زوجي العزيز عفواً لست قاتلة

الحلقه الثانية والعشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الحلقه الثانية والعشرون من مسلسل زوجي العزيز عفواً لست قاتلة بقلم منال جميعى

الفصل الثاني والعشرون

انطلق عماد في طريقه إلى مبنى النيابة وما إن وصل حتى اتجه إلى مكتب ياسين وطرق الباب ليأتيه الإذن بالدخول فدخل وألقى السلام ثم جلس وكله شوق ولهفة لمعرفة تفاصيل تلك المفاجأة التي تحدث عنها ياسين في الهاتف…بدأ هو بالحديث قائلا بلهفة: خير يا ياسين مفاجأة إيه دي اللي جبتني على ملا وشي عشانها?

ياسين: طيب خد نفسك الأول واشرب حاجة وبعدين نتكلم

عماد بنفاذ صبر: اخلص بقى يا ابني انت وهات م الآخر

تحدث قائلا بجدية: شوف يا سيدي…بالنسبة لتقرير الطب الشرعي فبيأكد كلام يمنى وبيقول ان مشيرة كانت حامل ف تلت شهور يعني من قبل جوازها من دكتور عمرو…المفاجأة بقى ف تقرير البصمات …بعد فحص البصمات الموجودة على سلاح الجريمة وعلى جسم المجني عليها ومقارنتها ببصمات كل المسجلين خطر ف المنطقة اتضح تطابقها مع بصمات مجرم مسجل خطر بلطجة وفرض سيطرة وسرقة بالإكراه ولسه خارج من السجن قبل الجريمة بحوالي تلت أسابيع بس

اتسعت عيناه قائلا في دهشة: غريبة دي…طيب وإيه علاقة مشيرة بواحد زي ده ? ولا انت تقصد تقول ان الجريمة كان دافعها السرقة مثلا ولما مشيرة شافت الحرامي اضطر إنه يقتلها وبعدين يمنى جت فمالحقش يسرق حاجة …بس لو كان كده يبقى خرج إزاي من غير يمنى ما تشوفه?

ياسين: الأغرب من كده بالنسبالي إزاي مجرم محترف زي ده يسيب بصماته بالسهولة دي على سلاح الجريمة …ده أي عيل صغير بيتفرج على أفلام عربي حيبقى عارف انه أبسط حاجة إن المتهم بيلبس جوانتي عشان يخفي بيه بصماته

عماد: معاك حق ده المفروض يعمل كده حتى لو هو كان داخل اصلا بغرض السرقة ماكانش عامل حسابه على قتل …لكن ازاي حرامي يفكر يسرق شقة صحابها موجودين فيها وكمان ف وسط النهار بالشكل ده

تنهد ياسين قائلا :عموما أنا طلعتله أمر ضبط وإحضار ولما ييجي حنفهم منه كل حاجة واكيد حنلاقي إجابة على أسئلتنا دي

عماد بإرتياح: الحمد لله…متهيألي كده خلاص يمنى قربت أوي من البراءة …أنا إن شاءالله حاروحلها الصبح من بدري عشان أبلغها بالأخبار الحلوة دي

ياسين بحرج: عماد هو أنا ممكن أسألك سؤال شخصي شوية?

ابتسم عماد قائلا: إيه يا إبني المقدمة دي ثم انت مالك شكلك مكسوف كده ليه زي ماتكون رايح تخطب وقاعد مكسوف ادام أبو العروسة ?

ياسين: هو ف الحقيقة أنا مش قاعد ادام أبوها …أنا قاعد ادام إبن خالها

ضيق عماد عينيه قائلا بعدم فهم: مش فاهم تقصد إيه ?

ياسين: الأول اسألك السؤال اللي كنت حاسألهولك…انت مبسوط مع مراتك وبتحبها ?

عماد: ولو إني مش فاهم إيه لزوم السؤال ده بس الحمد لله مبسوط جدا وبحبها جدا جدا وهيا كمان بتحبني

ياسين بإرتياح: كويس اوي انت كده شجعتني افتح معاك الموضوع اللي عايز اكلمك فيه …عماد أنا عايز اتقدم ليمنى بس لما تخلص من موضوع القضية وكمان لما شهور العدة بتاعتها تخلص …لكن أنا محتاج اعرف رأيها الأول إذا كانت موافقة عليا ولا لأ

تفاجأ عماد من طلب ياسين الغير متوقع فقال بحيرة: مش عارف يا ياسين أقولك إيه…لكن متهيألي ان يمنى حترفض مبدأ الإرتباط من أساسه ف الوقت الحالي

ياسين: ما البركة فيك انت وأسماء تقنعوها تجرب حظها مرة تانية وصدقني أنا حاشيلها ف عنيا وحأعو ضها عن التجربة القاسية اللي مرت بيها دي

حك عماد رأسه قائلا بحيرة: بجد مش عارف إيه ممكن يكون رد فعلها على حاجة زي دي…لكن يعني بالنسبة لموضوع الأطفال ده مش فارق معاك?

أسرع يجيبه قائلا: الأطفال دول رزق من عند ربنا زيهم زي أي حاجة تانية…والله لو ربنا رزقنا يبقى خير وبركة لو ما كانش كده فأنا الحمد لله عندي خديجة وهيا تقدر تعوض بيها إحساس الأمومة اللي ناقصها وتعتبرها بنتها بالظبط

عماد بإذعان: خلاص اللي تشوفه …أنا حاكلمها وأشوف رأيها إيه ف الحكاية دي وربنا يقدم اللي فيه الخير

ياسين بإمتنان: متشكر اوي يا عماد…قولها لو موافقة أنا مستعد اطلبها من باباك أو من إخواتها أو أي حد هيا عايزاه وعندها فرصة تفكر لحد شهور العدة ماتخلص

عماد: إن شاءالله يا ياسين ربنا يسهل

على نفس الحالة مازالت تجلس أمام غرفة العناية المركزة تنتظر منه أن يستفيق …مجرد إيماءة صغيرة برأسه أو طرفة من عينيه تعيد إليها روحها المسلوبة…هاهي الأربع والعشرون ساعة قد مرت دون جديد…لكنها لم تفقد الأمل بعد…تتساءل بينها وبين نفسها ماذا جنت من وراء ما فعلته به …كانت تخشى من أن تسلبها يمنى ولدها الحبيب فهي تعلم مدى حبه لها…الآن اصبح كل ما تتمناه أن تعود إليه يمنى حتى وإن خسرته هي للأبد…يكفيها فقط أن تراه سعيدا في حياته مع من أختارها قلبه…ولكن أني لها ذلك بعد ما قالته يمنى صباح اليوم …مازال يحدوها الأمل أن تغير يمنى رأيها بعد مرور فترة تكون قد تجاوزت خلالها أزمتها…قطع شرودها صوت جلال يناديها قائلا: طنط فريدة حضرتك من الصبح ما أكلتيش أي حاجة …أنا حانزل أجيبلك أكل وارجع

استدارت إليه قائلة: ومين ليه نفس ياكل بس يا ابني…ما انت شايف بنفسك الأربعة وعشرين ساعة عدوا ومافيش جديد

جلال: معلش لازم تاكلي أي حاجة عشان تقدري تقفي على رجليكي…أنا مش حاتأخر إن شاءالله

ما إن استدار جلال ليغادر حتى خرجت الممرضة من غرفة العناية المركزة مسرعة فاقتربت منها فريدة قائلة بلهفة: خير يا بنتي طمنيني

الممرضة: الحمد لله المريض فاق وأنا رايحة أنادي الدكتور يشوفه

تهللت أساريرها وقالت بفرحة ودموعها تتساقط: يا ما انت كريم يا رب…الحمد لله…الحمد لله…..وما إن خرج الطبيب بعد توقيع الكشف عليه حتى اقتربت منه قائلة: خير يا دكتور طمني الله يخليك

الطبيب: الحمد لله هو قدر يتجاوز الأزمة بس ضروري يرتاح ويبعد عن أي ضغط نفسي أو عصبي الفترة اللي جاية …وطبعا حيفضل عندنا كام يوم تحت الملاحظة لحد ما نطمن عليه

فريدة بإمتنان: متشكرين اوي يا دكتور…طيب هو أنا ينفع أشوفه دلوقتي?

الطبيب: هو حيتنقل دلوقتي أوضة عادية وتقدري تشوفيه بعدها…حمد الله على سلامته وعن إذنك

فريدة:اتفضل حضرتك

بخطوات متثاقلة دخلت إلى غرفته التي تم نقله إليها …اقتربت من سريره ثم جثت على ركبتيها أمامه وامسكت يده قائلة بحنان: حمدالله على سلامتك يا حبيبي…يا ريتها كانت تيجي فيا أنا وانت لأ

أجابها قائلا بوهن وضعف : بعد الشر عليكي يا أمي

فريدة: سامحني يا إبني…أنا اسفة على أي غلطة غلطتها ف حقك وحق مراتك …ربنا يعلم أنا ندمانة اد إيه ومستعدة اعمل أي حاجة عشان مراتك ترجعلك حتى لو طلبت مني إني اروح وأبوس رجلها حتى عشان ترجعلك ماعنديش مانع

امسك عمرويدها ورفعها إلي فمه مقبلا إياها وهو يقول :ماعاش ولا كان اللي يذلك يا حبيبتي وأنا على وش الدنيا…حقك عليا أنا اللي غلطت لما انفعلت عليكي بالطريقة دي سامحيني ما كنتش حاسس بنفسي

انسابت دموعها وهي تجيبه قائلة: مسمحاك يا حبيبي من كل قلبي وربنا يسامحني على اللي عملته

تنهد عمرو قائلا:مين فينا مابيغلطش…كلنا بنغلط بس للأسف مش كلنا بنقدر نسامح

يمنى بفرحة: بجد يا عماد?

عماد: يعني حأكون بهزر معاكي مثلا …خلاص يا بنتي ياسين طلعله أمر ضبط وإحضار وحيتقبض عليه وبعدها إن شاءالله حتخرجي علطول

تنهدت قائلة بإرتياح: الحمد لله يا رب الحمد لله

ابتسم عماد قائلا: قوليلي يا يمنى …انتي ناوية على إيه بعد ما تخرجي من هنا إن شاءالله?

يمنى: حاجات كتير اوي يا عماد

عماد بتساؤل: زي إيه كده?

يمنى بحماس: ناوية اكمل دراستي واخد الماجستير وبعده الدكتوراة ان شاءالله وادرب عند محامي كويس لحد ما افتح مكتب لنفسي واحقق حلمي وأعوض كل اللي فاتني

عماد : طيب وعمرو يا يمنى…مش ناوية ترجعيله تاني

يمنى: لا يا عماد…أنا وعمرو فيه حاجة كبيرة اوي بينا اتكسرت واللي بيتكسر عمره مابيتصلح …والشرخ اللي حصل ف علاقتنا صعب اوي اننا نرممه

عماد: طيب مش ناوية تتجوزي تاني?

ابتسمت قائلة بدهشة:إيه يا عماد… انت عندك عريس ليا ولا إيه?

عماد:افرضي ان اتقدملك حد عايز يتجوزك وراضي بظروفك أيا كانت …توافقي

رفعت كتفيها قائلة بحيرة: مش عارفة بس الموضوع مش ف دماغي حاليا …أنا كل تفكيري دلوقتي ف إني أعوض اللي فاتني …كفاية السنين اللي راحت من عمري ع الفاضي دي

عماد:ماشي يا يمنى…تخرجي من هنا بس وبعدين نشوف وعموما ف كل الحالات ربنا يوفقك

كان جالسا على الأريكة وممددا قدمه على الطاولة أمامه بينما تمددت هيا على الأريكة ووضعت رأسها على قدميه وهو يلعب بخصلات شعرها حين تحدثت قائلة: بقولك إيه يا حبيبي…أنا عايزة اسافر إسكندرية عشان اطمن على يمنى وأشوف القضية وصلت لحد فين

أجابها قائلا بإبتسامة:يا حبيبتي مش انتي بتطمني عليها من أسماء بالتليفون واكيد لو فيه حاجة جديدة حتبلغك بيها

شيرين: أنا لازم أشوفها بنفسي واطمن عليها …ثم اردفت برجاء: عشان خاطري يا عصام

عصام: يا شيرين يا حبيبتي مش احنا اتفقنا إننا نسمع كلام الدكتورة ونهدى ونرتاح الكام شهر اللي فاضلين دول لحد ماتقومي بالسلامة وبعدها يا ستي روحي أي مكان زي ما انتي عايزة…وبعدين مش كفاية الشغل …كمان عايزة تسافري

شيرين بإستسلام: أمري لله …انت فعلا عندك حق بس أنا كان نفسي اطمن على يمنى

قطع حديثهم صوت جرس الباب …فقالت شيرين بدهشة: غريبة…مين اللي ممكن يزورنا دلوقتي ?

بادلها عصام دهشتها قائلا: مش عارف

شيرين بتساؤل: هو انت مستني حد?

هز رأسه نافيا: لأ…بأقولك إيه ادخلي انتي جوه وأنا حاشوف مين

دخلت شيرين وقام عصام ليفتح الباب ليفاجأ بأخر شخص يمكن توقعه…ظل محدقا فيه بدهشة دون أن يتحدث فبادره هو قائلا: ازيك يا عصام?

أجاب وهو مازال على دهشته: الحمد لله …استطرد كلامه قائلا: ممكن أشوف شيرين?

عصام: أيوه طبعا …اتفضل البيت بيتك

أدخله عصام إلى الداخل ثم نادى شيرين لتخرج بعد لحظات ثم تتجمد في مكانها وهي تراه واقفا أمامها يرمقها بنظرات ملئها الشوق واللهفة …شلت المفاجأة لسانها للحظات كانت كفيلة بأن يسبقها هو قائلا: ازيك يا شيرين

شيرين: الحمد لله

اقترب منها ثم ارتمى في أحضانها قائلا: وحشتيني أوي يا شيرين

تفاجأت من فعلته ولكنها شعرت بالحنين إليه فهمت أن تعانقه هي الأخري إلا أن يديه اللتان يقبض بهما عليها ارتخت فجأة ليسقط مغشيا عليه …لم تشعر بنفسها وهي تصرخ قائلة: الحقني ياعصام…………

زر الذهاب إلى الأعلى