ترفيهمسلسل شيطان العشق

مسلسل شيطان العشق الحلقة 4و5و6


4. انتقام لذيذ

طائف : مازن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نظر كلاً منهم للآخر فى ذهول لتظهر آيات فى تلك اللحظة وترى اسوء كوابيسها امامها ….. تباً ماذا سيظن مازن بها !!! …. تُخفي رجل غريب بمنزلها وهى فتاة غير متزوجة ذات سُمعة لم تشوبها شائبة حتى تلك اللحظة .. لكن الان انتهى كل شيء

آيات بتوتر : مستر مازن ارجوك متفهمش الوضع غلط …… ده ده ……

مازن مقاطعاً و متجاهلاً آيات : طائف ؟!! انت بتعمل ايه هنا ؟

نظرت له ببلاهة ثم نقلت انظارها نحو طائف لتجد ذهوله قد انقشع ليحل محله ابتسامة انتصار وتشفي ……. لكن لما ؟؟؟؟

طائف بغموض : ظروف حصلت معايا واضطريت ابقى فى ضيافة …. آيات

لم ينتبه مازن وسط دهشته لنطق طائف المتعمد اسم آيات مجرداً دون القاب ليكمل

مازن : ظروف ايه يابنى دي ؟ وبعدين انت مش المفروض ترجع الاسبوع الجاى ….. جيت بدرى ليه ؟ ايه حصل ! وليه مقولتش ليا على وصولك ؟

طائف بملل : قولت ظروف يا مازن يبقى خلاص ظروف …. مش وقته الرغي بتاعك ده …… و كويس اوى انك جيت عشان من امبارح مش عارف اوصل لحد تبعي ….. خلينا نمشي بقى

اومأ مازن دون تفكير لحديث صديقه ليجد من هبت من مكانها تطالب بتفسير

آيات بإندفاع و حدة دون وعي : ممكن اعرف بقى انتوا تعرفوا بعض ازاى ؟

طالعها مازن بإستهجان لحدة حديثها لتتنحنح قائلة

آيات : احم احم مقصدش … بس يعنى اقصد انى اتفاجئت انكم تعرفوا بعض

مازن دون اهتمام : ده طائف العمري ويبقى صاحب ال………

طائف مقاطعاً : صاحبه …… انا ومازن صحاب من زمان

طالعه مازن فى ذهول ليتلقى نظره منه اخبرته ان يصمت ويجاريه فى الحديث

مازن : اه فعلاً صحاب من زمان اوى

اومأت هى دون اقتناع و اكملت برسمية

آيات : ده الورق اللى حضرتك طلبته بس انا بعيد كلامي لحضرتك تانى انى سبق وسلمت الورق ده امبارح لمستر هادي

مازن بضيق : عارف يا آيات عارف بس مستر هادي ضيع الورق

آيات و طائف بإستهجان : ضيع الورق ؟؟؟؟؟؟؟

نظرت له نظرة تعنى و ما دخلك انت ؟ فى حين هو اكمل تفحصه لمازن

مازن بتبرير : ماهو دايماً كده يا آيات مستغربة ليه دلوقتى ؟

آيات : دايماً كده اه لكن انا مش هقدر استحمل اكتر من كده ….. يا افندم لو ورق خاص بأي صفقة او بشئون حساسة خاصة بالشركة ضاع برضو من مستر هادى انا هقع فى مصيبة وهينتهي مستقبلي عشان كده انا بفكر انى اقدم استقالتى واللي يحصل يحصل

مازن بسرعة : استقالة ايه بس يا آيات صلى على النبي كده ….. احنا مستحيل نقبل ان الشركة تخسر موظفة بكافأتك واخلاصك … اكيد هلاقى حل غير موضوع الاستقالة ده

طائف بغموض : فعلاً هنلاقى حل وبعدين استقالة ايه بس ده اللعب ابتدى يحلو

آيات بحدة : افندم ؟؟؟؟

طائف لمازن : يلا يا مازن خلينا نمشي

امتثل مازن اخيراً لحديث صديقه فسبقه للخارج فى حين تلكع هو فى طريقه ليهديها نظرة تَشفي وابتسامة احتارت هى فى تفسير معناها

واخيراً خرج ليحتل المقعد المجاور لصديقه بالسيارة ليهتف فى وهن

طائف : اطلع بينا على المستشفى بتاعتي

زوى مازن ما بين حاجبيه قائلاً فى قلق

مازن : مستشفى ؟ ليه ؟ انت كويس يا طائف ؟

طائف بتأفف : اخلص يا مازن وبعدين هحكيلك

مازن : حاضر حاضر

انطلق مازن سريعاً نحو مستشفى العمري الخاصة ليتم استقبال حالته بسرية تامة و بعد معاينة دقيقة علم انه بخير حال بفضل اسعافات تلك الصغيرة ولولاها لأصبح فى خبر كان

بجناح خاص فى المشفى نجده جالس بأريحية على سرير ما يجاوره صديقه وقد انهال عليه بالاسئلة والعتاب

مازن بغضب : ممكن تفهمني بقى ايه اللى حصل معاك بالتفصيل

طائف : فخ

مازن بإستفهام : افندم

ارجع رأسه للخلف ليستند على ظهر الفراش فيعيد احداث اليوم السابق ويبدأ بسردها على صديقه

فلاش باك

بعد وصوله للمطار واستقبال سائقه له احتل سيارته والتى من المفترض بها ان تقله لقصره …. انشغل ببعض اخبار العمل على هاتفه النقال ليرفع نظره نحو الخارج بعد فترة ليجد نفسه فى طريق مختلف عن طريق قصره بل بطريق خال تماماً من الناس تحيطه الرمال من الجانبين

طائف بريبة : انا مش قولت تطلع على القصر ايه جابنا هنا

السائق بغموض : اصل فى ناس طالبة تشوف حضرتك اول ما توصل

طائف وقد ادرك ما يحدث : اه والناس دي مكنش عندها الجرأة تجيلى لغاية عندي وتطلب مقابلتى …… ايه ميعرفوش ان طائف العمري مبيروحش لحد ؟

السائق وقد اوقف السيارة على احدى جوانب الطريق : اللى حصل بقى … على العموم احنا وصلنا والبشوات منتظرينك تحت

ابتسامة سخرية : ممممم طب كويس اوي انهم على الاقل انتظرونى مش انا اللى انتظرت

هبط السائق من السيارة واتجه لسيارة اخرى تحمل عدداً لا بأس به من الرجال ..توجه خصيصاً لاحدهم وبدا انه رئيسهم

السائق : الامانة وصلت و فى العربية … كده انا خلصت دورى ايدك بقى على المعلوم ( بيطلب اموال مقابل شغله )

الرئيس بسخرية : اه وماله بس تجيبهولنا هنا معلش

السائق بتبرم وبعد تفكير : و مالو ميضرش

ثم التف متجهاً عائداً الى سيارة طائف مرة اخرى لتناله طلقة خائنة منهم اردته قتيلاً فى الحال لتستفز هذه الفعلة القابع داخل السيارة ويندفع خارجها نحو هذا الملقى ارضاً فى المسافة بين سيارته وسيارتهم ورغم علمه بخيانته الا انه لم يقبل ان تكون نهايته على ايديهم ….. واثناء فحصه له شعر بهم يحيطون به من كل جانب فسارع بإخراج سلاحه الشخصي على حين غفلة واستطاع اصابه بعضهم به الا ان البعض الآخر قد تمكن منه وبعدها لا يتذكر كيف استطاع الهرب منهم

نهاية الفلاش باك

مازن بغضب : ولاد ال*** …. بس برضو مفهمتش ازاى وصلت لبيت آيات

طائف وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه : ما هى اللى لاقيتني ( عثرت علي ) وعملتلى الاسعافات وطبعاً بما ان تليفونى ضاع مني ومش حافظ رقم حد بالاضافة ان محدش من الصحافة يعرف بوصولى فاضطريت انى مظهرش فى اى مكان الا لما اتصل بحد تبعى وموثوق فيه

مازن : مممم فهمت … طب ودلوقتى ناوي علي ايه ؟ انت اكيد عارف مين اللى عمل معاك كده

طائف بجمود : طبعاً عارف واللى ناوي اعمله هو اني ارد الجميل لشخصين

مازن بحيرة : ترد الجميل ؟ ولشخصين ؟ ده اللى هو ازاى يعنى مش فاهم

طائف بغموض : هتفهم ….. مسيرك هتفهم

فى منزل آيات وبعد رحيل مازن وطائف

آيات لنفسها : واخيراً خلصت من الهم ده ….. بس ازاى يكون صاحب مستر مازن !!!! …… انا مالي صاحبه ولا مش صاحبه المهم انى خلصت من المصيبة دي …… ثم اكملت بمرح ……… طب والله حرام يتقال على المز ده مصيبة …. مز اه بس عليه كمية برود .. استغفر الله العظيم ……. يلا انا مالى خليني اخلص باقى الشغل بدل ما يطلع عيني بكرة مع الفقري هادي

باليوم التالى وبعد وصولها الشركة وجدتها على قدم وساق وكأنها خلية نحل لم يبقى شخص واحد دون عمل على غير العادة لكنها لم تهتم وفى طريقها لمكتبها مرت على صديقتها سهام لتجدها هى الاخرى يصحبها التوتر والقلق

آيات : صبح الخير ايه مالك مش على بعضك ليه ؟

سهام : صباح الخير ياختى وبعدين ايه السؤال ده يا باردة ؟ .. يعنى مش عارفة اللى بيحصل فى الشركة ؟

آيات بتساؤل : ايوة بقاااا ايه اللى بيحصل فى الشركة ؟ …. من امتى الهمة والنشاط اللى دبت فى الشركة دي ؟

سهام : سبحان الله ده انتى المفروض انك اول واحدة تعرفى الخبر

آيات : خبر ايه ؟ ما تخلصي يا بت

سهام : صاحب الشركة

آيات بإستهزاء : ماله المخفي ؟

سهام : رجع

آيات : حمد الله على سلامته … شرف و نور … اعمل ايه يعني؟

سهام : خدي دي بقى …. طرد هادي وهيمسك الشركة بداله

هبت آيات من مجلسها وصرخت فرحاً

آيات بفرح : احلفي …… لا بجد بتتكلمى جد ؟؟؟؟ يعنى اللى اسمه هادي ده مشي خلاص … يعنى مش هيطلع عيني فى الشغل تانى هييييييييه

سهام بإمتعاض : بس يا هبلة .. مالك فرحانة كده ليه ؟ دول بيقولوا عليه شديد ده غير انه متطلب جداً فى شغله يعنى مش بعيد يطلع عينك في الشغل اكتر من سي هادي ده

آيات بحماس : يا بنتي يطلع عيني وهو فاهم غير لما يطلعها وهو مش فاهم اى حاجة ….. يلا هطير انا بقى اشوف مديري الجديد … سلاااااام

سهام بضحك : سلام يا ختى سلاااام

دلفت آيات الى مكتبها بهدوء لتجد مازن يخرج من غرفة هادي ……. تباً آيات لم تعد كذلك

مازن بإبتسامة واسعة : صباح الخير ….. ازيك يا آيات ؟

آيات : صباح الخير مستر هادي انا كويسة الحمد لله وحضرتك عامل ايه ؟

مازن : انا تمام اوى الحمد لله …. اكيد سمعتى باللى حصل وان هادي مشي وجه بداله طا…….. احم احم جه بداله صاحب الشركة

آيات بإبتسامة واسعة : اه يا فندم سمعت

مازن : تمام اوي … هو مستنيكي جوة على فكرة … بالتوفيق … سلااام

آياات بفرح : سلااام

مازن بهمس : الله يكون فى عونك يا بنتي

طرق على الباب تلاه دخولها لغرفة صاحب الشركة المزعوم ….. لم تجده خلف مكتبه لتتجول بعيناها فى ارجاء الغرفة فتجده يقف بشموخ يواجهها بظهره فى حين يتأمل هو الواجهة الخارجية لمكتبه .. اجلت صوتها لتهتف برسمية

آيات بإبتسامة رسمية : حضرتك طلبتني يا فندم …. انا آيات رأفت كنت سكرتيرة مستر هادي وهكون سكرتيرة حضرتك ان شاء الله

ساد الصمت لحظات جعلتها تظن انه لم يستمع لما قالته فعزمت على تكرار حديثها مرة اخرى لكن قاطعها صوته

…………. : مظنش ( لا اظن )

ارتعدت مفاصلها لنبرة الصوت لتهتف بداخلها

آيات لنفسها : لالالالا مستحيل يكون هو …. ايه اللى هيجيبه هنا ده مستحيل

لكن قتل امانيها وأملها حين التف نحوها ليقابلها وجهه الساخر بإبتسامة ملتوية زادت من كراهيتها نحوه

آيات بذهول : انت ؟ انت بتعمل ايه هنا ؟

طائف ببرود : انا فى مكتبي و فى شركتي …. وانتي؟

آيات ببلاهة : مكتب ايه ؟ وشركة ايه ؟ ثم اكملت بإبتسامة اكثر بلاهة بعد ادراكها لاحتمالية انه هو نفسه صاحب الشركة …. بتهزر مش كده ؟ اكيد بتهزر

طائف : اهزر ؟ ومعاكي ؟ مظنش خالص

آيات بحدة : ماهو يا اما بتهزر يا إما انا بحلم ….. بحلم ايه ده كابووووس …. مستحيل اسمح انك تكون رئيسي … انت انت …

لم تجد كلام يصف ما تشعر به فصمتت بوجه محتقن فى حين اتجه هو ليجلس بهدوء خلف مكتبه

طائف بتهديد: مممم كابوس ؟ اظن ان اللى هيحصلك بعد كلمتك دي هو اللى كابوس خصوصاً لمستقبلك المهني

رمشت بعيناها لحظات قبل ان تعي ما يعنيه بكلامه

آيات : لا

طائف : لا ؟

آيات بإبتسامة صفراء : اقصد لا .. اكيد يعني حضرتك مش هتعمل عقلك بعقلي … مش كده ؟

طائف بإبتسامة مستفزة : ومين عارف … انت مش كنتي شايفة انى مستحيل ابقى رئيسك ما يمكن ده لاني عقلي اصغر من عقلك فعلاً

آيات بنفاذ صبر : قولى عايز مني ايه ….و لو … لو عايزنى اقدم استقالتي فأنا معنديش مانع ثوانى وهتكون على مكتبك

ارجع ظهره للخلف ليستند على ظهر معقده بأريحية ليهتف

طائف : وانتى فاكرة بقى ان بعد كل الاهانات دي انا هكتفى انك تقدمي استقالتك …. تؤتؤتؤ اللى انتي عملتيه ده هيتكتب فى ملفك وحضرتك هتاخدي رفد ….. وابقى قابليني لو فيه شركة قبلت بيكي بعد كده

آيات بخوف ورجاء : حضرتك انا بحب شغلى جداً وصدقنى بأديه على اكمل وجه وممكن تسأل كل اللى فى الشركة .. اما اللى حصل بينا ده فكان سوء تفاهم مش اكتر … يعنى اكيد مقصدش انى اهين حضرتك بأي كلمة

صمت … صمت …. صمت

طائف بعد فترة : اسبوع

آيات بتوجس : افندم ؟

طائف بترفع واستفزاز : اسبوع هختبرك فيه عجبتيني …كان بها … هتستمرى فى الشغل معجبتنيش يبقى بالسلامة واعرفي اني عملت ده لاني مديون ليكي بحياتى …. اعتبريه رد لجميلك معايا لاني مبحبش ابقى مديون لحد

آيات لنفسها : تختبرني ؟؟؟؟ بقى اكتر واحدة عارفة شغلها فى الشركة واللى انقذتها قبل كده بدل المرة عشرة هتختبرها …. منك لله يا بعيد …. ثم ايه عجبتيني دي .. اعجبك بتاع ايه … اسمها عجبني شغلك …… وبعدين رد جميل ايه ده شغلى اصلاً يعنى مش بتمن عليا بيه … ااااااه لو يسيبوني عليه كنت عرفته ازاى يتكلم مع الناس

طائف بحدة : وهتعرفيني ازاى بقى اتكلم معاهم ؟؟

انتفض جسدها اثر حدته لتناظره فى دهشة …. كيف علم بما تفكر ؟

طائف وقد فهم استفسارها : ولتاني مرة حاسبى على كلامك وبما انك مش بتعرفى تسيطرى على لسانك فحاولى تسيطرى على افكارك

ناظرته بدهشة ليجيبها بتأفف

طائف : حضرتك فكرتي بصوت عالي …. ودلوقتى ….. يلاااا على مكتبك …. ثم هتف فى حدة …… اتفضلى

ليختفي طيفها سريعاً من امامه بخطوات خرقاء و تغلق الباب خلفها فتسمح له ليغرق بضحكاته المجلجلة والتى لم تخرج منذ دهر هاتفاً

طائف بضحك : مجنونة …. بس هنستمتع سوا …. وعد مني اننا هنستمتع يا ….

يا قطتي

……………..

5. عرض

يخربيت جمالك يا أخي .. هو فيه كده .. قال وانا اللى كنت بعاكس مستر معتز … اجي اشوف الاخ اللي قاعد جوة ده ….. بت يا آيات قوليلي انتي بتتعاملي مع الكائن ده ازاي ؟؟؟

هتفت سهام بتلك الكلمات عقب خروجها من مكتب رئيس مجلس ادارة الشركة
لتنظر لها آيات بإمتعاض مستنكرة مبالغتها في اعجابها ذاك

آيات بإستنكار : انا مش فاهمة مُغرمين اوي بسي طائف ده ليه … ما هو عادي يعني زيه زي اي راجل

سهام بدهشة : “زيه زي اي راجل” يا شيخة اتقي الله ده يجي بقالنا شهر شغالين معاه وبرضو متعودتش على وسامته و بريستيجه ….. ثم تنهدت بهدوء لتردف ….. يا بختها اللى هيبقى من نصيبها

آيات بغيظ : مجربتيش بروده و استفزازه … و انتى هتجربيه ازاى وهو بيخزنهم كلهم ليا انا

سهام : يا اختى لو الاستفزاز من النوع ده فيا أهلا بيه .. يلا اسيبك بقى و أطير اروح اشوف الشغل اللي ورايا …. سلام

آيات بهدوء : سلام

اعتدلت فى جلستها عقب خروج صديقتها لتشرد للحظات فى احداث الفترة السابقة ….. شهر مضى على بداية عمله بالشركة …. شهر أستمرت فيه سلسة من الاستفزازات و الانتقادات …. صبرت و صبرت و صبرت … حتى انها لا تصدق كونها تمكنت من التحكم بما تتفوه به امام استفزازاته تلك لكن الى متى !!!!
قاطع شرودها ذاك و كالعادة رنين الهاتف يستدعي اياها الى مكتبه …لتفعل ما تعودت عليه بالفترة الاخيرة قبل الدخول الى مكتبه … هيأت نفسها لأي تعليق قد يصدر منه … و برغم استعدادها كل مرة الا انه يأتي بما لم تتوقعه على الاطلاق

دلفت الى الداخل لتراه يجلس خلف مكتبه .. تقدمت لتقف امامه و هتفت برسمية

آيات بهدوء : حضرتك طلبتني

نهض من مقعده فور حديثها ليدور حول المكتب يطلب منها الجلوس فأمتثلت لطلبه ليجلس هو الاخر على المقعد المقابل لها مضت ثواني من الصمت قطعها هو بنبرة جدية

طائف : زي ما أنتي شايفة عدى شهر على شغلنا مع بعض …. و اسبوع على عرضي ليكي …… و أظن ان دي هي المدة اللى طلبتيها عشان تفكري فى العرض بتاعي

نظرت له فى دهشة …. أيمزح ام ماذا ؟ عن اي عرض يتحدث هذا ؟

آيات : سبق و رديت على حضرتك بخصوص عرضك ده وقلت رأيي فيه

اعتدل بمكانه ليعود بجلسته الى الخلف يضع قدماً فوق الاخرى… يلتقط سيجاراً فيشعله فى هدوء …. و يُخرج الدخان من فمه بلا اهتمام ليردف بهدوء مميت

طائف بثقة : وانا مقبلتهوش واديتك وقت تفكري كويس

آيات برسمية : رغم انه مفيش داعي للتفكير مرتين فى العرض ده و مع ذلك انا برفضه للمرة التانية

طائف بغرور : رفضك مش مقبول

كفى …. الى هنا و كفى …. لن تتحمل غروره و عجرفته بعد الآن … ستخرج ما بداخلها و ليذهب كل شيء الى الجحيم

انتصبت فى جلستها لتردف بثبات

آيات : حضرتك عرضت عليا عرض و المفروض ان قدامي خيارين يا أما أقبل يا أما ارفض

طائف ببرود : مش صحيح …. انا فعلاً عرضت عليكي عرض بس عرضي ده ملهوش اختيارين … هو اختيار واحد بس …… و الرفض عندي مش مقبول

هبت واقفة تنظر له بدهشة لتهتف بغضب

آيات : ده يبقى اسمه أمر …… لكن اللى حضرتك مش اخد بالك منه ان وظيفتي ان انفذ خدمات الشركة مش رغباتك الشخصية

واخيراً شعرت به يستجيب لجدية الموقف فتراه يقف مواجهاً لها يكمل بهدوء

طائف بسخرية : وانا مظنش اني طلبت انك تنامي معايا

الى هنا و كفى …. حتماً ستنفجر بأية لحظة …. وجهها احمر دامي … حركات جسدها اصبحت لا ارادية ….. اندفعت نحوه و دون وعي ارتفعت يدها لتهبط على احدى وجنتيه بصفعة سمعت صدي صوتها بأرجاء الغرفة لكن لم تكتفى بذلك ليعقبها صراخها بوجهه

آيات بصراخ : وقح اناني قذر سافل قليل الادب ….. انت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايا بالطريقة دي …. ايه عشان رئيسي يعنى…… خلاص خلصنا … حضرتك مبقتش رئيسي ولا ليك كلمة عليا .. اذا كان على الشغل فأنا مستقيلة ….. عن إذنك

ثم تحركت من فورها نحو الباب تعتزم الخروج من الغرفة بل من الشركة بأكلمها وبداخلها اقسمت ان لا تخطو قدميها داخلها مرة اخرى

لما لا يفتح الباب هل اغلقه هذا الهمجي دون وعي منها لكن لا … هي لا تتذكر شيء كهذا …. لحظات حتى ادركت حقيقة الوضع و هو انه خلفها يغلق الباب بيده يمنعها من الخروج فى حين هى تقف بين ذراعيه وجهها للباب وظهرها له

التفت بحدة لترى وجهه والذي لم تجرؤ على النظر اليه وتفحصه بعد صفعتها تلك لتشهق فور التفاتها ورؤية احتقان عينيه و احمرار وجنته اثر صفعتها المدوية …. يستحق ذلك…… هتفت بها بداخلها قبل ان تهتف

آيات بحدة: انت فاكر نفسك بتعمل ايه ….. هتمنعني مثلاً من الخروج …… وريني هتقدر ازاى!!

لم تجد رد من ناحيته سوى ازدياد صوت تنفسه السريع و هبوط وارتفاع صدره اثر انفعاله

لينتفض جسدها فور نطقه كلمات جمدتها بوقفتها

طائف بشراسة : هتدخلي و تقعدي وتسمعي كلامي لغاية ما ينتهي و الا قسماً بالله يا آيات لهيكون ليا تصرف تاني معاكي مش هيعحبك … و القلم ده هيتردلك مكانه عشرة ….. فاهمة ؟؟؟؟

نطق آخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعي وتومأ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة

طائف : اسمعك بتقوليها …. فاهمة ؟؟؟؟ ….. انطقي

آيات برعب : فاهمة فاهمة

…………… : لو سمحتى كنت بدور على بيت الانسة آيات ….. عرفت انه فى المنطقة دي

نظرت آيات بتمعن لهذا السائل والذي يبدو كشاب بأواخر العشرينات او ربما اكبر بعدة سنوات …… تُرى لماذا يسأل عن آيات و من يكون ؟؟؟

رقيات : و تبقى مين حضرتك ؟؟؟؟

…………. : انا ابقى قريبها من بعيد

رقيات : بس اللى اعرفه ان آيات مقطوعة من شجرة و ملهاش قرايب انت بقى تبقى مين ؟؟؟

ارتبك الشاب لثواني قبل ان يكمل بجدية وثبات

………….. : آسر … اسمي آسر …. الحقيقة انا مش قريبها بس تقدري تقولى اني زي اخوها بالظبط و كنت مسافر بقالي فترة كبيرة فعشان كده معرفش هى ساكنة فين او عايشة ازاى ….. ممكن بقى تساعديني لانك واضح انك تعرفيها فعلاً

قامت رقيات بتخمين ان كان حقاً يعرف آيات و كونه كأخ لها ام لا …. فهى فتاة وحيدة يتيمة و كُثُر من يستغلون فتاة مثلها لصالح اغراضهم اياً كانت

رقيات : مقدرش اقولك هى ساكنة فين او اي حاجة عنها لغاية اما أسألها هي شخصياً متآخذنيش يا بيه بس دي الاصول و آيات دي فى مقام بنتي بالظبط

آسر بإبتسامة ودودة : ولا يهمك يا هانم انتي كده طمنتيني عليها كونها فى حمايتك ورعايتك …… مفيش اي مانع اني اقابلها فى وجودك عشان نمحي اي قلق وتتأكدي انها زي اختي ….. لو تتفضلي حضرتك تبلغيها بوجودي

رقيات بإعجاب : والله يا ابني هى حالياً فى شغلها و بتخلص متأخر شوية

آسر بإبتسامة : كمان بتشتغل والله و كبرتي يا يويو ….. طب حضرتك متعرفيش شغلها ده فين على الاقل اطمن انا كمان

رقيات : اه هي كانت قالتلى انها شغالة فى شركة استيراد وتصدير باين …. اسمها …. اسمها ……… والله يابنى ما فاكرة

اومأ لها بإبتسامة واتجه منصرفاً بعد ان أكد عليها ضرورة ابلاغ آيات بحضوره وترك لها رقم هاتفه لتعاود آيات الاتصال به

طائف بهدوء مريب : هاااا هديتي شوية ولا لسة ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة و اومأت بخوف لتسمعه يعاود الصراخ مرة اخرى

طائف بحدة : قولت ايه ….. مش قولت بلاش شغل الصم و البكم ده و تردي عليا

آيات مصطنعة بعض القوة : انت بتزعق ليه ….. يعنى انت اللى غلطان وبتزعق …. ده بدل ما تعتذر

هب من مقعده يقف بحدة ويتجه نحوها بخطوات سريعة قبل ان ينحني عليها فى مقعدها ويصرخ بها

طائف : أ ايه ؟ أعتذر ……. حضرتك منتظرة مني اعتذار …. مش كفاية القلم ده ولا تحبي اردهولك عشان تعرفي تقيمي كويس اذا كان كفاية ولا لا

عادت هى للخنوع مجدداً لترد بخفوت

آيات : ما أنت اللى قلت كلام مينفعش يتقال

اعتدل فى وقفته وابتعد عنها قليلاً ليردف

طائف : احمدي ربك اني فعلاً اتعديت حدودي فى الكلام والا مكنش هيبقى فيه مبرر للي عملتيه و ساعتها كانت هتبقى نهايتك على ايدي

اقشعر جسدها لتهديده ليكمل بعد ان عاود الجلوس لكن امامها تلك المرة

طائف : ممكن اعرف عرضي مش عاجبك فى ايه ؟

رفعت انظارها نحوه تطالعه بدهشة وكأنه اخبرها بثامن عجائب الدنيا السبع

آيات : انت حقيقي بتتناقش معايا فى طلبك ده لا وكمان مش عارف ايه سبب اعتراضي

طائف : الحقيقة انا مش فاهم ايه المشكلة فى انك تجيلي البيت

آيات بحدة : ما تحترم نفسك يا جدع انت …. ايه تجيلي البيت دي

طائف بحدة : آيات … اعدلي لسانك و لاحظي انى عديت ليكي كتير …… انتي عارفة اقصد ايه بكلامي ……. انا قررت ارقيكي وتبقى المساعدة بتاعتي بدل ما انتى مجرد سكرتيرة …. والمساعدة بتاعتى طبيعي شغلها يتضمن انها تيجي البيت و تنظم لي وقتي خارج الشركة

آيات : مش كل المساعدات بتعمل كده ….. مش شرط حكاية البيت دي

طائف بجدية : و الله انا اللى احدد مش حضرتك

آيات ببرود : بسيطة و انا مش موافقة

عم الصمت للحظات قبل ان يردف بهدوء

طائف : على شغلك

آيات : أفندم ؟؟

طائف : اتفضلي اطلعي ….. روحي كملى شغلك

آيات بفرح : يعنى صرفت نظر عن الموضوع ده

طائف بلامبالاة : آيات اطلعى برة …. صدعتيني

آيات بضحك : حاضر حاضر ….. طالعة اهو …. انا مش هنا اصلاً

وخرجت بخطوات راكضة خارج الغرفة ليتبعها هو بضحكات بذل قصارى جهده ليخفيها عنها

طائف : والله لاسعة ( مجنونة ) مش طبيعية …. بس هنشوف يا آيات …. يا أنا يا انتي

……………: يعنى ايه مش لاقينهم …. داخلين في اسبوعين مش عارفين زمايلكم فين …… ده اسمه ايه ده ان شاء الله

احد الرجال : يا باشا اختفوا … انا مسيبتش حتة ( مكان ) الا لما دورت عليهم فيه لكن مفيش فايدة كأن الارض انشقت و بلعتهم

………….. : ايه اتعملهم عمل ( سحر ) ولا ايه … فص ملح ودابو …… بلاش هبل وزود الرجالة اللى بتدور معاكم يعنى ايه اربعة من رجالتي يختفو فجأة كده

احد الرجال: ياباشا فى داهية …. عندنا بدل الواحد ألف وكلهم خدامين جنابك

…………….. : مش انت اللى تقول فى داهية ولا لا رجالتى وهيظهرو والا هتحصّلوهم بس على الاقل هنبقى عارفين انتو فين ……. تحت التراب

احد الرجال برعب : اوامرك مطاعة يا باشا

……………. : لما نشوف اخرتها ايه معاكم

آيات بصراخ : آآآآآسر ………. فين و امتى وازاى ؟

رقيات بصدمة : يا بت ابلعي ريقك ….. يطلع مين سي آسر ده اللى نطيتي اول ما جت سيرته

آيات بحنين : آسر ده عشرة عمر وصديق الطفولة …. مصايبنا دايماً كانت مع بعض …. كل وحد بير اسرار للتاني …… ياااااه فين ايامك يا آسر …. قوليلي يا روقة جه امتى وقال ايه .. سابلك اى معلومات توصلني ليه … عنوان .. رقم تليفون اي حاجة …. ما تتكلمي يا رقيات بقاااااا

رقيات : اتهدي شوية وسيبيلى فرصة ارد …….. اه يا ستي سايبلك رقم تليفون وقالى اخليكي تتصلي بيه اول ما توصلى

آيات بفرح : هاتيه بسرعة

تناولت منها رقم الهاتف وقامت بإتصال تلاه اخر ثم اخر لكن كل مرة يأتيها ان الهاتف مغلق او غير متاح

آيات بإحباط : مغلق ….. شكله قافله …. وبعدين بقى

رقيات : ولا قبلين افضلى وراه لغاية ما يفتحه

آيات بإبتسامة : ان شاء الله

مر اليوم وجاء الصباح بأحداث جديدة استيقظت من نومها على رنين هاتفها لتجد ساعة استيقاظها لم تحل بعد واذ برقم طائف يحتل شاشة هاتفها لتعقد حاجبيها فى قلق و تشرع بالاجابة ليصلها صوته الضعيف

آيات : طائف بيه ؟؟؟؟؟ خير

طائف بتعب و وهن : آيات …. معلش تطلبيلي مازن …… بحاول اكلمه من الصبح مبيردش ولو تعرفي تخلى سهام توصله بأي طريقة

آيات بتعجب : مستر مازن ؟ خير يا افندم فى حاجة

طائف بتعب : مفيش تعبان شوية و مفيش حد في البيت معايا

نهضت جالسة بإنتباه فور سماعها لحديثه لتهتف فى قلق

آيات : تعبان ؟؟ خير ان شاء الله …. ثوانى و هكلم مستر مازن … سلام دلوقتى يا فندم

اغلقت معه لتعاود الاتصال بمازن لتجد هاتفه غير متاح لتقوم بالاتصال بسهام فتجدها هي الاخرى كذلك

آيات بتذمر : ايه حكايتكو كل ما اكلم حد يديني غير متاح يوووووه اعمل ايه دلوقتى

اعادت الاتصال بطائف لتجد صوته اسوء من ما كان من قبل لتقرر فوراً ما ستفعله وبدون تردد

آيات : طائف بيه مستر مازن مش بيرد غالباً قافل تليفونه و سهام نفس الوضع حضرتك خليك مكانك دقايق وهكون عندك ممكن بس تبعتلي العنوان

طائف بتعب : اكيد

ثم سارع بإغلاق الهاتف لتنظر هى الى هاتفها بدهشة قبل ان تتجاهل هذا وتنهض بإتجاه الخزانة لتشرع بتبديل ملابسها

فى حين على الطرف الاخر نجده يجاهد نفسه حتى يتوقف عن موجة الضحك التي دخل فيها فور اغلاقه الهاتف ليهتف وسط ضحكاته

طائف : والله و هتجيلي لغاية عندي يا قطة ….. هتنوري قصر العمري بطلتك البهية ………… سبق وقولتهالك يا أنا يا أنتِ وبما اني مبحبش الخسارة فللأسف انتي الخسرانة يا …. يا قطتى

…………………
6. ابن العمري

جف حلقها و اتسعت حدقتاها ذهولاً لما تراه عيناها فور وصولها للعنوان المنشود …… ڤيلا كبيرة … بل قصر …. حتى ان وصفه بالقصر قليل عليه …….. عانت بشدة لتقنع سائق الأجرة انها هى بمظهرها المزري ذاك قاصدة قصر العمري بالعنوان الذي اعطته اياه والذي لم يكن بحاجة اليه لمعرفة الطريق … و ها هي الآن تقف مشدوهة بفخامة ما تراه

آيات بدهشة : ده ولا قصر رئيس الجمهورية نفسها …… يخربيته جاب ده كله منين ……يخربيته ده ايه بقى بالذمة البيت ده ممكن يتخرب …. طب والله حرام يتقال عليه بيت …… ده انا شقتي كلها متجيش اوضة من القصر ده …… جرى ايه يا آيات انتي هتحسديه ولا ايه قولي ما شاء الله ……… بس هما الناس دول بيتحسدو زى بقية البني آدمين …… أشك

انتهت من همسها هذا لتتقدم عدة خطوات فتصل للبوابة الرئيسية للقصر فتجدها مغلقة ….. همت ان تهاتفه لكنها وجدت رجل يبدو فى العقد الخامس من عمره يُقبل عليها من احدى جوانب البوابة ويشرع سريعاً فى فتحها مرحباً بها

…………….. : اهلاً يا هانم نورتي الباشا فى انتظارك جوة

عقدت ما بين حاجبيها بحيرة … ألم يذكر كونه وحيداً بالمنزل ام ماذا ؟!!!!

تجاهلت ملاحظتها تلك لتكمل سيرها للداخل حتى وصلت لبوابة ضخمة اخرى خمنت انها مدخلها لعالمه وققت امامها وقبل ان تهم بطرق الباب وجدته يُفتح لتقابلها وجه شابة سرعان ما رحبت بها هى الاخرى وكأنها كانت فى انتظارها

……………. : اهلاً يا هانم نورتي ال………..

اكملت آيات بتهكم : الباشا فى انتظارك جوة

ابتسمت الفتاة برسمية قبل ان تومئ و تكمل

…………. : فعلاً الباشا جوة مستني حضرتك

آيات بتهكم : جوة فين ؟ …… و طالما انتو موجودين يبقى ليه مطلبتوش له دكتور

نظرت لها الفتاة فى حيرة قبل ان تعود اليها الجدية فتكمل

………… : الباشا فى انتظارك فى غرفة الطعام اتفضلي معايا

ثم تحركت سريعاً من امامها لتجبرها على السير خلفها متمتمة

آيات بتأفف : أتفضل و مالو …. لما نشوف اخرتها

اتبعت خطى تلك الفتاة لتمر على عدة غرف منها المغلقة و منها المفتوح فتنبهر بكل ما تراه وقد غفلت تماماً عن سبب قدومها الى هذا المكان ……. استيقظت من شرودها ذاك على صوت الفتاة تحدث شخصاً ما ألتفتت سريعاً لترى هذا الشخص فما كان هو سوى ….. طائف

تلبستها الدهشة و الذهول ………. تراه يجلس بأريحية تامة على رأس مائدة طويلة سبق ورأتها فقط فى المسلسلات التليفزيونية والتى ظنتها غير واقعية بالمرة وما هى الا مبالغة فى وصف الترف و الثراء ………. كان يناظرها بإبتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه ……. حاله افضل من اي يوم سبق و رأته فيه ……. هل هؤلاء الاشخاص يصبحون بوجه اكثر اشراقاً عند مرضهم ؟……… أيصبحون اكثر وسامة وجاذبية عند اصابتهم بالسوء ؟……. ربما !

سمعت صوته يصرف الفتاة والتى خمنت وقتها بكونها خادمة بقصره استيقظت من سباتها ذاك لتهتف بتلقائية

آيات : ألف سلامة على حضرتك

فور انتهائها من التلفظ بجملتها تلك حتى انتابته هستيريا من الضحك المبالغ فيه لتراه بصورة جديدة اخرى لم تراه عليه من قبل ……. لكن بداخل قصره ذاك والذي تراه كفجوة زمنية نقلتها للعالم الاخر ربما …… فكل شئ وارد ولا مجال للتعجب

تماسك بصعوبة من نوبة الضحك تلك ليتحدث وسط انفاسه المتقطعة

طائف : مش معقول يا آيات كنت فاكرك اذكى من كده ….. معقول صدقتي!!!!!

آيات بتوجس : صدقت ايه يا افندم مش حضرتك تعبان برضو زي ما قولتلي ؟

اعتدل فى جلسته اكثر ليكون شبه ممدد بتكاسل فيجيب

طائف : تعبان؟؟؟؟ مين قال كده بس ….. ده انا فى افضل حالاتي النهاردة……. ده حتى كفاية انى اصطبح على وش زي القمر كده

آيات بحيرة : طب ليه حضرتك كلمتني و قولت انك تعبان … ده حتى حضرتك معترضتش لما قولت انى جاي………….

قطعت حديثها لتستوعب خطته الحقيرة للاتيان بها الى منزله وبرغبتها هى دون ارغام

آيات بهجوم : كنت قاصد كل ده عشان تنفذ كلامك وتخليني اجي برجلي لغاية عندك…… كل دي كانت خطتك مش كده؟

طائف ببراءة : الغاية تبرر الوسيلة …… فى الحرب كل الطرق مشروعة

آيات بغضب : حضرتك استغليت حسن نيتي اسوء استغلال

طائف بتملل : بلاش شعارات وكلام فارغ اديكي جيتي بيتي و مكلتش منك حتة بل بالعكس ناوي اعزمك على الفطار كمان … اكيد مأكلتيش حاجة قبل ما تيجي …. ها تحبي تطلبي ايه بقى؟

آيات بدهشة : انت …. انت ازاي كده ؟ فاكر نفسك مين عشان تمشي كل حاجة على مزاجك ؟ ايه مفيش فى الكون غيرك !!!! ……. انا خلاص اكتفيت منك واستقالتي هتكون على مكتبك النهاردة

التفتت لتغادر فوجدت من يمسك بمعصمها بقوة أٌنت بسببها و خرجت منها آهة ألم تجاهلها هو وزاد من شدته ليهتف بنبرة ارعبتها

طائف : مش طائف العمري اللى يتقاله لأ على حاجة فاهمة ؟ ….. دلوقتى هتقعدي زي الشاطرة وهتفطري وبعدها هتقوليلي بالذوق ايه جدولي النهاردة وبعدها هنتحرك سوا للشركة و كل ده هيتعمل و على وشك ابتسامة من الودن للودن …. فاهمة يا قطة

آيات بشراسة : لأ ……… محدش بيقولك لأ … اديني قولتهالك اهو ……لأ …… خلاص شطبنا …….. معدش ليك عندي حاجة …… شغل بينا مش هيحصل…… يا سيدي واحدة وطهقت خلاص مش طيقاك سيبني فى حالي بقى وشوفلك سكرتيرة غيري ….. وخد بالك لو كنت قطة فالقطط بتخربش برضو فأحذر من خربشتى يا باشا

لم يصلها رد من ناحيته لترفع نظراتها نحوه فتجده ينظر لها بإبتسامة واسعة … يتأملها بهدوء ….. تباً ألا يهتم لما قالته ؟ ….. ما باله هذا الأبله هل هو معدوم المشاعر و الاحساس ؟

رقت يداه المتشبثة بمعصمها حتى تركها تماماً لتمسك هى به تمسده بتألم فى حين اعتدل هو فى وقفته واضعاً يداه فى جيوب بنطاله ليهمس بهدوء وتلك الابتسامة التى صارت تمقتها ما زالت مرسومة على شفتيه

طائف : أنا بقول اومليت وتوست و مربى فطار مناسب جداً ولا أيه رأيك؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لا تصدق ما سمعته أيأخذ رأيها بالافطار ؟ …… هل جن هذا الرجل ؟

آيات بإبتسامة متهكمة : أنت مريض ؟ مجنون ؟

ليتحرك هو ببطئ ساحباً اياها معه يجلسها بجواره على رأس الطاولة ويشرع فعلاً فى طلب الطعام و الذي سرعان ما رُص على الطاولة امامهم فى حين امتعنت هى عن تناول اي شيء ليهمس اثناء تناوله الطعام بهدوء مميت

طائف : آيات ….. كلي يا آيات كلي احسن ليكي يا ماما …. مفيش استقالة ولا غيره… واضح انك ناسية الشرط الجزائي اللى مضيتي عليه فى العقد … ده غير انى مش هقبل استقالات اصلاً … مش فاضي انا ادور على واحدة جديدة و افهمها الشغل …. صدقيني مش فى مصلحتك نهائي انك تعصي اى امر ليا و تخديني عدو ليكي … ف كلي يا آيات على الاقل استفادي من شغلك ده بوجبة افطار معتمدة

نظرت له بإستعطاف لتهمس بإستسلام

آيات : انت عايز مني ايه ؟ ليه بتعمل كده ؟

طائف بشرود : لسة محددتش ….. كل الموضوع انى عاجبني وجودك …. داخل دماغي ….. يمكن بعد كده اعرف هعمل معاكي ايه ….. ثم اكمل بسخرية …..
و منكرش انك مسلية جداً خصوصاً وقت غضبك وتهورك فى الكلام

جزت على اسنانها بغيظ و غضب تقسم بداخلها ان تريه ايام بسواد شعر رأسه لذا فلينتظر مصيره

فى الشركة

مازن : بقى يا مفتري تتصل بيا ستة الصبح عشان تقولى اقفل موبايلك وخلى سهام تقفله هى كمان …. يا عديم الدم و الاحساس …… وبعدين ده طلب ده ….. مش فاهم انا انت بتفكر ازاى

طائف بملل : بطل هيصة بقى مكنتش مكالمة دي …. وبعدين انت مالك انا اعمل اللى انا عايزه

مازن بغيظ : يخربيت برودك يا شيخ و بعدين تعالى هنا قولى عملت ايه لآيات … البت قاعدة برة على اخرها

طائف بغيظ : و انت مالك ومالها يا اخي وبعدين ايه آيات دي انت هتصاحبها …. اسمها آنسة آيات

مازن بضحك : وانت مالك بقى … كانت اشتكت لك … اذا كان هى نفسها معترضتش

طائف بغيظ : مااااااازن حل عن دماغي الفترة دي و قولى عملت ايه فى اللي طلبته منك

مازن بجدية : تم يا صاحبي و الرجالة وضبوهم على الاخر ناقص بس اوامرك عشان ننهي الموضوع

طائف بشر : كويس اوي كده ……. خلصوا عليهم وابعتوهم لصاحبهم مع رسالة شكر و تقدير …. و انجز يا مازن خلينا نخلص من غير شوشرة

مازن بجدية : اوامرك يا بوص

آيات بمرح : مش مصدقة انك فعلاً هنا يا أُوس بجد وحشتني جداً …… ست سنين يا مفتري ولا حد يعرفلك طريق

ضحك آسر الممتثل امامها بحنين ليهتف بحب

آسر : تصدقى بقالى كتير محدش نداني بأُس دي و الله ليكي وحشة يا يويو ….. حقك تقولى اللى انتي عايزاه وتزعلي مني كمان بس و الله شغل و شغل مهم اوي مكنش ينفع اسيبه آسف بجد يا يويو

آيات بضحك : خلاص يا سيدي تقبلتو

آسر : ” تقبلتو ” انتي يا بت لسانك اتعوج كده ليه

آيات : الله براحتي بقى وبعدين دي قدرات اشعرفك انت

آسر بضحك : قدرات ؟ يا اختي اتنيلى …….. صمت ينظر حوله بتمعن يتفحص شقتها بإهتمام …….. انتي بجد عايشة هنا لوحدك؟

آيات : اه … ماانت عارف اللى فيها … بعد موت بابا و ماما مبقاش ليا حد …. و لولا ان الشركة وفرت ليا سكن مكنتش عارفة هعمل ايه

آسر بندم : انا السبب …. ازاى اغيب عنك كل ده و مسألش ….. حقك عليا يا آيات بس اوعدك كل ده هيتغير و من بكرة هتيجي تعيشي معايا

آيات بضحك : اعيش مع مين يا عم انت …. و بصفتك ايه ان شاء الله ……. انا واحدة ست و مليش غير سُمعتي

قالت جملتها الاخيرة بدرامية ادخلته بنوبة ضحك شاركته فيها عدة دقائق قبل ان تهتف

آيات بجدية : آسر انا عارفة انك عايز تطمن وتريحني بس دلوقتى احنا مبقيناش صغيرين … مينفعش اعيش معاك .. و أديك شايف انى مستقرة اهو الحمد لله فى شغلى و فى شقتى يعنى مفيش داعي للقلق … ده غير انك دلوقتى موجود وساعة ما هتحاجك هطلبك على طول … و لا ايه؟

تطلع نحوها بتردد قبل ان يومأ بغير رضا

آسر : ماشي يا آيات بس هاخد منك وعد انه لو حصل اي شيء معاكي او اي مشكلة هكون انا اول واحد تفكري فيه … اتفقنا؟

آيات بمرح : بيس يا مان

آسر بدهشة : ” بيس يا مان ” انا لله و انا اليه راجعون ……. انتي خلاص اتبرمجتي على لغة العصر …….. ربنا يهيدكي يا بنتي

آيات بضحك و سخرية : يارب يا جدوووووووو

آيات برسمية : و بعد كده عندك عشاء عمل مع عملا من شركة الناصري …. كده خلصت الجدول اليومي …… حاجة تانية يا فندم ؟

انهت آيات سرد الجدول اليومي على مسامع طائف اثناء تناوله الطعام و الذي رفضت مشاركته به متحججة بتناولها الافطار بمنزلها صباحاً قبل قدومها اليه

فور انتهائها من حديثها رفعت انظارها نحوه لتجده يطالعها بتفحص …. قبل ان يهتف

طائف : مش شايفة ان الجيب دي ضيقة و قصيرة شوية

رمشت عدة لحظات تحاول استيعاب ما تفوه به …. أيعلق الآن على ملابسها ؟؟؟؟؟ أحقا يفعل؟ ……… بغيض …. هتفت بها بداخلها لكنها اقسمت انها لن تُفرحه بغضبها او تهورها فى الحديث فكما قال من قبل انها تسليته …… فأجابت بجدية

آيات بإبتسامة جاهدت فى رسمها : حضرتك ده لبسي الرسمي اللى بحضر بيه كل يوم

امعن فى نظراته نحوها مرة اخرى و كأنه يتأكد من صحة حديثها ليردف محركاً شوكة طعامه بيده يميناً و يساراً معترضاً

طائف : لالا مش صحيح الجيب النهاردة ضيق فعلاً و الا بقى تبقى زدتي فى الوزن

آيات بتهور : أفندم ؟ مين دي اللى زادت فى الوزن ان شاء الله انت عارف اصلاً انا وزني كام ثم بأي حق بتتكلم وتعلق على لبسي المفروض يا استاذ ان ده شيء ميخصكش و…………

قاطع كلامها نظرته الساخرة وابتسامته المقيتة لتدرك فوراً استدراجه لها بتلك الطريقة ونجاحه فى ذلك لتشتم نفسها بداخلها فتسمعه يهتف

طائف : و اخيراً رجعتي ….. حمد الله على السلامة …. كانت غيبة طويلة

آيات بغيظ : أفندم؟

طائف : لا مفيش …. بس الفترة اللى فاتت كنتي مملة بشكل لا يُطاق ده انا حتى فكرت انى اقبل استقالتك و اعفيكي من الشرط الجزائي كمان

آيات بقهر و بؤس : و طبعاً بإنفجاري دلوقتى ضاعت الفرصة دي مش كده؟

اومأ هو و ابتسامته تزداد اتساعاً قبل ان يتحرك ببطيء ليتناول معطفه مشيراً له ان تتقدمه للذهاب للشركة فى حين اردف هو

طائف : بس ده ميمنعش انى عند رأيي وان الجيب فعلا ضيقة …….. متتلبسش تاني فاهمة؟؟؟؟؟؟؟؟

ثم تقدمها تلك المرة ليتركها تنظر فى اثره بصدمة لتهتف بحقد بعدها

آيات : هتتلبس تاني وتالت ورابع و وريني هتعمل ايه يا

يا أبن العمري

……………

يتبع ………….
بقلم الكاتبة: اسماء الاباصيري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى