ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 12و13و14

الحلقة الثانية عشر

كانت فى حجرتها تنظر الى الخاتَم الذى يُزين يديها .. تلعب به فتاره تخرجه و تاره ترجعه ثم امسكت به باحكام و نظرت بداخله لتجد اسمه عليها ظلت تحدق به و اتسعت ابتسامتها .. دق الهاتف فجأة فشهقت بفزع ثم نهضت و امسكت به ردت سريعاً دون النظر للاسم
حسناء برقة : ايوة
المتصل : ايه الرقة ديه ! لأ اعملى حسابك انا بغير اووى و مينفعش كده
حسناء بضيق : نعم حضرتك ؟
المتصل : لأ و حضرتك تمام ايه الاحترام ده ! .. إلا ايه اللى مخليكى صاحية لدلوقتى
حسناء و شعرت ان نبرة صوته مألوفه ثم قالت : ي يحيى؟
يحيى ضاحكاً : بقالك ساعة مش عارفه انا مين ؟ ده انا خوفت تكونى نسيتى انى لسه خطبك من ساعة بس
حسناء بجديه : بس انت جبت نمرتى ازاى ؟ و بعدين مينفعش تكلمنى من غير استئذان اخويا
استطرد قائلاً : اولاً انا اخذت الرقم منه هو و ثانياً انا عُمرى ما هعمل حاجه من ورا مقداد عشان هو اخويا و انا عارف حدودى و عُمرى مهتجاوزها
حسناء بخجل : خلاص انا اسفة
يحيى : لأ متتأسفيش انا بحب اخلاقك و التزامك جداً يا حسناء و ديه اكتر حاجه شدتنى ليكى
حسناء و تلون وجهها بالحمرة : ش شكراً
يحيى ضاحكاً : ههههه اكيد وشك احمر دلوقتى .. ما انتِ من اقل كلمة بتحمرى .. المهم ايه اللى مصحكيى؟
حسناء بعفوية و تسرع : مش مصدقة
يحيى : مش مصدقة ايه ؟
حسناء ببرائة : اننا اتخطبنا
يحيى ضاحكاً : لأ صدقى انتِ تستاهلى كل شئ .. ده انا اللى المفروض مصدقش عشان انتِ كنتى بالنسبة ليا حلم و دلوقتى بقى حقيقة
حسناء بخجل شديد : يحيى ممكن بلاش بس الكلام الا بعد الفرح
يحيى بحب : من عنيا .. هستنى
*************************
اخذ يعبث بالاوراق بداخلها و ما لبث ان مسك ورقة و يقرأها بفرحة شديده قائلاً بصوت عالى : لقيتهاااا لقيتهاااا الحمد لله
دخلت والدته فجأة على صوته قائلة : ايه يا حازم فيه ايه ؟؟
حازم بفرح شديد : لقيت ورقة فيها عنوان عمة حنين يا ماما .. يعنى اخيراً هشوفها الحمد الله الحمد لله يا رب
كريمة بصدمة : انت بتقول ايه يا حازم ؟
حازم باسماً بسعادة : يا ماما بقولك عرفت مكان حنين اخيراً يا ماما اخيراً .. انا مش مصدق ازاى مجاش فى دماغى مُذكرتها هى كانت على طول بتكتب اى حاجه فى الورق و تجمعهم فى الشنطة ديه
كريمة و مازالت مصدومة : طيب و انت هتدور عليها ليه يا حازم !! انت اصلاً مش بتحبها تدور عليها ليه و بعدين اهى غارت فى داهية البنت ديه مش من مستوانا
حازم بصرامة : انا قولت ميت مرة انها مراتى و هتفضل مراتى و لو سمحتى يا ماما متغلطيش فيها عشان كده انتِ بتغلطى فيا و اللى يمسها يمسنى
كريمة بعصبيه : انت كمان هتتعصب عليا بسببها .. ما هى اللى لميناها من الشوارع هى اللى بتخليك تتعصب على امك اللى ربتك .. انت مش هدور على حد يا حازم و يا انا يا هى
حازم بصدمة : انتِ بتخيرينى بينك و بينها !!
كريمة بحدة : اه يا حازم يا انا يا هى
حازم و يستند على عكازيه و ينهض : طلاما انتِ اللى قولتى يا ماما يبقى انا هختار مراتى
كريمة بصوت عالى و تنفجر فيه كالبركان : بتختارها هى !! بتباقى واحده على امك يا زباله .. انا اللى ربيتك و كبرتك و عملتك بنى ادم .. ديه واحده من الشوارع ملهاش ولا اب ولا ام .. منعرفش اصلها من فصلها و لا واحده من مستوانا و متلقش بينا .. واحده ملهاش تمن
حازم بصوت عالى : قولتلك ميت مرة ديه مراتى مراتى .. فاهمة يعنى ايه ! يعنى لو الدنيا كلها اتحدتنى عشان اسيبها مش هسيبها هى الحاجه الوحيدة الكويسة فى حياتى و الوحيدة اللى ظلمتها ظلم ملوش اخر .. ديه ملهاش حق تبُص فى وشى مش تكمل معايا حياتها .. واحده انتِ كنتى مشغلاها عندك و متكلمتش عارفه ليه ! مش عشان انتِ امى ولا حاجه لأ عشان انا كنت انسان زباله .. واحد واطى ناسى انه متجوز انسانه لازم يحطها فى عينيه واحده زى حنين المفروض الواحد ميفرطش فيها لاكن انا كنت بموتها بالبطئ .. واحده حبتنى و انا كسرتها .. واحده اهتمت بيا و اهملتها .. و انتِ بقى عملتيلى ايه ؟؟ يا كريمة هانم ده انتِ عُمرك مسألتى عايز ايه ولا محتاج حاجة .. انتِ كل همك الموضة و الخروج و ديه جابت و ديه عملت انا و اختى ملناش مكان فى حياتك .. عرفتى اختارها ليه ؟!
كريمة بصدمة : يعنى انت طول عُمرك شايفنى مستاهلش انى اكون امك ! شايفنى واحده معندهاش قلب و مش هاممها ولادها عاملين ايه ولا عايشين ازاى ! .. مترد علياااااا .. انت شايفنى كده !!!
قال بوجهٍ جامد : اه شايفك كده .. شايفك اسوأ من كده كمان
كريمة بقسوة و عصبيه: طيب يا حازم انت ولا ابنى ولا اعرفك .. و البت ديه مش هخليك تتهنى معاها يوم واحد و افتكر كلامى كويس
حازم و يخرج بعكازيه و فى يده الورقة : انا اصلاً ماشى و مش داخل البيت ده تانى
كريمة بصراخ : هتندم هتندم يا حازم
**************************
كانت فى حجرتها تُمشط شعرها امام المرآه .. تسمع دقات على الباب فتسمح لها بالدخول .. فتدخل جميله قائلة : ايه يا نونو بتعملى ايه ؟
حنين و تُمشِط شعرها : انتِ شايفة ايه ؟
جميله : اه بقى دخلنا فى دور اللماضة و لعبه الداير ميدور دي
حنين بدهشة : لعبه ايه !!؟ الداير ميدور ! .. بت انتِ لسانك ده يتقطع خالص و انتِ قاعدة معايا انا بقولك اهو ماشى
جميله و تمُط شفتيها بغضب قائله : استغفر الله .. هو ليه كل اهلى بيحبونى اوى كده
حنين ضاحكة : يا بت لو بطلتى لماضتك ديه هتبقى كويسة
جميله : جايز .. بقولك ايه صحيح بكره هننزل انا و انتِ نروح المول نجيب شوية لبس عشان انا زهقت
حنين و تنظر اليها : طب و قولتى لمحمود الاول ؟
جميله و تمسك احدى الكريمات : اه اه قولتله .. حلو الكريم ده يا نونو انا هخده بقى عندك مانع ؟ لأ ؟ انا قولت كده بردو يالاا جود نايت
حنين : البت ديه مجنونه و الله
************************
كانت تجلس معه فى احدى الكافيهات بعد ان انتهوا من ممارسة الرياضة .. ارتشفت من العصير قليلاً و قالت بضيق : خلاص كده عرفت عنى كل حاجه .. احكيلى بقى انت عن نفسك
عمار ببرود : قولتلك هتكتشفى لوحدك
مريهان و تمط شفتيها غيظاً .. نظر اليها ثم اخذ يضحك على تصرفها الطفولى .. نظرت له بضيق قائلة : بتضحك على ايه دلوقتى ! وشى مكتوب عليه اضحك ؟؟!
ابتسم بهدوء قائلاً : اصلِك طفله اوى .. حدقت به لماذا يزداد وسامة ! كفى كفى ايها العمار لقد حطمت اسوار قلبى كلها .. لماذا يبتسم بجاذبية هكذا .. نظر لها وجدها محدقة به ارتسمت الابتسامة على شفتيه
قال بهدوء : مريهان بقولك انا عامل حفله بكره فى الڤيلا عندى .. هتيجى ؟
مريهان بفرحة : اكيد .. بس بمناسبه ايه ؟
عمار و يشعل سجارته: واحد صاحبى عيد ميلاده بكره فعملنهاله مفاجأة
مريهان باسمة : اوكيه تمام
ينفث دخانه بتلذذ ثم ابتسم ابتسامة جانبيه تحمل الكثير من المعانى .. نظرت له بحب فلقد دق قلبها له و اعلن الاستسلام
*************************
هبط درجات السلم بسرعه و هو يُحمل على قدمه .. رأته يهبط بسرعة فهى سمعت حديثهم كاملاً فصوتهم كان عالياً و هى ايضاً صعدت سريعاً لتسمع عن قُرب و هبطت دون ان يروها .. اقتربت منه قائلة : رايح فين يا حازم
حازم بعصبيه : رايح فى داهية
ندى مصطنعه الحنان و تنظر للورقة فى يده : طيب خلاص تعالى عندى انا مفيش حد قاعد معايا و تريح اعصابك شويه
حازم بضيق : قولتلك قبل كده ملكيش دعوة بيا مش بتفهمى ليه ؟
ندى و تمسك يده ناظرة لعينه : انا عايزه مصلحتك و كمان انت مش هتعرف تسوق تعالى معايا و خلاص .. و بعدين انا مش هزعجك خالص
حازم بتفكير : طيب يالاا .. ابتسمت بنصر ثم اسندته و ركبوا السيارة مُنطلقة بسرعة لتنفيذ خطتها
************************
اشرقت الشمس لتُطلق اشعتها الذهبية .. و تُزقزق العصافير مُحييه لها .. داعبت عيناها العسلية لتنهض تغسل وجهها و تُصلى فرضها .. ثم تخرج الى النافذة رافعة يدها الى اعلى لتطلق العنان لدعواتها و تقول اذكار الصباح و المساء .. استيقظت مُتأخرة على تمام الساعة الرابعة عصراً فهى كانت تُذاكر طوال الليل .. تناولوا الغذاء ثم نزلت سريعاً هى و حنين .. وصلوا الى المول
حنين و تنظر باعجاب للمكان : الله ده المول ده تحفة
جميله و تمسك يدها : انتِ لسه شوفتى حاجه يالااا تعالى ندخل المحل ده
قاموا بشراء الملابس ثم ارادوا ان يستريحوا فى احدى الكافيهات يتناولون العصير البارد .. قالت حنين بفرح : بجد انا اتبسطت اوى شوفتى الهدوم اللى جبناها للبيبى قد ايه جميله !
جميله باسمة : حلوين اووى اووى يا نونو .. تقومى بالسلامة ان شاء الله
حنين : يا رب ان شاء الله .. ثم فجأة ارتفعت ضحكة فتاة عالياً كانت هذه الضحكة كفيله لمعرفة منظر صاحبتها .. نظرت لها حنين باستحقار ثم قالت : بنات مش محترمة استغفر الله
جميله و لم تكن منتبهة : بتقولى حاجه ؟
حنين بضيق : البنت اللى جنبنا ديه ضحكتها استغفر الله ولا اللى لبساه او بمعنى اصح اللى مش لبساه
نظرت جميله بجانبها لترى هذه الفتاة الجمتها الصدمة .. و كأن احداً اسكب دلواً بارداً فوقها
****************************
كان فى عمله .. يرسم التصاميم و يبدو عليه الارهاق فهو يعمل بجهد .. ليرن هاتفه باسم “زوجتى الحبيبة ” فيبتسم تلقائياً و يقوم بالرد قائلاً : حبيبتى
مى بسرعة : محمود تعالى دلوقتى على “—-” و متتأخرش مستنياك
محمود بخضة : فيه ايه يا مى ؟؟
مى برجاء : محمود لو سمحت متتأخرش .. ثم اغلقت .. لم يمر الكثير من الوقت الا و كان جالساً امامها
محمود بفزع : انتِ مال وشك عامل كده ليه و ايه الدم اللى على قميصك ده !! انتِ حصلك حاجه ؟
مى بتوتر : ما هو انا عايزاك بخصوص كده
محمود : اخلصى يا مى .. مش وقت اللى بتعمليه ده
مى بارتباك و دموع لم تستطع التحكم فى هطولها : محمود انت عارف انا بحبك قد ايه و من ساعة مفتحت عينى على الدنيا و انت الولد الوحيد اللى عرفته و مهما كنت بعمل كنت بتفضل جنبى .. عُمرى ما كنت اصدق انى اكون مراتك او حتى تكون بتحبنى زى ما بحبك .. ده بالنسبة ليا كفايه
محمود و ينهض ليجلس بجانبها : طيب ايه لازمة الكلام ده دلوقتى و بتعيطى ليه ؟
ارتمت مى بحضنه و تشبثت به بقوة .. حضنها بحنان و حب و ظل يُربت على ظهرها .. هدأت قليلاً ثم ابتعدت عنه قائلة و الدموع تملأ وجهها : احنا لازم نسيب بعض
تصارعت المشاعر بداخله و قال بفزع : انتِ بتقولى ايه يا مى !! انتِ فى وعيك
مى و تنساب دموعها رغماً عنها : اللى سمعته .. طلقنى
محمود و يحرك رأسه غير مُصدقاً : اطلقك !!! .. انتِ اتهبلتى ولا جرا لعقلك حاجه .. طب ليه ؟؟
مى بألم : عايز تعرف ليه ؟
محمود و ينظر لها غير مصدقاً : ايوة عايز اعرف ليه
مى بدموع و ألم : عشان انا عندى الكانسر و هموت
*******************************
دخل معها الى المنزل .. اسندته ليجلس على الاريكة ثم قالت باسمة : تشرب ايه ؟
حازم و يدلك رأسه بتعب : مش عايز .. شكراً
ندى : خلاص هجيبلك عصير .. و بعدها انتهى من شرب العصير و اسندته الى الحجرة التى سينام بها ثم اعطته ثياب للنوم لابيها .. و جلست هى بالخارج تفرك يديها بقلق و بعدها فتحت باب الحجرة نظرت اليه لتجده نائماً .. دخلت على اطراف قدمها بحذر ثم امسكت بنطاله و اخذت تبحث عن الورقة .. تملل هو بفراشه هبطت لاسفل بفزع و بعد ان سكن بحثت ثانيةً ثم وجددتها نظرت له بانتصار و خرجت
اغلقت الباب و ثم نظرت للورقة و ابتسمت فى نصر .. امسكت هاتفها و طلبت احدى الارقام ليأتيها الرد .. ليقول الطرف الاخر : ها ؟
ندى و تُقلب الورقة بيدها : تمام و بقت فى ايدى خلاص
المتكلم : براڤوو .. نتقابل بكره
ندى باسمة : تمام ،، ثم اغلقت
نظرت للورقة بيدها لتقول بانتصار : ابقى ورينى هتعرف توصل لحبيبة القلب ازااى

الحلقة 13
محمود و يحرك رأسه غير مُصدقاً : اطلقك !!! .. انتِ اتهبلتى ولا جرا لعقلك حاجه .. طب ليه ؟؟
مى بألم : عايز تعرف ليه ؟
محمود و ينظر لها غير مصدقاً : ايوة عايز اعرف ليه
مى بدموع و ألم : عشان انا عندى الكانسر و هموت
محمود بصدمة : هتموتى ؟!!! ازااى ؟ .. ما يمكن الكلام ده غلط و التشخيص غلط
مى بحسرة و بكاء : لأ صح عشان انا بقالى فترة و روحت لاكتر من دكتور و كلهم أكدوا على كلام الدكتور الاولانى .. و أ أن مفيش علاج لحالتى
تتوالى عليه الصدمات و هو لا يصدق .. لم يتكلم بل امسك بيدها و ركبوا السيارة .. قادها فى صمت تام و هى ترتجف من الخوف و سرعته الشديدة .. لا تعلم اين يذهب بها تنظر له من الحين للاخر برهبة و يزداد بكائها اكثر .. بينما هو لا يصدق و لا يريد تصديقها فكيف لحب عمره ان تتكره فى هذه الدنيا و ترحل .. و بعدها وجدت نفسها فى مكان هادئ لا يوجد سواهم يبدو كالصحراء
هبط من السيارة و اغلق بابه بقوة ثم وقف امام بابها انزلها عُنوة و امسك ذراعها بقوة قائلاً : قولى اللى قولتيه تانى
مى بقوة عكس ما بداخلها : ا اقول ايه ما انت سمعت يا محمود .. انا هموت هموت خلاص عرفت
محمود بحده : لأ مش هتموتى لأ يعنى لأ .. انتِ هتفضلى مراتى و هتفضلى معايا مش هتسبينى فاهمة ولا لأ ؟
مى ببكاء : يا محمود لو سمحت احنا مش هينفع نكمل لو سمحت طلقنى
محمود بعدم تصديق و انهيار : متكدبيش عليا الله يخليكى .. بصى قوليلى الحقيقة و انا هصدقك متخافيش .. بس متقوليش اللى انتِ بتقوليه ده
مى بانهيار : يااااااا رب .. يا محمود و الله مش بكدب و قولتلك بقالى فترة عارفة و اتأكدت
محمود بصراخ : يعنى ايييييه ؟؟! يعنى كنتى عارفه و خبيتى عليااااا .. لييه بس ! .. و جايه تقوليلى دلوقتى ليه ؟ ها ؟ ايه اللى فرق ؟
مى و وقعت ارضاً : ع عشان انا كان نفسى اموت و انا مراتك انا خوفت لما تعرف تسيبنى و منتجوزش .. عارفة انى كنت انانية بس خوفت و الله العظيم خوفت .. انا عارفة انك مش مصدق زى ما انا مش قادرة اصدق ان احلامى فجأة تتهد انا مش بعترض على امر ربنا الحمد لله على كل حاجه .. و انا عارفة ان ده ابتلاء من ربنا بس انا زعلانه عليك انت و خوفت لما تعرف تسيبنى
محمود و هبطت دموعه رغماً عنه : خوفتى ! انا بتخافى منى يا مى ! .. بس انتِ كده انانية عشان خبيتى عليا فى حاجه انا ليا حق انى اعرفها .. و بعدين اسيبك و انا بحبك طب ازاى ؟؟ ازاااى بس !
مى و تنتحب : ايوة تسيبنى عشان انا تعبانه و مش عارفه هعيش قد ايه و لا حياتى الجايه هتبقى ازاى .. انا كل شوية حالتى بتدهور اكتر يا عالم ايه اللى هيحصل بعد كده .. ازاى افضل معاك و اعلقك بيا
محمود و يعطيها ظهره و بأعلى صوته : تعلقينى بيكى !!!! .. طب و مش خايفة اسيبك دلوقتى ؟
*************************
حنين بضيق : البنت اللى جنبنا ديه ضحكتها استغفر الله ولا اللى لبساه او بمعنى اصح اللى مش لبساه
نظرت جميله بجانبها لترى هذه الفتاة الجمتها الصدمة .. و كأن احداً اسكب دلواً بارداً فوقها .. رأته يجلس مع فتاة ذات شعر اشقر طويل .. يضع يده حول كتفيها و ينفس دخانه .. نظرت لهم مُطولاً نظر هو امامه فوجدها تنظر لهم الجمته الصدمة و ابعد يده عن الفتاة بسرعة .. اشاحت بنظرها بعيداً و لم تتكلم
لتجد حنين تقول بتعجب : نعم حضرتك عايز حاجه ؟
نظرت لحنين و بعدها وجدته يقف امامها قائلاً : ازيك يا جميله عامله ايه ؟
جميله بحدة : انسة لو سمحت و بعدين مفيش بينا حاجه تخليك تيجى تسلم عليا .. يالاا يا حنين
نهضت هى و حنين .. وقف مكانه مصدوماً فهذه المرة الثانيه التى تحرجه فيها .. عمر لنفسه بغضب : و حياة امى لهخليكى تترجينى حتى ابص فى وشك بس كله بأوانه
ليسمع صوت الفتاة قائلة بدلع : يالا يا عمورتى بقى تعالى
عمر باسماً عكس ما بداخله من بركان : جاى يا حياتى .. و جلس معها يتهامسون و تضحك هى بصوتها العالى
***************************
خرج من حجرته و وجد غرفة اخيه بابها مفتوح .. ذهب اليه ثم دخل ووجده يقف امام المرآة قال بسخرية : ايه يا قمور رايح للمزة ولا ايه ؟
مالك بضيق : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم اهلاً انت شرفت
يحيى : لأ لسه مشرفتش .. على فين العزم ان شاء الله؟
مالك و يزفر فى ضيق : و انت مالك ؟ ايش دخلك فى حياتى ولا عشان الكبير هتعيش عليا الدور بقى
يحيى بعصبيه : احترم نفسك و انت بتكلمنى لاحسن قسماً عظماً هتزعل منى و مش هوريك الشارع تانى انت فاهم !
مالك بخبث : بس تصدق طلعت بتفهم و اختارت واحدة اينما ايه وتكة السنين .. عليها جسم و جمال تقولش ملكة جمال .. ألا صحيح مشيت مع كام واحد قبلك بقى !
يحيى و يلكمه على وجهه : لما تكلم عن مرات اخوك يا زبالة يا رمة تتكلم عدل .. مش عيل حمار و مش راجل زيك يتكلم عنها كده .. و مش كل البنات زى اللى انت بتعرفهم ما هى الطيور على اشكالها تقع .. و لا انت فاكر لما تروح المكان الزبالة اللى بتروحه هتلاقى واحده تعرف ربنا و محترمة
مالك و غلى الدم فى عروقه قائلاً بصوت عالى : و حياة امى يا يحيى لو مديت ايدك عليا تانى لهردهولك عشرة فاهم ولا لأ ؟؟ مش عشان اكبر منى تبقى تمد ايدك عليا و انا اعمل اللى اعمله مبقاش اللى انت تفهمنى الصح و الغلط
يحيى بصوت عالى : لأ اضربك و اكسرك كمان طول ما انت قليل الادب و بتلعب ببنات الناس هتلاقى اكتر من كده .. و بعد كده تلم نفسك و تكلمنى كويس تمام
مالك و يتركه ليخرج : هبقى افكر
*************************
استيقظ من نومه و نظر حوله ليجدها ليست حجرته .. اخذ يُدلك رأسه ثم تذكر انه فى بيت ندى قام بتثاقل و ارتدى ملابسه و خرج ليجدها نائمة على الاريكه قال بصوت تسمعه : ندى ندى
فتحت عينها ببطأ و قالت بصوت نائم : ايه يا حازم عايز حاجه ؟
حازم : انتِ ايه اللى منيمك هنا ؟
ندى و تعدل من نومها : اصل بعد لما انت نمت عينيا غفلت و روحت فى النوم هنا
حازم ببرود : اه .. طيب عايز قهوة ممكن تعمليلى ؟
نهضت من مكانها و قالت بحنيه : من عنيا ثوانى و تبقى عند

جلس يشاهد التلفاز ثم فجأة تذكر الورقة اخد يبحث عنها لم يجدها .. قام يتكأ على عكازه ليدخل الحجرة بحث فيها كثيراً لم يجدها .. وقف لثوانى عديده ثم خرج وجدها تضع القهوة
ندى بارتباك : ايه يا حازم دخلت الاوضة ليه تانى ؟
حازم بعصبيه : الورقة فين يا ندى ؟؟
ندى باندهاش : ورقة ايه يا حازم ؟؟ .. انت فيه حاجه ضاعت منك ؟
حازم تحمل على نفسه و فى سرعه كان امامها امسك بشعرها باحكام و قال بحده : لو الورقة مطلعتش حالاً يا حيوانه اقسم بالله هموتك هنا دلوقتى و انتِ عارفه انى اقدر
ندى بصراخ : اااااااه سيب شعرى يا حازم انا مشفتش حاجه و لا اعرف ورقة ايه اللى ببتكلم عنها
حازم بصوت عالى : لأ ما هو انا مش عبيط انا جيت معاكى بمزاجى و عشان مكونتش عارف هروح فين لاكن متفكريش انى واثق فيكى ولا حاجه .. فوقى يا ماما ده انتِ واحده لمامه
ندى بعصبيه : سيب شعرى و قولتلك انا مشوفتش حاجه ولا اعرف انت بتتكلم عن ايه
حازم بنبرة اخافتها : بقى كده ؟ .. يعنى مصممة !
ندى بخوف و رهبة : اه
قذفها بعنف ثم خلع حزامه .. نظرت له برهبه و اخذت تقول بخوف : انت هتعمل ايه ؟؟ قولتلك معرفش
حازم و الشر يتطاير من عينه : انا هعرفك .. ثم امسك بحزامة و اخذ يضربها بقسوة و قوة دون رحمة .. اخذت تتوسل اليه ان يتركها و تبكى بشدة على ضربه المُبرح لها .. لم يكن يسمع توسلها اليه ولا بكاءها لا يفكر الا فى انها ضيعت اهم ما يملكه ليعرف مكان حبيبته .. بعد فترة وقف عن ضربها ثم ارتدى حزامه .. وجد جسمها كله قد تورم من اثر ضربه و هى لم تعد تقدر على الصراخ .. كانت مُنهكة القوى
بصق عليها وقال بنبرة تهديد : ديه عينه يا حلوة منى لسه التقيل جاى ورا متخافيش و الورقه هاخدها و انتِ اللى هتجبيهى كمان .. يالاا فاتتك العافيه يا قطة .. و خرج من المنزل
**************************
نظرت له بقوة : لأ مش خايفه عشان انا عايزاك تسيبنى و تشوف حياتك مع غيرى .. انا خلاص اكتفيت
دون ان يرد عليها ذهب اليها بسرعة و ارتمى فى حضنها كالطفل .. ظلت تبكى بشده و تتشبث به اكثر و هو يتشبث بها بقوة خوفاً من تضيع منه او تُفارق الحياة .. مازال لا يصدقها يتمنى ان تكون كذبه ليس اكثر .. ظلوا هكذا لفتره كلاً منهم يبكى خوفاً من ضياع الاخر
ابعدها عنه و امسك بوجهها قائلاً : انا مُستحيل اسيبك انتِ بتطلبى حاجه مقدرش اعملها .. كأنك بتقوليلى هات روحك .. مقدرش يا مى و بعدين احنا ممكن نسافر بره الطب اتقدم و اكيد فيه علاج مش لازم نيأس
مى بألم : يا محمود انت ليه مش عايز تصدق ان مفيش امل .. فوق الله يخليك انا اتأكدت ان مفيش علاج
محمود بحنان و امسك يدها : حرام متقوليش كده و بعدين ربنا قال فى كتابه
قال الله تعالى: (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )) … و ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً)) .. و قال تعالى : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾ .. يعنى لازم تقولى الحمد لله و متيأسيش
مى ببكاء : الحمد لله على كل شئ
محمود و يمسح دموعها : خلاص مش عايز اشوفك بتعيطى تانى فاهمة ولا لأ ؟ و انا مش هسيبك خالص و مسمعش طلقنى ديه تانى عشان انا عمرى ما هعملها .. فاهمة ؟
مى بابتسامة جميله : حاضر
محمود و يغمز : طب ايه مش هنقوم ولا ايه و بعدين ايه المكان اللى احنا فيه ده !! .. يالا نقوم عشان متهورش و انتِ قمر كده
تلون وجهها بالحمرة و نظرت ارضاً .. نهضوا و ركبوا السيارة ظل مُمسكاً بيدها طوال الطريق شعرت هى بالامان و من تعبها نامت
*****************************
دخلت حجرتها و خلعت حجابها بعصبيه شديدة ثم القته باهمال .. وجدت حنين تفتح باب الحجرة تنهدت حتى تبدو هادئة .. قالت حنين بعصبيه : ممكن اعرف مين ده ؟
جميله بهدوء : اخو صاحبتى فى المدرسة مش اكتر
حنين و قد هدأت : طب وكلمتيه كده ليه ؟ .. اكيد فيه حاجه عشان الطريقة ديه
جميله و تزفر بحنق : مفيش حاجه يا حنين و لو سمحتى سبينى لوحدى شويه
حنين : ماشى يا جميله هسيبك دلوقتى بس لازم تحكيلى ماشى ؟
اومأت برأسها و خرجت حنين .. اخذت الافكار تدور برأسها لماذا كانت معه و من هى هذه الفتاة .. القت كل ما هو امامها بغضب شديد و قامت تُصلى
*********************
بعدما خرج اتصل بصديقه اتى ليأخذه .. كانوا بالسيارة ليقول صديقه : ايه يا عم مالك قافش كده ليه ؟
حازم بضيق : مافيش بس مدايق
صديقه : طب فك شوية بقى .. كبر دماغك يا عم
حازم و قد اتت فى باله فكره : بقولك ايه يا هانى انا عايزك فى خدمه كده
هانى : قول يا كبير
حازم و قص عليه ما بباله .. قال هانى : ماشى خلاص اعتبره حصل
حازم باسماً : ربنا يكرمك يا صاحبى .. انت جدع والله
هانى ضاحكاً : هههه اهو نرد من جمايلك يا عم
حازم و ينفث دخانه بتلذذ : عشان تبقى تتحدانى بعد كده

الحلقة 14
لم تقدر على الحركة من كثرة الكدمات التى بجسدها .. حاولت الوصول لهاتفها اخذت تحرك جسدها لتصل له .. وبعد عناء طويل امسكت به و بصعوبه شديدة طلبت رقم ليأتيها الرد فتقول بصوت يكاد يكون مسموع : الـــحـــقــيــــنـى
الشخص الاخر : ندى !! مالك فيه ايه ؟
ندى بصوت ضعيف : ح حازم ض ضربنى و مش قادرة اتحرك .. ارجوكى تعالى بسرعة
الشخص : حاضر حاضر هجيلك .. و بعد فترة ليست كبيره حضرت السيده و معها الطبيب .. اعطاها الطبيب حقنه مُسكنه للآلام التى بجسدها و كان يريد ان يخبر الشرطة و لكن اقنعوه و بعدها ذهب الطبيب
قالت السيده : ازاى حازم يعمل فيكى كده ؟
ندى بألم : ع عايز ياخد الورقة و ا انا قعدت ا اقوله انى معرفش حاجه و قعد يضرب فيا
السيده بحنان : معلش يا ندى .. امسحيها فيا انا
ندى بسخرية : كل ده يا كريمة هانم امسحه فيكى
كريمة بشر : بس و الله لاواريه .. و السنيوره بتاعته ديه يبقى يورينى هيوصلها ازاى
نظروا لبعضهم و قرروا ان ينتهوا من خطتهم حتى يحصلوا على ما اراده .. و لكن هل سيحصل ام القدر سيلعب لعبته و يغير الموازين !
****************************
و فى اليوم التالى نجد الموسيقى الصاخبه و هم يتمايلون عليها .. كانت ترقص معه و هى سعيدة .. و بعد انتهاء الموسيقى امسك يدها و جلسوا لتقول بسعادة : انا بعشق الاغنيه اللى كانت شغالة دلوقتى
عمار باسماً : بس انتِ بتعرفى ترقصى حلو .. بدرجة امتياز كمان
مريهان بخجل : مش للدرجة يعنى على قدى لسه
عمار : امممم .. متيجى اواريكى الڤيلا
مريهان : طيب يالااا .. امسك يدها فنظرت ليده بسعاده و ذهبوا معاً .. دخلوا الى الڤيلا كانت ستقع فامسكها سريعاً نظر لها عن قرب كانت جذابه و جميله فى هذا اليوم .. اقترب منها ثم قبلها لم تبعده هى بل استسلمت له كُلياً
***************************
كانت فى غرفتها تُرتب ملابسها سمعت صوت هاتفها يرن لتجده يحيى .. ردت قائلة : السلام عليكم
يحيى : و عليكم السلام .. عامله ايه ؟
حسناء : الحمد لله تمام انت عامل ايه ؟
يحيى و يتنهد : انا مخنوق و عايز اشوفك ممكن ؟
حسناء : طب هستأذن مقداد الاول
يحيى : ما انا اتصلت بيه و استأذنته و هو وافق .. وبعدين انا قولتلك انى عارف حدودى قبل كده و لازم مقداد يبقى عارف
حسناء بخجل : طيب نص ساعه و اكون جاهزة
يحيى بحب : ماشى و انا هتلاقينى عندك سلام
حسناء بسرعة : لأ اله الا الله
يحيى : محمد رسول الله
نهضت سريعاً ثم وقفت امام خزانتها لاول مره ستخرج معه .. اختارت
.
كان رائعاً عليها و بعد ان انتهت سمعت صوت سيارته هبطت سريعاً .. خرج من سيارته ثم وقف امامها ينظر لها باعجاب و انبهار بملابسها المحترمة و شكلها الانيق .. ابتسمت فى خجل شديد ثم فتح لها باب السيارة ركبت و انطلقوا سريعاً
بعد فترة قليله وصلوا الى مطعم شكله جميل و يبدو عليه انه باهظ الثمن حتى ان الناس بداخله تبدو الاناقه عليهم .. اختاروا مكان و جلسوا فيه
يحيى باعجاب : انتِ قمر ليه كده النهاردة ؟؟ .. هو الحقيقة انك على طول جميله بس النهاردة زايد اوى بصراحة
نظرت له بخجل شديد قائلة : شكراً
يحيى باسماً : ماشى خليكى انتِ بتتكسفى كده .. ايه رأيك فى المكان ؟
حسناء باعجاب : المكان حلو اوى
يحيى غامزاً : انتِ احلى
حسناء بخجل : يحيى ممكن بجد تبطل الكلام ده بعد لما نتجوز عشان كده حرام
يحيى : قوليها تانى
حسناء : متقولش الكلام ده تانى
يحيى : لأ مش ديه اللى قبلها .. يحيى
حسناء برقة : خلاص بقى .. كنت مدايق ليه ؟
احتل الضيق ملامح وجهه قائلاً : مالك اخويا على طول مش متفاهمين و حياته كلها غلط فى غلط .. مش بيقبل منى الكلام و دايماً بنتخانق مش عارف هو ليه معايا كده .. مش ساعة ما بابا اتوفى وهو حياته بقت كده سهر للصبح و بنات كتير مش عارف ايه اللى غيره كده .. و النهاردة اتخانقنا و مديت ايدى عليه
حسناء بجديه : هو ممكن يكون اتأثر بموت باباه و شايف ان الحياة وقفت لكده و قال انه مهما هيعمل هيبقى عادى عشان هو مش فارق معاه حاجه .. انت لازم تحتويه و تحسسه انك اقرب صديق ليه مش اخ .. تعرف اسراره و تتعامل معاه كأنك صاحبه لازم تطبطب عليه وقت لما يقع و واحده واحده تعرفه انه فى الطريق الغلط .. بس طول ما انت بتتعامل معاه بالزعيق و الشخط مش هيجيب نتيجه ده بالعكس هيخليه يزيد فى اللى هو فيه اكتر .. اخوك محتاج صاحب كويس فاهمنى ؟
يحيى باعجاب لتفكيرها و ذكائها : فاهمك .. بس ايه الدماغ ديه ؟ ده انا خاطب واحده اذكى منى .. بتفكرينى بشجرة الدر والله
حسناء ضاحكة : ههههه لأ بس انت عارف انى خريجة طب نفسى ففاهمة المرحلة ديه
يحيى بجدية : بس عارفه انا بجد بحب فيكى ذكائك و خجلك و غير كل ده اخلاقك .. بحس ان انتِ الزوجة الصالحة اللى اى واحد بيدور عليها و يتمنى يلاقيها .. امتى تعدى الايام و تبقى مراتى
حسناء بخجل شديد : مش هنمشى احنا بقالنا كتير
يحيى و يخرج شئ من جيبه : انا عايزك متفتحيهاش الا بعد اما اوصلك .. ممكن ؟
حسناء بتعجب : بمناسبه ايه ؟
يحيى باسماً : بمناسبة عيد ميلادك
حسناء : بس عيد ميلادى لسه بعد بكره
يحيى : ما انا بحب اجيب الهدايا بدرى .. و بعدين هفضل مادد ايدى كده
حسناء و تأخذها منه لتتلامس يديهم فترتبك و تأخذها بسرعة .. نظر له بحب نظرت هى له بخجل و نظرت ارضاً باسمة
***************************
ابتعد عنها قليلاً قائلاً : انا اسف بس مقدرتش امسك نفسى قدام جمالك
ظلت تحدق به و تضع يدها على فمها .. ظلوا ينظروا لبعضهم للحظات ثم استطرد هو قائلاً : مريهان انا بكلمك
مريهان بفزع : انت انت ازاى تعمل كده !؟؟
عمار ببرود : هو انتِ منعتينى او قُلتى لأ !
مريهان بارتباك : ب بس ده ميدلكش الحق انك تعمل كده .. ازاى تجيلك الجرأة و تعمل كده
عمار ببرود : ما انتِ متكلمتيش و بعدين انا قولتلك انا اسف مقدرتش اميك نفسى قدام جمالك
مريهان و طلت تلتف حول نفسها : انا لازم امشى .. لازم
عمار و يمسك يدها باسماً لتظهر نغزتيه : لأ مفيش مرواح انتِ النهاردة معايا .. يالاا بقى و يا ستى انا اسف
نظرت له و لم تقدر على الرفض فقد اذابت عشقاً فيه .. ابتسمت له و مشت معه .. بينما هو ابتسم بسخريه لطيبتها الساذجة
************************
وصلوا الى المنزل .. هبطت من السيارة و هو ايضاً ثم امسك يدها سريعاً و صعدوا الى منزلها وضع قبله على يدها قائلاً بابتسامة : هتوحشينى
مى باسمة بخجل : و انت كمان
محمود بخبث : و انا كمان ايه ؟
مى و تلون وجهها بالحمرة : ه هتوحشنى .. و بعد ان قالت جملتها حصل كل شئ فى ثانيه ليقول محمود بصراخ : مــــــــــــــــــــــــــى
*****************************
دخلت حجرتها و خلعت حجابها بسرعة ثم امسكت حقيبتها و فتحتها لتخرج العلبه الحمراء لتفتحها و تجد خاتم يبدو عليه انه باهظ الثمن و شكله جميل امسكت به ثم ارتدته فبدى رائع على يدها
ثم امسكت العُلبة ثانيةً لتجد بها ورقة مطوية ملونه .. اخذتها بلهفة ثم بدأ تقرأ ما بها
“إليك يا من أحبك القلب
إليك يا من إحتوتك العيون
إليك يا من أعيش لأجله
إليك يا من طيفك يلاحقني
إليك يا من أرى صورتك في كل مكان
في كتبي .. في أحلامي .. في صحوتي
إليك يا من يرتعش كياني
من شدة حـبـيـبـي
الشوق إلى رؤياك
فقط عند ذكر إسمك
هذا أقل ما أستطيع التعبير عنه
لأن حبك يزيد في قلبي كل لحظة
ولأنك أنت
كل شيئ في حياتي”
ابتسمت بسعاده و فرح .. رقص قلبها من سعادته و علا صوت دقاته .. و بعدها رن الهاتف بصوت رساله كانت منه يقول
” كتبته اهو مقولتوش و على فكرة تفرق .. يا ريت الخاتم يكون عجبك مع انى عارف ان ذوقى حلو اصلاً .. تصبحى على خير “
ضحكت بحب على رسالته فهو من يرسم بسمتها .. ظلت تحتضن الورقة من فرط سعادتها و نامت
*****************************
كانت فى حجرتها تشاهد التلفاز ليصدر الهاتف صوت الرساله .. امسكت بهاتفها لتجد رسالة مضمونها ” سهيله انتِ مش بتردى عليا ليه ؟؟ ” .. لم ترد عليه و القت الهاتف بعيد .. ليصدر الهاتف صوت ثانيةً لم تمسكه و لكن لم تقدر ان تمنع نفسها و وجدت ” ما انتِ فاتحة اهو متردى عليا بقى ايه شغل العيال ده ! .. انتِ زعلانه من حاجه ؟ “
لم ترد عليها ايضاً و ظلت مُمسكة بالهاتف و لكن وصلها رساله اخرى ” انتِ يا بنتى متردى فيه ايه ؟؟ انا عملتلك ايه ؟. ولا انتِ بمزاجك تتكلمى و بمزاجك تسكتى ؟ “
غضبت بشده و امسكت الهاتف و كتبت ” لو سمحت ملكش دعوة بيا بعد كده ادينى قولتلك ابعد عنى خالص .. و بعدين ملكش الحق تتكلم معايا كده و انا همسح البرنامج ده و لو سمحت ملكش دعوة بيا “
ظلت تفرك يديها بغضب لتجد منه رساله اخرى ” انتِ فاكرة نفسك حاجه يعنى ! .. ده انتِ مجرد تضيع وقت مش اكتر مش من جمالك اساساً .. ال ابعد عنى ليه بجرى وراكى ولا حاجه ! .. يالا يا ستى غورى فى داهيه “
كتبت بغضب شديد ” انت مش محترم و انا عشان متربيه مش هردهالك بس كما تُدين تُدان يا كابتن معطلكش .. ” و مسحت البرنامج و امسكت هاتفها و القته بعنف لاعنه غبائها الذى جعلها تكلمه من البدايه و علمت انها حقاً هى من جعلته يكلمها هكذا عندما لم تمنع نفسها من ان تكلمه .
***************************
ظلت فى حجرتها تُفكر .. لم تتوقف عن التفكير و فضولها يكاد يخنقها من ان تعرف هوية هذه الفتاة .. و هل يحبها ام ماذا ؟ .. قررت ان تخرج و تتكلم مع حد .. دقت على غرفة حنين فسمعت منها الرد بالدخول
حنين : كنت عارفة انك لما هتهدى هتجيلى .. تعالى اقعدى
جميله بابتسامة باهتة : ما انتِ عارفة غلوتك عندى بقى .. البيبى عامل ايه صحيح ؟
حنين : الحمد لله و متوهيش الموضوع بقى ها احكيلى
جميله و تزفر : يا بنتى ده اللى حكتلك عنه قبل كده اخو ريم و حكت لها عن ضيقها و ما فعلته معه حينما كانوا مسافرين
قالت حنين بخبث : يعنى من كلامك انك بتحبيه ؟
جميله بشرود : حاسه بمشاعر بس مش قادرة اقرر او حاسه ان اننا معرفوش كفاية يعنى حاسه ان الوقت كان قصير اوى .. غير ان هو مبينش حاجه فى مره و بعدين انا اصلاً عارفة انى فى الاول اديته وش وكده بس غصب عنى حسيت انى مشدودة ليه مش عارفة ليه !
حنين بجدية : بس اللى انا شوفته النهاردة يوضح اوى انه بيعرف بنات كتير و عادى .. و كمان هو متربى على كده زى ما انت بتحكى ان هما اغنية فاكيد المدرسة ولاد و بنات عادى و الموضوع عادى عندهم .. فأنتِ بالنسبة ليه حاجه جديدة واحدة محترمة بتلبس محترم و مش بتكلم ولاد فأكيد تجربه جديدة .. و بعدين ده فى الاخر كله لـــعــب عــيـــال انتو لسه فى ثانوى لسه بدرى اوى يا جميله و هو لسه بردو صغير
جميله و تتنهد بضيق : تجربة جديدة !؟؟
جنين بهدوء : ايوة تجربة جديدة عايزها .. زى لما طفل يبقى عنده العاب كتير كلها فيها شبه من بعض و لما يشوف حاجه مختلفة هيبقى عايز يجيبها .. بالظبط البنات طول ما هو عارف بنات متربين زيوه و ان الصداقة عادى بين بنت و ولد و يشوف واحدة محتلفة تماماً عنهم هايبقى عايزها .. انا عايزاكى تفكرى فى كده و بس و خلى مبدأك ان كل ده لعب عيال
جميله و تنظر لها : انتِ يا بت انتِ بتجيبى الكلام ده منين .. ده انتِ كأنك دكتورة نفسيه بتسمع و فى نفس الوقت تقنع اللى قدمها تماماً باللى هى عايزة تقوله .. انتِ معجزة يا بنتى والله
حنين و تحتضنها : طول ما فى ايدى افيدك و اصحح غلطى مش هتأخر ابداً
جميله و تقبلها على وجنتها : انتِ حبيبتى و الله
حنين بجدية : طب و بعد اللى قولته ده و المفروض انى اقنعتك هتعملى ايه ؟؟
*********************************
هانى باسماً : البيت نور يا اسطا
حازم : طول عمرك بيئة يا هانى
هانى : بنتعلم منك و الله يا حوحو .. الا امك صحيح كرشتك ليه ؟
حازم بضيق : يا عم كبر .. المهم اللى اتفقنا عليه يحصل و بكره سامعنى !! بكره
هانى بخبث : بكرة ايه يا عم صبرك عليا يومين بس .. عشان اكون كله تمام و تدينى الامان
حازم والشر يتطاير من عينه : خلاص ماشى .. عايزها تتفضح سامعنى ؟
هانى بثقة : تتفضح

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published.

زر الذهاب إلى الأعلى