ترفيهقصص قصيرة

شمس الفارس .. قصة قصيرة لـ أمل ع .. الجزء الثاني والأخير

 

الجزء الاخير ج1

كان هاتف شمس يعلن اتصالاً من جدتها..كانت تريد ان تخرج مع احد لتحدثها..ولكن كان جميعم منشغلين ..فخرجت وحدها لتحدثها بعيدا عن الغناء والطبول..حتى تسمع صوت جدتها.
*********************
مشت برقه الى الخارج..اخذت تتحدث مع جدتها.
*********************
كان يريد ان يذهب الى حجرته ليأتى بهاتفه ولكن لفت نظره وهو يمر من امام احدى غرف الجلوس صوت رقيق..بالتأكيد هو..انه صوت العصافيل والبلابل يقسم انه لو كانت تتدحث لكان هذا صوتها..ولكن لحظه..من هذه الملاك؟؟
وقف ليرى من هذه كان يرى ظهرها فقط..شعرها الأنسيابى لا يعرف ما لون شعرها اهو بندقى ام بُنى تملأه شظايا نحاسيه..اعترف اننى لم ارى وجهها ولكن اشعر..اشعر انها شئ يخصنى..
انتهت من مكالمتها ودارت وجاءت لحظه تمناها منذ ان رأها..دارت بجسدها الممشوق..لتكون امامه.
رباااه من هذه الحوريه؟؟بيضاء مثل الثلج..انفها الدقيق..شفاها المرسومه ووجنتيها اللذان يحملان اللون الاحمر القانى..وعيناها الواسعه اشعر وكأن البحار كلها تجمعت بملتقى عيناها الجارفه..قوامها الممشوق الملتف حوله عبائه..لم تقلل من فتنتها بل زادتها انوثه..ملامحها المحدده بعنايه..انها بالتأكيد لوحه لرسام محترف لمرأه اغريقيه..
هدوء غريب ساد..
ادرت جسدى لكى اعود حيثما جئت لأصتدم..بعيناه السوداء الحالكه لم ارى بحياتى عينان جذباتين بهذه الطريقه رغم حدتهم..حاجبيه القاسيتين..جسده القوى الصلب الرياضى..عريض المنكبين..طوله تقريبا ست اقدام..شعره ناعم وكثيف باللون الاسود الحالك كالليل المظلم..بشرته القمحيه الغامقه المتناقضه مع بشرتى تماماً..عظمتى فكه البارزتين..لحيته المطلقه الذى ذادته وسامه..لست قصيره القامه ولكن اقل ما يقال عنى الان اننى طفله فى وجود حضرته..لقد رأيت شباب كثيره فى حياتى اللذين يحملون العيون الملونه ،وشعر الاشقر،والبشره البيضاء اثناء سفرى للخارج وايضاً كنت ارى منهم فى مصر ولكن كانو ليس مثل هذا الرجل..شعرت وكأننى ارى فارس من اصول عربيه عريقه..فارس من زمن اخر له هيبه خياليه..جاذبيه مفرطه..

بالتأكيد انك فارس..
ولكن..من انت؟؟
-انتِ مين؟قالها وهو ينظر لها بأعين كالصقر.
لا تعرف ماذا تقول..كيف سترد على هذا الفارس؟
-انتِ مين؟كرر سؤاله بحده خفيفه من طباعه.
-قالت بحفوت..شمس.
بالتأكيد انتِ شمس ان لم تكن انتِ الشمس من تكون..هكذا حدث نفسه.
-شمس مين؟
-صـ..صاحبه نيره..قالتها وهى ترتعد داخلها.
تذكر كلام ذاك الصغير واصراره عليها..يبدو يا صغيرى انك تفهم كل الفهم..نيره..اذن فانتِ ذلك الفتاه.
-ممم..نيره..وبتعملى ايه هنا يا صاحبه نيره؟؟..قالها وهو يرفع احدى حاجبيه.
لم يسمع منها رد وهذا ما يزعجه فى اى انسان..
-مش بتكلم..قالها بحده حاول جاهداً ان تكون خفيفه..حتى لا تخيف هذه الشمس الصغيره.
كانت خائفه لم تحاول ان تنظر فى عينيه وحمدت ربها ان لم تنظر اليها تقسم لو كانت اليها الان لوقعت فاقده وعيها..قررت ان ترد على سؤاله حتى تسلم.
-بكلم جدتى.
-مم جدتك انتِ مش عارفه ان ممكن يكون فى اى راجل تحت..هه..ويعنى ميصحش يشوفك..قال جملته الاخيره بسخريه تتناقض تماماً مع النار الحارقه داخله من تصوره فقط فكره انه شخص اخر نظر لذلك الشمس.
-لا والله مش عارفه ان فى تحت حد..اكيد لو اعرف مش هنزل.
-اه مفيش حد تحت فانزل اتفسح بقى مش كده.
-لا والله انا نزلت عشان كان الصوت العالى فوق وانا عايزه اكلم نانا وهى مش هتسمعنى لو اتكلمت فوق والله..قالتها بصدق وصل له ولكنه ام يبالى يوجد به نار لا يعلم سببهاجعلته يكون قاسياً معها.
-اه طبعاً..ونيابةً عن كده قررتى تنزلى هنا وسبتى مليون مكان تتكلمى فى فوق قررتى تتكلمى تحت..لا وكمان لوحدك..لا صادقه.
حزنت من لهجته هو لا يعرف اخلاقى فلما يحكم علىَّ..قررت ان ترد عليه.
-انا مشـ…
قاطعها وبتر كلماتها فى حلقها عندما قال لها:
-شششش..خلاص خلصنا مش كلمتى..وتابع بسخريه..نانا..اتفضلى على فوق.
لم تستطيع ان تتفوه بكلمه واحده لا..بل بحرف واحد..
مشت برقه حتى وصلت الى الباب الذى يقف امامه شامخاً..
-ما تتحرك بقى..حدثت نفسها.
كان سيعداً برؤيتها هكذا وهى كالطفله التى لا تستطيع التحدث مع من هم اقوى منها.
-ما تخرجى..قالها ببرود.
-ازاى؟..قالتها بخفوت سمعه.
-اخرجى.
-ازاااى؟؟!
-مش قلت تخرجى..قالها بحده.
-ازاى،وانت واقف قدام الباب..قالتها وهى رافعه رأسها نحوه..ليرى بحورها وقد نال ما اراد..كان يشعر من البدايه بقله حيلتها امامه..كانت عيناها تترجاه بأن يعتقها فقط لوجه رب كريم.
– اتفضلى يا..قلتى اسمك ايه؟..قالها وهو ينظر بشده فى عيناها وابتعد عن الباب..اخافتها عيناه جعلت قلبها ينبض بطريقه غريبه وكان سيفر منها هارباً..
-شمس..واطرقت رأسها..ومرت بجانبه خارجه من الغرفه..ليستنشق رائحه عطرها..ليقبض على يده حتى ابيضت مفاصله..ليسيطر على نفسه.
-شمس..نطقها بخفوت وابتسم ابتسامه جانبيه عندما تذكر خوفها….شعر انها طفله مدللة….اه ولكن لحظه اريد..نعم اريد ان تكون هذه المدللة لى..
اريد ان تكون تلك الشمس الفاتنه لى وحدى…
اريد..لا
يجب ان تكون لى وحدى ليس من حق احد غيرى ان ينظر لها ولحسنها غيرى..نعم..فارس فقط.
لقاء قريب شمسى الفاتنه..
***********************
صعدت سريعاً الى فوق لتقابلها ام فارس على ذلك السلم الكبير المؤدى الى الطابق العلوى..كانت تبحث عنها قلقه من ان يصيبها مكروه..
-شمس..كنتِ فين يا بنتى؟؟قلقتينى عليكى.كان يمر حتى يصعد الى السلم ولكن توقف بعيداً عندما سمع امه تتحدث مع شمسه..-اسفه انطى انا كنت بكلم نانا..بجد مش قصدى اتعب حضرتك.
-تعب ايه يا بنتى عيب اللى انتِ بتقوليه دا..انا خايفه بس عليكى..بس انا شكلى كده سؤالى مزعلك.
-لا انطى العفو..اكيد لا..انا بس مش عايزه اتعب حضرتك.
ابتسمت ام فارس لأدبها ونظرت لها وقالت بصوت مسموع:
-بسم الله ماشاء الله..ربنا يحميكى يا بنتى.
-ابتسمت شمس برقه.
-عقبالك يا شمس لما نفرح بيكى ان شاء الله..قولى
ان شاء الله.
-ان شاء الله..قالتها بهدوء.
صعدوا سوياً ومن ثم خرج فارس وذهب ليأخذ هاتفه وهو يفكر فى الشمس.
**********************
مر اليوم..كانت تفكر فى ذلك الشخص..ذهبت تجاه الشباك ورفعت ستاره..نظرت ووجدته وعندما دققت بنظرها وجدته نعم….انه ذلك الفارس!!…
-فارس!!…هههه..انطلقت منها ذلك الضحكه الخفيفه..
تذكرت كيف كان..لتبتسم ونست خوفها منه وشعرت براحه لم تعهد عليها..ظلت تراقبه وعلى وجهها ابتسامه.
**********************
كان ينظر لجواده ويرتب على شعره ليقول له بهدوء:
-شمس..تفتكر مين شافها؟..قالها بغيره تنهش قلبه..وتابع..مييين؟..تمام يا انسه شمس..قالها وهو يفكر بشده بشئ ما عزم على فعله.
ليخرج الجواد صهيله..وكان الجواد يؤيده على تفكيره الذى ود وبشده ان يكون صحيح..وبدون انذارات رفع رأسه الى شرفه احدى الغرف..
***************************
كانت تراقبه..ولكن بدون انذار رفع رأسه نحو شرفتى ولكننى ابتعدت بجسدى سريعاً وظللت احمد ربى انه لم يرانى..
****************************
مر ذلك اليوم و جاء يوم زفاف العروس..كانت تشعر شمس انه من اجمل احفالات الزفاف التى حضرتها بما فيه من احتفالات طوال الاسبوع..فرحه النساء واطلاق الزغاريط التى تدل على فرحهم النابع بداخلهم..مشروبات تقدم لمن يأتى..وطعام وعزائم..وكرم لا تعرفه الناس كثيراً.
********************
كانت تجلس مع نيره وبغرفتها ومعها امها واخواتها علا وشروق و السيده ام جمال..التى شعرت تجاهن براحه غريبه وانها احبتهم….كان لديها رهبه فى بدايه الامر عند نزولها الى الصعيد..عالم منغلق ليس منفتح مثل بلاد الحضر..كانت تشعر انها ستريد ان تغادر ولكن عندما رأت ذلك الكرم والحب النابع بداخلهم والمعامله الحسنه..شعرت حقاً انها ستفتقدهم..انهم ليسُ منغلقين بل منفتحين ولكن الفرق ان انفتاح الاناث يحب ان يكون معاً وكذلك الرجال..
-تمام كده نيرو؟..قالتها بإبتسامه وهى تضع اللمسات الأخيره على وجهها من مساحيق التجميل.
نظرت الى نفسها بالمرآه لتجد انها ازادت جمالاً بأدوات التجميل الموضوعه بإحتراف ولكن برقه.
-شكراً يا شموسه بجد حلو اوى..قالتها بصدق.
-العفو حبيبتى انتى اساسا زى القمر من غير ميك اب.
-تعالت تسميات النساء الموجوده بداخل الغرفه .
بعد ذلك اخذتها ام فارس الى جانب بالغرفه لتنصحها ما يوتجب منها تجاه زوجها..نظرت لهم شمس وشردت..
-كم كنت اتمنى ان تكونى بجانبى امى..من سيعطى لى هذه النصائح..من ستدمع عيناه فرحتاً لى..ااااه حقا اريدك امى الان هذه اول مره كنت احتاجها بها بشده رغباً ان اكون مثل جميع الفايات يوم زفافهم وامى بجانبى..استغفرت ربها وحمدته..انا لا اعترض اعترض حمداً لله..
انتهى ذلك الزفاف وغاردت نيره الى بيت زوجها..
وصباح اليوم التالى كانت شمس ترتدى ملابسها استعداداً للذهاب الى المطار لتغادرً عرضت عليها النساء بأن تظل هنا لعده ايام اخرى ولكن رفضت بحجه والدها وجدتها..
كانت بالمطار تملأها مشاعر مخطلته..فرحه لانها سترى والدها وجدها..وحزينه لانها..لأنها لا تعلم ان كانت ستراه مره اخرى ام لا صحيح انها علمت من نيره ان له شركات كبيره بالقاهره فقط تسمع عنها وأحياناً يظل شهر هناك فقط ليستكمل عمله..ولكن كيف ستراه..هى محاميه..لا علاقه لها بإداره الاعمال.
صحيح انها احياناً تؤمن بالصدف..ولكن ترى ما الصدفه التى ستجمعها به؟؟
*************************
وصلت الى المطار لتجد سائق ينتظرها..شعرت ان بها طاقه غريبه لا تعلم ما سببها..وصلت الى فيلتها..لتجد ان جدتها تنتظرها بالبهو..ذهبت لها واحتضنتها..لتحتضنها جدتها بشوق جارف..ابتعدت عنها وجلست هى وجدتها..واخذت تقص عليها كم كانت سعيده..ولكن لمحت جدتها انها فرحه لشئ آخر.
-بس كده ده اللى حصل ومخليكى فرحانه.
-ايوه..قالتها بسعاده.
-مفيش اى حاجه تانيه..قالتها بخبث جعل شمس تطرق رأسها للأسفل وتهزها نافيه وقالت لها:
-فيه.
-رفعت جدتها رأسها وحثتها على التحدث..بدأت شمس تقص عليها منذ ان رات ذلك الفارس بشرفتها
حتى آخر حديث بينهم..وعيناها تلمع وتذادات زرقه..وكأنها شمس بيوم اهوجاج تلمع..
وبعد ان انهت حديثها..مسكت يدها وظلت تنظر لها وعيناها تدمعان..تذكرت ابنتها وهى تخبرها كم تحب عزت لتقنعها بفكره الزواح..اه يا شمسى كم تشبهى امك..
-مالك نانا..زعلتى منى؟؟
-ابداً حبيبتى بس سعيده وانا بشوفك كده..ونفسى اشكر فارس ده عشان خلى الشمس تنور.
-نانا هو مش من هنا..قاتها بحزن.
-ان شاء الله خير حبيبتى..وبعدين ازاى يرفع صوته عليكى كده وهو مش عارفك…ازااى؟
-نانا هو بس على صوته…يعنى عشان طبيعى انا بردوا غلط ان انا نزلت مكان مش بتاعى ومش عارفه مين تحت..قالتها سريعاً حتى لا تجعل جدتها تغضب منه.
علت ابتسامه جدتها وهى ترى حفيدتها هكذا وتمنت لها مايجعلها راضيه..فهى تشعر بها دأئماً انها تريد والدتها مهما زاد قولها بلا..ووحدتها لان ليس لها اخ..
تمنت لها اكثر شئ رأته يجعلها تضى وكان هو ذلك الفارس.
***********************
مر يومان وما فكر به لم يحدث ولكنه متأكد..وان قال شى وفكر به بعقلانيه يحدث..
كان هناك يسمع حديثهم الذى لم يكترث به فى البدايه ولكن..الا ان والدته وجدته واخواته البنات..كانو يمدحون بالشمس بأخلاقها،وأدبها،وحسنها..
حتى قالت له والدته:
-فارس مش ناوى تتجوز انتَ بقى عندك 33 سنه..
حسناً يا امى فهذه اول خطواتى التى حسبتها..
-عندها حق يا ابن جمال لازم تتجوز..قالتها ام جمال.
-فعلا ً..عندكوا كل الحق..هكذا كان رده.
-بجد يابنى موافق..قالتها والدته بفرحه.
-ايوه..
-بس كده..شوف يابنى انا عندى عروسه ليك ادب،واخلاق،وجمال ماشاء الله عليها..قالتها سريعاً خوفاً من تلك الفرصه ان تضيع.
-مممم..كويس..مين دى؟
-صاحبه نيره..بجد ربنا يحميها.
-صاحبتها مين؟قالها وكانه لا يدرى.
-شمس اللى كانت هنا عشان الفرح.
-مم..منين شمس.
-القاهره.
-شمس ايه؟
-شمس عزت..بس انا مش فاكره اسم عليتها كويس.
-شمس عزت القاضى،سنها22وشويه،وخريجه محاماه،وبتشتغل مع والدها فى شركه المحاماه بتاعته،ومش مرتبطه،اه وعايشه مع والدها وجدتها ووالدتها متوفيه،محترمه ومتربيه وقمرررر..قالت شروق بإندفاع كل هذا دون انقطاع..جعله يرفع حاجبيه من سرعتها.
-يا سلام..ده انتو مصممين اوى..لحقتى حفظتى الcv امتى يا شروق.
-ابدا والله يا حبيبى ده انا سمعته تخاطيف على الماشى كده.
-تخاطيف اااه..تمام..هشوف يا ماما.
-تشوف تشوف ايه يا ابنى استعجل.
-ايوه يا فارس استعجل اللى زى دى تلاقيها كل يوم بتبل ريقها بعريس شكل..قالتها شروق وهى تكاد تُبصم على ما تقول.
-نظر لها فارس ولم يتحدث(كل يوم عريس شكل..ياريتك ما اتكلمتى)..هكذا حدث نفسه بغيره تكاد تدمر من حوله ان خرجت.
-خالو فارس..
-نظر الى هذا الطفل الصغير..هممم..هكذا كان رده.
-انا اللى هتجوز شمس شوف اى واحده تانيه.
رفع فارس احدى حاجبيه وقال له:
-نعم..
-ايوه انا وشمس بنحب بعض وهنتجوز هى قالتلى انها بتحبنى والله.
-ممم..نظر فارس الى شروق..لتقول له:
-ده عيل انت هتصدق يعنى.
-لا مش عيل انا واحد كبير وهتجوزها.
نظر له فارس وهو يريد ان يقتله بداخله..تعجب فارس من رده فعله ايغار عليها من ذلك الضئيل..نعم يجب ان يموت..شئ لم يتعدى عمره خمس سنوات يريد الزواج من فتاه بكل تأكيد ستكون زوجتى وينعتونه بطفل انه شئ لا اكثر..كان يريد شنقه.. فالتعتقل يا فارس..
نظر له وابتسم ابتسامه جانبه..
-تمام يا ماما انا نازل بكره القاهره وهروح لعزت البدرى..واتكلم معاه..قلتلى اسمها ايه تانى يا هادى؟..قالها فقط ليرضى نفسه انها ملك له.
-شمس يا ابنى..قالتها احلام.
كان بداخله مرتاح بشكل غريب..فما حسبه بالسنتى..وضع امامه بالمللى.
*****************************
اليوم الثانى كان فارس قد وصل القاهره واتجه مباشره من المطار الى شركه عزت البدرى التى تجمع اكبر كم من المحامين لمختلف جميع القضايا تحت يد عزت البدرى اشهر محام بمصر لم يتعامل معه يوما ولكن يسمع عنه فقط بسبب شهرته بذكاءه.

سألته سكرتيره خاصه به وعندما عرفته ذهبت وقالت لرب عملها..
-متر….فارس بيه رسلان عايز حضرتك.
-فارس رسلان..(اعرفه ولكن لم اتحدث معه قط..ولكن عندما قابله تأكد مما يقال عنه انه ناجح..قوى..والاهم انه ليس بإنسان يستهان منه ابداً)….كان فى ميعاد محدد ولا لا..
-لا..بس هو طالب مقابله حضرتك فى موضوع..يدخل
-نظر لها..اكيد..حالاً.
دخل ليجد رجل رغم سنه الا انه لم يستطيع الزمن لم يؤثر عليه..فوسامته الرجل لازالت ملحوظه..رغم تناثر شعراً ابيض الا انه وسيم..وجسده متناسق وكأنه مازال رجل يمارس الرياضه..ولكن عينه يوجد بها لمعه غريبه وكأنه يستشف لماذا جاء؟..حقا انت كما يقولون يا سيد عزت تشبه والدك قاسم القاضى.كان اشهر القضاه..يعرف بذكاءه.
اشعر وكأن ورائك شى ما يا ابن رسلان..لماذا جئت؟.دعاه ليجلس..وبعد ان جاءت القهوه..وكلام ليس له اهميه.
-تعرف ان بقدر الصراحه جدا..قالها وهو يطرق بقلم كان يمسكه على مكتبه الزجاجى بطرقات ثابته.
-انا كمان بصراحه بقدرها..قالها وهو ينظر بنظره ثاقبه.
نظر له ولم يتحدت وكانه يحثه على الكلام.
-تمام..قالها فارس واماء بشفتيه..بصراحه انا طالب ايد بنتك يا متر..
نظر له فى البدايه نظره مطوله ثم قال له:
-بنتى..
-بالظبط كده..
-مم..وانت تعرف بنتى ازاى؟
-الصعيد.. قالها بإيجاز.
-نيره..مم..مبروك لنيره.
فهم ما يرمى له..اصبت الهدف سيد عزت.
-الله يبارك فيك يا متر..شوف يا متر انا مش بحب اللف والدوران وبصراحه هى مش عارفه هى كانت هناك ليه..
-ده اكيد..لانها لو كانت عارفه مش هتسمح لنفسها انها تروح ولا انا كنت هسمح بكده..قالها وهو ينظر بعينه نظره ثاقبه.
-تمام..ردك يا متر.
– شوف يا فارس..انا قولت انى بقدر الصراحه..انت انسان فوق الممتاز..بس لو الرد اه اقدر اعرف محل الاقامه فين؟وبصراحه فرق السنن يعنى على حد علمى انك33 سنه وبنتى22 يعنى كبير.
-والله يامتر حضرتك عارف انا بستقر فين..ويعنى هنا او هناك فالمفروض مكانها معايا بيت الواحده مكان زوجها ودى الاصول وحضرتك ابو الاصول يا متر..السن مش كبير11 سنه مش كتير طول ما هعرف اتواصل فكرياً معاها.
-(كان يسمعه ونال اعجابه..وهذا نادراً ما يحدث)..تمام والتعامل؟
-من ناحيه؟
-انتَ جامد اوى يا فارس..هتعرف تتعامل مع بنتى ازاى؟.
-وحضرتك بتتعامل معاها ازاى؟..يعنى انا بصراحه عارف ان حضرتك جامد اوى..الغريبه بقى ان حضرتك عارف تتعامل مش كده .
-انت مش سهل يا فارس نهائيا..ودى بصراحه حاجه بتعجبنى فالإنسان.
-شرف ليا يا متر ان انا تتكتبى شهاده بلسانك..ممكن اعرف ردك يا متر.
-انا اكيد موافق مبدئيا..بس الرد بيكون لشمس فالنهايه.
وقف فارس وصافح عزت وتابع:
-وانا منتظر الرد يا متر..
-ان شاء الله فى اقرب وقت يا فارس.
*******************
خرج فارس واتجه ناحيه المصعد ليجده يفتح وتشرق له شمسه..كانت ترتدى ملابس عمليه..قميص باللون الاسود وجيب تقف عند ركبتيها باللون الرصاصى..ليظهر خصرها النحيل..وحذاء اسود كعبه عالٍ ودبب..كانت فاتنه..صحيح انها ترتدى شراب شفاف وهو ما يدعى(بالكلون) ولكنه اقسم انه لو كان لا يوجد احد الان لكان صفعها على وجهها وانها بكل تأكيد لن يسمح لها بإرتداء هذه الملابس..كان معها شاب وسيم رياضى يبدوا انه بعمر الخامس والعشرون من عمره..ذو شعر بنى وعيون خضراء وبشرته البيضاء..كان يريد ان يحطم له راسه.
مستحيييل..اكيد بحلم..فارس..ااه اجمل صدفه فى حياتى كلها..بس هو هنا ليه؟
-اتفضلى يا شمس.
-ميرسى عمار..(للأسف ولكل بدايه نهايه)..
مرت بجانبه..لينطلق عبيرها الوردى بأنفه..اااه يا شمسى لماذا تصعدين معه؟..لماذا يعاملك وكأنه يربطكم شئ ما..لماذا ترتدى هكذا ؟نعم انتِ شمسى ولكن لماذا تحرقينى بشعاعك..
*****************
مساء ذلك اليوم كانت تجلس فى بيتها هى وحدتها وأباها..
ولما لا ففارس رجل ممتاز وهو الرجل الوحيد الذى سيطمئن عليها ان حدث له شيئا ما..نعم انه قوى عنيف ولكنه متأكد انه الشخص الوحيد الذى سيمنحها الحمايه الكامله..نظر لها وحدث نفس..
(اشعر وكأن هذه المره ستختلف من الواضح انك ستذهبين قريباً..ابنتى).
-شمس..فى موضوع عايزين نكلم فيه.
-ايه يا بابى؟ونظرت له بإصغاء لما يقول.
اخبرها انه يوجد يوجد شاب تقدم لخطبتها وهو يرى انه اكثر شاب مناسب لها ولكن الرأى لها فى نهايه الامر ولكنه ظل يؤكد انه سيطمأن عليها معه.
نظرت لجدتها وهى تشعر برهبه..هزت جدتها رأسها لتشعرها بالامان.
-ده حد نعرفه يا عزت يا عزت.
-لأ..بس شمس شمس ممكن تكون عارفاه..فارس.
-فارس!!..فارس مين يا بابى؟.
-فارس رسلان اخو نيره.
اصحيح مع سمعته الان فارس..يا الله فارس..اشعر وكان قلبى سيخرج من شده نبضاته.
-فارس!!؟.
-تعرفيه؟.
-يعنى يا بابى مش اوى..بس اعرفه..ازاى!!.
-شافك هناك وقرر يتقدملك.
عجز لسانها عن الرد من دهشتها..شعرت بها جدتها لتقول بإبتسامه:
-شمس حبيبتى عزت موافق جدا ودى اول مره تحصل..ايه رأيك لو تتكلمى مره معاه وبعد كده قررى..ونظرت لزوج ابنتها..لو ينفع يا عزت.
-اكيد..هبلغه انها عايزه تتكلم معاه عشان تقرر..ماشى يا حبيبتى.
نظرت لها جدتها لتحثها على التحدث..
-هاا..ماشى يا بابى..قالتها وهى بداخلها تكاد تطير من سعادتها.
شعرت بها جدتها وتمنت ان يسعدها الله.
*******************
مرت عده ايام ليخبر عزت فارس ما قرروه..ليوافق وحدد معه ميعاد بمنزله ليتحدث معها..
*******************
جاء ذلك اليوم..كان مرعب بالنسبه لها كانت تشعر انها خائفه..
لا تعرف ماذا سترتدى فى هذه المناسبات ولكن اخبرتها جدتها انه جاء ليتحدث معها فلا داعى لان ترتدى شيئاً ملفتاً..فارتدت بنطال اببص اللون.. يعتليه ستره لبنيه اللون..اسفلها بلوزه قطنيه تكشف عن زاراعيها….علمت انه انتى وجاءت الخادمه لتخبرها ان تنزل الى اسفل بأمر من والدها..
نظرت لنفسها بالمرآه وابتسمت برضا..وهبطت الى الاسفل ومشت برقه وقبل ان تطرق الباب وقف حذاؤها العالى على الحركه ولكنها عاندته فيجب ان تحترم أباها ولا تتأخر طرقت الباب ودخلت وهى تتمنى ان تفر..تركها اباها ليتحدثوا..جلست وهى تشعر ان قدميها لا يحملانها..
ها هو عبيرها المسكر.. شعرها الطويل ذا العبير الوردى..عيناها البحريه كالموج الجارف..لحظه الصمت..بلا انها عده لحظات..قرر ان يكسر هذا الصمت..ولكنه تفاجئ بسؤالها..
-انتَ قررت تخطبنى ليه؟..قالتها بهدوء..وقررت ان لا تفكر حتى لا تندم لسؤالها.
-نظر لها ورفع احدى حاجبيه..انتِ عايزه ليه؟.
-رفعت عيناها ليتقابل البحر بالليل الحالك..مش فهماك..
-افهمك..قالها بنبره داخله لم ترتاح لها ووترتها داخلياً..ونظر لها نظره ثاقبه.. يعنى مثلاً عايزانى اقول عجبتنى اخلاقك..او عجبتنى حاجه تانيه..قالها بخبث
-فتحت عيناهاعلى مصرعيها من زهولها….نعم!!
-ليه الاستغراب ده..انا قصدى دماغك..قالها بهدوء.
-شعرت بإحراج كبير..وابعدت رأسها.
-شعر بإنتصار وهو يراها هكذا..تمام تحبى تعرفى عنى ايه؟
-ممم..عندك كام سنه؟
-34 على آخر الشهر.
-نظرت له..بجد!!
-ايه كنتِ مفكره انى اكبر ولا اصغر؟
-هه لا ولا حاجه.
-على العموم لو شايفه انى كبير عليكى فانتِ حره براحتك..قالتها بلامبالاه.
-(هو انتَ جاى غصب ولا ايه..وبعدين هو انا حركت لسانى)…على فكره انا مش قصدى اقول حاجه.
-ولو قصدك..قالها وهو يشعل سيكاره.
-ظهرت عليها دهشه لآحظها من اسلوبه فى التعامل..
-اطلق سراح دخانه..وهى دى طريقتى فالتعامل لو مش عجباكى براحتك..
-مم..اسفه لو مش هزعجك..يفع اطلب طلب ؟
-ايه عايزانى اشمر البطلون ولا..ولا اسبغ شعرى بنى ولا احطلك لينس اخضر..ولا اروح ادهنلك نفسى ابيض..هه يمكن ده يبقى على هواكى..قالها بسخريه وحده فى آن واحد..
-دهشت من طريقته..ايعقل ان يكون قد تذكر عمار..انطلقت فجأه منها ضحكه خفيفه من اسلوبه وعدم تحكمه فى اعصابه..
-نظر لها بعد ان انطلقت ضحكتها..كيف لكى ان تمتلكِ هذا الجمال؟..ولكنه عاد لتركيزه.
-نظرت له وقالت:على فكره انا ده مش طلبى خالص..انا بس كنت بقول لو حصل وارتبطنا ان انا اشتغل.
-هههه..انتِ لذيذه اوى شمس..ده مستحيييل يحصل انك تشتغلى.
-ليه؟؟.
-عشان انا اعرف كويس جدا اصرف عليكى مدى الحياه..ومش عاجز وانا راجل مش بقبل بالفكره دى..
-ليه مش بتقبل بيها؟؟.
-تَخلف..قالها بإيجاز.
-تٓخلف!! فى رجاله كتير بتقبل بالموضوع ده..
-اه فعلا..بس كل الرجاله مش فارس رسلان..قالها بثقه.
-(اكيد مش كل الرجاله فارس رسلان)هكذا حدثت نفسها..تمام ممكن افكر فالموضوع ده.
-هه..لا مش ممكن الموضوع ده هيتلغى اول ما هتوافقى .
-يعنى ايه؟
-يعنى مش هيكون فى شغل..وبلاش تتكلمى فالموضوع ده عشان مش هيتغير رأى نهائياً.
-بـ..
-نهائياً يا شمس..اه بالنسبه للإقامه انا شغلى هنا بس بسافر هناك..واكيد لما نكون هنا هسمحلك انك تزورى والدك وجدتك اى حد تانى لا..ردك.
-نظرت له بدهشه ملحوظه..قد جئت لنتناقش ليس لتقرر..ربااه انت حقاً رأسك مثل اليابس..ولكنى اعشق من يمتلك تلك الرأس.
-يبقى تمام..
-هو ايه اللى تمام..قالتها بسرعه فهى لم تعطيه اى رد..ام هو يستعمل حكمه(السكوت علامه الرضا).
-انك موافقه..واقترب منها وقال وهو ينظر بعيناها مباشرةً..اه موضوع الچيب اللى انتِ بتلبسيها دى تنسيها تماماً واى حاجه ملفته مش هتتلبس..وده برده لا رجع فيه..قالها بتحذير..كانت تنظر له وهى كالبكماء لا تعرف كيف سترد علي هذا الفارس..قام من موضعه..ظلت تنظر له..فما كان لها الا ان تقوم وتذهب ناحيه الباب..ولكن لحظه..هو لم يعطى لى احابه رداً على سؤالى..نعم اعرف انك رجل اعمال ولكنك حتى لم تخبرنى!!.
خرجت هو وهى..وسلم على جدتها..اذن فأنتِ تمتلكين جمال امك وجدتك شمسى الصغيره..
ما هذا الرجل يا شمس؟هذا هو فارس..نعم صغيرتى فهو فارس عربى مثلما قلتى..ولكن هو قوى بشده وهذا يتضح من نظرات عينه الثاقبه..فلعينك الله صغيرتى..


ذهب فارس وما ان ذهب حتى سألها والدها..
-هزت رأسها بخجل وكانت عيناها تلمعان..لاحظ اباها هذه اللمعه..وفرح بشده.
*********************
ما ان اخبره عزت..حتى حدد ميعاد الخطبه وعقد قرانهم..تعجب اقارب شمس بشده..فارس وشمس..مثل النار والماء..لا يصلحان..واين رأها؟؟تقدم لشمس الكثير من اقاربها ولكن كان سبب الرفض انهم لا يصلحان والان فارس الجامد و شمس الرقيقه يصلحان..
عبروا عن رفضهم لتلك الزيجه..وانها لن تستطيع ان تطتبع بطباعهم..
ولن تستطيع ان تتعايش معهم..وقابل عزت هذا التعبير وكأنه لم يقال..
**********************
تم عقد القران بمنزل شمس الذى حضره اقاربه واقاربها..ولكن لاحظ فارس انه يوجد الكثير من الشباب ينظرون له بحقد ولكنه قابل هذه النظرات ببرود تام عكس نار بداخله ليؤكد لهم ان شمس اصبحت له اصبحت..شمسى انا فقط..
**********************
مرت الأيام الحالمه وجاء اليوم الواقعى..يوم زفاف الذى
سيقام بالصعيد بعد اقامه احتفالات كبيره على شرف زفاف اكبر احفاد عائله رسلان..كانت تجلس بداخل الغرفه مع الفتيات والسيدات وكانت تفكر كيف ستكون حياتها؟؟
تشعر برهبه..بل بسعاده..كانت مشاعرها مختلطه بشده لا تعرف كيف تحددها..
كانت ام فارس تجلس معها وتسمى عليها دائماً..خوفاً من يمسها حسد النساء..
كان لسانهم يربط عند رؤيتها..كانت كشمس متوهجه فى ليله حارقه..
كانت فرحه بداخلها وهى تنظر لهم وتذكرت..

بعد عقد القران بعده ايام كانت تريد ان تذهب لشركه والدها لتأخذ ما تبقى من محتوياتها بعدما امرها بعدم عملها…ولكن هو اخبرها ان لا تذهب الى مكان ما دون ان تأخذ أذن منه..فأخذت الهاتف وهى خجله فهذه اول مره ستتحدث معه ولكنها تشجعت..لم يمر عده ثوانى حتى سمعت صوته الحاد من الجهه الاخرى..تنفست وردت بهدوء.
-هـ..اخبارك فارس؟!
-تمام..اخبارك انتى؟؟
-كانت تشعر بثقه فى صوته لا تعرف من اين اتى بها؟؟..تمام الحمد لله.
-اللى عندك يا شمس؟
-مش فاهمه!!
-يعنى عايزه تقولى ايه؟
-ااه..فارس عايزه اروح ال..الشركه.
-ليييه؟؟
-كانت خائفه من صوته ولكن تشجعت..يعنى فى حاجات تخصنى هناك وعايزها.
-اااااه..قولى لوالدك يبعت اى حد يجيبها.
-بس فى حاجات مش اى حد هيعرف يجيبها.
-ههه..فعلاً ليه سر من اسرار الدوله العليا.
-شعرت بسخريته ولكنها ظلت على هدؤها فهو زوجها وهى تحترمه..لا مش سر بس فارس فعلاً فى ورق محتاجاه فعلاً وكمان فى قضيه معايا ورقها وضرورى اسلمها عشان ميعاد حكمها قرب..وصدقنى ده مش هياخد وقت..بليز فارس.
-ظلت مده..تمام هى ساعه واحده فكرى تتأخرى يا شمس..
-وصل لها تحزيره..تمام ميرسى فارسغادرت سريعاً قاصده الشركه..وبعد ان انهت عملها..
وذهبت الى الباركنج.
-ينفع اتكلم معاكى.
-عمار اسفه مش هينفع..ونظرت الى الساعه التى اوشكت على مرور ساعتين..وقامت بفتح سيارتها..لتجده يغلقها.
-فى ايه مش فيا يا شمس؟؟
-نعم!!
-فارس فى ايه مش فيا؟؟
-فى ايه يا عمار مالك؟!!
-ابداً انا كويس..اتجوزتى فارس ليه؟
-اظن ده شئ يخصنى يا عمار.
-اه هو انا مش عرضت عليكى ان انا وانت نرتبط؟
-حصل وانا قلتلك اسفه..انا وانت مش مناسبين.
-ااااه..تروحى بقى تتجوزى فارس المناسب هه..فارس المتحكم ده دماغه سم هو اللى لو قال كلمه لازم ترد بنعم ولا مش من قانونه..هو ده اللى انتى عايزه تكملى حياتك معاه.
-عمااار..اياك تفكر تتكلم عليه اساساً خليك فاكر ان ده جوزى ومش هسمح لأى حد اياً كان انه يتكلم عليه..بس انا اللى غلطانه انى لسه واقفه بتكلم معاك..وكادت اان تفتح باب سيارتها..لتجده يمسك يداها ويقترب منها.
-عمااار ابعد عنى انتَ اكيد اتجننت…ابعددددد.
-شمس انا بحبك..
-ابعد عنى..وافهم بقى انا متجوزه…ااااه ابعد..وكادت ان تتكلم ولكن وجدت ان عمار لكمه احد ما..وسحب يدها منه بعنف..نظرت وجدته فارس..لم تكتمل دهشتها لانها رأت فارس وضع يده القويه على عنق عمار ويكاد يخنقه وثبته على حائط.
فارس بليز سيبه هيتخنق.
-تعرف انا اللى بيقرب من حاجه ملكى بدفنه حى..كان يقولها بلهجه تكاد تحرق من امامه..جعلت عمار يقذف الخوف به..خافت شمس من لهجته بشده ولكنها خائفه من ان يفعل اى شئ فيضره.
-فارس سيبه من فضلك..فارس ده مش قادر يتنفس..هيموت.
-اقترب فارس من اذنه وتحدث بلهجه قاتله..شمس لأأأأ..اياك تفكر انك تقرب منها..هقتلك..فكر انتَ بس تقرب منها وانا اقسم بالله هخليك تتمنى الموت الف مره..شمس خط احمر..فاااااهم..وضغط بشده على عنقه.
-هز رأسه وهو يكاد يلتقط انفاسه..فــ..فاا..فاهم.
-نظره له نظره تكاد تقتله..وترك رقبته بعنف..وما ان ترك رقبته حتى ظل يسعل بشده..
مسك فارس شمس من معصمها وهو يكاد يكسرها بيده..واخذها الى سيارته وفتح الباب الخلفى لها.
-ادخلى.
-فا…
-بقولك ادخلى..قالها بصوت يكاد يخترق الآذان..
جلست بالسياره وهى خائفه بشده وعيناها تدمعان فهى لم تر اى شخص يصرخ بهذا الشكل قط..وذاد رعبها عندما رأت السائق يفتح له الباب وجلس بجانبها..وامره بأن يتحرك..لاتعرف الى اين هى ذاهبه؟
بعد مرور نصف ساعه من صمت قاتل..
-اقف هنا.
ليوقف السائق السياره على جانب احدى الطرق..
-اخرج.
نفذ كلامه وخرج من السياره ووقف بعيدا..ليظل هما ويظل الصمت..ويتضاعف خوفها..
-انا قلت ساعه ولا ساعتين؟.
تريد ان تتكلم ولكن لسانها لا يتحرك.
-انااااا مش بتكلم..قالها بصوت حاد وعالٍ..جعلها تترتعد و تقسم ان سائقه سمعه برغم ابتعاده عن السياره بمسافه كبيره.
-سـ..سا..ساعه.
-ولمااااا هى زفت ازاى تتأخرى..ازاى اقول كلمه وانتِ متنفذيهاش؟؟..ازااااى؟.
-انا والله كنت همشى بس..بس.
-بس ايه..بس كنتِ بتتكلمى مع الباشا مش كده؟؟
-لا والله انا قلت لعمار ان انا مش هينفع اتكلم معاه بس لقيت ان هو بتكلم ووالله حاولت ان انا امشى بس..بس هو مسك ايدى وحاول..حاول..ولم تعرف كيف تكمل كلامها.
-انتِ ازاى متقوليش ليا انه كان عايز يرتبط بيكى..ازاااى؟
– انا..انا مش عارفه انى المفروض اقول والله.
-والله..ياسلام..انا الغلط عليا اساس من الاول ان انا ارتبط بيكـ..لم يكمل كلامه حتى سمع شهقه وبكاء بصوت صغير..لينظر لها..
كانت تشعر بوجود بحه بصوتها ومن المعروف انه يتبعها البكاء..لم تعرف كيف تتمالك نفسها من كلامه تشعر وكانه حطمها..اهو ندم من الارتباط بها؟
كانت كقطه تبكى وتشهق شهقات صغيره..اعرف اننى اخطأت شمسى ولكن كنت اشعر عندما رأيت يده تلمسك شعرت وكان حبل يخنقنى..كاد ان يتكلم معها ولكن ولكن رفعت رأسها لينظر لعيناها المغرقه بالدموع كانت كالسماء الذى تهطل منها الامطار بغزاره ويشوبها الاحمرار وكذلك وانفها ووجنتيها .
-بعد اذنك..شهقه..انا عايزه ارجع.
-شمس اهدى.
-فارس….من فضلك..عايزه ارجع.
قرر ان يتركها لتهدأ وامر السائق ان يذهب لمنزلها..
وعندما وصلوا الى المنزل فتحت باب السياره سريعاً وخرجت واتجهت ناحيه الباب ودقت الجرس وماهى الا ثانيه حتى فتح الباب ودخلت تحت انظاره القلقه عليهاصعدت غرفتها حتى لا تراها جدتها وتقلق عليها وظلت تبكى..صعدت لها جدتها وهى قلقه بسبب ما قالته الخادمه لها ولكنها كانت تبكى فقط..وجاء الليل واخذت حماماً دافئاً لتهدء من روعتها وارتدت ملابسها وذهبت وهى عازمه على التكلم مع والدها ذهبت له غرفته ولكنها لم تجده فهبطت للأسفل..واوقفت خادمه سلرنكيه تخرج من مكتب والدها.
-ريتينا..اين والدى؟
-سيد عزت بالداخل..هل تريـ..
-قاطعتها شمس وهى على وشك طرق الباب..شكرا ريتينا..يمكنكى الذهاب.
طرقت الباب بهدوء ودخلت..
-بابى بعداذنك ينفع مع حضرتك فى موضوع.
-شمس..مش تسلمى الاول..قالها عزت وهو ينظر تجاه كرسى امام مكتبه.
-نظرت تجاه تلك الكرسى لتجده جالساً وينظر لها..ولكن ماذا اتى به الى هنا؟
-معلش ياعمى هى اكيد مش ملاحظه..باين كان الموضوع مهم..اخبارك شمس؟
-نظرت له بدهشه ملحوظه..يتحدث وكان شئ لم يكن..سورى فارس..اخبارك؟
-تمام..قالها وهو ينظر لها بدقه.
-( ااااااه ) كانت تصرخ بداخلها تريد ان تبكى ولكن كانت متماسكه.
-شمس حبيبتى موضوع ايه؟
لا اعرف كيف ارد على والدى امامه..ماذا سأخبره؟..ارى تلك النظرات المترقبه بعيناه السوداء.
-سيد عزت العشاء جاهز..السيده نورا تريدك سيدتى.
نظرت خلفى لاجد ريتينا..ابتسمت لها..كنت اريد ان احتضنها لانها انقذتنى..وعدت لأنظر امامى وتلاشت الابتسامه.
-اتفضل يا فارس..قالها عزت ونهض..
-لينهض فارس..اتفضل يا عمى.
اتجه عزت ناحيه الباب يتبعه فارس..وعندما خرج عزت..وقف امامها.
-مش تقولى وحشتنى يا فارس ولا انتِ رأيك ايه يا شمس.
-اكتفت فقط بالنظر له.
-ايه يا شمس هو انا عاجبك؟
-ايييه..!؟ عاجبنى!!!
-اه متتكسفيش وقوليها..قالها وهو يضيق عيناه.
دارت وكانت تريد ان تمشى لتجد يد تقبض عليا وتديرها بقوه..
-ااه..قالتها وهى تتألم.
-انتِ ازاى تمشى وانا بتكلم؟..قالها بحده وهو ينظر لعيناها.
-انا..انا مش قصدى.
-اياكى يا شمس تمشى وانا بكلمك تانى لما اكلمك تقفى وتسمعنى..اياكى تتكرر فاهمه..قالها بتحذير.
-آآه..فاهمه والله..بليز يا فارس انت بتوجعنى….
-ليترك يدها وحدثها..بالمناسبه يا شمس موضوع النهارده مش هنساه واكيد هتكلم فيه.
-انت هتتكلم فيه ومش هتسمحلى اساساً انى اتكلم.
-فعلاً!!!!
-فعلاً..
-وده حصل امتى.
-تقريباً دايما…انتَ بتتكلم لكن انا لا.
-ماشى يا شمس..تمام.
-شمس هانم العشاء جاهز..
ظل ينظر لها ثم خرجوا.
نظرت لجدتها وهى تجلس..كانت جدتها تريد ان تخبرها انه سيأتى على العشاء عندما اخبرها عزت ولكن عندما ذهبت لها وجدتها نائمه.
كانت تمسك شوكتها وتعبث بالطعام..كانت خائفه من ما قررته..وفجأه نظرت الى الاسفل لتجد حذائها الابيض ذو الفيونكه الورديه الارضى..فستانها الوردى الواقفه عند بدايه ركبتها شعرت لولهه انها طفله فى السادسه من عمرها..ارفعت رأسها وابتسمت لما رأته.
راى ابتسامتها كم بدت رائعه..شعر بما كانت تفكر وما ان نظر اليها وتلاقت عيناهم حتى تلاشت هذه الابتسامه واخفضت رأسها وعادت لتعبث بالطعام مره اخرى.
-ايه رأيك يا شمس؟؟
-هااا..فى ايه يا بابى.
-ابدا يا حبيبتى فارس بيقول الفرح اخر الشهر.
-شهر..شهر ايه؟!!
-الشهر ده.
-بابى بليز..انا..لأ.
-نظر لها فارس ورفع احدى حاجبيه وداخل عينه سحاب اسود..خير يا شمس فى حاجه؟.
-نظرت له ولاحظت نظرته السوداء لترتعب..عادى بدرى قوى.
-بدرى!!بدرى ازاى؟
-يعنى انا شايفه ان الميعاد بدرى واساساً كتب الكتاب كان من اسبوع وآخر الشهر كمان عشر ايام..ازاى؟
-بس انا مش شايف ان هو بدرى يعنى عشر ايام مناسبين ..
-ازاى..اكيد عشر ايام مش مناسبين..ده غير بصراحه ان فى حاجه ضرورى تتغير.
-حاجه ايه؟!!!!!
نظرت الى كوب من العصير واخذته لتشرب..لأنها لا تعرف كيف سترد على سؤاله.
لاحظ عزت الجو المتوتر بينهم وان فارس قد وشك على تكسير اسنانه من كثره الضغط عليهم فقرر ان ينهى الحديث بقوله
-اللى فيه الخير يقدمه ربنا.
بعد العشاء جلس عزت وفارس معاً ليتحدثوا بشان العُرس..وبعد فتره..خرج فارس وعزت.
-شمس عاوز اتكلم معاكى.
-هو فى ايه؟!!
-ابدا..ونظر له بعنيه ليحذرها من ان ترفض..وهى فهمت وقررت انه لابد ان تتحدث معه بشان ما قررت..وذهبت معه الى حديقه الفيلا ليتحدثوا..كانت جالسه وهو ينظر لها.
-بتسمعى الكلام يا شمس والله كويس..قالها بسخريه.
-تنفست بهدوء..فارس بصراحه كده انا فكرت فى اللى انتَ قلته النهارده وبصراحه كده انتَ معاك حق..
-حق..حق فى ايه؟؟قالها بحده.
-حاولت ان تتحدث معه ونجحت..انت عندك حق ان انا وانت ارتباطنا كان غلط من الاول وانا مفكرتش فى ده خالص بس انتَ الى قلته خلانى افكر فى الموضوع بجد وده اللى انا وصلت ليه..غلط.
-ياروحى..اه فعلا ما انتِ اتكلمتى معايا قبل الجواز ولسه رايحه تكتشفى الجريمه دى.
-وقتها انتَ مسبتش فرصه ليا تقريباً انتَ وافقت وقررت لوحدك.
-فعل..ده انا وحش اوى..اه لسه فاكره ان انا وانتِ مش لايقين لبعض.
-فارس بليز اهدى..عادى..انا فعلاً وقتها كنت مش مركزه ومحاولتش حتى افكر..بس الكلامك النهارده خلانى افكر..انا مش هعرف اتطبع بطبعك..ولا هعرف طريقه تفكيرك..ولا طريقه الحياه معاك ازاى؟..انا ممكن اعمل حاجه صح جداً من وجهه نظرى بس انتَ وجهه نظرك هتشوفها جريمه..وصح جداً لما نغلط نعترف ونرجع عن الغلط مش نكمل فيه..وده جواز مش لعبه هنلعبها دى مسؤليه وانا مش هعرف اشيلها معاك لان طريقتك غير طريقتى..
كانت تتحدث وهى تتقطع داخلها..تشعر وكأنها تقتل نفسها بسكين حاد تقول كلام هى تعلم انها لاتريد قوله..تعلم انه ان كانت ستتزوجه ستكون اسعد امرأه بالعالم لانها تحبه..ولكن هى لا تريد اجباره..هو يرى الحياه مع غيرها مناسبه عنها وفهى فالنهايه هى تحبه وتريد سعادته..وستتمنى له الخير.
-انسى..قالها بإيجاز.
-انسى!!انسى ايه؟
-تنسى الكلام بتاعك ده نهائياً عشان مش هيدخل دماغى.
-لا هو اكيد دخل دماغك يا فارس..لانه ببساطه خارج من جوايا.
شعرت بنار تخرج منه وهربت الدماء منها.
-يخرج من جواكى..يخرج من اى مكان..انا قلت يتمسح..مش عشان كام كلمه اتقالوا تقولى كده..يتمسحوا كمان مش تنسيهم..انتِ فاهمه..كان يتحدث معها بحده ولغه آمره.
-فارس بليز فى كلام مش هينفع اقول فيه فاهمه وبس..
الموضوع ده اكيد منهم..وسورى يا فارس ده رأى.
-رأيك ده احتفظى بيه لنفسك..
-ده خصوصاً مش هينفع احتفظ بيه لنفسى ضرورى يتقال عشان المضوع ده..ينتهى.
-شدها من يدها بعنف ونظر لها..انا هقتلك لو فكرتى تقولى كده..انتى هتفضلى معايا انا..ملكى انا يا شمس..
-خافت منه بشده ولم تعرف كيف ترد عليه..وهو ايضاً لم يعطيها فرصه..ذهب داخلاً..وسمعته يخبر والدها
-عمى..شمس وافقت ان الفرح يكون اخر الشهر.
لتتعجب بشده فهو كالعاده لم يأخذ رأيها وهذا ازعجها..ولكن ظهرت بعيناها بريق فهو يريد ان تكون له..يريد ان تكون زوجته..فهذا ما قاله!!

فاقت من ذكراياتها وهى تدعو الله ان تكون زوجه صالحه ومطيعه..
***********************
كان مع رجال كثيره يهنئونه بزواجه..
وشرد قليلاً وتذكر عندما اخبرته انها تريد الانفصال عنه بعدما كسرها..لديه يقين ان ما قاله لها يحطم اى امراه..
فاكثر ما يرهق المرأه هو ارتباطها بزوج لا يريدها..
ولكن تلك اللحظه هو لم يدرك ماقاله كان يشعر بسم يجرى بعروقه عندما رأى هذا العمار يحاول ان يتقرب منها ولم يدرك ماقاله عندما سمع بكاءها..وقتها شعر بسكين يقتله..وعندما حدثته انها لن تعرف كيف ستعيش معه وتريد تركه وانه كان لديه كل الحق فيما قال فكلاهما ليس مناسبين..كان يريد ان يصفعها عده صفعات ويخبرها انه منذ ان رآها واصبحت..شمسه
ولكنه لأول مره لايعرف ماذا يقول!!.

فاق على صوت اخيه الاصغر وهو يحدثه بهمس
-مبروك يا معلم.
-الله يبارك فيك يا خالد.
-بص بقى يا سيدى.
-كنت واثق ان وراك حاجه اتنيل.
-هههه..بص مبدئيا كده بنتك ها هحجزها لأبنى من اللحظه دى..
-ماشى ياخويا.
-بس اسمع لازم تكون شبه مرات اخويا ولو انتَ..اسف مش لاعب.
-نظر له فارس ورفع احدى احدى حاجبيه.
-بتغير..بتغير يا ابو الفوارس.
ظل على حالته..لينظر له خالد وكانه متأكد انه بداخله يخنقه..ليفرح لانه عرف كيف يجعله يغلى.
-بس انتَ منور يا خالد..
-حبيبى تسلم..نردهالك فالأفراح يا ابو قمر.
-قمر مين!!
-تفتكر الشمس لو خلفت تجيب ايه غير قمر..ووضع سبابته بجانب رأسه وتابع.. يعنى مش محتاجه ذكاء..
ثم نظر لأخيه الذى يكاد يقتله.
-احم مبروك يامعلم..وذهب.
**************************
كانت تشعر بخوف وذاد عندما جاءت ام فارس لتتأكد انها جاهزه..
-ايه ياحبيبتى مالك؟
-مفيش نانا..حاسه انى قلقانه شويه.
-ليه حبيبتى انتى بتحبى فارس..بلاش قلق.
-انا بحبه لكن..لكن هو..وسكتت.
-حبيبتى اهدى مفيش داعى للقلق ده..كنت اريد ان اخبرها اننى اشعر انه يحبها ولكن لم تخبرها لتجعلها تعرف ذلك بنفسها..فما فائده شعروها بذلك مادامت هى لم تشعر..يجب هى ان تعلم بحبه حتى تعطيه افضل ما يمكن..حتى وان كان لايعرف كيف يبوح بمشاعره يجب هى ان تشعر..
وهى تعلم ان حفيدها هشه ولكن قويه وستصمد..
ظلت معها حتى جاءت لها ام فارس واخبرتها ان تنهض معها..
********************
ادخلتها غرفه وكان معهما بناتها الثلاث..اجلستها على فراش وثير وظل تتأكد الفتايات ان كان ينقص الغرفه اى شئ.
-تمام يا ماما..قالتها شروق بإبتسامه.
-تسلمى يا حبيبتى..يلا امسكى اخواتك فأيدك واخرجوا.
-ليه يا ام فارس هاا..قالتها نيره وهى تغمز بعيناها لأمها.
-اتلمى يا نيره..يلا يا شروق اخواتك فأيدك.
-ماشى ياحاجه مبروك..قالتها نيره وهى تخرج من الغرفه.

نظرت ام فارس لشمس وعيناها..
-ماشاء الله..ربنا يحميكى يابنتى.
-ميرسى انطى..قالتها شمس بإبتسامه رقيقه.
-بصى يا حبيبتى انا عاوزاكى تعتبرينى مامتك..وكمان عاوزاكى تقوليلى ياماما وانا عارفه انها ممكن تكون صعبه عليكى بس انا هستناكى لحد ماترتحاحى وتقوليها..عارفه مرات الشيخ محمد الشعرواى قالت لبنتها ايه ليله فرحها..نظرت لها شمس بإصغاء..لتتابع..قالتها ان البيت بيعتمد على الست مش الراجل مهما كان الراجل صعب اعملى انتِ بأصلك الطيب واقفى جنبه وسانديه واياكى تعاتبيه قدام اى حد حتى لما تخلفوا ان شاء الله غلط تعاتبيه قدامهم..افرحى مادام فرحان واقفى معاه مادام مهموم..والحياه مليانه مشاكل مهما زادت مفيش حد يعرف غيركوا مهما كانت المشكله كبيره عشان كل ما الناس عرفت اكتر كل ما المشكله زادت واتعقدت اكتر واكتر..حلوها انتوا الاتنين وبس..
فهمانى بنتى..
-ابتسمت لتلك المرأه الحنونه وكأنها اعتطها الاجابه المنتظره..فهماكى يا..يا ماما.
-بادلتها الابتسامه وحضنتها وهى سعيده بأبنتها الجديده..
********************
ذهب تجاه الغرفه بعدما ظلت والدته توصيه عليها بشده لدرجه انه احس انه سفاح..ادار المقبض
ودخل الجناح..وتوجه الى الغرفه الملحقه بها..ليجدها كانت تقف وراء شباك تمسك ستاره بيدها اليسرى الصغيره ليظهر خاتم الزوجيه الماسى..لآحظ انها لم تشعر به..كم شعر انها تشع نورا..فستانها الدانتيل الابيض الطويل المنقوش على شكل ورود الناعمه وكأنها هى..اكمامه التى تخطت الرسغ بقليل..كان يرسم جسدها الفاتن ببراعه..شعرها المسترسل حتى آخر ظهرها..رائحه عطرها الخلاب..
تذكر عندما اخبرته والدته انها ادخلتها الجناح منذ ساعه..فنظر لها بتعجب..لتجيبه..انها خافت عليها من الحسد فكانت نظرات جميع النساء عليها وكان منهم من ينظر لها ويشهق عندما يراها ولا يسمون عليها من فتنتها فخافت عليها منهم واخبرته انها ظلت معها ولم تتركها الا منذ عشر دقائق..نعم يا امى لديك كل الحق فلا لأحد الحق ان ينظر لها سوايا..
اقترب بخفه حتى صار خلفها مباشرةً.. واحتضنها.
وضع يده على يدها الممسكه بالستار..ورفعها وقبلها..
فزعت بشده وكانت ستصرخ ولكنه هدأها.
-شـشـش…اهدى..قالها بهدوء.
لم تكن تعلم انه سيأتى الان ولم تتوقع ذلك نهائياً..ولكن للاغرب لها انها لم تشعر به رغم عطره الملحوظ ولكن تأكدت انها كانت شارده لدرجه غريبه..كانت خجله بشده لأنه كان يمسك يدها كانت ستسحب يدها ولكنه قبض على يدها.
-الشباك ده خصوصاً مش عاوزه يتفتح فى غفر تحت ومش هحب ان حد يلمحك..تمام.
-انـ..انا مش عارفه ان فى تحت حد.
-عارف بس بحب اكون حريص..وضع يده على شعرها ومرر اصابعه به..وقبلها على رأسها..اخفضت رأسها من الخجل الذى كسى وجهها باللون الاحمر..ليرفع يدها بيده عن ذلك الستار الراقى..ليغطى ذلك الشباك كاملاً.
************************
كانت واقفه بداخل الشرفه الواسعه بداخل غرفتهم بمدينه القاهره المطله على الحديقه تمسك كوب ساخن من الشيكولاه الساخنه تنظر له وعلى وجهها ابتسامه..
ها قد مر ثلاثه اشهر على زواجهم كانت فى غايه السعاده معه..اخيراً اكتشفت مدى حبه لها..برغم انه لم يخبرها انه يحبها قط..كانت ترى ذلك بعيناه..ترى كم يريد ان يسعدها..ترى مدى غيرته عليها..كم يعطيها الامان..ترى بعينه حب كبير لا يعرف كيف يعبر عنه لها..ولكن هى قرأته بعينه..كم ترى ان عينه السوداء تتأملها عشقاً لها..تسمع دقات قلبه عندما يحتضنها..كم كانت تستيقظ من نومها وتجده ينظر لها بحنو..نعم دائماً كان منشغلاً بعمله ولكن لاتنكر انه عندماً كان يكون متفرغاً يكون وقته لها..لها فقط
كان يلبى لها ما تريده..تعلم انه عصبى وكثير الغضب من ضغط عمله وغيرته الدائمه ولكن كانت تمتص غضبه ولا تحزن منه اذا خرج ذلك الغضب على رأسها..كلما تذكرت موقفه من عمار تتأكد ان ذلك من غيرته المفرطه التى لم تكن تفهمها..كان واقف مع جواده الاسود الذى اكتشفت ان اسمه الاسمر ويرتب على ظهره منذ يومان علمت ان زوجه ذاك الاسمر انها وضعت فرسة صغيرة بيضاء وعندما سألت ما اسمها اجابها ببساطه شمس ابتسمت بسعاده لتذكرها له..و قررت ان تذهب له.
***********************
كان ينظر لجواده وحدث نفسه..نعم انا احبها بل اعشقها..اعلم انها رقيقه والاهم انها فتاه بالتأكيد تريد ان تسمع ذلك الكلام حتى وان لم تصارحه بذلك الكلام ولكن بالتأكيد هى تريد..نعم اعلم انها لن تخبره حتى ان ارادت فستخجل من قول هذا نعم فأنا اكثر الناس درايه بها..ولكن انا اعشقها نعم انا لا استطيع اخبارها بذلك..وحتى وان اخبرتها فهذه الكلمه الذى سيقولها لا تعنى اى شى هذه الكلمه ذات الاربع حروف لاتعنى ان المرء يحب فالحب افعال ليس اقوال..هذه الكلمه الصغيره لن تكون كافيه لوصف ما بداخله اطلاقاً..لن توصف ما بداخله من عشق وشوق لها حتى وهى بقربه..نعم لن تكون كافيه..
نعم الأهم اننى اعشقق حتى وان لم استطيع اخبارك بذلك شمسى..
شعر بيد صغيره رقيقه تلامس ظهره..نعم انها يد صغيرته..ليلتف وينظر لها وعيونها الذى يعشقها ومسك يدها البيضاء الناعمه وقبلها برقه ونظر ليدها المتمسكه بذلك المج الاسود الساخن ليأخذه من يدها.
-بتشربى ايه؟..ثم ارتشف منه.
-هوت شوكليت..عارفه انك مش بتحبه ممكن اعملك كوفى.
-اقترب منها وقبلها على جبينها وتابع..لا يا حبيبتى مفيش داعى.
-بجد..
-هز رأسه بهدوء لها..
-نظرت لذلك الجواد..وتابعت برقه..حلو اوى.
-ظهرت على شفتيه ابتسامه جانبيه وهو يشاهدها وهى تنظر للجواد وكأنها طفله..ليضع ذلك الكوب جانباً..ويمسك يدها برقه ورفعهم لتلامس الجواد ولكن اصدر الجواد صهيله لتخف وتختبئ فى احضانه..
-شـشـش..اهدى يا حبيبتى..متخافيش مش هيعمل
حاجه..اهدى..ونظر لذلك الجواد وكأنه يعاتبه على اخافتها..ولكنه عاد مره اخرى ورفع يدها بهدوء على الجواد فأخذت تهدأ حتى هدأت تماماً..
-هو انا ينفع اركب الحصان ده؟
-اكيد..بس حالياً لا حبيبتى..ممكن تتعبى..قالها وهو يضع يده على بطنها التى لم يتبين عليها اثار الحمل الذى دام ثلاث شهور الى الان..بس اوعدك اول ما فتره الحمل تعدى هركبك الحصان..
-اوكى..كانت فرحه انها تحمل طفل منه..تذكرت كيف كان قلقاً عليها عندما وجدها منذ شهرين تتقئ دائماً لاتشتهى الطعام وتفقد الوعى..واصر على مجئ طبيبه ليطمئن عليها رغم اعتراضها..وأخبرته اننى احمل طفلاً منذ شهر..عندما غادرت الطبيبه جاء لى وقبل يدى وجبينى واحتضنى وعندما سألته اهو فرح لانه ستأتى لعائلته الحفيد المنتظر..وقتها نظر لى طويلاً ثم عاد واحتضنى ولم يتحدث شعرت انه يريد التحدث ولكن لايفعل..وقتها سألت نفسى سوال..ما العيب فى ان تخبر المرأه زوجها بأنها تحبه؟! فجاه وبدون تردد اخبرته..”فارس انا بحبك”..شعرت وقتها ان الصمت سيدنا ولكن شعرت بقلبه النابض..نعم دائما ما اسمع تلك النبضات فى احضانه ولكن لم اتأكد ان كان ماسمعته صحيحاً ولكن الان اننى متأكده..فارس يحبنى..نعم ولكن لايعرف كيف يعبر!! وقتها شعرت بأنه يشدد من احتضانه حتى كدت اتكسر ولكنه لم يتحدث..
مازلت اتذكر حدث منذ شهرين اكاد اقسم انه كان امس..
كان ينظر لها مطولاً ثم اقترب منها واحتضنها..كم كان فرح فصغيرته ستحمل له طفلاً..
-فارس!
-ايه حبيبتى؟
-انا بحبك اوى..
ظهرت على وجهه ابتسامه جانبيه..يشعر انها تفهمه..فهى الوحيده التى تريحه..هى الوحيده التى ستحصل على قلبه..احبك شمسى لا بل اكثر من اعشقك..رفع رأسه ليجد الشمس باتت تريد الغروب..
ولم يمر دقيه الا وتغرب شمس النهار وتظل معه شمس الليل شمسه فقط
شمس الفارس..


تمت الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى