجمع … وعاش شهر من حياته منعزل عن العالم … كل مايفعله … الصلاة وقراءه القرأن … والاكل والنوم فقط … حتى شعر بتحسن … لكنه قرر الاستمرار بالعيش منفردا … لكنه يذهب ليطمن ع اهله … فـ بالوالدين احسانا … لكن لن يقيم معهما … وايضا لن يستيطع العيش بالفيلا … التى كانت تلهو به ابنته فريده …. فتوصل لحل … انه سوف يبيع الفيلا بكامل محتوياتها … ويبتاع شقه صغيرة … يعيش بها منفردا … ويبتاع اثاث جديد … لأنه مل من الاثاث المتهالك بهذه الشقه …
وفـ تلك الاثناء … كان ابراهيم والد ايمن … يبحث عنه بكل مكان … ولم يجده … وظن انه ذهب لأحمد صديقه الوحيد … لكن وجد احمد لم يعلم عنه شيئا … وساءت حاله والدته ايمن … لفقدان ابنها وعدم معرفه مكانه … وتوسلت كثيرا لأبراهيم … حتى يجد ابنها … ويستسمحوه … الى ان ساءت حالتها كثير ولم تعد قادره ع السير ولا ع الكلام … واكد كل الاطباء … انها ستتحسن عندما تزول اسباب العله … اى برجوع ايمن للمنزل
وعندما عاد ايمن للمنزل … ليخبرهم بقراره … وجد والدته مريضه لغيابه … ووالده اشبه يالميت … يااااااااالله … ماذا حدث لكم … أهذا ذنبى وذنب هاله … ام بسبب ندمك ع فراقى … ام هو لشيئ اخر متعلقا بالمال …
ايمن : ايه اللى حصل … وايه اللى عمل كده فـ ماما ؟؟؟؟
ابراهيم ببكاء : من يوم مامشيت من الفيلا … وهى هتتجنن عليك … دورت عليك فـ كل حته … ومالقتكش … ومامتك تعبت قوى زى مانت شايف كده … وكل الدكاترة اكدو … ان اللى عندها سبب نفسى مش عضوى … ولما جيبتلها داكتره نفسيين … قالولى الحل الوحيد … ان ابنها يرجع … وهى هتخف … ومن يومها وانا قلبت عليك الدنيا تانى … ولما ماوصلتلكش … قعدت جمبها
ايمن : قعدت جمبها !!!؟؟؟؟ … طيب وشغلك ؟؟ … والفلوس ؟؟؟ … سيبتهم لمين ؟؟؟…. مش دول اللى بسببهم … بعدت قلبين عن بعض … وانت شايفنى بتعذب … حتى ماهنش عليك تقولى يمكن كنت لحقتها … ليييييه ؟؟؟ … ليه كده بس يابابا … انا ابنك … مش دفتر شيكاتك اللى خايف عليه من السرقه
وعندما سمعت منيرة صوت ايمن حاولت التحدث … وبالفعل خرج صوتها …
: ايمن !!! … ابنى حبيبى … انا اسفه … عشات خاطرى يابنى سامحنى … ابوك السبب … هو اللى اقنعنى … ولما لاقيتك قررت تتجوز وانا اللى اختار العروسه … دورت ع المال والحسب …
ايمن مقاطعا : وبعتينى … انا مش مهم … صح ؟؟؟؟ … فكرتو فـ الفلوس … ملعون ابو الفلوس اللى ضيعت منى اكتر انسانه حبتنى بجد … وخافت عليا بجد … واللى بسببها بردو فقدت الثقه فيكم … لأنكم بعتونى …
وذهب مسرعا لغرفته واحكم اغلاق الباب عليه … وظل يبكى بصوت عالى … وكانت منيرة قبل رجوعه … اضربت عن الكلام والسير … وعندما اتى … حاولت الاضراب عن الطعام … لكنها فشلت … وفى صباح اليوم التالى … خرج ايمن من غرفته … وذهب لمكتب العقارات … لكي يبيع فيلته بكل محتوياتها … وعندما عرض عليه الموظف … ان يؤجرها ولا يبيعها … لكنه رفض وقال لنفسه … ( لأ انا مش عايز اى حاجة تفكرنى بسالى خالص … والفيلا دى هى اللى نقت الفرش اللى فيها كله … كرهتها وكرهت كل حاجه بتفكرنى بيها ) … وطلب ايضا من الموظف بمكتب العقارت … ايجاد شقه صغيرة تناسبه للعيش فيها بمفرده … ووعده الموظف … انه سيجدها بـ اقرب وقت … ويهاتفه … وخرج ايمن من مكتب العقارات … وذهب لمكتب المحاسبه … الذى يشارك به احمد … وعندما وجده احمد … ترك كل مابيده …
احمد محتضنا ايمن : ايه ياعم كنت فين … قلقتنا عليك … امك وابوك هيموتو عليك
ايمن : انا عديت ع البيت امبارح … وامى خلاص خفت … وطلعت عامله اضراب عن المشى والاكل … يعنى مش حاله نفسيه ولا حاجة … عشان تضغط ع بابا … عشان يدور عليا كويس
احمد : ليه بس كده ياطنط … ع فكرة ياايمن … والدتك قبل ماتتعب … والدك دور عليك كتير … وكان هيموت من القلق عليك … ولما طنط تعبت عمى مقدرش يدور عليك كويس … واضطر انه يفضل جمبها … من كتر خوفه عليها … بس قولى بقى انت كنت فين كل ده ؟؟؟
قص ايمن ماحدث … واخبره بقرار الاقامه بمفرده … واخبره بما فعله والده به … وانه لم يستطيع ان يغفر لهم فعلتهم به … ووافقه احمد بما ينوى … حتى لا يختفى عنه مرة اخرى … وحثه ع متابعه عمله … وقال له
احمد : لازم تنزل الشغل بقى ياايمن … الشغل كتير قوى … ومش قادر عليه لوحدى … وكمان عشان تخرج من الحاله اللى انت فيها دى … وياسيدى بكرة ان شاء الله هتنسى هاله خالص … وهتحب غيرها
ايمن : مستحيل انساها يااحمد … ولو كان ممكن … كان زمانى نسيتها من بدرى … كنت حبيت غيرها بدل مااتجوز سالى وانا مش طايق ابص … فـ وشها …. لكن هنزل الشغل … وهعيش حياتى … وحتى لو قررت انى اتجوز تانى … اكيد انا اللى هختارها واكون مقتنع بيها … لكن اكيد مش هحب غير هاله
وتوالت الايام … ويسعى احمد جاهدا … لأخراج ايمن من حالته … وكان ايمن قد نقل اقامته بشقه تمليك … وعفش جديد … وعاش بمفرده … وتقبلا اهله الفكرة … بعد ان اقنعهم احمد بها … والا سيذهب ايمن مرة اخرى ولما نعلم مكانه … اما هكذا … فنحن نعلم طريق مسكنه … ونطمأن عليه …
وبدأ يسترد ايمن شيئ من حيويته مرة اخرى … بمساعده احمد … وكان حب هاله … يزداد فـ قلبه يوما بعد يوم … ولا يريد الارتباط او التزوج بأخرى … لأنه يحلم يوميا بـ هاله … وحينما حاولت احدى الموظفات بالمكتب … شد انتباهه اليها … تجاوب معاها فـ البدايه … ثم فاق ع حلم لهاله
(رأى انه يتحدث مع هذه الموظفه … ويتبدلان اطراف الحديث … ويضحكان … وكانا يجلاسان بمكان رومنسى جدا … ينظرون الى البحر … ويستمعون لموسيقى هادئه … وفجاءه … جاءت هاله … وشعر هو بأرتباك شديد … من نظرات هاله له … التى تحمل الحب والكره … الغضب … التساؤل بـ لماذا … الحزن … وقال لها
ايمن : هاله حبيبتى … ماتفهمنيش غلط … ارجوكى … طيب اتكلمى … بلاش تسكتى كده …
الموظفه : مين دى يابيبى ؟؟؟ …
ايمن بعصبيه شديده : اخرسى انتى … مش عايز اسمع صوتك … دى مراتى حبيبتى … مقدرش استغنى عنها ابدا … هاله عشان خاطرى … قولى اي حاجة
هاله بصوت متقطع : طلقنى !!!!!
ايمن : اييييه ؟؟؟ … مستحيل … الموت اهون انى اطلقك
هاله : انت خنتنى بقلبك … هستنى ايه تانى … لما تخنى بجسمك …
وركضت هاله بعيدا … ولم يستطيع ايمن اللحاق بها … ولم يرى امامه شيئ … وهو يبحث عنها بعينيه … الا ضبااااب … لم يراها … لالالالالا … لن اتحمل خسارتك ياملاكى الجميل … لن اتحمل بعدك عنى ياهاله …. هااااااااااااااله … هاااااااااااااااااااله)
استيقظ ايمن من نومه … وعزم امرة … ع ترك هذه الفتاة التى تحاول جاهده شده اليها … وقرر العيش مع محبوبته … حتى لو احلام فقط … ايعقل … أاخسر حب حياتى … بالحقيقه … والحلم … لا والف لا … اختارتك ياهالتى ياملاكى البرئ … للحياه دوما بالاحلام … ولن اتركك مرة اخرى
وقام من سريره … ودخل الحمام … ازال عنه اثار النوم … وصلى الضحى … وذهب للمكتب … ولم ينظر حتى لهذه الفتاة … ودخل لـ احمد
ايمن : لو سمحت … البنت اللى بتتعامل معايا دى مش عايزة تتعامل معايا تانى … وياريتك تكلف حد غيرها بالشغل معايا … وياريت لو راجل … بلاش مياصه البنات دى
احمد : براحه براحه … افهم الاول هى عملت ايه … وبعدين انا كنت شايفكم … فى نظرات اعجاب متبادله بينكم … ايه اللى حصل ؟؟؟؟
ايمن : لأ ياعم … هاله لو عرفت … هتزعل منى … وانا مش هقدر اخسرها تانى … انا ماصدقت انها رجعتلى تانى
احمد : هاله !!!!! ؟؟؟؟؟؟ !!!!! ….. هاله مين … يابنى هى مش اتجوزت … انت شوفتها فين … وبعدين بتكلمها وتكلمك ازاي … هى مش دى تبقى اسمها خيانه … فهمنى ياايمن
ايمن : خلاص خلصت … اهدى كده … هاله معايا فـ احلامى … ومش مستعد اخسرها تانى … وحلمت بيها امبارح … بتطلب منى الطلاق … تفتكر ممكن اخسرها تانى … ولا البت اللى بره دى تستاهل انى اطلق هاله
احمد : ايمن … احلام ايه ياايمن ؟؟ … انت تعبان ولا حاجة … يابنى هاله دلوقتى
ايمن : ههههشششششش … انا عارف انت عايز تقول ايه … واعمل حسابك انا مش مستعد افوق ع الحقيقه اللى انت عايز تقولها … وياريت تشوف موضوع الراجل اللى هيشتغل معايا ده … النهاردة ها … هاجى بعد شويه … الاقى الشغل كله اتنقل ليه … سلام عشان اجيبلها هديه … اصالحها بيها
وخرج ايمن من مكتب احمد … ليبتاع هديه لهاله احلامه … واشفق احمد كثيرا ع صديقه … وظن انه جن … وانه يرى اشياءا واشخاصا لم يكونو موجودين … وظل وجهه قابعا بين يديه … ولكنه قام بالتغير الذى طلبه منه ….
اما ايمن … ذهب لمحل الهدايا … وابتاع لهاله زجاجه عطر فرنسى … فـ غايه الجمال والرقه … حتى يستسماحها … ع الشيئ التى لم تعلم به شيئا … لكن ايمن كان يعلم تمام العلم … ان هاله توجد بعقله الباطن … لأنه لم يجن … او يفقد عقله … لكنه اصيب بحاله … من حالات رفض الواقع الذى يعيشه …
ايستمر ايمن كثيرا بهذه الحاله … وماذا يفعل احمد لأنقاذ صديق عمره … وما رده فعل والديه … عندما يخبرهم احمد بحاله ابنهم
وهاله … لأين تصل حالتها النفسيه … وهل ستتقبل الواقع … ام انها تظل رافضه لواقعها … وما هى اقتراحات روكا … لمساعده هاله من الخروج مما هى فيه