زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الرابعة والعشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الرابعة والعشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى


الفصل الرابع والعشرون

يمنى: خير يا ياسين…موضوع إيه ده?

أجابها قائلا بإرتباك ظاهر: بصي هو أنا عارف ان الوقت والمكان ممكن ما يكونوش مناسبين …لكن أنا حبيت أقولك عشان يكون عندك وقت كافي تفكر فيه ف الطلب اللي حاطلبه منك

أجابت قائلة بدهشة: موضوع إيه ده اللي محتاج كل المقدمة دي

ياسين: يمنى أنا عارف ان اللي انتي مريتي بيه مش سهل على أي حد إنه يستحمله خصوصا لو حد رقيق وحساس زيك …فاكيد انتي محتاجة حد يكون جنبك ويساعدك عشان تنسي كل اللي حصل

قطبت جبينها قائلة في دهشة: حد زي مين? ثم أنا الحمد لله كل الناس اللي حواليا وقفوا جنبي

استجمع شجاعته اخيرا وقال بسرعة قبل أن تخونه كلماته: يمنى …من الآخر كده أنا بحبك وعايز اتجوزك…قولتي إيه?

عقدت المفاجأة لسانها للحظات كانت كفيلة بأن يفهم أن طلبه قد قوبل بالرفض وأنها فقط تنتقي الكلمات المناسبة للرفض حتى لا تجرح مشاعره فبادرها هو قائلا : مكسوفة تقوليلي انك مش موافقة

سارعت تقول في تساؤل: انت بتتكلم جد أصلا?

ياسين بدهشة: هو أنا باين عليا إني بهزر ولا حاجة? يمنى صدقيني طلبي ده مش وليد الأيام دي…يمنى أنا بحبك من سنين من أيام الكلية لكن وقتها صداقتي لعماد هيا اللي منعتني اعترفلك بمشاعري دي …لكن دلوقتي بيتهيألي ان مافيش حاجة تمنعني إني أقولك وبكل صراحة: إني بحبك ومحتاجلك أوي جنبي

أجابت وقد زادت دهشتها: أنا بجد مش عارفة أقولك إيه…مش قادرة إني استوعب طلبك من أساسه

اقترب منها قائلا بهدوء: أهم حاجة ما يكونش عندك إعتراض عليا أنا شخصيا…لكن إذا كنتي شايفة ان الوقت مش مناسب فأنا مستعد أستناكي لحد ما إنتي شخصيا اللي تزهقي …أنا عارف انك لسه ف شهور العدة …يعني عندك وقت كافي تفكري فيه …أنا مش عايز اسمع ردك دلوقتي .

يمنى: ياسين بيتهيألي انك عرفت ظروفي كويس وعرفت ان أنا ما…….

قاطعها مانعا إياها من إستكمال جملتها: ما تكمليش أنا عارف كل اللي عايزة تقوليه وصدقيني أنا راضي بيه وموافق عليه كمان …يمنى أنا بعد ما خلصت الكلية اتجوزت واحدة كانت بنت صاحبة والدتي …صحيح ما كانش فيه بينا حب من قبل الجواز وده لإني ما حبتش ف حياتي حد غيرك …لكن بعد الجواز قدرت تخليني احبها لكن……

صمت ياسين فحثته على متابعة كلامه قائلة: لكن إيه يا ياسين? اتطلقتوا

نكس رأسه قائلا بأسى: لأ…الله يرحمها ماتت بعد جوازنا بسنة

أجابته قائلة بتأثر: أنا اسفة

رفع رأسه ونظر إليها قائلا :مافيش داعي تتأسفي لكن لازم تعرفي انها قبل ما تموت الله يرحمها سابتلي ذكرى منها …خديجة بنتي عندها دلوقتي ست شهور مامتها ماتت وهيا بتولدها …يعني خديجة دلوقتي محتاجة أم…وأنا بصراحة مش حالاقيلها أم أحن منك …وتقدري تعوضي بيها الإحساس اللي انتي محرومة منه…ومين عارف مش يمكن ربنا يكرمنا ويرزقنا بأخ أو أخت ليها …أنا وخديجة محتاجينك أوي يا يمنى …قلتي إيه حتفكري وتردي عليا

يمنى بتردد: أرجوك يا ياسين تفهمني أنا لسه خارجة من تجربة كانت صعبة اوي عليا وماعنديش إستعداد أخوض تجربة تانية ف الوقت الحالي على الأقل …ده غير إني ناوية أكمل دراستي واشتغل واعوض كل اللي فاتني

ياسين: صدقيني أنا عمري ما حاكون عقبة ف طريق مستقبلك بالعكس أنا مستعد أساعدك تحققي كل اللي بتحلمي بيه وزي ما قلتلك أنا مستعد استناكي لحد ما تحسي انك قادرة تاخدي خطوة زي دي

لم تجد يمنى بدا من أن تقول: اوعدك يا ياسين إني أفكر فكلامك ده وارد عليك

ياسين:وأنا مستنييكي يا يمنى تقوليلي الكلمة اللي نفسي اسمعها منك

خرجت يمنى لتجد الجميع بإنتظارها …جاء خالها محمود بصحبته مروة كما حضر فؤاد ويحيى إلى جانب عماد …استقبلها الجميع بالتهاني والأحضان التي اختلطت بدموع الفرح…وحده كان يقف متابعا المشهد من بعيد…تلمح في عينيه تلك النظرة المتحسرة وتتساقط على وجنتيه دموع الندم في صمت…كان يود أن يخترق هذا الجمع ويتقدم ليضمها لأحضانه ويطفئ شوقه إليها ويهنئها ببراءتها…ولكنها تظل أولا وأخرا أمنية ربما لن يأتي ذلك اليوم الذي تدخل فيه في طور التحقق…مر أسبوع مكثته يمنى في المنزل تفكر في كلمات ياسين وطلبه المفاجئ …وبينما هي شاردة تفكر وتسأل نفسها هل يمكنها حقا خوض تجربة زواج جديده إذ اقترب منها يحيى وجلس بجوارها قائلا بإبتسامة: الجميل سرحان في إيه?

بادلته الإبتسامة قائلة: لا ابدا مافيش …لكن قولي الشياكة دي كلها رايح بيها على فين

داعبها قائلا : عايزة الحق

يمنى: آه… مادام قلت عايزة الحق دي يبقى الموضوع فيه مروة…مش كده برضه

أومأ برأسه قائلا:هو كده بالظبط…بصراحة من يوم ما رجعت ماخرجتش ولا حتى قعدت معاها خالص

يمنى: ليه كده بس

يحيى: إيه هو انتي شايفاني ماعنديش دم يعني…معقول كنا حنخرج ونتفسح وانتي ف الظروف دي…لكن انا قلت بقى خلاص ادامي اسبوعين ومسافر ماينفعش استنى اكتر من كده …يمنى انا عايز اطمن عليكي قبل ما اسافر …أنا لحد دلوقتي ماعرفتش انتي ناوية على إيه ?

يمني:يحيى هو مش أنا قلتلك على القرار اللي اخدته وبدأت في تنفيذه فعلا

يحيى: افهم من كده ان ده قرارك النهائي

يمنى: أيوه ومش ناوية ارجع فيه

يحيى: حتى لو قلتلك أن عمرو كلمني عشان ترجعيله وكلم فؤاد هو كمان وفؤاد اللي قالي بنفسه

يمنى: هو كل ده ولسه ما فقدش الأمل برضه

يحيى: والله يا يمني اللي أنا شايفه إن الراجل ندمان اوي على كل اللي حصل ومستعد يعمل أي حاجة عشان توافقي ترجعيله

يمنى بإصرار: وأنا ماطلبتش منه يعمل حاجة

يحيى برجاء: طيب عشان خاطري إديله فرصة يتكلم معاكي واسمعي منه ولو ما عجبكيش الكلام طبعا الرأي الأول والأخير ليكي ومافيش حد حيفرض عليكي حاجة

رمقته بنظرة مندهشة قبل أن تقول: أنا مستغربة انك غيرت رأيك بالسرعة دي

يحيى: يمنى أقولك الحق وما تزعليش مني

أومأت برأسها فاردف قائلا: انتي كمان شاركتيه الغلط صحيح غلطه هو كان اكبر لكن ده مايمنعش ان ليكي دور في اللي حصل …انتي اللي وافقتي تتنازلي من الأول الراجل ما ضربكيش على إيدك …هو كان واضح وصريح معاكي من الأول ودي حاجة أنا احترمتها فيه وقتها …وطريق التنازلات يا يمنى دايما بيبدأ بأول خطوة وانتي اللي كملتي ف الطريق ده بإرادتك …يمكن لو كنتي وقفتي مرة واحدة بجد وقلتي لأ كان اتنازل هو…وانتي اللي غلطتي لما روحتي عند عماد من وراه مع إن ده حرام…وانتي برضه اللي قولتيله انك موافقة يتجوز عليكي …شوفتي بقى انك كنتي مشتركة معاه ف الغلط

زفرت يمنى قائلة في ضيق: دلوقتي بقيت أنا الغلطانة …خلاص مادمت أنا غلطت قبل كده فأنا نويت اصلح غلطتي

رن هاتف يحيى فنظر إلي شاشته قائلا: طيب عن اذنك بقى عشان اتأخرت على مروة

يمنى: مع السلامة وسلملي عليها

يحيى: يوصل…سلام بقى يا جميل

خرج يحيى وتركها ولكن كلماته مازال صداها يتردد في أذنيها حين سمعت طرقا على الباب …تمتمت قائلة بدهشة: إيه ده هو يحيى رجع تاني ولا إيه ?

اقتربت من الباب وهي تقول: حاضر يا يحيى …انت يا ابني مش معاك مفتاح …ثم فتحت لتجده أمامها وعلى ثغره إبتسامة وهو يقول في إشتياق:ازيك يا يمنى… وحشتيني اوي على فكرة

عقدت جبينها قائلة في ضيق:ممكن اعرف انت جاي هنا ليه?

عمرو: جاي عشان أشوفك

استدارت وأولته ظهرها وهي تقول بجدية: بأي حق

عمرو: بحق العشرة اللي كانت بينا

يمنى: العشرة دي انت اللي بعتها

عمرو: طيب هو احنا حنقف نتكلم من على الباب كده …مش حتقوليلي اتفضل

يمنى: ماقدرش أقولك اتفضل أنا هنا لوحدي

دخل عمرو وأغلق الباب وهو يقول : عارف انك هنا لوحدك…وعلى فكرة أنا استأذنت من يحيى قبل ما آجي ثم أنا مش مراهق ولا عيل صغير …وقبل كل ده ما تنسيش انك لسه ف شهور العدة يعني لسه مراتي ولا انتي نسيتي اللي اتعلمتيه ف الكلية ?

يمنى بتهكم: البركة فيك نستني كل حاجة

اجاب قائلا في مشاغبة: ياه للدرجةدي بتحبيني لدرجة انك نسيتي كل حاجة بسببي …أنا كنت عارف إني مش حاهون عليكي برضه

عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة في ضيق: وليك نفس كمان تهزر …هو الموضوع عادي عندك اوي كده

اقترب منها قائلا بأسف: يمنى…أنا عارف ان كل كلمات الأسف والإعتذار اللي فكل قواميس الدنيا لو قولتهالك ماتكفيش قصاد اللي أنا عملته معاكي …لكن أنا جاي وعشمان ف القلب اللأبيض اللي عمره ما شال كره ولاحقد لأي حد…عشمان إنه يكون فيه ولو دقة واحدة لسه بتقول عمرو…عشمان انك تفتكريلي ولو كلمة أو موقف واحد كنت فيهم الزوج اللي بتتمنيه …أنا جاي ولسه عندي أمل انك تسامحيني …حالة واحدة بس هيا اللي تخليني أخرج من هنا وما تشوفيش وشي بعدها عارفة إيه هيا? انك تكوني كرهتيني …لو قولتيلي انك بتكرهيني حامشي دلوقتي ومش حاوريكي وشي مرة تانية …اقترب منها قائلا بهمس حرك مشاعرها: انتي بتكرهيني دلوقتي يا يمنى?

اسرعت تجيبه قائلة: بس أنا ما بكرهكش

تنهد قائلا في إرتياح: الحمد لله كنت خايف اوي لتكوني كرهتيني

يمنى: بس ده مش معناه اني موافقة ارجعلك …ما اقدرش اديك الأمان تاني بعد ما غدرت بيا وصدقت الكلام ده عني

عمرو: والله أنا ماصدقتش غير وقتها بس لكن بعد شوية لما هديت وفكرت قلت لنفسي اكيد فيه حاجة غلط …وحتى وقتها كان غصب عني بعد اللي شوفته…وسكوتك وقتها هو اللي جنني اكتر …ومرواحك عند عماد من ورايا ….كل ده ما كانش كفاية عشان اصدق

لم تستطع أن تحبس دموعها اكثر من ذلك فانسابت على وجنتيها وهي تقول بإنفعال: كان لازم تصدقني أنا …لو الدنيا كلها قالتلك يمنى قتلت كنت لازم تقولهم لأ يمنى لا يمكن تعمل كده…لو كنت شوفتني بعنيك وأنا ماسكة السكينة وبضربها كنت لازم تكدب عنيك وتصدقني أنا …لكن انت رغبتك انك تكون أب بلدت إحساسك من ناحيتي وخلتك تصدقها هيا وما ادتنيش حتى فرصة اني ادافع عن نفسي أو ابينلك حقيقتها …عند هذا الحد انهارت مقاومتها تماما وشعرت بدوار خفيف حتى كادت أن تسقط أرضا إلا أن ذراعيه كانتا أسبق إليها فامسك بها ثم أجلسها إلى أحد المقاعد وهو يقول بتأثر: يمنى …عشان خاطري أنا قلتلك قبل كده مابحبش أشوف دموعك دي ولو قربي منك هو اللي حيخليها تنزل فأنا مستعد ابعد عنك للأبد أهم حاجة انك تكوني سعيدة ومبسوطة ولو حتى بعيد عني …تركها عمرو وخرج وهو يجر أذيال الخيبة ولكنه ما إن وصل إلى الباب حتى سمع صوت إرتطام قوي بالأرض فعاد ليجدها فاقدة للوعي وملقاة على الأرض …شعر بالفزع وهو يراها على هذه الحالة فحملها مسرعا إلى سيارته وتوجه إلى الطبيبة التي أجرت الكشف عليها ثم قالت بإبتسامة هو حضرتك ماتعرفيش انك حامل ولا إيه ?

ارتسمت علامات الذهول والصدمة علي وجهيهماوهما يستمعان لكلام الطبيبة…أجابتها يمنى قائلة : ازاي إذا كان العملية اللي أنا عملتها ما نجحتش …يبقى الحمل يحصل لوحده كده من غير عمليات

تحدثت الطبيبة قائلة: شوفي يا مدام يمنى…عادة بعد عمليات الحقن المجهري الرحم بيكون في حالة نشاط سواء العملية نجحت أو فشلت …وفترة النشاط دي ممكن توصل لسنة كاملة …وفي الفترة دي فرص حدوث الحمل بتكون ممكنة بنسبة كبيرة..وده اللي بيفسر ان ستات كتير بعد ما بينجبوا طفلهم الأول عن طريق العمليات دي ممكن بعدها علطول يحصل حمل من غير ما يكونوا متوقعين أو عاملين حسابهم …وبعدين حضرتك مضايقة اوي كده ليه…المفروض انك تفرحي انها الحمد لله جات من عند ربنا بدون وسائل مساعدة …بس هو انتي ازاي ما فكرتيش ف حاجة زي دي ?

يمنى: أنا كنت فاكرة التأخير ده سببه المثبتات اللي كنت باخدها في العملية…مش حضرتك قولتيلي انها ممكن تعمل لخبطة تستمر لفترة طويلة …يعني أنا كنت متعودة من بعد العملية انها بتيجي وبتتأخر عادي يعني

الطبيبة بإبتسامة: عموما ألف مبروك وانا حاكتبلك شوية فيتامينات ومقويات ولازم تهتمي بالأكل الفترة اللي جاية

يمنى: قوليلي يا دكتورة هو أنا ينفع اركب طيارة واسافر في الوقت الحالي?

انتابته الدهشة وهو يستمع لسؤالها الغير مفهوم من وجهة نظره …قطع شروده صوت الطبيبة وهي تجيبها قائلة: هو طبعا يستحسن ترتاحي في الشهور الأولى لكن أنا شايفة ان الحمل مستقر إلى حد ما يعني مافيش مانع لكن مع الحرص الشديد

يمنى: متشكرة اوي يا دكتورة

في السيارة حل الصمت ضيفا ثقيلا بينهما …ورغم الفرحة الشديدة التي يشعر بها تتراقص داخل قلبه …فهاهو حلمه يتحقق أخيرا وهو ماقد يكون سببا في عودتها إليه…إلا أنه لا يستطيع أن يفهم سر ذلك الحزن الذي يسكن ملامحها منذ علمت بالأمر وسر تلك الدموع التي تتلألأ في عينيها وذلك السؤال الذي سألته للطبيبة…ظل ينظر إلى الفراغ أمامه فيما خفضت هي رأسها وهي تحاول حبس دموعها …اخيرا قطع هو ذلك الصمت قائلا:ممكن افهم انتي بتعيطي ليه دلوقتي ? للدرجةدي زعلانة ان لسه فيه حاجة بتربطنا ببعض …ولا دي دموع الفرح وانا اللي فاهم غلط

يمنى ببكاء: انت مش فاهم حاجة

عمرو: طيب ما تفهميني انتي الدموع دي سببها إيه

يمنى: انا كل اللي عايزاك تعرفه ان اللي حصل ده مش حيغير حاجة ف الموضوع واوعي تكون فاكر انك دلوقتي ممكن تتفاوض من موقف القوة وانك ممكن تلوي دراعي بموضوع الحمل ده عشان ارجعلك

عمرو بضيق:اولا احنا مش ف حرب عشان تقوليلي تتفاوض …وثانيا أنا مش حيوان يا يمنى عشان اجبرك تعيشي معايا وانتي مش عايزة تحت أي ظرف.

شعرت بالضيق من نفسها ولكنها قالت بتماسك: مش عايز تعرف القرار اللي أنا اخدته وابتديت فعلا في تنفيذه

عمرو : والله لو يهمك انك تقوليلي يبقى ماعنديش مانع اني اسمع

يمنى : أنا مسافرة انجلترا مع يحيى………………

زر الذهاب إلى الأعلى