ترفيهمسلسل حياة لم تكن في الحسبان

مسلسل حياة لم تكن في الحسبان الحلقة 20و21و23

الحلقة 20 و21

نظر للتلفاز ثانيةً و قال ببرود : يوم الخميس الجاى خطوبتك على اكرم
ردت ببلاهة : مين ديه ؟
نظر لها بحده قائلاً : انتِ هو فيه حد غيرك واقف قدامى !
قالت بسرعة : بس انا مينفعش اتخطب
رد مُستفهماً : و ليه ان شاء الله ؟
مريهان بضيق و صوت عالٍ : انا مش بحبه و مش هتجوز واحد مش بحبه .. اتصل قوله معندناش بنات للجواز
قبض على شعرها قائلاً : نعم يا حلوة ! هو انتِ اللى بقيتى هتمشى كلامك عليا ! .. الموضوع مُتنهى و الخطوبة هتتعمل يعنى هتتعمل و هو معجب بيكى .. و غير كل ده انا و ابوه بينا صفقة بملايين مش هتيجى انتِ تخربى كل حاجه فاهمة ؟؟
تجمعت الدموع بعينيها و قالت بضعف : حاضر حاضر .. بس سيب شعرى
تركها بقسوة و رحل من امامها و هو يزفر بارتياح فهو لا يهمه شئ فى هذه الحياة غير المال و الثروة .. وقفت تبكى بمرارة على حالها فمتى اصبح يهتم بها و اصبح يُملى عليها ماذا تفعل و ماذا لا تفعل .. جرت الى حجرتها لتخرج الهاتف و تطلب احدى الارقام و بعد فترة
اتاها الرد قائلاً : ايه يا حبيبتى لحقت اوحشك ولا ايه !
ردت ببكاء : انت فين يا عمار ؟
رد بقلق : مالك يا مريهان فيه ايه ؟؟ .. حصلك حاجه ؟؟ حد عملك حاجه ؟
ظلت تبكى و هى تضع الهاتف على أُذنيها .. بينما هو اصبح القلق مُسيطراً عليه و اخذ يصيح بها ان ترد و لكنها ظلت تبكى بشدة لما وصلت اليه
عمار بصراخ : يا مريهان ردى و بطلى عياط .. بطلى عياط و قوليلى فيه ايه ؟
ردت من بين بكائها : بابا .. بابا هيجوزنى لاكرم ابن صاحبه
رد بفزع : نعم ياختى ؟؟ .. اومال انا ايه ان شاء الله ؟ .. هو ابوكى لسع ولا ايه ؟
ردت بضيق : و هو يعرف منين انى متجوزاك انت كمان ! .. و بعدين اتصرف انا هروح فى داهية
رد ببلاهة : اتصرف اعمل ايه ؟
اخذت تبكى ثانيةً .. فقال هو بسرعه : خلاص خلاص .. هشوف صرفة فى الموضوع ده و بطلى عياط بقى .. البسى و تعالى
ردت بارتباك : دلوقتى ؟
عمار بحنان : اه دلوقتى يالا و سوقى براحة .. او بصى البسى و انا هعدى عليكى هقفلك عند الڤيلا اللى وراكو ماشى ؟
مريهان : طيب ماشى .. و اغلقت معه لترتدى ملابسها بسرعه حتى تقابله .. بينما هو زفر بضيق و القى الهاتف بعيداً
عمار بضيق لنفسه : كنت ناقص سى اكرم انا
******************************
اتى الصباح ليعلن عن قدوم يوم جديد .. استيقظت جميله و نهضت لتغتسل و تتوضأ فاليوم عُطلة و لن تذهب الى المدرسة .. صلت فرضها و خرجت من حجرتها لتجد والدتها كالعاده تقوم بتحضير الإفطار
قالت باسمة : صباح الخير على ست الكل
ابتسمت امينه قائلة : صباح النور يا حبيبتى
همست قائلة : هى حنين صحيت ولا لسه نايمة ؟
امينه بحزن : لأ صاحية و ساعدتنى شويه بس تعبت فراحت تريح شويه فى اوضتها .. شكلها حزين اوى يا جميله انا مش عارفه بتعمل فى نفسها كده ليه ! ديه بتحبه اوى بس بتكابر مش عارفه ليه كل ده !
جميلة بضيق : يا ماما ما هو كبر الموضوع زيادة و ضربها مكنش قادر يتحملها شوية يعنى ! و بعدين اهو ابنه كان ممكن يحصله حاجه و بعد الشر يخسره .. كان هيعمل ايه بقى بالزعيق و الضرب
امينه بغضب : يا بنتى ما هى شتمته بردو مكنش ينفع تعمل كده خالص .. و نشفت دماغها بردو تانى
حملت بعض الاطباق لتخرجهم و قالت : خلاص اللى حصل حصل و ربنا يسهلها من عنده .. انا هخرج دول و اروح اصحى محمود و هنادى حنين تفطر
و بعدها كانوا جميعاً على المنضدة يتناولون طعامهم .. كانت تأكل بعض اللقيمات الصغيرة و التفكير يسيطر عليها .. ثم وقفت عن الاكل و نظرت لامينه
حنين بتوتر : عمتو انا قررت اشتغل
تقلصت ملامح وجهها قائلة : تشتغلى ازاى انتِ هبلة ولا جرا لمخك حاجه ؟ .. انا طبعاً مش موافقة
حنين بضيق : يا عمتو انا مش هفضل قاعدة كده و انتو بتصرفوا عليا و بعدين انا لازم اشوف مُستقبلى بقى .. انا مش هفضل على الحال ده ارجوكى يا عمتو وافقى
امينه بغضب و تنظر لمحمود : ما تتكلم يا ابنى ديه باينها اتجننت و مش واعيه للى هى بتعمله
رد ببرود و هو يتناول طعامه : والله يا امى ديه حاجه تخصها .. حنين كبيرة و عارفه مصلحتها انا ماليش انى ادخل
شعرت بالحزن الشديد من جفاء معاملته لها و لكنها هى من فعلت ذلك .. بينما هو قرر عدم الدخل فى حياتها ثانيةً و يترك لها الحرية لتفعل ما تشاء
حنين بحزن : خلاص يا عمتو لو سمحتى وافقى
جميله بهدوء : طب هتشتغلى فين يا حنين انتِ مش معاكى شهادة .. هتشتغلى ازاى ؟
ردت بشرود : هدور على اى حاجه و خلاص
نهض قائلاً : ماما انا النهاردة مسافر ان شاء الله عندى شغل فى اسكندرية و هرجع بعد يومين
امينه : هتسافر دلوقتى ؟ .. طب هتسافر ازاى؟
محمود : فيه واحد صاحبى هيسافر معايا .. اه هقوم البس عشان هيجى دلوقتى
امينه بصدق : ربنا يستر طريقك يا حبيبى و ترجع بالسلامة
احتضنها قائلاً : ربنا يخليكى لينا
نظرت له حنين بندم فهو سندها الوحيد لم يبقى لها سواه .. نظر لها بحزن و تركها ورحل
ربتت على يدها قائلة : بكره يروق و يصفى .. ما انتِ عارفه محمود قلبه طيب و بيصفى بسرعه
ابتسمت بشحوب و نهضت قائلة : انا هقوم البس عشان اشوف شغل
جميله باسمة : ماشى ربنا يوفقك
************************************
كانت فى حجرتها تُصفف شعرهها الذهبى امام المرآة و تتحدث فى الهاتف لتطلق ضحكاتها العالية
ريم بضحك : هههه خلاص كفاية هموت
اتاها صوته قائلة : بعد الشر يا روحى .. مش هشوفك بقى انتِ وحشتينى
ردت بلهفة : انت رجعت من امريكا ؟
نديم : هاجى ان شاء الله بعد 10 ايام و لازم اشوفك
ردت بحزن طغى على صوتها : ماشى لما تيجى
قال بحنان : يا بت بطلى تكشرى كده و بعدين هحاول انزل قبلها كمان عشان اشوفك .. ما انتِ عارفه ان بابا عشان الشغل فبيتأخر
ابتسمت قائلة : خلاص حاول بقى تنزل قبلها عشان عايزة اشوفك و كم
ليقطعها دخول اخيها عليها .. ارتبكت بشدة و اغلقت الهاتف سريعاً
عمر بشك : قفلتى بسرعه ليه كده ؟ .. كنتى بتكلمى مين ؟
ردت بارتباك : ديه صاحبتى
اقترب منها قائلاً : و لما هى صاحبتك قفلتى ليه اول لما دخلت ؟؟ .. انتِ لسه بتكلمى نديم ده ؟؟
ريم بخوف : لأ لأ ما انت لما قولتلى متكلميهوش انا مبقتش اكلمه خلاص
رفع اصابعه السبابه قائلاً : لو عرفت انك لسه بتكلميه هتشوفى ايام سوده يا ريم
تماسكت قليلاً و قالت بقوة : ا انت ازاى تدخل اوضتى كده من غير ما تخبط ! .. انت داخل اوضة بنت مش واحد صاحبك يا استاذ
قال ساخراً : لأ ما انا خبطت بس الاستاذه كانت مشغوله فى الضحك و مسمعتش .. المهم مش موضوعنا ده انا جايلك فى حاجه مهمة اوى
زفرت بضيق قائلة : طبعاً بخصوص السنيورة جميلة .. انت مش بتزهق ياض انت من كتر ما بتحرجك !! ايه مافيش احساس خالص
جلس على المقعد واضعاً ساق فوق ساق قائلاً : تؤ تؤ .. اصلها عجبانى و انا لما يعجبنى حاجه بحب استغلها لحد ما ازهق
ريم بضيق : و المطلوب ؟
قال بخبث : انتو النهاردة اجازة صح ؟ .. صح يبقى انتى تتفقى معاها تجيلك الكافيه ده ” … ” على اساس انك هتقابليها فيه تشرحلك حاجه انتِ مش فهماها و بعدها هاجى انا و انتِ تخلعى
نظرت له مُستفهمة : و انت هتعمل ايه يعنى ؟؟
نهض قائلاً : ده بقى ميخصكيش .. الساعة سته تبقى فى الكافيه ويا ويلك يا ريم لو البت ديه مجتش .. ثم تركها و خرج
هاتفت جميله و اخبرتها كما قال لها .. استأذنت جميله اخاها و بعد محاولات عديدة وافق على ذهابها بشرط ان تأتى بعد ساعه فقط ولا تتأخر .. طارت فرحاً و وقفت امام خزانتها تنتقى شيئاً انيقاً املاً فى ان تراه
******************************
فتحت عينيها البُنية على ضوء الشمس شعرت بشئ يحاوطها فنظرت لتجدها يد يحيى .. ازاحت يده برفق و نهضت لتغتسل و تتوضأ و بعد ان انتهت وجدته لم يفق بعد .. جاء فى خاطرها فكرة لترد له سخريته بها بالامس فضحكت بخبث و ذهبت الى حقيبه ادوات التجميل خاصتها .. اخرجت قلم الكحل الاسود و اقتربت من يحيى ثانيةً بحذر ثم اخذت ترسم على وجهه كالاطفال و هم يرسمون احدى اللوحات .. جعلت وجهه ملئ باللون الاسود .. تحرك قليلاً فارتعبت و رجعت للخلف و بعدها سَكن ثانيةً
لم تكتفى بعد مما فعلته بل احضرت قلم الحمرا خاصتها و وضعته على شفتاه بخفه .. ثم ابتعدت عنه بسرعه و جلست على المقعد المجاور للفراش و قامت بالاتصال بالمطعم ليحضروا لها بعض الطعام .. ثم اخرجت احدى المجلات و كأنها تقرأ بها .. افاق بعدها بقليل و ابتسم لها ابتسامة صافيه تجعله وسيم بشدة و لكن اين وسامته بعد ما فعلته به
اقترب منها قائلاً : صباح الخير يا حبيبتى
كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه قائلة : صباح النور .. ايه اللى صحاك لسه بدرى !
قال بنعاس : مش عارف قومت ليه .. بس حسيت كأن حاجه كانت بتمشى على وشى
تماسكت قائلة : يمكن دبان ولا حاجه
استطرد بسخرية قائلاً : دبان هنا فى روما! ..انا ليه حاسك مش واثقة اننا هنا و كأننا فى بلطيم ولا حاجه بنصيف
ضحكت قائلة : طب بقولك متيجى نوقف فى البلكونه شوية الجو النهاردة رائع
دخلوا معاً الى الشرفة ليستنشقوا بعض الهواء الرطب .. و لكن لفت نظر يحيى ان كل من ينظر لهم يضحك كثيراً فهم كانوا فى دور منخفض
يحيى بغرابة : هما الناس ديه بيضحكوا على ايه ؟؟
كتمت ضحكتها قائلة : هما بيضحكوا علينا ! .. جايز يا حبيبى مش لينا
يحيى بضيق : ليه هو انا اهبل بشوف غلط !! ما هما بيضحكوا اهو
سمعوا دقات على باب الحجرة .. نظر لها يحيى قائلاً : انتِ طلبتى حاجه ؟
حسناء : اه طلبت فطار
ذهب يحيى ليفتح الباب ليجد امامه العامل ليقدم له الطعام .. اخذ العامل يضحك كثيراً على يحيى و اعطاه الطعام .. اغلق يحيى الباب
يحيى بصوت عالى : حــســنــاء
اتت قائلة : ايه يا يحيى بتزعق ليه ؟
رد بغضب : الواد اللى جابلى الاكل عمال يضحك عليا مش عارف ليه ؟ .. هو فيه حاجه فى منظرى !
قالت بهدوء : لأ يا حبيبى مفيش حاجه .. تعالى يالا ناكل
و بعد ان انتهوا سمعوا دقات على باب الحجرة ثانيةً .. فتح يحيى الباب ليجد فتاة التنظيف تعطيه بعض المناشف و ظلت تضحك على منظره
اغلق الباب و نظر فى المرآة ليجد وجهه هكذا .. غَلَت الدماء بعروقه و صاح غاضباً : حــــــــســــــنـــــاء
اخذت تضحك بشدة و من كثرة ضحكها وقعت ارضاً .. اخذ ينظر لها بغضب شديد و اقترب منها قائلة : بقى انا تعملى فيا كده !! .. انا ترسمى تويتى على وشى !
ردت من بين ضحكاتها : ههههه .. مش قادرة .. ما انا لازم اردلك تريقتك عليا
شمر عن ساعديه قائلاً بشر : مـــاشى .. انا بقى هواريكى انا هعمل فيكى ايه .. وبلا رحمة و بلا شفقة
وقفت فوق الفراش قائلة بخوف : متتهورش يا يحيى .. اهدى و قول هديت
وقف مثلها قائلاً بشر : لأ انا مش بتهد و الكلام بتاع العيال السيس دول .. انا هعلمك ترسمى تويتى على وشى ازاى
تراجعت قائلة : يا يويو ده انا حسناء حبيبتك
فرك يده بقوة قائلاً : ارجعى خمس ثوانى كده للكلام اللى قولته
قالت ببلاهة : كلام ايه ؟
امسك بها قائلاً بخبث : بلا رحمة و بلا شفقة
******************************
هبط درجات السلم و هو يحمل حقيبته السوداء .. وجدها تقف امام باب منزلها تنتظره و الحزن ظاهر على وجهها .. ابتسم تلقائياً لمشاهدتها عابسه و اقترب منها
محمود باسماً : ايه جو المناحة اللى انتِ عملاه ده ! .. دول يومين مش سنتين على فكرة
ردت بضيق : ما انت هتسبنى اليومين دول و بعدين مين هيفسحنى دلوقتى ! .. هفضل قاعدة انا كده
ضحك قائلاً : و انا اللى كنت فاكر انى هوحشك ! .. اااه منك انتِ والله جننتينى معاكى
نظر له بحنان قائلة : لأ انت هتوحشنى اوى .. محمود سامحنى على اى حاجه و متزعلش منى و عايزاك تبقى عارف كويس اوى انى بحبك و ان انت الوحيد اللى فى حياتى .. هتوحشنى و متتأخرش عليا
عبس قائلاً : ليه يا مى الكلام ده دلوقتى ! .. انا ميت مرة اقولك بطلى كلامك ده عشان انا بجد بدايق
ابتسمت بدموع قائلة : خلاص انا اسفه متزعلش مكنش قصدى حاجه والله
احتضنها قائلاً : مقدرش ازعل منك والله .. و انتِ كمان هتوحشينى مش هتأخر عليكى .. يالا بقى الواد بقاله ساعه واقف
ودعته قائلة : لا إله الا الله
ابتسم قائلاً : محمد رسول الله .. سلام
**************************
كانت تبحث عن عمل و لم تجد من يقبل بها .. قررت ان تعود للمنزل لشعورها ببعض التعب و فى طريقها لفت نظرها ورقة مدون عليها طلب فتيات للعمل بالكافيه دعت ربها ان يوفقها و دخلت .. وجدت العديد من الشباب فى مثل سنها و هناك الاكبر منها شعرت بالخوف قليلاً و كانت ستتراجع و لكنها تحتاج للعمل
احد الشباب : فيه حاجه يا انسة ؟
نظرت له بدهشة لقوله انسه هل هو ابله ام ماذا .. قالت بارتباك : ا اه فيه اعلان عن وظيفة
اتى شاب اخر قائلاً بسخرية : اه و انتِ عايزة تقدمى يعنى !
شعرت بالحنق من نبرته و لكنها قالت : اه
رأت رجل عجوز يتجه نحوهها فشعرت بالطمأنينة قليلاً لانه يبدو عليه الطيبه .. قال باسماً : اهلاً يا بنتى خير ؟
ابتسمت قائلة : انا اسمى حنين و كنت جايه بخصوص الوظيفة
الرجل العجوز : انا صالح مُدير المكان .. بس متأخذنيش يا بنتى تشتغلى ازاى و انتِ حامل كده !
حنين : لأ انا هشتغل عادى مش مشكلة و لو حصل اى غلط منى خلاص ارفدنى
ابتسم قائلاً : خلاص يا بنتى معنديش مشكلة .. اهم حاجه عندى الاخلاق و ان مفيش مشاكل تحصل اتفقنا !
تهللت اساريرها قائلة : اتفقنا طبعاً .. هبدأ امتى ؟
صالح : من النهاردة لو حبه .. او ممكن اتعرفى بس على الموجودين و على المكان و تعالى بكره
حنين باسمة : خلاص هبدأ بكره بس مين هيعرفنى على المكان
رد احد الشباب : انا ممكن اعرف حضرتك
ابتسم صالح قائلاً : خلاص يا سليم عرفها المكان و بقيت الموجودين و بعدين خليها تمشى
ابتسم سليم قائلاً : حاضر
ذهب الحاج صالح .. نظر سليم لها قائلاً : انا اسمى سليم و ده حاتم و ده منير .. نظرت له بضيق فهو الذى سخر منها .. و ده إمام
ابتسمت قائلة : تشرفت بيكو .. انا حنين
رحبوا بها و من ثم اخذت تتجول المكان مع هذا الوسيم سليم .. فكان شاب ذو جسد رياضى و بشرة بيضاء صافيه و الشعر الكستنائى الغزير و الاعين الخضراء .. كان وسيم بحق و يبدو عليه الطيبة .. ارتاحت له حنين و لكنها ظلت خائفة من هذا المدعو منير .. و بعد الانتهاء رحلت و هى سعيدة لانها اخيراً وجدت عمل
مُنير بضيق : يا عم هو كان ناقصنا ديه كمان ! و لأ ديه كمان بنت و حامل .. ايه الناس اللى بقت هبلة ديه وبعدين طول ما احنا بنزيد بيقلل من المُرتب اللى هو اصلا ملاليم
سليم بضيق : فيه ايه يا منير واحدة محتاجه للشغل و هتشتغل .. ثم ان شكلها محترم و مش زى بقيت البنات
إمام بغيظ : لحقت توقع ولا ايه !! .. قالتلك ايه خلاك تدافع عنها كده !
سليم بعصبية : بقولك ايه احترم نفسك انا بعاملها زى اختى و هى اصلاً محترمة مش كل البنات زى يُمنى بتاعتك ديه .. و اللى هيفتح كلام تانى اقسم بالله لأقول لاستاذ صالح .. ثم تركهم و ذهب
********************************
تأنقت كعادتها و ارتدت
ثم هبطت لتجد ريم تنتظرها ركبت معها .. و بعد فترة وصلوا الى المكان المُحدد و هبطوا من السيارة
زفرت ريم بحنق قائلة : اوف بابى نسى يشحنلى رصيد .. معلش يا جميله ثوانى هروح السوبر ماركت اللى هنا و اجى على طول
جميله بطيبة : طب ما تخدى من عندى يا ريم .. او هروح معاكى بدل ما اقف لوحدى
ريم بارتباك : لأ ما هو .. ماهو بصى انتِ احجزى مكان عشان بيبقى زحمة و انا مش هتأخر هاجى على طول
جميله فى إذعان : طيب بس متتأخريش
ذهبت ريم بسرعة و هاتفت عمر بانها فعلت كما قال .. بينما جميله دخلت و جلست تنتظر ريم ثم اخرجت هاتفها و اخذت تتصفح لتقرأ احدى الروايات .. و بعد فترة لم تأتى ريم فشعرت جميله بالقلق لتأخرها و لكنها ذُهلت عندما رأت “عمر” يقترب منها و على وجهه ابتسامة
عمر باسماً : ايه الصدفه ديه ! .. انتِ جايه لوحدك ؟
نهضت سريعاً و قالت بارتباك : انا كنت مستنية ريم بس شكلها مش جايه .. عن اذنك
امسك يدها قائلاً : استنى بس .. هو انا بُعبع يعنى ولا ايه عشان كل لما تشوفينى تمشى !
ابعدت يده بغضب قائلة : ايدك لوسمحت
نظر لها قائلاً : اسف مكنش قصدى .. طيب اقعدى بس ريم قالت انها خلاص داخله على الكافيه هى اتأخرت بس لان المكان كان بعيد
جميله بشك : يعنى هى جايه ؟
قال بخبث : اه اومال هكدب عليكى .. اتفضلى اقعدى
قالت بخجل : بس مينفعش نقعد كده مع بعض فلو ممكن تقعد فى حته تانيه
عمر باسماً : انتِ زى اختى على فكرة يعنى عادى و بعدين عشان محدش يرخم عليكى
جلست بعد محاولات عديدة منه .. و اخذ يتحدث معها عن الدراسة و الجامعه و ماذا تريد ان تصبح و الكثير من الحوارات التافهة .. لم تشعر بالوقت معه و انه قد مر فوق الساعتين معه
شهقت قائلة : يالهوى ده عدى ساعتين و احنا قاعدين و بعدين كل ده و ريم مجتش .. انا لازم اروح عن اذنك
اوقع عمر احدى الكتب عن قصد .. فهبطت جميله قليلاً لتحضره و هبط معها ايضاً .. تلامست اناملهم فدق قلبها بعنف بين ضلوعها .. نهضت سريعاً و اخذت اغراضها و ذهبت
بينما هو وقف يضحك بانتصار على ما حققه ثم اخذ اغراضه و ذهب .. بينما هى كانت تسترجع كل ما حدث و حديثه معها و لكن شعرت بشئ غامض حول عدم مجئ ريم و قدومه .. و لكنها لم تهتم و ظلت تبتسم على هذه الليلة
******************************
كان فى حجرته يصلى فرضه و بعد ان انتهى قرأ جزء من القرأن .. لقد اصبحت حياته مختلفه عن قبل فاصبح يهتم بواجباته نحو الله و يراعى الله فى كل ما يفعل .. بعد ان انتهى خرج من حجرته ليجد والدته تشاهد التلفاز
اقترب منها قائلاً : ايه يا ماما بتتفرجى على ايه ؟
سلمى : على برنامج طبخ بيعمل اكل عجيب مش فاهمة منه حاجه
ضحك قائلاً : انتِ 24 ساعه بتتفرجى على الطبخ و فى الاخر بناكل رز و ملوخية مفيش جديد يعنى
نظرت له بغيظ قائلة : انت بكاش يا واد انت عشان انا على طول بجدد فى الاكل .. بطل كدب يا وله
مالك باسماً : خلاص حرمنا يا باشا
سلمى بحنان : واد يا مالك انت مفيش حاجه كده ولا كده !
رد مصطنع عدم الفهم قائلاً : حاجه ايه ؟
سلمى : متعملش نفسك عبيط ياض انت .. مش هتخطب بقى
مالك بشرود : مش دلوقتى يا ماما لسه بدرى
مطت شفتيها بحزن قائلة : بدرى ايه ده انت قربت تتخرج .. انا عايزة افرح بيك زى اخوك و بعدين لو على الفلوس الحمد لله فُرجت من عند ربنا و بقى معانا اللى يكفينا و زيادة
رد بضيق : يا ماما انا لسه هتخرج و بعدين اشتغل و اكون نفسى .. انا عايز اشتغل فى الشركة زى اى موظف و ابدأ من الصفر .. لازم احس بقيمة اللى هتجوزها و اتعب عشانها .. و ماما لو سمحتى بلاش السيرة ديه و لو فيه حاجه هاجى احكيلك اكيد .. هو يحيى صحيح جاى امتى ؟
سلمى : مش عارفة هكلمه النهاردة و اسأله
نهض قائلاً : طيب ماشى .. انا هنزل كمان شوية مع صحابى
ردت بحنان : ربنا يا حبيبى يسعدك و يفتحها فى وشك قادر يا كريم
ابتسم قائلاً : ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى و بعدين بصى انا خلاص مش هتجوز خالص و هفضل قاعد معاكى يا قمر
خلعت حذائها و القته عليه فتنحى جانباً و لم يصيبه .. مالك بسخرية : مجاش فيا المرة اللى جايه احدفيه اقوى من كده
باغته بالاخرى فأُصيبت كتفه .. تآوى قائلاً : ااااه .. لأ ابقى احدفيه براحة عشان بيوجع اووى .. انتو كده الستات ملكومش امان خالص
*********************************
كانت فى حجرتها تجلس على الفراش و تتحدث معه فيديو عبر اللاب توب الخاص بها
مريهان بجدية : و عملت ايه النهاردة ؟؟ قبلوك ؟
رد بثقة : يا بنتى انتِ مش متجوزة اى حد .. اه اشتغلت و من بكره هبدأ
ابتسمت فى سعادة قائلة : الحمد لله .. ربنا يوفقك يا حبيبى
عمار باسماً : ربنا يخليكى ليا .. وحشتينى اوى مش هشوفك ؟
قالت بدلع : ما انا لسه كنت معاك امبارح انت لحقت !
قال بخبث : اه طبعاً .. ها هشوفك امتى ؟
مطت شفتيها بضيق قائلة : مش عارفه
قال بسرعة : طب حبيبتى اقفلى بسرعه فيه مكالمة شغل جيالى
مريهان : ماشى يا حبيبى ابقى كلمنى تانى .. واغلقت معه
عمار بخبث : ايه يا قمر انتِ اتأخرتى ليه ؟
: —————
عمار : طيب انا مستنيكى متتأخريش
: —————-
عمار : ماشى يالا سلام .. نهض و بدل ملابسه و جهز المكان ليبدو رومانسياً عندما يقابلها .. و جلس ينتظرها
*******************************
مر يومان دون احداث تذكر حنين تابعت عملها فى نشاط و جميله تذهب لمدرستها .. حسناء و يحيى كما هم فى روما و لكنهم سيرجعوا فى الغد
امينه و تقطع الطعام : محمود جاى النهاردة قالى انهم هيمشوا دلوقتى
جميله : يوصل بالسلامة ان شاء الله
سمعوا صوت باب المنزل يفتح لتدخل حنين قائلة : السلام عليكم
امينه و جميله : وعليكم السلام
حنين بارهاق : كان يوم مُتعب اوى .. محمود لسه مجاش ؟
جميله : خلاص هيبدؤا الطريق اهو
صوت صراخ و نحيب غطى المكان .. فزعوا ثلاثتهم و فتحت جميله باب المنزل لتسمع صراخ والدة مى .. هبطوا بسرعه و ظلوا يدقوا بقوة على باب المنزل فتحت لهم والدتها و هى تبكى بشدة .. وجدوا مى ملقاة على الارض و الدماء تسيل منها ولا تحرك ساكناً .. جرت جميله لتنادى الطبيب الذى يسكن فى البناية المجاورة .. اتى الطبيب و بعد الكشف
الطبيب بأسف : البقاء لله
الام بصراخ و انين : لأاااااااااا بنتى مماتتش .. بنتى عايشة لأ ده فرحها خلاص قرب .. بنتى لأ لأ انا معنديش غيرهاااا .. يــــــــا رب
حنين ببكاء : الله يرحمها .. الله يرحمها
جميله ببكاء : يا رب صبر طنط يا رب .. محمود .. محمود لو عرف يا رب استر يا رب استر
احتضنت امينه والدة مى و ظلوا يبكوا سوياً .. والدة مى : انا بنتى عايشة .. بنتى عايشة لأ ربنا اكيد مش هياخدها منى انا معنديش غيرها
امينه ببكاء : وحدى الله .. ربنا يصبرك يا رب
والدة مى : يـــا رب .. يــــا رب
• الموت هو تلك الكلمة تجمع كل المعاني الحزينة والألم على والفراق، يأتينا الموت فجأة وبلا مقدمات ، يأخذ منا الفرح ، يغيّر حياتنا ويقلبها رأساً على عقب، يخطف منا الأحبة، وتبدأ لوعتنا على شخص يقتلنا الشوق له ولا يمكن لنا أن نراه مجدداً •
*****************************
كان فى منزل صديقه .. عمر باسماً : الله عليك ده انت عالمى فوتو شوب يا ابنى
صديقه : يا عم عيب عليك .. كده اللى هيشوف الصور مش هيعرف انها متظبطة و كده
شكره عمر و اخذ منه الصور .. ركب سيارته و قادها الى جهة معينه .. ظل يدق الباب ليفتح له صديقه
امير بنعاس : ايه يا عم مش تتصل قبل اما تيجى !
عمر بخبث : ما اللى معايا ميستناش و الرهان انت خسرته يا حبيبى اتفضل شوف
امسك امير بالصور و اخذ ينظر بهم .. تفاجأ كثيراً بهم .. نظر لعمر بحقد فحقاً ما يريده ينفذه
عمر بانتصار : ايه يا كينج مالك بلمت كده ليه !
امير بضيق : عملتها ازاى ديه ؟ و خليتها تقعد معاك ازاى ؟
اخذ منه الصور قائلاً : ازاى ديه بتاعتى انا و بعدين عيب عليك لما تقلل من قدراتى
امير : مبروك عليك الرهان يا معلم .. بس هتعمل ايه بالصور ديه ؟
عمر بشر : ده لسه .. انا كده بسخن اما خليتها تترجانى انا اللى اخرج معاها و اقبل بيها مبقاش انا عمر
امير : مش عشان كسفتك تعمل فيها كل ده .. انت حبيتها ولا ايه ؟ .. بس اللى بيحب مش بيأذى يا عمر
قال بارتباك : احبها .. احبها ايه يا عم ! .. لأ لأ بس انا مش بسيب حاجه الا لما ازهق منها وانا لسه مزهقتش
امير : خليك بتكدب كده كتير

زفر بضيق قائلاً : يوووه بقى انا ماشى يا عم .. ذهب و ركب سيارته و جملة امير ” اللى بيحب مش بيأذى ” ظلت تتردد فى عقله و هو يراها امامه .. هل حقاً احبها ؟ ام هذا انتقام ليس اكثر ؟!
***********************************
كان يُهاتف والدته و لكنها لا ترد و اتصل ايضاً على هاتف جميله و لكنها لم ترد عليه .. شعر بالقلق الشديد فقرر الاتصال بحنين .. كانت هى التى تحمل الهاتف معها و لكنها لم تسمعه و من دون قصد فُتِح الخط و سمع ما يدور .. علت دقات قلبه و ضاق نَفَسه .. اخذ يبكى و ينتحب بشدة .. لا يصدق ما سمعه و حاول اقناع نفسه بانه كذب .. لم تمت مى لا لم تمت فهى معه و لن تتركه .. و لما قالت له سامحنى ! فهى وعدته الا تتركه .. ظل طوال الطريق يبكى بشدة و يصرخ فى صديقه بأن يُسرع .. ارجع رأسه للوراء و دموعه تنهمر بصمت و شريط الذكريات يمر امامه .. ضحكتها ، برائتها حبها له ، حبه لها ، نظراتهم ، فرحهم ، مرضها ، تمسكهم ببعض
بعد فترة و تفادى الكثير من الحوادث .. وقف امام السلم و اصوات الصراخ فى اذنه تتعالى .. صعد بسرعه شديدة و دموعه تنهمر بغزارة .. ليقف امام باب المنزل المفتوح و هى ملقاة امامه و الدماء بجانبها
(( قوليلي أنساكي أزاي وأنتي فـ كل حاجه فيا
لو موتي هو الحل أموت فـ كل ثانيه
بس موتك ليه جيه فاجئه ليه ماستنتيش شويه
ملحقتش أشبع منك كنتي ليا كل ألدنيا
أعيش بعدك أزاي وأنتي أللي كنت عايش ليكي
شايفك فـ كل مكان بـ أجري وبدور عليكي
بتطلعي صوره فـ خيالي من كتر ما بـ أفكر فيكي
شايف صورتك قدامي ومش مفارقه خيالي
بـ أكتب حروف كتير ومش باين منها المعاني
بـ أكتب تاريخ وفاتك وانا مش عارف مين الجاني
ماشي ألف فـ الشوارع وفـ مكان ما ربي أفتكرك
ماشي أقول لو أكون مكانك بس حكمت ربي وقدرك
تموتي أللحظه وانتي بتشتري فستانك
تموتي وانا خلاص بـ أقول هكون عشانك
فاجئه صوت غريب زعيق وناس بتقول مش تاخدي بالك
فاجئه سكوت وصوت ضعيف بينطق الشهاده
هي ماتت يوم فرحنا وانا بموت فـ بعدي عنها
هي خلاص فارقت حياتنا .. وانا عايش لموتي أتمني
بستني أللحظه اللي ربي فيها يجمعنا .. في الجنه
أكيد هتكون مبسوطه لما ربي فيها يجمعنا
ملخص 3 سنين شايفه بيمر قدام عيني
خبر وفاتك فـ التفلون يا حصره قلبي عليكي
كسرتي قلبي حب عمري ازاي هـ أعيش بـ عديكي
هعيش ازاي ولمين وانا كنت واهب عمري ليكي
خوف ورعب مـ أللي جي أزاي هـ أعيش حياتي
أزاي أنا هـ أنسي كل لحظه كنت فيها وياكي
أزاي هنسي ألقلب أللي خطفني من حبه وحنانه
أزاي انا هنسي قلبك مين فـ قلبي ياخد مكانه
هي ماتت يوم فرحنا وانا بموت فـ بعدي عنها
هي خلاص فارقت حياتنا .. وانا عايش لموتي أتمني
بستني أللحظه اللي ربي فيها يجمعنا .. في الجنه
أكيد هتكون مبسوطه لما ربي فيها يجمعنا
عايشين نتمتي لحظه ولما تيجي ربي يفرقنا
اللهم لا اعتراض علي اي حكمه ليك يارب
وانا مش طالب غير الرحمه ليها وتعلم قلبي الصبر
أعرف أعيش بعديها .. لـ يوم نزولي فـ ألقبر ))
. كم صعب هذا المشهد و هى امامه هكذا .. اخذ يبكى و هو يتذكر ما مروا به .. نظروا له جميعاً بدهشة و خوف و حزن و الم .. اقترب منها و ضمها اليه بقوة و يبكى فقط .. ظل يستنشق رائحتها
قال ببكاء و نحيب : يا مى انا جيت .. مى قومى عشان خاطرى انا والله متأخرتش اهو .. عشان خاطرى قومى .. لأ انا مش هعرف اعيش من غيرك مش هعرف .. انتِ وعدتينى انك هتكملى معايا انا مش هنفع اكمل من غيرك .. قومى يا مى متهزريش معايا كده ده مش هزار .. قومى طيب اعملى فيا اللى انتِ عايزاه .. ما هو يا تقومى انتِ يا اما انا اجيلك .. قومى خلاص احنا فرحنا خلاص .. مين اللى هتجيب الفستان طيب ؟؟ .. مين اللى هرقص معاها ؟؟ .. مين اللى هتعيش معايا ؟؟ .. طب هحب مين غيرك ؟؟ .. قــــومى قـــومى .. مش معقوله فستان فرحك هيبقى كفنك ! .. لأ انا مش مصدق .. قومى بق
ظل الطبيب و حنين و جميله و بعض الجيران ان يبعدوه عنها و لكنه مُتشبث بها بقوة .. محمود بصرااخ : ســـيــبــــووووووووونى .. ســــــيـــبـــووونى
نجحوا فى ابعاده و هو يصرخ بأن يتركوه .. محمود بصراخ و انهيار : سيبوووونى بقى .. يا مى متهزريش متهزريش ده مش هزاااار .. ده مش هــــزاااار يا مى
امينه ببكاء : خلاص يا حبيبى خلاص متعملش فى نفسك كد
قبل يدها قائلاً : يا امى قوليلها تقوم و متهزرش كده .. خليها تقوم طيب و انا ههدى
احتضنته بقوة قائلة : ديه روح يا ابنى و راحت لمالكها .. ادعيلها يا ابنى ادعيلها .. ربنا يصبرك يا رب
صرخ بقوة و بألم : يــــــا رب .. يـــا رب
جرت اجراءات الدفنه و تم دفن مى .. اصبح محمود فى حاله انهيار يبكى طوال الوقت و يصرخ .. اصبح اسير مقبرتها يظل جالس بجانبها يبكى و يحكى لها ألمه و عذابه .. رحلت مى حبيبته و زوجته تركته وحده .. شعوره بالشوق و الانكسار يقتله .. يؤنب نفسه بسبب موتها لانه تركها .. يندم مئات المرات على تركه لها .. يبكى بشدة على فقدانه لها .. ما اصعب القدر الذى يفرقنا عن من نحب .. ما اصعب ان يصبح الكفن فستان الفرح.

الحلقة 22
ظل يتجول بسيارته و عقله لا يقف عن التفكير يتذكر ضحكتها و كلامها معه و برائتها .. احس بوخزة فى قلبه و اخذ ينظر على الصور الملقاة باهمال على المقعد المجاور .. مازال يفكر هل احبها ام هذا انتقام ؟ .. كيف جذبته الاعين العسلية البريئة و اطاحت به بعيداً .. اخذ يضغط على الوقود اكثر حتى وصل الى مكان لا يوجد به احد و يطل على انحاء القاهرة جميعها و الصمت يغمره .. هبط من سيارته و استند على الجزء الامامى من السيارة ثم اخرج هاتفه و اتصل بامير .. و بعد فترة قصيره اتى امير و وقف بجانبه
امير : ايه يا عم انت مش لسه مدايق منى و سيبتنى و مشي
عمر بضيق : انا مخنوق اوى مش عارف فيه ايه !
رد بسخرية قائلاً : مخنوق ! ما انت عملت اللى كنت عاوزه و بكره لما الصور ديه تتنشر هتبقى انتقمت زى ما بتقول
تنهد بضيق قائلاً : بس انا بتلخبط لما بشوفها و بحس انى مش طبيعى
اشعل سيجارته و رد قائلاً : عادى ما انت حسيت الاحساس ده كتير قدام بنات احلى منها .. و انت كل اللى انت عاوزه انك تنتقم منها
عمر بغضب : ايوة عشان هى مش مديانى فرصة و كأنى حشرة .. ملقتش طريقة غير ديه
قال بانفعال : بس عُمر الحب مكان انتقام ولا انت بتعمل على مزاجك و المفروض الكل يتعاطف معاك .. لا فوق كل اللى انت بتعمله ده هيضيعها منك مش هتخليها تحبك .. انا اه وحش و بعمل حاجات كتير زى كده بس بيبقى ليا هدف عايزه و هما اصلاً نفسهم مش بيبقى فارق معاهم بس البنت ديه محترمة و غير اللى احنا عرفناهم
زفر بضيق قائلاً : ما هى المصيبة انها غيرهم .. انا بجد مش عارف ساعات كتير بقول ديه حاجة كده مختلفة و ساعات بقول لأ كلهم زى بعض و الملاك منهم بيبقى شيطان .. انا مش عارف حاسس انى مش فاهمنى
ربت على كتفه قائلاً : و ليه متقولش ان انت حبيتها و هى فرصة ليك عشان تتغير و انك فوقت قبل اما تخليها تكرهك !
التفت اليه قائلاً : بس انت غريب اوى منين كنت مراهنى عليها و بتشجعنى على اللى عايزه و منين دلوقتى انت فى صفها و مش عايزنى اعمل حاجه وحشة فيها
ضحك قائلاً : امرك عجيب يا اخى .. بس مش عارف يمكن فعلاً هى مختلفة و مش عايزك تظلمها
ابتسم عمر قائلاً : اللى بيحب مش بيأذى يا عمر .. ههههه من امتى و انت حكيم كده
تركه قاصداً سيارته : اه شكلك فوقت .. قوم ياض روح بقى و متتصلش بيا تانى الا عشان حاجة مهمة .. سلاموز
ابتسم بهدو و صعد لسيارته ثم نظر بجانبه للصور و امسكهم ليُمزقهم ليصبحوا لا شئ و القاهم فى الهواء ليتناثروا .. ثم ركب سيارته و عاود القيادة ثانيةً و لكن هذه المره بارتياح لشعوره بانه فعل شئ صحيح لاول مره فى حياته
************************
ذهبتى و لم تعودى و بقى الفُراق
تركتنى مع وعودِك لى بالبقاء
علمت اليوم ثمن الاشتياق
احبك و سأظل أُحبِك بجنون
فأنتى خاتمتى و كفانى عشق
فمن بعدِك صرتُ الكاره للعُشاق
لماذا لا تعودى و كفانى وجع
فقلبى بحُبِك صار هلاك
انتِ الحياةُ و ما بعدها
انتى اللى قلبى بينبض بحُبها
{ بقلمى}
ظل على حالته هذه لا يتكلم مع احد ولا يخرج .. و لكنه اصبح ينفث الدخان الذى لم يكن يعرف حتى شكله فهو يخرج حزنه و قهره به .. ظل أسير غرفته لا يفعل شئ سوى النظر فى صورهم و ذكرياتهم معاً .. و يبتسم من بين دموعه لا يصدق ذهابها و على يقين انها ستأتى له الأن و تخبره بأنها مزحة و لكنه لن يسامحها و سيُعاقبها على فعلتها .. سمع دقات على باب غرفته لم يهتم و ظل يُنفث بشراسة .. دخلت حنين و هى تحمل الطعام بيدها
حنين بحزن : محمود انت مش هتاكل بقى ! .. انت بقالك ٣ ايام كده مش بتاكل حرام عليك نفسك
نظر لها بسخرية قائلاً : لا مش واكل .. فيه حاجه تانية ؟
نظرت له بحسرة قائلة : مينفعش اللى حصلك يغيرك يا محمود .. ولا السجاير اللى بقيت تشربها ديه مش هتساعدك ولا هتنسيك مى بالعكس ديه هتأثر عليك بالسلب .. مى راحت خلاص و لازم تتأكد من ده مش هترجع تانى
نهض بسرعة و قالت بغضب :انتِ تسكتى خالص فاهمة ولا لأ ؟؟ .. اقسم بالله همد ايدى عليكى متتكلميش عنها كده ايه هو اللى مش هترجع تانى ! .. و انتِ بتتدخلى فى حياتى ليه اساساً
قالت و الدموع بعينيها : انت ليه مش عايز تصدق حرام عليك اللى بتعمله ده ! عمتو تعبانه بسببك و مبقتش بتبطل عياط بسببك بردو .. فوق بقى
نظر لها بحده قائلاً : اخرجى بره .. بررررره
نظرت له بألم و حسره ثم خرجت و اغلقت الباب ورائها .. انهار ارضاً و هو يبكى كالطفل الصغير .. و فجأة مسح دموعه بآنامله و اتجه الى خزانته ارتدى ملابسه و هبط من المنزل ليقف امام باب منزلها يتذكر اخر لقاء بينهم .. هبطت دمعه حارة من عينه و لكنه مسحها سريعاً و اكمل سيره
*****************************
كان يتحدث فى الهاتف مع احد اصدقائه فهو الأن يعمل بشركة والد مريهان و كان يثبت كفائته سريعاً
عامر بضحك : ههههه يا ابنى عيب عليك اصلاً
: ————–
رد بجدية : لأ ما انا لازم اثبت نفسى اوى و اخليه يثق فيا و بعدها يخلينى المسئول عن كل حاجة و اضرب ضربتى بقى
: —————
استطرد قائلاً : اه اه و بعدين كمان لسه مشكله اكبر موضوع انه عايز يخطب مريهان لابن واحد صحبه
: ————-
قال بخبث : انا قولتلها هتصرف و بتاع بس معملتش حاجه .. و بعدين ايه المشكله لما تتخطب اهى تحل من على ودانى شوية و اعيش شبابى
: ————-
عمار : خلاص بقى انت معايا ولا معاها الله .. اشحال انت عارف كل خطوة انا بعملها و بعدين يعنى ما انا اكيد مش هسيبها تتجوزه بس الخطوبة عادى يعنى مش حوار
:————
عمار : الخطوبة النهاردة يا عم و اتصلت بيا عشرين مره بس انا مش برد عليها
:————
عمار : طيب بص انا هقفل عشان بينادونى هكلمك بعدين سلام
انتبه عمار لوجود شخصاً يرتدى حليته السوداء و انقلاب الشركة رأساً على عقب و اصبح كل العاملين يقفون فى انتظاره .. و سمع احدهم يقول ” الشركة نورت يا شريف باشا” .. نظر عمار لصديقه الذى اتى من الخارج و جلس على مكتبه ليتابع عمله
عمار مستفهماً : هو مين اللى جه ده يا سعد ؟
ضحك سعد قائلاً : انت متعرفوش ! ده انت كده ممكن تترفد فيها يا ابنى .. ده شريف العزازى اكبر رجل اعمال فى الشرق الاوسط و تقريباً هو اللى صاحب الشركة مش شاكر بيه
عمار بخبث : ااااه قولتلى .. و هو بقى بيجى هنا كتير ولا لأ ؟
سعد : لأ كل فين و فين اصله مش فاضى و بعدين تعتبر الشركة ديه مركب فى بحر .. و ابنه كمان زييه بردو مسمينه السفاح مش بيدخل صفقة الا لما يكسبها بس هو الحقيقة كويس و متواضع غير ابوه خالص
عمار بانتباه : و معندوش غير الولد ده بس ؟
سعد : لأ عنده بنت متخرجة و اكبر مصممة ازياء .. بس بت حكايه جمال صارخ و شعر من كتر ما بيلمع كأن الشمس ماشية وراها بس مسترجله اوى و مش بتدى وش لأى حد .. و كمان اكرم بيخاف عليها اوى و مش بيسيبها
رد بصدمة : انت قولت اسمه ايه ؟
سعد : ابنه يبقى اكرم شريف العزازى و سمعت ان خطوبته النهاردة
************************
كان يجول فى الشوارع سيراً فحياته اصبحت بلا قيمة .. كان دائماً شاردا و حزيناً على حاله و ما وصل له .. وقف امام النيل و الهواء يلامس وجنتيه تذكرها و تخيلها امامه تقف فى منتصف المياة و تلوح له بيدها و الابتسامة على محياها .. اشار لها بيده ايضاً و ضحك .. و لكنها ذهبت فنظر حوله وجد الأخرين يضحكون عليه .. ارتسم الحزن على وجهه و ظل يسير مُنكس الرأس و بداخله الكثير و الكثير
(( قولو لها إنني لا زلت اهواها مهما يطول النوى لا أنسى ذكراها
يا أملي من الدنيا هي أملي هي السعادة و ما أحلاها و ما أشهاها
هي التي علمتني كيف أعشقها هي التي سقتني شهد رياها
الشعر من وجهها در مرصعو الفن من سحرها واللحن مغناها
روح من الله سواها لنا بشر كساها حسن و جملها و حلاها
فإن عبدتها لا اشراك بالله لأنني في هواها اعبد الله
بلغوها اذا اتيتم حماها انني مت في الغرام فداها
و اذكروني لها بكل جميل فعساها تحن علي عساها
و بحق الوفاء اعيد عليها ما عرفتم من عذابي في هواها
و اجلبوها الى تربتي فعضامي تشتهي ان تدوسها قدماها
ان روحي من الضريح تناجيها و عيني تسير إثر خطاها
قولو لها اننى لازلت اهواها ))
**************************
كانت تُعد الفطور له و تدندن بسعادة وبعد ان انتهت دخلت الى حجرته لتوقظه .. اقتربت منه قائلك بصوت عالى : يـــحـــيـى
انتفض فزعاً قائلاً : ايه ايه فى ايه ؟
نظرت له ببرائة قائلة : عملت فطار مش جعان ؟
نظر لها بغضب قائلاً : هو انتِ كل اما تصحينى يا تصوتى يا اما ترسمى على وشى ! .. انتِ هابله يا حسناء ولا انتِ مجنونة ؟؟
وضعت يدها فى خصرها قائلة : اذ لو مش عجبك طلقنى
قال بسخرية : اذ لو ؟ .. يا بت اتعدلى عشان والله هتزعلى منى
امالت برأسها للامام قائلة : تؤتؤ you can’t و بعدين اصلاً انت مش بتصحى بسرعة فكنت مضطره اعمل كده .. و بعدين ان اصلاً اصلاً لازم تستحملنى عشان انا مراتك و اخت صاحبك فمن الذوق انك تسيبنى براحتى و غير كده انت لازم تص
قطعها قائلاً : بـــس بــس ايه ده لوك لوك لوك .. هو انا فتحت الراديو ولا ايه !
قالت برقة : بس انا هادية اوى و عمرى ما كنت رغايه و بعدين قصر الكلام هتطفح ولا اروح انا افطر لوحدى ؟
نهض و وقف امامها قائلاً : عارفه يا حسناء ؟ .. أ أ
ردت بضيق قائلة : لأ والله لسه معرفتش
وضع يده على فمها قائلاً : انا غلطان و واحد عايز يضرب بالقبقاب على دماغه عشان اتجوز .. ما انا كنت مدرس محترم و البنات بتموت عليا و فى الاخر ده يبقى نصيبى
ازاحت يده و قالت بعصبية : ليه يا عنيا كنت ضربتك على ايدك ولا كنت ضربتك على ايدك .. انت يا بابا اللى جبت و اتحاليت عليا عشان ارضى انت هتع
قاطعها هو بكوب من الماء ليسقط على شعرها المندسل .. نظر لها بانتصار قائلاً : اتكلمى باحترام معايا يا جزمة
وقف تنظر له بذهول على فعلته و ما لبثت ان ظلت تبكى و تصرخ كالاطفال .. اقترب منها بقلق قائلاً : عايزة تانى ؟؟
نظرت له بضيق و بكاء قائلة : انا عايزة ماما ودينى عند ماما لاحسن هلم عليك امة لا اله الا الله دلوقتى .. ودينى عند امى
ضحك بقوة قائلة : ايه يا حوسو بهزر معاكى زى ما انتِ بتهزرى كده .. و بعدين امك ايه دلوقتى مفيش ماما ديه خالص هو دخول الحمام زى خروجه ولا ايه ؟
صرخت قائلة : كده ! طيب ماشى .. جرت من امامه سريعاً و وضعت حجابها فوقها ثم خرجت للشرفة و هى تصيح : ألحقـووووووونى .. انا مخطوفة الحقوووووونى
لم يصدق اذنه عندما سمعها جرى ورائها و وقف خلفها ثم كتم فمها و سحبها الى الداخل .. قال ضاحكاً : هههههه يا مجنونة ايه اللى عملتيه ده
اخرجت له لسانها و قالت : انت لسه شوفت انا لسه معملتش حاجه
سمعوا صوت دقات قوية على باب المنزل و بعض الاشخاص يصرخون به ان يفتح لهم .. نظر لها بضيق شديد و قال : عجبك كده ؟ انا هواريكى
فتح الباب ليجد عدد لا بأس به من الرجال و النساء .. زفر بضيق قائلاً : افندم ؟
احد الرجال : انت خاطف واحده هنا و هى واقفة بتقول الحقونى
يحيى بنفاذ صبر : ديه مراتى خاطفها ايه بس
رد شخص اخر : لازم نتأكد و هى تقول كده بنفسها قدامنا ولا انت خايف من حاجه
نظر له بحنق ثم دخل اليها وجدها تضحك بشدة اغتاظ منها كثيراً و قبض يده ليحاول السيطرة على نفسه .. خرجت معه و وقفت امامهم
الرجل : صحيح يا بنتى الراجل ده جوزك و مش خاطفك ؟
نظرت ليحيى بخبث و امالت له قائلة : هتجيبلى الكيتشن ماشين ؟
ضغط على اسنانه بغيظ قائلاً : من عنيا
اكملت قائلة : و غسالة اطباق عشان انا تعبت من الغسيل .. ايديا باظت
اكمل بغيظ : انتِ تؤمرى .. و قال لنفسه : صبرك عليا بس ده انا هقطعهالك خالص
نظرت لهم باسمة وقالت : لأ يا جماعه انا اسفة بس انا ساعات بنسى لما بكون صاحيه بس افتكرت دلوقتى اعذرونى
رد الرجل باسماً : ولا يهمك يا ابنتى .. عن ازنكوا
اغلق يحيى الباب و ظل ينظر لها بغيظ شديد و هى تقف واضعة يدها فى خصرها و تنظر له بانتصار .. اقترب منها قائلاً : يعنى هى بقت كده ؟
حسناء ببرود : امممممم
يحيى بشر : تمام تمام .. بس متعيطيش فى الاخر بقى
نظرت له بعدم اهتمام و تركته لتُكمل فطارها .. ظل هو بمكانه يُفكر كيف ينتقم منها ..ثم قال وهو يحك يده بشر : نيهاهاهاها الله يرحمك يا حبيبتى
************************
كانت فى بيت سهيلة يدرسان معاً لاجل اقتراب الامتحانات .. لتقول سهيلة بارهاق : انا تعبت ناخد راحة شوية حرام عليك
ضحكت جميله قائلة : ماشى ياختى بس هما ربع ساعة بس عشان نلحق نخلص
سهيلة باسمة : أمرك .. بقولك ايه يا جميلة ايه مفيش جديد ولا ايه ؟
ابتسمت جميله و لمعت عيناها بسعادة .. لاحظتها سهيلة فقالت : الله الله ده شكل الموضوع كبير اوى
جميله بخجل : ولا موضوع ولا حاجه بطلى تكبرى الموضوع
اعتدلت فى جلستها و قالت : يالا بقى قولى ايه سر لمعة عينيكى ديه ؟
ابستمت و اكملت لها ما حدث عندما رأته ،، جميله : بس كده يا ستى .. اللى بجد مستغرباه اشمعنى جه فى الوقت ده و ان ريم تكون مش موجودة
سهيلة بضيق : يا جميله مش احنا وعدنا بعض اننا مش هنعمل كده تانى ! .. و انتى رايحة تقعدى معاه ؟!!
نظرت لها بندم وقالت : ايوة والله انا عارفة بس هو احرجنى و اصر اننا نقعد وانا مقدرتش ارفض .. حتى رجلى متوعطنيش يا سهيلة حاسه ان فيه حاجه بتشدنى ليه من اول يوم شوفت
لانت ملامحها قليلاً وقالت : بس بردو مهما عمل مينفعش تقعدى معاه و هو اصلاً شكله مش سهل و غير كل ده بيسيب ريم تعمل اللى هى عايزاه لو هو راجل بجد يبقى لازم يتحكم فى اخته و يعلمها الصح والغلط ولا انتِ شايفة ايه ؟
جميله : ايوة كلامك صح و انا عارفه بس مش عارفة ايه اللى بيخلينى اسمع كلامه كده .. انتِ مشوفتيش بيكلمنى ازاى ولا ضحكته ولا هو على بعضه يا سهيلة .. انا اول مرك احس الاحساس ده مع احد
سهيلة بخبث : يبقى حبتيه
نظرت لها بصدمة وقالت : احبه ؟ .. تفتكرى ؟
ربتت على يدها و قالت بجدية : اه افتكر بس متنسيش بردو ان كل ده حرام و انك مينفعش حتى يعرف مشاعرك احنا لسه صغيرين ولو هو عايزك بجد اكيد هيفضل يحبك و لما ندخل الجامعة يتقدم .. غير كده يا جميله ده هيبقى لعب عيال و اظن انك عارفة ده و كويس اوى
ابتسمت لها وقالت : ايوة كلامك صح و خلاص اخر مرة .. و انتِ بقى لسه ؟؟
تعجبت قائلة : لسه ايه ؟؟
جميله بخبث : اخو المُدرس المحترم بتاع اللغة العربية .. شيفانى هبله ولا ايه
تنهدت بحزن و قالت : كنت فى السوبر ماركت ولاقيته قدامى انا مشيت و كملت طريقى عادى و بعدين لقيته جاى ورايا و بيعتذر عن الحصل و كده .. بس انا اتعاملت ببرود و عادى بس بجد حاسيت بوجع فيه اووى حسيت ان عينه بتقولى متمشيش حسيت ان جواه حاجه كسراه اصل مش هو ده اللى كان متكبر و شايف نفسه .. و الدقن و الالتزام اللى كان فيه لأ بجد كنت هموت و اسأله مالك بس مكنتش هقدر ولا كان ينفع
جميله بتأثر : يااه كل ده .. ان شاء الله خير و زى ما قلتى لو فيه خير ربنا مش هيبعده عنك ولا ايه !
ردت : صح .. إلا صحيح محمود عامل ايه دلوقتى ؟؟
تنهدت بحزن و قالت : صعبان عليا اوى يا سهيلة تحسيه مش معانا فى الدنيا و كل تفكيره ان هى لسه عايشة و هترجع تانى .. لا بياكل ولا بيخرج ولا اى حاجه تعبنا معاه اوى مش عارفين نعمل معاه ايه .. كان بيحبها اوى الله يرحمها
سهيلة بصدق : الله يرحمها و يغفر لها .. و قالت لتغير الموضوع .. يالا نكمل بقى ولا هتخلينى اسقط و اعيد السنه و ابقى شايلة كحكة
ضحكت جميله رغماً عنها و قالت : ده انتِ مُصيبه .. لأ يا ستى يالا نكمل
*********************
سعد : ابنه يبقى اكرم شريف العزازى و سمعت ان خطوبته النهاردة
عمار بصدمة : يعنى ده اللى هيخطب مريهان ! يا نهار اسود على الحظ
نظر له سعد و قال : بتقول حاجه يا عمار ؟
عمار بتلعثم : لأ لأ .. و ولا حاجه
سعد : هتروح الخطوبة ؟ ده شاكر بيه عازم كل الموظفين و بيقولو القاعة هتبقى حاجه فى الخيال ديه حتى مش قاعه ديه هتبقى فى قصر
عمار بتفكير : اممم .. اه يا عم نروح وماله
سعد : خلاص تمام نتقابل هناك
**************************
كانت فى حجرتها حزينه و دموعها تتساقط بصمت نظرت بجانبها لفستان خُطبتها الذى تمنت ان تُمزقه ولكنها لا تستطيع .. نهضت بحزن و امكست به لترتديه و كان هذا فستانها
كان يبدو انيقاً عليها فهو من طراز فرنسى و اتى لها خصيصاً فخطيبها ليس بالشخص الهين .. نظرت بحزن لمنظرها فى المرآة تمنت ان تكون هذه الخُطبة هى و عمار .. اخذت هاتفها و طلبت رقمه ليأتى صوته قائلاً : ايوة يا حبيبتى وحشتينى
ردت بصوت مخنوق : و انت كمان
عمار بقلق : مال صوتك يا حبيبتى ؟؟ فيه ايه؟
مريهان بعصبية : هو انت جبلة مش بتحس ولا ايه ؟؟ خطوبتى النهاردة وانا متجوزة وتقولى مالك ؟ .. انت بتستعبط ؟
رد بعصبيه : صوتك يوطى و انتِ بتتكلمى .. و حسك عينك تشتمينى تانى انا مقدر اللى انتِ فيه بس هتقلى ادبك مش هسكت
بكت بشدة و صمتت .. بينما هو شعر بتأنيب الضمير فقال بحنان : طب انا اسف حقك عليا .. مش احنا اتفقنا ان نعدى اليوم ده عادى و بعد كده انا هتصرف .. اثبت نفسى بس و هعلن جوازنا انا عمرى ما اسيبك
ردت من بين بكاءها : بس .. بس انا مش عايزة .. مش قابلة الموضوع .. حاسه انى مخنوقة
استطرد قائلاً : طب اقولك مفاجأة هتبسطك ؟ .. انا جاى الخطوبة
ردت بفرحة : بجد .. انت بتتكلم جد ؟؟؟ ازااى ؟؟
ضحك قائلاً : ادينى فرصة طيب .. لازم اجى اومال اقعد فى البيت و انا مش عارف ايه اللى بيحصل و اى حركة كده ولا كده هتلاقينى فوق دماغك على طول
ردت بسرعة : خلاص مستنياك متتأخرش عليا .. انا هقفل عشان بينادو عليا يالا سلام
اغلق معها و تنهد بضيق قائلاً : كان ناقص كل ده انا .. يا رب اخلص
************************
كانت تُنهى عملها بالمطبخ فانتهز هو الفرصة و دخل الى حجرته .. اخذ يُخرج كل ملابسه من مكانها ويلقيها ارضاً .. افرغ خزانته بالكامل ثم قال بصوت عالى : حـــســــنـــاء
اجابت قائلة : حــاضــر جــايــة .. دخلت الى الحجرة لتشهق من منظرها قائلة بغضب : ايه اللى انت عمله ده يا يحيى فيه حد يعمل كده ؟.
اجاب مصطنع الغضب : فيه ان حضرتك مُهملة و انا مش لاقى اللى انا عايزه
ردت بعصبية : و ايه اللى انت عايزه بقى ؟
اجابها ببرائة : فردة الشراب الابيض بتاعى مش لاقيها .. ثم فجأة اتجه لخزانتها و اخرج كل ما بها و اكمل بغضب : شايفة اهو مش لاقى حاجه
صاحت بغضب قائلة : شرااااب ؟؟؟ و تقلبلى كل الدولاب ؟ .. فيه حد يعمل كده ؟ انت بتهزر !
اجابها بعصبية : ما انتِ مهملة مش شايفة شغل بيتك كويس مش معقوله كده ده احنا لسه فى اول اسبوع اومال بعد كده هيحصل ايه هضيعى الفردتين بقى ! .. ما اهو انا مش هستنى حاجه زى ديه تحصل
نظرت له بحنق شديد و قالت : حرام عليك والله .. حرام اللى بتعمله فيا ده
نظر لها ببرود و قال : بصى روقى كل الكلام الفاضى ده و بعدين تخرجى تعمليلى شاى و كيك .. و اكمل بصوت عالى .. حسك عينك الكيك ميبقاش بالشوكولاته مش هيحصلك كويس .. ثم تركها و خرج من الحجرة ليظل يضحك بقوة عليها و لكنها هى من بدأت و البادى اظلم
نظرت للغرفة بضيق شديد و حزن فكيف ستفعل كل هذا لوحدها .. شعرت بالغيظ الشديد منه و هو تعلم انه ينتقم منها ليس إلا
اتى صوته من الخارج قائلاً : ايه يا حسناء كل ده مخلصتيش .. يالاا عايز اشرب شاى و اكل كيك
شعرت بالدم يغلى فى عروقها و تمتمت قائلة : ايلاهى يشربوا عليك قهوة سادة .. لأ لأ حرام ايه اللى انا بقوله ده .. و نظرت للملابس امامها ثانيةً و قالت بنبرة اقرب للبكاء : ربنا يسامحك .. ربنا يسامحك
***********************
دخل الى احدى النوادى الليلية لاول مرة فى حياته يفعل شئ كهذا و كان معه صديقه .. اخذ ينظر حوله و هو ينفث دخانه بشراسه
حمزة بغضب : استغفر الله .. ايه الارف اللى انت جايبنى فيه ده يا محمود .. انت اتجننت ؟ و من امتى و انت بتيجى اماكن زى ديه ؟؟
رد ببرود : من النهاردة .. لو مش عجبك اكيد عارف طريق الرجوع
حمزة بعصبية و امسكه من معصمه : هو انت فاكر انك كده هتبقى كويس ولا هتقدر تنساها !! .. ولا تكون فاكر انك بتهرب من الحقيقة و هتنسى .. ما تفوق انت كده بتعصى ربنا
دفع يده بقوة و قال بغضب : بقولك ايه انا مش جايبك عشان تدينى دروس فى الاخلاق .. لو عايز تمشى اتفضل هتقعد يبقى تقعد ساكت انا مش ناقصك
حمزة بحنق : انت اتخبلت فى عقلك ولا ايه ؟؟ مالك فيه ايه ؟؟ .. انت بقيت ضعيف كده ليه ؟ عُمرك ما كنت كده و بعدين هى لو مى كانت عايشة كنت هتعمل اللى انت بتعمله ده ؟؟
شعر برجفة فى اوصاله لسماع اسمها .. نظر له و قال : لأ
هدأ حمزة قليلاً لملاحظة ان محمود بدأ يتجاوب معه : طيب يبقى نمشى من هنا و كأنها موجودة ولا انت عايز مى تزعل منك ؟
رد بسرعة : لأ طبعاً .. خلاص يالا نخرج من هنا
زفر حمزة بارتياح و خرج معه .. و عند خروجهم سمعوا صوت فتاة تصيح عالياً فوجدوا شاب يحاول مضايقتها
الفتاة بصوت عالى : ابعد عنى بقولك انا لا يمكن ارجعلك تانى بعد اللى عملته انسى خالص
الشاب بخمول و يشدها لسيارته : مش هسيبك و بعدين انتِ فاهمة غلط يالا تعالى معايا اخلصى
جرى محمود ناحيته و قال : تعرفيه يا انسه ؟
الفتاة برجاء : لو سمحت ابعده عنى انا مش اعرفه
الشاب و هو مازال ممسك بيدها : ملكش فيه انت ديه حبيبتى و جايا معايا اتكل على الله انت .. و اخذ يسحبها رغماً عنها
لكمه محمود بقوة و كأنه يخرج غضبه بهذا الكائن فرد له الشاب اللكمة و ظلوا يتعاركوا فاقترب حمزة و ابعده عنه .. نهض الشاب سريعاً و قال و هو يفتح باب سيارته : مش هسيبك يا ريم مبقاش انا نديم لو ما واريتك .. ثم ركب سيارته و ذهب سريعاً
ريم بدموع : انا اسفه على اللى حصل و شكراً اوى لحضرتك
نظر لها محمود ببرود و ذهب .. حمزة باحراج : العفو يا انسة .. انتِ بخير ؟
ريم باقتضاب : اه شكراً
ابتسم لها حمزة و جرى خلف محمود .. بينما ريم ظلت تنظر عليه بغضب شديد و كره لعدم رده عليها فكيف لشخص مثله بألا يرد عليها و يتركها هكذا .. رغم وسامته الشديده الا انها بغضته من فعلته هذه .. ثم سريعاً ما ركبت سيارتها و قادتها الى منزلها و ظلت تتذكر ما فعله نديم معها فهو لم يكن مُسافراً و كان هنا مع فتاة يخرج معها و يقضوا وقتهم معاً و كان يضحك عليها .. هبطت دموعها ندماً على حبها له و تصديقها له .. و لكن هذه ليست النهاية بل بدايتها
*************************
وصلت الى القاعة الذى ستكون به الخُطبة
.. دخلت و هى مُتأبطة ذراع هذا الوسيم ينظر اليها من حين لاخر و هو يبتسم فهو معجب بها من فترة .. الجميع ينظر عليهم باعجاب شديد فهم كأبطال القصص و البعض بحقد على العروس الذى اخذت الجمال و المال .. كانت هى تشعر بالحنق الشديد و لكن مجرد ان لمحته بين الحضور ابتسمت بسعادة و لكن كانت اعين اخرى تراقبها و اعتقدت انها سعيده بهذه الزيجة انه هذا الوسيم
اكرم باسماً : مبروك
ردت باقتضاب : الله يبارك فيك
رد متعجباً : هو انتِ فيه حاجه مديقاكى ؟ .. من ساعة ما كنا فى العربية و انتِ مش بتتكلمى
ارتسمت ابتسامة صفراء على محياهها و قالت : لأ ولا حاجه .. انا بخجل بس مش اكتر
ابتسم قائلاً : اه لو كده ماشى .. تسمحيلى بالرقصة ديه ؟
مريهان : اوك
نهضوا ليرقصوا شعرت بالحنق من اقترابه منها هكذا و كلما نظرت على عمار تجده غير منتبه لها و يتحدث مع صديقه فزاد حنقها اكثر .. وجدت شاكر ينظر لها بحده بان تبتسم فابتسمت رغماً عنها و ظل اكرم يتحاور معها قليلاً خلال الرقصة .. و عند انتهاء الموسيقى جلسوا ثانيةً و كان جميع الحضور يأتوا ليُباركوا لهم
ابتسم اكرم قائلاً : انا مبسوط اوى النهاردة ده احلى يوم
نظرت له بانتباه و قالت : والله ؟
اكرم : اممم
قالت بجدية : هو انت اشمعنى يعنى اخترتنى انا ! .. ده انت حتى اكرم شريف العزازى كل البنات بتترمى حواليك
نظر لها بخبث قائلاً : عايزة تعرفى يعنى ؟
اومأت له برأسها .. فأكمل قائلاً : عشان انا بصراحة اعجبت بيكى من اول ما شوفتك و حسيت انك مختلفة عن كل البنات اللى اعرفهم و اهتميت بانى اعرف تفاصيل حياتك و بعدين فاتحت بابا و كلم انكل شاكر و هو وافق بس يا ستى
ابتسمت بضيق و قالت : امممم .. و بصوت هامس .. انكل شاكر ده منه لله
اكرم : بتقولى حاجه ؟
مريهان : لأ لأ
امسك يدها و نظر لعينيها قائلاً : انتِ حلوة كده على طول ؟ و لا انتِ زايدة حلاوة النهاردة
اتاهم صوت جهورى يقول : ماتنزل ايدك يا كابتن
*************************
كانت فى المطعم تقوم بعملها و تشعر بالارهاق الشديد و لكنها تتحامل على نفسها .. اتى سليم و قال : مالك يا مدام حنين انتِ تعبانه ؟
ابتسمت بارهاق و قالت : لأ عادى شوية ارهاق بس الزباين النهاردة كانت كتير
اتى المدعو منير وقال بسخرية : بدل ما تقفوا ترغوا هنا شوفوا الزباين عايزين ايه .. بدل وقفتكوا كده
سليم بحنق : متخليك فى حالك يا متخلف انت .. اتفضل امشى من هنا
منير لاغاظته : ما انا ماشى و سايبلك الجو عشان تاخد راحتك .. ثم ذهب
سليم بعصبية : بنى ادم مستفز .. انا اسف يا حنين على اللى قاله
حنين بضيق : لأ و انت مالك هو اللى انسان مش محترم .. ربنا يكفينى شره و كلامه
سليم باسماً : طب متروحى انتِ و انا هشيل مكانك .. و عم صالح مش هيرفض عادى
ابتسمت قائلة : لأ لأ عشان متعبكش .. و بعدين انا كو
سمعوا صوت قاطعهم قائلاً بعصبيه : الله الله نازلة تشتغلى عشان ترغى و تتكلمى مع الاستاذ .. طب قولى كده من الاول

 

———–———-———————-————

ونكمل في الحلقات القادمة ماتنسوش تعلقوا علي الحلقة في صفحة مدام طاسة والست حلة

 الى اللقاء في الحلقات القادمة

بقلم الكاتبة:هايدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى