زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه العشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه العشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل العشرون

أمام غرفة العمليات بالمستشفى وقف فؤاد وصفاء بإنتظار خروج الطبيب الذي خرج بعد ساعات وهو يهز رأسه في أسف قائلا: البقاء لله يا جماعة…شدوا حيلكوا
غادر الطبيب لتلتفت صفاء إلى فؤاد الذي تساقطت دموعه في صمت لتصفعه على وجهه عدة مرات متتالية وهي تبكي بهستيرية قائلة:منك لله يا فؤاد…منك لله …شوفت أخرة المال الحرام …شوفت فلوسك الحرام واللي عملته ف ولادنا…ظلت الصفعات تتوالى على وجنتيه حتى استيقظ اخيرا من نومه فزعا وهو يصرخ قائلا:لأ محمد لأ….إبني لأ
فتح عينيه ليجد صفاء أمامه وهي تضربه برقة على وجنتيه محاولة إفاقته …نظر إليها قائلا بخوف:محمد فين يا صفاء?

صفاء:محمد نايم ف سريره يا فؤاد…انت كنت بتحلم ولا إيه ?

مسح وجهه بكفيه وتنهد في إرتياح قائلا:الحمد لله إنه كان حلم…لا مش حلم…ده كابوس…كابوس فظيع اوي يا صفاء…الحمد لله إني صحيت منه

ربتت على كتفه بحنان قائلة: طيب اشرب مية واستعيذي بالله وحاول تنام تاني

استدارت لتخرج لكنه جذبها من ذراعها قائلا:صفاء عشان خاطري خليكي جنبي شوية…أنا محتاجك اوي يا صفاء

أجابته قائلة بإستسلام: حاضر يا فؤاد

جلست إلى جواره على الفراش ليضع فؤاد رأسه على صدرها ويغمض عينيه محاولا الإسترخاء …شعرت بدفء جسده…فوضعت يدها على جبهته تتحسس حرارته قائلة:ياااه…انت سخن اوي يا فؤاد…انا حاقوم اعملك كمادات عشان تبرد شوية …الحرارة دي مش كويسة…وبالفعل ذهبت لإحضار الأدوات المطلوبة ثم عادت وجلست بجواره وهي تغمس الفوطة بالماء ثم تضعها على جبهته

ابتسم لها قائلا بوهن:خايفة عليا يا صفاء?

أجابته قائلة بتهكم:وحاخاف عليك ليه بس…ده انت حيالله جوزي وأبو ولادي…ثم استطردت قائلة بقلق:هو انا عندى حد أخاف عليه غيرك يا فؤاد?

اتسعت إبتسامته وهو يقول في مشاغبة:ولما انتي بتحبيني اوي كده…جالك قلب ازاي تبعدي عني كل ده?ولا انتي بتشوفي غلاوتك عندي ?

صفاء:يا أخويا فايق اوي للهزار وانت خاضضني عليك كده…ثم أنا اللي مستغربة انت ازاي جالك قلب تعمل اللي عملته ده مع اختك…معقول يافؤاد اختك تتصل عشان تستنجد بيك تقولها الكلام اللي قولته ده

اكد على كلامها قائلا: معاكي حق يا صفاء…أنا مش عارف قولتلها كده ازاي…مع إني والله قلبي كان واكلني عليها…بس إن شاءالله يكون لسه عندي وقت اصلح اللي اتكسر

تهللت أساريرها وقالت بفرحة:بجد يا فؤاد…بتتكلم بجد?

أومأ برأسه مؤكدا قبل أن يقول:أيوه يا صفاء…أنا فكرت كويس ولقيت إني لو جرالي حاجة مين اللي حيخلي باله منك انتي وولادي من بعدي…مش هما إخواتي…يحيى جه من أخر الدنيا عشان يلحق يمنى…حتى لو ماقدرش يعملها حاجة كفاية إنه يكون جنبها وبس…وأنا لو احتاجت حاجة ف يوم من الأيام مين غير إخواتي يقف جنبي…ثم أنا ليه أخدهم بذنب مش ذنبهم…وكمان يا صفاء…كلمتك علطول بترن ف وداني…لما كنتي بتقوليلي انك خايفة المال الحرام يعمل حاجة ف ولادنا …أنا كمان بقيت خايف زيك بالظبط…وعارفة قبل كل دول إيه

انتبهت إليه قائلة بإهتمام:إيه يا فؤاد?

ابتسم لها قائلا:إني مش قادر ابعد عنك اكتر من كده.

خفضت رأسها وابتسمت في خجل…فاردف قائلا:عارفة يا صفاء إيه اكتر حاجة بحبها فيكي

سألته بفضول قائلة:إيه يا فؤاد?

فؤاد:رغم اننا بقالنا 14 سنة متجوزين لكن لحد دلوقتي باشوف إبتسامتك المكسوفة دي

وضعت صفاء يدها على خدها وتنهدت قائلة:يا سلام يا فؤاد…ده انت لما بتسخن بتقول كلام حلو اوي

اجابها قائلا بإبتسامة:وطبعا انتي بالطريقة دي عايزاني افضل سخن كده علطول

صفاء:لا يا حبيبي بعد الشر عليك.

فؤاد:طب عارفة يا صفاء…طول الفترة اللي فاتت دي والشيطان عمال يوسوسلي بحاجات….مرة يقولي طلقها وارميها ولا تسأل فيها ومرة تانيه يقولي اتجوز عليها واكسر نفسها ومرة تالتة يقولي دي مراتك…خد اللي انت عايزه منها بالعافية …بس عارفة ماقدرتش اعمل ولا حاجة من التلاتة …مش عارف ليه?

أجابته قائلة بإبتسامة:أنا بقى عارفة…عشان انت طيب يا فؤاد وقلبك نضيف بس ظروفك هيا اللي وحشة …وده اللي كان مخليني عندي أمل فيك وبحاول معاك لأخر لحظة …وبادعيلك علطول ربنا ينور بصيرتك والحمد لله ربنا استجاب دعائي…بقولك إيه خلينا بقى ف الجد شوية…نويت تعمل إيه بالظبط مع إخواتك?

فؤاد:نويت اسافر إسكندرية بكرة الصبح إن شاءالله عشان أقف جنب يمنى واصالح يحيى هو كمان ولو إن الكلمة اللي قالها النهاردة دي وجعاني اوي يا صفاء

ربتت صفاء على كتفه قائلة:طب واللي يحلهالك يا فؤاد

فؤاد مستفهما:مش فاهم تقصدي إيه

صفاء:اصل أنا جتلي فكرة مجنونة كده مش عارفة حتوافقني عليها ولا لأ

فؤاد:فكرة إيه دي

صفاء:فاكر لما سألتك مرة قبل كده وقلتلك لو كنت دخلت الجامعة كنت حتدخل كلية إيه…وانت قلتلي إنه كان نفسك تدخل كلية الزراعة

أومأ فؤاد برأسه قائلا:أيوه فاكر بس انتي إيه اللي فكرك?

تابعت حديثها قائلة:كلية الزراعة هنا ف دمنهور فيها قسم للتعليم المفتوح …إيه رأيك لو قدمت فيه وبكده تبقى معاك شهادة جامعية وما تحسش انك أقل من حد…والموضوع مش محتاج تفرغ يعني مش حيعطلك عن حاجة…وانا بنفسي يا سيدي حاساعدك وحاقعد جنبك وانت بتذاكر كمان …إيه رأيك بقى ف الفكرة دي

لمعت عيناه وهو يجيبها بإبتسامة قائلا: يا بنت الإيه…تصدقي أنا عمر ما جت ف بالي فكرة زي دي

صفاء:انا بقى يا سيدي فكرت بدالك ووصلت للفكرة دي…إيه رأيك فيا بقى?

لم يكن منه إلا أن حملها وأخذ يدور بها قائلا في سعادة :ربنا ما يحرمنيش منك ابدا…عارفة يا صفاء…انا طول الوقت ورغم كل حاجة كنت باحس إن ربنا راضي عني عشان رزقني بزوجة زيك

صفاء بإبتسامة:طيب ممكن تنزلني بقى عشان انا دوخت خالص

انزلها فؤاد وضمها إلى أحضانه قائلا: ما تتصوريش انتي كنتي وحشاني ازاي

حاولت تغيير الحديث قائلة: في حد كمان ما تنساش تصالحه

فؤاد:تقصدي مين?

صفاء:الشيخ عبد الواحد

فؤاد بإذعان:حاضر يا ستي بس كده…الصبح إن شاءالله قبل ما اسافر إسكندرية حاروحله واستسمحه وأبوس راسه كمان …ها لسه فيه حد تاني عايزاني استسمحه

صفاء بدلال:لأ فيه حد تاني عايزاك انت اللي تسامحه

رفع حاجبيه قائلا في دهشة:مين ده?

ابتسمت قائلة بخجل:أنا…أنا عايزاك تسامحني عشان بعدت عنك الفترة اللي فاتت دي …بصراحة أنا كنت خايفة أموت وانت غضبان عليا

فؤاد بحب:بعد الشر عليكي يا حبيبة فؤاد

صفاء بإبتسامة:يعني خلاص سامحتني

ابتسم وقال مشاكسا:إديني فرصة افكر

وكزته في كتفه قائلة:كده برضه يا فؤاد

ضهما إليه قائلا:يا ستي والله مسامحك من كل قلبي…حأقولهالك لتاني مرة وحشتيني أوي

صفاء وهي تحاول ان تفلت منه:أنا شايفة انك بقيت كويس الحمد لله والحرارة نزلت …عن إذنك بقي لما اروح أوضتي

جذبها إليه من جديد قائلا:سمعيني تاني كده رايحة فين…انتي مالكيش أوضة غير دي فاهمة ولا لأ…ثم إن دخول الحمام مش زي خروجه يا حلوة…خلاص يا قطة انتي دخلتي عرين الأسد برجليكي …يعني انتي اللي جيتي لحد عندي ولا تقدري تنكري ?

ابتسمت قائلة في تغنج:ومين قالك إن إنا عايزة انكر بس

فؤاد:يابنت الإيه…طب ثواني اقفل الباب وراجعلك علطول…وبالفعل اغلق فؤاد الباب وعاد ليضعا حدا لذلك البعد الذي طال

********************************

ما إن فتح الباب ودلف منه إلى الداخل حتى وجدها على نفس الحال الذي تركها عليه…كانت تمسك برأسها وتولول قائلة:آه يا آني يا نافوخي يا أما…نار طالعة من دماغي…أشوف فيكي يوم يا بنت رفعت ونادية

ألقى عليها نظرة مشفقة قبل أن يقول بتهكم:هو انتي لسه على نفس الحالة اللي سيبتك عليها دي

اجابته قائلة :هو انا ناري حتبرد ولا حيهدالي بال غير لما أشوف بنت الصاوي وهيا متعلقة على حبل المشنقة

ارتسمت على جانب فمه إبتسامة ساخرة وهو يجيبها قائلا: ماما…هو حضرتك مصدقة الكلام اللي بتقوليه ده?يعني متخيلة فعلا أن يمنى ممكن تكون عملت حاجة زي كده

حدقت فيه غير مصدقة أنه مازال يدافع عنها وقالت بعصبية:يا ابني انت عايز تجنني …انت لسه بتدافع عنها بعد ما قتلت مراتك وابنك …ثم رفعت يديها قائلة بدعاء:إلهي ربنا ينتقم منها زي ما حرمتني أشوف حفيدي اللي كنت مستنياه زي عيل صغير مستني يوم العيد.

انفعل عمرو عليها قائلا:ماما لو سمحتي ماتدعيش عليها…وعلى فكرة انا متأكد انها حتطلع براءة وساعتها يا عالم ترضى تبص ف وشي تاني ولا خلاص أنا كده خسرتها للأبد…وعلى فكرة كمان انا روحت العمارة اللي فيها شقة مشيرة القديمة الشقة اللي كانت مفهماني انها باعتها وطلعت بتكدب عليا وسألت البواب عنها….وهو قالي بالحرف انها كانت ست مشيها بطال…تقدري تقوليلي الكلمة دي معناها إيه?

لوت شفتيها قائلة في إستياء:مش دي العمارة اللي ساكن فيها المحروس ابن خالها…اكيد طبعا هو اللي دافع فلوس للبواب عشان لو حد سأل عنها يقوله الكلام ده

تنهد قائلا في ضيق:حنشوف…أكيد كل حاجة حتبان ف وقتها

******************************************

في الصباح كان يحيى وعماد بإنتظار يمنى داخلمينى النيابة إلا أن وصلت بالفعل …حاول عماد طمأنتها قائلا:ماتقلقيش يا يمنى…النهاردة إن شاءالله حيتم إستجواب منى صاحبة مشيرة ومنى دي أنا بعتبرها الصندوق الأسود بتاع مشيرة اللي فيه كل أسرارها…ومدام كانت عارفة بموضوع الحمل يبقى اكيد عارفة كل حاجة عنها…وان شاء الله شهادتها تفيدنا بحاجة…ده غير إني حاطلب شهادة مروة أختي اللي بتأكد كلامك…كل ده غير لما يوصل تقرير الطب الشرعي هو كمان ده حيدعم موقفك إن شاءالله

أومأت يمنى برأسها متفهمة …فقال يحيى: طيب وبالنسبة لطليقها وابو الجنين ده ما عرفتش عنهم حاجة?

عماد:طليقها أنا سألت عنه وعرفت انه لسه ف السجن بيقضي فترة العقوبة بتاعته …هو محكوم عليه بخمس سنين ولسه ماخلصوش…أما بالنسبة لأبو الجنين فده مانعرفش عنه أي حاجة لكن إحتمال منى تكون عارفة
ربت يحيى على يدها قائلا: مش عايزك تخافي من حاجة يا يمنى…يلا يا حبيبتي توكلي على الله وربنا معاكي…نظر يحيى خلف يمنى إلي ذلك القادم نحوهم بإندهاش ثم مالبث أن قال:وده إيه اللي جابه هنا ده كمان?

التفتت يمنى خلفها لتجد فؤاد يقترب نحوهم …تعجبت هيا الأخرى من مجيئه …اقترب منهم والقى السلام ليجيبه عماد فيما أشاح يحيى بوجهه بعيدا ووقفت يمنى متحيرة في سبب مجيئه حتي نطق قائلا:ازيك يا يمنى…قلبي معاكي يا حبيبتي

ارتسمت علي جانب فمه إبتسامة ساخرة ثم قال محدثا شقيقه في تهكم:وده من إمتى إن شاءالله?

فؤاد:لو ماكانش من قبل كده يبقى من هنا ورايح يا يحيى …أنا جاي اقولكوا حقكوا عليا انتوا الاتنين…وسامحوني على اللي فات وخلينا نبتدي صفحة جديدة من أول النهاردة…وإن شاءالله لما يمنى تخرج من الورطة دي حنقعد مع بعض ونوزع الميراث حسب شرع ربنا وكل واحد حياخد حقه بما يرضي الله

يحيى بإندهاش: غريبة وإيه اللي غير رأيك كده?

فؤاد:مش مهم إيه اللي غيره المهم إنه اتغير …قلتوا إيه موافقين تسامحوني وتبتدوا معايا من أول وجديد

يحيى:تفتكر يعني أنا كنت مبسوط وأنا بمد إيدي على أخويا الكبير

فؤاد بإبتسامة:يعني خلاص …صافي يا لبن

يمنى:خلاص يا فؤاد…انت برضه مهما حصل أخونا…

احتضنها فؤاد قائلا:حقك عليا يا يمنى

ابتسمت قائلة بإرتياح:تعرف يا فؤاد حضنك ده بيفكرني بحضن بابا الله يرحمه بالظبط

يحيى بإبتسامة مماثلة:عشان فؤاد هو اكتر واحد فينا شبه بابا الله يرحمه

يمنى:طيب عارف أنا اتصلت بيك يومها ليه رغم المشاكل للي كانت بينا?

فؤاد بتساؤل:ليه يا يمنى?

يمنى بجدية:عشان لسه فاكرة كلمة بابا الله يرحمه وهو بيقول فؤاد أخوكوا طيب وقلبه ابيض بس ظروفه هيا اللي كانت غلط

قبل يحيى رأس شقيقه قائلا:حقك عليا انت كمان عشان مديت إيدي عليك

عقد عماد ذراعيه أمام صدره قائلا:بقولكوا إيه انتو فاكرين نفسكوا ف استوديو مصر احنا هنا ف النيابة يا حضرات وبعدين العسكري الغلبان ده حيفضل مستنيكوا كده كتير ولا إيه…ولا انتوا بتستغلوا إن الراجل موصي عليكوا وبتاخدوا راحتكوا?

فؤاد:راجل مين ده?

هم عماد أن يجيبه ولكن مرور عمرو بجوارهم استوقفه …القي عليهم نظرة أخيرة قبل أن يغادر مسرعا

فؤاد بإنفعال:وده إيه اللي جايبه هنا ده كمان?

عماد:هو من حقه يحضر التحقيق بصفته مدعي بالحق المدنى…واكيد طبعا هو عايز يحضر عشان يفهم الموضوع بالظبط…مش يلا بينا بقى يا يمنى

يمنى:ماشي ياعماد

فؤاد:يلا ادخلي وانا ويحيى حنستناكي هنا…يلا ربنا معاكي

****************************************

في غرفة ياسين جلست منى أمام المكتب فيما جلس عمرو في ناحية وفي الناحية المقابلة جلست يمنى بصحبة عماد دون أن تحيد ببصرها نحو الجهة التي يجلس بها …بينما كان هويتطلع إليها في ندم شديد…لتبدأ التحقيقات مع منى التي كان يبدو عليها التوتر والإرتباك

ياسين:ها يا مدام منى…حتجيبي من الآخر وتقوليلنا الحقيقة…ولا حتلفي وتدوري وتحوري وتتعبينا معاكي ?

أجابته بشفاه مرتعشة قائلة:هو أنا متهمة بحاجة ولا إيه

أجابها قائلا بتهكم:لا سمح الله حد قال كده…أنا بس باطمن ….ولازم تكوني فاهمة ان شهادتك دي حيتوقف عليها حياة إنسانة

منى:لا اطمن حضرتك …أنا ناوية أقول كل اللي اعرفه…عشان تقدروا تعرفوا مين اللي عمل كده وكمان عشان لو المدام بريئة ماتروحش بذنب غيرها …وبعدين اللي كنت ممكن أخاف عليها خلاص راحت…يعني خلاص مابقتش تفرق

تنهد ياسين قائلا:كويس أوي…دلوقتي مدام يمنى قالت ف أقوالها انها سمعتك انتي والمجني عليها وانتو بتتكلمواعن ان المجني عليها كانت حامل من شخص معين وانتي كنتي بتسأليها إذا كانت قالتله ولا لأ والكلام ده كان قبل جوازها من دكتور عمرو …حصل ولا ماحصلش?

كان عمرو يتطلع إليها في إهتمام منتظرا إجابتها …استدارت لتنظر إليه ثم عاودت النظر أمامها دون أن تجيبه

صرخ فيها ياسين قائلا: ماتردي

اجابت قائلة بتلعثم:أيوه حصل

ياسين:كويس أوي …اتفضلي بقى احكيلنا الحكاية بالتفصيل من الأول

ازدردت منى لعابها وقالت بخفوت:مشيرة قبل ما تتطلق من محسن جوزها الأولاني بحوالي ست شهور اتعرفت على واحد اسمه هاني واستمرت علاقتهم فترة طويلة حوالي تلت سنين …هو كان واعدها بالجواز لكن فضل يماطل معاها ويقولها لما تطلق من جوزها وبعد ما اطلقت فضل برضه يماطل ويقولها ماما رافضة جوازي من واحدة مطلقة واكبر مني وف الآخر سابها لكن مشيرة طلعت حامل ولما اتصلت بيه عشان تبلغه قالها………عند هذا الحد توقفت منى عن السرد وحولت بصرها ناحية عمرو الذي كان يستمع إليها في ترقب وقد خلا وجهه من أي تعبيرات …وكأنه قد هيأ نفسه لأسوأ مايمكنه أن يسمع…حثها ياسين على متابعة كلامها قائلا:سكتي ليه ماتكملي

خفضت رأسها وهي تكمل قائلة: قالها الكلام اللي المدام سمعته

ياسين: اللي هو إيه بقى ?

منى:قالها نزليه أو ….صمتت للحظات قبل أن تكمل كلامها قائلة بسرعة وكأنها تلقي حملا ثقيلا عن كاهلها:أو شوفيلك واحد مغفل اتجوزيه واكتبيه بإسمه

شعر بالهواء ينسحب فجأة من رئتيه وجبينه يتصبب عرقا …خفض بصره أرضا وبدا وكأنه يحدث نفسه وهو يتمتم بهمس قائلا:وطبعا مالقتش مغفل أحسن مني

رمقته بنظرة مشفقة ثم حولت بصرها عنه بسرعة قبل أن يلاحظها…لم تكن وحدها من شعرت بالشفقة من أجله…فلم يكن حال ياسين وعماد يختلف عنها كثيرا وكأن ثلاثتهم يشعرون بالأسى من أجل معلمهم السابق ومن كانوا يعتبرونه في يوم من الأيام مثلا أعلى

ياسين:ها وبعدين…إيه اللي حصل بعد كده?

منى:بعدها مشيرة عرفت ان دكتور عمرو بيدور على عروسة فحطت نفسها ف طريقه عشان يتجوزها لأنها كانت حاطة عينها عليه من زمان من أيام ماكانت بتروحله المكتب عشان يرفعلها قضية طلاق على جوزها وفعلا قدرت تتجوزه….عندما وصلت إلى هذه العبارة استوقفها عمرو قائلا:استني عندك…يعني إيه حطت نفسها ف طريقي …وعرفت منين اصلا ان أنا حاتجوز?

فركت منى كفيها في توتر وقالت:عرفت من واحد هيا مشغلاه لحسابها عند حضرتك ف المكتب وبعدين ابتدت تخطط ازاي توقعك عشان تتجوزها …اصل مشيرة الله يرحمها كان عندها تطلعات وأحلام وكان نفسها ف راجل غني يقدر يحققلها أحلامها دي وكانت شايفة ف حضرتك الراجل ده وبالمرة تلاقي أب للطفل اللي ف بطنها

شعر عمرو بعد سماعه لهذه الكلمات أن الأرض تميد به …وأن صداعا رهيبا قد احتل مقدمة رأسه فأخذيفرك جبينه في ألم ثم قام من مكانه فجأة واتجه نحو المكان الذي تجلس فيه منى ولطمها على وجهها لطمة قوية وهو يصرخ فيها بإنفعال قائلا: انتوا إيه?انتي وهيا شياطين…للدرجة دي مشاعر الناس وحياتهم واعراضهم بقت لعبة عندكوا …هيا تخطط وتنفذ وانتي وراها تشجعيها وتصقفيلها

نكست رأسها قائلة في همس مشوب بالخجل: والله انا ماليش ذنب أنا نصحتها كتير لكن هيا اللي ماكنتش بتسمع كلامي…الله يرحمها بقى

عمرو:هيا اللي زي دي ممكن تشوف رحمة

حاول ياسين تهدئته قائلا: لو سمحت يا دكتور عمرو ممكن تهدى شوية وتتفضل تستريح

امسك عمرو بمقدمة رأسه مجددا ثم اردف قائلا:لأ انا حاسس إني تعبان شوية ومضطر استأذن

ياسين:تحب أجيب لحضرتك دكتور?

عمرو بإمتنان:لأ متشكر أنا حاروح استريح…عن إذنك

ياسين:اتفضل حضرتك

انصرف عمرو بينما توجه ياسين بالسؤال إلى منى قائلا: قوليلي يا مدام منى تعرفي اي حاجة عن اللي اسمه هاني ده?يعني اسمه بالكامل …عنوان بيته…عنوان شغله …رقم تليفونه أي حاجة ممكن نستدل منها عليه

اجابت قائلة:أيوه معايا نمرة تليفونه …مشيرة مرة كان تليفونها فاصل واحنا ف الشغل وكلمته من تليفوني وأنا سجلت الرقم عشان لو حبت تكلمه تاني

ياسين:كده تمام…ادينا بقى الرقم واحنا حنستعلم عنه ف شركة المحمول

وبالفعل اعطت منى الرقم لياسين ثم وقعت على أقوالها بعد إنتهاء التحقيق وغادرت ثم تبعها عماد ويمنى التي ستعود إلى محبسها مرة أخري …وما إن وصلا للخارج أمام مبنى النيابة وودعت شقيقيها على أن يقص عليهما عماد ما جاء في أقوال منى…ركبت يمنى سيارة الترحيلات حتى شاهدا عمرو وهو يقف بجوار سيارته ويبدو عليه شعوره بالألم …فقد كان يستند بيده على مقدمة السيارة والأخرى يفك بها رابطة عنقه حتى يستطيع التنفس…ظلت عيناها معلقة به حتى ابتعدت سيارة الترحيلات فيما اقترب منه عماد قائلا: دكتور عمرو حضرتك كويس

بدا وكأنه لا يستطيع الكلام أو حتى التنفس …أخذ يفرك صدره قائلا بحشرجة: أيوه كويس

عماد بقلق: تحب أوصل حضرتك البيت ترتاح?

عمرو:مش عايز اتعبك معايا

عماد: إيه اللي حضرتك بتقوله ده بس…ده حضرتك أستاذي واللي اتعلمته منك كتير…تسمحلي بالمفاتيح وأنا حاسوق واوصلك البيت وبعدين ارجع أخد عربيتي أو اسيبها ليحيى يروحها

أذعن عمرو لطلب عماد فأعطاه مفاتيح سيارته ليقوم عماد بتوصيله إلى منزل والدته …عرض عليه توصيله إلى الأعلى ولكن عمرو رفض مؤكدا انه يشعر بتحسن حالته…انصرف عماد ثم تحامل عمرو على نفسه حتى وصل إلى شقة والدته وهو يضع يده على صدره شاعرا بالإختناق …فتح الباب ودلف منه …شعرت والدته بالفزع عندما رأته على هذه الحالة فسألته قائلة:عمرو…مالك يا حبيبي انت تعبان ولا حاجة?

ظل يرمقها بنظرة لم تستطع تفهم معناها إلا عندما تحدث قائلا بلوم: انتي السبب …انتي السبب ف كل حاجة حصلت.

قطبت جبينها في عدم فهم وقالت :أنا السبب ف إيه يا عمرو?

عمرو:انتي اللي خربتي بيتي ودمرتي حياتي وخليتيني أخسر الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها ف عمري كله

أجابته قائلة في دهشة:أنا يا عمرو!

عمرو مؤكدا: أيوه انتي…انتي اللي فضلتي تزني على دماغي وتضغطي عليا وتقوليلي اتجوز يا عمرو….نفسي أشيل ولادك يا عمرو…نفسي افرح بخلفتك يا عمرو …لحد ما خليتيني مشيت وراكي وسمعت كلامك وكسرت قلبها وف الأخر ضيعتها وضعت من بعدها…خليتي واحدة حقيرة تلعب عليا وحتى ما اديتينيش فرصة اتأكد من حقيقتها …وف الأخر تطلع الهانم كانت حامل من قبل ما تتجوزني وكانت عايزة تستغفلني وتكتب ابن السفاح بإسمي…وانتي بقى ساعتها كنتي حتشيلي وتفرحي…مش كده برضه…فضلت ماشي وراكي زي الأعمى وأنا بأقول دي أمي لازم أبرها واسمع كلامها لحد ماوصلتيني للي كنت فيه النهاردة …كنتي تعالي النهاردة وشوفي ابنك دكتور الجامعة المحترم وهو قاعد ادام تلاته من الطلبة بتوعه وهو عامل زي التلميذ الخايب اللي معملش الواجب …وهما زعلانين اوي على الدكتور بتاعهم لما اكتشف إنه طلع أكبر مغفل ف مصر كلها.

ضربت فريدة بيدها على صدرها وهي تقول في جزع: يا مصيبتي….مشيرة كانت حامل

استطرد عمرو وهو يضع يده على صدره وقد تمكن الألم منه قائلا: أيوه كانت حامل ويمنى كانت عارفة وعشان كده اتخانقوا مع بعض…عرفتي بقى انك كنتي ظلماها?عرفتي دلوقتي قيمتها?لكن بعد إيه?بعد ماراحت من بين إيديا وأنا اللي ضيعتها بأنانيتي وغبائي …عند هذا الحد توقف عمرو عن الكلام ولم يستطع تحمل المزيد من الألم ليصرخ قائلا:آااااااااه ثم يسقط بعدها مغشيا عليه…لتصرخ فريدة وهي تلطم خديهاقائلة بفزع:ابني………………….

زر الذهاب إلى الأعلى