ترفيهمسلسل اشجان

مسلسل اشجان الحلقة السابعة والثامنة والثلاثون والأخيرة

الحلقة 37

بعد جواز مى بأيام… لاحظت اشجان ارتباك بهاء

وهو بيلف حاجة جوا الفوطة…وهو داخل الحمام

وافتكرت بسرعة لما كان بيلف ادواته فى الفوطة ويدخل يحقن نفسه فى الحمام

وقفت قصاده بسرعة

“انت بتعمل ايه”

وبابتسامة مستفزة لامبالية

“معلش دى حاجة بسيطة كده نفسى هفتنى عليها”

وثارت اشجان وبقت تزعق

“انت ايه…انت مش بنى ادم…صحيح ديل الكلب عمره ما يتعدل”

وسابها تتكلم…ودخل الحمام ياخد الحقنة بتاعته ولا اعتبار لكلامها وحرق الدم اللى هى فيه…. وبعد ما خلص

“ايه يا ستى انتى مجنونة ولا ايه”

“جن لما يلخبطك… انت مفيش فايدة فيك ابدا وعينى عينك كده”

“اوعى تفتكرى انى رجعت دى مرة كده حاجة بسيطة بس”

“يخربيت ابو برودك يا شيخ…وانت تلاقيك ولا بطلت ولا حاجة”

“اسكتى اسكتى انتى بس مش فاهمة حاجة”

“فاهمة ايه وزفت ايه… انت فوق الوصف”

وسابها بتزعق وبتغلى من تصرفاته ونزل

 

وعدت فترة على جواز مى وبهاء مراحش بيتها خالص

وكل شوية شادى يسأل مى

“باباكى مجاش البيت ليه”

ومامة شادى تقول لاشجان

“هو ابو مى مبيجيش يشوف بيتها ليه”

واشجان مش عارفة ترد…لو عليها عايزة تقول ان شالله ماراح ولا دخل لها بس مش قادرة تتكلم

وفى يوم… ومى مع اشجان

“هو بابا مش عايز ييجى ليه؟؟انا بقيت مكسوفة قدام شادى ومامته”

“معرفش مش راضى ييجى…ولما بقول بيعند ومش بييجى”

“تفتكرى ممكن يكون بيفكر ان شادى هيقابله بنفس المقابلة اللى كان بيقابلها لشادى لما كان بييجى واحنا مخطوبين”

“اكيد …ماهو ناقص وفاكر كل الناس زيه”

وبعد كام شهر… راح لمى فى زيارة…وفرحت مى علشان منظرها قدام جوزها واهله

 

وخلال كام شهر… كانت مى حامل

وفى شهور حملها الاولى كانت تعبانة جدااا…فرجعت على بيت اشجان تانى

وفى نفس الاثناء كان جه شغل لاحمد جوز زينة وفيه سفر نص ايام الاسبوع فكانت زينة وزياد مضطرة انها ترجع تانى بيت اهلها

وبقوا البنات الاتنين متجوزين لكنهم فى حاجة لاشجان

وكان بهاء يتعامل معاهم كويس ويسألهم اجيبلكم ايه؟؟

وينادى لاشجان بينها وبينه

“هو ينفع كل واحدة كده سايبة بيتها وقاعدة هنا”

“واحدة بتتوحم والتانية جوزها مسافر…الحمدلله انهم هنا وهما كويسين مع اجوازهم”

“بس الظروف اختلفت واحنا على قدنا ومينفعش نتحمل مصاريف”

“بيتى وبيت عيالى وييجوا ويقعدوا زى مايعجبهم”

وسابته ومشيت

 

وعدت الشهور الاولى من حمل مى…وبقت بتروح مع جوزها ساعات وساعات تانية تقعد عند اشجان

وفى يوم كانت مى نايمة الصبح… ونانسى فى المدرسة واشجان فى الشغل… سمعت صوت الباب بيتفتح بالمفتاح… والباب بيتربس من جوا… وصوت بهاء فى الانتريه وبيحط حاجات على الترابيزة

مى فهمت انه جاى ياخد جرعة من المخدرات… حست بروحها بتتسحب منها من الخوف…خايفة تعمل صوت يتخض يحصل له حاجة قدامها وهى لوحدها… حست ان قلبها وقف عن التنفس

سمعت صوت امبولة بتتفتح… وبعد ماخلص… بيلم حاجته

ومعدى بالصدفة شافها ع السرير

“ايه ده انتى هنا؟؟”

“ايه؟؟بابا؟؟انت هنا من امتى؟؟ انا بايتة من امبارح بس محسيتش بيك دلوقتى”

“ااااه ده انا جاى ادخل الحمام ونازل على طول”

واول مانزل بهاء…قامت مى لبست ونزلت راحت لاشجان وحكت لها كل اللى حصل وهى مازالت اثر الرعب والفزع باين عليها

وحكت لاشجان على اللى حصل كله وراحت على بيتها

ومقدرتش اشجان تواجهه زى ماطلبت منها مى

وكانت اشجان بتحاول تمشى البيت بالمصروف البسيط اللى بيدفعه بس كان فى ايد اشجان فيه بركة يسترهم ويكفيهم

 

مرت الشهور وولدت مى وجابت محمد

وزى ما طار بهاء من فرحته بزياد…فرح كمان بمحمد علشان ولد

وظهرت عقدة النقص بكل وضوح انه بيحب الصبيان والبنات لأ

وجه رمضان… وقالت اشجان لبهاء انه يجيب موسم للبنات…وطبعا رفض بحجة انه مش معاه فلوس… رغم انه دخله كان يعدى ألفين جنيه ولكنه مش بيصرح بالحقيقة انما اشجان كانت بتعرف لما تسأل معارفها اللى منهم بيشتغلوا فى نفس الشركة

واشجان مرتبها بعد القرض ميكملش 400جنيه

واتصرفت اشجان وجابت مواسم للبنات على قدها…وعزمتهم اول يوم رمضان هما واجوازهم

وكانوا قاعدين كلهم قبل الفطار بساعة

ودخل بهاء لاشجان

“بقولك ايه…اغرفيلى لاحسن مش قادر استنى”

“انت هتفضحنا قدام اجواز بناتك… وانا مش هتحمل ذنب انى احطلك اكل واحنا فى رمضان… انت خلاص مبقاش يهمك”

“حطى لقمة انا من الصبح فى الشغل”

“مش مكسوف على دمك وانت بتقول كده… طيب حتى الاول كنت بتمثل انك صايم قدامنا”

“بصى بقى انا متعودتش ومعرفش اصوم…حطى ولا اوعى انتى وانا احط لنفسى”

واضطرت اشجان تحط له ياكل وهى بتقول

“استغفر الله العظيم يارب “

وكل ما واحدة من البنات تشوفه وهو بياكل تبص له بقرف حتى نانسى اللى كانت صايمة

ساعة الفطار… وهما بيقعدوا… احمد وشادى مش راضيين يبدأوا الاكل الا لما بهاء ييجى احتراما له

واشجان والبنات مش عارفين يقولوا ايه

زينة”يالا بقى نفطر احنا جوعنا وباباه لما يصحى براحته يبقى ياكل”

وعدت الحكاية على انه نايم ومستغرق فى النوم

وبعد الفطار لما صحا…نادى على اشجان

“حطى لى آكل”

“انت مش أكلت؟؟”

“وهو اللى انتى حطيتهولى ده اكل”

“اومال كان ايه”

“حاطة لى لقمة صغيرة … يعنى ايه خلصتوا الاكل كله”

“لا فيه اكل بس انا حطيت لك نصيبك كله وانت اكلته”

وراحت اشجان تجيب له اكل تانى

واتكرر موقف الاكل فى نهار رمضان ده يوميا لحد مانانسى قالت له

“احترم نفسك بقى واحترم اننا صايمين انا الصغيرة صايمة وانت عمال تاكل قدامى كده”

“اصل انا تعبان”

“تعبان ايه ماانت زى القرد اهو”

“بس يابت با بنت…………..”

“انت قليل الادب”

وكمل بهاء شتيمة…لان دى الحاجة الوحيدة اللى بيقدر عليها بعد ما سقط من نظر بناته حتى الصغيرة

اما حكمت فصممت انها مينفعش تفطر لوحدها ولازم اشجان تكون معاها كل يوم… وفعلا مقدرتش اشجان تسيبها وبقوا يروحوا كل يوم…وبهاء ولا يتكسف ويدخل قبل الفطار المطبخ يتغدا وياكل حلويات رمضان وكل حاجة بكل جرأة

وحكمت متسكتش تفضل تعاتب اشجان

“ازاى مش صايم… ازاى ياكل كده…هو ليه بيدخل المطبخ كل شوية ويطلع بؤه مليان اكل”

واشجان كرهاه وساكتة لا قادرة تدافع ولا عارفة تحكى مع مامتها

ولما قرب العيد…كل ما اشجان تقول له عايزة تجيب هدوم العيد لنانسى..يقولها حاضر وطيب وان شاءالله

وقبل العيد بيومين يِدى اشجان مبلغ ميجيبش نص طقم ويقولها ده اللى معايا… اما عادل فكل موسم متكفل بأحسن هدوم لنانسى وبدل الطقم اتنين وتلاتة وحتى كمان لبس البيت بيكون عامل حسابها فيه

 

وكل يوم يدخل بهاء من الشغل… جعان ويزعق ويشتم

ولما اشجان تقوله بخلص الاكل

“لاااااااا انا مينفعنيش الكلام ده متروحيش لامك تانى”

ولما اتكرر الكلام ده اكتر من مرة…ردت اشجان

“لاااااااا…ده بقى ملكش فيه خااااااااالص وامى طول مافيا صحة مش هسيبها ابداااا”

“انا كلامى يمشى يابنت……..”

“تصدق انت اللى ابن …… ياقليل الاصل يا واطى… بقى اللى ربت عيالك وشالتهم العمر كله تيجى تقولى اسيبها”

“شوفى بقيتى عاملة ازاى وصحتك بقيتى زى الست العجوزة”

“لا صحيح خايف عليا اوى…ملكش دعوة بامى “

وبقى حوار متروحيش لامك يتكرر كل فترة قريبة

وكل ما تعزم البنات واجوازهم… نفس حركة الاكل ونفس الكلام يتكرر كل مرة

“احنا مش معانا فلوس لكده… انتى بتحطى لهم اكل زيادة عن اللى بتحطيهولى… بلاش تعزميهم الا بإذنى”

ده غير بقى انها كل ما تروح مع بنت من البنات اى مشوار … يفضل طول الليل بيشتم فيها من اقذر الشتايم

ده غير ان طول الشهر مش بيديها مصروف الا فى حدود 300جنيه بالعافية وعلى مراحل

ووصلت اشجان لاقصى مراحل الصبر واتكلمت مع البنات انها مش قادرة تستحمل اكتر من كده وخصوصا ان نانسى بقت تكرهه بالظبط زى اخواتها وقالوا لها تتطلق منه طبعا…وراحت سألت عن اجراءات الطلاق بما ان العصمة فى ايدها

وقالها المأذون

“ممكن تطلقى نفسك منه بس هو فى استطاعته ردك قبل العدة ماتخلص ولو رجعك هيرجع العصمة فى ايده هو”

وخافت اشجان من الخطوة دى اللى ممكن تيجى بالعكس

وسكتت.. وزاد بهاء فى جبروته … وبقى يدخل ياخد جرعات المخدر فى البيت عادى ويسيب اشجان تعمل اللى تعمله

وفى يوم كانوا البنات وولادهم موجودين

ودخل زياد ومحمد جرى عند بهاء علشان يلعبوا معاه

ونادى على اشجان

“خدى العيال بره علشان انا فارش حاجاتى”

وبرقت اشجان عينيها من بجاحته…واخدت العيال بره وهى الدم بيغلى فى عروقها لدرجة الغليان

وقررت انها مش قادرة تكمل معاه… واتخانقت وصرخت وزعقت والبنات معاها وخصوصا مى اللى كانت بتحول تمشيه من البيت

اما هو فكان مع كل ثورة من ثورات اشجان

يدخل يجرى فى اوضته وينام فى السرير كأنه بيمسك فيه علشان محدش يقدر ينزله…ويقولها بكل برود

“مش هخرج من بيتى عايزة تمشى انتى …امشى”

وكانت احيانا من خنقتها وانها مش قادرة تقعد معاه فى بيت واحد تروح عند زينة او مى هى ونانسى كام يوم وترجع

وزاد جبروت وبجاحة كل يوم اكتر من التانى

وقالت اشجان للبنات انها خلاص مش قادرة تستحمل اكتر من كده

زينة” بصى بقى ياماما… احنا نطلعه بالقوة”

اشجان”قوة ازاى يعنى”

زينة”نروح القسم ونقول ان دى شقتك وهو عايش معاكى بالعافية وبينكم مشاكل وانتى مش عايزاه فى بيتك…وهو هيخاف ويطلع”

مى”حلوة الفكرة دى”

اشجان”طيب يارب يخرجوه ويبعدوه عنى انا مش طايقة اشوفه فى البيت”

وراحوا القسم… وقالت اشجان انها مش عايزاه فى البيت ودى شقتها وهما بينهم مشاكل وهو قاعد معاها بالعافية

واستدعوه فى القسم… واول ماراح

“ياباشا دى شقتى وانا اللى جايبها وكتبتها باسمها وهى دلوقتى عايزة تخرجنى حتى ده ايصال كهربا باسمى اهو”

امين الشرطة”طيب ياحاجة هاتى اللى يثبت انك صاحبة الشقة”

وراحت اشجان والبنات يجيبوا ايصال ايجار…

“شفت ياباشا… الست وبناتها عايزين يمشونى من البيت علشان يبقوا على كيفهم… علشان انا واقف لهم”

ولما جت اشجان والبنات ومعاها ايصال الايجار

رد امين الشرطة

“بس ده ياحاجة بيت الزوجية وهو حقه يقعد فيه وانا مقدرش اعملك حاجة…ونصيحة حلوا مشاكلكم جوا البيت ده برضه راجل البيت وميصحش كده”

وخرجوا كلهم من الاسم…وبهاء كل نظراته لهم كلهم

ابتسامات شماتة المنتصر عليهم…ونفخة كبيرة وكأنه بيقولهم

“مش هتقدروا عليا”

وبعد ما كل بنت من البنات راحت بيتها

فضل بهاء يشتم ويزعق طول الليل… لحد الصبح

“دخلتينى القسم يابنت ال…….. \ عايزة تقعدى لوحدك ليه يا بنت………\ خدتينى لحم ورمتينى عضم\ عايزة منى ايه؟؟”

واشجان فى الاوضة التانية نايمة بدموعها…وبتقول

“يااااااااااااااااااااااارب… انت عالم بحالى يارب”

توضيح… وصلنا ل2009

الحلقة 38 والاخيرة

الشهور بتعدى والحال بيسوء اكتر واكتر

بهاء بيزيد فى ادمانه وجوا البيت وبدل الحمام بقى فى الاوضة وبعد ماكان والباب مقفول بقى والباب مردود

واشجان كل ماتشوف انه بقى مش عامل اى اعتبار لحد تثور اكتر وكل مرة تزعق وتصرخ على الفاضى

وصحتها بقت على قدها بقالها 7سنين بتخدم مامتها المريضة وفى بيتها وكمان بناتها لما يحتاجوها

مبقتش قادرة حتى تزعق… لما تزعق تحس انها بتنهى قلبها ع الفاضى

والبنات كل مابيشوفوا بهاء بيبهدلوه على اللى بيعمله وخصوصا مى اللى مبتسكتلوش على اى موقف…وهو بارد ولا بيرد ولا بيتغير

والمصروف اللى بيدفعه بهاء بيقل كل شوية

واشجان لما تشتكى لعلى

“انا كبرت يااشجان ومبقتش قادر لمشاكل بهاء استحملى بقى وخلاص مع انى سمعت ان فى شغله مبيعملش للعملاء شغلهم الا لما بياخد منهم فلوس والناس بتدفع علشان شغلهم ميتعطلش”

“يخربيته يعنى بيفرض اتاوات ع الناس كمان…ومنشف ريقى على الفلوس…طيب يدينى من مرتبه الحلال وياخد الحرام ويصرفه على القرف بتاعه “

“هنعمل ايه بقى…هو الادمان بهدله استحملى يمكن يموت وتاخدى المكافاة بتاعته انتى والبنات وكمان المعاش”

“انا تعبت اوى وهو خلاص بيزيد جبروت”

ومتلاقيش حد جنبها… وتسكت ولما يحصل مشكلة جديدة

تتصل باخواته… اللى ييجوا فعلا

“بصى يااشجان انتى استحملتيه كتير كملى جميلك بقى يعنى هترميه بعد ما بقيتوا جدود”

“انا تعبت وهو مش بيتغير”

“لا يتغير غصب عنه”

ويتكلموا معاه…يوعدهم بالتغيير للاحسن

والوعود تروح على الفاضى… وترجع ريما لعادتها القديمة

وفى مرة جربت اشجان تتكلم معاه بالسياسة والعقل

“بص يا بهاء… انا مش بعد 30سنة هقولك بطل مخدرات خلاص انا عارفة انها بقت فى دمك… بس ادينى مصروف اقدر امشى بيه البيت معقول واحد زيك بيصرف على بنت واحدة مش قادر على مصاريفها”

“صح انتى معاكى حق… تاخدى كام مصروف ويبقى مليش دعوة بأى حاجة”

“قول انت اللى تدفعه كام من غير مشاكل”

“هديكى 800جنيه”

“ولو ان نانسى بتاخد دروس ب250 جنيه غير مصروفها غير مصروف البيت بس ماشى هاتهم وانا اتصرف”

“خلاص مفيش داعى تعزمى بناتك بقى علشان مفيش فلوس”

“هو انت متجوزنى بيهم ولاد راجل تانى مثلا…انت اب غريب وملكش دعوة ببناتى لما اعوز اعزمهم هجيب لهم انا من معايا”

واتفقوا…وولا شهر نفذ بهاء الاتفاق

بقى يديها مرة 250 مرة 300 ويوم ما يديها 400 جنيه يقعد يطلب اكلات كل يوم صنف مختلف وكأن الفلوس معاها بتولِد

ورجع تانى للشتيمة على اى موقف… ومبقتش قادرة تستحمل الاهانات دى بعد العمر ده كله… وفى يوم مع مشكلة جالها حالة من الصراخ الهيستيرى

“انزل مش عايزاك فى بيتى… مش عايزاك تعيش معايا”

وجه اخواته…ومى والجيران اتدخلوا…وهدأوها…وسكتت

 

حكمت بقت حالتها الصحية بتتأخر اكتر واكتر وبقت اشجان بتراعيها اكتر واكتر وكانت هى اولوية حياتها

وفى يوم جه قعد بهاء مع اشجان بهدوء

“بصى يا اشجان… انا عارف انك تعبتى كتير واستحملتينى كتير انا عايز اعوضك وهطلعك عمرة اللى نفسك فيها”

“بجد يا بهاء… لو عملت كده هسامحك على كل اللى فات والله يااااااااااه ده انا نفسى فيها من زمان من قبل جواز البنات بس كنت بقول جواز البنات اولى ومن بعد جوازهم وانا مش عارفة اوفر قرش اطلع بيه”

“انا عملت جمعية تبقى تقبضيها وتحجزى على طول..بس ابقى ادعيلى اوعى تدعى عليا هناك”

“لا والله هدعيلك ان ربنا يهديك”

وعاشت اشجان مع احلامها باليوم اللى تزور فيه الكعبة وقالت ان دى الحاجة اللى تعوض صبرها فعلا

 

وكأن كلام بهاء كان مجرد تخدير موضعى ومسكن لاشجان

وراح على ما راح…وكانت صدمة كبيرة لما عرفت من زميلته بالصدفة

“ده طلع من الجمعية بقاله كام شهر…قال مزنوق فى فلوس واخد فلوسه وطلع”

وقعدت اشجان ليالى تبكى فى صلاتها وتدعى ربنا يخلصها منه

 

وفى اواخر 2009

بصى يااشجان…احنا المفروض مستوانا يبقى غير كده”

“قول لنفسك”

“انا هعمل قرض كبير شوية اسدد منه اللى باقى من قرض جواز مى واجيبلك اى حاجة دهب بدل ماانتى مش معاكى غير الدبلة ونجيب عربية..مش معقول اجواز بناتى واصحابى يبقوا راكبين عربيات وانا لأ”

“انت حر… انا لا بصدق كلامك ولا بثق فيه”

وسكتت اشجان وهى عارفة ان عمره ماقال كلمة صدق

وبعدها بأيام…لقيته داخل البيت

“تعالوا شوفوا عربيتى الجديدة”

وشاور على عربية فى الشارع…واشجان مش مصدقاه…غير لما شافته ركبها فعلا… وجت مى

“انت عملت قرض بكام يابابا”

“عملت ب50 ألف… 10 اتخصموا باقى القرض القديم… واشتريت العربية ب30 وخلى ال10 دول معاكى لحد ماانزل واجى واقولك تعملى ايه”

“طيب هاخد ماما وننزل نشوف حاجة دهب”

وبكل عجرفة وتكبر

“لاااا انا بقول خليهم معاكى ومتتصرفيش فى اى حاجة الا لما اقولك…واوعى تدى امك حاجة الا لما اجى”

وفضل طالع نازل يدخل يشم او ياخد حقنة من غير ما يكلمهم

وبالليل… صرخت مى فى وشه

“انت بتذلنا ما تيجى عنا وتكلمنى وتقولى الفلوس دى اعمل بيها ايه”

“بصى انا مستلف من امى واخواتى حوالى الفين جنيه سدديهم… وهاتى مصروف ليا الفين جنيه…وانزلى اشترى لى هدوم داخلى وخروج وبيت من كله وحاجات نضيفه واقسمى 500جنيه انتى واختك… وهاتى لنانسى كام طقم وادى الباقى لامك مصروف للبيت ومتسألنيش عن حاجة كام شهر”

“انت مش كنت قايلها هتجيبلها دهب”

“مش مهم”

“لا مهم بقى واول حاجة انى هاخدها اجيبلها اى حاجة…دى كل ماتجيب حاجة تبيعها علشان البيت”

“ماشى ماشى”

ونزلوا ودفعت مى كل اللى قال عليه…وهدومه اتكلفت حوالى الفين جنيه… والباقى مش مكفى انها تجيب حاجة لاشجان…بس صممت انها تجيبلها غويشة بسيطة ..حاجة تفرحها بيها وخلاص

واللى اتبقى بعد ده كله الف جنيه بس… وبقت تصرف اشجان منهم بالمعقول لحد ما خلصوا بعد شهر ونص…ولما قالت لبهاء انها عايزة مصروف

“لاااااااااا ما انتى اخد 10 الاف جنيه”

“10 الاف منين؟؟؟ مش كنت سالف وانت اخدت وجبنا هدوم ليك واللى اتبقى 1000جنيه اسأل مى”

“مليش فيه…انتى متطلبيش منى حاجة اتصرفى مليش دعوة”

وبقى يتعامل على انه اللى بيدى الاف وهى اللى غلطت

لحد ما قابلت زميلته صدفة فى الشارع…وعرفت ان القرض كان بعد سداد القرض الاولانى…مستلم 50 الف جنيه فى ايده

وحكت اشجان للبنات وكانوا هيتجننوا

زينة”طيب اقولكم حاجة… احمد كان معاه العربية وشاف العقد لقى ان العربية ب22الف جنيه بس مش 30 زى ماقال”

مى”يخربيتك يابابا… يعنى 22 و10 يبقوا 32 الف جنيه اللى ظهرهم…واخد مننا الفين يعنى اخد هو للشرب اللى بيشربه ده 20 الف جنيه”

اشجان”ومش راضى يدفع مصروف للبيت وانا مش معايا ولا مليم مصروف…ومضطرة ابيع الغويشة اللى عينه فيها”

زينة”ولا تبيعى ولا حاجة”

اشجان”مش معايا اجيب لقمة…وهو بييجى يفتح زوره ع الاكل”

كانت درجة الكراهية من اشجان وصلت لاخر مداها لدرجة انها مبقتش طايقة تسمع صوته

ده غير ان كل شتيمته من اقذر الشتايم ومبقتش قادرة تستحمل

وفى مشكلة… وبعد خناق من الطرفين

“انا خلاص مش عايزاه…ولا يدخل البيت تانى”

وصممت اشجان… وجت لها مى وزينة

وأيدوا موقفها…ونانسى كانت مؤيداهم جدا…لانها كمان كانت مش طايقة وجوده فى البيت

وقفلت اشجان الباب…ولما جه يفتح…مفتحوش

وردت مى”ماما مش عايزاك تانى…روح لاهلك”

وقف يشتم على السلم… ويخبط فى الباب…ويرزع فيه

وهما ولا بيفتحوا…وقعد يهددهم

“ده بيتى وهدخله بالعافية”

مى”طيب ابقى ادخله بالعافية كده واحنا نلبسك مصيبة ندخلك بيها السجن”

وفضل رايح جاى كام يوم يحاول يدخل… كانت اشجان غيرت طبلة الباب… ومى اخدت هدومه الاساسية وبعتتها بيت مامته

وقررت اشجان انها محتاجة تعيش فى استقرار بعيد عن الشتيمة والاهانة وقلة الادب وتربى بنتها زى ماربت زينة ونانسى

وكفاية ان شبابها ضاع فى صبرها عليه

وفضل اخواته يحاولوا يرجعوه البيت…واشجان رافضة تماما

 

وخرج من البيت فى بداية 2010

ورفعت قضية نفقة لنانسى… ومرفعتش طلاق لان العصمة فى ايدها…وخافت تطلق نفسها منه يردها هو تانى ويتحكم فيها

وبعد شهرين من خروجه… وكانت مى عندها..لما رن التليفون

وكان عادل على التليفون…وسمعتها مى بتصرخ وتعيط

“بجد يا عادل… انا مش مصدقة”

مى”ايه ياماما… ماله…طيب حد جراله حاجة”

واشجان بتكلم اخوها وقفلت معاه ولسه بتعيط

مى”ياماما قولى فى ايه… موتينى من القلق”

وقالت اشجان بعياط وهى مش قادرة تكمل جملة على بعضها

“عادل… بيقولى…اعمل باسبور… علشان بعت فلوس لعلى… وحجزلى عمرة خلاص”

وعيطت مى ونانسى وهما بيحضنوا بعض…فى نفس اللحظة اللى كانت زينة جاية بتخبط لما شافتهم كلهم بيعيطوا…واتكرر نفس الحوار اللى حصل مع مى وبعد القلق اتقلب الجو كله عياط فرح

وحست اشجان ان كل ما بتبعد عن بهاء حياتها بتبقى احلى واهدأ وربنا بيكافئها اما وجوده بيشيل البركة من البيت تمامااااا

 

وبعد ما رجعت اشجان من العمرة… صحة حكمت كانت بتتدهور اكتر واكتر… لحد ما وقعت مرة واحدة فى شهر اغسطس 2010 ودخلت المستشفى…ودخلت غيبوبة

والدكتور قالهم

“هى عندها نزيف فى المخ… ومع كبر سنها مفيش اى امل للتحسن وهى فى اواخر ايامها… ومحدش عارف هتقعد كده ايام ولا اسابيع ولا شهور”

وبعد 10 ايام قال الدكتور انها تخرج لان المستشفى زى البيت فى الحالة دى

وخرجت حكمت من المستشفى… وكانت اشجان قاعدة جنبها ومش قادرة تسيبها… وكانت حكمت بتفوق تكلمها وتغيب عن الوعى تانى

ولما بتفوق عارفة اشجان وبناتها كويس جدا انما مفيش جملة واحدة بتقولها… وكانت خدمتها صعبة جدا لانها طريحة الفراش… وعادل بيبعت كل اللى تحتاجه مامته وعلى بيساعد اشجان انما اشجان مش قادرة حتى تروح الشغل وتسيبها… وكانت بتروح تمضى وترجع لها… وكانت مى اغلب وقتها مع اشجان بتساعدها

اما زينة… بعد جوازها بكام سنة رجعت تانى تهتم بموهبتها وساعدها النت انها تنشر رسوماتها فى اماكن كتير

وبدأت تتعرف وتشتهر وبقى ليها معجبين بفنها ده غير انها كانت احيانا ترسم لبعض المجلات او اغلفة كتب بعض الكاريكاتيرات

ورغم انشغالها كانت بتروح يوم فى الاسبوع تقعد مع حكمت من الصبح لحد مااشجان تروح الشغل وترجع

بس كانت مى هى المتواجدة بشكل اكبر رغم انها بقت ام لطفلين بس كان ارتباطها بحكمت اقوى من مسئولياتها

وبعد شهرين بالظبط من تعب حكمت… توفت

وكانت صدمة كبيرة لاشجان… صدمة رغم انها متوقعة الا انها كانت مؤلمة ومحزنة جدا لانهم تقريبا مكنوش بيفترقوا ابدا طول حياتهم

وقوة ايمان اشجان صبرها كتير على فراق مامتها

ورجعت بيتها… وكانت قاعدة هى ونانسى

وحست بحرية كبيرة من غير بهاء…رغم انها مكنتش بتخرج نهائى الا انها كانت حاسة براحة كبيرة فى البيت

وقررت انها تغير الاوضة اللى كان بينام فيها علشان مفيش اى حاجة تفكرها بوجوده وباعت الاوضة…وغيرت كل معالمها وفرشتها بفرش مختلف تماما

وكانت حاسة ان ربنا معاها فى كل خطوة تخطوها

واتحكم لها بنفقة لنانسى بمبلغ مكنش على بالها…رغم انه مش قد غلاء المعيشة بس كانت راضية

 

كانت مى على علاقة بعمتها… المقيمة فى بيت الجدة

وعرفت من عمتها انهم خرجوه من البيت بعد ما صبروا عليها حوالى 8شهور وكان بيعمل نفس اللى بيعمله فى بيت اشجان

المخدرات بياخدها فى البيت… الشتيمة لكل الموجودين على اى سبب… لما يشوف خطيب بنتها يبوز فى وشه وعايز يتحكم فى اخته وبناتها رغم وجود باباهم…مش بيشارك فى مصروف البيت وكمان بياخد من مامته فلوس

وقرروا اخواته انه يخرج من البيت…ويعيش لوحده

وبالفعل…خرج وبقى مالوش اى مكان…وراح أجر اوضة فى لوكاندة درجة عاشرة

وكان بيبعت هدومه ل مى تغسلها…اما زينة مجرد ما يلمح لها بأكل ولا هدوم تصده فورا

وفى يوم وكانوا كلهم متجمعين مع بعض البنات واشجان وعلى

مى”بابا كلمنى وقال انه عايز يتعالج وانا وديته المستشفى”

على”والله يامى عملتها قبلك ورجع زى ماكان وانيل”

مى”انا روحت معاه ومضيت على اقرار فى المستشفى علشان خاطر ربنا”

زينة”هع استنى بقى ياماما اسطوانة جديدة انا اتعالجت وانا بقيت كويس…وعلشان تبقوا عارفين هو دخل المستشفى بس علشان نومة واكلة وكارت جديد يلعب بيه انما مش هيتعالج “

اشجان”يغور ولا متعالج ولا من غير مايتعالج”

مى”هو عايزك تزوريه يا زينة…وروحيله علشان حرام”

زينة”مش فاضية …وهو فين اصلا”

مى”فى مستشفى الامراض العقلية”

زينة”اااااه …الله يكون فى عون المجانين اللى هناك…هيجننهم اكتر ماهما ياعينى”

اشجان”روحى يا زينة علشان حرام”

وراحت زينة مع احمد وزاروه…وزينة كلها يقين بألاعيبه

وبالفعل بعد ماخرج قال لمى انه بقى كويس وعايز يرجع…وصدوه كلهم تماماااا

 

وحصلت الثورة…ومع الانفلات الامنى اللى حصل بعد جمعة الغضب…كان على اتصال يومى او يكاد يكون لحظى بالبنات التلاتة علشان يطمن عليهم

وفى مكالمة من مكالماته لمى

“بصى يامى قولى لامك مينفعش يبقوا لوحدهم فى البيت والبلطجية بيدخلوا البيوت…انا هروح وانام فى اى مكان ومش هاخد غير سرير”

واتصلوا بزينة وهما خايفين…واتصلت بيه زينة وكلمته بمنتهى العصبية والحزم والترهيب

“بص بقى بيت ماما ده متفكرش انك تروح عنده ولو بس فكرت انك تروح…روح وانا مش مسئولة عن اللى هيحصل”

“هيحصل ايه…انتى بتهددينى”

“ايوه بهددك اقسم بالله لو روحت هناك لانا بنفسى اللى هبلغ عنك امن الدولة واقول ان انت منضم لتنظيم سرى خارجى وانك عايز تقلب نظام الحكم وشوف بقى لما تتاخد وعلى ماتثبت انك ملكش دعوة بالسياسة يكون حصل ايه”

بعد الكلمتين اللى قالتهم زينة…جر ناعم معاها وقال لها

“انا بس خايف عليهم”

“لا متخافش وملكش دعوة بيهم”

بعد المكالمة دى… ولما حكت اشجان لعادل… بعتلها فلوس مع واحد صاحبه فى نفس اليوم…وقالها تعمل باب حديد علشان يبقوا مطمنين من ناحية بهاء ومن ناحية اى حد ممكن يتهجم عليهم

وبعد ما خلصت الثورة ورجعت الحياة لطبيعتها

زينة”بصى بقى ياماما… طول ماانتى على ذمته ممكن يكرر اللى حصل قبل كده فى اى لحظة ويدخل تانى”

اشجان”ماانا لو طلقته ممكن يردنى”

زينة”خلاص ارفعى خلع…والخلع ميقدرش يرجعك من نفسه”

ورفعت اشجان قضية خلع… وعاشت مع نانسى مستقرين

والبنات زينة مستقرة فى حياتها ومحققة نجاح وشهرة فى مجالها

مى مستقرة فى حياتها بس مكرسة كل حياتها لبيتها وجوزها وولادها

 

اما بهاء …

فعايش لوحده وغرقان فى ادمانه

وبيدفع فلوس للوكاندات يااما يتهدد بالطرد

مفيش حد بيحبه لا اهله ولا ولاده ولا اى حد من معارفه

لا حد بيطبخ له لقمة…ولا يغسله غسيله

ولا البنات بيسمحوا له بزيارتهم

وكل ما يحاول مع بناته انه يرجع لاشجان

يصدوه ويبهدلوه ومحدش بيديله ريق حلو ابدا

 

وده اللى وصلناله فى وقتنا هذا فبراير 2012

النهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااية

———–———-———————-————

 الى اللقاء مع مسلسل جديد

بقلم الكاتبة: دينا عماد

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى