ترفيهمسلسل على ذمة عاشق

مسلسل على ذمة عاشق للكاتبة ياسمينا ج2 الحلقة 17و18و19و20

الحلقة السابعة عشر


فى مكان مهجور للغاية على نحيب فرحة المرتعش و سقطت بين يدى كبوسها المرعب وحيدة دون اى مدافع او اى شخص فقط هى وهو
هدر عزام وهو يقترب منها بصوت بارد مخيف :
– بطلى عويل يا بت عمى هخلص عليكى بسرعة ما تجلجيش ازاح الكمامه من اعلى فمها
لتصرخ بصوت عال لعل يستمع لها انسن او جان
ولكنه علا بضحكاته الشريرة التى احبطت صوتها واسكتتها توقف عند توقفها وبنبرة مخيفة استرسل :
– صرخى ما حدش هيسمعك صرخى …صراخك دا يابت عمى هوا اللى هيشفى غليلى
منك جبل (قبل) ما اموتك مش انتى اللى جولتى الموت اهون عليا من انى اتجوزك
خلاصي يبجى على يدى بس انى محتار اسيبك اهنه فى الخلاء للديابة تاكل جتتك (جسدك)
امسك ذراعها بقسوة وصاح بعنف :
– لكن كيف والديابة ما تكالش النجاسة
دفعها بقسوة الى الارض لتسقط على التراب تلهث من فرط الرعب
امسك ما يسمى بالكوريك ليحفر فى الارض بكل غل وهو يهدر من بين اسنانه
مع كل حفر :
– هدفنك …..واخلص ….من عارك
علا نحيبها وهى تتابع حركاته المتتاليه برعب
هتفت بصوت مبحوح :
– امي … امي
ابتسم ابتسامه ساخرة تبعها بالقول :
– ما تجلجيش الكل عارف ان بتها الفاجرة هربت تانى
كلفتينى كتير عشان اجيبك لحد اهنه استنيت وصنية اللبن داخلكم وحطيتلكم منوم امك شربت وراحت فى سابع نومه وانتى ما خابرش ليه ما شربتيش يلا حلال فيكى
الضربة اللى اختيها تصدجى انا كان بودى اجطعك جطيع قبل ما ادفنك اهنه بس جولت ان دفنك صاحية ،هيريحنى اكتر اشوفك وانتى بتتخنجى من التراب زى ما خنجتى جلبى جنبك وانتى عمالة تتجلعى (تدلعى )وتجولى دا لع
انهى كلماته وقد حفر حفرة كبيرة تسع جسدها اقترب منها بينما هى تسارعت انفاسها
وصرخت من جديد وحاولت التحرك ولكن مازالت مقيدة زحفت للوراء
فتقدم هو بخطوات بطيئة واثقة نحوها مال بجذعه وامسك قيد يدها
وجرها منه نحو الحفرة ازدادت هلعا وصراخا ولكنه لم يتراجع دفعها نحو الحفرة بلا رحمه فسقطت فى اعماقها شهقت برعب وهى ترى نفسها داخل حفرة سحيقة لم تنادى باسم زين
تلك المرة لشعورها بالخذلان من جانبه انتحبت بشكل هستيرى وهى ترى ذلك البارد ذو القلب الميت يهيل عليها التراب استسلمت للامر ولكن الروح غالية
حاولت النهوض ولكن لا فائدة فيدها وقدمها المقيدتين تعيقان حركتها
هدر عزام بغل مبالغ فيه :
– هدفنك بالحيا زى ما دفنتى عرضى وشرفى وهربتى وياه
وجاية جدام الكل تحضنى فية وتجوليلة الحجنى (تقوليله الحقنى )
طيب يا بت عمى خاليه يلحجك ,,,,,
*******************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,
كان الجو هادى للغاية فقد دخلت رودى الى غرفتها لترتاح
وكذلك فريال وعاصم
فى غرفة اياد وحنين
تمدد اياد الى جوار حنين الغافية كالاطفال
واسند يده الى راسة وهو يتامل وجهها الملائكى بشغف لا حدود له
لا يذكر كيف عشقها الى هذة الدرجة او متى غرق فى سحرها الذى لا يقاوم
لم يدرك كم من الوقت مضى وهو يجلس تلك الجلسة تأبى عينيه النوم او حتى التزحزح من جوارها اخيرا عادت الى احضانه وان كانت ليست كما رحلت يكفى انها الى جواره
وسيعالجها بطريقته لاحظ تقلص عضلات وجهها الحزينه وتساقط دموعها برغم من نومها
تحركت عينيه بتوتر واستعد لايقاظها ولكنها كانت اسرع بانتفاضتها من اعلى الفراش بفزع وصراخ عالي
اعتدل هو ايضا واحتضن ظهرها ومال براسة الى كتفها واخذ يهمس بقلق :
– مالك ياحنين فى ايه ؟
لم تتوقف وازاحته بتعصب وقفزت من على الفراش ووضعت يدها على اذنيها وكانها تخشى شيئا :
– ما تلمسنيش ابعد عنى…انا متجوزه .ابويا هيموت اياد لا اياد لا
تيقن اياد من انها فى كابوس مفزع نما بداخلة بسبب والدها ونيته ,
نهض باتجاهها واحتضنها مجددا وهتف بغضب ملجم :
– اهدى حببتى انتى فى حضنى انا هحميكى من الدنيا بحالها
ماتخافيش وانتى معايا توقفت عن مقاومته اثر شعورها بالامان الذى تالفه وهدأت تماما بين يدة
مال بجذعه وحملها بين يدة وتشبثت هى بعنقه كطفله صغيرة
القى نظرة على عينيها الغافيه وابتسم ابتسامه حزينه اثر ما وصلت اليه بسبب والدها وتوعد فى نفسة على الاطاحة به ولو كان اخر عمل يعملة فى حياته
****************************************************************
فى منزل البدرى ,,,
دخل عبد المجيد منزله الذى يتهرب منه ومن عويل امرأته وصراخات طفلته
سارعت اليه سناء مجددا وعندما رائها تتقدم نحوه بتلك السرعه
زمجر هو بضيق وتعنف :
– ما عايحصلش اللى فى دماغك راسى هطج منيكم ما تخلنيش
ارميكى انتى وبتك برة
لم يمنعها صرخه وهتفت تسترجيه ببكاء مرير :
– خلاص يا عب مجيد ما عتحايلش عليك انك تخلص بتى من عذابها وتوافج(توافق ) تعملها العمليه هترجاك بس تجوزها
فرغ فاه واستنكر كلمتها وكررها بدهشه :
– اجوزها ؟؟
هتفت هى من جديد بتوسل :
– ايوة حد يتجوزها وبعديها تعمل العمليه
هدر بعنف وهو يقضب حاجبيه :
– ع تجوالى اية ياوليه انتى كنك اتجنيتى …
صاحت ببكاء :
– ما فيش حل غير اكدة تتجوز وتعمل العمليه وتفضل بتك بت بنوت وانى ابجا ضمنتها حية وخففت عنها عذابها البت بتموت يا عب مجيد وما عتبطلش منازعه وانى مش هجف اتفرج عليها
لم يعبأ بكلماتها الحزينه ولا حتى تاثرها بابنتها وكأن الله يسلط على السيئين سيئين اشباههم وهتف معنفا اياه على فكرتها الباليه :
– يا سلام عدور انا المنادى فى البلد ينادى ياولاد الحلال بتى عايزلها عريس والله اتجنيتى يا بت الكلاب
اشارت بكلتا يدها له تسترجيه :
– لع لع لع ,,,,العريس موجود جوزها زهير وخلاص زى ما كت عاوز
لمعت عينيه ببريق غامض وظل صامتا يفكر فى عرضها الراجح , ثم حرك
راسه نافيا :
– مش انتى اللى ما رضتيش من الاول جاية بعد ما راسة اتعلجت ببت امينه
تجولى جوزهالوا ما عيرضاش ريحى روحك
جثت على ركبتها من قلة حيلتها وعلا صوتها وهى تتوسل اليه :
– انى هحب على يدة عشان يتجوزها واحب على رجلك انت
عشان ترضى ابوس يد الخلايج كلتها عشان بتى تعيش ياعالم
لم يهتز او حتى يترف له جفن وتحرك من جوارها باتجاه الباب
عائدا من حيث اتى حتى يهرب من محايلاتها التى لا تنقطع
*******************************************************************
فى ذلك المكان النائى المهجور ,,,
انهى عزام اغلبية عملة فى تغطية جسد فرحة بالتراب وما تبقى منها فقط الا وجهها
هدر وهو يستمتع برعبها الجلى على كل انشا فى وحهها :
– غسلت عارى منيكى خلى التراب ينضف فجرك
ازدادت نحيبا وهى تعرف انه لا فرار تلك المرة وانها ستغمض عينيها عن هذة الدنيا واخر مارائته تلك السحنه المقيته
اعتدل عزام وامسك بالكوريك لينهى عملة تماما ولكن قاطعه ذلك النور القادم
من بعيد توقف ورفع راحت يدة لتحميه من تلك الاضاءة التى تسلطت على وجه
توقفت السيارة وترجل منها شبح عزام الذى يبغضه انه زين بتمام هيئته
كز على اسنانه وهو يندفع نحوه بغيظ يتعاظم بداخله
بينما زين انتظر قدومه بفارغ الصبر كى يسحقة وينهى ذكراه للابد
تبادل اللكمات بتعادل وهدر عزام وهو يلكمه بغل :
– جيت ازاى عرفت مكانى كيف
اعاد اليه زين لكمته من جديد بعنف واجابة من بين اسنانه :
_بتسأل ظابط مخابرات عرفت ازاى ؟
وقعت عينه على راس فرحة التى تظهر من الحفرة وتاكد مما نوى مجددا فعله
ازداد عنفا اكثر من ذى قبل
واوقعه ارضا وقفز فوقه وانهال عليه باللكمات حتى سالت الدماء من فمه
لم يوقفه اى شئ فقد عزم على ان يفنى روحة عقابا على تجرؤه على لمس محبوبته الغاليه من جديد
اقتحم المكان عربة ياسين المسرعه وترجل من العربة وتدخل فى الامر وهدر وهو يتقدم نحوهم :
– انت كنت طاير يابنى ما عرفتش الحقك
مال بيدة ليمسك يد صديقه الغاضبه :
– خلاص بقى يا وحش سيبهولى …
رفعه عنه بصعوبه ولكن ثورة زين لم تهدء بل ركله عدة ركلات متفرقه
بغل ثم بصق علية وهو يهدر :
– كـــــــــلـب
ربت ياسين اعلى ظهرة وهتف بمرح:
– اامم روح بقي شوف الجو وانا هكتفه واسبقكم
زفر زين انفاسة وركض باتجاه فرحة التى اغمضت عينيها فى حالة من الاستسلام والانتظار
نادها بصوت حزين وهو يزيح عنها التراب الكثيف الذى اغرقها عزام به :
– فرحه …فرحتى …قومى انا جيت
افرجت عن سوداء عينيها الدامعه وانفجرت بالبكاء
لقد بات حبيبها اكثر من يعذبها
ازاج هو اكثر جزء من الرمال عنها ثم انتزعها من وسط البركة بخفة
وقد انتهى ياسين من تقييد عزام ودفعه بالسيارة فناده عاليا :
– اخلص يا عم الحبيب وانا مش هدخل من غيرك
اومأ اليه براسة ولم يجيبه فقد كان همه هو الاطمئنان على تلك الثرثارة التى صمتت فجاه وبدت كئيبه هو يعلم ان ما مرت به صعب ولكنه لم يعاهدها بذلك الشكل من قبل فك وثاق يدها عنها وكمم غيظه عندما رأي تلك البقع الزرقاء اعلى يدايها هتف بصوت خفيض
– ما تقلقيش انا معاكى
نظرت اليه وهو يتابع حل وثائق قدمها باعين غاضبه ثم صرخت به بعنف :
– وانا بكرهك انت وحش وحش جدا
وانحدرت فى بكاء هستيرى كالضائعه , حدق اليها بحزن عميق اقترب منها فدفعته بضعف عض شفاه واقترب منها مجداا محاولا تهدئتها
استرسلت هى بنبرة واهنه :
– انا ما بقتش عايزاك الدنيا ما بقتش عايزانا مع بعض
العالم كلة هيقف لو اتجمعنا الحب جه عليا انا وجاب اخره انا منحوسه ابعد كفاية تعذيب فيا بقي جيت ليه ؟ رجعت ليه ؟ انا ما نادتكش جيت عشان تشوفنى كدا صعبت عليك مش كدا جيت عشان تحمينى زى ما بتقول من اللى قتالتهم سوء
انا مش عايزة حماية سبهم يخلصونى من العذاب دا كله كفاية كدا
كان يعض شفاه وهو يراه فى هذا الانهيار تابعها باعين تنزف دما
اقترب منها وامسك وجنتيها بين يده ومال راسه ليرى وجهها المنتكس وهتف بصوت حزين :
– فرحة انا جيت عشانك مش عشان صعبتى عليا ولا عشان اى حاجة تانية ابتلع ريقة اثر نظراتها المتحيرة
فالشوق فى عينيها يفضحها ….
استرسل بنبرة صادقه :
– انا بـــــــــحــــــــبـــــــــك يا فرحه
لوت فمها كالاطفال وكانها تابى التصديق ,,اضافه وهو يبتسم ابتسامه حزينه :
– انا بحبك و ما كنتش محتاج ابعد عنك عشان اعرف انى بحبك يا فرحة
حركت رأسها نافيه وهتفت بتعند :
– لا انت عمرك ما حبتنى انت بتشفق عليا مش كدا صعبت عليك وانا بتحايل عليك تاخدنى من هناك مش كدا
حرك رأسة بغضب فهو لن يفشل فى اقناعها ولن يسمح لافكارها السلبية فى افساد لذة ما نطق
مد يدة فى سرعه والتقطت سلسالها المعلق برقبتها ورفعه باتجاه نظرها
وهدر بتعصب :
– عارفة دى ايه ؟
نظرت الى محتويات السلسال بتعجب , وحركت راسها نافية
حدق اليه بعمق ليضمن استيعابها وهتف بهدوء دقيق وهو يشير بطرف اصبعه
لكل محتوى على حداه :
– دى الرصاصة وانتى عارفه انها انتى , والفراشة دى …جهاز تتبع
اتسعت عيناها وهى توزع نظرتها بينها وبين عينيه فى صمت
اكمل هو بمزاح :
– والحصان دا انا عشان الرصاصة دى ,,,,,واشار باتجاه فرحه,,,,
صابت الحصان دا ,,,,, واشار الى نفسه
اتسعت ابتسامته واحتضانته دون ان ينبث فمها بكلمه
اغمض هو عينياه وهى يستمتع بالراحة فى احضان محبوبته الغاليه
دقائق وازحها ونهض عنها ومد يده ليوقفها امسكت بيدة
هتف باسما :
– يلا عشان نتجوز
لم تسندها قدمها وكادت ان تسقط من جديد ولكنه سارع بالامساك بخصرها ومنعها من السقوط
اقترابه الوشيك وعينيه المفزوعه عليها يده التى تلمسها بحساب كل انش فيه يوضح كم يعشقها ولكنها تعشقه اكثر بكثير هو كان دوما منقذها بطلها الخارق الذى ياتى فى اصعب الاوقات هامت بعينيها فى وجه الذى اشتاقة له
لم تفيق من شرودها بملامحه الاعلى صوته يناديها باسمها الذى عشقته لتو :
– فرحه ,فرحه
هتفت بشرود :
– ها اا
ابتسم مشاكسا :
– يا بت قولتلك يلا نتجوز وضعنا بقى صعب
عقدت حاجبيها لتدرك انها فى احضانه لا يمر من بينهم الخيط ,اندفعت عنه بخجل
وهى تترنح قليلا امسك يدها بقلق :
– انتى كويسه ؟
حركت راسها بهدوء, ابتسم وسحبها من ورائه وهو يهتف :
– طيب يلا بقي , ياسين زمانه خلل
تسائلت وهى تتبعه وتتشبث بيده :
– هنعمل ايه ؟
اجابها وهو يتقدم نحو السيارة :
– هنروح لعمك و,,,,,,
توقفت قدماها وسحبت يدها من يده
التفت اليها وهو يستنكر توقفها , ليجدها قد تغيرت تهليل وجهها الى وجه مكفر يكسوة
الحزن ,, لم تنظر سؤاله وهدرت بهدوء حذر :
– من يوم ما سبتى وعينى ما بطلتش دموع قلبى وقف ميت مرة ونادك ودلوقتى جاى نرجع عشان نبعد حركت رأسها نافيه … لا لا ،،مش هستحمل يفرقونا تانى انا عايزاك واخر مرة هقولهالك انى عايزاك لو روحنا مش هيرضوا ادفنى هنا انا موافقه بس ما تسبنيش تانى
حرك يده ليهذب شعرها المتناثر بعشوائية وابتسم ابتسامه هادئه وهو يهتف بحنو :
– بتثقى فيا
اؤمات براسه بهدوء :
ثم اصتنع التكشيرة وهتف متسائلا :
– هتسمعى كلامى …
اؤمات براسها ثانيا بهدوء
ابتسم ابتسامه واسعه وحدثها بنبرة عشق خاصة وممتميزة :
– مش هسيبك ما تخافيش اخر مرة
******************************************************************
الحلقة الثامنه عشر

فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,,

تجمع الجميع على المائدة استعداد لوجبة العشاء جلس عاصم مرهق للغاية وفريال ورودى

تسائل عاصم بنبرة متوترة :

– هو اياد مش هينزل يتعشي معانا ولا ايه ؟

حركت رأسها وهتفت بهدوء :
– انا بعتله وانشاء الله هينزل

غرفة اياد ,,,

اغلق الباب بعد سماع دعوة امه للعشاء من طرف الخادمه
وتحرك باتجاه حنين التى تقف شاردة فى شرفه الغرفه احتضن خصرها بتودد ومال برأسه على كتفها ليهمس

فى اذنيها بهدوء :
– حــــبـــــــبـــــتــــــى , ما زهقتيش من السكوت دا

التفت اليه بهدوء وتنحنحت بحرج :
– اححم

لم يريد احرجها واسترسل وهو يلفها بين يديه :
– ماما بعتلنا على العشاء تحبى تنزلى ولا ابعت للعشاء يجيلنا هنا

هتفت بنبرة متحشرجه :
– لا , انزل انت وانا هنام محتاجة انام بس

ابتعد عنها قليلا وهدر بحزن :
– على راحتك يا حنين بس بشكل دا صدقينى لازم تروحى لدكتور نفسي حالتك مش عاجبانى خالص

لم تجيبه واكتفت بتحريك رأسها بالموافقه فقط فهى متعبه من كل شئ حتى الكلام

*****************************************************************
فى الصعيد ,,,

وقف يا سين على قارعة الطريق يدق الهاتف الى زين بتأفف فقد تأخر كثيرا
– يوووو اتاخرت لى انت كمان ساحلنا من مكان لمكان

فى سيارة زين

فتح زين هاتفة ليجيب صديقه :
– ايوة انا جاى اهو

ياسين :
– يلا بقي انت بتعمل اية كل دا

هدر زين بتعصب زائف :
– خلاص ياعم جاى اهو

ياسين بضيق :
– خلاص خلاص

التفت زين الى فرحة التى الى جوارة وابتسم مازحا بسعادة :
– مالك قلبتى زومبى كدا ليه ؟

عقدت حاجبيها بتساؤل فاشار هو بعينيه ان تنظر للمرآه
فالتفت وهى تزيح عينيها عنه ببطء ودقت الى هيئتها فى مرآة السيارة الاماميه انفرج فمها على اخره فهيئتها مزريه للغايه

عينيها المتورمه وشعرها الغير مرتب اضافة الى التراب الذى غطاء اغلبيه جسدها
ووجهها الملتصق به الرمال من اثر الدموع كممت فاها وهى تشهق فى خفوت

قهقه زين عاليا وهتف مشاكسا :
– شوفتى بقا ربنا يصبرنى

لم يكن ينفر من شكلها ابدا فقط ارادت مشاكستها فهو اشتاق حقا لها

با غتته فى كتفة بوكزه على ضحكته الساخرة ولكنه قهقه عاليا بسعادة لعودة محبوبته المشاكسة :

– هههههههههههههه ااه يانى هقدرك اقسم بالله لا اقدرك

*****************************************************************
فى منزل القناوى ,,,,

كانت الاجواء المتوترة كافية لخلق شجارات عديدة لا داعى لها بدون اسباب
صابحة بتعصب :
– يا وهدان جوم شوف والدك ولا الجومه ليها ناسها

تعنف وهدان وهو يجيبها :
– جرى ايه يا وليه هو لساته صغير ولا ايه

لم تبالى بالجمع الشاهد لذلك الحوار واحتتدت عليه :
– بجولك طوال النهار غايب وتلافونه مجفول اصرخ واجول غتونى يا خلج

نهض وهدان باتجاهها بغل وغضب فقاطعه امين يمسك منكبيه بقوة :
– صلى على النبى ياخوى

هتفت هنية لتهدئه :
– معلش يا حاج ام وجلجانه على ولدها بردك

صاح وهدان بضيق :
– سبنى ياخواى انى ما طيجش نفسي

هدر امين بهدوء :

– خلا ص يا خواى جولتلك صلى على النبى تعال نروح نشجر عليه فى الارض
استدار معه بهدوء وهدر فتح الله الذى كان يشاهد الامر ولكن لا يتحرك او يتفوه فقد كان فى شرود

بعدما طلق عزام ابنته :
– خدونى وياكم

وقبل ان يهموا بالخروج دخل يا سين وهو يجر جسد عزام المقيد الى داخل المنزل وقذفة بعنف باتجاهم

هنا صرخت صابحة وانطلقت نحوه :

– يا لهوى …ابنى
نظر وهدان للحالة ابنه وصاح بتعنف لياسين :

– جرى ايه ولدى مين عمل فية اكدة

جثت صابحة على ركبتها تتحسس وجه ابنها الذى ينزف وتبعتها زينات وهنيه فى الاطمئنان على حالتها

قبل ان يجيب ياسين ايا من اسئلتهم دخل عليهم زين وبيده فرحة بهيئتها المزريه

حدق الجميع بدهشة اثر ذلك الموقف الغريب كيف يأتى الاثنان معا بعد تلك المدة ومن اين خرج عزام بتلك الهيئه

نهضت زينات وهرولته باتجاه ابنتها

بينما هتف زين بنبرة واثقه وهو يمسك يد فرحة :

– بنتكم اهى….. فرحة اهى يا حاج وهدان ما هربتش ….ما خطفطهاش ……. اللى خطفها هو ابنكم وكان عايز يدفنها بالحيا
هدر امين الى ابن اخيه بشفقه :
– ليه اكدة يا ولدى

بينما فتح الله ذهب باتجاه ابنته وهو يهتف :
– تلاجى بت الناجصة دى عملت حاجة

دفعه زين عنها بينما هى تراجعت خلف ظهره بتوجس
هدر وهدان بصوت عال :

– فتح الله اسكت وجه كلماته الى زين
– لا جتها فين يا بنى ؟

اجابه زين بهدوء :

– فى حته بعيدة فى اخر الصعيد ما اعرفش اسمها

نظر وهدان الى ابنه الذى يتأوه اسفل قدمه وهدر من بين اسنانه لزين :

– متشكرين يا ولدى

هتف زين متسائلا :

– واللى اتفقنا عليه انا مش هطلع من هنا الا بجواب نهائى …

اجابة وهدان بضيق :

– خلاص يا ولدى روح واحنا هنصفى اللى ما بنا ونبعتك
امسكت فرحة بيد زين بقوة وابت التزحزح

****************************************************************
فى منزل عاصم الاسيوطى ,,,

نزل اياد للعشاء فى حالة من التوتر الخفيفة وتحت انظار والده التى تنحدر فور نظرات اياد اليه

فتناول قدر بسيط واتخذا مقعده فى جلسة جانبية باحدى الارائك جلست الى جواره رودى

يحتسيان معا الشاى بينما حاولت فريال اقناع عاصم بالانضمام الى ابنه فى تلك الجلسة حتى يجتمعان اسرة كما كانوا بالماضي ولكنه تعند وجلس بالجهه المقابلة
هتف اياد متسائلا :

– معاذ ازى حاله مش هيجى بقى ؟

حكت رودى عنقها وابتسمت ابتسامه ساخطه وهى تحاول الهتاف :
– يعنى .. هو كويس و.. و…

كان الكذب يعقد لسانها خاصة انها لم تعتاد الكذب على اياد فى اى شئ
قضب اياد وجه بتحير وسألها بشك :

– فى ايه ؟

حاولت النطق بالحقيقة الكاملة ولكن قاطعها صوت رنين المنزل
وجه الجميع نظرة باتجاة الباب ,ليفرغ فم رودى وهى تهتف :
– مازن ,,شهدى

*******************************************************
فى منزل القناوى ,,,

زمجر زين بتعصب :

– وانا لا يمكن اسبها هنا اكتر من كدا مع البنى ادم دا قولته انه طلقها

وانا جاى اتقدم دلوقت واظن مفيش مانع من طلبى لانى قدمت اسبابى
هنا صاح فتح الله بتعند :

– وانا ابوها ومش وافق

اتسعت عين فرحة وهمست اليه من بين اسنانها دون ان يلاحظ احد
– مش قولتلى هتصرف اتفضل اتصرف

كز زين على اسنانه ورفع يدة الممسكه بفرحة وهدر بضيق جلى فقد ضاق خلقة من
عمليات الكر والفر والاقتراب من هدفه واحباطه ترك العنان لعدم التعقل وانفجر :

– خلاص يا حج وهدان بنتكوا معايا واعتقد انها عدت السن القانونى وتقدر تجوز نفسها وكدا او كدا اعتبروها ميته ما ابنكم كان هيقتلها من شويه

نفخ وهدان بضيق ولطم كفيه ببعض وزمجر بتعصب :

– جراى اه يا فتح الله انت عتحط لى العجدة فى المنشار ليه يا اخوى هو اى لع وخلاص عيجول فى عصابة بتدور عليها وهيجوا اهنا يجلبوا الصعيد فوجانى تحتاتى وهو اللى يجدر يحميها

اضاف ياسين ببرود :

– تقدر تقول مهمه وطنيه , وممكن نجيب قيادات عليا تقولكم الكلام دا وتقنعكم بطريقتها الخاصة

سكت فتح الله

فاسترسل ياسين لفتح الله وهو يشير اليه :
– تعالى معايا برة شويه

هتف وهدان بهدوء يشوبه بعض من الضيق :

– اطلعى اتسبحى يابتى وغيرى خلاجاتك وانت يا ولد روح ارتاح فى غرفة الضيوف لحد ما تتعدل الاحوال

– روح يا امين دلواقت خده على الاوضه

كان قلب زين وفرحة يرقص طربا فى حركات تقارب وتباعد كرقصة رومبا فى ابداعها
اختلسا النظرات لبعض فسيبقى معا تحت سقفا واحد لحين حل المشكلة انها كانت امنيه بعيدة المنال اصبحت الان بين ايديهم

****************************************************************
فى فيلا زهير

صاح زهير وهو يعتدل فى جلسته ليعنف عبد المجيد عن تلك الخرافات التى هدر بها
حول زواجة بابنته الصغرى دون ذكر اى شيئا عن حنين

– انت عتخرف تجول ايه ؟ جولت انى طالب حنين الحلوة المتنورة عايز تبدلها انت بحتت عيلة لا رحت ولا جات

اجابة عبد المجيد وهو لن يلقى بالا للثورته :

– روج روج انى بجولك اجتراح (اقتراح ) البت التانيه راحت مع جوزها………..
صمت قليلا ليكسو وجه ملا مح اجراميه وبحدة شديدة استرسل

بس انى ما عهداش غير لما تاجى تانى فى يدى انشاء الله اجتل عيلة جوزها كلتها وما ابجيش منها نفر

عاد زهير لحدته وهدر هو ايضا بملامح اجرامية مماثلة :

– جول اللى تجولة واعمل اللى تعمله والشغل قصاد الجوازة دى غير اكده انى ما عنديش حديت تانى

***************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,,

اندفع عاصم باتجاه مازن بغضب واجم وانفعال حاد :

– انت اية دخلك بيتى ومين سمحلك بالوصول الى هنا

استعد رجال الحراسة الخاصة بمازن لتصدى ولكن اشار مازن اليهم بظهر يده لتوقف

وابتسم مازن ابتسامه خبيثة وهتف ببرود غير مبالى بحجم الغضب المنصب عليه :
– براحة يا عمى انت لسة ما عرفتش حاجة اومال لما تعرف هتعمل ايه ؟

جلس باريحة على اقرب كرسي وضع ساقا فوق ساق بمنتهى التعالى والغطرسة
حدق الجميع فيما بينهم بدهشة اذ كان وجودة وكذلك تصرفاته غير مالوفه

اخرج ورقة بيضاء مطوية وقدمها لاياد بتكبر دون ان يتحرك من جلسته متعمدا
ايصال رسالة بانه الاقوى

تصنم اياد قليلا من افعالة الوقحة ثم تقدم والتقطها منه بعنف وبدأ فى التحديق بها فى صمت

فى نفس الوقت اخرج مازن سيجارته واشعلها وبدأ ينفث بها فى استمتاع وهو يحدق الى رودى ثم هتف بتسلية :

– انا جاى اخد مراتى ,,,

اتسعت عين رودى بصدمة وهمت لتصرخ بوجه وكذلك عاصم الذى زمجر متعنفا :
– مرات مين يا متخلف انت

صاح اياد معنفا :

– اية دا ياحيوان انت ……مين مزور دا

رفع حاجبية وهو يجيبة ببرود لافهامه الامر :

– دا عقد جواز عرفى وتقدر بسهولة تعرف انه مش مزور
انا واختك اتجوزنا فى رحلة امريكا الشهر اللى فات

لطمت رودى خديها وعقدت الصدمة فاها بينما التقطت عاصم الورقة التى مازلت بيد اياد بعنف ليقرئها وتتسع عيناه

لم يسمح مازن باستيعاب الامر واسترسل بكل وقاحة :

– انا عندى حاجات كتير تثبت غير الورقة دى انها اتجوزتنى فى السر

وضغط على حروف تلك الكلمة فى تعمد اذلالهم له ودهس كبرياوهم
طرقع باصابعه فى الهواء الى احد رجالة فتقدم بحقيبة سوداء وفتحها

اخرج منها مازن عدة صور لرودى وهى نائمة فى سريرها فى امريكا بملابس قصيرة

ومغريه وهتف وهو يثبت لهم بالدلائل القاطعه :

– ادى صورنا هناك ………وتبعها بضحك ضحكة تهكمية بارده ,,,,,,شهر العسل يعنى

كانت الصورة المطروحة حقيقية مائة بالمائة حدق اليها عاصم ويبداخلة يهتز بينما رودى
انعقد لسانها وهى تحرك راسها نافية وكـأنها لا تعى ما يحدث وظلت تتمتم بشرود

– مش ممكن ,,,مش ممكن
حدقت فريال بالصور المطروحة وصرخت وهى تلطم خدها بيد واحدة – يا مصبتى ,,,,,,يا مصبتى

بينما اياد وجة نظرته لاخته ينتظر نفيا او تبريرا ولكنه لم يجد سوى بوادر الصدمه

امعن مازن النظر بوجه رودى وتفرسها بسعادة ثم القى بالحقيبة تحت قدمها
وهدر بلؤم :

– حاجاتك نستيها معايا لما شنطنا اتبدلت

جثت فريال على ركبتيها لتستكشف ما بها تحت انظار الجميع فكانت تلك هى ام الفواجع

الطامة الكبرى التى ستدس راس عائلة الاسيوطى فى التراب ما بقيت ووصمة العار التى ستلاحق بهم

انها عددا من الملابس الداخلية وغيرها من البسة النوم الخاصة برودى كذلك بعضا من اكسوارتها الخاصة

امسكت فريال الملابس التى تعرف جيدا انها لابنتها بها رائحتها فقد احكم مازن خطته حتى لا تنكشف خدعته

ازداد مازن سوء وهتف بتهكم :

– مش يلا بقي على بتنا يا مدام
حدق الجميع فيما بينهم فى ذهول وبدئت فريال بالصراخ

****************

الحلقة التاسعة عشر

كانت الصدمة اكبر واعنف ما تلقت عائلة الاسيوطى فى تاريخها لم ينبث فم رودى بكلمة وحدة وسقطت ارضا

فى اغماءة تركت التشت و الفاجعه لاخيها وابيها وامها انه لاشيئا مخزيا الحاق الاذى بالاقرباء منك دون ان تدافع عن نفسك نقلتها امها الى الاعلى لافاقتها

بينما علت المشادة الكلامية بين مازن واياد وعاصم بحنق متزايد
هدر مازن بضيق :

– انا مش هقعد هنا طول اليوم انا جاى اخد مراتى وامشى ما تخلونيش اروح اخدها بقوة من البوليس

صرخ بوجة اياد متعنفا :
– انت باين عليك اتجننت بوليس اية ومرات اية انت دخلت البيت من الشباك وفى الحالة دى انا ممكن اعملك معاملة الحرامية وادفنك هنا

هم ليسترسل مزيدا من السب الا ان قاطعة والده بيده التى اسندت كتفه
شعر اياد بيد والده المهتزة ووهنه التام امام تلك العقدة

وهتف على غير غرار او حتى سابق هيبة عاصم الاسيوطى المتكبر المتعال :

– انت عايز ايه ؟

ابتسم مازن ابتسامه ساخرة واجابة باصرار:

– عايز مراتى والورقه معايا وما حدش يقدر يمنعنى

ابتلع ريقة بتوتر وهتف بنيرة يشوبها الضعف :

– طيب هنعمل فرح قدام كل الناس والورقة العرفى دى تختفى ونعمل واحدة تانية رسمي
ضيق اياد عينه وهدر بتعصب :

– بابا انت بتقول ايه ؟ طيب استني نسألها

صراخ ولده بتعنف :

– نسال اية انت مش شايف امضتها مش شايف هدومها وصورها
مش شايف الحقير اللى بيبتزنا واللى لو رافضنا هيخرج يفضحنا

فرك اياد وجه بتعصب وامسك هاتفه ليضغط ارقام يعرفها جيدا فى توتر
واتصل باخية معاذ الذى اجابة فى سرعة وتوحش :

– اخى العزيز اخير اتصلت بى لقد اشتقت اليك

حرك اياد يدة على شعرة حتى يبدوا صوته هادئا :

– انت كمان هكلمك كتير اوى بس قولى هيا رودى كانت معاك طول الاجازة اللى فاتت

لوى مازن فمه بابتسامه ماكرة بينما وقف عاصم فى ارتباك ملحوظ
اجاب معاذ غير مبالى :

– لا انا كنت فى رحلة وسبتلها الشقة تعيش براحتها حتى مشيت ما استنتنيش
اتسعت عين اياد ولم يتسع صدره لاهدار المزيد اغلق الهاتف دون الرجوع لاخيه

عند اذن قهقه مازن عاليا وهدر بتشفى :
– ههههههههههههههههه مش قولتلك كنا فى شهر العسل

كز اياد على اسنانه بغضب وركض الى اعلى السلم
وترك والدة ليتعامل مع ذلك المستفز

********************************************************************
فى منزل البدرى ,,,

دخلت سناء الى غرفة ابنتها التى تئن باعين ذابلة بينما كانت سناء

هى من بها الداء مثلها نظرت اليه باشفاق وهتفت بدر من بين انينها وهى تلهث :
– امه ابقى سلميلى على ابلة حنين لو شوفتيها اصلى اتوحشتها

عقدت سناء حاجبيها فى تساؤل وعجب لما فى محنتها التى انستها الطعام والشراب تذكر حنين

حركت رأسها لجانبين لتفى ان كانت تلك رسالة الهيه بان ما فعلته بحنين من جرم وتعمد قتل طفلها

كان جزاؤها هو محنة ابنتها الشديدة شردت قليلا لو كانت حنين بينهم لكانت اقنعت والدها بانقاذ حياة اختها بكل سلاسه لقد سخر منها القدر شر سخريه

حكت راسها كى تفيق من دومة الافكار تلك و عاودت النظر الى ابنتها وحدقت كالبلهاء
اثر سكونها وفراغ فاها بعد كلماتها الاخيرة ومقلتيها الثابته مع بعضا من بقايا عبرات البكاء العالقة على اهدابها

حركتها بتوجس وهى تناديها :

– بت يا بدر

لم تجيبها بدر وبقيت فى يدها سهلة الحراك لقد انتقلت الى رحمه الله الواسعه بعيدا عن زيف الحياة

لم يكن الموت ابدا عقاب للميت بل انه راحة من اوجاع الحياة الموت رحيل عن الزيف والخداع رحيل لعالم اكثر نقاء ورحمه

وان وصف عقابا فقد يكون عقابا لمن حوله فقط يكفى الامه التى يفوق الم
الجسد وخواء الروح فكل انسان فاقد انسان قد خباه فى روحه واعماق اعماقه فلنقل انه موعظه اكثر من كونه اذى
اهتاجت سناء بعد تيقنها من موت ابنتها بصراخ هستيرى :
– بــــــــــتــــــــــــــــــــى

********************************************************************
فى منزل القناوى ,,

كانت السعادة تملا وجه زين اثر جلوس حبيبته فى مقربه منه دخل اليه ياسين
متهلا وهتف بسعادة بالغه :

– اخيرا جوزتكم المنحوسة دى هتم انا كنت فقدت الامل

نهض زين باتجاه واتسعت عينه فى فضول متسائلا :

– عملت اية مع ابوها
جلس ياسين باريحيه على الاريكة العربيه واسند ظهرة وهتف :

– اهو سؤالين من خلال خبرتى المهنيه عرفت انه عايز مقابل

لوى زين فمه وهدر بضيق :

– اخص
استرسل ياسين :
– عرفت انه كان متجوز واحدة وسرقته واختفت

سارع زين بضيق :
– اخلص عايز انام

ابتسم ياسين ومازحه بالقول :
– ساومته اجيبله الست دى وهو يصطفل معاها

ابتسم زين واتجاه للفراش واستلقى عليه وهتف دون ان تغادر البسمة شفاه :

– اطفى النور بقى ونام

نهض ياسين من مكانه وهدر :

– لا خلاص كدا خلصت حاجتى انا راجع شغلى وكمان عشان الاقى معلومات عن الست دى لما يقولوا يا جواز ابعتلى

ودع صديقه على امل اللقاء

************************************************************
على الجانب الاخر ,,

اغتسلت فرحة وازالت كل احزانها واوجاعها وكذلك مخاوفها فى تلك المياة الباردة
ووقفت امام المراة تحدق فى وجها الذى اوشكت على نسيانه

جال بخيالها كثيرا من الافكار المفرجة ارتسم فى مخيالتها ان ذلك البشكير الابيض هو فستان زفافها وان يدها الخاويه يتعلق بها زين

وراحت تتغنج اماما المراة حتى فتحت امها باب الغرفة فتوترت
وسارعت فى اخراج ملابسها

جلست امها على طرف الفراش وهتفت بتعجب وهى تضع يدها فى حجرها :
– والله ما انا عارفه ايه اللى بيحصل دا واشمعنى انتى

تجاهلت فرحة سؤالها ورمقتها بنظرات متوجسة وهى تخرج ملابسه فى حذر من افساد مزاجها

استرسلت زينات فى الحديث دون الالتفات الى ابنتها :
– ابن عمك طلاقك وكان عايز يدفنك بالحيا طب الجوازة دى كمان هتم ولا لا

سكتت قليلا وضيقت عينيها فى تساؤل وهى تلتف براسها نحو ابنتها :

– بت يا فرحة سالتيه اذا كان حصل بنكم حاجة ولا لا ؟

ارتدت فرحة جلبابها الفضفاض وهدرت بتوتر :

– وانا هساله ازاى يعنى ؟

نفخت زينات فى ضيق :
– استغفر الله العظيم يارب , يابنتى احنا كدا ما اختارناش حد انتى طلعتى من نقرت عزام عشان تقعى فى دحضيرة الظابط ياترى يا هل ترى اية مخبيلنا الايام تانى يا ست فرحة
اندثرت فرحه فى غطاؤها وعلى وجها ابتسامه رقيقة وتمتمت بخفوت :
– كل خير انشاء الله

*******************************************************************

فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,
كانت حنين استيقظت على صوت الشجار الحاد الذى ملا الارجاء ووقفت على اعتاب غرفتها تدور باعينها
فى توتر لعلها تجد السبب لمحت اندفاع اياد نحو غرفة رودى ويعتلى وجه علا مات الغضب
********************************************************************

اقتحم اياد غرفة رودى دون سابق انذار وجدها تضع يدها على راسها
وتبدأ فى الافاقة من اغماؤها صرخ فى وجهها بعنف راميا بكل الاداب المتعارف عليها عرض الحاط

– يا سافلة يا منحلة يا زبالة بتجوزى عرفى يا رودى من ورانا طيب اصدق انك تخبى عن معاذ عن ماما عن بابا عن الدنيا كلها الا انا تخبى عليا انا

كان الضيق والغضب يملؤنها لدرجة انه حطم كل شئ حوله باندفاع وغضب

– عاملة نفسك مسافرة لمعاذ وبتضحكى علينا كانت فريال تستمع لاياد وتأن فى بكاء وحسرة

حاصرت رودى يدايها حول وجنتيها وهتفت بصوت بكاى :

– والله ما حصل دا كذاب اقسم بالله كذاب معاذ كان فى رحلة وانا قعدت لوحدى
صرخ بها فى اهتياج :

– انتى لسة قايلاى تحت ان معاذ كان هناك وبيسلم عليا

انحدرت فى البكاء من جديد وهتفت بتوسل :
_اقسم بالله دا كداب والحاجات دى مااعرف جابها منين ما حصلش حاجة ولا شوفت وشه

كانت رودى الرقيقة لاتتحمل غضب اخيها عليها بهذة الطريقة ولا ضيقة
هى دائما تحب الهدوء وتفزع من الصوت العالى والصراخ

اقترب منها اياد وامسك راسها بغل واضح وهدر :
– لما كنتى عايزة تتجوزيه ما جتيش قولتيلى ليه ؟ خوفتى عشان هو ابن خليل شهدى نرفضه طيب قوليلنا بدل ما تحطى راسنا فى التراب

هم برفع يده ليلطمها ولكن امسكت حنين يده فقد ظهرت من العدم كانت تقف على اعتاب الغرفه وتشاهد اهتياج اياد

التفت وجه ليرى اين علقت يدة ليجدها حنين اتسعت عينها وهتف بضيق :

– حنين لو سمحتى اطلعى برة

قفزت رودى من اعلى فراشها وهرولت خلف ظهر حنين تحتمى بها فى توجس من غضب اخيها
تسائلت حنين بتعجب :

– حصل اية لكل دا

اهتاج اياد بضيق وحاول جذب رودى دون المساس بحنين حتى لا تتاذى ولكن شكلت حنين حائطا بيدها حتى تمنع وصول يده اليها وهدر بصوت واضح :

– اياد التفاهم مش بشكل دا ايا كانت المشكلة

صرخ فيها بتعصب :
– تفاهم اية الهانم الرخيصة اتجوزت عرفى اي تفاهم بعد كدا

هنا نطقت فريال ما كانت تريد ابدا تعريتهم بالكامل امام تلك الغريبه عنهم وهدرت بضيق :
– اياد كفايه كدا روح لابوك

صك اسنانه بشكل عنيف وصرخ فيهم :
– ماشي يا رودى اقسم بالله من انهاردة لا انتى اختى ولا اعرفك وخلى مازن ينفعك

دار على عقبيه تاركا رودى تكتم شهقاتها بفزع وتهدر بهستريا وهى تلطم وجهها بعنف :

– ما عملش حاجة اقسم بالله ما اتجوزته والله ما شفته هناك

احتضنتها حنين وربت على كتفها بحنو بالغ بينما خرجت فريال للخارج حتى ترى مجرى الامور بالاسفل

********************************************************************
فى غرفة زين
دخل وهدان غرفته بحرج وقف فوق راسه فاستيقظ زين سريعا واعتدل فى نومته
هتف وهدان بحرج :

– معلش يا ولدى كنت عايزك فى كلمتين اكده

مسح زين من وجه اثار النوم الذى لم ينعم به :

_ اتفضل انا تحت امرك

زفر وهدان انفاسه المتحيرة وجاهد النطق وهو يحرك يده اعلى فمه وذقنه كان زين يتتبع حركاته باهتمام وكانه يقراء افكاره
اخير هتف :
_ بص يا ولدى انت عارف اننا صعايده والشرف عندينا اغلى من الارض والدم ,,,,,انا جاى اسئالك واتمنى انك ما تكذبش عليا ,,,, بتنا بختم ربنا ولا لع

اطلق زين العنان لمرور الهواء الذى احتبسه فى رائتيه وهو يخمن الامر , وهدر بثقه لا يشوبها اى تزيف :

– انت شايفنى ايه حرامى … نصاب … معدوم الاخلاق … انا ظابط اتربيت انى احمى مش اغتصب

حرك وهدان راسه بضيق وكان الاجابه لم تشفي صدرة :
– انى ما جولتش عليك حاجه انى بجول راجل وواحدة غايبين ادلهم مدة والشيطان ما جدرش عليهم

اوم زين وهو يسحب ياقة التشيرت الخاص به فى حركه دائريه بضيق ملجم :
– امم انت عايز الحقيقة الكامله بنت اخوك لو كانت لو ظهرت قدامى لابسه ايه ولا مش لابسه خالص عمرى ما هبصلها اطلاقا انا مدرب على الحاجات دى واعرف كويس

اتحكم فى نفسي فاتاكد وارتاح ان ما حصلش بينا اى حاجه لا فى وعيها ولا غير وعيها

لاح على وجه وهدان الابتسام وحرك راسه فى اعجاب وابتسم ابتسامه راضيه تماما عن الصدق النابع من عينيه

********************************************************************
فى منزل البدرى ,,,

كانت سناء فى حالة سيئة تهذى تمام الهذيان وتهدر دون وعى :

_ انا السبب جتلت ابنها وربنا انتجملك يا حنين خد بتى اللى دفعت عنها منك لله يا عب مجيد منك لله انت السبب

حاولن النساء من حولها تهدئتها ولكنهم فشلوا تماما بينما اهتم النصف الاخر بتكفين بدر
كان عبد المجيد يقف على باب منزلة جامد التعبير لا تذرف عينه الدموع كانت عينه

صالبه يقف بتخشب يدير امر الفراشة امام منزلة لا يشعر باي من تانيب الضمير فقد قليلا من الحزن

شارد الذهن وكانه يغيب فى عالم خيالى ليقاطع شرودة زهير وهو يحتضنه بحزن
ويهتف :

– البقاء لله يا خوى

لم يبادله الاحتضان لسماعه عويل سناء المتزايد وامعن السمع ليستمع الى نحيبها باسم حنين

ابتعد زهير عنه عند ملا حظة تخشبه وهتف وهو يتفرس ملامحة بدهشه :

– مالك يا اخوى الموت علينا حج اوعاك تكون زعلان منى انت .

اولاه عبد المجيد ظهرة وتوارى عن ناظره لداخل

اقترب عبد المجيد من صالة منزله الواسعة وبدء يقترب صوت نواح سناء حتى استمع جيدا لحديثها المتحسر

انا السبب جتلت ابنها وربنا انتجملك يا حنين خد بتى اللى حلتى

منك لله يا عب مجيد منك لله انت السبب

اتسعت عينيه بشر واتجه نحوها بجنون وصرخ بها :

– يا بت الكلاب سجطى البت ,,, وانهال عليها بعصاه الابنوسيه
وحاولن كل النساء ابعادة عنها ولكنه كان يدفعهم ويزيدها ضربا

بينما هى تصرخ تحت يده بالم يصاحبة ندم وبكاء فكان لا يوجعها الضرب بقدر وجع قلبها الذى فقد عزيزه

***********************************

***
فى فيلا الاسيوطى ..

هدر عاصم بضيق لمازن :
– يا ابنى اصبر نعمل فرح قدام الناس كلها مش معقول هنام ونصحى نقول لناس انها اتجوزت

حك مازن طرف ذقنه بمكر واجابة وهو ساخط :
– ماشى نستنى عشان بس تعرف كرم اخلاقى يا عمى
كانت فريال تقف على اعتاب السلم تلطم وجنتيها فىحزن بالغ عن زواج ابنتها الوحيدة بهذا الشكل
– اتفضحنا خلاص بنتى انا تتجوز مازن منك لله يا رودى على دى عمله

*****************************************************************

فى غرفة اياد وحنين

انتقلت حنين الى غرفتها بعدما تركت رودى تخلد الى النوم لعلها تخفف التوتر الذى لحق بها
دخلت غرفتها لتجد زوجها يتمدد اعلى الفراش بملابسه او يتصنع النوم
خلعت عنها حجابها ومالت بجزها لتخلع عنه حذاؤه بهدوء وتدخل قدمة التى خارج الفراش
التفت من الجهه الاخرى واقتربت منه وهى تتالم اضاعفه
دست يدها اسفل عنقه وبيدها الاخرى جذبته الى احضانها بهدوء
لم يمانع اياد بل استجاب على الفور وكانه كان فى احتياج الى هذا الحضن من كل العالم

فى مثل هذا الوقت حركت يدها الناعمة على فروة راسه بحنو وكانه طفلها الصغير اندثر اكثر فى احضانها وبقى عينه مغمضينه لعله يهرب من مشكلته بدفى ذلك الحضن زفرت هى انفاسها على مهل

فى حزن جلى اعلى قسماتها على حالته فهى لا تعرف ماذا تفعل اكثر من ذلك حتى تنسية مرارة حلقة وتغير مزاجه السئ وتخفف عنه شعرت بالعجز وتساقطت دموعها رغما عنها
وصارت تشهق بشكل مكتوم على حالته فهى تخشى علية من القهر فهى تعرف قهر الرجال

رفع وجه فى سرعه وحدق بها فى فزع وسألها وهو يقلب عينه فى وجهها :

– انتى بتعيطي ليه ؟

كففت دموعها سريعا واجابته بحزن :

– مش عارفة اخرجك من اللى انت فيه

اغلق عينيه بهدوء ودثر نفسة فى احضنانها من جديد وهتف

بهدوء :
_ صدقينى انتى اكتر من اللى انا محتاجه , ربنا يديمك نعمه فى حياتى
احتضنته بقوة وعادت تربت على كتفة كطفل صغير كانت تتمناه

بينما هو ظل ساكنا هادئا فى احضانها الدافئة التى ابتعدد عنها
ايام وليالى وبدء يستشعر شيئا وشيئا الاستكانه والهدوء

*******************************************************************
فى منزل القناوى ,,

جلس وهدان مع اخية امين فى جلسة مغلقة ونحوا فتح الله بعيدا عنهم لعدم رجاحة عقله وتفكيره المادى البحت

وضع رؤسهم فى رؤس بعض لانهاء كل المشكلات التى قلبت ميزان حياتهم واتعبتهم وذهبت بالنوم بعيدا عن اعينهم

وصلا لنقطة معينه وابتسم معا ابتسامة راضيه الى ما توصل اليه وهتف امين :

– على جولك ما فيش حل غير اكده
بادلة وهدان ابتسامة راضيه وهتف ايضا برضاء :

– على بركة الله , انا طالع وانت كمان جوم ريح

انفض المجلس واتجه وهدان نحو غرفة ابنه وفتح الباب دون سابق انذار ليجد زوجته تجلس الى جواره تمضض جراحه بينما هو يطرق راسه فى ضيق
هدر وهدان بعنف :

– صابحة اطلعى برة

لم تكف صابحة بدحجة بنظرات غاضبة بل زادت بتعصب :

– جرى اية يا وهدان هو انى غريبه عنيكوا ولا ايه ؟

صاح بها وهدان بضيق :

– جولت اطلعى يبجا تطلعى

قذفت ما بيدها وهمت بالخروج وهى تدق الارض بقدمها من تحتها بغل

اغلق الباب من خلفها ودار فى الغرفة بخطوات هادئة امام اعين ابنه وهو يرمقه بنظرات غاضبه :

– ابنى انى زينة شباب الصعيد اللى الكل بيعمل حساب لكلمته يستجوى على حرمه

تحير عزام اين يضع وجه من والده وهتف بتوتر :

– ااا نى كنت عايز اغسل عارى يا ابوى

صاح به وهدان منددا بما فعل :

– عار اية انت كنت داخلت عليها كنت قطعت الشك باليقين …… مالك بيها جولنا تجوز بت عمك على جولة ابوها ستروها عاجبتنى لما جولت انى يا ابوى فرحت بيك انك كد كلمتك

وعلى جولك عتربيها وتوعيها على عويدنا وطالع عمك جايل اكده من راسة والبت بندرية ومتعلمة وما عايزاش تتجوز فى بلدنا ولا تاخد على عويدنا خلاص نجوزها غصب ندفنها بالحيا يا اما تتجوزك

هتف عزام بتبرم :
– يا بوى انت ما خبرش حاجه

تشنجت عضلات وجه وهدان وهدر بتعصب :

– ما تجوليش ما خابرش اللى فى راسك دا مش حجيجى انت ما ع تعشجهاش
– (بتعشقهاش )

اتسعت عين عزام بصدمة من استشفاف والده امر عشقها

استرسل والده وهو يقترب منه :

_ ما عشجتهاش يا ولدى دا الكبر والغل اللى زرعته امك فى جلبك انك عظيم وكبير وما حدش يجولك لع وامر تطاع هو اللى جربك منيها جات هي وجالت لع الغل ملا قلبك من ناحيتها قبل العشق

عمى عينك و ركبت دماغك وحلفت تكسر مناخيرها
حيلك يا ولدى البت تبجا من دمك ولحمك تجعد اهنه زى اختك تصونها ما تمدش يدك عليها العشج يا ولدى

حاجة تانيه خالص فيه الجلب (القلب ) بيسبق العجل (العقل ) اليد دى ,,,ورفع يده ليفهمه ,,, ما عتمدش الا للطبطبه مش لا الاذيه لو حبتها ما كنتش تضيج (تطيق )تشوف دمعه من عنيها

بدى عزام مقتنعا بحديث والده الهادى وحرك راسة فى استجابة
ربت وهدان على كتف ابنه وهتف بنبرة حانيه :

– هترجع ولدى بتاع زمان ولا هتفضل واد امك اللى مليان غل

……………._

*****************************************************************************
الحلقة العشرون

كان الليل قد مضى على فيلا عاصم بالسواد والضيق فقد تم الاتفاق على زوج رودى فى اقرب فرصة لضمان سكوت مازن والتستر على تلك الفضيجة

بينما كانت حنين استقبلت خبر وفاة اختها بدر بحزن شديد والذى ابلغها به عمها برهان ونبذت رودى فى غرفتها من قبل الجميع كلما صرحت بهم انها لم تتزوجه كذبوها واصبحت كالنكرة

فصمتت اخيرا ووفقت تنتظر قضاؤها

********************************************************************
فى منزل القناوى ,,

رحل فتح الله سريعا الى مصر عندما اخبره يا سين بمكان زوجته عواطف فسافر مسرعا كعادته لا يهتم لامور ابنته وزوجته

وبقى امين ووهدان يجلسان فى وسط المنزل برضاء تام وسط همهامات زوجتهم صابحة وهنيه الجانبيه

نزل عليهم عزام يرتدى جلبابا بنى زداه هيبة وتحرك فى ثقة نحوهم
تعجبت صابحة من حالة ابنها التى تغيرت مائة وثمانون درجة بعد جلسة ابيه المطولة
هتف عزام بصوت عالى :

– السلام عليكم
اجابة الجميع :

– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

استرسل عزام قائلا :

– انى رايح مشوار فتكم بعافيه
لوت صابحه فمها وتسائلت بصوت عال :
– رايح فين ؟

لم يجبها فقد تجاوز الباب الخارجى
فهتف وهدان مبتسما :
– سبيه لحاله

علا صوت يدا تصفق وصوت خشن يهتف من جانب الباب الخارجى
– ياساتر

التف وهدان وجه باتجاه الصوت وهتف :
يحيى اتفضل

نهضت صابحة وهنيئه الى الداخل بينما تقدم يحيى الدمنهورى باتجاهم واولاه امين وهدان اهتماما فهو نادرا ما ياتى الى هنا

هتف امين مرحب :
– ياا هلا يا اهلا

جلس يحيى على استحياء ثم هدر بتوتر :
– انى هدخل فى الموضوع على طول ,بجى يا حاج وهدان انت خابر زين انى رجل عايش وحدانى من بعد ما مرتى ماتت وولدى اها كمان اتجوز وبجي مشغول فى المستشفى وبيته وانا بجيت محتاج حد يونسنى واتسند علية لما اتعب
حرك وهدان راسة :

– حجك يا واد عمى لو عايز عروسة نشوفلك من الصبح

هتف يحيى بحرج :

– الصراحة انى كنت جايلك بصفتك كبير البلد جايلك تتوسطلى عند منصور عزوز عشان اتجدم لزينات ام فرحة

اتسعت عين امين ووهدان فى دهشه زهتف معا :
– كيف الكلام دا

استكمل يحى موضحا :
– انى مانش لسة صغير عشان اتجوز صبية صغيرة خصوصى انى عايزها للونس وانى عرفت من مدة ان ام فرحة اتطلجت

وزعو نظراتهم المتوجسة بينهم بين البعض وساد الصمت لدقائق ثم
حك وهدان طرف فمة بشرود وهتف :
– سبنا شوية يا يحيى وهنبجا نرد عليك

*************************************************************

فى منزل البدرى ,,,

انتهاء العزاء بفقدان سناء عقلها واصبحت كالمجانين تمشى فى الطرقات تهذى بالذنب الذى اقترفته فى حق المسكينه حنين وكيف رد اليها كجزاء من جنس العمل ونالت عقابا موجعا عن خطيتها ونواياها السيئة التى كادت الحاقها بها

ودفعت ثمنا منصفا عن تدبيرها التى استعمال عقلها فى الشر و فى ايقاع فداء لابنتها عوضا من استخدامه حيلتها فى تغير قراره

وهامت تهدر بجنون :

– جتلت والدها وجتلت بتى بت جوزى كات سبب فى جتل بتى بتى الصغيرة اللى ابوها كان عايزها تجوز زهير وانا شورت عليه بحنين جات حنين شالت بتى ,,,اة يا بتى
لقد هدرت الحقيقة الكاملة ودنائة مخطتها

********************************************************************
فى فيلا عاصم الاسيوطى ,,

جلست حنين مع رودى وحاولت استكشاف الامر وبعد ان طرحة عليها الاسئلة
عن ماهيتة مازن شهدى وشرحت لها رودى انه ذلك الشاب الذى لطمته بالقلم وذيع عنه الفيديو الذى رائته

فهتفت حنين وهى تضع يدها اعلى فمها بصدمة :
– يا خبر يبقا بينتقم منك بس اية وصله صورك وهدومك

اهتاجت رودى ووضعت يدها اعلى راسها وهدرت وهى تبكى :
– مش عارفة مش عارفة

ربتت حنين على يدها لتهدئها وهتفت بهدوء :
– ما تقلقيش , انا هكلم اياد

ثم همت بالنهوض واسترسلت
– انا هنزل ادور علية تحت واشرحله كل حاجة

نظرت رودى اليها نظرة امتنان وهتفت بصوت باكى :
_انا مش هنسي ابدا وقفتك جنبى وسماعك ليا وقت رفض كل انه يسمعنى بجد شكرا ليكى
ابتسمت حنين وبنبرة حانية قالت :

– انتى اختى يا رودى وانا هعمل ما بوسعى عشان اطلعك من الوقعه دى
ابتسمت له رودى وهتفت بشكر لها :
– بجد thank you

ابتسمت حنين لها ابتسامه هادئة ثم استدارت باتجاه خارج الغرفه

نزلت الدرج بهدوء وهى تبحث عن اياد بعينيها ما رأت سوى ظهر عاصم
يستند الى الاريكة بانهاك وتعب يحاول الوصول الى كوب الماء الذى بجانبه ولكن لم يقدر ارخى جسدة واستسلم لتعبه تابعت حنين الامر وحاولت تجاهلة الا ان روحها الطيبة

جعلتها تقدم اليه وتناوله كوب الماء فتح عاصم عينية المغمضة ووزع نظره بين تلك اليد الممدودة بكوب المياه وبين وجه حنين ذو الملامح العاديه
جحظت عينه بغل وقبل ان يهتف بقسوة جال فى مخيلته ان هى الوحيدة التى تستطيع الاجابة عن كل اسئلته

دون ان تتعبه مثلما يفعل اياد هدر بعنف :

_ انتى حكايتك اية انتى اجوزتى ابنى حب ولا طمع ابنى لى متمسك بيكى لى انتى بذات
كاد صوته العنيف ان يربكها ولكنها حافظت على هدؤئها وهتفت بقوة وتماسك غير معهود
وكانها تستند الى ظهر قوى يدفئها ويقويها وهتفت دون ان يترف لها جفن :

– انا ما احبش حد يكلمنى بالطريقة دى واذا كان على قعدة فضفضة للاسف انت مش الشخص المناسب

وضعت كوب الماء كما كان على الطاولة واستدارت

تركت عاصم يتخبط من تلك الفتاة تارة تبدو ضعيفة وتارة قوية وصلبة وشديدة
هتف باللين :

– ممكن تقعدى معايا

توقفت وعقلها يتأرجح بين الرفض والقبول ولكن اخيرا استجابت لعل تنهى البرود الذى يحاوط اياد نحو بيه

جلست بهدوء بينما هو هتف بتوجس :
– انتى اتجوزتى اياد ازاى ؟

ابتلعت ريقها ووجدتها فكرة مناسبة لايضاح كل الامور ونفى كل الاتهامات نحو زوجها طمعا هتفت بهدوء :

– اياد قابلنى فى شغلى فى المطبعه وعرفنى بنفسة انه بيشتغل سواق عربية فى شركة وبعديها بفترة حاول يتقرب منى وانا صديته جه واتقدم لجوز خالتى اللى بكل وضوح كان عايز يتخلص منى لانى بقيت عبء عليهم …رمت اليه الحقيقة الكاملة دون تردد او خجل فقد اصبحت اقوى من التهرب من ماضيها
قررت المواجهه مهما كان الثمن

كان ذلك الكلام غريب تماما على مسامع عاصم اذا كان يظن انها هى من لعبت علية حتى توقعه فى شباكها

فادرك الان انه العكس لقد حاق بها بمكر سوء لعب لعبة قذر فى نيلها لذا كان مصرا على تنفيذ تلك الزيجه سرا دون اعلام احد
هدر بصوتا تصحبه الدهشة :

– طيب ليه ؟ ليه كل واحد كان بينام فى اوضة لوحدة

لمعت عينيها حول ذكراها الاولى عن زفافها وهتفت غير مباليه باى شئ:
– كنت عايزة اطلق عشان خدعنى

شعر عاصم بالخجل من افكارة التى اتضح عكسها ومن تلك البريئة التى حملوها فوق قدرها باثم الظنون

نهضت حنين بعد ان وجدت انه وجد الاجابة الكافية عن كل اسئالته ولكنه استوقفها ثانيا
متسائلا بحيرة :

– وابوكى ليه سابك تعيشى عند خالتك وهو مقدر

هدرت من فوق كتفها :
– ابويا رمانى … انا ما عدش ليا حد فى الدنيا دى كلها الا اياد

سكت عاصم ومال برأسة الى يده فى انهاك واضح من كثرة الضغط لقد صعقته حنين بالحقيقة
الكاملة واظهرته امام نفسة سيئ للغايه…….فالتعامل بسوء الظن يأذى للغايه

********************************************************

فى منزل القناوى ,,

دخل عزام المنزل وبيده رجل يرتدى عمة وجلباب يبدو انه ماذون شرعى
ابتسم وهدان اثر دخول ابنه الذى ينتظره وتذكر ما تبقى من حديثه الى ولده
– جولت ايه يا ولدى
ضغطت عزام على راسة بحرج تام من والدة وهتف :
– انت خلفت راجل يااباه وهيفضل راجل

ابتسم وهدن وتلى عليه ايات الكتاب الحكيم ببسمة :
– سورة (فصلت

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (3
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

استسلم عزام الى ارادته والده واسترسل والده بهدوء وهو يربت على فخذية

– بكرة تجيب الماذون يكتب كتاب بت عمك ويطلع على بت الشرشيرى يكتب كتابك انت كمان

بادله عزام والدة الابتسام وتقدم وهو يصيح بصوت جهور :
– اتفضل يا شيخنا
تقدم الماذون وهتف :
– مبارك ربى يجعل داركم كلتها افراح

مال وهدان الى اخية وهمس اليه :
– جوم هات الضيف من الجنينه

بينما صعد عزام للاعلى باتجاه غرفة فرحة وتبعه والده بابتسامة رضاء على نفس الجانب كانت فرحة ترتدى عباؤتها السوداء بجوار والدتها النائمه سمعت طرقات الباب فاتجهت فى سرعة لتفتحه حتى لا توقظ امها النائمة وما ان رأت جثة عزام تتوسط الباب حتى تراجعت فى خوف

مال عزام راسة ولم يرفع عينة باتجاها لقد اصبح الان ابرد من تشعله نيران الغل من جديد
هتف بهدوء :

– صحى مرات عمى واتجهزى الماذون تحت جاى يكتب كتابك على الظابط
كادت تجن من كلماته فآخر من كان يسعدها هو عزام فما رائت منه سوى الرهبة والخوف والكره

ما هى المعجزة التى حدثت حتى ياتى اليها بذبلك الخبر السعيد

سألته وهي تفتح فاها :
– انت بتكلم جد

رفع عينه بقدر الذى يسمح له برؤيته سعادة عيناها وهتف وهو يزفر انفاسه :

– الماذون تحت وانى اللى هشهد على العجد بنفسي …..انهى كلماته بمزحه خفيفه كى يعتذر عن ما بدر منه فيما سبق

– اخلصلى بدل ما نرجع فى كلامنا

لوحت بيدها فى وجه كطفلة صغيرة وهدرت بسعادة بالغه :

– لالالالالا انا هنزل على طول

هرولت نحو امها فى سرعة بينما هو ابتسم وغادر على الفور
حركت امها فى سرعه ما كادت تسع الدنيا حجم سعادتها وهتف :
– ماما ماما قومى ياماما بتك هينكتب كتابها اية قولى عقد حياتها قولى فرحت قلبها قوالى يا سعدك يا هناكى خدى اللى قلبك عشقوه

نهضت زينات وهى ترمقها بتعجب وسالتها :
– فى ايه اتجننتى ولا ايه ؟

حركت فرحة راسها وقفزت الى اعلى الفراش بسعادة :

_ايوة اتجننت اتجننت خالص هتجوز زين يا ماما زين هيتجوزنى

وقفت تتمايل فى سعادة لا تتسع لها

هسمع كلامه وتحت امره فى اللى يقوله عليه
وباى شكله هريحه لو حتى هيطلب ايه
بعد انهاردة ما حدش غيره ليه عليا كلام
وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاته كام
انا همشى ايديا فى ايده ومش هخاف واخبى
وهقول الناس بحالها دا اللى اختاره قلبى

قهقهت زينات عاليا من جنان ابنتها ربما على سعادتها يبدو ان ذلك الساحر قد خطفها عقلها قبل قلبها

**************************************************************
فى فيلا الاسيوطى

خرجت حنين لتبحث فى الحديقة على اياد تقدمت بسرعة ودارت باعينها فى المكان
لاحظها اياد وتابعها باتسامه خفيفة عن تلك الشمس التى ظهرت بين عينيه تلوح له بغطاء راسها الابيض الذى يتطاير بفعل الهواء

لاح فى عقله فكرة شريرة وحك فروة كلبه الذى يجلس فى احضانه ثم ابتسم ابتسامه خبيثة وهو يميل الى ركس واشار اليه على حنين

انطلق الكلب باتجاه حنين مصدرا نباح عالى افزع حنين وركضت بعشوائيه فى الجنينه
وهى تصرخ :

– يا اختى ………….. اااااه ……………………اياد

بينما قهقه اياد عاليا من طفولتها وانطلق نحوها من حيث لا تراه
واقترب منها وهى تركض واحتضنها من الخلف

دفنت وجهها بين كفيها ظل ركس يدور حولهم وينبح بصوت عالى
داعب اياد وجنتيها بانفه وهمس باذنيها برقة متناهية :
– ما تخافيش

كادت ان تخور قوها وسط قربه الوشيك وصوته الناعم
ازاحت اصابعها واحدة تلو الاخر وهتفت بتوتر :
– خلية يمشى

قهقه عاليا وهتف ممازحا :
– ابدااا دا نا حبيته زيادة هههههههههه

اغمضت عيناه حتى لا ترى هيئته التى تفزعها وهدرت بطفولة :
– ارجــــــــووووك

ادارها الى وجه وامسك يدها وعلق نظره بعينيها اللامعه بينما هى ذابت عشقا فى رمادية عينايه الجذابة وتناست كل شى قد يفسد تحليقها فى الفضاء

ابتسم ابتسامه عذبه وبنبرة هادئة هتف :

– مش هسمح من النهاردة ان اى حاجة تخوفك …….ممكن تسبيلى نفسك
حركت راسها وكانها تحلم .امسك كفيها وداعب اصابعها حتى زال تشنجها

وبسطت يدها اشار الى ركس الذى اقترب واشار له بالجلوس فاستجاب
مد يد حنين وهو ممسك بها نحو راس ركس وحركها ذهابا وايابا بحركة ناعمه جعلتها تغمض عينها بقوة جثى اياد على ركبته وجذبها لتجلس اعلى ركبته فتحت عينيها شيئا فشئا

لتجد ركس سكن تماما وبدء بالسكون كأنه الفها حركت يدها على فروة الكثيف وبدء لا تخشاه

ابتسمت لنجاح الامر بينما كان اياد يتابع عضلات وجهها بشغف جلى وبعشق تام
التفت اليه لتخبرة عن سعادتها بتلك التجربه
– معقول

لتشرد فى نظرات عينه الشغوفه وشروده
هدر دون مقدمات :
– انتى قلبى وروحى وانتى عينى انتى كل حياتى انتى اللى معاه بنسي كل حاجة انا مش بحبك ولا بعشقك انا اتعديت كل الحدود

عبير كلماته الصادقة ونطقه للكلمات بهذا الصدق الذى يقفز فى عينه

جعلها تهدر هى ايضا بسعادة :
_ربنا يخليك لقلبى انا اجمل صدفة فى حياتى يوم ما عرفتك انا مش عايزة اى حاجة من الدنيا غيرك انت سعادة جاتنى ما كنتش عمرى احلم بيه

حدق لشفاها مليا قبل ان يلثمها برقة وهدوء تجعله يغيب عن كل العالم ككل مرة
لتدفعة هى فى خجل وهى تتلفت فى ريبه :
– اياد عيب

حرك راسة بتزمر وهتف :
– عيب ليه ؟ ما احنا كنا ماشين حلو

زاغ بصرها وهدرت من بين اسنانها :
– احنا فى الجنينه

ابتسم واقترب من وجهها ومال بجبينه الى جبينها وهتف فى مكر :
– يعنى لو ما كناش فى الجنينه كان هيحصل ايه؟

نهضت من اعلى ركبته وامسكت يدة فى تودد :
– طيب ممكن نتكلم فى موضوع مهم بقي

حرك راسة بضيق :
– انتى ليه بتفصلينى

رفعت حاجبيها ولوت فمها ببراءة مغرية فانفرجت شفتيه وهتف بسعادة :
– عيونى اطلبى واتمنى

ابتسمت له وهتفت بحنان : – تسلملى عيونك

********************************************************************
فى منزل القناوى
نزلت فرحة وامها وسطت تجمع اهل المنزل على كتب الكتاب المفاجئ للجميع
جلسوا الجميع فى فسيح المنزل كانت قلوب العشاق تتراقص وهم يجلسون فى مواجهتة بعضهم البعض

فى بداية الامر امر وهدان الجميع بقراءة الفاتحة حتى تيسر لهم الامور ويتم الزوج بصورة سليمة
ويبارك للعرسين فى حياتهم رفع زين وفرحة يديهم بقرب من فمهم كما فعل الجميع
وتلو الفاتحه باعين متعلقة ببعض لمعت اعينهم بسعادة جلية تحركت شفاهم المرتسمة بالبسمه بقرائة الفاتحة حرفا حرفا معا وكأنها تقراء بقلوبهم لا بشفاهم

من بعد مد زين يده نحو عمها وهدان ليصافحه ووضع المأذون منديلا ابيض و يده فوقه
وبدى يتلو الكلمات المشهورة فى اتمام الزواج وزين يردد من ورائه
كانت فرحة تقرع الطبول بداخلها تشعر بأنها نست كل معانتها فقد كان كل شئ بترتيب الهى واجمل ما حدث لها انقشع كل الظلام فى حياتها علقت سودية عينيها بشفاة التى نطق طلبها بالاسم من عمها وكانها تحلم ودت ان يتلاش الجميع وتنطلق نحوه وتحضنه مالت

امها الى كتفها بأعين دامعه وهمست لها بسعادة :
– مبروك يا بنتى
همست
احتضنت امها فى سعادة وكأنها نبهتها انها دقت ساعة الفراق
– يا حببتى يا ماما

قد انتهت المراسم وعلا صوت الزغاريط فى كل الارجاء خاصة من قبل صابحه التى كانت فى قمة سعادها برحيل تلك المزعجة عن ولدها

فرحة الى امها فى جنون :

– اروح احضنه دلوقت
وكزتها امها بابتسامه من وسط دموعها وهتف وهى تحبس ضحكاتها :

– اتلمى يا بت عمامك قاعدين بكرة ياختى ابقى احضنيه براحتك
صاح وهدان بسعادة بالغة :
– مبروك يام فرحة مبروك يا فرحة يا بتى

اجابته فى سعادة :
– الله يباركلك يا حاج وعقبال ولدك

وجه نظرة لزينات وكانه قفز الى ذهنه شئ معين وهتف :
– ام فرحة كنت عايزك فى موضوع اكدة تعالى معايا فى المندرة

حركت راسها فى استجابه بينما هو هما واقفا وهتف فى الجميع :
– جهزوا نفسكم عشان نروح نكتب كتاب عزام على زهرة بت الشرشيرى كمان شويه

هنا صرخت صابحة وهى تلطم صدرها :

– يالـــــــــــهوتى

رمقها وهدان بنظرات ناريه جعلتها تقفز من مكانها الذى اصابته الكهرباء وهرولت الى الاعلى

لم يتسع لها الوقت للفرح من خلاصها من فرحة وتلاحقت الاحداث عليها
تبعتها هنية واخرج امين وعزام المأذون لينتظر فى العربة قدوم ابية وهدان
وخلا المكان الا من فرحة وزين

شعرت فرحة بالخجل المفاجئ وهو يحدق اليها لاستمتاعه بخجلها
ثم هتف وهو يبتسم :

– مستنية اية يلا

رفعت وجهها الذى كانت تنكسه بالارض وكانها تتأمل السجادة الاعجمية
وقضيت وجها بعدم فهم :
– يلا ايه ؟

اتسعت ابتسامته وهتف بمكر وهو ضيق عينية بغمزة شقيه :
– مش كنتى عايزة تحضنينى

رفعت يدها سريعا نحو فمها كى تكتم شهقاتها الفجائية

بينما هو استرسل :
– قريت شفايفك وانتي بتسال امك على فكرة ومستغرب اوى من كسوفك دلوقت
يا بنتى دا انتى تربيتى انا عارف جنانك دا ممكن يوديكى فى داهية وبحبك عشان جنانك دا هههههههه اوعى تبطليه

كانت حقا فى خجل تام لا تدرى اين تتوارى منه فبعد ان اصبحت زوجته سارت لا تدرى ماذا تفعل معة

فقد اعتادت صده ولكمه عند محاولات اقترابه او نظره وايضا كانت تتمنى ان تعيش معه لحظات سعيدة

وتسمع اكثر كلمه اشتاقها قلبها اليه من بين شفتية( بحبك ) تلك النبته التى ستنبت وتترعع فى قلبها الى ابد الابدين

نهض هو من مكانه اثر سكونها وانتقل الى جوارها هتف متصنعا الجدية :

– قوليلى بقي عملتى اية فى العبد لله جبتية على ملا وشه من ايطاليا لمصر

ابتسمة للطافته وكذالك لاسلوبه الجدى فى المغازلة واجابته بضحكة لم تنكرها :
– انت اتعلمت الرومانسية فين ؟

اتسعت شفتاة بابتسامه تى بدت نواجزه :
– اووبا , انتى ببتريقى دا الموضوع دا عايزله قعدة

رفعت قدمها وهى تبتسم وهتفت :
– وماله نقعد

استدار لها وتأملها قليلا ثم هدر بجديه :
– عملتى فيا حتة عاملة يا فرحة هكدرك فيها اقسم بالله

اومأت براسها بسخرية :
– اممم ما انا عارفة

رفع حا جبية بتعجب وابتسم :
– عارفة ؟ وسكته ؟

وتعالت ضحكاتهما معا

على الجانب الاخر

كان وهدان كشف الامر تماما امام زينات

ووقف ينتظر اجابتها حول موافقته بالزواج من يحيى ام لا
هتف معللا :

– اوعك تكونى مفكرة انى بجول اكدة عشان ما عايزكيش
تعيشى وسطينا ححجك محفوظ وانتى علي العين والراس لكن انا جولت اجولك انتى صاحبة الشان

كانت زينات فى خجل ابنة السابعة عشر ظلت تفرك اصابعها فى توتر وتحير فهى لا تدرى

بما هو انسب لها وان كان يحيى هو الذى تربع على عرش قلبها من قبل زواجها
ولكن فتح الله وتعذيبه لها طول كل هذة السنوات قد فقدها كل معانى الحب ونست ان كان حتى قلبها ينبض
اجابته اخيرا :

– انا هجوز بنتى اللى حلتى وهتروح تعيش مع جوزها ومش هيبقى
ليها معنى قعادى وسطيكم خاصة بعد طلاقى من فتح الله

حرك وهدان راسه من اشارتها الغير واضحة بالقبول وهتف :

– خلاص الخيرة فيما اختارها الله , انى هروح اتمم كتب كتاب ولدى واعاود بالماذون اهنه مع يحي تكونى انتى كمان اتكلمتى مع بتك

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

بقلم / يا سمينا احمد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى