ترفيهمسلسل شيطان العشق

مسلسل شيطان العشق الحلقة 7و8و9

7. رحلة

سهام : غريبة …… اول مرة يعني اشوفك لابسة بنطلون فى الشركة

نظرت لها صديقتها بيأس و حقد ….. تتذكر ما فعله هذا الاحمق باليوم التالي بعد تحذيره لها بإرتداء هذا الجيب لتعانده وتأتى به مجدداً فيقرر ارسالها مرة اخرى للمنزل لتبديلها الى شيء صالح كما اخبرها

آيات بغيظ : متفكرنيش يا سهام بقى و حلي عن دماغي الساعة دي ……. ثم اكملت بتهكم …….. اصل الجيب كانت ضيقة و قصيرة

انفجرت سهام بالضحك لتهتف

سهام بمرحة: ضيقةو قصيرة ؟ احلفى كده …… هههههههه لا انتي بقيتي غير طبيعية

آيات بتهكم : و الله فى دي بقى تقدري تسألي البيه اللى جوة

مشيرة لمكتب طائف فتزوي صديقتها حاجبيها بإهتمام قبل ان تعتدل بجلستها لتسأل

سهام: لا ثوانى بقى و ايه دخل المز في كلامنا دلوقتى

آيات بإستنكار : مز ؟ اهو المز ده يا اختي قال ان الجيب ضيقة ولا تصلح لمكان عمل محترم

سهام بتعجب : بتهزري ؟ …. طب ماانتي بقالك شهر ونص تقريباً قدامه و بتلبسي نفس اللبس كل يوم .. ايه الجديد بقى ؟

آيات بغضب : بتسأليني انا …… أسأليه هو بقى

غمزتها سهام لتهتف بهمس

سهام : يكونش بيغير عليك يا عسل انت

تسمرت لحظات تناظر صديقتها بدهشة قبل ان تتحدث بهدوء و دون اية ملامح على وجهها

آيات : سهام حبيبتي …. على شغلك يلا

سهام بمزاح : يا بنتي بتكلم جد يمك………..

آيات مقاطعة بصراخ : يلاااااااااا

انتفض جسد سهام من صراخها ذاك لتقفز مغادرة الى عملها ….. فيتلو ذلك نداءه من داخل المكتب يطلبها بتعجل

………………. بخوف : باشا فى اخبار جديدة اظن انها تهمك

………………. : فى ايه يا مؤنس .. وصلت لحاجة تخص رجالتنا ؟

ابتلع مؤنس ريقه بصعوبة ليجيب

مؤنس : لقيناهم يا باشا بس ……..

…………….. : بس ايه ؟ اخلص

مؤنس : انتهو يا باشا رجالتنا اتخلص عليهم ….. راجعين لينا جثث

انتفض سيده من مكانه بحدة يسقط بيديه على سطح مكتبه بعنف قبل ان يهتف به

…………… : راجعين ايه ؟؟؟؟؟؟ مين اتجرأ و عملها …… مين اتجرأ يرفع ايده عليهم

مؤنس : مش عارف يا بيه بس فيه صندوق لقيناه معاهم و مكتوب انه لساعدتك …… اتفضل

……………….. : صندوق ايه ده وريني

التقط منه صندوق اسود ليس بكبير و ليس بصغير ليفتحه بهدوء فينتفض للخلف فور رؤيته لمحتواه ينظر له بإشمئزاز رهيب جعلت مؤنس يتساءل عن فحواه فيتقدم منه ينظر به فيفاجئ بأصابع بشرية موجودة به والتى عَلِم انها تخص رجالهم المقتولين فلقد وجدو اصابع ايديهم و ارجلهم مبتورة ….. لاحظ مظروف اخر بداخل الصندوق ليلتقطه و يقدمه لسيده الذي تناوله منه و مازالت ملامح الصدمة تعتلى صفحة وجهه

لينفحر ضاحكاً بعد قراءته للمكتوب ويحدث مؤنس بسخرية

……………… : ده .. ده ماضي بأسمه فى اخر الجواب ……… بيعرفني انه هو اللى عمل كده ………. ” مش قد النار متلعبش بيها …. المرة دي كنت رحيم بيهم و صعبوا عليا لكن المرة الجاية غير ….

طائف العمري”

تهالك على مقعده بعد قراءته للرسالة ليهتف بغضب

…………… بغل و حقد : يا جبروتك يا أخي انت ايييييييه شيطان

بمكتبه وجدته يطالع عدة اوراق بإهتمام ليتحدث بعملية دون رفع مستوى نظره اليها

طائف بجدية : عندنا سفرية بكرة لايطاليا فياريت تستعدي

آيات بجدية : مش هينفع يا افندم

طالعها بتعجب ليسأل

طائف : هو ايه اللى مش هينفع ؟

آيات : مش هينفع اسافر مع حضرتك

وضع احدي يديه تحت وجنته بتملل

طائف : و ده ليه بقى ان شاء الله ؟ … ايه … اهلك مش هيوافقو ؟

طالعته بغضب و تأنيب ليجيبها

طائف : متبصيش ليا كده انتي اللى بتجيبي الكلام لنفسك ….. ايه يمنع واحدة عايشة لوحدها و بتكرس كل حياتها للشغل من انها تسافر مع مديريها

آيات : اديك قولتها بنفسك مديرها ….. مينفعش اسافر مع حضرتك لوحدنا

طائف بسخرية : ما أنتي بتجيلي البيت و لوحدك

آيات بغضب : احترم نفسك انت عارف ان الناس اللى شغالين عندك بيبقو موجودين

انتفض من مجلسه ليهتف بغضب مماثل

طائف : ايه احترم نفسك دي ! متنسيش انك بتكلمي مديرك …. دي اهانة

آيات بحدة : و الله مديري لما يتعدى حدوده معايا يبقى يستاهل الاهانة

طائف بملل : بس بس ايه مش بتفصلي ابداً ؟

وضعت احدي يديها بخصرها لتناظره بسخرية

آيات : و الله اخر مرة كان الموضوع ده تسلية بالنسبة ليك

ابتسم هو لرؤيتها على تلك الوضعية ليجيب

طائف : لا اطمني الفترة الاخيرة دي كل تصرفاتك كانت مسلية بالنسبة ليا و الحقيقة ده السبب الرئيسي لكونك هتطلعى معايا السفرية دي ….. يلا بقى تقدري تروحي دلوقتى عشان تحضري شنطتك انا حجزت على اول رحلة و هتبقى بكرة على تسعة الصبح كده

آيات بإعتراض : بس اا…….

طائف بحدة : آياااااااات …. خلصنا خلاص …. اتفضلى روحي بيتك

طالعته بغضب لتتحرك نحو مكتبها ثم الى خارج الشركة تنفيذاً لاوامره المبجلة

بمنزلها نجدها تجلس هي و صديقتها سهام والتى دعتها الى منزلها لتساعدها بحزم الحقائب و تحكي لها ما فى مكنونها اتجاه رئيسها الاحمق

سهام ضاحكة : طب و ربنا انتى فقرية … حد يطول يسافر مع طائف بيه العمري و يرفض … يارتني مكانك يا اختى

آيات : ياريتك والله بدل الهم اللى انا فيه ده

سهام : هم ؟ ده انتي عبيطة …. يابنتي ده مز المزز كلها ده ا………

آيات : بلاش الفاظك السوقية دي و النبي اللى يسمعك مش هيصدق شغلك فى شركة محترمة

سهام بإعتراض : سوقية ايه بس امال لو سمعتى لغة الناس اللى فى الريسبشن هتقولي ايه ………. بس قوليلي بقى بذمتك مجتش لحظة كده شوفتيه وسيم و جنتل و قمور

نظرت آيات لها نظرة جانبية قبل ان تحرك حدقتيها بجوانب الغرفة بتوتر و ترفع كتفيها للاعلى فتعود وتخفضها مرة اخرى بلا حيلة

آيات : مممم .. مقدرش انكر انه طبعاً وسيم و جذاب بطريقة مستفزة بتخليني انا اللى مش طيقاه بقعد ابحلق فيه بالساعات ….. ماهو مش ذنبي بقى انه ربنا خلقه حلو كده …….. ثم اعتدلت لتقابل وجه صديقتها بإهتمام لتهتف مبررة شعورها هذا …….. طريقة كلامه و شغله و اكله و لا الابتسامة المستفزة اللى على طول راسمها على وشه ……. كل ده بيخليني عايزة اموت و امسك فى زومارة رقبته ……. ما هو الصراحة الكائنات اللى زي دي خطر على البشرية …. متبصيش ليا كده اينعم انا مش طيقاه بسبب تحكماته و تريقته عليا بس انا برضو بني آدمة وعندي احساس مش زيه معدومة المشاعر

لم تستطع سهام اخفاء ضحكاتها بعد حديث صديقته لتنفجر ضاحكة وتهتف وسط ضحاتها

سهام : ده انتي طلعتي مصيبة ….. يابت ده انا كنت قربت اشك فى ميولك و اقلق منك …. هههههههههه بس الحمد لله طلعتي طبيعية زينا

آيات بضحك : انتي بتضحكي …….. لا والمصيبة عايزني اسافر معاه …… قال وانا اللى اقوله مش عايزة فيفتكر اني قلقانة على نفسي منه ميعرفش انى قلقانة عليه مني انا

سهام : بس بس ده انتي طلعتي مصيبة بجد

آيات : الله انا مالي بقى مش هو اللى مز

سهام بإستنكار ضاحك : مز ؟؟؟؟؟ بيئة اوي

لتنفجر ضاحكتان على حالهما ذلك و يكملا بقية الليلة على هذا الوضع من الضحك و المزاح فغداً سيحدث الكثير و الكثير

مازن : بس برضو خد بالك يا طائف انا مش مرتاح

هتف بها مازن بقلق لصديقه على الطرف الاخر من الهاتف فيجيب طائف

طائف : متقلقش يا مازن انا عامل احتياطاتى

مازن بتأفف : مش فاهم انا ليه مصر تاخد آيات معاك طالما فى قلق كده ….. من امتى بندخل ناس تانية ضمن شغلنا !!!

طائف : الله جرالك ايه يا مازن مانت عارف انها السكرتيرة بتاعتي

مازن بغضب : السكرتيرة بتاعتك فى الشركة مش فى شغلنا احنا ….. بلاش تخلط الامور ببعض

طائف بإنزعاج : آيات المساعدة بتاعتي كمان مش بس السكرتيرة ….. وبعدين مش شغلك الكلام ده

مازن : ماشي يا طائف لما نشوف اخرتها معاك ايه

طائف بشرود : خير ان شاء الله متقلقش انت…… يلا سلام عشان هنتحرك بدري بكرة

مازن بإستسلام : سلام

فى صباح اليوم التالي نجدها تجلس بالطائرة بجانبه على وجهها علامات التوتر و الفزع ليلاحظ هو شحوبها

طائف : ايه مالك ؟ تعبانة ؟ فيكي حاجة ؟

آيات : عايزة اروح البيت

طائف بدهشة : افندم ؟ هو انا آخد بنت اختى افسحها ….. ايه عايزة اروح دي

آيات بشبه بكاء : خايفة

طائف بتفهم و هدوء : اول مرة تركبي طيارة ؟

اومأت هى بخوف ليهتف بإبتسامة بعد تأملها للحظات

طائف : تصدقي انك فعلاً تخنتي شوية

زوت ما بين حاجبيها بإعتراض لتهتف به

آيات : افندم ….. انت فى ايه ولا فى ايه …. و بعدين ايه تخنت دي …… انا بقالى اسبوعين ماشية على نظام رجيم

طائف بإستمتاع : يعنى صدقتيني قبل كده لما قلت انك تخنتي

آسات بتوتر : لا طبعاً انا كنت عايزة اقلل من وزنى … اللى مزادش اصلاً

طائف : ايوة ايوة اكيد

آيات : ايه بتاخدنى على قد عقلي يعنى

طائف : انا ؟؟؟؟؟ لا سمح الله …. انا اقدر برضو !!!!!

آيات بتأفف : انا اصلاً اللى غلطانة انى برد عليك

طائف بضحك : و الله لو مكنتيش رديتي كنتي هتفضلي قلقانة من الطيارة

آيات بذهول و قلق : اه صح … الطيارة

طائف : اهدي اهدي احنا فى الجو اصلاً

آيات بصراخ لفت انتباه الركاب : نعم ؟؟؟؟؟

طائف: اهدي يخربيتك هتفضحينا ….. ده ذنبي يعنى انى حبيت اشغلك لغاية ما الطيارة تطلع الجو

طالعته بدهشة قبل ان تذفر براحة لتفهمها ان تعليقه ذاك على وزنها لم يكن سوى لصرف انتباهها عن خوفها و قلقها لتصبح شاكرة له بداخلها لكن لن تعترف له بإمتنانها هذا ابداً ….. ابداً

وصلا بعد ذلك الى مطار روما ليتحرك كلاً منهم بعد ذلك الى احدى الفنادق

فى الاستقبال وجدته يتحدث بالايطالية بطلاقة مع موظف الاستقبال لتنظر له بفخر قبل ان يلتفت لها يخبرها بما جعلها على وشك فقدان اعصابها من الغضب

آيات بدون فهم : أفندم ؟ مش فاهمة

طائف بإنزعاج: هو ايه اللى مش فهماه بقولك انه مفيش اوض فاضية غير جناح واحد بس

آيات : ازاى الكلام ده انا بنفسي حاجزة جناح حضرتك و اوضة للمرافق

طائف : اضطرو ياخدو اوضة المرافق و خصوصاً اننا وضلنا متأخر ساعة فكانو على وشك يلغو الحجز اصلاً

آيات بتوتر : خلاص نحجز فى فندق تانى

طائف : مينفعش لان العملا اللى هنقابلهم هيكونو هنا على بليل

آيات : ايوة يعنى مش فاهمة ….. ايه الحل ؟

تنهد طائف استعداداً لما سينطق به

طائف : نقعد انا و انتي فى الجناح

آيات بغباء : ده اللى هو ازاى ؟

طائف : آيات مش ناقصة غباء …… و قبل ما تبدأي فى الاعتراضات بتاعتك فالجناح هنا كبير فى اكثر من اوضة يعنى نقدر نضبط حالنا

آيات : بس يا اف………

طائف : من غير بس ….. ده شغل مش لعب … صدقيني مش هزعجك و هتحسي كأنك فى اوضة لوحدك

وافقت آيات مرغمة على هذا الوضع ليتجها معاً الى الجناح المنشود فتجده فعلاً متعدد الغرف كما اخبرها … و الان بعد ان كانت اقصى امانيها الحصول على حمام دافئ فبوجوده ووجود حمام واحد بالجناح لن تستطع فعلها …. لينقذها هو من افكارها تلك قائلاً

طائف : فى شوية مشاوير لازم اعملها الاول قبل مقابلة العملا فأنا هتحرك دلوقتى وارجع على بليل ….. خدي راحتك فى الجناح و اعملى اللى انتى عيزاه ….. اه صح وانا تحت هطلبلك اكل يوصلك الاوضة

اومأت له شاكرة قبل ان يتحرك هو مغادراً

قررت فور مغادرته استغلال الوقت لاخذ حمام منعش لذا اتجهت من فورها نحو حقيبتها تخرج ما ستحتاجه من ملابس و ما الى ذلك حتى سمعت صوت طرق على الباب ابتسمت بتعجب …. هل وصل الطعام بتلك السرعة….. تركت ما بيدها من ملابس و اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

……………… : جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

……………… : حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً … فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف ببراءة

……………… : الموضوع مش هياخد وقت كبير …. غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

………..
8. أمان

ترقد على الفراش بهدوء و بملامح شاحبة اشفق عليها هو الجالس بجوارها يعتريه الندم و الذنب لتركها وحيدة تعاني و تعيش مثل تلك المأساة …… هو من اقحمها في ذلك متجاهلاً تحذيرات صديقه لتقع ضحية بريئة اخرى بعالمهم المخيف ذاك

شعر بتململها بالفراش ليمنحها اهتمامه و كل حواسه اتجهت نحوها فيراها تجاهد لفتح عيناها و استطلاع ما حولها ….. مرت ثواني قليلة على هذا الوضع قبل ان تلاحظ بزوخ النهار مما يدل على يوم جديد ….. ثم ما لبثت وتذكرت كل تلك الاحداث المخيفة مساء أمس فتنهض بفزع تنظر حولها بذهول ثم تبكي بقوة و اضطراب فور رؤيتها لوجهه فتدرك كونها ما زالت على قيد الحياة

راقب هو تصرفاتها بإمعان وتركها فترة تحاول مواجهة تذكرها للاحداث السابقة لكن و مع شروعها بالبكاء لم يستطع الاحتمال فتقدم نحوها يجلس بجانبها ويحيط كتفاها بيديه محاولاً تهدئتها

طائف : اهدي اهدي …. انتي بأمان ….. كل ده عدى خلاص مفيش خطر ….. خلاص بقى يا آيات انا معاكي اهو

حاولت الحديث للتعبير عن ما عاشته تلك اللحظات القليلة من خوف و رعب لكن كلما همت بالحديث رُبط لسانها و زادت دموعها بالمقابل

رأي حالتها تزداد سوء … جسدها زاد ارتعاشه ……. علا صوت بكائها و اصبح اقرب لكونه عويل و صراخ …. فلم يجد مفر من احتوائها بأحضانه يُمسد شعرها بهدوء و حنان ليهمس لها

طائف : خلاص والله كل حاجة بقت تمام و مش هسيبك لوحدك تاني رجلك على رجلي فى كل مكان بس اهدي شوية بقى …… محدش هيجي جنبك طول ما انا موجود …. على جثتي لو حد اذاكي

لتجيب هى بصعوبة وسط شهقاتها

آيات : ده ….. ده ق….. ده قتله ….. قتله قصاد عيني …. دم …… كان كله دم

زاد من احتضانها يغمض عيناه بغضب لرؤيتها مثل هذا المشهد

طائف : انسي …. انسي يا آيات …. امحى كل ده من ذاكرتك …. صعب انا عارف بس حاولي تنسي عشان ترتاحي

بقيا فترة على هذا الوضع لتهدأ هى من نوبة بكائها تلك فتستيقظ على حقيقة وجودها بين ذراعيه …. تململت بحرج لتبعده بهدوء و قد امتثل هو لرغبتها فلا داعي لاثارة غضبها الآن … مرت فترة من الصمت ليقطعها هو بنبرة هادئة

طائف بإبتسامة : تحبي اطلبلك اكل ولا عايزة ايه ؟ … أؤمري اوامرك كلها مُطاعة النهاردة

نظرت نحوه للحظات قبل ان تردف

آيات : مش عايزة غير حاجة واحدة ….. عايزة افهم ايه اللي حصل …. و ليه حصل كده معايا ؟

نهض من مرقده ليتحرك بعيداً قليلاً عن الفراش فيجلس بهدوء و استرخاء على احدى الارائك الموجودة بالغرفة ….. و يردف

طائف : مفيش داعي للكلام فى الموضوع ده عشان تقدري تنسي اللى حصل و تتجاوزيه

آيات بحدة خفيفة : و مين قال انى عايزة انساه …….. انا عايزة افهم مين ده وكان عايز ايه ….. اظن ده من حقي

طائف ببرود : و بعد ما تعرفي ؟؟؟؟؟؟

آيات : مش فاهمة ؟

طائف مفسراً : اقصد بعد ما تعرفي يا آيات … ناوية على ايه ؟؟؟

آيات بهجوم : اكيد مش هفضل ثانية واحدة فى الشغل ده …. اللى حصل ده اكد لي انك متورط فى بلاوي …… و انا معنديش اي استعداد انى اتورط معاك ….. ده جالي بالاسم …. كان عارفك و عارف اني السكرتيرة بتاعتك

نهض من مكانه متجهاً لخارج الغرفة

طائف : يبقى مفيش داعي انى افسرلك اى شيء بما انك استنتجتي و قررتي خطوتك الجاية كمان

تحركت بحدة لتغادر الفراش … تهتف له بخوف

آيات : تعالى هنا انت رايح فين ؟؟؟؟ انت قولت مش هتسيبني لوحدي تانى و تخرج

ابتسامة صغيرة رُسمت على وجهه لم تراها هى حيث ان ظهره هو ما كان يواجهها …….. سرعان ما مُحيت تلك الابتسامة فور التفاته لها ليهتف بجمود مصطنع

طائف : متقلقيش اوي كده مش رايح فى حتة انا معاكي فى نفس الجناح لو تفتكري

ثم تركها بالفعل متجهاً للخارج لتعاود هى الرقود بفراشها حيث ان التعب ما زال يحتل جسدها

مازن بعنف : ما انا قولتلك … بس انت بتستهبل و آخدها معاك فى وكر الدبابير

هتف بها مازن على الجهة الاخرى من الهاتف ليأتيه صوت صديقه المُنهك

طائف : و النبي يا مازن ما ناقص الكلمتين بتوعك دول …… خلى لسانك جوة بوقك و سمعني سكاتك

مازن بغيظ : و لما انت عايز تسمع سكاتي بتتصل تحكيلي ليه !!!!!

طائف بعصبية : بطل بقى استفزاز انا مش ناقص

مازن ببرود : من بعض ما عندكم

طائف بغضب : تصدق انا اللى غلطان انى حكتلك …… غور يلا من هنا

مازن بهدوء حاول استحضاره : طب خلاص خلاص اهدى شوية …… متزعلش مني يا صاحبي بس دي ارواح ناس ……. عارف انك معندكش دم و احم يعني معدوم الانسانية بس دي روح بريئة و الصراحة بقى آيات دي انا بعزها جداً

استشاط طائف من حديث صديقه ليهتف به فى ضيق و حدة

طائف : ما تحترم نفسك بقى ايه بعزها جداً دي

انفجر مازن ضاحكاً ليهتف بمرح

مازن : يعني اللى ضايقك كلمة اني بعزها و مش انى قولت عليك معدوم الدم و الانسانية

طائف بسخرية : و انت قولت حاجة غلط يعني

مازن : نهايته ….. محكتليش يعني ايه اللى حصل معاها بالظبط

تنهد بضيق قبل ان يجيب

طائف : مش عارف … انا كنت برة بظبط امور الشغل بتاع مصر و لقيت الفندق بيكلمني انه اغمى عليها و فى حد ضرب نار على موظف الرووم سيرڤس ( room service )

مازن بتنهد : طب هى عاملة ايه دلوقتى … فاقت ؟

طائف : اه بس مفتحتش معاها الموضوع عشان حالتها متسمحش دلوقتى …. على العموم …. عايزك تعرفلي ايه اللى حصل و اللى جه ده تبع مين ؟ و انا برضو من هنا هشوف هقدر اوصل لحاجة ولا لا

مازن : تمام يا بوص اعتبره تم …..ثم اكمل بمرح …. و ابقى سلملي على يويو

طائف بغيظ : غور يا مازن احسن لك غوووور

ثم اغلق الهاتف بوجه صديقه حانقاً عليه بسبب مرحه المتواصل فى احلك الاوقات

آسر بإبتسامة : ازيك يا هانم يارب تكوني بخير

رقيات مرحبة : تسلم يا ابني انا الحمد لله تمام كويسة اوي ….. وانت اخبارك ايه؟ اتفضل اتفضل اقعد

امتثل هو لعرضها و ترحيبها بسعة صدر

آسر : الحمد لله انا تمام …. اسف لإزعاجك بس بقالي يومين بحاول اوصل لآيات تليفونها مقفول و لما روحت لبيتها ملقيتش حد

رقيات: آيات ؟؟؟؟ آيات مسافرة يا ابني … هي مقالتلش ليك ولا ايه !!!

آسر بتعجب : مسافرة ؟ لا الحقيقة مقالتليش ولا جابت سيرة … غريبة دي

رقيات بإبتسامة مبررة : معلش متأخذهاش … هى سافرت سفرية تبع الشغل و المدير بتاعها مطلع عينها كل يوم بحالة .. و جبلها حكاية السفر دي فجأة …. دي يا حبة عيني ملحقتش تجهز نفسها حتي

آسر بغضب : و يبقى مين بقى الاستاذ ده و يطلع عينها بتاع ايه …. انا عارف آيات طول عمرها بتعمل اللى عليها و زيادة … يبقى يطلع عينها ليه بقى …. اسمه ايه مديرها ده ؟

رقيات بتذكر : و الله يا بني ما فاكرة … اه تقريباً اسمه هادي … هى دايماً كانت تقولي مستر هادي عمل كذا … مستر هادي سوا كذا ….. الله يسامحه بقى

آسر بوعيد : مممم هادي ….. ثم هم من مقعده مودعاً اياها ….. طب عن اذنك بقى يا هانم مضطر امشي … و آسف مرة تانية لإزعاجك

رقيات بحنان : ازعاج ايه بس ده يكفى انك معرفة الغالية … نورت يا ابني

خرج من السوبر ماركت يجري اتصالاً ما اصدر فيه عدة اوامر اهمها كان

آسر : و اعرفلى الشركة اللى شغالة فيها آيات رأفت حلمي …. و رئيسها بيكون واحد اسمه هادي ………. عايز كل اللى يختص بيه … اصله و فصله .. فى اقرب وقت فااااهم

ثم اغلق هاتفه متوعداً لهذا الذي يعذب طفلته … اياً كانت اسبابه

آيات بتذمر : انا جعااانة

سمع صوت متذمر من خلفه اثناء مشاهدته للتلفاز بعد انتهائه من بعد الاعمال الكتابية ليلتف برأسه فيراها كطفلة مشعثة الشعر تقف على عتبة الغرفة على وجهها حنق طفولي و كأنه قد إلتهم طعامها و لم يُبقي على شئ تتناوله …. ضحك بداخله من هيئتها تلك قبل ان يشير لها بأصبعه ان تتقدم نحوه تأففت ثم امتثلت لأمره بغيظ …… وصلت لمكان جلسته تعقد يديها امام صدرها و تناظره بغضب

طائف بمرح : بمنظرك دلوقتى ده ضيعتي هيبتك و الرسمية اللى كنتي رسماها قدامي طول الشهر و نص اللى عدو على شغلنا سوا …. و يمكن كمان مش الفترة دي بس لا و طول فترة حياتك المهنية كلها

نظرت له بغيظ لتتجاوزه فتجلس على احدى المقاعد الموجودة بالغرفة و تجيب

آيات ببرود : و الله حياتي المهنية كلها فى كفة و اللي حصل فى السفرية دي فى كفة لوحدها

فور اتيانها بذكر ما حدث تحولت ملامحه للجدية ليهتف

طائف : اطلبلك اكل ؟

آيات بسخرية : عرفتها لوحدك دي ….. ولا انت دايماً كده بتفهمها وهي طايرة ؟

طائف متعجباً : حقيقي محسساني انى بعذبك معايا …. لا ونظرتك دي كأني باكل اكلك

آيات بمسرحية : انت ؟؟؟؟؟ لا سمح الله …. حد يقدر يقول كده برضو

طائف بدهشة : انا اول مرة اشوف واحدة بتعامل مديرها كده ….. مش شايفة انك اخدة راحتك على الآخر ؟

آيات : و الله لما يكون اول مرة ينزل فى السوق مديرين زي ساعدتك يبقى توقع اي نوع من السكرتارية ….. اكيد مش هينفع مع اللي زيك سكرتيرة طبيعية و الا هيكون مصيرها حاجة من الاتنين …… مستشفى الامراض العقلية او المقابر

اتسعت حدقتاه بدهشة لما تقوله فيردف بحيرة

طائف: انتي مش خايفة من اي اجراء اخده ضدك ؟

تحركت من مكانها متجهة نحو غرفتها لتعدل من هيئتها المزرية قليلاً واثناء سيرها توقفت لحظات لتجيبه وهي تحرك كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة

آيات : مش عاجبك .. ارفدني

ثم اتجهت للغرفة تغلق الباب خلفها تاركة اياه ينظر بأثرها ثم ما لبث ان انفجر ضاحكاً على جملتها الاخيرة تلك .. عند تذكره لاحدى الجمل فى فيلم عربي لاحمد حلمي …… ” مش عاجبك طلقني ” ….. ليزيد من علو ضحاته فيهتف وسطها بصعوبة

طائف بضحك : انا مشغل واحدة مختلة معايا ….. مستحيل تكون طبيعية ….. ده انا اللى نهايتي هتكون المصحة مش انتي

ثم هم بعدها بطلب الطعام لها و أكد على سرعة التوصيل

بعد عدة دقائق ليست بالقليلة خرجت من الغرفة لتجده ما زال على وضعه لكن بإختلاف وجود حاسبه النقال امامه على طاولة ما قد حركها من مكانها لتكون محاذية له بجلسته ويبدو من عقدة جبينه انه يقوم بمراجعة شيء ما بغاية الاهمية …. ظنت انه لم ينتبه لخروجها لتجده فجأة يُحدّثها و مازالت عيناه ترتكز على الحاسوب

طائف : الاكل وصل هتلاقيه وراكي

التفتت لتجد عربة الطعام قد وصلت بالفعل حركتها لتضعها هى الاخرى موازية لاحدي المقاعد فتكون جلستها بجواره

آيات بهدوء : حضرتك مش هتآكل ؟؟؟؟

نظر لها بدهشة ليلتوي فمه بسخرية قبل ان يجيب

طائف : حضرتك ؟؟؟ انتي بعد اللي حصل من شوية ده خليتي فيها حضرتك … ده انا حسيت اني انا اللي شغال عندك مش العكس

اجلت حلقها قبل ان تهتف

آيات : احم احم ما حضرتك اللى بدأت

طائف : اللي بدأت ؟ ….. كلي يا آيات كلي الله يهديكي

آيات : يعني مش هتآكل معايا؟؟

طائف : لا انا سبقتك

مضت دقيقتين او أكثر بقليل لتهتف فجأة بذهول

آيات : الاجتماع ؟؟؟؟ الاجتماع كان امبارح بليل

طائف بهدوء : لغيته …. بعد اللي حصل امبارح كان لازم يتلغي

مضت عدة لحظات و مازال نظره معلق بحاسوبه و عندما لم يشعر بأي حركة بجانبه نظر لها بقلق ليجدها تبكي بصمت وقد اغرقت الدموع وجهها

طائف بقلق : حصل ايه ؟؟؟ موجوعة ؟ فيكي حاجة ؟

حركت رأسها يميناً و يساراً لتزيده حيرة …. بقى لحظات يحاول استيضاح ما يدفعها للبكاء حتى ادرك انه اتى على ذكر ما حدث بالامس ليردف

طائف : اللى حصل امبارح ؟

اومأت له بنعم ليكمل

طائف : لو حكيتي هترتاحي ؟؟

نظراتها اوحت له انها لاتعلم ليجيب هو بدلاً عنها

طائف بحنو : خلاص احكي يمكن ترتاحي … و متنسيش اني معاكي و مش هسمح لأي حد انه يأذيكي … تمام؟؟؟

اومأت بهدوء قبل ان تبدأ بسرد ما حدث

فلاش باك

اتجهت تفتح الباب ليطالعها رجل طويل البنية لا يبدو من عمال الفندق لتناظره فى دهشة قبل ان تسمعه يقول بلهجة مصرية و بإبتسامة واسعة لم ترتح لها

……………… : جناح مستر طائف

اومأت له ببلاهة ليسألها مرة اخرى

……………… : حضرتك سكرتيرة مستر طائف

لتومأ له ايضاً … فتراه بعد ذلك يضع يداه بجيب سترته ليخرج منها مسدس غريب الشكل يبدو عليه كاتم للصوت فيرفعه بكل هدوء مقابل جبينها و يهتف ببراءة

……………… : الموضوع مش هياخد وقت كبير …. غمضى عينك و هينتهي بسرعة

لتمتثل لأمره سريعاً تغمض عيناها فى حين تتحرك شفتاها بنطق الشهادتين

مضت ثواني قليلة اثناء انتظارها ذاك لتسمعه يشتم ببذاءة فتحت عيناها فوجدته يتجه بأنظاره خارج الغرفة حركت عينيها الخائفة هى الاخرى اتجاه ما ينظر اليه لتجده عامل الفندق الآتي بالطعام و الذي سبق طائف و أن اخبرها انه سيطلبه لها فى طريقه للخارج ……… وجدت آيات هذا العامل هو حبل النجاة لها لكن سرعان ما خاب املها عندما وجدت هذا الراجل المجهول يوجه سلاحه نحو هذا العامل المسكين ليردعه قتيلاً غارقاً بدمائه امام عيناها فتصرخ هي فى فزع صرخة ادرك هذا القاتل انها ستثير جميع من حولهم و قبل ان يقوم بإسكاتها بطلقة اخرى من سلاحه حتى عمت ضوضاء و صراخ ليسرع هو بالفرار تاركاً اياها تسقط ارضاً وقد احاطها الظلام من كل جانب

نهاية الفلاش باك

……………..

9. تهديد

انتهت من سرد تلك اللحظات المرعبة تصاحبها شهقاتها العالية و بكاء مرير لم تفلح معه اياً من محاولته لتهدئتها سوى بعد فترة ليست بالقصيرة ليعم الصمت ارجاء الغرفة قبل ان تقفز من مكانها تناظره بدهشة لتهتف

آيات : انا … انا ازاي قاعدة بحكيلك اللى حصل و نسيت ان كل ده كان بسببك …. ده سألني اذا كان الجناح ده ليك و اني السكرتيرة بتاعتك …. كل ده كان بسببك انت …… بص انا مش عايزة اعرف هو كان عايز ايه … ده ميخصنيش .. بس انا مش هقدر اعيش فى الرعب ده تاني و عشان كده انا بستقيل …… و وعد مني مش هتشوف وشي تاني ولا هطالب بأي تفسير بس سيبني اروح لحالي و خلينا نشوف حل مناسب للشرط الجزائي ده … لو ينفع يعني ادفعه على دُفعات

انهت حديثها لتراه يجلس بأريحية ينظر لها في هدوء و كأنها لم تكن تصرخ بوجهه منذ لحظات …. همت بالحديث مجدداً قبل ان تجده يصفق لها بكلتا يداه …. على وجهه ابتسامة صفراء ليردف

طائف : براڤو …. لا حقيقي براڤو …… حضرتك عايزة تسيبي الشركة و كمان فكرتي في حل للشرط الجزائي …. كل ده جميل و ممكن كمان اوافق عليه حتى من غير ما اطالبك بأي فلوس …. بس لازم يكون في سبب مقنع لكل ده

آيات بحيرة : مش فاهمة …. يعني ايه الكلام ده

طائف: يعنى ايه السبب اللي عشانه عايزة تسيبي شغلك يا آنسة

جحظت عيناها .. لا تصدق انه يسألها عن السبب

آيات : سبب ؟ عايز سبب ؟ مش مكفيك اللي حصلي و الراجل اللي مات …… ثم تحولت نبرتها الى تهديد …… بص ما هو يا إما توافق على استقالتي يا إما هطلع على السفارة المصرية و اقولهم ببساطة ان فى حد خبط على باب اوضتى و كان عايز يقتلني و بدل ما يقتلني انا قتل العامل بتاع الرووم سيرفس ….. و طبعاً مش هنسى اسمك وسط الكلام الحلو ده

علت ضحكاته الصاخبة و انتشر صوتها بأرجاء الجناح كله ليزيدها هذا دهشة فوق دهشتها فتجده يجيبها بثقة لا تعلم مصدرها

طائف : السفاااارة مرة واحدة ……. لا بجد انا بهنيكي على ذكائك … بس لما تروحلهم بقى هتقوليلهم ايه … هاااا ؟ اذا كان اصلاً مفيش حد مات ولا حد شاف حاجة من اللي انتي قولتي عليها دي

آيات بصدمة : يعني ايه ؟

طائف بثقة : زي ما بقولك كده …. مفيش حد اتقتل ولا في حد هددك حتى

آيات : بس … بس ده مش صحيح … انت عارف ان فى حد مات ما هو انا مش مجنونة انا شفت ده كله بعيني …. و الفندق … ادارة الفندق عندها علم باللي بقوله و هي هتصدق على كلامي

طائف بسخرية : good luck

لحظات حتى ادركت انه تم محي احداث ما حدث فلا شرطة اتت او بُلغ حتى على الحادث ……. شلتها الصدمة حتى اصبحت قدماها لا تقوى على حملها فخرت جالسة ارضاً تنظر له فى ضعف و حيرة

آيات بإستسلام : انت مين ؟

انحنى هو نحوها ليصبح رأسه قريباً من خاصتها ليردف بثقة

طائف بهدوء و همس : طائف العِمري رئيس مجلس ادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير ….. خلي ده فى بالك و بس مش اكتر …. و انتي ….. انتي آيات رأفت … سكرتيرة رئيس مجلس الادارة شركة العمري للاستيراد و التصدير

حركت رأسها يميناً و يساراً اعتراضاً على حديثه

آيات بضعف : لا … مستحيل تكون كده و بس …… حرام عليك انا مش هقدر اعيش فى رعب حتى من الشخص اللى شغالة معاه

امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك …. يقف كلاً منهما فى مواجهة الاخر …. هى تنظر ارضاً بإستسلام ليضع احدى كفيه اسفل ذقنها يرفعه لاعلى فتقابله عينيها الضائعة فى حين كفه الاخرى ما زلت تمسك احدى كتفاها ليهتف بها فى هدوء

طائف بثبات : انتي تبعي انا …. تخصيني … وانا مستحيل أأذي اللى يخصني … ولا اسمح لحد انه يأذيه … بس …. بس اوعي للحظة تفكري تبقى من اعدائي ساعتها بقى حقك تخافي على نفسك لاني وقتها مش هرحمك …. فاهمة ؟؟؟؟

ثم ابتعد عنها ليتحرك نحو الحمام واثناء ذلك هتف بها

طائف : ساعة بالكتير و تكوني جاهزة عشان الاجتماع اللى اتلغى امبارح … انا هسبقك و اخد شاور سريع بعدها تحصليني انتي

لم ينتظر لسماع موافقتها على حديثه ليدلف للحمام سريعاً فى حين تسمرت هى بمكانها تحاول تقبل وضعها ذاك و الاكتفاء بكونه رئيسها بالشركة فقط

مر الاجتماع على خير ليفاجئها بعودتهم السريعة على اول رحلة متجهة الى مصر … لم تسطع شمس يوم جديد الا و كانا على ارض الوطن ….. و لكرمه الشديد سمح لها بأخذ يوم عودتهم كعطلة تستريح فيها من عناء السفر بل انه امر سائقه و الذي كان بإنتظاره على بوابة المطار بإيصالها اولاً الى منزلها تلى ذلك توديعه لها عند وصولهم متجهاً هو الاخر الى قصره

فور دلوفها لداخل المنزل رن هاتفها لتتأفف بتعب و تجيب

آيات : الو

آسر بتأنيب : حمد لله على السلامة يا ست آيات

آيات بتعجب : آسر ؟

آسر : ايه مش مسجلة نمرتي عندك كمان

تحركت نحو اريكتها المفضلة لتسترخي عليها قبل ان تجيب مدافعة

آيات : لا والله يا آسر بس لسة واصلة و هلكانة حتى مبصتش للرقم …. قولي بقى ايه اخبارك ؟

آسر بعصبية : زفت …. اخباري زفت يا آيات …… ينفع برضو تسافري من غير ما تسيبيلي خبر و اعرف بالصدفة

آيات بحدة : ماانت كنت مختفي لست سنين …. كنت عرفت حد حاجة عنك يعني

آسر : قولت انى اتنيلت و غلطت مش هتعلقي ليا حبل المشنقة يعني و بعدين انا قولت اني كنت فى شغل مش بلعب يعني

آيات : و لا انا كنت بلعب برضو

حل الصمت بينهما للحظات قبل ان ينفجر كلاً منهما ضاحكاً

آيات بحنين : و الله زمان مش كده

آسر : اه و الله اخر مرة كانت من سنين

آيات بتأنيب : ست سنين .. مش كده برضو

آسر بضحك : قلبك اسود انتي ….. اه يا ستي ست سنين متعاركناش و الكلمة بكلمتها بالشكل ده ….. المهم متتوهنيش عن الموضوع اللى عايزك فيه

آيات بإنتباه : خير .. بس انجز عشان تعبانة

آسر : لا مينفعش على التليفون كده لازم اشوفك حالاً

آيات بتذمر : بقولك تعبانة

آسر : يبقى اجيلك

آيات : ممم ماشي هستناك بس بسرعة عشان هموت و انام

آسر : مسافة السكة …… يلا سلام

آيات : سلام

مازن بضحك : حمد الله على السلامة يا كبير

نطق بها مازن القابع بقصر العمري لصديقه فور دلوفه الى الداخل

طائف : يخربيت فقرك … انت دايما بتنط لي فى كل حتة كده …… بقولك ايه قول اللى عايزه بسرعة عشان انا على اخري

مازن : مالك بس …. المزة زعلتك ولا ايه ؟

طائف بحدة : مازن لآخر مرة هقولهالك احترم نفسك و بلاش اسلوبك اللى زي الزفت ده …. و ملكش دعوة بآيات

مازن : اوبااا …… ومين قال بقى انى اقصد آيات …. الا بقى لو لا سمح الله انت شايفها مزة

طائف : انت شكلك فاضي و جاي تتسلى عليا …. بقولك ايه غور من وشي احسنلك

مازن : خلاص خلاص شكلك قفشت جامد …… انا جايلك فى المهم اهو ….. مش كنت سألتني عن اللى ورا اللى حصل فى روما

طائف بتلهف : وصلت لحاجة ؟

مازن : عيب عليك …. طبعاً وصلت لحاجات ….. بص يا كبير واضح كده ان الباشا معجبتهوش الهدية بتاعة اخر مرة و لسة عايز يتظبط

طائف : تقصد انه يكون ا…………

مازن : بالظبط كده آسر الرفاعي

آيات : أؤمر ….. اي خدمة ؟؟

آسر : بقى دي طريقة ترحبي بيها بضيفك …. وسعي كده خليني ادخل

هتف بها آسر بمرح عقب وصوله لمنزلها مزيحاً اياها جانباً ليخطو الي داخل المنزل

ضحكت بخفوت قبل ان تغلق الباب و تتبعه الى حيث ذهب

آيات : انجز و حياة ابوك احسن انا على اخري خالص …. هموت و اخد السرير بالأحضان

آسر : انا اللى استاهل عشان خايف عليكي …. تصدقى مبيطمرش فيكي

آيات بحماس : يبقى الموضوع فى مصلحة …. قوووول بقى

آسر بجدية : لا انتي اللى هتقوليلي ……مين هادي ده ؟

آيات بحيرة : هادي ؟ هادي مين ؟

آسر بتهكم : مديرك فى الشغل

آيات : مديري ؟ بس انا مديري مسمهوش هادي …….. اااااه لا يا سيدى هادي ده كان مدير مؤقت لغاية ما صاحب الشركة رجع

آسر : و مين بقى رئيس الشركة ده

آيات بقلق : بتسأل ليه ؟

آسر : انجزي يا آيات …. قولى مين صاحب الشركة ؟

آيات بتوتر : اسمه … اسمه ط………..

قاطعها رنين الهاتف لتلتقطه سريعاً فتجد رقم رقيات

آيات : ايوة يا روقة وحشانى والله ………. أمال مين ………. ثم اكملت بقلق …. ماشي يا رامي خليك عندك ثواني و هجيلك ….. اهدي بس وانا هتصرف ….سلام دلوقتى

آسر : مالك حصل ايه ؟ ومين رامي ده ؟

آيات : رقيات تعبت فجأة و رامي ده بالصدفة كان جنب المحل وهو معاها دلوقتى ….. آسر والنبي خلينا نتحرك بسرعة و نروحلها

تحركت نحو باب المنزل يتبعها آسر

آسر : ماشي ماشي البسي بس حاجة عليكي و انا معايا عربيتي برة ناخدها و نروح اي مستشفى

مازن : ساكت يعني ؟

طائف : لو الموضوع ده فيه آسر يبقى الخطر لسة موجود و الحكاية لسة مخلصتش

مازن : الصراحة عندك حق …… طائف هو ايه كان رد فعل آيات بعد اللى حصل ؟

طائف : مفيش تعبت و انهارت شوية و بعدين زعقت وقعدت تخترف بكلام عن الاستقالة و كده

مازن : طب ما هو الحل موجود اهو ……. خليها تسيب الشغل و تستقيل

طائف بحدة : شغل ايه اللي تسييه يا مازن انتى بتستهبل انت كمان

مازن : بلاش مكابرة يا طائف انا و انت عارفين انها مكنتش المقصودة و انها اتعرضت لكل ده بسبب كونها السكرتيرة بتاعتك

طائف بعند : انسى موضوع الاستقالة دي او انها تبعد عني

مازن بتعجب : تبعد عنك ؟؟؟؟؟ ده الموضوع بقى مش موضوع شغل و بس

لم يأتيه رد من صديقه

مازن بتحذير : طائف يا صاحبي انت عارف لو آيات بقت تخصك ده هيعرضها لخطر اكبر

طائف بتنهيدة : عارف

مازن : هو ايه اللى عارف ؟…… طائف بلاش جنان بقى …. آيات مش قدك و لا حمل العالم بتاعنا

طائف : مازن امشي يلا على بيتك انا تعبان

مازن : مش همشي يا طائف مش همشي الا لما تتصل بآيات و تبلغها متجيش بكرة الشغل و انك استغنيت عن خدامتها خلاص

طائف : فى شرط جزائي لسة المفرو…….

مازن : طااااااائف بلاش حجج فارغة يلا اخلص

الطبيب : اطمنو يا جماعة كل الموضوع ان الضغط وطي فجأة و ده سببلها هبوط …. هى هتفضل معانا النهاردة لغاية ما نظبط الضغط و تقدر تروح معاكم ان شاء الله اخر النهار

آسر و آيات : ان شاء الله

ثم غادرهم الطبيب ليبقى كلاً منهما امام الغرفة التي ترقد بها رقيات

آسر : روحي انتي بقى عشان ترتاحى من السفر شوية وانا هفضل معاها لغاية ما تصحى ولو حصل جديد هبلغك

آيات بإعتراض : اروح فين …. لا طبعاً مستحيل اسيبها لوحدها ….. هى ان شاء الله تفوق و نروح سوا …. ممكن انت تروح شغلك انا عارفة انك متعطل النهاردة

آسر : بس مش هينفع اسيبك هنا لوحدك

رن هاتفه و كانت المرة الثالثة التى تهاتفه فيها سكرتيرته تخبره بضرورة حضوره بالشركة

آيات : شوفت …. يلا امشي من هنا بقى على شغلك يا استاذ … يلا يلا .. هنرش مية

آسر بضحك : لا لا انتي المفروض تشوفى حل لنفسك ….. بقيتي بيئة اوي بصراحة

آيات بغنج : ملكش دعوة …. انا بيئة و انا واثقة فى نفسي

آسر مودعاً : طيب يااختي يلا سلااام و ابقي كلميني لو احتجتي حاجة

آيات : ماااشي سلاااام

ودعته ثم اتجهت للداخل لتجلس بجانب رقيات النائمة بهدوء مر بعض الوقت لتجد هاتفها و الذي حمداً لله لم تنسى اخذه معها قبل الخروج من المنزل يرن برقم طائف …. توترت للحظات قبل لن تعقد العزم على الرد ….. جاءها صوته جامد

طائف : الو ….. اتمنى مكنش صحيتك من النوم

آيات : احم لا انا صاحية … خير ؟؟؟

طائف : حيث كده بقى فأنا قدام البيت ممكن نتكلم دقايق بسيطة

أنتفضت من مقعدها لتقف هاتفة

آيات : بيت ؟ بيت مين ؟

طائف : بيتك .. هيكون بيت مين يعنى ؟

آيات بتوار : اه بس انا اصلاً مش فى البيت

سمعت تأففه على الجهة الاخرى قبل ان يردف

طائف : امال فين ؟

آيات : فى المستشفى

طائف بلهفة : مستشفى ….. مستشفى ليه ؟ انتي كويسة ؟؟؟ ايه اللى حصل ؟

آيات : انا كويسة بس ا…….

طائف مقاطعاً و قد هم بتشغيل سيارته : مستشفي ايه ؟

املته اسم المشفى ليتجه بأقصى سرعة لرؤيتها وقد قرر بداخله ان ما شعر به فور ابلاغها له انها بالمشفى يُبعد اي فرصة لابعادها عنه لذا فليذهب تعقله الي الجحيم

بعد فترة

آيات بتوتر : مكنش فى داعي ان حضرتك تيجي بنفسك

واخيراً شعر بالراحة فور رؤيته لها تقف امامه سليمة معافاة بعد ان عصفت بأفكاره اسوء الاحتمالات

طائف : احم احم محصلش حاجة المهم انتي بخير ؟

آيات : اه دي واحدة قريبتي تعبت شوية فأضطريت اجي بيها هنا

طائف : الف سلامة عليها

قاطع حديثهم الرتيب هذا .. الطبيب موجهاً حديثه الودي لآيات و هو الامر الذي لم يعجب طائف لسبب ما هو شخصه لا يعلمه

الطبيب بإبتسامة لزجة : الست رقيات فاقت و ممكن تخرج فى اي وقت حمد لله على سلامتها يا آيات …. واي حاجة لحد ما تخرجو انا فى الخدمة … انتي عارفة مكتبي فين … انا تحت امرك في اي وقت

آيات برسمية : شكراً ليك يا دكتور عن اذنك

وتركت كلاً من طائف و الطبيب يقفان يناطح كلاً منهما الاخر بالنظرات و سرعان ما انسحب الطبيب منهزماً امام نظرات طائف القاتلة

تلى ذلك و بعد فترة خروج رقيات و آيات من الغرفة ليقابلهم طائف يعرض عليهم توصيلهم للمنزل فيلزم ذلك تعريف رقيات بطائف و العكس لتغير الاولى رأيها تماماً بشأن طائف نظراً للطفه المفاجىء فى التعامل معهم و الذي تراه آيات لأول مرة

اوصل طائف رقيات اولاً الى منزلها و عرضت آيات عليها البقاء معها لبقية اليوم حتى لا تبقى بمفردها ولكن عرضها هذا قوبل بالرفض وانها تستطيع الاعتناء بنفسها ولا داعي للتعب لتتحرك بعد ذلك هى و طائف ليوصلها هي الاخري الى منزلها

و فى السيارة

آيات : حضرتك كنت عايز تتكلم معايا فى موضوع ؟

طائف : لغيته

آيات : افندم ؟

طائف بغضب : كان فيه موضوع و غيرت رأيي فيه ….. عندك مانع ؟

آيات بغيظ : لا براحتك

تعجبت هي لغضبه غير المبرر لكن لا شأن لها به … بقيت سنة واحدة لها حتى ينتهي العقد الذي يربطها بشركته و بعدها ستترك هذا العمل دون رجعة لذا فلتتحمل هذه الفترة و تمضيها دون اسئلة …. ستقتل فضولها المعتاد ذاك و الذي يوقعها دائماً بالمصائب

لحظات قضاها الاثناء فى الصمت قبل ان يصلا الى المنزل ودعته بهدوء شاكرة اياه لتهبط من السيارة متجهة الى المنزل …. اخذ يراقبها حتى اطمأن لدلوفها للداخل …. و هم بتحريك السيارة لكن اوقفته صرخة صدرت من داخل المنزل سمرته بمكانه

…………………..

يتبع ………….. بقلم الكاتبة :اسماء الاباصيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى