مسلسل عناد الحب

مسلسل عناد حب الحلقة 9و10و11و12

حياة جديدة

عاد بطلانا الى عملهم وروتينهم اليومي المعتاد ولكن الاختلاف هو تعاملهم الهادئ مع بعضهم البعض حتى بدأ الموظفين فى التعجب من التحول المفاجئ فى علاقتهم وانتشرت الاشاعات التى ترمي الى وجود علاقة خفية نشأت بينها فى رحلة الغردقة

ولقد انقسموا لفريقين

فريق يؤيد ان آدم بسحره ورجولته ووسامته التى تجذب كل امرأة يقابلها قد سيطر على عقل وقلب أسيل بل روضها تماما وجعلها طور بنانه

وفريق اخر يؤيد فكرة انها من سحرته بجمالها وجديتها الملازم لها رقتها وجمالها واناقتها ولباقتها فى التعامل مع ايا كان

وهناك من يشتعل غيظا من قربهم المفاجئ هذا فنجد معتز مقهورا ويكاد يجن لمعرفة الطريقة التى استخدمها آدم للتقرب منها بهذه السرعة ليبدوان اكثر من اصدقاء فلا يخفى على احد يراهما معا انها اصبحا فى علاقة تتعدى الصداقة

اما بطلتنا فمنذ عودتها من الغردقة وهى يتملكها نشاط وحماس للعمل وتشعر براحة و سعادة عند وجودها بالشركة فابتسامتها التى كانت نادرا ما يراها احد اصبحت مرسومة طوال الوقت على ثغرها تتحدث مع هذا وذاك لكن مازالت جديتها تلازمها وصرامتها بخصوص العمل مستمرة

حال آدم لا يختلف عن حال أسيل كثيرا لكن لا زال فى بعض الاوقات تتملكه عصبيته ولكن بمجرد رؤيته لوجها يعتريه الهدوء مرة اخرى

الشركة اليوم على اهبة الاستعداد لاستقبال عميل فى غاية الاهمية سيف الدين العذبي صاحب اكبر سلسة مطاعم بالعاصمة ويستعد لإنشاء فرع جديد و قرر التعاقد مع شركة الشناوي للانشاءات والعمل معها

فنجد آدم يترأس مكتبه امامه كلا من معتز وأسيل فى انتظار هذا العميل وكلاً منهم على علم بمدى اهمية هذه المقابلة

لتدلف السكرتيرة لتخبرهم بقدوم الضيف ويسمح لها آدم بإدخاله ليقفوا جميعا فى استقباله

يدخل بهيبته المخيفة ونظراته الثاقبة وملامحه الرجولية الفذة وطوله الفارع يتقدم منهم يحييهم بثبات ليردو التحية ويطلب منهم آدم الجلوس

سيف الدين موجهها حديثه لأسيل بابتسامة رزينة : لقد استمعت الى الاشاعات التى تدور حول الشريك الجديد لكن لم اتخيل ان يكون هذا الشريك سيدة فاتنة بل فى سن صغيرة ايضا

أسيل بابتسامة و بجدية : شكرا على هذا الإطراء سيد سيف لكن كما تعلم لا علاقة للجمال او السن بالعمل

ليومأ لها موافقا ويوجه حديثه لآدم ومعتز وأسيل

سيف الدين : تعلمون اننى افكر فى الفترة الحالية فى انشاء فرع جديد لسلسلة مطاعمى واريده ان يكون فى منتصف العاصمة راغباً فى جعله الفرع الرئيسي لذا فيجب انشاءه على افضل صورة وبشغل راقي لذا فكرتُ بالتعامل معكم فلا يخفى على الجميع مستوى شغلكم العالى

معتز مبتسما : هذه شهادة كبيرة منك سيد سيف نعتز بها كثيرا ويشرفنا العمل معك ونعدك بشغل عال يفوق توقعات الجميع

آدم : حسنا اخبرنا بالموعد الذي تريده للافتتاح لنُقّدر ميعاد البدء

ثم اكملوا حديثهم عن العمل وبقوا لفترة بعد ذلك استأذن منهم للمغادرة على اتفاق بمقابلة اخرى قريبا

تمر الايام سريعا ويعملون ثلاثتهم على المشروع بجهد كبير …. امضوا ايامهم تلك على المنبهات والوجبات السريعة فلقد كانو يشىرفون بأنفسهم على كل ما يخص المشروع تاركين مشاريعهم الاخري للعاملين لديهم

انتهوا من المطعم فى وقت قياسي يشهد لهم كفاءتهم فلقد كان تحفة فنية اشاد بها الجميع فى حفل الافتتاح الذي دعاهم اليه سيف الدين ليشكرهم شخصيا على الملأ على عملهم وجهدهم الواضح وبهذا الشكل يقوم بعمل دعايا لهم لدى كثير من رجال الاعمال

بالطبع لم تنقصهم الدعايا او الشهرة لكن عندما تأتي هذه الدعايا من شخص كسيف الدين العذبي فهذا سيبدد اى تردد صغير لدى اى رجل اعمال فى العمل والتعاقد معهم

و نجد على احدي طاولات الحفل كلاً من آدم وأسيل ومعتز واقفين معا ليتقدم اليهم سيف الدين قائلا

سيف : حقا لقد ابدعتم لم اقابل احد حتى الآن الا واشاد بعملكم لا تعلمون كم انا شاكرٍ لكم

آدم بلباقة : كل عميل لدينا وله مكانته … هذا العمل و الابداع هو ما يستحقه السيد سيف الدين كما انك مدرك مدي كفاءة عملنا واتقاننا له وهذا بالتأكيد ما دفعك للعمل معنا

ليومأ سيف بإبتسامة

سيف موجها حديثه لأسيل بإبتسامة : لكن لا يقتصر ابداعكم على العمل والمشاريع فقط بل انا انظر حاليا الى ابداع وجمال لا مثيل له حقا اهنئكى سيدتى على اناقتك وذوقك واهنيء نفسي على حظى الرائع الذي اعطانى فرصة للعمل مع فاتنة مثلك اكاد اجزم ان نصف من فى الحفل ان لم يكن جميعهم يطمع فى لحظة للحديث معك او النيل برقصة حتى

ليعتدل فى وقفته منحنيا بنصفه الاعلى قليلا ناحيتها مآداً بيديه اليها فى وضع يطالبها برقصة معه

لتنظر اليه فى خجل ثم ترمي نظرة على آدم والذى قد تبدلت ملامحه من الهدوء الى الغضب وقد احمرت عيناه واحتدت ملامحه لكن ماذا تفعل ! هى فى وضع لا تستطيع الرفض فيه نظرت الى اعين آدم لتفهمه انها مضطرة لقبول دعوته وهى غير مدركة حتى سبب لتبريرها له

مدت يدها بتردد ليد سيف ليسحبها معه الى حلبة الرقص ويختفيا بين جموع الراقصين

يقترب معتز الى بطلنا المشتعل ليزيده اشتعالا بكلامه وتعليقه على الموقف

معتز : انظر لها قد قبلت دعوته للرقص ولم تمر حتى خمسة دقائق على رفضها لى ، حقا هى تعرف كيف تختار الرجال فبالطبع شريك لها بنسبة اسهم اقل منها حتى لا شئ بجانب السيد الملياردير سيف الدين العزبي … تباً لقد خدعت بها

ليزيد بكلامه هذا من غضب آدم فيترك معتز يكمل حواره هذا وحيدا
ويندفع بين الحشود ليراهم يرقصون معا وسيف يقترب منها بشكل حميمي قليلا فيتقدم نحوهم دون تفكير ويمسكها من مرفقها بقوة محدثاً سيف

آدم : اسف لكن لابد لأسيل ان تغادر الآن الوقت تأخر وسيقلق والداها

سيف : حسنا لا بأس رغم اننى اطمع بإكمال الرقصة لكن لا استطيع تأخيرك اكثر من هذا
ليمسك يدها الحرة و يرفعها مقبلا اياها بلطف واردف

سيف : سررت بالعمل معك وتشريفك لي الليلة أسيل اتمنى ان نتقابل قريبا

أسيل بابتسامة متوترة : سررت انا ايضا بالتعرف اليك سيد سيف وداعا

سيف : وداعا… ليوجه حديثه الى آدم الذى اصبح شعلة من النار ….. سررت ايضا بالتعامل معك سيد آدم
وارجو ان لا تكون اخر مرة لنا بالعمل معاً

آدم سريعا : نعم ارجو ذلك وداعا

ليقوم بطلنا بسحب اسيل بقوة متجاوزا الحشود مغادرا القاعة بل الحفل بأكمله دون حتى اخبار معتز بمغادرتهم

يتجه الى سيارته فيفتح الباب الامامى ويدخلها بقسوة ويغلقه بعنف و يسرع بالركوب هو ايضا ليبدء القيادة بسرعة قصوى ارعبت أسيل وجعلتها على وشك البكاء
أسيل بنبرة مرتعبة : آدم خفف السرعة رجاءا … ليتجاهلها بل ويزيد من السرعة ليزيد خوفها وتهتف بصراخ وبكاء

أسيل : آدم خفف السرعة اللعينة انت ترعبنى

ليوقف السيارة فجاءة لترتد فى جلستها ويصطدم راسها بمقدمة السيارة محدثة جرح بجبهتها

ينظر لها بغضب غير عابيء بإصابتها فيهتف بها فى غضب

آدم : لما تصرخين فى وجهي أغاضبة منى لقطعى للحظاتك الرومانسية مع السيد سيف ان لم ترغبي بالذهاب وتركه وحيداً لما لم تقولى هذا

أسيل بذهول : ماذا تقول انت وعن اية لحظات تتحدث كل هذا لانى وافقت على الرقص معه لقد رأيت بنفسك اننى كنت فى موقف لا احسد عليه ، تعلم اننى لم استطع الرفض …. ثم تابعت فى غضب …. انت لم ولن تتغير ابداً ستظل كما انت اتذكر اخر مرة تشاجرنا فيها قبل الهدنة المزعومة تلك لقد كان لنفس السبب
بسبب تشكيكك فى اخلاقي وعدم ثقتك بي … سحقا لى حقا انا غبية عندما ظننتك تغيرت ….. لتكمل ببكاء …. هذا يكفى اكتفيت من إهاناتك لى سأصفى عملى فى الشركة وابيع أسهمى لك او لغيرك لا اهتم واغادر لا اريد رؤية وجهك مرة اخري وداعا

لتغادر السيارة مسرعا فيلحقها بسرعة ويمسك بيدها مثبتا اياها امامه و تعلو وجهه علامات الندم والخوف من فكرة فقدانها لينطق بشكل لا ارادي دون تفكير

آدم : هل تتزوجيني؟!
……………….

اغار

آدم : هل تتزوجيني ؟

لتسكن هى امامه وتتوقف عن محاولاتها للتخلص من كف يده المثبتة اياها
و ترمش عدة لحظات لتغرق بعد ذلك فى هستيريا من الضحك المتواصل الى ان ادمعت عينيها

لتهتف بعد فترة من الضحك الذي اوقفته بصعوبة

أسيل: اتسخر منى ام تمزح معى؟ …. وتكمل بنبرة سخرية …. نتزوج؟ هل جننت ام اصابك مس من الجن الم تكن منذ لحظات تشكك في وإنى ارتمي بين يدي اى رجل يقابلنى ، اه ولنتذكر معا انها ليست المرة الاولى لك لتتهمنى بهذا الشكل
ألم يخبرك والداك قبلا ان من شروط اى ارتباط ناجح هو الثقة بين الطرفين واحترام بعضهما البعض دعنى ابشرك ان اهم شرطين لموافقتى على هذه المزحة السخيفة قد افسدتهما بتصرفاتك هذه والآن اسمح لى

لتتركة وتوقف سيارة اجرة كانت مارة امامها و تغادر متوجهه الى المنزل محاولة قدر الامكان منعه من رؤية دموعها الساقطة على خديها

ليقف هو بعد ذلك وعلى وجهه علامات الغضب ممزوجة بالحزن
لقد خسرها … عرض عليها الزواج للتو ورفضته … بسبب غباءه فقدها
ليعود متخاذلا الى سيارته ويقودها عائدا الى قصره الكئيب

صباح اليوم التالى نرى كلاهما يستعدان للذهاب الى العمل ولم يذق اياً منهم طعم النوم هذه الليلة

فقد قرر آدم انه لن يستسلم وسيسعى لاصلاح ما افسده بغباءه هذا و يجعلها توافق على الزواج منه فلا احد يرفض آدم حلمي الشناوي فهو له طرقه للحصول دائما على ما يريد

اما بالنسبة لبطلتنا فكرت كثيرا محاولةً ايجاد سبب لاتهاماته تلك ولم تجد
وقد كانت قررت حقا بيع اسهم ايمن رحمه الله الى اياً كان لكن لا وألف لا بعد سخريته بطلبه الزواج منها بهذه الطريقة لن تكون أسيل نور الدين ان لم تعلمه الدرس جيدا وانها ليست من يسكت على اهانتها بهذه الطريقة
هو من اختار الحرب فليتحمل تبعاتها

وعادت ريما الى عادتها القديمة (مثل مصري^_^) لتعود العلاقة المضطربة بينهم فبرغم قراره بكسبها وكسب مودتها مرة أخرى الا انه لا يستطيع التحكم بأعصابه امام استفزازها المستمر له وحدتها معه

يمر اسبوع على عرضه للزواج لا جديد فيه سوا قتالهم اليومي معا المعتاد

…………. : ماذا قلت؟ تتزوج!!!!!

هتف بها السيد حلمي الشناوي فى دهشة تشاركه بها زوجته ناهد ليجيبه آدم

آدم بجدية : نعم هذا بالفعل ما قلته …. ارغب بالزواج …. ظننت انكم ستسعدون بهذا الخبر

ناهد بدهشة : بالتأكيد سنسعد لك يا بني لكنك فاجأتنا بقولك هذا .. لتردف بسعادة …. ومن هى سعيدة الحظ تلك والتى اجبرت آدم حلمي الشناوي على الزواج بها ؟

آدم : أسيل نور الدين شقيقة أيمن

لينتفض حلمي من مجلسه بحدة

حلمي : ماذا تقول ؟ هل جننت ؟ الم تجد سواها لتعطيها اسمك ؟ الا تعلم ما كُشِف عن اخيها بعد وفاته ؟

ليعم الصمت المكان ويقطعه آدم

آدم : انت تعلم أيمن جيداً و ان ما قيل عنه بعد وفاته ليس بحقيقة ثم ان لا شأن لأسيل بأخاها لقد امضت معظم سنين عمرها خارج البلاد

حلمي بسخرية : وتلك التى عاشت عمرها خارج البلاد اخلاقها تسمح بأن تربط اسمك واسم عائلتك بها

آدم وهو يهم بالمغادرة : هذه الامور ستعرفها عند رؤيتك لها ونحن نتقدم لطلبها من اهلها.. علي الذهاب الآن وداعاً

ليتركهم مغادرا الى قصره يفكر بخطة للحصول على موافقة اسيل فى اسرع وقت

فى اليوم التالى استدعى آدم أسيل بمكتبه

أسيل بتأفف : طلبتنى وكأنى موظفة لديك ماذا تريد مني ؟

آدم يزفر فى ضيق متجاهلا تأففها : لدينا عشاء عمل مع عميل جديد الليلة سأمر عليك الساعة السابعة مساءاً احرصي ان تكونى جاهزة وقتها

أسيل : حسنا وداعاً

لتغادر مكتبه عائدة الى عملها مرة اخرى ويمر اليوم سريعا وتغادر لمنزلها

مساءاً ارتدت فستان احمر من الشيفون واسدلت شعرها على كتفيها ووضعت لمسة بسيطة من المكياج ثم خرجت لتجد آدم امام سيارته فى انتظارها ببدلة رسمية يبدو فيها انيقاً ذو هيبة تسحر كل من يراه فتسير نحوه بخطوات رشيقة ليسرع فى فتح باب السيارة لها و يعود الى مكانه و يقود متوجهاً نحو المطعم المتفق عليه

يصلا الى المطعم وتتفاجئ أسيل بعدم وجود عميل او حتى عشاء عمل لتكتشف انها خدعت من قِبَل آدم فيمتلكها الغضب وتهب مستعدة للرحيل

ليوقفها آدم قائلا

أدم بغضب : توقفى عن لفت الانظار لنا .. ثم تنهد ليردف .. اردت فقط الخروج معك وتناول العشاء خارجاً لا انوى خطفك او قتلك اعتبريها كمحاولة اخرى للاعتذار مما صدر منى تلك الليلة

أسيل : محاولة اخرى ؟! عذرا هل سبق و قمت بالاعتذار من قبل ؟ لا اذكر حتى
اعترافك بخطأ ما قلته لى وقتها

آدم : هذا بسبب عودتك الى موقفك العدوانى اتجاهى .. لم تعطيني الفرصة حتى للتحدث معك بهدوء

أسيل : لم افعل هذا دون سبب على عكس بعد الاشخاص الذين يقومون بالتدخل فى حياة الاخرين بل ويسمحون لانفسهم بالحكم عليهم وتقييمهم

آدم بغضب وعصبية : لم افعل هذا

أسيل بغضب : بل فعلت و أهنتني

آدم بعصبية : حسنا فعلت لكن لدى اسبابي

أسيل بسخرية : وما هي هذه الاسباب ؟

آدم دون تفكير : اغار.. اغار عليك من اى شخص يقترب منك .. من معتز من هذا الطارق من سيف الدين ذاك حتى من صديقتك كارول فهى اقرب اليكِ مني
احبك …نعم احبك اعترف بهذا … لم اعرض عليك الزواج سخريةً منك بل لشعورى اننى كدت افقدك

لينظر اليها فيجدها تبكي فى صمت لترتسم ابتسامة صغيرة على وجهه ويعود خطوة الى الخلف ليهبط على احدى ركبتيه ويخرج علبة صغيرة من جيبه ويفتحها امامها ليظهر خاتم من الماس قبل ان يتكلم

آدم بإبتسامة : هل تقبلين الزواج بي ؟!

لتقف مندهشة غير مصدقة لما تراه وتصمت لفترة ثم يزداد بكاءها ويعلو صوتها وشهقاتها لتومأ بقوة عدة مرات موافقة على عرضه

……………….
نوم ثم ……. نوم!!!!!

لم يستسغ بطلنا اقامة خطوبة ثم حفل زفاف بعده بمدة ، بل فاجئ الجميع و اولهم أسيل بطلبه لحفل زفاف مباشرة مما اثار سخط والده اثناء وجوده بمنزل عائلة اسيل لطلبها للزواج حيث انهم لم يتفقا على ذلك ولم يتحدثا فى هذا الامر من الاساس بعد زيارته واخبارهم برغبته فى الزواج .. حتى يأتيهم بعد يومان اتصالاً منه يخبرهم ان يتجهزوا للذهاب الى بيت أسيل لطلب يدها .

الطلب الذي استقبله كلا من والدها ووالدتها بترحاب شديد غير مصدقين ان آدم حلمي الشناوى بشحمه ولحمه جالس امامهم يطلب موافقتهم على عرضه المغري هذا .. ليخبرا ابنتهما بسعادة بعد رحيلهم انها قادرة وماكرة كفاية لإسقاط هذا الدنجوان فى شباكها وكأنهم يتحدثون عن عاهرة وليس ابنتهم .

اليوم هو اليوم المنتظر.. يوم الزفاف .. نجد عصافير الحب خاصتنا جالسين بالقرب من بعضهم البعض يستقبلون التهانى من الاقارب والاصدقاء لتفاجأ اسيل بقدوم سيف الدين لتهنئتهم وما زادها اندهاشاً هو رؤيتها كلاً من آدم وسيف يحتضن كلاً منهما الاخر بسعادة وتكاد تجزم ان من يرى هذا المشهد الآن سيظن ان صداقتهم دامت لسنوات ولكنها تجاهلت الامر ورسمت على ثغرها ابتسامة صغيرة عند التفات سيف لها لتهنئتها.

ولم يخفى عليها نظرات الكره والحقد من بعض الاشخاص على مقدمتهم معتز الذي يكاد يموت غيظا من ضياع فريسته التى فشل فى اصطيادها بل ظفر بها شخص آخر والذي لم يكن سوى صديقه وشريكه.

انتهى الحفل و ودع بطلانا الاهل والاقارب منطلقين الى عشهم الجديد ليصلا الى قصر آدم والتى طلبت منه اسيل الاقامة فيه ورفضت العيش فى مكان آخر فلقد كانت ذا افق واسع تعلم مدى حبه لزوجته السابقة وتحترم وفائه لها كل هذه الفترة يكفيها انها المرأة الوحيدة التى حركت مشاعره و جعلته راغبا بها بعد زوجته .. ابتسمت بفخر وحب عند مجيئ هذه الفكرة فى بالها لتلتفت اليه فتجده ناظرا لها يبادلها ابتسامتها هذه بابتسامة دافئة عشقتها .

آدم مبتسما بحب : مرحبا ببيتك الجديد حبي لقد اعدتى اليه الحياة بعد ما كان موحشاً ، هيا لا بد انك متعبة سآخذك الى غرفتنا لتبدلى فستانك الى ملابس اكثر راحة ونتناول العشاء اكاد اموت جوعا.

أسيل بخجل : حسنا لكن الن نصلي معا اولا ؟

ليصمت قليلا ويردف وهو يسير امامها يرشدها الى غرفتهم فيصعد الدرج

آدم : بالطبع سنفعل لكن ظننت انك جائعة مثلى لذا فضلت الاكل اولا لكن لا بأس فلنصلى اولا ثم ننزل لتناول الطعام …ليسكت قليلا ثم يكمل متذكرا امرا ما … اه لقد نسيت اخبارك ان لا خدم بالقصر لمدة اسبوع حقيقة لا يوجد سوى شخص واحد هى الدادة جميلة وقد اعطيتها اجازة لاسبوع .

أسيل : حسنا لا بأس كما انى اعتدت على خدمة نفسي لذا لا مشكلة

ليقفا معا امام غرفة مغلقة ليفتحها فتجد حجرة واسعة يتوسطها سرير كبير ذو اعمدة بجوانبه الاربعة كالأسرّة التراثية و على يمينها مرآة كبيرة بتسريحة يوجد عليها كل مستلزمات التجميل بجانب بعض من حاجياته .. وامام السرير يوجد دولاب كبير يحتوى على اغراضه واغراضها معا اما فى يسار الغرفة تجد باب مغلق خمنت انه الحمام .

يقف خلفها ينتظر انتهائها من تأمل الغرفة التى اصر ان لا تشاركه فى اختيارها بحجة رغبته فى مفاجأتها وقد نجح فى ذلك للتو .

آدم بابتسامة : ما رأيك ؟ هل نجحت فى الاختبار ام لديك ملاحظات ؟ فقط قولى ما لا يعجبك وفورا سأقوم بإستبداله

أسيل بإنبهار : اتمزح ؟ انه بالضبط مثل ما تمنيت … حقا شكرا لك آدم كل شيء و كأنى فى عالم من الخيال بداية من الفستان والحفل والآن غرفتنا .. لتصمت قليلا وتكمل بحب …. ولا انسى حبك لى ايضا فهو افضل ما حصلت عليه فى حياتى كلها

آدم بحب : لا داعى للشكر حبي انا كلى لكِ فقط تمنى وانا أُلبي امانيكِ
هذا واجبي كما انكِ ايضا لى .. ملكي وحدي …حبيتي وابنتي وعشقى .
هيا قبل ان افقد السيطرة على نفسي تجهزى للصلاة و انا سأبدل ملابسى فى غرفة اخرى لتأخذى راحتك و سأنتظرك بالخارج لا تتأخري .

لتومأ له فى خجل و يخرج هو مغلقا الباب خلفه

وبالفعل ابدلوا ملابسهم و صلوا معا ثم هبطا للاسفل وتولى آدم مهمة تحضير الطعام ثم جلسا معا لتناوله ولم تخلو جلستهم من حديث آدم المعسول وغزله الصريح لزوجته واطعامها بيديه حتى انهيا الطعام ليتركها قليلا ويذهب لازالة الطعام فلقد اصر ان لا تفعل شيئا وانها اليوم ملكة متوجة .

ليعود اليها فيراها مستلقية على الاريكة غارقة فى النوم فيحاول ايقاظها بلطف لكن لا اجابة لترتسم ابتسامة صغيرة على ثغره ويحملها بين يديه بلطف شديد لتتعلق فى رقبته وتقترب من حضنه اكثر فتزيد ابتسامته اتساعا ويتجه بها الى غرفتهم واضعا اياها على السرير ويستلقى بهدوء بجانبها.

فى صباح اليوم التالى وبعيد عن بطلانا نجد من يجلس فى مكتبه وكل تركيزه مع محدثه يسود وجهه التوتر والخوف

معتز : نعم سيدى الخبر صحيح لقد تزوجا

ليستمع قليلا الى محدثه ويردف

معتز : حسنا لقد حاولت لكن الامر ليس سهلا علي وحدي والآن صار اصعب بعدم وجودهما فى الشركة

لتتغير ملامحه الى الخوف عند سماعه الرد على كلامه

معتز بخوف : حسنا سيدي سأحاول .. نحن نعمل على مشروع كبير حاليا فقط ننتظر الانتهاء منه ثم نبدء بالعمل الخاص بنا

ليكمل بعد سماعه الرد من الآخر

معتز : حسنا حسنا لا تقلق سيتم كل شىء كما هو مخطط له نعم نعم وداعا سيدي

ليغلق الهاتف ويزفر فى ضيق ثم يعاود الامساك بهاتفه ويقوم بالاتصال مرة اخرى

معتز : مرحبا آسف حقا على الاتصال بهذا الوقت يا صديقي لكن الامر طارئ

آدم : لا بأس انا مستيقظ ماذا حدث ما الامر الطارئ هذا ؟

معتز : انت تعلم من قبل زواجك ونحن نعمل على مشروع الشركة الايطالية تلك وهذا مشروع ضخم و يقومون بإرسال كل فترة من يتابعنا ويتابع عملنا وكما تعلم انا لا استطيع الرد على كل اسئلتهم واستفساراتهم الخاصة بالإنشاء والمعدات اللازمة وما الى ذلك لذا سأحتاجك قريبا ربما قبل نهاية الاسبوع حتى لقد تلقيت اتصالا منهم منذ قليل يخبرونا بقدومهم منتصف هذا الاسبوع

آدم بإنزعاج : حقا مزعجون ..حسنا سأحاول القدوم ومقابلتهم لا تقلق
معتز : حسنا ساعرف منهم الموعد مسبقا واخبرك …ويردف بسخرية …. آسف لمقاطعتك عما تفعله

آدم بغيظ : اذهب من هنا يا معتز لست فى مزاج للحديث معك الآن وداعا

ويغلق الهاتف فى وجه صديقه

ينتصف النهار لنجد بطلتنا لا تزال تستغرق فى النوم وحدها فى فراشها الواسع فتفتح عينيها وتنظر حولها بدهشة تتساءل اين هى ! لتتذكر بعد لحظات ما حدث امس وتنظر الى ساعة هاتفها لتتفاجئ بأنها السادسة مساءاً تنتفض من مكانها وتجلس واضعة يدها على رأسها .. ماذا حدث ؟؟ كيف استغرقت فى النوم كل هذا الوقت؟؟ لم تفعلها من قبل حتى فى مرضها لم يحدث ان نامت كل هذه الفترة .. لكن ارجعت هذا الى توترها وارهاقها فى الفترة الماضية لذا تجاهلت كل افكارها هذه واتجهت سريعا الى الحمام وغيرت ملابسها وهبطت الى الاسفل باحثة عن زوجها العزيز الذي تركته ونامت قبله ليلة زفافهم.

بعد بحث ليس بقصير فى ارجاء القصر وجدته واقفا فى المطبخ منهمكا فى اعداد الطعام غير منتبها لحضورها لتحاول هى استجماع شجاعتها وجرأتها فتتقدم اليه محتضنة اياه من ظهره مريحة رأسها عليه لتشعر بتصلب جسده قليلا تحت يديها اثر مفاجأتها له بحركتها هذه فيلتفت اليها ليكون وجهها مقابل وجهه فتخفض راسها فى خجل

أسيل هامسة بخجل : صباح الخير

ليبتسم آدم بخبث

آدم : مساء الخير زوجتى العزيزة

أسيل بخجل : آسفة … انا حقا لا ادري ما أصابنى لأنام كل هذه المدة .. ثم رفعت رأسها لتنظر الى عينيه وتكمل بوجه طفولى … فلتغفر لي حبيبي

آدم بمرح : بعد هذا الحضن وهذه النظرة سأكون غير آدمي ان لم افعل

لتبتسم هى فى سعادة ويردف هو

أدم : والان لقد تناولت الافطار بدونك حاولت ايقاظك لكن لا فائدة لذا سبقتك والان اعد الغداء لنا … كانت على وشك مقاطعته لكنه اكمل …. سأكمله بنفسي دون اعتراض منك لكن تبقى بعد الوقت لينضج لذا تناولى كأسا من العصير واذهبى لمشاهدة التلفاز حتى انتهى

فعلت ما اخبرها به وتوجهت بكوب العصير الى الغرفة التى بها التلفاز لتشعله وتجلس امامه بيدها كوب العصير وامامها بالتلفاز الشخصيات الكرتونية التى تعشقها

مضت فترة ليست بطويلة لتجد نفسها تفتح عينيها بصعوبة ويغزوها النعاس مرة اخرى فتستلقى على الاريكة وتغرق فى نوم عميق وكأنها لم تذق طعم النوم منذ دهر

……………..
تباً لي

تستيقظ بطلتنا على مداعبة اشعة الشمس لتفاصيل وجهها لتعقد حاجبيها بإنزعاج وتفتح عينيها ببطئ ترمش عدة لحظات تسترجع بها احداث الليلة الماضية والتى لا تتذكر منها غير مشهدين اولهما زوجها الحبيب فى المطبخ يعد الغداء لهما والذي لم تتذوقه هى بالطبع بسبب المشهد الثانى وهو استغراقها فى النوم امام التلفاز

تباً لى

هذا ما همست به أسيل لنفسها وهى تعض على شفتها السفلية بندم قبل ان تلتفت بجانبها لترى آدم مستلقى بجانبها مستغرقاً فى النوم هو الاخر لتنهض ببطئ شديد متجهة الى الحمام وتخرج بعد فترة ملتفة بمنشفة و تشتم نفسها بعنف مرة اخرى لتتفاجأ بيدين تحيط خصرها من الخلف فتشهق فى فزع وتستدير فترى امامها وجهه الناعس يتحدث بصوت اجش

آدم بابتسامة وخبث : واخيرااا استيقظت الاميرة النائمة …. لن اجعلك تلمحي طيف السرير لمدة يومان متتاليان

لتعتري وجهها حمرة الخجل وتخفض رأسها الى الاسفل

أسيل : لا تقلق لا نوم كل هذه الوقت مرة اخري فلقد تذكرت اننى توقفت عن تناول قهوتى الصباحية ليومان لابد ان هذا هو السبب

آدم بخبث : حسنا والان ماذا نفعل !! انا وانت مستيقظان وانتى لا ترتدين سوا منشفة فقط و التى يشرفنى ان اقوم بإنتزاعها بنفسي يكفيني انتظاراً

لتبتعد عنه بسرعة وتستدير ليقابله ظهرها وتردف

أسيل وهى على وشك البكاء : لا يمكننا فعل ذلك

ليصيح هو فى غضب فلقد استنفذ كل صبره فى اليومين الفائتين

آدم بصراخ : ماذا تقولين ؟ “لا يمكننا” ؟ ماذا تقصدين بهذا ؟ لما تزوجنا ان كان لا يمكننا فعل ذلك ؟

أسيل ببكاء : اقسم لك انى لم اتعمد النوم فى اليومين السابقين .. لا ادري ماذا حدث لى …لكن اليوم لا يمكننا فعل ذلك …… لتكمل بخفوت وخجل ….. انها هذه الفترة من الشهر

يعم الصمت المكان لتطغى على ملامح آدم نظرة لم تفهمها ليجيبها بقليل من الحدة

آدم : ألم اترك لك تحديد يوم الزفاف لهذا السبب تحديدا ؟ إذا ماذا الآن ؟

لتنهار هى فى البكاء وتعلو صوت شهقاتها مجيبة اياه

أسيل بخجل : لا ادري ما يحدث لى هذا ليس موعدها لكن ربما من توتر الزواج وما الى ذلك .

منظر بكائها وانهيارها اهدأ البركان بداخله فتقدم لها واخذها بين ذراعيه فى عناق حار مهدئاً اياها معتذراً عن عصبيته و غضبه لتهدأ هى بعد فترة منتبهة لوضعها وهى فى حضنه بالمنشفة فقط فتبعده بلطف والخجل يكسو ملامحها ثم تذهب سريعا لارتداء ملابسها وتتركه يذفر نفساً عميقاً ثم يتجه ليأخذ حماما بارداً يهدأ به اعصابه .

بعد ارتداء ملابسها تخرج هى متوجهه الى المطبخ لتحصل على قهوتها فلن تقدم مرة اخرى على تجاهلها يكفيها ما حدث لها نتيجة لذلك .. ثم تشرع فى تجهيز الافطار وبعد انتهائها من تحضيره تذهب الى غرفتهم لمناداته فتجده يرتدى ملابسه الرسمية واقفا امام المرآة ممسكاً عطره الفرنسي يرش قليلا منه و يستعد للذهاب

لتسأله فى استغراب

أسيل : الى اين ؟

فينتبه آدم الى وجودها و يلتفت اليها مجيباً

آدم : الى الشركة .. جاءنى اتصال من معتز يخبرنى فيه بزيارة موظف من الشركة الايطالية اليوم لمناقشة بعض الامور والاستفسار عنها

أسيل بتأفف : الا يستطيع هو تولى الامر ان كان لا يمكنه تولى هذه الامور البسيطة فما اهميته بالشركة ؟

آدم بإبتسامة : حبيبتى انتى تعلمين انه لا يفهم بمثل هذه الامور فهى ليست من اختصاصه فقط انا وزوجتى العزيزة من يستطيع مناقشة هذه الامور

لتقترب منه وتقف فى مواجهته واضعة كلتا يديها حول عنقه قائلة بإبتسامة

أسيل بدلال : اذاً الا تريد مرافقة من زوجتك العزيزة ؟

ليحمحم آدم ويردف بصوت اجش مبعداً يديها عن عنقه

آدم : أسيل دلالك هذا لا يصح حاليا انا بالكاد اتحكم فى نفسي فلا تفقديني ما تبقى لدي من صبر ودعينى اذهب لهذه المقابلة اللعينة

ويتركها مغادرا لتعلو ضحكتها وتذهب خلفه مودعةً اياه بقبلة على وجنتيه ليبعدها عنه فى غيظ ويغادر المكان سريعاً.

تمر خمسة ايام لم يتغير فيها حال بطلانا سوى انهم وللأسف اضطرا الى النزول للعمل لوجود بعض المشاكل فى الشركة والتى تتطلب وجودهم المستمر فى العمل

أسيل بتعب : مرحبا كاميليا

كاميليا (سكرتيرة آدم ) : مرحبا سيدة اسيل آسفة لكن السيد آدم معه اتصال هام وطلب منى عدم المقاطعة ولكن ان كان امرا هام يمكنك الدخول

أسيل : لا ليس امرا هاما فقط سلميه هذه الاوراق واخبريه اننى انهيت عملى وسأسبقه الى البيت اشعر ببعض الارهاق

كاميليا بقلق : سلامتك سيدة اسيل هل تحتاجين لمن يوصلك للبيت ؟

أسيل : لا.. لا بأس استطيع الذهاب وحدي فقط اوصلى له كلامى وداعا

كاميليا : حسنا لا تقلقي وداعا.

لتغادر أسيل الى منزلها مبكرا فهى تشعر بالتعب .. ليس اليوم فقط لكن لها فترة تعانى من صداع مستمر وارهاق جسدي .. ولكن ارجعت كل هذا الى المجهود المبذول مؤخرا فى العمل فلقد كانت الشركة كلها على قدم وساق لإنهاء المشروع الايطالى فى وقته المحدد .

فى منزل بطلانا نجدها جالسه امام التلفاز وامامها طبق كبير كان مملوء بالايس كريم ولكن الآن نجد ان نصفه تم القضاء عليه من قِبَل أسيل اثناء مشاهدتها لشخصيتها الكرتونية المفضلة لتجد من يجلس بجانبها بإرهاق مرتسم على وجهه يحمل جاكيته بدلته على كتفه واساور يديه محلوله وربطة عنقه مفكوكة ليلتفت اليها قاطعاً تحديقها به

آدم بإهتمام : اخبرتنى كاميليا انكِ غادرت مبكراً لانكي متعبة ماذا حدث ؟ أأنتى بخير؟؟

أسيل بحب : انا بخير حبيبي لا تقلق الهذا جئت مبكرا اليوم ؟

آدم : حسنا هذا سبب من اسباب مجيئي مبكرا ولكن هناك سبباً اخر

لتطالعه أسيل فى تساؤل ليكمل

آدم : أسيل تعلمين اننى طلبت منك اليوم ملف معدات المشروع الايطالى اليس كذلك؟

أسيل بإهتمام : نعم ولقد تركته مع كاميليا .. هل نست اعطاؤك اياه ؟

آدم : فى الحقيقة لا لم تنسى لكن ما وصل لى كان ملف لمشروع آخر

أسيل : كيف هذا ربما ابدلت كاميليا الملف مع ملف آخر دون قصد

آدم : هذا ما جاء فى بالى وقتها لولا انها اخبرتنى انها بنفسها تعجبت من ارسالك هذا الملف فهى تعلم عملنا هذه الفترة على المشروع الايطالى وحده لذا لا مجال ان تكون اخطأت الملف
لتصمت أسيل متفاجئة فلم يصدر منها خطأ مثل هذا مسبقاً ليعدل آدم جلسته ويواجهها ممسكا بيديها فى رقة قائلا وكأنه يقرأ افكارها

آدم : أسيل هذه ليست المرة الاولى التى يحدث فيها هذا لكن ارجعت اخطاءك سابقا الى اجهادك فى العمل لكني الاحظ مؤخرا نسيانك لامور كثيرا و شرودك لفترات طويلة

تنظر أسيل لآدم بإندهاش

أسيل بحدة : ماذا تقصد بقولك هذا ؟ اتقول اننى قد جننت ؟

آدم بسرعة : بالطبع لا حبي اقصد فقط ان هناك ما يشغل بالك او ربما انتى مريضة ويجب عليك الذهاب الى الطبيب فقط للإطمئنان .

لتنهض أسيل من مجلسها موجهة حديثها الى آدم بهدوء شديد

أسيل بهدوء مخيف : لا شئ بي انا مجهدة من كثرة العمل .. ما بي فقط اجهاد وارهاق ناتج عن العمل لا غير …. لا تقلق لن يتكرر ما حدث اليوم فى العمل مرة اخرى سأحرص على ذلك .

لينهض آدم ايضا ويقف امامها قائلاً

آدم بغضب : فليذهب العمل الى الجحيم وان كنتي بخير حقاً وكان هذا ارهاق عمل اذاً لماذا تتهربين منى كلما اقتربت منك آنسة أسيل ؟؟؟؟

لتنظر اليه بصدمة وتتجمع الدموع فى مقلتيها و تتركه بسرعة متجهة الى غرفتهم مغلقة الباب خلفها لتستلقى على فراشها وتسحب الغطاء ليشملها من رأسها الى اخمص قدميها وتدخل فى بكاء مرير وتنطق بكلام غير مفهوم .. المسموع منه هو كلمتان فقط

تباً لي … تباً لي

…………….

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى